منتديات المُنى والأرب - الأدب مع كلام الله عز وجل

الأدب مع كلام الله تعالى

يؤمن المسلم بقدسية كلام الله تعالى وشرفه وافضليته على سائر الكلام ، وأن القرآن الكريم كلام الله الذي لا ياتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، ومن قال به صدق ، ومن حكم به عدل ، وان أهله هم أهل الله وخاصته ، والمتمسكون به ناجون فائزون ، والمعرضون عنه هلكى خاسرون .

ويزيد في إيمان المسلم بعظمة كتاب الله جل جلاله وقدسيته وشرفه ما ورد في فضله عن المنزل عليه والموحى به إليه صفوة الخلق سيدنا محمد بن عبد الله ورسوله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم في مثل قوله

(إقرؤوا القرآن فإنه يجئ يوم القيامة شفيعاً لصاحبه ) ( رواه مسلم 252 كتاب صلاة المسافر ) وقوله ( خيركم من تعلم القرآن وعلمه ) (رواه البخاري 6/236 ) وقوله صلى الله عليه وسلم ( أهل القرآن أهل الله وخاصته) (رواه الإمام أحمد 3/128 وورد في ميزان الإعتدال4820 ) . وكذلك قوله صلى الله عليه وسلم

( إن القلوب تصدأ كما يصدأ الحديد) فقيل يارسول الله وما جلاؤها ؟ فقال( تلاوة القرآن وذكر الموت)

(رواه البيهقي في الشعب بإسناد ضعيف وورد في ميزان الإعتدال 9085 وكنز العمال 3924 )

وقد جاء مرة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أحد خصومه الألداء يقول يامحمد إقرأ علي القرآن ، فيقرأ عليه الصلاة والسلام (إن الله يأمر بالعدل والإحسان ..الآية ولم يكد يفرغ الرسول صلى الله عليه وسلم من قراءتها حتى يطالبه الخصم الألد بإعادتها مدهوشاً بجلال لفظها وقدسية معانيها ، مأخوذاً ببيانها ن مجذوباً بقوة تأثيرها ، ولم يلبث أن رفع عقيرته بتسجيل إعترافه وتقرير شهادته بقدسية كلام الله وعظمته إذ قال والله إن له لحلاوة وإن عليه لطلاوة ، وإن أسفله لمورق ، وإن أعلاه لمشمر ، ومايقول هذا بشر.

(الخصم الألد هو الوليد بن المغيرة . كما رواه البيهقي بإسناد جيد ) .

ولهذا كان المسلم زيادة على انه يحل حلاله ويحرم حرامه ويلتزم بآدابه ويتخلق بأخلاقه ، فغنه يلتزم عند تلاوته بالآداب التالية

1 . أن يقرا القرآن وهو على أكمل الحالات من طهارة واستقبال القبلة والجلوس في أدب ووقار .

2 . أن يرتله ولا يسرع في تلاوته ،فلا يقرؤه في اقل من ثلاث ليال ،لقوله صلى الله عليه وسلم

( من قرأ القرآن في اقل من ثلاث ليال لم يفقهه ) (رواه أصحاب السنن وصححه الترمذي ورواه الإمام أحمد) وأمر الرسول عليه الصلاة والسلام عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن يختم القرآن في كل سبع ، كما كان عبد الله بن مسعود وعثمان بن عفان وزيد بن ثابت رضي الله عنهم بختم القرآن في كل أسبوع مرة .

3 . ان يلتزم الخشوع عند تلاوته وأن يظهر الحزن وأن يبكي أويتباكى إن لم يستطيع البكاء لقول الرسول صلى الله عليه وسلم .

( إن هذا القرآن نزل بحزن فإذا قرأتموه فأبكوا فإن لم تبكوا فتباكوا ) (رواه ابن ماجة 1337 بإسناد جيد )

4 .أن يحسن صوته به لقوله صلى الله عليه وسلم (زينوا القرآن باصواتكم )

(رواه الإمام أحمد4/283 ،285 ،296 ورواه ابن ماجة1342 ورواه النسائي 2/180 ورواه الحاكم 1/571 )

وفي قوله ( ليس منا من لم يتغن بالقرآن )

رواه البخاري 9/188 وأبوداود 1469 ،1470 ،1471 والإمام أحمد 1/172 ،175 ،179 ).

وكذلك قوله (ما أذن الله لشئ ما أذن لنبي يتغنى بالقرآن )

(رواه البخاري 6/236 ،9/173 ،193 ورواه مسلم 34 كتاب صلاة المسافرين ورواه الإمام أحمد 271 )

5 . ان يُسرَ تلاوته إن خشي على نفسه رياء أو سمعة اوكان يشوش به على مصل لما ورد عنه صلى الله عليه وسلم ( الجاهر بالقرآن كالجاهر بالصدقة ) ومن المعلوم أن الصدقة تستحب سريتها إلا أن يكون في الجهر فائدة مقصودة كحمل الناس على فعلها مثلاً ، وتلاوة القرآن كذلك .

6 . ان يتلوه بتدبر وتفكر مع تعظيم له واستحضار القلب وتفهم لمعانيه واسراره .

7 . أن لا يكون عند تلاوته من الغافلين عنه المخالفين له ، إذ أنه قد يتسبب في لعن نفسه بنفسه أنه إن قرأ

( فنجعل لعنت الله على الكاذبين ) او (لعنة الله على الظالمين ) وكان كاذباً أو ظالماً فإنه يكون لاعناً لنفسه ، والرواية التالية تبين مقدار خطأ المعرضين عن كتاب الله الغافلين عنه المتشاغلين بغيره . فقد روى انه جاء في التوراة ان الله تعالى يقول( أما تستحي مني ياتيك كتاب من بعض إخوانك وأنت في الطريق تمشي ، فتعدل عن الطريق وتقعد لأجله وتقرؤه وتتدبره حرفاً حرفاً حتى لايفوتك شئ منه ، وهذا كتابي أنزله إليك انظر كيف فصلت لك فيه من القول ، وكم كررت عليك فيه لتتأمل طوله وعرضه ، ثم إنك معرض عنه ، فكنتُ أهون عليك من بعض إخوانك .. ياعبدي يقعدُ إليك بعض إخوانك فتقبلُ إليه بكل وجهك وتصغي إلى حديثه بكل قلبك ، فإن تكلم متكلمُ أو شغلك شاغلُ عن حديثه أومأت إليه أن كُف ، وها أنا مقبل عليك ومحدث وأنت معرض بقلبك عني ، أفجعلتني أهون عندك من بعض إخوانك ؟ .

8 . يجتهد في ان يتصف بصفات اهله الذين هم أهل الله وخاصته وأن يتسم بسماتهم كما قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : ينبغي لقارئ القرآن أن يعرف بليله إذ الناس نائمون ن وبنهاره إذ الناس مفطرون ، وببكائه إذ الناس يضحكون ، وبورعه إذ الناس يخلطون ، وبصمته إذ الناس يخوضون ، وبخشوعه إذ الناس يختالون ، وبحزنه إذ الناس يفرحون .

وقال محمد بن كعب : كنا نعرفُ قارئ القرآن بصفرة لونه ( يشير إلى سهره وطول تهجده) وقال وهيب بن الورد : قيل لرجل ألا تنام ؟ قال : إن عجائب القرآن أطرنَ نومي وأنشد ذو النون قوله .

منع القرآن بوعده ووعيده ... مُقل العيون بليلها لا تهجعُ

فهِموا عنِ الملكِ العظيم كلامهُ ... فهماً تذلُ له الرقابُ وتخضعُ

المرجع كتاب منهاج المسلم

للإستاذ أبوبكرسالم الجزائري

يغفرُ اللهُ لَهُ ولوالديه

أللهم

إنك أعطيتني خير احباب في الدنيا دون أن اسألك.

فلا تحرمني من صحبتهم في الجنة وانا اسـألك

أللهم اســعدهم وفرج همهم وحقق لهم ما تمنوا

واجعـــــــــل الجنة مقـــــراً لهم

أللهــــم لا ترد دعواتي لهم فإني فيك أحبهم