منتديات المُنى والأرب

منتديات المُنى والأرب (http://www.arabna312.com//index.php)
-   صفحات من التاريخ وحضارات الأمم (http://www.arabna312.com//forumdisplay.php?f=201)
-   -   معبد أشمون شرق مدينة صيدا (http://www.arabna312.com//showthread.php?t=14460)

أرب جمـال 10 - 3 - 2011 09:29 PM

معبد أشمون شرق مدينة صيدا
 


يقع معبد أشمون على ضفة نهر الأولي، فوق تلة على مسافة 3 كلم شمال شرقي مدينة صيدا، في المنطقة المعروفة اليوم باسم بستان الشيخ. يعود تاريخ بنائه إلى أواخر القرن السابع ق.م.


http://ghenwas.jeeran.com/photos/1648376_l.jpg

أقيم هذا المجمع الديني تكريماً لرب الشفاء الفينيقي "اشمون"، وكان هذا المعبد بمثابة مستشفى للأطفال ذاع صيته في كلّ المدن الفينيقية، يأتي الناس إلى كهنته المختصين بالطب طالبين منهم إنقاذ أطفالهم، خصوصاً الذكور منهم.


تحدثنا الأسطورة أن "اشمون" كان شاباً من أصل بيروتي وكان الصيد هوايته المفضلة. وفي أحد الأيام وقعت الإلهة "عشتروت" في حبه، فما كان منه إلا أن مال عن إغرائها، فجب نفسه ومات. ولما لم تستسلم الإلهة للقدر، أعادت حبيبها إلى الحياة مسبغة عليه خصائص الألوهة ... ويقال أيضاً أن بلدة "قبر شمون" الواقعة على مقربة من بيروت ما تزال تحتفظ حتى يومنا هذا بذكرى مدفن الإله الشاب.


http://ghenwas.jeeran.com/photos/1648375_l.jpg

وبني هذا المعبد الى جانب نبع يدعى «عين يدل» لا تزال مياهه تجري حتى اليوم. وكان لمياه هذا النبع دور مهم في المعتقدات وخصوصاً في عملية الشفاء. فقد بنيت وسط المعبد «بحيرة مقدّسة» وضع في وسطها تمثال إلهة الحياة عشتروت، وكان الأطفال يغطسون في مياهها «الشافية» بقوة الآلهة ومن ثم يبدأ علاجهم.



http://ghenwas.jeeran.com/photos/1648374_l.jpg

ولا تزال آثار تلك «البحيرة»، ظاهرة في المعبد إلى اليوم، يتوسطها تمثال الآلهة، فيما تمتلئ مياه نبع يدال كلّ ربيع. وتقع البحيرة عند أسفل مصطبة عالية مبنية بالحجارة الكلسية الضخمة التي ترتفع عدة أمتار. وخلال التنقيبات الأثرية التي أجريت في المعبد، عثر العلماء على عناصر هندسية منحوتة في الرخام الأبيض في جوار المصطبة نُقلت كلها إلى المتحف الوطني في بيروت. وفي جوار المصطبة الكبرى ترتفع أخرى أقلّ أهمية وضخامة بنيت في فترة لاحقة.

وعلى الموقع أيضاً أبنية صغيرة مبعثرة هنا وهناك يفترض أنها كانت جزءاً من مساكن خُصّصت للقيّمين على المعبد ولزوّاره من الحجاج. وأهم ما عُثر عليه في المعبد من مقتنيات هي مجموعة رائعة من التماثيل الرخامية الصغيرة التي تمثّل أطفالاً يحملون في أيديهم حيوانات أليفة، وقد حُفرت على قاعدة هذه التماثيل إهداءات طقوسية للإله أشمون نقشت باللغة الفينيقية. وتلك المجموعة هي من أهم مقتنيات المتحف، وتعرف بأطفال أشمون. ويعتقد بأن تلك التماثيل كانت تترك في المعبد تقدمةً بعد شفاء الأطفال.

اندمجت شخصية "اشمون" الفينيقي بشخصية إله الطب الإغريقي – الروماني "اسكليبيوس".

http://ghenwas.jeeran.com/photos/1648372_l.jpg

وقد عثر على مقربة من معبد "اشمون" على ورقة من الذهب نقشت عليها صورة "اشمون" رب الشفاء وهو يمسك بيده عصا يلتف حولها ثعبان، وإلى جانبه صورة "إيجيا" ربة الصحة.



زيارة الموقع

ما من شك في أن بقايا المعبد الكبير تشكل أكثر البقايا الأثرية المكتشفة في موقع "اشمون" وقعاً في النفوس. ويمكن تكوين فكرة إجمالية عن هذا المجمع الديني الفريد من خلال تسلق الدرج الروماني الموصوف بالفسيفساء.

يتم دخول المعبد عبر الطريق الاحتفالية الرومانية ذات الأروقة المعومدة ومن ثم عبر الدرج، فيرى الزائر على يساره تاج عمود كبير من الرخام وقد حفرت على جوانبه أربعة مقدمات ثيران. ويعود هذا التاج إلى العصر الفارسي على الرغم من أن وضعه في مكانه الحالي، ضمن مزار صغير داخل باحة المعبد، يرقى إلى ما بعد ذلك العصر.


أما القسم الأقدم من مجمع "اشمون" الديني فإنه يتمثل ببقايا بنية هرمية الشكل، لم يبق منها إلا بعض الدرجات وأحد الجدران، وهي بنية تعود إلى القرن السادس ق.م.، أي إلى تلك الفترة التي كانت فيها صيدا خاضعة للنفوذ السياسي والثقافي البابلي.

أما المصطبة العمائرية فتشكل جزءاً من العبد الذي أقامه "اشمون عزر" في غضون القرن الخامس ق.م. والتي وسعها الملك "عبد عشترت" كما تدل على ذلك بعض الكتابات التي تحمل اسمه والتي ما تزال قائمة في جدارها الداعم.


أما المياه اللازمة لإقامة الشعائر الدينية، فقد تم إيصالها من النبع عبر نظام جر مدروس، بحيث كانت تجمع في سلسلة من البرك التي كانت تستعمل لطقوس الوضوء أو الغسل أو تغطيس المرضى.



http://ghenwas.jeeran.com/photos/1648395_l.jpg

الموقع اليوم
موقع "اشمون" لا يبعد أكثر من بضع دقائق عن صيدا حيث أقامت وزارة السياحة مجمعا ً سياحياً يستقبل الزوار والسياح ويقدم لهم المأكولات من الساعة 12 إلى الساعة 16 ظهراً، ومن الساعة 19 حتى منتصف الليل.

وبما أن الرحلة إلى الموقع لا تستغرق ساعة من الوقت انطلاقاً من بيروت، فبإمكان الزائر أن يجمع في يوم واحد بين زيارة "اشمون" وزيارة صيدا أو مواقع أخرى في المنطقة


حنان عرفه 10 - 3 - 2011 09:47 PM

شكرا لك ارب على تلك الرحلة الجميلة
استمتعت بها كثرا

B-happy 12 - 3 - 2011 07:49 PM

يسلمو على المعلومات والطرح
يعطيك العافية

hakimnexen 12 - 3 - 2011 08:27 PM



مشكورة أختي على التقرير الدقيق والعلمي والمتكامل


تقبلي تحياتي ومروري

محمد ماهر مرعي 12 - 3 - 2011 08:50 PM

سلمت اختي
تقديري

Mr.who 1 - 9 - 2011 07:32 AM


shreeata 1 - 9 - 2011 11:42 AM

مشكورة عزيزتي ارب
موضوع اكثر من رائع
سلمت تحيات لك


الساعة الآن 02:39 PM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب

جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى