منتديات المُنى والأرب - الجماعات والفرق الأسلاميه (بين فكر التناقض والتعارض )

إهداء خاص للباحث والمفكر العربي (نبيل محمد حسن العيسوي )
إهداء خاص للباحث عن الحقيقه لمن يريد أن يقرأ بين تضاريس التاريخ هل مانعيشه اليوم من مأساة القتل والتدمير وسفك الدماء والتكفير هو مجرد أننا أدوات كما نعتقد . وأنه مجرد مؤآمرة حاكها الغرب والصهيونيه العالميه وعملاءها . أم أن هناك امرا آخر يستحق أن نقرأ تفاصيله بين تاريخ مضى وتاريخ يكتب اليوم بدماء الأبرياء . ماوجه الشبه وماوجه الأختلاف ..هل الشك نهجا للوصول لليقين على غرار نهج الدكتور الشريف مصطفى محمود في رحلته من الشك لليقين .. لقد أثرى ذاكرتي المفكر العربي الكبير نبيل محمد حسن العيسوي في مجموعة من الأفكار والرؤى الراقيه والتي كم يسعدني أن أقدم الموضوع إهداء خاص ولقرائي الكرام ليكون تقدمة للموضوع .لقد قدم الباحث العيسوي العديد من الرؤى الفكريه التي ميزته
فهذا هو نوع الخطاب الذي نحتاجه وكم سنكون مسرورين ليكون جزءا من حملة ربما يكون هناك من يضع خبرته في مسألة الجماعات والفرق الأسلاميه وأثرها وخطرها على مفهوم الأسلام كدين ألهي . وأعتقد أننا بحاجة لمزيد من التوضيح أن هناك الكثير مما ورد في النص القرآني قد وردت فيه أحكام المرحلة والوجوب فيها وعدم إطلاق صفة التعميم الدائمه على ماورد في بعض ماورد بما يخص اهل الكتاب عموما . ومعاني الأيمان بما أفرده النص القرآني وليس تغليب ماورد عن المروي لأن بعضه قد تم فيه تعارض حتى بين الصحيحين في بعض المسائل . ولكن النص القرآني لا خلاف عليه . لنعود إلى اصل مفهوم الجماعة هل هو تأصيل قرآني ام نتاج السنة النبويه التي إختلف الكثيرون حولها مما روي عن الرسول في زمن تجاوز فيه جمع الأحاديث من أهل فارس قرابة 450 سنة ويزيد . وقد لوحظ أن السنة لم تجمع من قبل إلا بعد مرور فترة وظهور الخلافات المذهبيه وظهور الفرق والجماعات الأسلاميه التي كان همها الحقيقي تصدر الحدث والتشكيك ببعضها حتى وصل الأمر للتشكيك بكثير من الأحاديث النبويه لتغليب الرأي . وتنامت ظاهرة التفسير للقرآن دون ظوابط حقيقيه حتى وصل الأمر الآن أن الحبل على الغارب في التفسير للقرآن وكذا السنه . وظهرت منذ بدايات الخوارج فتاوى التكفير التي مثلت أو ل كارثة حلت بالأسلام . حتى إنقسم الخوارج على أنفسهم وكفر البعض البعض منهم وظهر مفهوم التكفير الذي كان مدلوله ليس دينيا بل دنيويا نتيجة التناقض الذي ورد في النص القرآني في معرض الأستعمال وليس الأستدلال (الأيمان / والكفر ) وهذا بحد ذاته خلق أهم مشكلة واجهت الجماعات الأسلاميه . ولقد كان تأثير دخول أمم وجماعات من حضارات مختلفه للأسلام نتج عنه وجود تغير في خارطة الثقافة التي عمت في الجزيرة العربيه بداية الدعوه وأدى لوجود ساحة جديده من التناقض الذي ذكرناه آنفا تناقض شغل الكثير من المفكرين وطغى على التناقض الأول وحتى وإن كان شبيها في التناقض الأول لكنه إنداح ليظهر جليا في مدى التعارض وليس الوقوف عند التناقض . وهنا لامندوحة أن نشير أن ظهور فرقة الخوارج نموذجا للجماعات الأسلاميه لبروز (فكرة التعارض بين المسلم الموحد والوثني المشرك) التي هي الأساس في التعارض بين النقيضين . ( ولكن الخوارج جعلوا التعارض بين المسلم والكافر ) وهو تعارض لم يعد مبينا على اساس التناقض أو الأختلاف بين المسلم الموحد والوثني المشرك ، بل أصبح للأسف متعلقا بالتفريق بين المسلمين أنفسهم في ماطرحته الخوارج من نظرية التبرير في التفسير وأعتبروا أن المسلم إذا إرتكب كبيرة خرج من دائرة الأسلام (لدائرة الكفر ) ولم يعد مسلما .(لذا يصبح قتله مشروعا ) وأن الأمر من الخطورة أن مايذكر عن مرتكب الكبيره مختلف فيه بين الفقهاء وهنا تم اللعب على وتر التفسير بل والتلاعب فيه ، ومجاله يتسع ويضيق حسب الأنتماء المذهبي أو العقدي لفرقة دينيه . ورغم أنني لست بمعرض التحدث عن الخوارج أنهم لم يكونوا متكلمين أو فقهاء أو انهم من المهاجرين والأنصار حتى وصٌفوا أنهم من أعاريب بني تميم .أليس من الملفت والدال أن القرآن لايقابل بين الأيمان والأسلام إلا في آية واحدة فقط ( قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الأيمان في قلوبكم ) وتفرد الخوارج منذ بدايتهم بأهم المبادىء التي تبنوها وهي وثيقة الأتصال بالحالة السياسيه حتى كتب لها ان تتطور لاحقا وتصبح في فيما بعد (من النظريات الكلاميه ) التي دارت لما لها من أهمية دينيه أفرزها واقع النظره للأمامة والخلافه بعد وفاة الرسول صل الله عليه وسلم .وهي أول مشكلة واجهت المسلمين وأختلفوا فيها على لقب (الخليفه ) وبدأت بذور الشقاق منذ خلافة ابو بكر التي أنكرها البعض وتعاظمت بعد مقتل عثمان رض الله عنه .والذي أفرز بذور خلاف علني بين آراء ثلاثه .(فرقة الشيعه التي ترى في علي حق الأمامه (وليس الخلافه ) لنتمحص بذور صورة الأمامة . فرقة الأمويين التي ترى ( الخلافة لمعاويه ) فرقة الخوارج التي (لاتراهالا لعلي ولا لمعاويه ) وجوزت في بداية أمرها أن لايكون هناك لقب (الأمام أصلا ) وقد تبنت هذا الرأي فرقة (النجدات) فيما بعد ولكن الخوارج عدلوا عن رأيهم بشكل غريب وسريع وعينوا خليفتهم ( عبد الله بن وهب الراسي . ) وقد ورد عن الشهرستاني عن الدور الخطير لمنصب (الأمامه ) في حياة الأمه الأسلاميه بقوله ( أن أعظم خلاف في الأمة خلاف الأمامه ) إذ ماسل سيف في الأسلام على قاعدة دينيه مثل ما سل على الأمامه في كل زمان ومكان وهو مقولة تنبني على الصبغة الدينيه القويه وبها الفرق ، وظهر من باطنه الغلو السياسي بالبحث عن السلطه وتتعددت الأدوار فكل فرقة أشبه بحزب سياسي وصار القتال فيما بين الفرق سياسيا يقتتلون دينيا . وهكذا نرى ان التحاج بين الفرق تطور بشكل لافت بين الشيعة والخوارج والمرجئه من تحاج على ماينتج من الأعمال من مصالح ومفاسد ولجئوا للتحاج لقضايا لايمكن حسمها كالكفر والأيمان والجنة والنار، وهكذا وجدنا كيف تم تغليف كل ماتقدم بطابع ديني ليسيطر الديني على السياسي لغرض مقصود الغاية حيث بدا واضحا ذلك بالطريقة التي أثار بها الخوارج (مشكلة التكفير ) ليدينوا خصومهم من الشيعة والأمويين حتى أنهم أثاروا مسالة (في غاية الخطوره ) من أتبع عليا أو معاويه هل هو كافرأم مؤمن ؟ وكان جوابهم قاطعا ..علي ومعاويه ومن تبعهم كفار لأنهم إرتبكوا الكبيره في نظرهم . ومن هنا بدأت مصيبة الأمة في مابرز من إنشقاقات في الفرق الأسلاميه وتكفير بعضها وقتل بعضها وإستباحة كل شىء محرم (أليس هذا الذي نراه اليوم ليس إمتدادا لمشكلة جذورها تاريخيه علينا أن لانتجاهلها بل ونضع النقاط على الحروف في بعض المسلمات .وهذا الذي أوردته ليس إلأ من باب الحقيقه التاريخيه المفزعه .
الأمير الشهابي / حوارات فكريه في الأسلاميات
13/6/2013