منتديات المُنى والأرب

منتديات المُنى والأرب (http://www.arabna312.com//index.php)
-   مواضيع ثقافية عامة (http://www.arabna312.com//forumdisplay.php?f=67)
-   -   بين الماضي والحاضر (http://www.arabna312.com//showthread.php?t=17505)

همسه 21 - 7 - 2011 06:19 PM

بين الماضي والحاضر
 
من يتأمل قليلا في مجريات الحياة وما يدور حوله من أمور وحركة يومية دؤوبة لإفراد المجتمع الإنساني ، ينتبه إلى قضية مهمة وهي قضية الإيمان بالغيب والغيبيات ، وكيف إن الإنسان في العصور السابقة عندما كان يعيش عيشة بسيطة كما هو حال أجدادنا الذين لم يعاصروا التطور العلمي والتقني ، ولم يكن عصرهم منطلقا كما الآن بدون توقف ، بل كان يجري ويسير بشكل بسيط وهادئ ، حيث البساطة في المعيشة والمأكل والملبس والحركة والتنقل بين المدن ، فكانت الحياة تمر بصورة بطيئة ومريحة دون انتباه لحركات عقارب الساعة ، فكان الناس في الماضي كما يقول الكثيرون (على الفطرة ) ، لم يتلوثوا بسموم خارجية وبقيت أنفسهم طيبة أصيلة لا يكدر صفوها رواسب الزمن والمياه الأسنة التي جلبتها تيارات التغيير والتطور في شتى المجالات ، فالأجداد كانوا يؤمنون بالغيبيات وهي عندهم من المسلمات ، فالإيمان بالله عز وجل وملائكته ، والإيمان بالرسل والكتب السماويه و بالجن وغيرها ، إيمان راسخ لا يتزعزع ، وتراهم متوكلين على الله في جميع أمورهم فكانوا كما يقال أهل بخت وكرامة وكم من مرة يتم السؤال عن فلان وعلان اذا لم يجدوه بالمسجد حتى لو بعد صلاة الفجر تجدهم يتوجهون لمنزله للسؤال عنه.
حتى في معيشتهم من النواحي الأقثصاديه كانوا يوزعون ما سيزرعونه ففلان يزرع بطاطا وعلان كوسى وبندوره وآخر كذا وكذا . سبحان الله .
أما اليوم فقد تغير الحال ، فالعلم والتكنولوجيا والتطور الهائل في نظام المعلومات والاتصالات وفتح أبواب العالم بمصراعيها لجميع الشعوب ، والتلاقح والتواصل بين الأمم اخرج الإنسان من فطرته وأصبح ينظر إلى الأمور بعين أخرى ، عين تملؤها روح التعلق بالدنيا الدنية وما فيها من ماديات ومغريات ، فأصبح يلهث وراء كل شيء مادي ، وأصبح يؤمن بما يوجد بين يديه ، وما يراه وما يبصره وكل ما عدا ذلك وما هو واقع في الغيب فلا يصدق به الا ما ندر . فارتدى الخلق رداءا وزيا ماديا في تصرفاتهم وعملهم وحياتهم بل حتى في فكرهم واعتقادهم وإيمانهم ، فاخذ الكثير منهم يتنكر لعقيدته الإسلامية الصحيحة ، وينجرف مع تيارات الإلحاد والضلال ، ورأينا البعض قد سار خلف التيار الماركسي إلى آخر النفس ، والبعض الآخر خلف التيار الليبرالي الرأسمالي في الغرب ، وغيرها كثير من أفكار ومعتقدات فاسدة امن بها بعض من يحسب على الإسلام ويعد من المسلمين ، وبدأ ينظر إلى الفكر الإسلامي نظرة مادية دنيوية دون الالتفات إلى الغيبيات وهي الوجه الآخر للفكر الإسلامي . أي انه ينظر إلى عالم الشهود فقط وما فيه ، وينكر عالم الغيب .
وهذه النظرة إنما أخذت من خلال التأثر بالغرب وبالفكر الغربي الذي يقوم على ما هو محسوس فقط وعلى جعل العلم فقط هو الأساس في نشوء المجتمع وتطوره وسن قوانينه ، والعقيدة شيء آخر لا دخل لها في الحياة وقوانينها .
من هنا لا عجب حينما ينكر البعض من الناس وجود الله عز وجل !!!
ولا عجب حينما يقول البعض من الناس نحن نؤمن بالله عز وجل وهذا الإيمان كاف فلا نحتاج إلى العبادات والقيام بالواجبات !!!
ولا عجب حينما ينكر الكثير وجود الإمام المهدي (عج) ، ويتذرعون بشتى الذرائع فينكرونه لأنهم لا يرونه ، في حين أن البعض منهم يؤمن بوجود الشيطان والملائكة مع أنهم لا يرونهم !!!!!
إن السبب الرئيس في هذا الأمر هو ترك الناس فطرتهم التي كانوا عليها ، وخلعهم لثوبهم الأبيض الذي كانوا يرتدونه في الماضي ، ولبسهم لزي الشيطان وقناعه ، وإتباعهم النفس الأمارة بالسوء ، والانغماس في الملذات والشهوات والتفكير بالدنيا دون الآخرة ، والسير خلف الدعاية الغربية وفكرها الإلحادي ، والانغرار بنتاجها التقني والعلمي المادي .
إن الفطرة الإنسانية تدلنا على وجود الله عز وجل ، وما أحوجنا اليوم إلى دين ابائنا وأجدادنا ، وما أحوجنا اليوم إلى دين الأعرابي ، الذي حينما سئل عن الدليل على وجود الخالق ، أجاب : بان البعرة تدل على البعير ، والأثر يدل على المسير ، أفسماء ذات أبراج وارض ذات فجاج ، لا تدل على صانع قدير ؟؟.
وهذا الأعرابي لو سألته عن وجود الإمام والدليل عليه ، فلعله يجيبك بان أغنامه تحتاج إلى من يقودها إلى مواطن الكلأ والعشب في الصباح ، ويقودها إلى أماكن مبيتها في الغروب ، وهي لا تهتدي إلا براعيها ، وإلا لو تركت لوحدها لأكلتها الذئاب ، فكيف يترك الخالق القدير خلقه بلا راع أو مدبر لأمورهم ؟؟؟؟ وكيف يتركهم بلا هداية او حجة ، يكون دليلا لهم عند الشدائد .
فما أحوجنا اليوم إلى التمسك بالهدي المحمدي الأصيل ، دين النبي المصطفى صلى الله عليه واله وسلم ، وما أحوجنا اليوم إلى فطرة آبائنا وأجدادنا كي نطهر قلوبنا مما لحق بها من رواسب الزمن الصعب ، كي نستطيع الصمود والانتظار لمهدي آل محمد الأطهار .

حنان عرفه 21 - 7 - 2011 07:23 PM


فما أحوجنا اليوم إلى التمسك بالهدي المحمدي الأصيل ، دين النبي المصطفى صلى الله عليه واله وسلم ، وما أحوجنا اليوم إلى فطرة آبائنا وأجدادنا كي نطهر قلوبنا مما لحق بها من رواسب الزمن الصعب ، كي نستطيع الصمود والانتظار لمهدي آل محمد الأطهار .
***************
نعم عزيزتي ما أحوجنا للتمسك بالهدي النبوي
وعودتنا للفطرة الانسانية
موضوع قيم جدا
شكرا لك


أبو جمال 21 - 7 - 2011 10:24 PM

شكرا همسه أبدعت
موضوع قيم

B-happy 22 - 7 - 2011 12:18 AM

مشكورة همسة على طرحك الهادف
بورك بك

جمانه 22 - 7 - 2011 03:10 AM

الرائعه همسه
مشكورة على الموضوع وبارك الله بك على طرحه

جمال جرار 22 - 7 - 2011 04:29 AM

http://forum.alrowadschool.com/images/11/%28286%29.gif



نشمي المنتدى

وردة المسااااء 28 - 7 - 2011 12:26 PM

طرح موفق همسة
سلمت الأيادي

همسه 12 - 8 - 2011 12:44 AM

شكرا على مروركم العطر

أرب جمـال 13 - 8 - 2011 04:51 AM

مشكورة يا همسة على الموضوع
استمتعت يالقراءة
بانتظار ما تختارينه لنا دائما
تقديري

ناجي أبوشعيب 13 - 8 - 2011 05:00 AM

شكرا يا همسة
طرح جميل ومفيد وهادف
راقني جدا
دمت بود


الساعة الآن 01:58 PM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب

جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى