كتاب الرمل - Le livre de sable
|
بين «علم الرمل» و«كتاب» الرمل» لا يمكن أبدا للمطلع على بعض كتابات العلوم الروحانية العربية الإسلامية، بل وحتى بعض كتب الطب العربي القديم مثل كتاب داوور بن عمر الانطاكي الموسوم بتذكرة أولي الألباب والجامع للعجب العجاب، ألا ينتبه لتماثل عنوان «كتاب الرمل» لبورخيس مع هذا العلم الذي أسماه القدماء بـ «علم الرمل». وكم سيكون مفيدا قراءة هذا بذاك في حركة ذهاب وإياب: قراة «كتاب الرمل» بـ «علم الرمل» وقراءة «علم الرمل» بـ «كتاب الرمل» للخروج بعد ذلك بخلاصات تركيبية طبعا. وقد تكون هذه القراءة أجدى من تلك التي عمدت إلى إقامة مستوى من الحوار بين بعض أفكار بورخيس وبعض تأملات الحلاج دون الخروج بخلاصات، على نحو ما لاحظ ذلك عن صواب الأستاذ أحمد العيساوي. لا أزعم القيام بهذا العمل. في المقابل أود تقديم «علم الرمل» تقديما في غاية الاختصار: يتعلم الأمر بطريقة في العرافة، يزعم التقليد أن النبي إدريس تلقاها عن جبريل فيما أظهرت دراسات غربية أن علم الرمل هو مجرد شطر من الإيشنج أو «كتاب التحولات الكبرى» أخذه العرب عن الصينيين إبان ازدهار تجارة قوافل الحرير. وسمي هذا العلم بالرمل لأن الأصل فيه هو الخط على الرمل، وهي طريقة لازالت تعتمدها بعض القبائل الأفريقية، ولكن بنوع من التحريف، إذ تستبدل الخط في الرمل بإقامة تخت الرمل بالأحجار. عن طريق خط أربعة أسطر من النقط بعدد عشوائي، يتم: - في مرحلة أولى استخراج ما يقابل مجموع عدد كل سطر الحرف الهجائي المقابل له - في مرحلة موالية البحث عن شكل الرمل الرمل المقابل لكل حرف من الحروف الأربعة - في مرحلة أخيرة توليد 12 شكلا رمليا جديدا من الأشكال الأربعة الأول، عبر القيام بعمليات دقيقة أعقد من أن نصفها هنا. - الحصول أخيرا على 16 شكلا، تدعى التخت، ثم الشروع في استنطاق هذه الأشكال لقراءة الغيب. ما يلفت الانتباه في هذا العلم (من هنا أهمية اقتراح البحث عن علاقة نص بورخيص به) هو اختزال الأشكال الـ 16 للعالم، بل للكون برمته: فالأشكال في وجودها المنفرد تتألف من العناصر الأربعة: النار والهواء والماء والتراب، بل وكل شكل يندرج في سلسلة من الترابطات الكونية تسع كل المخلوقات والموجودات: فلكل شكل جنس ولون وطعم وعضو من أعضاء جسد الإنسان، وبرج ومنزلة من منازل القمر وكوكب من السبع السيارة ومعدن ويوم من أيام الأسبوع وملاك من ملوك العلويات السبعة وآخر من ملوك العالم السفلي السبعة، وشهر، ومعدن، الخ. كما تتوفر الاشكال في مجرد ترتيبها على عدد من الأسامي: فهناك الأمهات، والبنات، والحفيدات والبواقي والميزان، وكل كتلة من الكتل الأربع تدخل أيضا في سلسل من الترابطات. أما لدى استنطاق التخت فينقلب الأمر إلى حكاية أخرى: عبر تأمل الأشكال ومقابلة بعضها ببعض، وإجراء ما يتطلبه موضوع الاستشارة من عمليات مختلفة: ضرب شكل في شكل لاستخراج آخر، توليد شكل من ضرب أشكال الماء في كتلة كذا في أشكال هواء تربة كذا، الخ، يمكن توليد حكايات عم موضوع الاستشارة، فيقال مثلا: مرض المريض في اليوم الفلاني بمرض كذا أعراضه هي كذا وسبب المرض كذا، وهو لن يشفى منه، مثلا، لأن الشك الفلاني ينظر إلى الشكل الفلاني، وهو دليل على الموت، ثم ها هو شكل (الجماعة) يوجد في الرتبة الفلانية في التخت، وهو يرمز إلى الجماعة التي ستحمل الميت إلى المقبرة، الخ... الخلاصة، أنه عبر نقطة واحدة (أو حبة رمل واحدة)، يتم توليد 16 شكلا (التخت)، بحيث يستحيل على المرء توليد تختين متطابقين، سواء أأجراهما في وقت واحد أو في أوقات متباعدة، ومن ثمة كان كل تخت يقص حكاية لا تعيد أخرى: حكاية لا تهم إلا طالب معرفة الغيب ولا تروي إلا الموضوع الذي يود هذا الطالب معرفته. |
قصة جميلة وادب راقي جدا ونقد بناء
تقديري |
مشكووره
جهد رائع تميز سلمتي |
شكرا على القصة ويعطيك العافية
متابع بالقسم تحياتي |
الساعة الآن 01:57 AM. |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب
جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى |