منتديات المُنى والأرب - كيف تكون الصلاة عبادة و ليس عادة

السلام عليكم و رحمة الله

في كثير من الأحيان نصلي و كأننا لم نصلي, نصلي بدون خشوع, لا نتذكر حتى السورة التي قرأناها مع الفاتحة.
وأود هنا أن وضح أن الصلاة هي "عماد الدين"، هي العبادة المفروضة بشكل يومي، بل والتي تجب على المسلم في اليوم خمس مرات، و يجب أن تؤدى بخشوع القلب، وخضوع الجوارح والأركان، لأنها "صلة بين العبد وربه".
ولا يخفى علينا أن أداء الصلاة على الوجه الأكمل؛ أمر ليس بالسهل الهين؛ فأوضح سبحانه وتعالى أنها كبيرة أي ثقيلة على مؤديها ما لم يصل إلى درجة الخشوع:
فقال تعالى: (وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخَاشِعِينَ * الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلاَقُو رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ) [البقرة/ 45-46]،

وبين عز وجل أن الخشوع يكون سببًا في حصد المغفرة والأجر العظيم
فقال تعالى: (إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ والصَّائِمِينَ والصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا) [الأحزاب/ 35).
لكل من يعاني من هذا الفتور هذه بعض النصائح أرجوا أن نستفيد منها

· المبادرة للصلاة أول الوقت؛ وتجنب تأخيرها.
· ذكر الله و الاستغفار ان وجد الوقت قبل الشروع في الصلاة.
· استحضار عظمة الله عز وجل قبل الصلاة.
· استشعر بأن كل هذا الكون حطام أمام سجدة خاشعة للعظيم.
· استشعر قدمك ، بصرك ، سمعك ، صحتك ، غناك وقف له بكل ذل وأشكره.
· قم بتغيير السور التي تقرأها دائما .
· تذكر عند سرحانك في الصلاة وتفكيرك في الدنيا بأن ربك يعلم السر والنجوى و بأن الآخرة خير وابقى.
· تلذذ في صلاتك حتى تصبح لك راحه كما قال الرسول عليه الصلاة والسلام : ” أرحنا بالصلاة يا بلال ” راحة يتوقف بها كل هذا الكون وضجيجه وهمومه .
· وأنت تخر ساجدا تذكر انك أقرب ما تكون لرب العالمين ، أطل سجودك ، و بث له شكواك.
· أقبل على الصلاة كالطفل الذي يهرع لأحضان من يحب.. أقبل وأسجد واجعل رحمة المولى تحتضنك فهو أرحم عليك من التي ولدتك.
· تذكر ان المولى أخبرنا بأن الصلاة كبيرة إلا على الخاشعين .. فلنكن منهم

ولنعلم يا اخواني و أخواتي أن الخشوع صفة مكتسبة، يمكن الوصول إليها، والتحلي بها إذا ما استشعر العبد أنه يقف أمام خالقه ومولاه، وأنه يصلي صلاة مودع، وإذا ما نظر إلى ذنوبه وخطاياه على أنها جبل يكاد يسقط عليه ويتهدمه، لا كذبابة وقفت على وجهه فيهشها بيده

اللهم اجعلنا من الخاشعين في صلاتنا المؤدين لكل أركانها علي الوجه الذي يرضيك عنا........ اللهم آمين