منتديات المُنى والأرب

منتديات المُنى والأرب (http://www.arabna312.com//index.php)
-   صفحات من التاريخ وحضارات الأمم (http://www.arabna312.com//forumdisplay.php?f=201)
-   -   من هم الغجر؟؟ (http://www.arabna312.com//showthread.php?t=2266)

أرب جمـال 4 - 12 - 2009 01:03 PM

من هم الغجر؟؟
 
تاريخ طويل وحياة هامشية


للغجر وجود في التاريخ العربي. ولكنهم ظلوا خلال هذا التاريخ يعيشون حياة هامشية، مميزة وغامضة، غنية ومجهولة، مما جعلهم لغزاً عصيا على الحل.. فمن هم الغجر؟ من أين أتوا وكيف يعيشون؟ ومن أين استمدوا تقاليدهم ومفردات لغتهم؟ إن هذا الاستطلاع عن الغجر في القطر السوري الشقيق يلقي الضوء على هذه التجمعات الهامشية التي مازالت ترفض الاندماج مع بقية المجتمعات التي تعيش فيها.

الزِّط وأسماء أخرى

تحفظ الغجر وانغلاق مجتمعهم على أنفسهم، وعدم البوح بأسرار نشأتهم ومعيشتهم ليس وليد الساعة، وإنما يرجع إلى أقدم العصور، وربما منذ انطلاقتهم الأولى. ففي المجلد العاشر من دائرة المعارف الإسلامية نجد حديثاً عن قبيلة غجرية تعيش على الشاطئ الشرقي لجزيرة مدغشقر باسم أوندزاتسي، فنعرف أن هؤلاء قوم (وفد أسلافهم من وراء البحار كما يقولون وإني - يقول الكاتب - وإن كنت قد اتصلت بهم شخصيا لعدة سنين، فإني أشعر أنهم لم يطلعوني بالتفصيل على عاداتهم وشمائلهم، ذلك أنهم كانوا دائما متحفظين) وتطلق دائرة المعارف على الغجر اسم "الزط" وتقول إنه "ينطق بكسر الزاي في دمشق، وهو اسم قوم"، ويذكر الفردوسي أن "بهرام كور" ملك فارس في القرن الخامس الميلادي سأل ملك الهند أن يرسل إليه عشرة آلاف من الرجال والنساء البارعين في العزف على العود. وهذه إشارة صريحة وواضحة إلى المكان الذي نشأوا فيه وهو الهند. وذكر البلاذري أن الزط قد استقروا في ثغور فارس، وردد هذا القول المؤرخ حمزة الأصفهاني الذي يقول إنه على دراية واسعة بتاريخ الساسانيين شأنه في ذلك شأن الفردوسي.

كما استقر كثير منهم في البطائح بين واسط والبصرة، وازدادت سطوتهم في عهد الخليفة المأمون.

وقد استغل المؤرخ "دي غوي" هذه النصوص في أحد كتبه عن الغجر وأكملها من لسان العرب وتاج العروس، ومن مؤلفات عدد من الجغرافيين العرب. ومن هذا الكتاب يتبين أن المؤلف قد تتبع بشكل جيد هجرات الغجر في آسيا، وحسبنا هنا أن النصوص العربية والفارسية - حسب دائرة المعارف - تقول إن الزط أو الغجر هاجروا لسبب من الأسباب من الهند إلى فارس، ومنها إلى الجزء الأدنى إليهم من آسيا وأوربا.

ومن المصادر الحديثة التي تحدثت بشيء من التفصيل عن الغجر، مؤلف للسيد أحمد حسين حسن، عنوانه "أدب الكدية في العصر العباسي" ومنه نعرف أن للغجر تسميات كثيرة غير تسمية زط، ومن تلك التسميات مكدين أو مجدين، وهي ما يدل على الاستجداء والتسول، كما يطلق عليهم أحيانا اسم الساسانيين، ولكن أشهر أسمائهم "الشحاذون". كما نعرف أن الغجر من الظواهر الاجتماعية المعقدة الضاربة في أغوار الزمان، وأن انتشارهم لم يقتصر على مجتمع دون سواه، فقد كانوا ومازالوا ينتشرون في المجتمعات البشرية المختلفة مختارين طواعية هذا النمط من الحياة.

والأماكن المفضلة لديهم لممارسة فنونهم في التسول والكدية وما شابه ذلك، هي المدن والساحات العامة والمساجد والجسور والتجمعات السكانية، وهم ينتقلون من مكان لآخر، لكن بعضهم فضل المكوث في مكان واحد قانعا بما يناله منه من مال ورزق.

مواطنون أم أجانب؟
لا يمكن معرفة مدى انتماء الغجر للمجتمع العربي السوري بدقة، ولا صلتهم به، فهم على الأغلب - شأنهم شأن بقية القبائل الغجرية في الوطن العربي والعالم - يعيشون أقلية داخل المجتمع السوري، ويمكن معرفة ذلك بكل سهولة ويسر من خلال أنماط معيشتهم وألوان حياتهم، التي تختلف اختلافا تاما عن معيشة وحياة وطباع وعادات مختلف الشرائح الاجتماعية والعشائر الموجودة في سوريا، بمختلف انتماءاتها وأديانها.

فالمجتمع السوري يضم عشائر وقبائل مختلفة تمتد أصولها بعيدا في أغوار التاريخ العربي والإسلامي، ولكل عشيرة من هذه العشائر أفخاذ أو فروع متعددة، كما أن لها عاداتها وتقاليدها المميزة الواضحة، وقد انصهرت تلك العشائر فيما بينها من خلال التزاوج والتصاهر، الأمر الذي جعل الانتماء العشائري والقبلي يذوب شيئا فشيئا في نفس الفرد السوري. وقد حاولنا بشتى الوسائل المتوافرة والمتاحة لنا أن نعرف صلة ما - ولو بسيطة - للغجر بأي قبيلة من هذه القبائل فلم نعثر على الإطلاق.

وعلى الصعيد الديني هناك دينان رئيسيان في سوريا هما الدين الإسلامي وهو دين الدولة الأغلبية، والدين المسيحي، وتوجد قلة تكاد لا تذكر تدين بالديانة اليهودية. ومن خلال الغجر أنفسهم وبعض العارفين بهم وبأحوالهم ندرك أن هناك احتمالا كبيرا لعدم انتماء الغجري لأي من هذه الأديان السماوية.

فمن هم الغجر؟ ومن أين جاءوا إلى سوريا؟ في الواقع ليس هناك مصدر تحدث عن زمن وجود الغجر في سوريا، لكن هناك مصادر تتحدث عن كيفية مجيئهم إلى الوطن العربي بصورة عامة، وهي نفسها المصادر التاريخية التي تحدثنا عنها في البداية، والتي تؤكد كما علمنا أن الغجر ما هم إلا قبائل هندية الأصل دخلت المجتمع العربي عن طريق بلاد فارس. لكن الغالبية العظمى منهم الآن مواطنون سوريون يحملون بطاقات شخصية، وبطاقات عائلية، لهم ما للفرد السوري وعليهم ما عليه، فهم يؤدون خدمة العلم (الجندية) ولهم الحق في الوظائف العامة، وفي التنقل بحرية تامة، وفي الانتخاب والترشيح، والتمتع بجميع حقوق وواجبات المواطن السوري العادي. وبالرغم مما في ذلك من مزايا فإن قسما ضئيلا منهم فضل عدم تسجيله كمواطن في سجلات الدولة، وبقي مسجلا على أنه "أجنبي" ومع ذلك بقي الغجر حتى الآن يعيشون في مجتمع خاص بهم، منغلق عليهم لم ينسلخوا عن عاداتهم وطرق معيشتهم التي ورثوها عن أجدادهم انسلاخا تاما.

وينتشر الغجر في جميع المحافظات والمناطق السورية، ففي محافظة الحسكة التي تقع في أقصى الشمال الشرقي، بجوار الحدود العراقية - التركية يعيش ما بين 2000 و 3000 عائلة غجرية، وفي محافظة دير الزور التي تجاور الحدود العراقية تعيش نحو 1700 عائلة، وفي محافظة الرقة يرتفع العدد إلى الضعف تقريبا، ومثله في محافظة حلب، إلا أن عددهم يزداد بكثرة ملحوظة في باديتى حمص وحماه، ففي حماه يصل عددهم إلى 4000 عائلة وربما أكثر وفي محافظة حمص وتحديدا في جورة العرايس، ينتشرون بكثرة، ولهم أيضا وجود في منطقة تدمر الأثرية التابعة لمحافظة حمص، وتنتشر أعداد قليلة منهم في بقية المحافظات والمناطق.

وعادة يسكن الغجر بجوار المدن، لأن عدد السكان يكون أكثر، مما يدر عليهم ربحا أكبر، خاصة لمن يمتهن التسول في الشوارع وأمام المساجد ودور العبادة وفي الساحات وعند المفارق والجسور وفي الأحياء وعلى أبواب المنازل. وينتقل الغجر من مكان لآخر حسب الانتعاش الاقتصادي لكل منطقة من المناطق، وهذه صفة من الصفات الدائمة للمجتمع الغجري، فمثلا تجدهم يكثرون في المناطق الشرقية والشمالية، ولا سيما محافظتا الحسكة والرقة، عند أوقات جني المحاصيل والحصاد، وذلك لأن هذه المناطق تعتمد اعتماداً كليا على الزراعة، فسكانها يزرعون القمح وبقية أنواع الحبوب والقطن والخضراوات، وعند الحصاد يقومون ببيع إنتاجهم للدولة بأسعار مجزية وجيدة، الأمر الذي يجعل المنطقة تعيش أقصى درجات الانتعاش الاقتصادي في فترة المواسم. وإلى جانب مواسم الحصاد يستغل الغجر المناسبات الدينية وخاصة شهر رمضان المبارك، فتراهم ينتشرون بكثرة في شهر رمضان من أوله وحتى عيد الفطر ومن ثم يعودون من حيث أتوا، إلا إذا وجدوا سببا قويا لبقائهم. وقد كان الغجر في السابق يستخدمون الدواب في تنقلهم وترحالهم من مكان لآخر، أما اليوم فإنهم يستخدمون الآليات المختلفة، وعلى الأغلب ينتقلون بشكل جماعي، إما لكون بعض الحيل التي يكدون أو يتسولون بها تحتاج إلى أكثر من شخص في تنفيذها، أو ربما كانت هناك أسباب وعوامل أخرى نجهلها تتعلق بطبيعة الغجري وأعراف قبيلته وضوابط حياته وقوانينها.

من هم الغجر ؟ ومن أين يأتون ؟ إلى أين يرحلون ؟
عالم أشبه بالأساطير ، ظن البعض أن ولوجه محرماً. واعتبر كثيرون أنه وقف على أصحابه ، لا يعرف أسراره سواهم ، يطوون هذه الأسرار بين خباياهم ـ في الشتاء يغرقونها في السواحل، وفي الصيف ينقلونها معهم إلى أعالي الجبال. الرجال والنساء يعملون، كل له عمله الخاص به.
منذ أمد بعيد والمحاولات جارية للكشف عن سر تلك الجماعات التي تملك في كل بلد مكاناً. والتي تعيش مع الحضارة وعلى هامشها في آن معاً. دويلات داخل الدول، لها كل المقومات إلا مقومات الأرض والحدود.
مئات الكتب خصصت للحديث عنهم ، وجميع الوسائل استخدمت لخرق أسرار أصلهم ، وفك رموز رحيلهم الدائم، وتسلسل اختلاط قبائلهم. بيد أن سر الغجر ما يزال غامضاً، وشعبهم ما زال أكثر الشعوب مدعاة إلى الدهشة في تاريخ البشرية. ذلك أنهم آخر من يمد يد العون لعلماء التاريخ، الذين ينكبون على دراسة أصلهم، فيخرجون باستنتاجات متناقضة ، وبلمحات من الحقيقة التاريخية ممزوجة بحكايات وأساطير ، لا يُعرف مدى ارتباطها بالوقائع التاريخية وتضخيمها لها.
يعيش الغجر في أوروبا في رحيل بطيء ، ولأنهم رُحّل يبتعد الناس عنهم ويخافونهم . فالناس لا يحبذون أن يتصرف الآخرون على غير شاكلتهم . وهذا ما دفع بالأوروبيين لأن ينظروا إلى الغجر على غير حقيقتهم ، ويحملونهم بعض ما لا يطيقون من الأوزار. اتهموهم بسرقة الأطفال، والواقع أن هذه التهمة لا تمت للحقيقة بصلة، إذ درج الغجر على التقاط الأولاد المنبوذين ، فسارع الناس إلى صبغ هذه العادة بنوايا سوداء ، وقالوا أن الغجر إنما يلتقطون الأطفال لتشغيلهم فيما بعد.
قام بعض المؤرخين بإجراء دراسات حول الغجر ، ومن خلال استنتاجاتهم تبين لديهم أن تاريخ هذه القبائل يعود إلى أصول البشرية تقريباً ، أي إلى ما قبل ثلاثة آلاف سنة من التاريخ القديم. فقد تجمعت آنذاك على شواطئ الهندوس قبيلة من الجنس الأبيض ، يتقن أفرادها صنع المعادن ، ويعرفون أسرار البرونز . تلك الأسرار التي اطلعوا عليها شعوباً أخرى ، عندما حان موعد الهجرة الكبرى.
بدأت هذه الهجرة حوالي سنة 1000 ق.م ، فانطلق العجر من الهند، وتوجهوا نحو آسيا الصغرى . ومن هناك تفرقوا إلى مجموعتين كبيرتين ، انقسمتا إلى فروع متعددة.
اتجهت قافلة جزيرة كريت وبلاد البلقان. وتقدمت أخرى نحو مصر وأفريقيا الشمالية لتصل أخيراً إلى أسبانيا . وتفرع عنها قسم اجتاز شبه الجزيرة الإيطالية ، وعبر منها إلى سويسرا وفرنسا وألمانيا وبلجيكا، ومن هناك إلى انكلترا.
ومن الفرعين الأساسيين ، انطلقت فروع في اتجاهات عدة، فبلغت أوروبا الشمالية والدانمارك والسويد.
اكتشف المؤرخون أن الغجر زرعوا أولى بذور الحضارة في كل مكان اجتازوه ، منذ أزمنة ما قبل التاريخ . حتى إن هوميروس أطلق عليها اسم «شعب النجمة» . وقد أسس بعضهم بقيادة زعمائهم بلداناً كألبانيا ، التي تأخذ اسمها من كلمة «ألبا» أي أبيض. وكانت كلمة أبيض تطلق على الرؤساء بصفة خاصة ، وتطلق بصفة عامة على الشغب الغازي المنتصر ، بينما تطلق كلمة «أسود» على الشعوب المغلوبة على أمرها.
وكان من شيوع استعمال كلمة أبيض عند الغجر ، ما حمل بعض المؤرخين غلى اتخاذها بمثابة مؤشر لتتبع آثار هجراتهم حتى أقدم الأزمنة. فكانت لهم عوناً أكيداً ، لأن تراث هذا الشعب الرّحّال ، تراث شفهي كله ، ينتقل من الأم إلى ابنتها ، ولا يمكن معرفة شيء عنه ، سوى ما يقبل الغجر بكشفه.
أسفرت البحوث عن أن الغجر هاجروا حوالي سنة 500 ق.م إلى أسبانيا ، مروراً بالمغرب ، وصادفوا الكثير من الاضطهاد في شبه الجزيرة «الأيبيرية» وأطلق عليهم اسم «السود» ، أما في قشطيليلة فقد أطلق عليهم لقب «خيتانونس» أي الأشرار.
ولكن حين يطلب الباحث الحقيقة من أفواه أصحابها ، يجد أن الأساطير تختلط لديه بالوقائع التاريخية . فالغجر يتقنون رواية القصص ، ويزينون بالحكايات الخارقة أطول السهرات ...
وهم يؤكدون أنه من الطبيعي جداً أن يرى الغجر المستقبل بأكثر وضوح من سائر الشعوب، لأنهم شعب مختار ، ويؤكدون مقولة عمرها نصف قرن تقول أن الغجر ، حين تحين ساعتهم ، وينتهي الناس البلهاء من إفناء بعضهم بعضاً ، بإطلاقهم قوى عشواء ، ينزلون من جبال تيبت ، ويصبحون ينبوع حياة جديدة على الأرض.
ويطلق الغجر على أنفسهم ألقاباً مختلفة ، كأولاد الطرقات ، وشهود الزمان ، وأبناء الرياح لأنهم لا يركنون أبداً إلى مكان ثابت.
إن من يستقصي أخبار الغجر ، يتضح له أنهم قد انتظموا منذ أمد بعيد في طبقات اجتماعية تختلف عاداتها وطرق حياتها .
انهم يصنفون إلى مجموعتين رئيسيتين : المانوش والروم.
يشكل المانوش قاعدة الهرم الاجتماعي عند الغجر ، ويتكلمون لغة ، تقربها من الألمانية نقاط تشابه عديدة . ويكثر من بينهم الموسيقيون وعازفو الكمان والغيتار.
أما الروم فينقسمون إلى ثلاث فئات ، أو طبقات اجتماعية : اللوارا ، والتشوراترا ، والكالديراش.
يحتل اللوارا مبدئياً قمة الهرم الاجتماعي. ومن وظائفهم الرئيسية نقل أسرار الأجداد من الأم إلى ابنتها ، وكذلك القوانين التي تسير عليها قبائل الغجر منذ فجر التاريخ . وكانت هذه الفئة تحصل على قوتها من الاتجار بالخيل ، ثم ما لبثت أن تحولت ببطء إلى الاتجار بالسيارات المستعملة . وهي تتواجد بكثرة في ألمانيا الغربية وهولندا وبلجيكا وفرنسا.
ليس من نقاط تشابه بين اللوارا والتشوراترا سوى تجارة الخيل . وفيما عدا ذلك ، فإن أعضاء هذه الفئة يفضلون المشاجرات على الكمان والغيتار، ويحبون التنقل أكثر من جميع أقرانهم، حتى أنهم نادراً ما يبقون في مكان واحد أكثر من ساعات معدودة.
أما الكالديراش ، فهم أقل القبائل تنقلاً ، حتى ليعتبرهم البعض شبه حضر. ومن عاداتهم أن يقيموا في ضواحي المدن ويمارسوا فيها حرفهم اليدوية لبعض الوقت . ثم لا يلبث الحنين إلى الرحيل أن يحملهم على شد رحالهم ، لأنهم هم أيضاً من «أبناء الرياح».
الجديد بالذكر أن للغجر ، من حيث أتوا ، وإلى أي طبقة اجتماعية انتموا ، لغة مشتركة أسهمت كثيراً في الحفاظ على وحدة عميقة بين صفوفهم .
يقيمون عليهم رئيساً ، يمكن تمييزه بوضوح من عصاه والأزرار المذهبة على سترته . وهذا الرئيس يمارس سلطة قريبة من السلطة المطلقة ، كما أنه يطلق الأحكام القضائية ، ولا استئناف لحكمه.
وفضلاً عن ذلك ، فإنه هو الذي يبارك الزواج ، وفقاً لعادات قديمة ، تقوم على تقديم الخبز والملح للخطيبين ، ومبادرتهما بالصيغة التالية : «عندما لا يبقى لهذا الخبز وهذا الملح أي طعم في فمكما ، تكونان قد مللتما واحدكما الآخر» ثم يجرح معصمي الرجل والمرأة ويمزج دمائهما.
ووما يذكر أنه قد تردد الحديث في الستينات عن إنشاء دولة مستقلة للغجر ، وقد تدخلت الأمم المتحدة في الموضوع ... ولكن لم يسفر عن أية نتيجة . والسبب الذي أعطى عن ذلك ، هو أن عشرات الألوف من الغجر عارضوا هذا المشروع.
لماذا عارض هؤلاء؟
يبدو أن الإجابة عن هذا السؤال تعد من الأسرار التي يحتفظ بها الغجر بشدة. ولكن ما يعرف بالتأكيد ، هو أن الغجر يعتبرون أنفسهم: «أبناء الرياح ... الشعب المختار».
يقول مثل غجري: «إذا قطعت غجرياً إلى عشرة أقسام، فلا تظن أنك قتلته. وإنما أنت في الحقيقة قد صنعت منه عشرة غجريين».
ـــــــــــــــــــــــ
«المصدر : عادات الشعوب وتقاليدها - أديب أبي ضاهر».

ملك القلوب 10 - 12 - 2009 10:26 PM

مشكورة على المعلومات وبارك الله فيك

بائع الورد 12 - 5 - 2010 09:20 PM

معلومات جيده جدا عن الغجر
اشكرك على طرحك

أبو يقين الكعبي 13 - 5 - 2010 11:21 PM

الغالية ارب...
موضوع اكثر من رائع عن هذه الاقلية التي يجهلها الكثير والتي اختلفت المصادر فيها بقدر اختلاف التسميات ويوجد في مدينة بغداد حي كامل يسمى الكمالية تقطنه العوائل الغجرية فقط وفيه عدد كبير جدا من العوائل والتي تسمى في العراق ( الكاولية ) ...
كل التقدير والاحترام لجهدك...
ابو يقين...

dark moon 1 - 6 - 2010 05:24 PM

http://islamroses.com/zeenah_images/post14.gif


الساعة الآن 09:03 PM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب

جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى