منتديات المُنى والأرب - سمرقند بالتاريخ

سمرقند

http://xn--mgbabedd3ax9moaf3e.com/wp...AF-600x450.jpg
سمرقند معناها قلعة الارض
تقع سمرقند فى اسيا الصغرى على مثلث من الارض من الارض فوق تلة فى منطقة مهملة مازال اسمها أفراسياب , تشكل ضواحيها حتى الان ولان سمرقند اعتمدت فى حياتها على نهر زرفشان الذى يجمع مياهه من الجبال ,فقد استقطبت دائما قبائل البدو التى تأتى إليها من الصحارى والسهول الشمالية المجاورة
وتوجد مخطوطة تعود إلى العصر المقدونى تنص على ان تاريخ سمرقند يرجع لأيام الاسكندر الاكبر وان سمرقند كانت مدينة هامة بها تحصينات وقلعة وسور دفاعى يمتد لحوالى 14كيلومتر اَن ذاك
وقد عثر علماء الاثار السوفيت على بقايا قلعة وسور بأمتداد 80م,وارتفاع13م,وفى أسفله بقايا قصور وأسواق وشوارع.
تم افتتاحها على القائد المسلم (“قتيبة بن مسلم) عام 87 هجرى ثم أعاد فتحها مرة عام 92هجرى وبعد الفتح الاسلامى
قام المسلمين بتحويل عدد من المعابد إلى مساجد لتادية الصلاة ,وتعليم الدين

http://xn--mgbabedd3ax9moaf3e.com/wp...AF-300x225.jpg

ومن القصص التى ذكرت عن فتح سمرقند ان بعد دخول الجيش الاسلامى مدينة سمرقند لم يعطى لأهل المدينة ثلاثة ايام ليختارو اما الدخول فى الاسلام او دفع الجزية او الحرب ودخلتها الجيوش الاسلامية فما كان من اهل سمرقند الا ان ارسلو الى الخليفة عمر بن عبد العزيز وحكم بخروج الجيوش الاسلامية من سمرقند على ان يمهلو اهلها ثلاثة ايام وبالفعل خرجت الجيوش الاسلاميه من سمرقند واعادت فتحها مره اخرى
http://xn--mgbabedd3ax9moaf3e.com/wp...9%86%D9%83.jpg

وصف سمرقند

ولقد وصف سمرقند الرحالة ابن بطوطة
إنها من أكبر المدن وأحسنها وأتمها جمالا ,مبنية على شاطئ واد يعرف بوادي القصارين , وكانت تضم قصوراً عظيمة وعمارة تنبئ بهمم أهلها
وفى ذكر علماء سمرقند” للعلامة نجم الدين عمر بن محمد النسفي السمرقندي ذكر ما يربو على ألف من علماء الإسلام من أهل سمرقند.
وذكر سمرقند ياقوت الحموي في كتابه “معجم البلدان” بقوله:
“ليس في الأرض مدينة أنزه و لا أطيب مستشرفاً من سمرقند”.
قال أمين معلوف عنسمرقندفي روايته المسماة باسمها سمرقند على انها
أجمل وجه أدارته الأرض يوماً نحو الشمس”.
أما عطاء الملك الجويني حاكم بغداد من قبل المغول فيقول
سمرقند أعظم بقاع مملكة السلطان مساحة و أطيبها ربوعاً،
و قديماً قالوا أنزه جنان الله أربع، وسمرقند أطيبها“.
منحت العديد من الألقاب، فهي يوماً “جوهرة الإسلام” و مرة “مرآة العالم”.
كانت سمرقندمن أهم محطات طريق الحرير الذي كان عصب اقتصاد العالم
جاء على لسان موفد ملك إسبانيا إلى تيمورلنك، و الذي ساقته أقداره إلى سمرقند فمكث فيها مدة من الزمن، وصف لنا الأجواء في تلك المدينة الرائعة، و فصل لنا عن إبداع تيمور لنك في عاصمة إمبراطورتيه، و جوهرة ملكه.
يقول السفير روي گونزالز دي كلاڤيو عن سمرقند
“إن غنى و ترف هذه العاصمة و مقاطعاتها لأعجوبة تستحق التأمل،
خرج إليها الإمام البخاري بعد أن واجه العنت من أهل مدينته بخارى، فعاش فيها و نشر فيها علمه، إلى أن توفاه الله في إحدى قراها. و في كتاب “القند في
http://xn--mgbabedd3ax9moaf3e.com/wp...AF-300x228.jpg

سمرقند فى عهد تيمورلنك

لقد اختار تيمورلنك سمرقندعاصمة جديدة لفتوحاته لقربها من مكان ولادته كش
فقد جمع تيمورلنك امهر الصناع والمعماريين والنحاتين والرسامين والخطاطين وعلماء الرياضيات لتوسيع سمرقند واعادتها لمكانتها السابقة ولقد استطاعت تلك الكفاءات ان تعكس فى بنائها الحضارات الاربع الاساسية لبلدانها
مما ادى لقيام نهضة عمرانية فى اسيا الصغرى ليس لها مثيل فاذا سمرقند بمدينة ليست بالعربية ولا فارسية ولا تركية ولا هندية ,بل هى الاربع معاً فى تناغم لتنبثق حضارة التتر
فقد بنى تيمورلنك سوراَ عظيماَ حول سمرقنديبلغ طوله سبعة كيلو مترات وله ستة ابواب وبنى قلعة غرب المدينة وحفر حولها قنوات المياه العميقة وداخل القلعة كان (القصر الازرق) {كوك ساراى} الذى كان مقر تيمورلنك ومركز المالية وبجانبه ادارات الدولة من “مخازن الاسلحة ومصانعه)
ولم يكتف معماريو تيمور لنك ببناء القصور بل اقاموا سلسلة من الحدائق وصفها احد زوار تيمورلنك
“أرضها من الحجارة الملونة,مطلية بخشب الابنوس والعاج,وجدرانها مزينة بخزف من قاشان,بناها مهندس من دمشق وزينها خزاف من العراق”
وفى محاولة لتأكيد تفوق عاصمته سمرقند على اى مدينة فى العالم بنى تيمورلنك مجموعة من القرى اطلق عليها اسماء اهم المدن المعمورة “القاهرة-بغداد-دمشق-وغيرها
غير ان يد الزمن لم تبق لها اثراَ وكل ما وصلنا وصفهم من الرحالة التى مروا بهم.

http://xn--mgbabedd3ax9moaf3e.com/wp...89-300x197.jpg
وكان اللون الازرق هو اللون المفضل لتيمورلنك ,وأصبح يعرف بلون الاسلام فقد جعل مدينة سمرقند مغطاة بالبلاط القيشانى ذى اللون الازرق بكل ما فيه من خيالات و تفرعات مع تداخلات اللون الابيض و القليل من الاخضر
كما امر تيمورلنك ببناء اول سوق تباع فيه جميع البضائع وهو عكس ما هو سائر فى تلك الاوقات من العصور الوسطى فقد كان كل سوق مخصص لبيع سلعة واحدة وبذلك فقد انفرد تيمور لنك بهذا الانجاز عما غيره وهو ما يشبه الان (اسواقنا
وتم انجاز هذا السوق بكامل قبابه و ارصفته و دكاكينه خلال عشرين يوما بكلفة بسيطة لا تتعدى قطع أربعة رءوس من المهندسين لسرعة انجازه.
ولقد بلغ من شدة الاهتمام بسمرقند أنه كان يراقب شخصياً اعمال البناء بين الحملة و الحملة , جالباً من كل غزوة الكنوز المنهوبة من تلك الاقليم المنكوبة كذلك حرفيوها من أذربيجان و دلهى ,عمال البلاط و الموزاييك من شيراز و أصفهان ,عمال السيراميك و الحرير من دمشق , وعمال الفضة والنحاس من تركيا

http://xn--mgbabedd3ax9moaf3e.com/wp...nd-300x202.jpg
شهادات المؤرخين على عظمة سمرقند فى عهد تيمورلنك

.لقد بلغت عظمة سمرقند الافاق فيما وصلت إليه فى الفنون و العمارة ومن ثم ترامت الى أذان البلاد من حولها والرحالة و السفراء والمبعوثين.
من هؤلاء “دوكاليفو”-مبعوث هنرى الثالث ملك قشتالة الاسبانى الذى زار تيمورلنك فى أواخر عهده والذى يعود له الفضل فى انه اول من نقل صورة لنا عن ما وصلت إليه سمرقند فى الحضارة وعن تيمورلنك حيث انبهر بها
فهو يقول “” لقد كان تيمورلنك جالسا على تخت, و متكئاً على وسادات من الحرير , وقربه نافورة من المياه يسبح فى بركتها التفاح الاحمر , وكان يجلس تيمور وهو مرتدى عباءة من الحرير ذات لون واحد ,وقلنسوة طويلة فوقها تاج مرصع بالزمرد و اللؤلؤ و الاحجار الكريمة”" كذلك كتب عن عدل تيمورلنك مع شعبه فى أن القمح كان متوفراً بأسعار زهيدة وان كل ما يحتاج إليه الرعية متوفر والثروة متعادلة , والابدان صحيحة , والطقس معتدل , و العداءات قليلة , والملذات كثيرة
http://xn--mgbabedd3ax9moaf3e.com/wp...A9-300x224.jpg
كل ذلك جعل الشاعر الانجليزى”فليكر” يطلق عليها اسم ” سمرقند السعيدة“
وكان ذلك اللقاء وسط حديقة غناء واسعة اقيمت على كل طرف من اطرافها خيمة كبيرة من الحرير فقد كان تيمورلنك ورجاله ينصبونها فى حدائق سمرقند ويتناقلون بهم من حديقة لاخرى كل عدة ايام حتى لا يفقدوا بداوتهم ,
ومن هذه الحدائق الغناء ” باغى ديغوشا”أى {حديقة فرحة القلب} كذلك “”باغى شمال”" أى (حديقة الشمال)
ضريح تيمور، المسمى جوري أمير بسمرقند
http://xn--mgbabedd3ax9moaf3e.com/wp...9%88%D8%B1.jpg

أشهر معالم سمرقند

اسوار سمرقند

كان يحيط سمرقند سور عظيم تخرج منه أربعة ابواب:
1. باب الصين : وهو فى شرق المدينة وقد أقيم تخليدا لذكرى الاتصالات القديمة مع الهند ,بسب تجارة الحرير
2. باب بخارى:وهو فى شمال المدينة وقد وجدت عليه كتاات بالعربية اليمنية الحميرية عند باب بخارى , وهذا نصها {بين المدينة وبين صنعاء ألف فرسخ,,وبين بغداد أفريقية ألف فرسخ,, وبين سجستان والبحر مائتا فرسخ, ومن سمرقند لزامين سبعة عشر فرسخ}
3. باب النوبهار :وهو يقع جهة الغرب , ويشير هذا الاسم ألى معبد قد يكون بوذياً.
4. الباب الكبير أو باب كش :فهو يقع جهة الجنوب ويرتبط بموطن تيمور الاصلى
مساجد سمرقند

من أهم المعالم الحضارية فى سمرقند والتى حولت كثير منها الى متاحف لتاريخ الفن والحضارة ومن هذه
المساجد
المسجد الجامع الكبير :شيد فى أواخر القرن الرابع عشر الميلادى فى شرق ميدان ريكستان ويطلق عليه أسم
“بيبى خانوم”
وفى الجانبين الشمالى و الجنوبى من المسجد صغيران , لكل منهما قبة تواجه الاخرى
ولقد أقترن بناء المساجد فى سمرقند بالأضرحة فهى تمثل سمة مميزة للمدينة , الا ان ابرز ما فيها الناحية الجمالية التى تتمثل فى القباب المزخرفة وهى نموذج فريد من الفن الاسلامى الشرقى
http://xn--mgbabedd3ax9moaf3e.com/wp...AF-300x191.jpg

الأضرحة فى سمرقند

مقابر شاهى زندا

“مقابر الملك الحى”

وهى تتضمن الكثير من الاضرحة والمؤسسات الاسلامية البارزة
فهو يتكون من ثلاث قاعات فسيحة يتوسطها قبر ابن عم الرسول ثم مسجد صغير فى القاعة
الثانية.
أما القاعة الثالثة: فهى حجرة صغيرة مخفية تحت المسجد يقال إنها كانت للعبادة والصوم ويطلق عليها اسم { تشيلا خانة}

اولا: ضريح قثم بن العباس بن عبد المطلب ابن عم النبى محمد

الذى قيل إنه استشهد فى فتح سمرقند عام 57هجريا وأقيم له ضريح فى غاية من الروعة والجمالوتم تجديده حسب ما هو مذكور على الضريح يعود لعام 753هجريا ويتضمن الضريح ثلاث قاعات , ومسجد , وغرفة للعبادة والاعتكاف وتدور حوله اسطورة وهى ” اسطورة الملك الحى ” أرسل الخليفة معاوية جيشاً بقيادة “سعيد بن عثمان بن عفان” ومعه “قثم بن العباس بن عبد المطلب”لفتح بلاد ما وراء النهر ويقال حسب

زعم البعض انه استشهد فى سمرقند وتم قطع رأسه و رميها فى بئر ماء الحياة وان ذلك البئر ينبوع الحياة لذلك فهو مايزال حى فى اسفله يعيش فى قصر مذهب فراشه الحرير .

وان تلك الاسطورة انتشرت فيما بع لدرجة ان مسلمى سمرقند اتخذوا قبره هناك مزاراً دينيا لتبرك به فهو اخو “الامام الحسين بن على “فى الرضاعة وأقرب شبها للرسول .

ولقد زار تيمور لنك قبره وقيل انه نزل البئر ليرى صدق الاسطورة.

http://xn--mgbabedd3ax9moaf3e.com/wp...A7-300x201.jpg

ثانيا:المنشآت المميزة لعصر تيمور فى سمرقند

مسجدا خانقاه و ضريح ترمان اقا

هى مقابر للعائلة أنشئت بأمر من الاميرة “”ترمان اَقا “”زوجة تيمورلنك

تضم مسجدا (خانقاه ) و ضريح (ترمان اقا) الذى لا يقل روعة وجمالا عن اى ضريح فى ” شاهى زنده بل ويزيد عليها جميعا ببوابة مكسوة بالفسيفساء ليس كمثلها بوابة اخرى كما تضم هذه المجموعة حجرة متوسطة للخدمة كذلك تضم مزار الملك الحى ,الذى هو عبارة عن مجموعة غرف و أضرحة مغلقة و مزينة بالقيشانى الازرق وقد بناها كمقابر للعائلة و لاصدقائه المقربين.

وهذا البناء يقف على هضبة منخفضة , تصعد إليها بدرج حجرى يمتد 36درجة لتصل للممر طويل تنتشر غرف الاضرحة على يمينه و يساره و تشكل ابوابها الخشبية و بناؤها الداخلى و أروع وارقى انواع العمارة ورسومها الهندسية الا سلامية

http://xn--mgbabedd3ax9moaf3e.com/wp...89-236x300.jpg ضريح الامام البخارى

ويقع الضريح فى ضريح الامام البخارى فى سمرقند عند مشارف قرية “باى أريق” حيث دفن هناك فى القرن الثالث الهجرى والتي تبعد 25كم عن سمرقند، وقيمته ليست معمارية بل تتعاظم بقدر صاحبه مصنف الجامع الصحيح” الذي قضي 16عاما في تصنيف الأحاديث من بين 600ألف حديث وقعت بين يديه ولا ينقطع الناس عن زيارته بعد الآن وقد اقيم بالقرب من ضريحه قبل سنوات مسجد

مقبرة تيمورلنك

مقبرة تيمورلنك من الداخل عبارة عن غرفة مساحتها 10م *10م .وارضيتها رخام فاخر ,وجدرانها مطلية بالذهب ,وسقفها عبارة عن قبة مرصعة بالذهب والمرمر وتتدلى منها ثريا كبيرة ,وفى الوسط يوجد قبور العائلة التيمورية

كما تضم ايضا مدرسة ” خانقاة, والضريح الملحق بالمسجد ومبانى عديدة تطل على مئذنة من كل ركن فيها ,

كما يتميز البناء بوجود حجر المرمر الرمادى و السداسى الشكل وهو حجر العرش الذى يطلق عليه “كوك طاش”

كما تتميز بقبتها الباهرة التى تعلو الضريح ,وهى قبة فيروزية مضلعة ومكسوة بكم هائل من زخارف الفسيفساء كذلك كانت حوائطها من خام المجزع المنقوش بالذهب ويسمى هذا الضريح بأسم ” كور أمير” أو مدفن خلفاء الامير كذلك كان له غطاء ذو جمال يفوق الوصف يتكون من اربع دوائر كتبت عليها اَيات قرأنية على جوانبها الخارجية الالوان الزاهية الازرق السماوى والاصفر و الابيض فضلا عن اللون الاخضر ويتخللها عروق من الذهب

http://xn--mgbabedd3ax9moaf3e.com/wp...AF-300x224.jpg

ضريح ” طوغلو تكين”

وهو لإحدى الاميرات المغوليات وإلى جواره ضريح أخر عرف بأسم ” أمير زاده” و بجانبه مصلى صغير اسمه ” زيارة خانة ” غطيت جدرانه بنقوش كثيفة تلمع فى الظلام

ضريح الاميرة شيوين بيكه اَقا”

شقيقة تيمورلنك ويعد تحفة معمارية و فنية

http://xn--mgbabedd3ax9moaf3e.com/wp...A9-300x232.jpg

القصور و الميادين فى سمرقند

قصر دلكشا: ((القصر الصيفى)) وقد تميز بمدخله المرتفع المزدان الاجر الازرق و المُذّهب , وكان يشتمل على ثلاث ساحات بكل ساحة فسقية .

قصر باغ بهشت ((روضة الجنة)) الذى شيد بأكمله من الرخام الابيض الذى من تبريز وقد شيده على ربوة عالية وكان يحيط به خندق عميق ملئ الماء , وعليه تصل ينه وبين المنتزه.

قصر باغ جنازان ((روضة الحور))عرف هذا القصر بهذا الاسم لانه كان محاط بطرق عجيبة على جانبيها اشجار الحور وكان ذا تخطيط متقاطع ومتعامد.

ميدان داجستان..

وقد بدأ تكوين هذا الميدان فى عهد تيمورلنك لعرض فتوحاته وقواته فيه

http://xn--mgbabedd3ax9moaf3e.com/wp...83-233x300.jpg

الصناعه فى سمرقند

من اشهر الصناعات التى أزدهرت فى مدينة سمرقند صناعة “الكاغد : أو الورق السمرقندى الذى كان لا يوجد مثيل له حتى امام الورق المصرى او القباطى فقد انفرد بجودته على الجميع واحتفظ بصدارته كمنافس قوى

ولقد دخلت تلك الصناعة من الصين فقد بدأت تلك الشهرة عندما حدثت ثورة بخارى على عهد ابو مسلم الخراسانى ، فبعث بحملة قوامها عشرة آلاف رجل بقيادة زياد بن صالح، حيث قضى على الثورة في مدينة بخارى، واستمر في زحفه إلى أن أخضع أيضاً ثورة سمرقند، التي كان الصينيون يساندون الثوار فيها ضد العرب المسلمين، وقد وقع الكثير من الصينيين في الأسر وخيروا بين الرق أي العبودية وبين الحرية إذا علّموا المسلمين حرفة، فآثروا العتق وعلّموا المسلمين، ومن بين ما علّموهم صناعة الورق، ومع مضي الزمان تقدمت هذه الصناعة باستخدام الكتان والقطن في صناعة الورق الأبيض الناعم الجميل الذي وجد سوقاً رائجة في مختلف أنحاء العالم الإسلامي، وبخاصة في عاصمة الدولة العباسية بغداد، فالورق صفحة من صفحات الفخر للإسلام والمسلمين، وقد كان معروفاً في جنوب شرق آسيا إلا أن العالم لم يعرفه إلا بعد أن تعلّمه المسلمون وانتقل من بلادهم إلى العالم كله كذلك كان يوجد صناعات تشتهر بها مثل السجاد و المنسوجات كذلك اشتهرت بالصناعات الخزفية فقد اكتشفوا مئات من القطع الخزفية البسيطة وقطع مصقولة متقفنة الصنع ومطلية بطبقة لامعة تزينها الألوان الزاهية والكتابات العربية بالإضافة إلي مصابيح الزيت وألعاب الأطفال المصنوعة من الخزف.
وقد ارتبط العصر الذهبي لصناعة الخزف في سمرقند بالفتح الاسلامي إذ تم صقله وتلميعه في القرن الثامن بتأثر عباسي ثم تطور حتي وصل إلي الذروة في القرن العاشر وبدا ية القرن الحادي عشر حتي جاءت نهايته علي يد المغول إلي أن ظهرت نهضته مرة اخرى في عهد تيمور واسرته فقد اهتم بتلك الصناعة وعمل على تشجيع الصناع ليظهر مدى قوة مدينته المحببه إليه .

ولقد اصبحت سمرقند فى حضارتها التى أبدعها تيمورلنك وأسرته المنافسة الدائمة لبخاري والعاصمة الرائعة التي أعدها تيمورلنك لمملكته أما بخاري فهي بمثابة العلوم كلها كما كانت عاصمة بلاد ما وراء النهر لمدة خمسة قرون منذ عهد السامانين إلي التيموريين، ولتقلص الدور التاريخي لهاتين المدينتين سمرقند وبخاري اختير اسم طشقند كعاصمة عندما اجتاحت روسيا تلك المدن وكأنما أريد أبعادها عن مسرح الأحداث وطي صفحة التاريخ الإسلامي في بلاد ما وراء النهر، ورغم عمليات التشوية والنسخ والاهمال التي اختصت به المدينيين فإن آثار المرحلة الاسلامية في سمرقند مازالت موجودة حتي الآن تشيد بعظمة تلك الحضارة الراسخة أبد الدهر لتشهد على عظمة الاسلام