منتديات المُنى والأرب

منتديات المُنى والأرب (http://www.arabna312.com//index.php)
-   لكي لا ننسى .. (http://www.arabna312.com//forumdisplay.php?f=256)
-   -   أزمة النظام السياسي الفلسطيني (http://www.arabna312.com//showthread.php?t=20813)

الغضنفر 21 - 12 - 2011 01:37 AM

أزمة النظام السياسي الفلسطيني
 
إن الوضع الفلسطيني القائم الآن يعكس بشكل واضح مدى الأزمة التي يعاني منها النظام السياسي الفلسطيني . فلو جاء فنان ليرسم لنا لوحة لما هو قائم اليوم في الأراضي الفلسطينية فستكون لوحته عبارة عن : فوضى, أشكال متلاحقة من العنف المعنوي(الفظي) والمادي، عدم استقرار, جمود في المسار السياسي، فجوة بين المواطن والسلطة، انشطار النخبة الفلسطينية، غياب القيادة القادرة على توحيد مفردات النظام، عجز، تشاؤم، قتل، دماء، فقر، بطالة إلخ..

ولو جاء أديب أراد الكتابة عن الوضع الفلسطيني لحار من أين يبدأ روايته. هل يبدأ من النخب السياسية العاجزة عن إدراك مصالح شعبها!، أم يكتب على مشاهد القتل والمذابح المُبررة من قبل من يمارسها!. فهل يكتب عن قيادة تبرر القتل والدماء!! ، والتي من المفترض أن تراعي مصالح شعبها؟. أم يكتب عن القهر والحرمان! ، وعنف الصراع الجسدي والمعنوي المستشري اليوم. أم عن غياب التسامح عن الحياة السياسية الفلسطينية. هل يكتب عن الثقافة السياسية المتشرذمة، والتي تفتقد عنصر الثقة والتي بدونها تنعدم الحياة السياسية وتتحول إلى ساحة صراع وتخوين وعنف ودماء كما هو حاصل اليوم.

وبرغم من قسوة الكلمات هذه إلا أنها لابد أن تقال، فهي حتماً ستعرف طريقها. فالمهم " أن تشعل عاطفة أو حزناً أو نزوة غافية.. أن تشعل لهيباً في المناطق اليباب الَمَوات" على حد قول الأديب محمد شكري في روايته الخبز الحافي.

وبرغم أن الواقع الفلسطيني مرير ويعاني من معضلات ومشكلات مستعصية إلا أن الأمل في إيجاد حالة من التغيير والإصلاح يبدو ضئيلا وضعيفا, وربما في كثير من الأحيان تسود حالة من الإحباط و اليأس من إيجاد مخرج من الحالة الراهنة. إلا أنه لابد من أن يبقى الأمل. فهي لعبة الزمن، أن نرقص على حبال المخاطرة نُشداناً للحياة. وعلى حد قول الأديب محمد شكري أقول ، والقول له: " يُخرج الحيّ من الميت. يخرج الحيّ من النتن ومن المَتحلّل. يخُرجه من الُمتَخم والمنهار.. يُخرجه من بطون الجائعين ومن صُلبِ المتعيشين على الخبز الحافي".
بعد وصف الحالة الراهنة للنظام السياسي، لابد من تشخيص أزمته الراهنة، وهو موضوعنا في هذه المقالة. نعلم أن الكلمات ستكون قاصية ولكن لابد من أن تقال، فهي حتما ستعرف طريقها، لا انتقاصاً من طبيعتنا الذاتية نحن الفلسطينيون، أو أن التأزم الذي يعانيه النظام السياسي يرجع إلى طبيعة متأصلة فينا. فطبيعة الأزمة الراهنة لها أسبابها الموضوعية والذاتية، ولكن لابد من معرفة حقيقية للأزمة الراهنة. لأن بداية الحل أو العلاج تتطلب منا معرفة الداء حتى يتسنى لنا وصف الدواء .
فالحالة السياسية الفلسطينية منذ زمن تدار بأسلوب إدارة الأزمة أكثر مما تدار بأسلوب التسيير الطبيعي للشأن السياسي كما هو الحال في دول العالم. لذلك تراكمت الأزمات حتى أحدثت تحولاً نوعياً في الحياة السياسية الفلسطينية. فما تفسير هذا التأزم السياسي للنظام السياسي الفلسطيني. هذا السؤال لا بد من الإجابة عنه بمعزل عن الايدولوجيا الرومانسية والحلول التسكينية كالحلول العشائرية و "الدواوينية" كعادة العرب في المجتمع القبلي .

وتنطلق هذه الورقة من عدة تساؤلات نسعى في هذه المساحة الضيقة الإجابة عليها: لماذا هذا العجز الفاضح في ممارسة العمل السياسي في الحياة السياسية الفلسطينية؟ وعجز القادة السياسيون على إدارة الشأن السياسي؟ وعجزهم عن الاقتدار على تسيير الإدارة اليومية للحياة العامة في كافة المجالات والقطاعات السياسية والاقتصادية الاجتماعية؟ وهل يمكن لقيادة -هي من جنس ولون وثقافة واحدة ولشعب واحد ومصيرها واحد - لا تستطيع أن تتفاهم مع بعضها وتحل إشكالاتها عبر مؤسساتها؟ هل يمكن لهذه القيادة أن تتفاهم مع العالم وكيف لها ذلك؟ ففاقد الشيء لا يدركه. ولكن هل الإشكالية هي فقط في القيادة؟. فالمشكلة ليست فقط في القيادة التي هي مأزومة، بل الشعب هو الآخر مأزوم. فالقدرة على الاستشهاد والقتال ضد العدو لا تقترن بها القدرة على البناء والتعمير. لماذا هناك استعداد بلا حدود في مجال الاستشهاد والنضال لدى المواطن الفلسطيني لكن من المشكوك فيه استعداده بالدرجة نفسها للخروج من داره لتنظيف الطريق أمام تلك الدار؟- إماطة الأذى كما يقول الحديث النبوي- والقيام بسائر الخدمات والواجبات التي تتطلبها الحياة العامة وبالتالي المصلحة القومية للمواطن الفلسطيني؟. ونهدف من وراء الإجابة على تلك الأسئلة إلي معرفة أسباب المباشرة والأسباب الكامنة وراء هذا التمزق في النظام السياسي الفلسطيني ، وكيف ساهم النظام السياسي في ازدياد وتنامي ظاهرة العنف السياسي والاقتتال الفلسطيني الفلسطيني وذلك بين مكونات النظام السياسي الفلسطيني؟ .
وقد عددنا الأسباب وراء مأزق النظام السياسي الفلسطيني في النقاط التالية: أولاً الأسباب الكامنة ثانياً الأسباب المباشرة.
أولاً: الأسباب الكامنة

1. طبيعة البنى الاجتماعية-الاقتصادية للمجتمع الفلسطيني. فبنية المجتمع الفلسطيني هي بنية قبلية عشائرية بقشور حداثية. وهذا بدوره انعكس على الحياة السياسية والعملية السياسية برمتها، فأصبحت العملية السياسية وكذلك الحياة السياسية تدار بعقلية زعيم قبيلة، والفصائل الفلسطينية هي اقرب إلى فصائل قبلية عشائرية منها إلى أحزاب وحركات سياسية بالمعني الحقيقي للأحزاب السياسية.
2. فالحياة الديمقراطية والتنافس السلمي على السلطة والعملية السياسية والتداول، كل ذلك يحتاج إلي شروط هي في الحقيقة غير متوفرة في (المجتمع السياسي الفلسطيني) ، وهي، أولاً: وجود دولة لأنها هي مدرسة السياسية فبدون الدولة الحياة السياسية لا تستقيم بل لا معنى للسياسة في غياب الدولة. لأن غاية أي عمل سياسي هو السيطرة على الدولة. وثانياً : وجود بنية اجتماعية – اقتصادية تتقبل الفكر الديمقراطي والتنافس السلمي وهي أيضاً غائبة عن المجتمع الفلسطيني لأنه أولاً: شعب محتل وهو ثانياً: مجتمع قبلي عشائري فالحياة السياسية الفلسطينية تدار بعقلية زعيم قبيلة، والفصائل الفلسطينية هي اقرب إلى فصائل قبلية عشائرية منها إلى حركات سياسية بالمعني الحقيقي للأحزاب السياسية كما قلنا سابقاً .وحتى تتوفر الحياة السياسية السليمة وبالتالي تنافس سلمي بين الأحزاب والقوى السياسية لابد من توفر دولة وسيادة . ولكن إذا أدركنا أن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي من أنماط الصراعات الاجتماعية الممتدة أي انه صراعاً لا يمكن حله وغير قابل للحل أصلاً . فالتحدي المطروح علينا هو كيف يمكن بناء نظام سياسي ديمقراطي تتشكل فيه الأحزاب وتتنافس سلمياً على السلطة في ظل غياب الدولة وفي ظل بُنى عشائرية، وعدم خبرة الفصائل والأحزاب العيش في ظل دولة ؟ اعتقد أن أزمة النظام السياسي الفلسطيني تتبلور بتلك الإشكالية . هذا هو التحدي المطروح علينا نحن الفلسطينيون، كيف يمكن الإجابة على هذا التحدي الخطير الذي هو أس البلاء؟ هذا هو الاختبار التاريخي الذي ينتظرنا كيف يمكن الإجابة عنه.هذا ما سيكشفه لنا المستقبل .
3. إن القوى السياسية الفلسطينية لم تخبر أن تعيش في ظل دولة التي هي مدرسة السياسة فبدونها لا معنى للنظام السياسي ولا معنى للعملية السياسية، أي التنافس على السلطة وبالتالي الهيمنة على الدولة لتسييرها وفقا لمن يسيطر عليها.

ثانياً: الأسباب المباشرة
1. غياب الإجماع الوطني حول الأهداف والقضايا الأساسية والمصيرية بين مكونات النظام السياسي، فلا يوجد إجماع وطني شامل على الأهداف والغايات. ويظهر غياب الإجماع من خلال وجود إستراتيجيتان على الساحة الفلسطينية، إستراتيجية لمنظمة التحرير الفلسطينية(الممثل الشرعي) وأخرى للمعارضة وخصوصاً الإسلامية منها. فلا يوجد إجماع حول المرجعية التي بدورها تتطلب رؤية إستراتيجية واحدة تحدد الأهداف من النظام وكيفية تحقيقها. فغياب الأهداف وعدم وجود إستراتيجية محددة من قبل النظام افقد النظام السياسي توازنه الذي هو هدف أي نظام سياسي مما ولد مظاهر متلاحقة من العنف السياسي والانقسام وتفتت مكونات النظام. فهناك علاقة طردية بين غياب الإجماع الوطني وعدم الاستقرار، أي أن كلما كان هناك غياب للإجماع الوطني افتقد النظام إلى الاستقرار السياسي والعكس صحيح .
2. غياب التوافق والانسحاب بين النخب السياسية، وكذلك غياب الإجماع والتوافق حول القيم السياسية التي تحكم النظام. فكلما كان هناك اتفاق وانسجام بين النخب السياسي تحقق الاستقرار السياسي والعكس صحيح.
3- سيادة ثقافة سياسية غير ديمقراطية وغير مشاركة، ووجود فكر سياسي يشجع على العنف واستخدام القوة كأداة تغيير وكسلوك سياسي، ووجود ايدولوجيا دينية مسيسة تكفر الآخر وتخونه وتلغيه وتدعو لإقصائه وشطبه، بدلا من الاعتراف به، وبوجوده وبحقه في الحياة والرأي.

الخلاصة:
. خلاصة ما قلناه أعلاه هو أن التحدي الأكبر أمام الديمقراطية والحياة السياسية الفلسطينية وتحقيق الاستقرار هو أن أية قوة سياسية أياً كانت أيديولوجيتها وشعاراتها لابد أن يتحكم فيها " القاع السوسيولوجي" والمقصود بذلك توفر الشروط السابقة والتي بدونها لا يمكن توفر نظام سياسي مستقر ومتزن.

الامير الشهابي 21 - 12 - 2011 02:02 AM

الاخ الفاضل الغضنفر ..
تحية نضاليه يعربيه ..تحدث الموضوع عن أزمه النظام السياسي الفلسطيني ..ولابد أن نتوقف عند مصطلح أزمه فلا يوجد أزمة تستمر بإستمرار المشهد الفلسطيني
المعقد الذي يتأثر بمجموعة من التعقيدات الأقليميه والدوليه ..
أن مفهوم النظام السياسي وأنا كمحلل سياسي لاأرى ان هذه العباره تنطبق على الواقع السياسي الفلسطيني الذي نرى فيه خارطة فسيفسائيه للوضع
الداخلي الفلسطيني وهذا التراكم الذي تحدثت فيه وهو إرث الأنظمة العربيه التي جعلت من الساحة الفلسطينيه نموذجا للتمزق العربي ..
قد يقف البعض مثلا من الموضوع موقف المتخوف من نشوء ما يسمى بحراك في المنتدى حول ماتناوله الموضوع غير أنني أرى أن وجوب الحراك
أن يكون متأدبا حتى لو إختلفنا في رأي ولكننا لانختلف على مكونات الوطن ..
لن نتحسس من أن نواجه بعض الحقائق المريره ونصفها أنها ستخلق إلتباسا ..لقد قرأت موضوعك أخي الغالي في الخاصه قبل ان تدرجه وأشكرك
على هذه الثقه الغاليه التي أعتز بها كعربي عروبي مناصر لقضية التحرر العربي وقد أفدتك بنشر الموضوع مقدرا وعي ونضج من هو بالمنتدى من الاعضاء
الذين ولائهم لفلسطين والعروبه قبل ان يكون فصائليا ..
أخي الغالي أقدر لك جرأة ادبيه بطرح حقائق تاريخيه فلماذا نتهرب منها ولماذا لانواجهها ولمذا لانصنع ربيعا فلسطينيا ضد التشرذم والانقسام
وذوبان الهوية الوطنيه ..
أتمنا من الاخوة الاعضاء ممن لهم رأي وحديث بعيد كل البعد عن الغلواء والتعصب أن يشاركوا في هذا الموضوع ليس تحيزا وليس إنحياز
لالكاتب ولاموضوع بل تحيزا وإنحيازا لوطن وقضيه علينا أن نقف على اسباب إخفاقنا الوطني في ظل مواجهة مع عدو يستثمر كل حالة فراغ وإنقسام ليستمر
في تنفيذ مخططاته الاجراميه بتهويد الارض وسرقة الحقوق .
تحية النضال لكل قلم مقاوم ولكل قلم حر يطرح الحقيقه ..وشعارنا كل الحقيقه للجماهير
الرجاء أتحمل بصفة شخصيه إدارة الحوار في الموضوع وكل رأي فيه محاولة للخروج عن حوار وطني بناء سأضطر لشطبه ..نحترم الرأي والرأي الاخر
وعلينا التحلي بالامانة الوطنيه والأنتماء بكل تفاصيله .
20/12/2011

ابو فداء 21 - 12 - 2011 02:09 AM

1. طبيعة البنى الاجتماعية-الاقتصادية للمجتمع الفلسطيني. فبنية المجتمع الفلسطيني هي بنية قبلية عشائرية بقشور حداثية. وهذا بدوره انعكس على الحياة السياسية والعملية السياسية برمتها، فأصبحت العملية السياسية وكذلك الحياة السياسية تدار بعقلية زعيم قبيلة، والفصائل الفلسطينية هي اقرب إلى فصائل قبلية عشائرية منها إلى أحزاب وحركات سياسية بالمعني الحقيقي للأحزاب السياسية.

أخي
قرأت تحليلك السياسي للحاله الفلسطينيه من وجهة نظر فلسطينيه خاصه وراقني وصفك للفصائل الموجودة على الساحه
كم جميل أن ننتقد لنرتقي بعيداً عن التناحرات
أهلاً بك أخ وصديق وكاتب
مشكووور


المفتش كرمبو 21 - 12 - 2011 03:11 AM


إن الوضع الفلسطيني القائم الآن يعكس بشكل واضح مدى الأزمة التي يعاني منها النظام السياسي الفلسطيني . فلو جاء فنان ليرسم لنا لوحة لما هو قائم اليوم في الأراضي الفلسطينية فستكون لوحته عبارة عن : فوضى, أشكال متلاحقة من العنف المعنوي(الفظي) والمادي، عدم استقرار, جمود في المسار السياسي، فجوة بين المواطن والسلطة، انشطار النخبة الفلسطينية، غياب القيادة القادرة على توحيد مفردات النظام، عجز، تشاؤم، قتل، دماء، فقر، بطالة إلخ..اخى الحبيب الغضنفر عندما تلتقى باشخاص ما يثيرون شهيتك للولوج فى عمق الطرح ةالابتعاد عن الغلواء كما ذكر الاميروحيث اننا نتحدث عن حالتنا الفلسطينيه التى تشرذمت وتفرقت بفعل كنا اصحابه وضمن مخططاتنا السياسيه والاقليميه اصبح لزاما استدراك البدايات للوصول الى نهايات جيدةوان تطرقنا الى فهم مكونات الشعب الفلسطينى لنجد انفسنا وصلنا الى فهم مشترك لماهيه الصراع القائم الان فالنخب الفلسطينيه لديها القدرة على ادارة الصراع مع العدو الصهيونى مستذكرين دلال المغربى "لتتوحد كل البنادق صوب العدو"نخبنا الفلسطينيه تتصل بفهم وطنى ربما يختلف او يتفق مع الاخر ولكن القاعدة والعنوان هو فلسطينوعندما نتحدث عن ازمه او تناقض فلنسترجع الحلقه المفقودة لنسلط عليها الضوء لاجتثاثها من جذورها ليعود للوطن جماله وعافيتهولنضع اصبعنا على الجرح لنكتشف ماهيته وعنوانهلقد عاشت النخب مستقرة فكريا وديمقراطيا حتى اعوام خلت ولن نتطرق الى ماحدث لنجعلها صفحه ماضيه

ولو جاء أديب أراد الكتابة عن الوضع الفلسطيني لحار من أين يبدأ روايته. هل يبدأ من النخب السياسية العاجزة عن إدراك مصالح شعبها!،اخى الحبيب ربما الشواهد والقرائن تثبت خلاف ماتطرح وتعتقدفالنخب الفلسطينيه بكل اطيافها تعرف طريقها وعنوانها أم يكتب على مشاهد القتل والمذابح المُبررة من قبل من يمارسها!.القتل محرم ولكنه ليس منهج ولم يمر بتاريخنا مثل تلك الاحداث فهل يكتب عن قيادة تبرر القتل والدماء!! من يبرر الدماء فهو الى زوال والارض ستلعنه ، والتي من المفترض أن تراعي مصالح شعبها؟هناك قيادة منتخبه من الشعب نؤمن بحمتها وقراراتها واثبتت جدارتها عبر كل المواقف. أم يكتب عن القهر والحرمان! من يقهر فى وطنه افضل ممن يقهر فى بلاد الغربه، وعنف الصراع الجسدي والمعنوي المستشري اليوم. ماض وسينتهى لان الارض اغلى من الجميع أم عن غياب التسامح عن الحياة السياسية الفلسطينية.مازلنا نعيش مرحله من التسامح وماحدث فهو ماض استوعبناة هل يكتب عن الثقافة السياسية المتشرذمة،مازلت التنظيمات الفلسطينيه تعرف طريقها الى فلسطين والتي تفتقد عنصر الثقة والتي بدونها تنعدم الحياة السياسية وتتحول إلى ساحة صراع وتخوين وعنف ودماء كما هو حاصل اليوم.
فترة مرت بها فلسطين وماحدث لن يعودومن كان منا بلاخطيئه فليرجمنا بحجر
وبرغم من قسوة الكلمات هذه إلا أنها لابد أن تقال، فهي حتماً ستعرف طريقها. فالمهم " أن تشعل عاطفة أو حزناً أو نزوة غافية.. أن تشعل لهيباً في المناطق اليباب الَمَوات" على حد قول الأديب محمد شكري في روايته الخبز الحافي.
هناك من يرسمون لوحات الامل فى القلوب ويحلمون بوطننا الغالىوكما قال درويش على هذة الارض مايستحق الحياة
وبرغم أن الواقع الفلسطيني مرير ويعاني من معضلات ومشكلات مستعصية إلا أن الأمل في إيجاد حالة من التغيير والإصلاح يبدو ضئيلا وضعيفا,مادام هناك من يحملون الهم فسيبقى الماضى نلعنهوعلمنا التاريخ بان هناك من قتل الالاف وانتهى كل شىء وربما في كثير من الأحيان تسود حالة من الإحباط و اليأس من إيجاد مخرج من الحالة الراهنة.لن يطول الليل وستشرق شمس فلسطين إلا أنه لابد من أن يبقى الأمل. فهي لعبة الزمن، أن نرقص على حبال المخاطرة نُشداناً للحياة. وعلى حد قول الأديب محمد شكري أقول ، والقول له: " يُخرج الحيّ من الميت. يخرج الحيّ من النتن ومن المَتحلّل. يخُرجه من الُمتَخم والمنهار.. يُخرجه من بطون الجائعين ومن صُلبِ المتعيشين على الخبز الحافي".
اوافق على ماقال الاستاذ محمد الحافى كليا وهذا ماسيحدثبعد وصف الحالة الراهنة للنظام السياسي، لابد من تشخيص أزمته الراهنة، وهو موضوعنا في هذه المقالة. نعلم أن الكلمات ستكون قاصية ولكن لابد من أن تقال، فهي حتما ستعرف طريقها، لا انتقاصاً من طبيعتنا الذاتية نحن الفلسطينيون، أو أن التأزم الذي يعانيه النظام السياسي يرجع إلى طبيعة متأصلة فينا. فطبيعة الأزمة الراهنة لها أسبابها الموضوعية والذاتية، ولكن لابد من معرفة حقيقية للأزمة الراهنة. لأن بداية الحل أو العلاج تتطلب منا معرفة الداء حتى يتسنى لنا وصف الدواء .
فالحالة السياسية الفلسطينية منذ زمن تدار بأسلوب إدارة الأزمة أكثر مما تدار بأسلوب التسيير الطبيعي للشأن السياسي كما هو الحال في دول العالم.الايوجد ازمه حقا المفاوضات ازمهالمقاومه ازمهتوفير المال ازمهاذن لابد ان نتقن تسيير هذة الازمه التى عصفت بمكونات الطيف الفلسطينى وشرذمته لذلك تراكمت الأزمات حتى أحدثت تحولاً نوعياً في الحياة السياسية الفلسطينية. فما تفسير هذا التأزم السياسي للنظام السياسي الفلسطيني. هذا السؤال لا بد من الإجابة عنه بمعزل عن الايدولوجيا الرومانسية والحلول التسكينية كالحلول العشائرية و "الدواوينية" كعادة العرب في المجتمع القبلي .

وتنطلق هذه الورقة من عدة تساؤلات نسعى في هذه المساحة الضيقة الإجابة عليها: لماذا هذا العجز الفاضح في ممارسة العمل السياسي في الحياة السياسية الفلسطينية؟ وعجز القادة السياسيون على إدارة الشأن السياسي؟ وعجزهم عن الاقتدار على تسيير الإدارة اليومية للحياة العامة في كافة المجالات والقطاعات السياسية والاقتصادية الاجتماعية؟ وهل يمكن لقيادة -هي من جنس ولون وثقافة واحدة ولشعب واحد ومصيرها واحد - لا تستطيع أن تتفاهم مع بعضها وتحل إشكالاتها عبر مؤسساتها؟ هل يمكن لهذه القيادة أن تتفاهم مع العالم وكيف لها ذلك؟ ففاقد الشيء لا يدركه. ولكن هل الإشكالية هي فقط في القيادة؟. فالمشكلة ليست فقط في القيادة التي هي مأزومة، بل الشعب هو الآخر مأزوم. فالقدرة على الاستشهاد والقتال ضد العدو لا تقترن بها القدرة على البناء والتعمير. لماذا هناك استعداد بلا حدود في مجال الاستشهاد والنضال لدى المواطن الفلسطيني لكن من المشكوك فيه استعداده بالدرجة نفسها للخروج من داره لتنظيف الطريق أمام تلك الدار؟- إماطة الأذى كما يقول الحديث النبوي- والقيام بسائر الخدمات والواجبات التي تتطلبها الحياة العامة وبالتالي المصلحة القومية للمواطن الفلسطيني؟. ونهدف من وراء الإجابة على تلك الأسئلة إلي معرفة أسباب المباشرة والأسباب الكامنة وراء هذا التمزق في النظام السياسي الفلسطيني ، وكيف ساهم النظام السياسي في ازدياد وتنامي ظاهرة العنف السياسي والاقتتال الفلسطيني الفلسطيني وذلك بين مكونات النظام السياسي الفلسطيني؟ .
ومن قال ان النظام السياسى هو الذى ادى الى الاقتتال والعنفربما اسباب اخرى كانت السبب الوحيدوقد عددنا الأسباب وراء مأزق النظام السياسي الفلسطيني في النقاط التالية: أولاً الأسباب الكامنة ثانياً الأسباب المباشرة.
أولاً: الأسباب الكامنة

1. طبيعة البنى الاجتماعية-الاقتصادية للمجتمع الفلسطيني. فبنية المجتمع الفلسطيني هي بنية قبلية عشائرية بقشور حداثية. وهذا بدوره انعكس على الحياة السياسية والعملية السياسية برمتها، فأصبحت العملية السياسية وكذلك الحياة السياسية تدار بعقلية زعيم قبيلة، والفصائل الفلسطينية هي اقرب إلى فصائل قبلية عشائرية منها إلى أحزاب وحركات سياسية بالمعني الحقيقي للأحزاب السياسية.هذا مناف للصدق فالشعب الفلسطينى مكون تنظيمى وفصائلى ولم تجرى الانتخابات بعقليه العشائر
2. فالحياة الديمقراطية والتنافس السلمي على السلطة والعملية السياسية والتداول، كل ذلك يحتاج إلي شروط هي في الحقيقة غير متوفرة في (المجتمع السياسي الفلسطيني) لقد افردت عناوين كثيرة تحت هذا التفسير للدوله، وهي، أولاً: وجود دولة لأنها هي مدرسة السياسية فبدون الدولة الحياة السياسية لا تستقيم بل لا معنى للسياسة في غياب الدولة. اعتقد اانا نتعامل بنظام دوله لأن غاية أي عمل سياسي هو السيطرة على الدولة. وثانياً : وجود بنية اجتماعية – اقتصادية تتقبل الفكر الديمقراطي والتنافس السلمي وهي أيضاً غائبة عن المجتمع الفلسطيني لأنه أولاً: شعب محتل وهو ثانياً: مجتمع قبلي عشائري فالحياة السياسية الفلسطينية تدار بعقلية زعيم قبيلة، والفصائل الفلسطينية هي اقرب إلى فصائل قبلية عشائرية منها إلى حركات سياسية بالمعني الحقيقي للأحزاب السياسية كما قلنا سابقاً . هنا تفكير خاطىء فانك لاتجد بالشعب الفلسطينى شخص غير مؤطر لتنظيم الجامعاتالبلدياتالمؤسساتوحتى تتوفر الحياة السياسية السليمة وبالتالي تنافس سلمي بين الأحزاب والقوى السياسية لابد من توفر دولة وسيادة . ولكن إذا أدركنا أن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي من أنماط الصراعات الاجتماعية الممتدة أي انه صراعاً لا يمكن حله وغير قابل للحل أصلاً . فالتحدي المطروح علينا هو كيف يمكن بناء نظام سياسي ديمقراطي تتشكل فيه الأحزاب وتتنافس سلمياً على السلطة في ظل غياب الدولة وفي ظل بُنى عشائرية، وعدم خبرة الفصائل والأحزاب العيش في ظل دولة ؟ اعتقد أن أزمة النظام السياسي الفلسطيني تتبلور بتلك الإشكالية . هذا هو التحدي المطروح علينا نحن الفلسطينيون، كيف يمكن الإجابة على هذا التحدي الخطير الذي هو أس البلاء؟ هذا هو الاختبار التاريخي الذي ينتظرنا كيف يمكن الإجابة عنه.هذا ما سيكشفه لنا المستقبل .
3. إن القوى السياسية الفلسطينية لم تخبر أن تعيش في ظل دولة التي هي مدرسة السياسة فبدونها لا معنى للنظام السياسي ولا معنى للعملية السياسية، أي التنافس على السلطة وبالتالي الهيمنة على الدولة لتسييرها وفقا لمن يسيطر عليها.
تعليق بسيطلقد جرت انتخابات رئاسيه وتشريعيع بعيدا عن النظام القبلى لاننا ليسو قبائل وخلافه
ثانياً: الأسباب المباشرة
1. غياب الإجماع الوطني حول الأهداف والقضايا الأساسية والمصيرية بين مكونات النظام السياسي، فلا يوجد إجماع وطني شامل على الأهداف والغايات. ويظهر غياب الإجماع من خلال وجود إستراتيجيتان على الساحة الفلسطينية، إستراتيجية لمنظمة التحرير الفلسطينية(الممثل الشرعي) وأخرى للمعارضة وخصوصاً الإسلامية منها. فلا يوجد إجماع حول المرجعية التي بدورها تتطلب رؤية إستراتيجية واحدة تحدد الأهداف من النظام وكيفية تحقيقها. فغياب الأهداف وعدم وجود إستراتيجية محددة من قبل النظام افقد النظام السياسي توازنه الذي هو هدف أي نظام سياسي مما ولد مظاهر متلاحقة من العنف السياسي والانقسام وتفتت مكونات النظام. فهناك علاقة طردية بين غياب الإجماع الوطني وعدم الاستقرار، أي أن كلما كان هناك غياب للإجماع الوطني افتقد النظام إلى الاستقرار السياسي والعكس صحيح .يجمع الشعب الفلسطينى ومنهم الاسلاميين على ان منظمه التحرير هو الممثل الشرعى والوحيد والتى خاضت معركه استقلال القرار الفلسطينى
2. غياب التوافق والانسحاب بين النخب السياسية، وكذلك غياب الإجماع والتوافق حول القيم السياسية التي تحكم النظام. فكلما كان هناك اتفاق وانسجام بين النخب السياسي تحقق الاستقرار السياسي والعكس صحيح.لعل الكاتب اراد ان يزور حقائق موجودةكونا احزاب وطنيه لنحر ر بلدنا وتقاسمنا الهم والدوله
3- سيادة ثقافة سياسية غير ديمقراطية وغير مشاركة، ووجود فكر سياسي يشجع على العنف واستخدام القوة كأداة تغيير وكسلوك سياسي، ووجود ايدولوجيا دينية مسيسة تكفر الآخر وتخونه وتلغيه وتدعو لإقصائه وشطبه، بدلا من الاعتراف به، وبوجوده وبحقه في الحياة والرأي.
سوف ينتهى هذا الفكر الى غير رجعه
الخلاصة:
. خلاصة ما قلناه أعلاه هو أن التحدي الأكبر أمام الديمقراطية والحياة السياسية الفلسطينية وتحقيق الاستقرار هو أن أية قوة سياسية أياً كانت أيديولوجيتها وشعاراتها لابد أن يتحكم فيها " القاع السوسيولوجي" والمقصود بذلك توفر الشروط السابقة والتي بدونها لا يمكن توفر نظام سياسي مستقر ومتزن. </b></i>

shreeata 21 - 12 - 2011 02:14 PM

مشكورين على هذه الموضوع
والمداخلات الجميلة والرائعة
التي تعبر عن وعي سياسي
سلمتم جميعا
تحيات لكم

الغضنفر 21 - 12 - 2011 03:08 PM

QUOTE=المفتش كرمبو;205410]
إن الوضع الفلسطيني القائم الآن يعكس بشكل واضح مدى الأزمة التي يعاني منها النظام السياسي الفلسطيني . فلو جاء فنان ليرسم لنا لوحة لما هو قائم اليوم في الأراضي الفلسطينية فستكون لوحته عبارة عن : فوضى, أشكال متلاحقة من العنف المعنوي(الفظي) والمادي، عدم استقرار, جمود في المسار السياسي، فجوة بين المواطن والسلطة، انشطار النخبة الفلسطينية، غياب القيادة القادرة على توحيد مفردات النظام، عجز، تشاؤم، قتل، دماء، فقر، بطالة إلخ..اخى الحبيب الغضنفر عندما تلتقى باشخاص ما يثيرون شهيتك للولوج فى عمق الطرح ةالابتعاد عن الغلواء كما ذكر الاميروحيث اننا نتحدث عن حالتنا الفلسطينيه التى تشرذمت وتفرقت بفعل كنا اصحابه وضمن مخططاتنا السياسيه والاقليميه اصبح لزاما استدراك البدايات للوصول الى نهايات جيدةوان تطرقنا الى فهم مكونات الشعب الفلسطينى لنجد انفسنا وصلنا الى فهم مشترك لماهيه الصراع القائم الان فالنخب الفلسطينيه لديها القدرة على ادارة الصراع مع العدو الصهيونى مستذكرين دلال المغربى "لتتوحد كل البنادق صوب العدو"نخبنا الفلسطينيه تتصل بفهم وطنى ربما يختلف او يتفق مع الاخر ولكن القاعدة والعنوان هو فلسطينوعندما نتحدث عن ازمه او تناقض فلنسترجع الحلقه المفقودة لنسلط عليها الضوء لاجتثاثها من جذورها ليعود للوطن جماله وعافيتهولنضع اصبعنا على الجرح لنكتشف ماهيته وعنوانهلقد عاشت النخب مستقرة فكريا وديمقراطيا حتى اعوام خلت ولن نتطرق الى ماحدث لنجعلها صفحه ماضيه

اخى الحبيب [/size]ربما الشواهد والقرائن تثبت خلاف ماتطرح وتعتقدفالنخب الفلسطينيه بكل اطيافها تعرف طريقها وعنوانها أم يكتب على مشاهد القتل والمذابح المُبررة من قبل من يمارسها!.القتل محرم ولكنه ليس منهج ولم يمر بتاريخنا مثل تلك الاحداث فهل يكتب عن قيادة تبرر القتل والدماء!! من يبرر الدماء فهو الى زوال والارض ستلعنه ، والتي من المفترض أن تراعي مصالح شعبها؟هناك قيادة منتخبه من الشعب نؤمن بحمتها وقراراتها واثبتت جدارتها عبر كل المواقف. أم يكتب عن القهر والحرمان! من يقهر فى وطنه افضل ممن يقهر فى بلاد الغربه انا لا اتفق معك في هذه النقطة ابداً واذكرك بمسرحية غربة للفنان دريد لحام انه حين تلقى صفعة من المحقق بكى واستغربوا وقالوا له كيف تبكى وانت ايام المستعمر كنت تضرب وتأبي البكاء ، قال لان الذي صفعني هو رفيق في درب الكفاح ضد المستعمر، ابدا اخي كرمبو الاصل في الامر ان يعيش المرء في وطنه بكرامة دون قهر، لكن في الغربة لانها مضيعة الاصل قد يتعرض للقهر والاضطهاد، وعنف الصراع الجسدي والمعنوي المستشري اليوم. ماض وسينتهى لان الارض اغلى من الجميع ومن يضمن بانه اصبح من الماضى، نحن وبلادنا مستعمرة وفي خضم صراعنا معه، وجهنا بنادقنا لصدور بعض. أم عن غياب التسامح عن الحياة السياسية الفلسطينية.مازلنا نعيش مرحله من التسامح وماحدث فهو ماض استوعبناة لاني اتضرع الى الله السميع المجيب ان نكون استعوبنا وانه لا يكرر هل يكتب عن الثقافة السياسية المتشرذمة،مازلت التنظيمات الفلسطينيه تعرف طريقها الى فلسطين اخي كرمبو المهم ان لا تحول هذه التنظيمات فلسطين الى ساحة صراع وتخوين وعنف ودماء .
فترة مرت بها فلسطين وماحدث لن يعودومن كان منا بلاخطيئه فليرجمنا بحجر
وبرغم من قسوة الكلمات هذه إلا أنها لابد أن تقال، فهي حتماً ستعرف طريقها. فالمهم " أن تشعل عاطفة أو حزناً أو نزوة غافية.. أن تشعل لهيباً في المناطق اليباب الَمَوات" على حد قول الأديب محمد شكري في روايته الخبز الحافي.
هناك من يرسمون لوحات الامل فى القلوب ويحلمون بوطننا الغالىوكما قال درويش على هذة الارض مايستحق الحياة بالتأكيد فلسطين تستحق ان نحيى ونعيش من اجلها
وبرغم أن الواقع الفلسطيني مرير ويعاني من معضلات ومشكلات مستعصية إلا أن الأمل في إيجاد حالة من التغيير والإصلاح يبدو ضئيلا وضعيفا,مادام هناك من يحملون الهم فسيبقى الماضى نلعنهوعلمنا التاريخ بان هناك من قتل الالاف وانتهى كل شىء وربما في كثير من الأحيان تسود حالة من الإحباط و اليأس من إيجاد مخرج من الحالة الراهنة.لن يطول الليل وستشرق شمس فلسطين إلا أنه لابد من أن يبقى الأمل. فهي لعبة الزمن، أن نرقص على حبال المخاطرة نُشداناً للحياة. وعلى حد قول الأديب محمد شكري أقول ، والقول له: " يُخرج الحيّ من الميت. يخرج الحيّ من النتن ومن المَتحلّل. يخُرجه من الُمتَخم والمنهار.. يُخرجه من بطون الجائعين ومن صُلبِ المتعيشين على الخبز الحافي".
اوافق على ماقال الاستاذ محمد الحافى كليا وهذا ماسيحدثبعد وصف الحالة الراهنة للنظام السياسي، لابد من تشخيص أزمته الراهنة، وهو موضوعنا في هذه المقالة. نعلم أن الكلمات ستكون قاصية ولكن لابد من أن تقال، فهي حتما ستعرف طريقها، لا انتقاصاً من طبيعتنا الذاتية نحن الفلسطينيون، أو أن التأزم الذي يعانيه النظام السياسي يرجع إلى طبيعة متأصلة فينا. فطبيعة الأزمة الراهنة لها أسبابها الموضوعية والذاتية، ولكن لابد من معرفة حقيقية للأزمة الراهنة. لأن بداية الحل أو العلاج تتطلب منا معرفة الداء حتى يتسنى لنا وصف الدواء .
فالحالة السياسية الفلسطينية منذ زمن تدار بأسلوب إدارة الأزمة أكثر مما تدار بأسلوب التسيير الطبيعي للشأن السياسي كما هو الحال في دول العالم.الايوجد ازمه حقا المفاوضات ازمهالمقاومه ازمهتوفير المال ازمهاذن لابد ان نتقن تسيير هذة الازمه التى عصفت بمكونات الطيف الفلسطينى وشرذمته لذلك تراكمت الأزمات حتى أحدثت تحولاً نوعياً في الحياة السياسية الفلسطينية. فما تفسير هذا التأزم السياسي للنظام السياسي الفلسطيني. هذا السؤال لا بد من الإجابة عنه بمعزل عن الايدولوجيا الرومانسية والحلول التسكينية كالحلول العشائرية و "الدواوينية" كعادة العرب في المجتمع القبلي .

وتنطلق هذه الورقة من عدة تساؤلات نسعى في هذه المساحة الضيقة الإجابة عليها: لماذا هذا العجز الفاضح في ممارسة العمل السياسي في الحياة السياسية الفلسطينية؟ وعجز القادة السياسيون على إدارة الشأن السياسي؟ وعجزهم عن الاقتدار على تسيير الإدارة اليومية للحياة العامة في كافة المجالات والقطاعات السياسية والاقتصادية الاجتماعية؟ وهل يمكن لقيادة -هي من جنس ولون وثقافة واحدة ولشعب واحد ومصيرها واحد - لا تستطيع أن تتفاهم مع بعضها وتحل إشكالاتها عبر مؤسساتها؟ هل يمكن لهذه القيادة أن تتفاهم مع العالم وكيف لها ذلك؟ ففاقد الشيء لا يدركه. ولكن هل الإشكالية هي فقط في القيادة؟. فالمشكلة ليست فقط في القيادة التي هي مأزومة، بل الشعب هو الآخر مأزوم. فالقدرة على الاستشهاد والقتال ضد العدو لا تقترن بها القدرة على البناء والتعمير. لماذا هناك استعداد بلا حدود في مجال الاستشهاد والنضال لدى المواطن الفلسطيني لكن من المشكوك فيه استعداده بالدرجة نفسها للخروج من داره لتنظيف الطريق أمام تلك الدار؟- إماطة الأذى كما يقول الحديث النبوي- والقيام بسائر الخدمات والواجبات التي تتطلبها الحياة العامة وبالتالي المصلحة القومية للمواطن الفلسطيني؟. ونهدف من وراء الإجابة على تلك الأسئلة إلي معرفة أسباب المباشرة والأسباب الكامنة وراء هذا التمزق في النظام السياسي الفلسطيني ، وكيف ساهم النظام السياسي في ازدياد وتنامي ظاهرة العنف السياسي والاقتتال الفلسطيني الفلسطيني وذلك بين مكونات النظام السياسي الفلسطيني؟ .
ومن قال ان النظام السياسى هو الذى ادى الى الاقتتال والعنفربما اسباب اخرى كانت السبب الوحيدوقد عددنا الأسباب وراء مأزق النظام السياسي الفلسطيني في النقاط التالية: أولاً الأسباب الكامنة ثانياً الأسباب المباشرة.
أولاً: الأسباب الكامنة

1. طبيعة البنى الاجتماعية-الاقتصادية للمجتمع الفلسطيني. فبنية المجتمع الفلسطيني هي بنية قبلية عشائرية بقشور حداثية. وهذا بدوره انعكس على الحياة السياسية والعملية السياسية برمتها، فأصبحت العملية السياسية وكذلك الحياة السياسية تدار بعقلية زعيم قبيلة، والفصائل الفلسطينية هي اقرب إلى فصائل قبلية عشائرية منها إلى أحزاب وحركات سياسية بالمعني الحقيقي للأحزاب السياسية.هذا مناف للصدق فالشعب الفلسطينى مكون تنظيمى وفصائلى ولم تجرى الانتخابات بعقليه العشائر
2. فالحياة الديمقراطية والتنافس السلمي على السلطة والعملية السياسية والتداول، كل ذلك يحتاج إلي شروط هي في الحقيقة غير متوفرة في (المجتمع السياسي الفلسطيني) لقد افردت عناوين كثيرة تحت هذا التفسير للدوله، وهي، أولاً: وجود دولة لأنها هي مدرسة السياسية فبدون الدولة الحياة السياسية لا تستقيم بل لا معنى للسياسة في غياب الدولة. اعتقد اانا نتعامل بنظام دوله لأن غاية أي عمل سياسي هو السيطرة على الدولة. وثانياً : وجود بنية اجتماعية – اقتصادية تتقبل الفكر الديمقراطي والتنافس السلمي وهي أيضاً غائبة عن المجتمع الفلسطيني لأنه أولاً: شعب محتل وهو ثانياً: مجتمع قبلي عشائري فالحياة السياسية الفلسطينية تدار بعقلية زعيم قبيلة، والفصائل الفلسطينية هي اقرب إلى فصائل قبلية عشائرية منها إلى حركات سياسية بالمعني الحقيقي للأحزاب السياسية كما قلنا سابقاً . هنا تفكير خاطىء فانك لاتجد بالشعب الفلسطينى شخص غير مؤطر لتنظيم الجامعاتالبلدياتالمؤسساتوحتى تتوفر الحياة السياسية السليمة وبالتالي تنافس سلمي بين الأحزاب والقوى السياسية لابد من توفر دولة وسيادة . ولكن إذا أدركنا أن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي من أنماط الصراعات الاجتماعية الممتدة أي انه صراعاً لا يمكن حله وغير قابل للحل أصلاً . فالتحدي المطروح علينا هو كيف يمكن بناء نظام سياسي ديمقراطي تتشكل فيه الأحزاب وتتنافس سلمياً على السلطة في ظل غياب الدولة وفي ظل بُنى عشائرية، وعدم خبرة الفصائل والأحزاب العيش في ظل دولة ؟ اعتقد أن أزمة النظام السياسي الفلسطيني تتبلور بتلك الإشكالية . هذا هو التحدي المطروح علينا نحن الفلسطينيون، كيف يمكن الإجابة على هذا التحدي الخطير الذي هو أس البلاء؟ هذا هو الاختبار التاريخي الذي ينتظرنا كيف يمكن الإجابة عنه.هذا ما سيكشفه لنا المستقبل .
3. إن القوى السياسية الفلسطينية لم تخبر أن تعيش في ظل دولة التي هي مدرسة السياسة فبدونها لا معنى للنظام السياسي ولا معنى للعملية السياسية، أي التنافس على السلطة وبالتالي الهيمنة على الدولة لتسييرها وفقا لمن يسيطر عليها.
تعليق بسيط[size=5]لقد جرت انتخابات رئاسيه وتشريعيع بعيدا عن النظام القبلى لاننا ليسو قبائل وخلافه[/size] اصبح بفلسطين النظام القبلي عبارة عن التنظيمات فحلت رابطة الانتماء لتنظيم بدلا رابطة الدم ،
ثانياً: الأسباب المباشرة
1. غياب الإجماع الوطني حول الأهداف والقضايا الأساسية والمصيرية بين مكونات النظام السياسي، فلا يوجد إجماع وطني شامل على الأهداف والغايات. ويظهر غياب الإجماع من خلال وجود إستراتيجيتان على الساحة الفلسطينية، إستراتيجية لمنظمة التحرير الفلسطينية(الممثل الشرعي) وأخرى للمعارضة وخصوصاً الإسلامية منها. فلا يوجد إجماع حول المرجعية التي بدورها تتطلب رؤية إستراتيجية واحدة تحدد الأهداف من النظام وكيفية تحقيقها. فغياب الأهداف وعدم وجود إستراتيجية محددة من قبل النظام افقد النظام السياسي توازنه الذي هو هدف أي نظام سياسي مما ولد مظاهر متلاحقة من العنف السياسي والانقسام وتفتت مكونات النظام. فهناك علاقة طردية بين غياب الإجماع الوطني وعدم الاستقرار، أي أن كلما كان هناك غياب للإجماع الوطني افتقد النظام إلى الاستقرار السياسي والعكس صحيح .يجمع الشعب الفلسطينى ومنهم الاسلاميين على ان منظمه التحرير هو الممثل الشرعى والوحيد والتى خاضت معركه استقلال القرار الفلسطينى لكن لا يتفقوا على الهدف والرؤيا الاستراتجية
2. غياب التوافق والانسحاب بين النخب السياسية، وكذلك غياب الإجماع والتوافق حول القيم السياسية التي تحكم النظام. فكلما كان هناك اتفاق وانسجام بين النخب السياسي تحقق الاستقرار السياسي والعكس صحيح.لعل الكاتب اراد ان يزور حقائق موجودةكونا احزاب وطنيه لنحر ر بلدنا وتقاسمنا الهم والدوله نعم الحقائق موجودة على الارض حين يتعرض احد السياسين لاطلاق نار في منزله تؤدى الى بتر قدمه لخلاف سياسي مع احد اجنحة نفس التنظيم، او عمليات الابتزاز لكبار السياسين مقابل مواقف معينة... الخ واعتقد اخي كرمبو ان بالفعل ادري مني فيها
3- سيادة ثقافة سياسية غير ديمقراطية وغير مشاركة، ووجود فكر سياسي يشجع على العنف واستخدام القوة كأداة تغيير وكسلوك سياسي، ووجود ايدولوجيا دينية مسيسة تكفر الآخر وتخونه وتلغيه وتدعو لإقصائه وشطبه، بدلا من الاعتراف به، وبوجوده وبحقه في الحياة والرأي.
سوف ينتهى هذا الفكر الى غير رجعه كيف سوف ينتهى ومن يضمن ذلك، انا ارى له صعود في مختلف البلاد العربية وما عليك سوى الالتفات الى السودان قبل يوم حيث قام السلفيون بالهجوم على اضرحة وحرقها مما ادى الى تظاهرات كبيرة من قبل الصوفيين ، نحن هنا نتحدث عن عدم قبول الاخر
الخلاصة:
. خلاصة ما قلناه أعلاه هو أن التحدي الأكبر أمام الديمقراطية والحياة السياسية الفلسطينية وتحقيق الاستقرار هو أن أية قوة سياسية أياً كانت أيديولوجيتها وشعاراتها لابد أن يتحكم فيها " القاع السوسيولوجي" والمقصود بذلك توفر الشروط السابقة والتي بدونها لا يمكن توفر نظام سياسي مستقر ومتزن. </b></i>[/QUOTE]

الغضنفر 21 - 12 - 2011 03:29 PM

الاخ الامير الشهابي;205383]
[size=5]تحية نضاليه يعروبيه .اتفق معك ان القضية عانت ولا تزال تعاني من ارث تدخل الانظمة العربية البائدة في التنظيمات الفلسطينية سواء من خلال تشكيل هذه التنظيمات او تمويلها واختراقها وتوجيهها بما يحقق مصالحها القطرية حتى وصل بهم الامر ان يتم استغلالهم للقيام باعمال القضية الفلسطينية منها براء ولا يصب في صالح باي حال من الاحوال .

قد يقف البعض مثلا من الموضوع موقف المتخوف من نشوء ما يسمى بحراك في المنتدى حول ماتناوله الموضوع غير أنني أرى أن وجوب الحراك
أن يكون متأدبا حتى لو إختلفنا في رأي ولكننا لانختلف على مكونات الوطن ..ولن ترى مني سوى الاحترم والادب اتجاه المنتدى والاعضاء الذين تعنوا في الرد
لن نتحسس من أن نواجه بعض الحقائق المريره ونصفها أنها ستخلق إلتباسا ..لقد قرأت موضوعك أخي الغالي في الخاصه قبل ان تدرجه وأشكرك
على هذه الثقه الغاليه التي أعتز بها كعربي عروبي مناصر لقضية التحرر العربي وقد أفدتك بنشر الموضوع مقدرا وعي ونضج من هو بالمنتدى من الاعضاء
الذين ولائهم لفلسطين والعروبه قبل ان يكون فصائليا .. هذا هو املي ان يكون الحوار راقي لما فيه فائدة لنا كلنا وان لا نتخدق خلف ادبيات وان نسمح لما هو حق ان يدخل الى وجدننا حتى لو ادى الى تغيير قناعتنا التي كنا نؤمن فيها على مدى العمر النضالي
أخي الغالي أقدر لك جرأة ادبيه بطرح حقائق تاريخيه فلماذا نتهرب منها ولماذا لانواجهها ولمذا لانصنع ربيعا فلسطينيا ضد التشرذم والانقسام
وذوبان الهوية الوطنيه .. اتفق معك لهذا تم ادراج الموضوع
أتمنا من الاخوة الاعضاء ممن لهم رأي وحديث بعيد كل البعد عن الغلواء والتعصب أن يشاركوا في هذا الموضوع ليس تحيزا وليس إنحياز
لالكاتب ولاموضوع بل تحيزا وإنحيازا لوطن وقضيه علينا أن نقف على اسباب إخفاقنا الوطني في ظل مواجهة مع عدو يستثمر كل حالة فراغ وإنقسام ليستمر
في تنفيذ مخططاته الاجراميه بتهويد الارض وسرقة الحقوق . لن تجد من طرفي اي تحيز وسابقى الفكر مفتوحا كي نصل الى نتيجة نكون فيها على وئام على اسباب الاخفاق الذي تفضلت بذكره
تحية النضال لكل قلم مقاوم ولكل قلم حر يطرح الحقيقه ..وشعارنا كل الحقيقه للجماهير
الرجاء أتحمل بصفة شخصيه إدارة الحوار في الموضوع وكل رأي فيه محاولة للخروج عن حوار وطني بناء سأضطر لشطبه ..نحترم الرأي والرأي الاخر اشكرك على تحمل مسؤولية الحوار ليكون راقي وليبقى بمستوى الوطن دون تسفيه للراي الاخر
وعلينا التحلي بالامانة الوطنيه والأنتماء بكل تفاصيله .
20/12/2011[/QUOTE]

الشكر لك وللقائمين على المنتدى وأتامل ان يسبب هذا الحوار اي نوع من الاحراج لهم

المفتش كرمبو 22 - 12 - 2011 02:28 AM

اقتباس:

انا لا اتفق معك في هذه النقطة ابداً واذكرك بمسرحية غربة للفنان دريد لحام انه حين تلقى صفعة من المحقق بكى واستغربوا وقالوا له كيف تبكى وانت ايام المستعمر كنت تضرب وتأبي البكاء ، قال لان الذي صفعني هو رفيق في درب الكفاح ضد المستعمر، ابدا اخي كرمبو الاصل في الامر ان يعيش المرء في وطنه بكرامة دون قهر، لكن في الغربة لانها مضيعة الاصل قد يتعرض للقهر والاضطهاد،

اقتباس:

اخى الغضنفر نقاشك اعتز به
ولكن الاصل بان الكرتمه غير مفقودة بالنظام السياسى الفلسطينى وحق التعبير مكفول خلافا لكل الدول العربيه

اقتباس:

ومن يضمن بانه اصبح من الماضى، نحن وبلادنا مستعمرة وفي خضم صراعنا معه، وجهنا بنادقنا لصدور بعض.
لاني اتضرع الى الله السميع المجيب ان نكون استعوبنا وانه لا يكرر
اقتباس:


الضامن الوحيد هو ارادة الفلسطينى وقد اكدنا بمظاهرات بتاريخ 15 اذار هذا التوجه حين خرجنا نلعن الانقسام وخلافه

وكذلك لدينا قيادة حكيمه ادارت الازمه بشكل وطنى ولم تتعامل بردات فعل
اقتباس:

اخي كرمبو المهم ان لا تحول هذه التنظيمات فلسطين الى ساحة صراع وتخوين وعنف ودماء .

اقتباس:

اتوافق معك وانت تعلم ان مصير كل من يغلب مصالحه الحزبيه الى زوال
اقتباس:

بالتأكيد فلسطين تستحق ان نحيى ونعيش من اجلها


فالحالة السياسية الفلسطينية منذ زمن تدار بأسلوب إدارة الأزمة أكثر مما تدار بأسلوب التسيير الطبيعي للشأن السياسي كما هو الحال في دول العالم.ذلك تراكمت الأزمات حتى أحدثت تحولاً نوعياً في الحياة السياسية الفلسطينية. فما تفسير هذا التأزم السياسي للنظام السياسي الفلسطيني. هذا السؤال لا بد من الإجابة عنه بمعزل عن الايدولوجيا الرومانسية والحلول التسكينية كالحلول العشائرية و "الدواوينية" كعادة العرب في المجتمع القبلي .

اعتقد اننا لانسير عبر رغبات قبليه ولكن ضمن قواعد ومطلقات فكريه ووطنيه حتى استطعنا كسب تاييد 182 دوله
ولااعتقد ان هذة الدول تعاملنا معها بمنطق القبليه او الشلليه
تعاملنا نعها بقوة المنطق الذى كسر منطق القوة

اصبح بفلسطين النظام القبلي عبارة عن التنظيمات فحلت رابطة الانتماء لتنظيم بدلا رابطة الدم ،
اقتباس:

اليس بكل البلاد المتقدمه احزاب ام انها صناعه فلسطينيه فقط
هناك من التنظيمات يجمعها الهم والفكر الواحد

كيف سوف ينتهى ومن يضمن ذلك، انا ارى له صعود في مختلف البلاد العربية وما عليك سوى الالتفات الى السودان قبل يوم حيث قام السلفيون بالهجوم على اضرحة وحرقها مما ادى الى تظاهرات كبيرة من قبل الصوفيين ، نحن هنا نتحدث عن عدم قبول الاخر

اقتباس:

هى مرحله وانتهت لان العدو هو المشترك بين كل التظيمات
ولعلها تجربه استفدنا منها

الغضنفر 25 - 12 - 2011 04:37 PM

الفساد والفتنة صنوان متلازمان كفسيلتي علقم ودفلى ترتويان من عين حَمِئة. وإذا كان الفساد يتاجر بالدرهم والدينار، فإن الفتنة تتاجر بالدم وخراب الديار، وتسعى حثيثا صباح مساء في اقتناص أي فرصة سانحة لإشعال نارها وسعيرها بين أوس وخزرج، بل وبين أوس وبنيه، وكذلك بين خزرج ومن يليه من أبناء وحفدة. فالفتنة فاتنة بوجهها المزيف؛ فتارة تدهن قبحها بقناع الإصلاح، وتارة أخرى بقناع محاربة الفساد، وأما في جحورها وأوكارها المغلقة فإنها تخلع هذه الأقنعة التي تخدع بها الآخرين لتكون على حقيقتها من سوء منظر ودناءة مخبر. والفتنة قاتلة كأفعى ذات رؤوس عدة، تنساب بين الشقوق تبحث عن أرض لينة، أو تربة غير متماسكة تنفث فيها كشيشها وفحيحها. وما الفتنة إلا مخدّر أو مُسكر ؛ تغري بالنشوة والبهجة بداية، ولكن ما إن يُدْمن عليها فلا خلاص منها إلا بعد أن تشرِّد وتستبيح المال والعِرض، وتهلك الحرث والنسل قتلا ودما وندما. لذا، قد ينجرّ الشريف بحسن نيته إلى مواطن الزلل وهو واهم، وقد يرتاد المصلح مكامن الشرر والضرر وهو حالم، وكل منهما سيجد نفسه في مستنقع من رمال متحركة تسحبه رويدا رويدا نحو الهاوية.
وإذا عرّجنا بنظرنا إلى ما يدور حولنا ببصيرة قبل البصر، وإذا قلبنا صفحات سود من تاريخنا، فسنجد دون أدنى شكّ أن أول ما يواجهنا من وجوه الفتنة هو فتنتها وحسنها، فيقبل الحالمون والواهمون يقودهم المتصيدون وغزاة الفكر والتوجيه إلى توسيع مداها لتصيب سهامها ورماحها كل خاصرة في الوطن. وهنا سرعان ما نشرّع السيوف في وجوه بعضنا، فننقسم فورا إلى عبس وذبيان، أو إلى بكر وتغلب، فينحرف بعضنا إلى جحافل الزير سالم، في حين يميل بعضنا الآخر إلى كتائب جساس، فنقتتل كأننا ما عبدنا معا ربا واحدا، وتلتحم شبارينا وخناجرنا كأننا ما تلونا معا قرآنا واحدا، ونتدافع كأننا ما شربنا من بئر واحدة في يوم ما. كل هذا سيجري والبسوس ترخي جدائلها سعيدة هانئة بعد أن دقت عطر منشم بين الأخوة والأقارب وأبناء العشيرة الواحدة والبلد الواحد والوطن الواحد. أسقطت البسوس دمعة واحدة متظلمة، ولكن أبناء العمومة أسالوا أودية من دموع ودم أريق لم يستطيعوا له دفعا أو صدّا؛ فشرور الفتنة إن بدأت صعب إيقافها بسبب اختلاط الحمية والعصبية وقصر النظر وتسلل الأفاعي و(الحيايا) بين المتخاصمين، فيقع المحذور وعندئذٍ وما إن تسيل نقطة دم واحدة- لا قدّر الله تعالى- حتى يكون من المستحيل إيقاف مسيل نقط أخرى، لأن الفتنة حينها ستخلع قناع الزيف لتظهر على بشاعتها، ولكن بعد أن بُتِرَت أصابُعنا التي كنا نودّ لو بقيت كي نعضها ندما وحسرة.
فهل عادت البسوس وناقتها ؟!!!!!!!!!!!!!
وكأني ألمحها تمشي الهوينا تبحث عن مرعى تستبيحه.

أبو جمال 25 - 12 - 2011 10:29 PM

الغضنفر او صاحب المقال الكاتب الكبير
مشكور على الطرح الهادف
تقبل مروري على مقالك وارتوائي منه
تحيات خاصة


الساعة الآن 01:30 PM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب

جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى