منتديات المُنى والأرب

منتديات المُنى والأرب (http://www.arabna312.com//index.php)
-   القسم الإسلامي (http://www.arabna312.com//forumdisplay.php?f=21)
-   -   الدين.. ما هو؟؟ (http://www.arabna312.com//showthread.php?t=17405)

محمد ماهر مرعي 17 - 7 - 2011 03:21 AM

الدين.. ما هو؟؟
 
الدين.. ما هو؟؟
الدين حالة قلبية.. شعور.. إحساس باطني بالغيب.. و إدراك مبهم ، لكن مع إبهامه شديدالوضوح بأن هناك قوة خفية حكيمة مهيمنة عليا تدبر كل شيء.
إحساس تام قاهر بأنهناك ذاتا عليا.. وأن المملكة لها ملك.. و أنه لا مهرب لظالم و لا إفلات لمجرم.. و أنك حر مسئول لم تولد عبثا ولا تحيا سدى وأن موتك ليس نهايتك.. و إنماسيعبر بك إلى حيث لا تعلم.. إلى غيب من حيث جئت من غيب.. و الوجود مستمر.

وهذا الإحساس يورث الرهبة والتقوى والورع ، ويدفع إلى مراجعة النفس ويحفز صاحبه لأن يبدع من حياته شيئا ذا قيمة و يصوغ من نفسه وجودا أرقى وأرقى كللحظة متحسبا لليوم الذي يلاقي فيه ذلك الملك العظيم.. مالك الملك.

هذهالأزمة الوجودية المتجددة والمعاناة الخلاقة المبدعة والشعور المتصل بالحضور أبدامنذ قبل الميلاد إلى ما بعد الموت.. و الإحساس بالمسئولية والشعور بالحكمة والجمال والنظام والجدية في كل شيء.. هو حقيقة الدين.
إنما تأتي العبادات والطاعات بعد ذلك شواهد على هذه الحالة القلبية..
وينزل القرآن للتعريف بهذا الملك العظيم .ملك الملوك.. و بأسمائه الحسنى وصفاته وأفعاله وآياته ووحدانيته.
و يأتيمحمد عليهالصلاة والسلام ليعطي المثال والقدوة.
و ذلك لتوثيق الأمر وتمامالكلمة .
و لكن يظل الإحساس بالغيب هو روح العبادة وجوهر الأحكام والشرائع، وبدونه لا تعني الصلاة ولا تعني الزكاة شيئا.

و لقد أعطى محمد عليه الصلاةوالسلام القدوة والمثال للمسلم الكامل، كما أعطى المثال للحكم الإسلامي والمجتمع الإسلامي.. لكن محمدا عليه الصلاة والسلام وصحبه كانوا مسلمين في مجتمعقريش الكافر.. فبيئة الكفر، و مناخ الكفر لم يمنع أيا منهم من أن يكون مسلما تامالإسلام .

وعلى المؤمن أن يدعو إلى الإيمان ، و لكن لا يضره ألا يستمع أحد، ولا يضره أن يكفر من حوله، فهو يستطيع أن يكون مؤمناً في أي نظام و في أي بيئة.لأن الإيمان حالة قلبية، والدين شعور وليس مظاهرة، و المبصر يستطيع أن يباشرالإبصار ولو كان كل الموجودين عميانا ، فالإبصار ملكة لا تتأثر بعمى الموجودين ،كما أن الإحساس بالغيب ملكة لا تتأثر بغفلة الغافلين ولو كثروا بل سوف تكون كثرتهمزيادة في ميزانها يوم الحساب .

إن العمدة في مسألة الدين والتدين هي الحالةالقلبية.
ماذا يشغل القلب.. و ماذا يجول بالخاطر ؟
و ما الحب الغالب علىالمشاعر ؟
و لأي شيء الأفضلية القصوى ؟
و ماذا يختار القلب في اللحظة الحاسمة؟
و إلى أي كفة يميل الهوى ؟

تلك هي المؤشرات التي سوف تدل على الدين منعدمه.. و هي أكثر دلالة من الصلاة الشكلية ، و لهذا قال القرآن.. و لذكر اللهأكبر.. أي أن الذكر أكبر من الصلاة.. برغم أهمية الصلاة.
و لذلك قال النبيعليه الصلاة و السلام لصحابته عن أبي بكر.. إنه لا يفضلكم بصوم أو بصلاة و لكنبشيء وقر في قلبه.

و بهذا الشيء الذي وقر في قلب كل منا سوف نتفاضل يومالقيامة بأكثر مما نتفاضل بصلاة أو صيام.
إنما تكون الصلاة صلاة بسبب هذا الشيءالذي في القلب.
و إنما تكتسب الصلاة أهميتها القصوى في قدرتها على تصفية القلبوجمع الهمة وتحشيد الفكر و تركيز المشاعر.

وكثرة الصلاة تفتح هذه العينالداخلية و توسع هذا النهر الباطني، و هي الجمعية الوجودية مع الله التي تعبر عنالدين بأكثر مما يعبر أي فعل .
و هي رسم الإسلام الذي يرسمه الجسم على الأرض،سجودا، و ركوعا وخشوعا وابتهالا، وفناء.. يقول رب العالمين لنبيه :
اسجد واقترب.
و بسجود القلب يتجسد المعنى الباطني العميق للدين، وتنعقدالصلة بأوثق ما تكون بين العبد والرب.

و بالحس الديني، يشهد القلب الفعلالإلهي في كل شيء.. في المطر والجفاف، في الهزيمة و النصر، في الصحة و المرض،في الفقر و الغنى، في الفرج و الضيق.. وعلى اتساع التاريخ يرى الله في تقلبالأحداث و تداول المقادير.

و على اتساع الكون يرى الله في النظام و التناسقوالجمال ، كما يراه في الكوارث التي تنفجر فيها النجوم و تتلاشى في الفضاء البعيد.

و في خصوصية النفس يراه فيما يتعاقب على النفس من بسط و قبض ، وأمل وحلم، و فيما يلقى في القلب من خواطر و واردات.. حتى لتكاد تتحول حياة العابد إلى حوارهامس بينه و بين ربه طول الوقت .
حوار بدون كلمات.
لأن كل حدث يجري حولههو كلمة إلهية و عبارة ربانية ، و كل خبر مشيئة ، وكل جديد هو سابقة في علم اللهالقديم.

و هذا الفهم للمشيئة لا يرى فيه المسلم تعطيلا لحريته، بل يرى فيهامتدادا لهذه الحرية.. فقد أصبح يختار بربه، و يريد بربه، و يخطط بربه، و ينفذبربه.. فالله هو الوكيل في كل أعماله.
بل هو يمشي به ، و يتنفس به ، و يسمع به، و يبصر به ، و يحيا به.. و تلك قوة هائلة ومدد لا ينفد للعابد العارف ، كادت أنتكون يده يد الله و بصره بصره، و سمعه سمعه ، و إرادته إرادته .

إن نهرالوجود الباطني داخله قد اتسع للإطلاق.. و في ذلك يقول الله في حديثه القدسي :
لم تسعني سماواتي و لا أرضي و وسعني قلب عبدي المؤمن. [ قال الحافظ العراقي في تخريج أحاديث الإحياء : لا أصل له ]
هذا التصعيدالوجودي، و العروج النفسي المستمر هو المعنى الحقيقي للدين.. و تلك هي الهجرة إلىالله كدحا.
{ يا أيها الإنسان إنك كادح إلى ربك كدحا فملاقيه}
و لا نجدغير الكدح كلمة تعبر عن هذه المعاناة الوجودية الخلاقة ، و الجهاد النفسي صعودا إلىالله.

هذا هو الدين.. و هو أكبر بكثير من أن يكون حرفة أو وظيفة أو بطاقةأو مؤسسة أو زيا رسميا.

لــ مصطفى محمود

أبو جمال 23 - 7 - 2011 12:19 AM

مشكور يالغالي
أفدتنا
لا عدمنا وجودك بيننا

قلب., 23 - 7 - 2011 01:25 AM

بارك الله بك ميتو على الموضوع
لا عدمناك وجزاك الله الخير

عاشق تراب الأقصى 23 - 7 - 2011 02:19 AM

جزاك الله خيرا وبارك بك ,,
وجزاك الفردوس الاعلى
وجعله في ميزااان حسناااتك

حفظك الله ورعاك

السومري 26 - 7 - 2011 12:15 AM

بارك الله فيك
وجزاك الله خير الجزاء
دمت برعاية الله وحفظه

الغراب الأسود 26 - 7 - 2011 10:27 PM

بارك الله بك وأثابك الجنة وجعله في ميزان حسناتك

شكرا على الإفادة والطرح

shreeata 26 - 7 - 2011 10:52 PM

مشكور اخي ميتو عل روعة الادراج
تحيات لك
سلمت


الساعة الآن 06:15 PM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب

جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى