منتديات المُنى والأرب

منتديات المُنى والأرب (http://www.arabna312.com//index.php)
-   واحة الأدب والشعر العربي (http://www.arabna312.com//forumdisplay.php?f=199)
-   -   قصة الحنيّا ) ناقة جبرين شقيق السلطان جبر وقصيدة موزه وسعبر (http://www.arabna312.com//showthread.php?t=19535)

الأسد الرهيص 3 - 11 - 2011 03:50 PM

قصة الحنيّا ) ناقة جبرين شقيق السلطان جبر وقصيدة موزه وسعبر
 
[read]
موقعة المره

أو(قصة الحنيّا ) ناقة جبرين شقيق السلطان جبر

وقصيدة موزه وسعبر



كل هذه العناوين هي لموضوع واحد وزبدته :

إن جبرين شقيق السلطان جبر لم يرزق بأولاد بل كانت كل خلفته بنات حيث انه

في ذلك الزمن كان الناس يتباهون بكثرة الأولاد ومازال الناس في طباعهم من الجاهلية

الشيء الكثير إذ يعتبرون الأنثى مصيبة ، ولااعتراض على حكمة الله وهذه من عادات

الجاهلية لهذه الأسباب كان جبرين شبه معقد نفسيِِِاً، كما أن إخواته طلبـــوا تزويج بناته

لأولادهم لكنه رفض ذلك، فما كان منه إلا أن جهز ناقته ليلاً(الحنيا) وانطلق مع زوجتــه

وبناته وقطيع ابله متوجهاً من نجد باتجاه الشمال،وعلى مسيرة ثلاثين يوماً كلما وصل إلــى

مرحله او مكان بئر يذبح ناقة ويغطي البئر بجلدها حتى لا يهتدي إلـى طريقه أحد، وبعد

مسيرة هذه الثلاثين يوماً وصل إلـى سورية، واستقر به المطاف بموقع أطراف حلب

عرفت فيما بعد باسم(جبرين) قرب مضارب امير قبيلة (قيس)او (جيس) ومن الجدير

بالذكر أنه نفط نياقة بالنفط كي لاتطمع به القبائل الأخرى لأن النفط لايوضـع إلا على

الناقة الجرباء،ولن نطيل الحديث حين وصوله إلـى ذلك المكـان بأطراف حلب في

مضارب قبيلة (جيس) كانت الأرض خضراء ومشبعة ممرعة،فنصب خيمته دون أن

يذهب إلــى أي أحد أو يأتي إليه أحد وبعد ايام انتبه بعض رجال القبيـلـة ألى تلـك الخيمة

المنصوبة في مضاربهم فأخبرو أمير القبيلـة بذالك، فما كان من امير القبيلـة ألا ان أمر

رجاله بأن يحضروا ضيف القبيلة ليدعوه إلـى مضاقته لتقديم الضيافة له فلبى الدعوة شاكراً

وهناك قول أخر، إنه أرسل عجوزاً تستطلع الخبر عن سر ضيفهم الذي لم يعرف

نفسه بأمير القبيلة حين وصوله،فذهبت العجوز إلى خيمة ضيفهم فلم تجد سوى البنات

وأمهن وراعها جمالهنا وحسنهن الفتان ورأت إحداهن واقفة بينما اختها جالسة على

الأرض تمشط شعر أختها الأخرى، فنقلت العجوز خبر جمال وحسن الفتيات ألى أمير

قبيلة المرأ (جيس). بمعنى أن طول شعرها بطول قامتها وسرعان ما نقلت العجوز الخبر

إلى أمير القبيلة وبعد أيام من استفاضته الجبرين، أرسل أليه امير القبيلة يطلب منه تزويج

بناته لأولاده، لكن جبرين رفض ذلك الطلب فحاول أمير القبيلة مرات عديدة ألا أن

جبرين كان متصلباً برأيه وفي النهاية هدد أمير القبيلة، وتوعده لكن جبرين بقي متصلباً

برأيه. وفي صبح أحد الأيام أخذ أمير القبيلة بعض فرسانه، وتوجه إلى خيمة جبرين،

فخرج إليهم جبرين وقال له أمير القبيلة بيننا وبينك المبارزة ، فقال له جبرين قبلت

المبارزة, فتقدم إليه الفارس الأول، فجند له بحد سيفه جثة هامدة. وتقدم الفارس الثاني

فأرداه قتيلاً والثالث كذلك ، وتردد الفارس الرابع، فتراجع ومنع أمير القبيلة فرسانه من

مبأرزته حين رأى بطولته ، وتشاور مع فرسانه الاّخرين بأن يهجمواعليه هجمة رجل

واحد فقتلوه غدراً، وما كان من أمير القبيلة إلا أن أخبر الفتيات بأنه سوف ينفذ تهديده،

ووعديده بتزوجهن لأنولاده, فطلبن منه الفتيات بأن يمهلهن أربعين يوماً حتى يقضين عزاء

والدهن فوافق على ذلك . وانصرف فما كان من البنات إلا أن كتبن رسالة، ووضعن عليها

من سماد الموقد،وقصصن جدائلهن ، وربطن الرسالة وجدائلهن في شملة ضرع ناقتهن

الحنيّا، وكانت الحنيّا تعرف الطريق وتسابق هبوب الريح أما مضمون الرسالة ، فهو

قصائد حماسية ونخوة عربية موجهة إلى عمهن السلطان جبـــر وخالهن الفرز ثامر، يطلبن

النجدة العاجلة والأخذ بثأر والدهن جبرين ، ويقال إن الحنيّا وصلت خلال خمسة عشر يوماً

وكاد العطش يقتلها فتوجهت مباشرة إلى بئر هداج بئر السلطان جبر ، فوجدت أن

السلطان جبر يشرف بنفسه على سقاية قطعانه، وكانت قد أصبحت هزيلة عجفاء ، فطردها

العبيد إلا أن أحدهم شك أن هذه الناقة هي الحنيّا فقدم لها الماء ، حتى ارتوت،انقطع

حبل الشملة المربوطة على ضرعها ، فشاهد الرسالة والجدائل وأطلعوا السلطان جبر على

هذه الرسالة فتأثر السلطان جبر غاية التأثر وغضب غضباً عارماً،لكن خالهن الفرز

وجهز السلطان جبر جيشه بقيادة الفرز ثامر ، ثم تابعوا المسير شمالاً بينما الحينا تدلهم

على أماكن الاّبار التي ردمها جبرين , وتقدمهم لتدلهم على الطريق وبعد مسافة طويلة

قطعوها من نجد إلى قرب حلب في سوريا حيث وصلوا ليلاً، ومنذ وصلولهم ورغم التعب

الشديد بدأ السلطان جبر والفرز ثامر يعدون الخطة للهجوم على قبيلة المرأ (جيس) ريثما

يطلع الصباح فينفذون هجومهم ،إلا أن خالهن الفرز ثامر بدأ بإعداد خطة حربية في تلك

الليلة بالذات فجمع أمهر فرسانه ، وهجموا عليهم وبدأوا لأخذ الثأر ، وسالت الدماء ، وكانت

مذبحة رهيبة نفذها الفرز ثامر دون علم السلطان جبر، وجاء إلى خيمة بنات أخته أي

بنات جبرين ليزف لهم بشارة الانتصار والأخذ بالثار ز وحين الصباح بدأ السلطان جبر

بتنفيذ الهجوم لكنه فوجيء بالدماء والجثث وإذا بها مذبحة تاريخية فتساءل عن من قام بهذا

العمل وهو في قمة الغضب ، فقال له الفرز ثامر أنا فغضب أشد الغضب لأنه لم يتركه

يأخذ ثأر أخيه ، وهكذا تابعوا طرد قبيلة (جيس) حتى حدود تركيا. ثم عادوا إلى نجد

منتصرين ظافرين بعد أن أخذوا بثأرهم، وصانوا عرضهم، ومما يقال أنهم حين شاهدوا

الأرض خص وخضراء معشبة وممرعة كان سبباً إلى مجيئهم من نجد إلى شمال سوريا.

واستقرارهم فيها بين الفراتين في العراق وسوريا إلى أن استقروا بشل نهائي

ونذكر قصيدة موزة وسعبر إلى عمهن السلطان جبر وخالهن الفرز ثامر وفيها قولهن:




ما قالت بنت أبا جبرين مــــوزة ودمعــــــي فوق صحن الخد سالـــــــــي

أبات موجلة في جنح ليلـــــــي وأظــــــن من النوايب شين حالــــــــــــي

وقعت برقا بنا كربه وغـــربـــه وهـــــــم وغم شيء لا يزالــــــــــــــــي

حريم ولا أحـــد يشفق علــــينــا ولا عــــدنا عمام ولا خوالــــــــــــــــي

ولما جونا المرأ وغاروا علينــــا ما يــــــدرون تنجدنا أبطالــــــــــي

أول مانخيت أبو عبيد عمــــــي وثـــــاني نخوتي للفرز خالــــــــــي

قبل الصبح صــالوا على أبونـــا كـــــــراديس شجعان أبطالــــــــــي

وقام أبونا عليهم بعزم لـــــــيث بهمـــة علي أبو الحسنين صالـــي

وخاض بخيلهم يمنى ويســـــرى ويضـــرب باليمين وبالشمالـــــي

ولا عدنه من يحامــــــي كفــــاه يـــــرد الأولين على التوالــــــــي

أول لقوته تسعــــــة فـــــــوارس وثــــــاني لقوته عشرة أبطال

ثالث لقوته صالوا عليــــــه وبعــــــــد العز ذاق الهوالــــــــــي

قتلوا أبونا فارس كل هيجا أبــــــو عين عوين للعيالــــــــــي

وكم عاشوا على زاده يتامــى وكــــم أرملة ولها أطفالــــــــــــي

وكم يجهل خيول الطار جينــــو أن شح القوات بين الناس غالـــي

أبونا المكسي العريان ثوبــــو وطول الدهر ما يلبس سمالــــــــي

تعالن يا أخواتي تانتشـــــاور خلن الحزن ودابرني الأحوالـــــــي

هاتن شور كن والرأي عندي مانخبر لا حريم ولا رجالـــــــــــي

لأن الشور ذاهبة شـــــــرود ولا يلقاه فسل من الرجالـــــــــــي

مانعلم عليـــه إلا"الحــــــــنّيا ربت بفجوج بكعا والرمالــــــــــــي

وغابت عشرة وجابت نجودي وجابت عزوتي وجابت خوالـــــــي

وجابت لي من كراديس حمير ورؤوس حرابهم تشعل شعالـــي

أخذنا ثارنا حاضر بحاضـــــر يطول الثأر على القوم الأنذالـــي

هذا ما قلناه ونصلي على النبي شفيع الأولين مع التوالــــــــي




ويذكر ان سعبر قالت :

أنا سعبر أنا بنت الأكــــــــــارم أنا صفوة زبيد الحميريــــــــة

كيف أنضام وأنتم على السروج وتحت سروجكم تمشي السريــة

وإن داس الخصيم ذيال ثوانـــي وعاد أنوب مد إيدو عليــــــــة

وإن ردت نار إكطم دخيخينـــه تكبر وتسوي هبيهبيــــــــــــــه

مسمار الجرب بالخف رابـــي يربى فوق عاليه الذريـــــــة





أما موزة فقالت :

جونا المرى بوسط النزل وحاطو بأبويا حامي التوالـــــي

أول هدنه فرض علـــــــــــي وثاني هدنه عند الهلالــــــــي

وثالث هدنه انظالو عليــــــه وضبوبيه وشالوه بالعوالـــــــي

أنا أنطوني الراية عهـــــــداً ولاتجينا لا حريم ولا رجالـــــي

أنا جدي من اصحاب الرسول وهوتبع اساسته من الرجال

أول ماتجيــــــب عمـــــــــي وثاني ماتجيب العزيز خالــــي

وقلت وينك ياسلطان الحمايا يلي تأخذون بالأول والتوالــــــي

ياهل زلمك تحصل بالكطيف على حال البحر تجمع أحوالــــــي

تراهم في شــــــعب قاطنين لا يطرون رحيل ولا مشالـــــــــــي


والثار ما هــــــــو بالعجالة صباحاً تدعون الدم سالـــــــــــي




وقد وصلت الناقة ( الحنيّا ) إلى موردها (هداج) الذي تتغنى به زبيد

يقول الشاعر عايد الوادي السالمي :



جليبنا هداج مـــــابه نكـــــــــــــــار *** جليب سلطان العرب يوم ريبـــــه

يا ما ذبحوابه من جحاجيح وأمـــــار *** ويا ما ثنو به بالسنين الصعيبــــــه

ويا ما جنبوابه من مغاتير وأبكــــــار *** ورجالهم ما تلقتا بــــــه ريبـــــــه




ووصلت الرسالة للسلطان جبر وأمر بجمع أعمامه وعشائرهم للرحيل إلى حيث

توجدالبنات ....وعند الوصول قام ثامر حسن جتام اللهيب بالأغارة على عشيرة

(المرأ) ليلاً وأبادها عن بكرة أبيها دون علم سلطان جبر فأراد أن ينتقم من ابن

عمه ثامر، لكن العقلاء خففوا من غلوائه واكتفى بقص جدائله وتمّ تحرير

البنات وعودتهن إلى قبيلتهن سالمات .

[/read]



shreeata 3 - 11 - 2011 08:47 PM

جليبنا هداج مـــــابه نكـــــــــــــــار *** جليب سلطان العرب يوم ريبـــــه

يا ما ذبحوابه من جحاجيح وأمـــــار *** ويا ما ثنو به بالسنين الصعيبــــــه

ويا ما جنبوابه من مغاتير وأبكــــــار *** ورجالهم ما تلقتا بــــــه ريبـــــــه

موضوع اكثر من رائع
سلمت لنا
اخي الكريم
تحيات لك

روح., 5 - 11 - 2011 12:30 AM

قصة رائعه من التراث
سلمت الايادي
استمتعت بالقراءة
لا عدمنا مواضيعك الاسد الرهيص

سما 5 - 11 - 2011 01:52 AM


قبلة الخليج 5 - 11 - 2011 02:37 AM

مجهود رائع وموضوع قيّم
استمتعت بتواجدي بصفحتك

بانتظار المزيد من هذا العطاء

لك مني ارقّ تحية وأعذبها

دمت بخير

الأسد الرهيص 2 - 12 - 2011 12:28 PM

حياكم الله ويزيدني فخرا بكم مروركم وتواجدكم


الساعة الآن 09:51 PM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب

جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى