منتديات المُنى والأرب - تاريخ الإنسان(ماقبل التاريخ)

[gdwl]تاريخ الإنسان(ماقبل التاريخ)

تقديم بسيط لحقبة ماقبل التاريخ

يرجع ظهور البشر على الأرض إلى 2.5 مليون سنة قبل الميلاد على الأرجح؛ و تعني كلمة ماقبل التاريخ "ماقبل محاولة الإنسان تدوين تاريخه"؛ على أن كلمة تدوين التاريخ ليس المقصود بها [كتابة] الإنسان للتاريخ فحسب ، بل تتعدى ذلك إلى وجود [نشاط] إنساني ما ، كصنع الأواني أو بقايا الطعام ؛ أو حتى الروايات و الأساطير التي يتناقلها البشر جيلاً فجيلاً.

أقدم سجلات مكتوبة وجدت في وداي النيل و ترجع إلى 5000 عام قبل الميلاد، و توجد سجلات تدون التاريخ ترجع إلى 3500 سنة قبل الميلاد في اليونان القديمة و 2000 سنة قبل الميلاد في الصين.

الـ archaeology هي محاولة سبر تاريخ الإنسان عن طريق دراسة آثاره الباقية في محاولة لمعرفة النشاط/السلوك الإنساني في حقبة معينة؛ فعلى سبيل المثال وجود الهرم الأكبر يدل و بصفة قاطعة على أن قدماء المصريين وجدوا طريقة ما لقطع و نقل الأحجار ؛ و وجود عظام بشرية في كهوف شرق أفريقيا تعني أن الإنسان قد استوطن هذه الكهوف في هذه الحقبة.

علماء الـ archaeology المعاصريين يقوم عملهم على ثلاثة أهداف مهمة : دراسة مبسطة لحقبة ماقبل التاربخ و محاولة معرفة التاريخ طرق و اسلوب الحياة و دراسة كيفية تفاعل الإنسان مع البيئة و كيفية تطور الثقافة و المجتمعات عبر مر العصور.

ما قبل التاريخ و العصر الجليدي

أول إشارة على حدوث عصر جليدي ترجع إلى 35 مليون عام ق.م ؛ ثم ارتفعت درجة حرارة الأرض مابين 11 و 14 مليون سنة ق.م قبل أن يعود العصر الجليدي مرة أخرى؛ و قبل 4 ملايين عام بدأت درجة الحرارة في الإرتفاع مرة أخرى و بدء الاستقرار المناخي . و هناك وسط حشائش السافانا في أفريقيا ظهر الإنسان الأول ، حيث مارس نشاطات بدائية تقوم أساساً على الجمع و الإلتقاط و صيد الثدييات بطرق بدائية للغاية.

ثم بدأ العصر البيلوزي (Pleistocene) أو مايعرف بـ "عصر الجليد الأعظم"؛ حيث تغيرت درجة حرارة الأرض إلى البرودة مرة أخرى و لفترات طويلة كانت شمال اوروبا و أمريكا مغطاة بشكل كامل بطبقة كثيفة من الجليد و طوال تلك الفترة انخفض مستوى البحار لمسافة 300 قدم عن المستوى الحالي لها.و كانت القارت متقاربة لدرجة أن صربيا كانت ملاصقة لولاية الاسكا الأمريكية و شمال أفريقيا مقارب لجنوب أروبا. ثم بدأت درجة حرارة الأرض ترتفع مرة أخرى لتنهي بذلك العصر البيلوزي
ومنذ 128 الف سنة بدء آخر عصر جليدي ويسمى Wurm نسبة إلى اسم نهر في جبال الألب حيث اكتشفت آثار هذا العصر، ثم انهى هذا العصر منذ 118الف عام ؛ حيث ارتفعت درجة الحرارة بشكل كبير حتى أدت إلى تمكن الإنسان من الخروج من أفريقيا لأول مرة حيث وصل لأوروبا و بالتحديد بولندا
أصل الإنسان (4م.سنة:1.8م.سنة)
بالرغم من عدم إيماني بكل هذا الهراء إلا أنه من المفيد معرفة "نظريات" تتحدث عن نشاءة الإنسان
طبقاً للتقسيم البيولوجي فإن الإنسان ينتمي إلى رتبة "الرئيسيات" ، و تضم الرئيسيات المتقدمة مثل الإنسان و القرود و بالطبع الإنسان القديم؛ و الرئيسيات البسيطة مثل الشامبانزي.
و طبقاً للعالم البيولوجي Vincent Sarich فإن القرود القديمة تطور منها نوعان منذ 23م.سنة ؛ النوع الأول تطور منه الإنسان و الغوريلا ، و النوع الثاني تطور إلى الشامبانزي.
تشارك النوعان في السكون على أعالي الأشجار؛ إلا أنه لاتوجد طريقة ما لمعرفة كيف تطور الإنسان شبيه قرد يسكن على الأشجار إلى الإنسان بالشكل المتعارف عليه، حيث لم يتم العثور على كائن ما يمثل حلقة وصل بين الإنسان و شبيه القرد هذا؛ و يسميه العلماء إفتراضاً بـ "الحلقة المفقودة".
ويعتقد فريق من العلماء أن أجداد الرئيسيات المتقدمة ترك سكنى الشجر و اتجه لحشائش السافانا المفتوحة قبل 6-7م.سنة كنتيجة للتغيرات الحرارية الشديدة كمحاولة غريزية منها للتأقلم مع المناخ.
تمكن جد الرئيسيات المتقدمة من الوقوف و الإنتصاب و الإعتماد بشكل كبير على السير على قدمين فقط و إستخدام اليدين في أعمال تحتاج إلى مهارة لم تكن تتوفر لأجدادها، و ذلك منذ 10م.سنة.
و لتغير طبيعة الحياة تغيرت طبيعة الطعام؛ حيث إعتاد جد الرئيسيات المتقدمة أكل اللحوم إذا لم يجد النباتات المناسبة ، مما أثر بشكل كبير على المخ و أدى إلى كبر حجمه كعلامة على زيادة الذكاء في الأجيال اللاحقة.
و بين 4-5م.سنة تطور الإنسان و تميز عن الرئيسيات المتقدمة الأخرى حيث كان هذا هو جد الإنسان المعاصر.
أقدم حفرية تم العثور عليها لإنسان (أو أشباه الإنسان) وجدت في أثيوبيا و هي لأنثى عاشت بين 4-5م.سنة و أطلق عليها اسم "لوسي" طولها أربعة أقدام و نصف و قدر عمرها بين 19-21 سنة عندما ماتت؛ بعضلات قوية و يدين أطول من الإنسان الحالي؛ ولها جبهة عريضة و طويلة للأمام و مخ أكبر قليلاً من مخ الشامبنزي و فكان متقدمان.
وبعد لوسي تم إكتشاف "تونج Taung" على يد عالم التشريح ريمدوند درات ؛ الذي كان يفحص جمجمة وجدت في محجر في جنوب أفريقيا و أكتشف أن هذه الجمجمة لاتخص قرداً بل تخص "شبه بشري"؛ حيث كانت أسنانه أسناناً بشريه و لكن على جمجمة شبيهه بشامبنزي؛ و فيما كان تونج أسماً لذلك الكائن فإن جنسه تم تسميته بـ "إنسان أفريقيا القديم Australopithecus africanus" ؛ وتميزت هذه الكائنات بالإنتصاب في الوقوف ، و هكذا تم الإعلان عن كون تونج Taung أحد أسلاف البشر.
بالقرب من تنزانيا وجدت أنواع أخرى من "إنسان أفريقيا القديم" على يد كل من لويس و ماري ليكاي ؛مع وجود أدلة ان هذا الإنسان كان يصطاد الضباع؛ بالإعتماد على قوته العضلية.
ومنذ 1.75م.سنة تمكن الإنسان من صنع أسلحة بدائية من الأحجار وعظام الحيوانات؛ حيث تعلم الإنتصاب أكثر و استخدام اليدين بمهارة أكثر ؛ ولذا أطلقوا على هذا الإنسان اسم "ذي اليدين Homo habilis " بلغ ذي اليدين 4 أقدام و 3بوصات وكان وزنه 80 رطلاً.و تميز شكله بشكل واضح عن القرود و كانت جمجمته دائرية و لكن كانت يديه أطول من الإنسان الحالي وله عضلات مفتولة و ذراعه مستديرة فيما يبدوا لتساعده على التسلق ؛ و كان هذا الإنسان يستطيع صيد الأسود و النمور؛ و بالتدريج تعلم صنع الفؤوس الحجرية و الرماح ، وهذا هو أقرب جد معروف للبشر .
تعلم الإنسان إستخدام جلود الحيوانات في التدفئة من البرد أو استخدام رقائق حجرية للوقاية من الأمطار الحمضية ؛ كما وجد أن بعض هذه الكائنات أعسر؛ وكانت حياة هذا الإنسان تعتمد على التنقل بشكل كبير تبعاً لتغير النظام البيئي فقد كان يقتات على اللحوم في حال إذا لم يجد النباتات كي يقتات عليها.
ثمة أربعة فروق أساسية بين القرود و بين "الإنسان القديم"؛ الأول أن الإنسان يعتمد بشكل كامل على القدمين ، و الثاني أنه اعتاد على العيش في السافانا بعيداً عن الأشجار؛ و الثالث تعلم الإنسان إستخدام [التكنولوجيا] : و الرابع تحسن وسائل و مهارات الإتصال مما أدى بالنهاية إلى تكوين لغة منطوقة.
قبل مليون سنة أدى تشارك الطعام إلى إنشاء نظام اجتماعي مما أدى لتعقيد هذه العلاقات عن غيرها و إلى ظهور الإنسان الحديث.

منقول:
[/gdwl]