منتديات المُنى والأرب - الـشّعْـب المُحْـتـَـضِـر يـريد تجهيز المستشفيات ؟!!!!!!

zolz()*^zolz

الشّعْـب المُحْـتـَـضِـر يـريد تجهيز المستشفيات ؟!!!!!!

المستشفيات في بلادنا كارثة تمشي .. لا أطبّاء و لا ممرّضين و لا تجهيزات و لا معدّات طبيّة... ما عدا الحارس الأمني ... كلّ مستشفياتنا و من دون إستثناء في وضعـيّة مزريّة يَـدنى لها الجبين ,و ينحف لهولها السّمين ؟! لا شيء في مكانه الكلّ في الكلّ مندمج كأنّ الجميع من أب واحد و امّ واحدة , كلّهم اتّفقوا على كلمة واحدة يردّدونها بداية من مدخل المستشفى إلى مخرجه ! كأنّها محفوظات حفظوها على ظهر قلب ؟!!!!
ما حدث لنا البارحة وصمة عار على جبين أولائك الـّذين نجدهم دائما يسبحون في المياه العكرة , هؤلاء لا نسمع لهم صوتا ولا تنديدا و لا استنكارا , إلاّ لضرب الضّعيف البسيط فيعاقبونه عقابا شديدا ,
و عند إصدار الحكم الكلّ يهلّلون و يبجّلون من اتّخذ هذا القرار التّعسّفي ....

ما حدث لنا البارحة لا تصدّقه أذن؟ ما رأته عينٌ و لا خطرت ببال بشر احتفلوا بعيد استقلال بلادهم الخمسين في السّنة الماضيّة و بدّروا اموالا باهضة في اللّهو و الغناء و العبث بالرّعاية السّامية لـرئيس الجمهوريّة و هذا وفق ما يقولون و يعلنون بهتانا و كذبا في الإعلام المرئي و السّمعي و المقروء !
(( أو لنقل مسحا في سيادة الرّئيس و هو براء منهم ))
إذن البارحة قدّر اللّه أن يُـصاب أحد الأقرباء إلى وعكة صحيّة بسبب ضغط الدم الّذي ارتفع إلى 27 سبع و عشرين درجة حيث سقط في مقرّ عمله فاقدا وعيه ....
هذا الأخير حُمل من طرف أهله على جناح السّرعة إلى استعجالات مستشفى بينام ... و بعد الفحوصات الّتي أجريت له من طرف طبيبة في أمراض البطن .. والمصيبة أنّ المُصاب مشكلته في الرّأس... الطّبيبة أعلنت أنّها لا تستطيع تشخيص المرض إلاّ بعد إجراء (( السّكانار)) و طلبت منهم حملـَـه إلى مستشفى مايو الجامعي لإجراء هذا السّكانار و بوسائلهم الخاصّة حيث سيارات الإسعاف شبه منعدمة و الموجودة يلهو بها سائقوها باستعمال التّنبيهات المختلفة لفتح الطّريق و كأنّه في سباق رالي .....
تخيّلوا المريض و الحالة الّتي كان عليها حيث فقد الكلام و لم يعد بمقدوره استعمال أعضائه؟! يحمل من طرف أبنيه و ما طاب من الصّحاب الأوفياء ,دون نسيان الأحوال الجويّة الممطرة جدّا و صعوبة التنقّل للإزدحام الجنوني .
حمل المريض المسكين إلى مستشفى مايو و هو في حالة غيبوبة شبه كاملة ... هناك أجري له تصوير بجهاز السّكانار و تبيّن أنّه أصيب بجلطة دماغية و نزيف دمويّ ....
الأهل كانوا يظنّون أنّ المعاناة انفرجت بما أصدره السكانار من حكم وأنّ المسكين سيعتنى به لكن المفاجأة كانت أعظم لمّا طلب من أهله العودة به إلى مستشفى بينام ما دامت الطبيبة هناك هي من طلبت بإجراء هذا التّصوير ؟! رغم إلحاح الإبن الأصغر لم تجد نفعا توسّلاته و ذهبت كلّها مع الأمطار الهاطلة !!
بربّكم ماذا هو فاعل الميّـتُ بين يدي غاسله ؟!
استسلم الجميع على مَضَض و حُمِل المريض ثانية إلى مستشفى بينام مودّعا من قبل النّسيب و ابنه والخال الأصغر ...
هنا في الإستعجالات استقبلته طبيبة يُـقال أنّها مُختصّة في أمراض المعدة و الجهاز الهضمي ؟!؟!هذه الأخيرة و بعد قراءتها للتّقرير الطبّي المُـرسل لها من قبل طبيب مايو قالت : ((مستشفى بينام ليس مختصّا في أمراض الدّماغ و علاوة على ذلك ... المستشفى لا يتوفّر على آلات ضروريّة لحالته فلو لا قدّر اللّه ازداد المرض خطورة فقد يموت المريض ...
فبقاؤه هنا كعدمه ؟!وقـد يفارق الحياة من غير اعتناء نظرا لانعدام الوسائل اللّازمة لاستشفائه !! و يجب عليكم إرجاعه إلى مستشفى مايو أو مصطفى باشا ......
رغم المحاولات المتكرّرة و المضنية الّتي قام بها الإبن الأصغر المغترب في فرنسا و الّذي ألف العيش في دولة ديمقراطيّة متقدّمة في جميع المجالات و الّذي لم يقتنع بما قدّمه المراقب العام من حجج واهـية و قال له اجبني بصراحة ماذا كنت فاعلا الآن لو كنت أنت أنا و المريض هذا والدك اكنت متّخذا نفسالقرار ؟ هل كنتَ مجيبًا بمثل ما أجبتني به ؟! فـَذُعِـرالّي استفسر فلم يسطع بِغـُصَّـتـِهِ إجابة ...
فقال له (( نوكّل اعليكم ربّي إنْ مات أبي ؟!))
و حمل المسكين أباه بمعيّة أخيه الأكبر و انطلق جميع المرافقون .. الأخوان و الصّديقان و الخال وحَـرَم المريض و اتّجهوا كلّهم صوب ساحة أوّل ماي ؟؟ مستغلّين سيارتين للإستجمام و ليس للإسعاف الّتي لم يعد لها أثر في المستشفيات ؟؟!!
آهٍ لـو تدرون أحبّتي ....
الوقت الّذي استغرق في الذّهاب إلى .. و الرّجوع مِن .... و مِنْ ... إلى ...
9 تسع ساعات كاملات , حيث الذّهاب إلى بينام من بوزريعة محطّة الإنطلاق و مستشفى مصطفى باشا وصلنا منْ ..إلى ... على السّاعة الثـَّانية و خمس و ثلاثين دقيقة ... نفس المشكل تقريبا وجدناه في مستشفى باشا حيث الأماكن غير متوفّرة وكلّ الأسرّة مستغلّة من طرف المرضى و كلّهم يستوجب الإعتناء بهم !!!!
و بقي المسلسل مستمرّا و كأنّه حلقاتُ مسلسلٍ تركيّ ؟!
حاول الجميع بكلّ ما لديه من إمكانيّة الإقناع و قدرة التّـوسّل ....
و بعد أخذ و ردّ قرّر المراقب العام رئيس قسم الإستعجالات إيواء المريض ما دامت هناك امرأة فقدت الحياة منذ قليل (( غفرلها الله و رحمها اللّه و أسكنها فسيح جنانهإنّها كانت فال خير و مفتاح لعقدة ما كانت لتنفرج ؟!! )) وطلب منّا الصّبر لحظات حتّى تطهّر الغرفة !!

لمّا أدخل مريضُنا إلى قاعة العلاج و المتابعة و مُـنحت له بطاقة الدّخول تنفّسنا جميعنا الصّعداء و قلنا الحمد للّه أنّ الدّنيا لا تزال بخير ما دامت في الوجود أنفس طيّبة نقيّة طاهرة و الحمد للّه أنّ طباع البشر و قلوبهم مختلفة و لو كانت كلّها على شاكلة واحدة لانتهى العالم و صلّينا صلاة الجنازة منذ عهد بعيد ....
الإبن البار المغترب من أرضه و أرض أجداده لأنّه لم يجد عملا هنا في موطنه تعب جدّا المسكين و بقي مع والده إلى ما بعد منتصف النّهار لم يغمض عينا و لم يأكل(( لقمة )) و بقي يراقب حالة أبيه و لم يبرح المكان رغم المطر و البرد و الجوع ؟!!
المريض لا يزال في المستشفى , و ضَغـْـتُ دمه في انخفاض مستمرّ و الحمد للّه , حيث نزل الدّرجة من 27 إلى 18 و إنْ شاء اللّه ستنزل إلى الدّرجة اللاّزمة ..
حالته مستقرّة لم تـَـنْـمُ خطورةً و لا حول و لا قوّة إلاّ باللّه ...

الجزائر 16/05/2013
ناجي بن مسعود أبوشعـيب