منتديات المُنى والأرب - حوار بين هرقل وأبو سفيان

حوار بين هرقل وأبو سفيان

بُعيَد إنتصار هِرَقل عظيم الروم على الفُرس, حيث وعد الله سبحانه إذ قال:
{ الم غُلِبَتِ الرُّومُ فِي أَدْنَى الأَرْضِ وَهُم مِّن بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ }
نذر هِرَقْل ان يحج لبيت المقدس,من القسطنطينيه ماشياً على قدميه.. وبينما هو في الطريق للشام رأى رؤيا, وأوّلها(فسّرها) ان مِلْكَهُ يزول على يد قومٍ مختونين ولم يكن يختتن في تلك المنطقه إلا اليهود فعزم على قتل كل اليهود(ليتهُ فَعَل وخلّص العالم منهم), وبينما هو في ذلك, ويعد العده لقتلهم! اذ قُبِِضَ على رجل من العرب الذين في الشام في السوق وهو سارق ففتشوه ومن شدّة تفتيشهم له! عرّوه من ملابسه فوجدوه مختوناً!! فقالوا له: انت يهودي؟ قال لا: انا من العرب, قالو:وهل العرب يختتنون؟ قال نعم
فأخبروا هرقل فأمر به وسأله عن أي حادث حدث في ديار العرب وكان متعجب ان يهدد ملكه عرب رعاة شاه وإبل فقال الرجل العربي: سمعت انه بُعث نبيٌّ من عرب مكه, فأعتدل هرقل في جلسته, ولما كان العربي هذا من غير مكه ماوجد عنده هرقل الاجوبه التي يريد عن اسئلته, فأمر ان يؤتى بمن في الشام من أهل مكه,
وكان ابوسفيان في هذا الوقت في تجاره للشام فأمسكوه واصحابه وجاءو بهِ إلى هِرقل فأقعدهِرقل ابا سفيان امامه عندما عَلِم أنهُ اقربهُم للنبي نسباً وأقعد اصحاب ابا سفيان من خلفه وقال لهم اني سائله فان كذب فردّو عليه,
يقول ابو سفيان: فولله لو كذبت ماردوا علي لمكانتي عندهم ولكني سيد في قومي ومن اشراف العرب اتنزه عن الكذب.

فقال له هرقل: إني سائلك عن هذا الرجل الذي يدّعي أنهُ نبي فأجبني:
واتى بالتِرجُمان
قال هِرقل:كيف نسبه فيكم؟ قال ابوسفيان:: هو فينا ذو نسب
قال هِرقل:هل عُهِد عليه الكذب قبل ان يقول مقالته (أي النبوه) فقال ابو سفيان: لا
قال هرقل: هل قال احد منكم مقالته(إدعى أحد قبله ذلك) قبل ان يقولها فقال ابو سفيان: لا
قال هرقل: إلى مايدعوكم؟ قال ابو سفيان: إلى الصلاه والزكاه ومكارم الأخلاق والعدل
قال هرقل: هل من آبائه من ملك فقال ابو سفيان: لا
قال هرقل: هل يتبعه فيما قال اكابر الناس ام ضعفائهم؟ قال ابو سفيان: بل ضعفائهم
قال هرقل:أيزيدون أم ينقصون؟ قال ابوسفيان: بل يزيدون
قال هرقل: هل يرتد احد من اتباعه سخطةً لدينه؟ قال ابو سفيان: لا
قال هرقل هل خان قبلاً؟ قال ابوسفيان لا, ونحنُ الآن في صلحٍ معه ولاندري ماهوا فاعلٌ فيه!! وكانوا في صلح الحديبيه آنذاك(يقول ابو سفيان:لم اجد ما اطعن فيهِ بها إلا هَذهِ)
قال هرقل: فهل قاتلتموه؟ قال أبو سفيان: نعم، قال هِرقل: فكيف كان قتالكم إياه؟قال أبو سفيان: الحرب بيننا وبينه‏ ‏سجال،‏ ‏ينال منا وننال منه(بدر واُحد)
فقال هِرقل للترجمان: قل له(قل لأبي سفيان) سألتك عن نسبه، فذكرت أنه فيكم ذو نسب، فكذلك الرسل تبعث في نسب قومها
وسألتك:هل عهد عليه الكذب قبلاً فقلت لا, وأقول انا لايترك الكذب على الناس ثم يتجاوز ليكذب على الله
وسألتك:هل من آبائه من ملك؟ فقلت لا, وأقول لوكان من آبائه من ملك لقلت رجلٌ يطلب ملك ابائه
وسألتك: هل يتبعه اكابر القوم ام ضعفائهم, فذكرت ان ضعفائهم يتبعونه وهم تبعة الانبياء والرسل
وسألتك: أيزيدون أم ينقصون؟ فذكرت: أنهم يزيدون، وكذلك أمر الإيمان حتى يتم
وسألتك: هل يرتد من اتباعه احد سخطةً لدينه, فقلت لا, وهكذا الإيمان اذا خالط بشاشة القلوب
وسألتك: هل قال مقالته احد قبله فقلت لا, وأقول انا لوكان احد قال مقالته قبله لقلت رجل يقلّد غيره
وسألتك: الى مايدعوكم فقلت لمكارم الاخلاق والصلاه وتوحيد الله,
(ثم إعتدَل هِرقل في جلسته وقال):
فوالله إن صدق قولك ليملكن موضع قدمي هاتين
ثم قال له واني كنت اعلم انه خارج ولم اتوقع انه منكم, ولو اعلم اني اخلص اليه لتجشمت لقائه وغسلت قدميه

ثم خرج ابوسفيان وقال لاصحابه: لقد بلغ امر محمد وايقنت انه سيبلغ مبلغه,‏حتى يخافه ملك‏ ‏بني الأصفر،‏ (يقول ابو سفيان عندها بدأ الإسلام يدخل قلبي)

ثم في هذه الأثناء جاء رسول ر سول الله صلى الله عليه وسلم بخطابٍ لهرقل يدعوه النبي فيه للإسلام
وقرأه هِرقل ثم قال: لمَن جاء بالخطاب: اذهب به الى سفاطر, وسفاطر هذا هو أعلم النصارى بالكتاب واعظم علمائهم فلما قرأه سفاطر اسلم مباشرةً دون تردد, ثم جمع العلماء بالإنجيل وحكمائهم وقرأ عليهم الكتاب واخبرهم بالعلامات في الانجيل ثم اخبرهم انه اسلم ودعاهم للاسلام فرفضو كبراً وعنادا كما فعل اليهود من قبلهم ثم أيقنوا ان الناس لو علموا باسلام سفاطر لأسلموا لمكانته عندهم وانه اعلمهم فقاموا عليه فقتلوه فعاد رسول رسول الله الى هرقل واخبره فقال هِرقل: والله ان سفاطر لأجلّ عندهم وأعظم مني واكبر قدرا , ثم دعا بقلعته ان تُعد وامر الجند بإغلاق الأبواب ثم دعا اولائك العلماء وخرج عليهم من شرفه عاليه حتى لايقتلوه, ثم قرأ عليهم الكتاب وذكّرهم وقال اني وانكم لتعلمون انه النبي الذي اُخبِرنا به في كتابنا, فأسلموا فإني اسلمت,فنخروا وتحاوصو حيصة الحمر المُستنفره ليهيّجوا الناس ضده وينزعون توليته فردوهم الحراس لهرقل ثم قال ياقوم اسلموا فقالوا بصوت واحد لانسلم ولو قتلتنا جميعاً
فلما رأى انهم سينزعون ملكه قال: اني قلت مقالتي لأختبركم أتتركون دينكم أم لا, واني لم اُسلِم فلما قال ذلك سجدوا له تعظيماً وإقراراً بالحكم,
ثم دعا هِرقل برسول رسول الله صلى الله عليه وسلم واعطاه الهدايا والذهب وقال اعطها لرسول الله واخبره اني اعلم انه رسول (وإني على الإسلام) ولكني قلت ماقلت حتى لايزول ملكي
فلما اتى الرسول لنبينا صلى الله عليه وسلم, وأخبرهُ بما قال هِرقل!
قال صلى الله عليه وسلم كذب عدو الله لقد اختار الدنيا فماهوا بمسلم وامر بالنقود والذهب فوزعت على فقراء المسلمين.