منتديات المُنى والأرب

منتديات المُنى والأرب (http://www.arabna312.com//index.php)
-   واحة الأدب والشعر العربي (http://www.arabna312.com//forumdisplay.php?f=199)
-   -   رواية"(حوض الزهور)سلطان الصبحي (http://www.arabna312.com//showthread.php?t=8110)

YARA 6 - 7 - 2010 08:39 PM

رواية"(حوض الزهور)
 
حكاية ليل ثقيل وعقارب الساعة تتجهه ببطء نحو الواحدة ليلا

سئمت عبير ابنة السابعة عشر الليل ووحشته،في ذلك المنزل

المتواضع الذي يقع في حئ صغير مكتظ بالسكان في اطراف المدينة

ويشرف على وادي العقيق.

ضاقت بها غرفتها التي تشرف على الشارع العام،مع أنها

حديث أهل الحي فجمالها الطبيعي الأخاذ ينبئ عن مستقبل زاهر

لفاتنة في حي هو منبع الجمال.

شعرها الغزير تكسوه أشعة صفراء مشرقة،وعيناها صافيتان

صفاء الماء،وجسمها رشيق متناسق،ووجهها متورد كأنه

إطلالة بدر،حديثها يشدو عذوبة،وسحرا.

وحيدة والديها،الليل صديقها تسامر قمره،وتناجي سكونه

الذي يدغدغ مشاعرها ،ويوقظ تيار أحلامها،وينقلها الى عالم

أحبته،لتعيش بخيالها الحالم،بعيدة عن واقعها تغوص في احلام

وردية،حتى واقعها المرير يتراءى لها وقد اوشك على الرحيل

ما تلبث أن تصطدم بالحقيقة الماثلة أمام عينيها،فترى أنّ الحياة

الجميلة التي عاشتها باحاسيسها،ووجدانها لحظات خادعة سراب

بقيعة..ليصبح ليلها

الذي عشقته كابوس يلقي بهمومه عليها،ليفتح الباب أمام جرحها النازف،



عنيدة!!!! تصر على العودة لتلك الحياة،والاحلام التي شيدها خيالها الخصب

لدرجة أنها جسّدت احلامها صرحا من الحقائق تزيد نشوتها،وسعادتها،وهي تهذي

باحلام اليقظة،مستلقية على سريرها الخشبي،مغمضة عينيها،فتنطلق بها

أحلامها نحو قصر منيف،وحديقة غناء،تلفها الاشجار من كل جانب،تحمل

مختلف الثمار اليانعة،والزهور الباسقة،بالوانها الزاهية،وصوت عصافير تغرد

ونسمات خفيفة عاطرة تلفح وجهها وهي تنظر من شرفة

واسعة،ممسكة بستائر بيضاء تتموج مع كل نسمة هواء.


إن خيالها الحالم يركض بها نحو واد سحيق،واحلام جميلة،فيتراءى لها

نهرًا هادئا،تتجه صوبه,ونسمات مشبعة بالماءتبلل وجهها المشرق،

تركب زورقا يقف بها على شأطئ رملي،وبانتظارها فارس احلامها

التي تحتضنه بقوة،فيحملها بين يديه لتزداد نشوتها،وتنفرج اساريروجهها،

تنظر الى القمر الذي رسم صورته المتموجة في عرض البحر

وبينما هي غارقة في تلك اللحظات،والبحر يداب اطراف قدميها،

والهواء يعبث بشعرها،وصوت الحبيب يشنف اذنيها،ويسلب لب وجدانها.

فجأة!!استفاقت على صوت عربة تمر سريعة من تحت نافذتها

أيقظت لحظاتها الحالمة، والرائعة التي كانت تعيشها حقائق ماثلة

امامها.


نهضت عبير من غفوتها،ونظرت من شرفتها،لم تشاهد الا علبا خفيفة

تداعبها الرياح،وبعض النفايات الملقاة على قارعة الطريق وهي تتدحرج

في سباق عجيب.

أطبق الصمت على ارجاء الغرفة،وشعرت بفراغ يملا كيانها،ويسم بدنها.
تناولت مجلة خاصة بالأزياء،والقت بنفسها على السرير،غير مكترثة

تقلب صفحاتها وتتأمل بعض الموديلات بعينين ذابلتين،وتنهيدة برئية،

مالبثت أن القت بالمجلة جانبا وأطفأت النور،

وأمالت على وسادتها التي طوقتها حول رأسها

وخصلات من شعرها متناثرة في كل إتجاه.


أغمضت عينيها تستجلب النوم هدأت أعصابها،وأسترخى جسدها المنهك

حتى داعب النوم جفنيها،وأستسلمت لنوم عميق.


قطع آذان الفجر سكون الليل ينادي لبداية يوم جديد ،والمآذن تصدح هنا وهناك

تستحث النائمين.


المسجد يفصله شارع فرعي عن منزل والدها،والناس تعّودوا منذ سنوات على صوت

المؤذن الشيخ"رزق".


أفاق والد عبير من نومه قبل الآذان بدقائق،وقبله أفاقت زوجته وسبقته بالوضوء.


دخلت الأم حجرة ابنتها تطمئن عليها فرأتها تغط في نوم عميق

وهي متكورة وغطاءهاإنكشف عن جسدها الممشوق.


نظرت الى إبنتها ووضعت يدها على جبينها برقة وحنان،ورفعت يدها الى السماء

وتمتمت بكلمات وأعادت الغطاء على إابنتها،وخرجت بهدوء من غرفتها.

رأت زوجها وهو يهم بالخروج،وسألها..هل أيقظت عبير لتؤدي صلاة الفجر؟

قالت الأم:رأيتها متعبة فأشفقت عليها وتركتها تستغرق في نومها وستؤدي

الصلاة عندما أيقظها للمدرسة.


الأب:هل المدرسة أهم من الصلاة؟

إن أشفقت عليها الآن فلن تشفق عليك يوم الحساب بين يدي الرحمن.
وخرج الأب للصلاة وأتمت الأم صلاتها،وبدأت في إعداد طعام الإفطار

وأيقظت عبير التي رفعت رأسهاببطء ،ونظرت الى أمها بابتسامة

ساحرة،ووجه طفولي،وهي تقول:صباح الخير ياأمي.

الأم:صباح الخير ياابنتي..هيا الحقي وقت الصلاة ،وأستعدي:

للمدرسة إفطارك جاهز.

وما هي إلا لحظات استعدت فيها عبير،ولبست ملابسها،وسرحت شعرها،

وتناولت لقيمات من الفطور وخرجت من المنزل،حيث مكان انتظار الباص

مع زميلاتها منذ المرحلة الابتدائية.

سلمّت عليهن وحادثت مريم جارتها،وصديقة عمرها،ورفيقة دربها،

حيث لايفترقان أبداً.

مرت سنوات مالحة،وعبير متقلبة في مشاعرها،فمرة ترضخ للأمر الواقع،ومرات تثور

على حياتها،وماتعانيه من حرمان،وهي تمر بمرحلة المراهقة.
إنتقلت عبير للسنة النهائية من الثانوية العامة، وأباها يكدح من أجل

توفير الحياة الكريمة لها خاصة أنها ابنته الوحيدة،التي لايرفض لها

طلبا، يحاول تحقيق رغباتها بقدر إستطاعته، يحرم نفسه ليرسم الإبتسامة

على شفتيها،وأكثر مايتمناه،أن يراها تزوجت رجلاً يحبها ،ويحترمها

وكان يتمنى، ابن اخيه زوجا لها، ويرى أنه الرجل المناسب، فقد تخرج

من الجامعة،والتحق بالتدريس،وهو شاب طموح،عاقل،ذو سمعة طيّبة

الجميع يحبّه، ويحترمه، وأحمد بدوره يرغب الارتباط بها لأنه يعرفها

جيدا...إنها تحمل قلبا ثائرا، وعواطف جياّشة،ورغبة جامحة في تأمل

الجمال، ومع ذلك فهي طيّبة القلب، إذا إبتسمت إبتسم كل من حولها.

كثيرا ماحادث احمد والده كامل ليخطبها له،رغم تردد عبير في قبوله

لأنها تشعر أنّه بمثابة أخيها، تحب له الخير، ومع ذلك ترى أنّه ليس هو الإنسان

الذي يسعدها، فراتبه مهما بلغ لن يحقق أحلامها، ويعوضها ما عانته

من حرمان،في أيام طفولتها،وليس هو الزوج الذي رسمته في خيالها،

فشخصيتها القّوية، وجمالها الفاتن يزيد من حدتها،فهي تثق بجمالها

وحب مدرساتها، وزميلاتها، والتفافهم حولها، لما تتميّز به من رقة الحديث

وخفة دمها،وتفوقها في دراستها فهي الأولى بلا منافس،كل هذا جعل الغرور

يغتالها،فأصبحت متقلبة المزاج،شخصيتها مزدوجة،فتارة تلك الإنسانة الطيبة

ابنة الحارة،وتارة ذات شخّصية حادة،مما أدى إلى إستهزائها بصديقاتها

ونعتهم بكلام جارح،وتسفيه أحلامهم البسيطة،وصديقتها مريم الإنسانة

الطيبة الرزينة ،التي تخلص في صداقتها لعبير تنصحها كثيرا بترك

الغرور،وإحترام الأخريات،مما زاد من ثورتها حتى على صديقة عمرها

التي أمضت معها أجمل أيام الطفولة.

YARA 6 - 7 - 2010 08:41 PM

خلال هذه الفترة تعرّفت عبير على زميلة غنّية تدرس معها

في نفس المدرسة، لاحظت أن السائق يقوم بتوصيلها، وانتظارها

كل يوم خارج المدرسة بسيارة فارهة ،وأسعدها ذلك اليوم الذي

سّلمت عليها،وسألتها عن بعض الواجبات الدراسية طالبة منها

بعض ملخصاتها الدراسية لتقوم بتصويرها، رحبت عبير بذلك

وأعطتها بعض الدروس المهمة،ونشأت بينهما علاقة قوّية

فأصبحتا يتقابلان كثيرا بين الحصص، وقد عرفتا عن بعضهما

أشياء كثيرة في مدة وجيزة.

وذات يوم شديد الحر تعطل فيه باص المدرسة واستغرق وقتا

لإصلاحه، ثم المرور على عدة أحياء لتوصيل الطالبات.

عبير متذمرة !!تصرخ حتى على سائق الباص لم يسلم من ثورتها!!

وما أن وصلت منزلها حتى كان الإرهاق الجسدي والنفسي قد

أخذ منها كل مأخذ.

دخلت عبير إلى منزلها وهي متعبة جداً والإجهاد واضح على

ملامحها ...

قابلتها والدتها التي طالما أشغلت عبير تفكيرها

وسألتها:هل أضع لك طعام الغداء؟ لم تعر والدتها اى اهتمام

وكأنّها لم تسمعها ومضت إلى غرفتها وألقت بنفسها على السرير

بملابس المدرسة، وجالت ذكريات خانقة في نفسها، وتذّكرت

زميلتها الغنّية وهي تحدثها عن قصرها الذي تسكنه،ومزرعة والدها

والخادمة التي تلبي طلباتها، والسائق الذي يقوم بتوصيلها إلى المدرسة،

وعن فساتينها وخاصة ذلك الفستان الذي رسخ في مخيلتها عندما حدثتها

عنه ولونه الوردي الذي شدّها إليه وقد اشترته عند سفرها مع والدها

إلى باريس وكان ثمنه باهظا.

مازالت عبير تعيد حديث زميلتها"منى" والحزن يرسم على وجهها

الجميل، الصبوح، المتّورد ألوانا من الحزن والأسى،.أمها.. مازالت تناديها

وهي شاردة بأحلامها وكأنها تعيش حياة زميلتها!!.

أفاقت من أحلامها بدخول الأم حجرتها قائلة:ابنتي ماذا يحزنك؟

لماذا لم تبدلي ملابسك؟ ماذا أصابك بابنتي؟ سقطت دمعة من

عينيها الساحرتين،وأسدلت رموشها الطويلة وقالت:لاشئ ياأمي

سأبدل ملابسي ولا تنتظري حضوري للغداء فلست جائعة

غسلت وجهها،وعادت إلى غرفتها التي أضفت عليها جمالا

باختيارها أنواعاً بسيطة من التحف،وبعض الإكسسوارات

والشموع التي أظهرت براعة في تنظيمها، واختيار ألوانها.

جلست بجانب نافذتها التي تطل على الشارع... وجالت

بناظريها تفكر في مستقبلها المجهول،وأحلامها الوردية.
جاء والدها وسأل زوجته عن عبير

قائلا:هل تناولت غداؤها؟

قالت الزوجة:لا...إنها حزينة على غير عادتها..

جلس أبو عبير مع زوجته يتناولون طعام الغداء ويتجاذبان أطراف

الحديث..

قال الأب:إنّي قلق على ابنتي وخاصة أنني كبرت أريد أن أراها

في بيت زوجها .. وقد كلمني أخي سالم يريدها زوجة لإبنه احمد

وهو شاب مستقيم ،مثقف،ومحبوب من الجميع،ولا يعيبه شئ..

قالت الأم:صحيح إن احمد الرجل المناسب لإبنتي وسوف

يحترمها ويحافظ على عشرته معها وقد تربى بيننا وعرفنا طباعه، وصفاته

وكم تحدث عن رغبته في الارتباط بها..؟

الأب:نعم..انه الرجل المناسب الذي نطمئن على ابنتنا معه ..وأخي

ينتظر موافقتي.. يريدها أن تكون زوجة لابنه..

الزوجة:وماذا قلت له؟

الزوج:لم أعطه جوابا..وطلبت منه أن يمهلني أسبوعا...

سمعت عبير هذا الحديث الذي أثار في نفسها الحزن والأسى

ودلفت من غرفتها إلى الصالة الذي تعّود والدها أن يجلس بها..وهما

يتبادلان أحاديث مختلفة..

نظر الوالدان إلى عبير وطلبا منها الجلوس معهم ولكنها ظلت واقفة

وقد اشتّدت حمرة وجهها..قائلة:تعلمون أني لم أفكر بالزواج من ابن عمي

ولم يد ر في خاطري أن يصبح احمد فارس أحلامي...

نعم..احترمه..واقّدره..وأتمنى له الخير..وأشعر أنّه أخ يعوضني

حرماني من من وجود أخ لي..وزواجه منّي يلغي هذا الشعور

ويجعلني أعيش معه تناقضات تؤثر على سعادتي..وأحلامي

وبالتالي على مستقبل حياتي..

قال الأب:إنّه ابن عمك الإنسان الذي يخاف عليك..

عبير: أبي أنا آسفة أن أتجرأ وأقول حقيقة شعوري ولكنك

عودتني أن أقول رأيي بكل صراحة, ووضوح في كافة شئون

حياتي..والزواج حياة ممتدة طوال العمر..وأرجوك ياأبي

أن تفهم سبب رفضي...وغشي حديثها نبرة حزينة..

قائلة:أرجوك ياأبي لاتفكر في هذا الموضوع الآن..فما

زلت صغيرة والزواج ليس وقته الآن
الأيام تمر سريعة..وعبير تنضج كأنثى ويزداد جمالها توّهجا

رغم أن في أعماق نفسها شيئا يقلقها، وإصرار والدها على

زواجها من ابن عمها يكدر صفوا حياتها..

كان الأب يدرك تماما أن احمد هو الإنسان الذي

يطمّئن فيه على ابنته إذا ما تعرّض لمكروه فهي الهّم

الأول، والأخير.. الذي يشغل تفكيره، ويقّض مضجعه

هذا الأمر كان يشّوش الرؤيا لديها، ويشغل تفكيرها

وترى أنّه يسلب أحلامها،ويحطّم أمالها....


فبدأت تفكر جدّيا التخلص من هذا الكابوس الذي يخيّم بظلاله

على حياتها،ويّحد من انطلاقتها في تحقيق مارسمته لأيامها..

أخير-وهي في قمّة الألم،ونزف المشاعر-هداها تفكيرها

إلى سبيل لإنها هذا الموضوع..العقبة التي تقف في طريقها

رأّت أنّ مريم تناسب في طباعها،ونظرتها،وقناعتها

ابن عمها فمريم صديقتها،واحمد ابن عمها وتنظر له كأخ


وفي الصباح وهي ذاهبة إلى المدرسة كانت تفكر في تفاصيله

كيف تبدأ حديثها مع مريم؟؟

أطياف تمر بها..زهور..وورود..شموع..أرض معشوشبة

بالماء، والنور، والأخضرار..

وما أن أطلق الجرس حريّته إيذانا بانتهاء الحصة وبداية

الفسحة الكبيرة..حتى إنطلقت الزهور تبحث عن الهواء

عن الماء..عن قلب تجد فيه النقاء..عن حديث محبوس

في الأعماق.. عن حركات غجرّية..تلفت بها الانتباه

زهور ندّية..تذوب فيها الوجنات..ندى..قطرات

إقتربت عبير من صديقتها مريم تصارحها بمّا إختنقت

به الزفرات....بكلمات رقيقة، وملمس عذب إشتبكت

أناملها الطّرية..بكف ينبض بالحنان..

لم تستغرب مريم هذا التغّير الذي طرأ على عبير!!!

نظرت إليها..بابتسامة تشّع فيها..شموس الفرح، والبهجة

قائلة:ماذا ياعبير؟؟هل من أمر أقدّمه اليك؟؟

قالت:نعم..إنّني أريد أن أتحدث معك في موضوع هام!!!

نعم..حبيبتي..مريم أحتاج منك فقط أن تسمعيني جيدا

وتفهمي تفاصيل ما أعنيه..وأرجوك أن لاتتسرعي

في الإجابة...وأن تفكّري فيه جيدا....

قالت مريم:أشغلت تفكيري !!

ماهو الموضوع؟؟

وهل يخصّني؟

عبير:..نعم إنّه يخصّك أكثر منّي!!

مريم:بالله عليك اخبريني عنه ياعبير!!

عبير:طبعا سأخبرك..ولكن الزمان،والمكان لايسمحان

لي بمناقشتك، وإخبارك بالموضوع..

مريم: غريب أمرك ياعبير،وضعت هواجس في قلبي،

ورسمت ظلالا من القلق في نفسي،وشوّشت تفكيري

وتقولين:ليس هنا مكانه!!!

عبير:آسفة يامريم إن كنت سببّت إنزعاجا في داخلك

ولكن حبَي لك،ومعرفتي بك جعلني أمام خيار وحيد

وسأخبرك بكل شئ عصراً..

وأتمنى زيارتك فأنا في أشّد الحاجة إلى وقوفك جانبي

ولا تسأليني عن شئ الآن ،وأنتظر قدومك هذا المساء..

مريم:سأفعل –بإذن الله- إذا أذنت لي والدتي..

إنصرفتا إلى الفصل مع نهاية الفسحة..وشعرت

عبير بأنها أزاحت عن نفسها همّ طالما خيّم عليها بظلاله..

الدقائق تمر ثقيلة على مريم وهي تتسأل في داخلهاّّ

ما الأمر الذي تريد عبير إخباري به؟؟

وما علاقتي أنا به؟

علامات إستفهام،وأسئلة ملحّة لاتجد لها جوابا..

أشغلتها حتى عن متابعة شرح المعلمة..

عادت مريم إلى منزلها..وهي تفكر في الأمر

أسندت ظهرها على الكنبة الوحيدة التي تقع في زاوية غرفتها

غريب أيها الوقت..لم اشعر انك ثقيل..ثقيل..مثل هذا اليوم

لاحظت أختها"مها" التي تكبرها وتدرس بالجامعة الحيرة

المرتسمة على وجهها،حتى أنها لم تسمع ندائها..
أقتربت" مها" من أختها مريم وأبتسمت لها..

وقالت:لأول مرة أراك مشغولة البال وكأنك تحملين هموم العالم في رأسك..

أخبريني عن هذا الأمر الذي يشغلك فلربما وجدنا له حلولا مرضية..

مريم:إن جارتنا عبير سبب هذا الشرود..فقد وضعتني أمام تساؤلات

لم أجد لها إجابة شافية..

مها:غريب..هل مازالت عبير تتحدث اليك؟ الذي أعرفه أنّها تخلت عن صديقاتها

بل أخذت تسخر منهم وأنقطعت ولم نعد نراها منذ فترة..

مريم:صحيح ما تقولينه ولكنّها اليوم تعيش مشكلة حقيقية..

جاءت تحدثني وحزن عميق يسحق كيانها وشعرت أنّها في حاجة الىّ

كانت تريد منّي أن أقوم بزيارتها عصرا لتطلعنّي على موضوع يشغل بالها

وله علاقة بي..وأعتبرتني الوحيدة التي وقع عليها الإختيار لأنني

وكما تقول الإنسانة المناسبة..

إبتسمت "مها"وقالت:ألم تخبرك عن هذا الموضوع؟

مريم:لا..فضلّت أن تطلعني عليه أثناء زيارتها معللة ذلك بأن المكان غير مناسب..

ومن لحظتها والأفكار تعصف بي..والأسئلة حائرة دون جواب..

مها:ساعات وتعرفين الموضوع وأتصّور أنّه سيكون أقلّ أهمية مما تتصورينه..

وربما وجدت لك عريسا مناسبا..قالتها: أثناء قيامها وفي فمها إبتسامة فاتنة..

YARA 6 - 7 - 2010 08:43 PM

طلبت مها من أختها الإستعداد لتناول طعام الغداء

وأثناء تناولها الطعام إستاذنت والدتها السماح لها بزيارة عبير

والاطمئنان عليها وعلى والدتها التي لم تقم بزيارتها منذ فترة

طلبت منها والدتها إبلاغ سلامها إلى أم عبير قالت مريم:إن شاء الله

قامت عن الغداء وحمدت الله على هذه النعمة قامت وغسّلت يديها

ونظفّت أسنانها ليشع ثغرها بياضا ناصعا..

دخلت حجرتها وعبثا حاولت النوم ..رغم الأسئلة الحائرة التي تدور

في مخيلتها والتي حرمتها حتى من إغفاءة خفيفة..فقامت بالإنشغال

بترتيب كتبها وحل واجباتها..

رفع أذان العصر من المنابر المنتشرة هنا وهناك..قامت توضأت تؤدي

صلاة العصر..ثم إنطلقت صوب منزل عبير قاطعة زقاق ضيّق طويل

ومساكن متواضعة وصلت أخيرا وطرقت الباب..فتحت لها عبير وسلّمت

عليها سألتها عن والدتها قالت لها:تؤدي الصلاة وطلبت منها الدخول

لغرفتها..سمعت صوت والدة عبير فتقّدمت إليها وسلّمت عليها..وكانت

الأخرى أشد شوقا إليها والى رؤيتها..سألتها عن أحوال والدتها فطمأنتها

وبلغتها سلامها وأشتياقها الى زيارتهم..

دخلت غرفة عبير التي أقفلت الباب وراءها ..بادرتها مريم بالحديث..

قائلة لها:لقد أشغلني أمرك وأخذت الأفكار تسرح بي كل أتجاه ..عسى خير. عبير :الأمر كله خير..أتعرفين ابن عمي أحمد؟

مريم: نعم..ولكن ما علاقته بهذا الأمر؟

عبير:إنّه الموضوع الذي أريد أن أحدثك عنه.

مريم:ماذا تقصدين!!

عبير:احمد إنسان عاقل ولاأتصّور أنّه يمانع من الإرتباط بإنسانة مثلك..وتتوفر بها

صفاتك....ساد الصمت لحظات..

قالت مريم: وماذا تريدين منّي أن أفعل؟ هذا الأمر ليس لي حق الحديث أو النقاش فيه

هناك أمور عديدة تقف أمامي تمنعني مجرد التفكير في هذا الموضوع وأنت تعرفين

عائلتي فهم يرفضون نهائيا التحدث في هذا الموضوع

ويصّرون على إنهاء دراستي الجامعية اولا..

عبير:إنّني أريد أن أحصل منك على موافقة مبديئة في شخص احمد

وأ تأكد أنّه ليس في حياتك شخص اخر..

مريم:الزواج لم يخطر ببالي لحظة واحدة نهائيا..

ولم أسمع يوما أحدا من العائلة يتحدث في هذا الأمر... عبير:تعلمين الأخلاق ،والاستقامة التي عرف بها احمد ..وهو رجل مثقف

يعمل مدرسا بعد تخرجه من الجامعة..

مريم:أعرف ذلك ولكن هذا الأمر لايهمني فأنت تعرفينه جيدا ولايحق لي

أن أبدي لك رأيا في مسألة عائلية تخصكما..وأردفت قائلة :كنت أتصّور أن

الأمر له علاقة مباشرة بي..

عبير:أرجوك لاتتعجلي الأمر..إن احمد رغم صفاته الطيّبة والتي تجعل

كل فتاة تتمنى الزواج منه إلاّ أنا فلم يخطر في بالي الزواج منه..لأن نظرتي

للحياة ،وتفكيري لايتناسب معه..فأحلامي تعذبني وتفرض أن يكون الإنسان

الذي أفكر بالارتباط به غنيّا..فضلا أننّي أشعر ومنذ الصغر أنّه بمثابة أخي

ولأنني أعرفك جيدا وأعرف قناعتك المادية رأيت فيك الانسانة المناسبة..

أرجوك لاتقولي شيئا أنت تفهمين كل شئ وإذا الأمر ضايقك فاعتبري

أننّي لم أقل شيئا لك..

مريم:ليس هذا القصد ولكن هل حدثك احمد بشئ عنّي؟

هل طلب منك أن تحدثيني في هذا الأمر؟

عبير:لم يحصل ذلك وأقول لك بصراحة أن احمد يرغب الزواج والارتباط بي

ولأننّي أحترمه وأقدّره أحببت أن أبحث له عن إنسانة تملأ عليه حياته

ولم أجد غيرك تحمل صفاته وتتطابق وجهات نظرك بوجهات نظره

مريم:وهل تعتقدين أنّه يرغب في الارتباط بفتاة غيرك؟

عبير :هذا ما أريد أن أعرفه منه..وأتمنى أن يكون هذا الأمر بيني وبينك

لأمور تعمينها تخص علاقتنا باسرة عمي..

مريم:أعدك بذلك..

هذا اللقاء شجع عبير على الإتصال بابن عمها احمد ومصارحته وقد أسعده

سماع صوتها وهي تبادله التحيّة وتطمئن على صحة عمها ثم قالت له:

احمد إن والدي كثير الإصرار على أخذ موافقتي للزواج منك فهو

يثق بك الى أبعد الحدود..وأنا أعرف ذلك..

قال احمد:حقيقة أتمنى أن تكوني رفيقة دربي فهذا حلم سرى في داخلي منذ

أن كنّا أطفالا نلهو لانفهم ما كانت تردده العائلة احمد لعبير وعبير لأحمد أسمع هذا الكلام منذ أن كنت نبتة طرّية كبرت وكبرت هذه الكلمة في داخلي حتى أصبحت

لاأتصوّر أبدا أنني سأرتبط بإنسانة غيرك..ويسعدني أن تكوني موافقة

لنحقق هذا الحلم الذي سبق وأن باركته العائلة..

عبير:هذا الكلام يا احمد طواه الزمن وتبقى المشاعر والأحاسيس

التي تنبض داخل كل واحد منّا تجاه الاخر..وحقيقة أنّني ومنذ أن كنّا

أطفالا نلهو بأزقة الحي وشوارعه الطينية التي يتراكم غبارها على شعورنا

ونجد ملابسنا قد إتسخت ..حينما أراك تدافع عنّي وتضرب من يحاول الإعتداء عليّ

أو ضربي أو خطف حلاوة أو دمية من يدّي أشعر وقتها أنّك أخي..

كنت لاأجرؤ على الخروج للشارع الاّ بعد أن أراك من نافذتنا..وأنت بجسدك

النحيل تلعب مع الصّبية فأشعر بفرحة غامرة..وأنطلق بسرعة نحوك كعصفورة

تحيا بالحرية فأنهمك لعبا أشبع نهم الطفولة فالخروج للشارع كان أقصى إهتمامنا

وأكبر حلم يراودنا ذلك الوقت..

قال احمد: مازلت تتذكرين أيام الصبا والطفولة،ما أجمل تلك الأيام!!

ولكننا كبرنا وكنت أنت الحلم الجميل لحاضري،ومستقبل أيامي..

قالت له:لم يخطر في بالي أن أقف هذا الموقف الصعب..أبي ينتظر موافقتي

عليك وأنا لاأرى فيك الاّ أخا يسندني ويقف معي إذا ضاقت بي الأيام..وزواجنا

يحطّم صورتك الجميلة التي رسخت في نفسي منذ الصغر..

وحقيقة أنا لاأريد أن أسبب لك متاعب في حياتك فاهتماماتنا ،وتفكيرنا

ونظرتنا للحياة تختلف مما يؤكد سير كل واحد منّا في إتجاه معاكس..وهذا من شأنه

قد يؤدي الى فشل الحياة الزوجية وبالتالي فقد خسرت إنسان له مساحة في قلبي من

الحب والاحترام ،والتقدير أخ أحبه ،وأحترمه .

قال احمد:عبير تأكّدي أننا لن نختلف سنحاول أن نقّرب إهتماماتنا وسأحاول أن

أحقق رغباتك قد أستطاعتي.

قالت عبير:أنت لاتفهمني..أحلامي جامحة وأخاف أن أحرقك بنيران مشتعلة

في فؤادي وسيكون الندم مصيرنا..

ولهذ أقترح عليك بالزواج من صديقتي مريم..فأنت تعرف أهلها إنسانة طيبّة قنوعة

ذات دين وخلق وجمال..وستكون لك البلسم الشافي لمتاعبك..والزوجة الصالحة

الحنونة التي ستشعر معها بلذة الأيام..وستهدي لك حياة لاتكدرها الأيام..إنّني

بحق أجد فيها الزوجة المناسبة والتي أتمنى من كل قلبي أن تكون من نصيبك..

YARA 6 - 7 - 2010 08:45 PM

كنت صادقة عندما حدثّتها عنك..كما أصدقك الآن عنها..ولاشك أنّك تعرفها جيدا

وبإمكانك أن تسأل عنها إنّها نسخة مشابهة لطيبة أمها ولكنها تزداد جمالا وأدبا

وحسن تعامل تكتنزها بالعلم والمعرفة التي أكسبتها ثقة في نفسها ..وقربا في دينها

وستجد أنني أخلصت لك النصيحة ..

أما أنا أرجوك لاتفكر بي زوجة بل تزداد سعادتي،ويغشاني شعور جميل حينما

تعتبرني أختا لك..أبادلك نفس الشعور..وتنظر اليك فقط من هذه الزاوية ..ولن

تنقطع علاقتنا بزواجك بل ستترسخ بإمتداد الحياة..

وتأكد أن رفضي الزواج منك ليس نقصا بك ولكنه نابع من أسباب أخرى..

تصّورت عبير أنّها إستطاعت إقناع ابن عمها بصرف النظر عن التفكير بها

بها كزوجة..رغم أن صدى حبها يتردد في أعماق نفسه وهو يناجيها في داخله

قائلا:كيف أنسى حلم جميل خفق له قلبي وأمتزج روحه مع نبضات الدم في عروقي

وما لبث أن أفاق على صوتها الحنون قائلة له:إتفقنا؟

وبدون تردد!!أجابها ..نعم سأنسحب بهدوء من حياتك وستكونين في فؤادي

كما أنت قصيدة أحيّا بها طوال حياتي..لن أتخيّلك فقط أو أرسمك حلما بل

سأجسدك حقيقة في كل شئ جميل يصادفني في هذه الحياة..مع تمنياتي لك

بحياة سعيدة هانئة..

صمتت برهة..ثم قالت :أشكر أنّك قدّرت موقفي وأرجو أن لاتعلم العائلة

بهذه المكالمة أنت رجل قادر على إيجاد عذر مناسب تقنع به أباك وأبي

وستجد باذن الله الزوجة التي تسعدك..

قال لها: السعادة بعدك لامعنى لها ..وسألملم أوراق حبك وأحتفظ بها في أعماق

نفسي فالزمن كفيل بتمزيق هذه الأوراق ..ولايهم لو تمزقت مشاعري معها

فالحياة بدونك مكفهرة أحببتك بصمت وسأرحل عن هذا الحب بصمت قاس

فالحياة بعدك لاوزن لها..لامعنى لها..ولاطعم فيها.. إجّترت عبير نفسا عميقا بعد أن شعرت أن غمامة انقشعت عن حياتها

ورددت في نفسها الآن استطيع أن أبحث عن حلمي في زوج يحقق أحلامي

ويلبي رغباتي في الحياة..

الأيام تتوالى بسرعة وعبير تراودها أحلامها القديمة بل أصبحت طوقا

يخنقها ويعكر صفو حياتها..مع تدهور صحة والدها.

اقتربت السنة الدراسية من نهايتها والامتحانات على الأبواب وعبير

تزداد عصبيتها يوقد نارها عدم صبرها في الوصول لأحلا مها

هذا الأمر جعلها دائما تثور على صديقاتها حتى تجنبها الجميع

زميلتها الجديدة منى رغم أنّها من عائلة غنّية الاّ أنها تتميز بأخلاق

ورجاحة عقل ومسحة عاطرة من جمال إستأثرت بها عيناها

الفاتنتين ،وإبتسامة خجولة ترسم إشراقة على محيّاها..

عبير أخذت تسرف في الحديث مع صديقتها الجديدة عن أحلامها

ونظرتها للحياة..ومنى تحاول عبثا إقناعها بأن المال ليس كل شئ

ولكنّها قررت تجاهل الخوض في هذا الموضوع لأنّها تيقنت بأنّه

لاجدوى من إضاعة الوقت في أمر أصبح من المسلمات لدى عبير..

وبدأت تحاول صرف الوقت كله في الحديث عن الدراسة والاستعداد للاختبارات

وطلبت من عبير بعض ملخصاتها في بعض المواد..

رحبت عبير بكل رضي حرصا منها على كسب صداقة منى التي شعرت بأن

هناك شيئا يزيد في القرب منها..خاصة عندما عرضت منى عليها إيصالها بالسيارة

من والى المنزل في كل أيام الامتحانات وافقت عبير بعد أن إستاذنت من والدها

ذات مرة كانت منى تجلس مع والدها وهم يتناولون طعام الغداء..نظر إليها

وسألها:ماسر اهتمامها بصديقتها الجديدة؟ وزيارتها المتكررة لها وإيصالها بالسيارة

قالت منى:عبير ياأبي إنسانة بسيطة طيبة ولكن ظروفها المادية،وأحلامها الواسعة

سبب تعاستها..رغم جمالها وحديثها العذب الذي يسلب الألباب..مع أنّها متفوقة

في دراستها فذكاؤها يجعلها قادرة على فهم أصعب المسائل الرياضية..

نظر الأب إليها وقال:أتمنى أن تدوم هذه المحبة ولاتكون المصالح الشخصية

المجردة أساس علاقتكما،وصداقتكم مرهونة في هذا الجانب... وفي يوم مشرق والسماء تعكس أشعة الشمس المتوّهجة على الكون

صعدت منى مع عبير الى منزلها والسائق يقف في إنتظارها..

فتحت أم عبير الباب ..رأت فتاة تقف بجانب عبير وبدون مقدمات

قالت عبير:أمي أتعرفينها؟

الأم: أتوقع أنها صديقتك "منى" الذي بادرت وسلمت على أم عبير

التي إحتضنتها ورشقتها بقبلات حارة وأ بدت فرحة غامرة بحضورها

بينما عبير تسحبها من يدها الى غرفتها.

قامت الأم وأعدت القهوة مالبثت منى أن أبدت رغبتها في المغادرة

وطلبت من والدة عبير السماح لإبنتها بأن ترافقها الى منزلها

وتناول طعام الغداء معا ومع الحاح منى وعبير وافقت الأم بشرط

أن تعود للمنزل مبكرا..

إستعدت عبير بسرعة وملامح وجهها تعلوه إشراقة ناصعة والأم تطلب منها عدم

التأخر حتى لايتضايق والدها..

إنطلقت السيارة في الشارع الطويل الموصل للشارع العام وعيون والدة عبير تتابعها

حتى أختفت خلف الأبنية المتلاصقة..وما هي الاّ دقائق معدودة حتى وصلت السيارة

الى القصر الذي تسكنه منى...عبير تبحلق مبهورة بتصميم القصر والسور الذي

يحيط به والحديقة الصغيرة المليئة بأحواض الزهور التي وضعت في فناء القصر

وحول باب الفيلا الرئيسي لفت إنتباهها المسبح إستأذنت عبير من منى بالقاء

نظرة عليه رحبت منى بذلك ..جلست عبير على زاويته ورأ ت وجهها يتماوج على

صفحة الماء وكأنّه يدعوها للنزول في أعماقه ،والإستمتاع بالدفء الذي

المرسوم على جوانبه...إختفت منى لحظات عادت تحمل حبات من الليمون

الذي إقتطفتها من شجرة في زاوية حديقة المنزل..

قالت منى:أرى المسبح قد حظي باهتمامك.

عبير :نعم إنّي أعشق منظر الماء وأهوى السباحة بل أعشقها لكن للأسف لايوجد مسبح

في منزلنا وإشباع هذه الرغبة ليست متوفرة..ولم أسمع بأندية رياضية تزاول فيها

الفتيات هذا العشق..وإن كان هناك مجال بسيط فهو ليس بالسهولة..التي تتصورينها

منى:هل تريدين أن نسبح الآن..

عبير:لا..ليس هذا وقته مرة أخرى إذا سمحت الظروف..

منى:هيّا تفضلي داخل المنزل فالمربية تنتظرنا وقدأعدت طعام الغداء

عند الباب خرج شاب بهي الطلعة..لتفت نحوهم برهة ثم قال:منى أنا ذاهب

الى صديقي سامي هل تريدين شيء؟

منى:شكرا!

نظرت عبير في منى وسألتها من هذا؟ قالت إنّه أخي باسل.. إنبهرت عبير وهي ترى محتويات القصر من داخله..الصالة الفسيحة

والفرش الوثير..واللوحات الأنيقةالتي تزين جدرانه الزاهية

أفاقت من حالة الإنبهار على صوت عاملة المنزل المغربية -التي تعتبرها منى

بمثابة والدتها التي فقدتها منذ طفولتها- وهي ترحب بها وكأنّها سيّدة القصر.

قالت منى:هذه عبير صديقتي..

قالت سميّة:معك حق أن تروي لنا حكايات جميلة عنها..وترددي سيرتها وأنت

حديثة العهد بها.

فتدخلت عبير وقالت:عسى حديثها عنّي طيّبا..وسيرتي لديكم جميلة..

قالت منى:ليه هل أنت خايفة أن أقول عنك مجنونة أم غبيّة..

عبير: غبيّة ..لا..لا لا أعتقد أنّهم يصدقونك في هذه النقطة بالذات..

تدخلت سميّة وقالت:على العكس ياحبيبتي فسيرتك لدينا عطرة ولك في قلب منى

مساحة كبيرة من الحب والإحترام فهي دائما تذكرك بالخير علما أن صديقاتها

يعدون على الأصابع..وقد عرفناك دون أن نراك من كثرة حديث منى عنك

وعن صفاتك الطيّبة ودائما تقول:أن لك جاذبية تجعل من يتحدث اليك يتعلق بك.

منى: تراها تصّدق وترى نفسها علينا..المهم هل أتصل أبي ..

سميّة:نعم..قبل دقائق..

منى:وماذا قال لك؟

سميّة:سأل عنك وقال:إنّه سيحضر الليلة أو غدا..

نظرت عبير الى منى وقالت:هل أبوك مسافر؟

قالت منى:نعم إنّه مسافر الى جده لإنجاز ومتابعة بعض أعماله في فرع الشركة

ولذا فضلت أن تحضري معي للمنزل وتشاركيني طعام الغداء..

ونظرت فجأة الى مربيتها وقالت:هل الغداء جاهز؟

سميّة: نعم دقائق بينما تبدلين ملابسك.

قالت منى لعبير:أنتظري هنا في الصالون..لحظات أبدل ملابسي وأنزل اليك..

دقائق مرت على عبير وهي تتفحص بعيونها التي تشع منها راحة زوايا المنزل

وأطالت النظر في صورة كبيرة معلقة في صدر الصالون..تفحصت ملامحمه ولم

تشعر الاّ ومنى واقفة على رأسها

قائلة :أتعرفين من هذا الشخص..

قالت عبير:لا

منى:إنّه أقرب إنسان الى قلبي،حبه يتغلغل في كل ذرة من كياني..هذا من أحبني بصدق

وعلمني التعامل السليم في الحياة ،والعلاقة الصحيحة مع الغير..إنّه أبي.. أتعرفين من هذا الشخص ؟ قالت لها : لا ... فأجابتها منى قائلة :-إنه

أقرب إنسان الى قلبي حبه يتغلغل في كل ذرة من كياني ، هو من أحبني

بصدق ، وعلمني التعامل السليم في الحياة، والعلاقة الصحيحة مع الغير ،

وتشربت منه الحب ، والعطاء ، والوفاء ...

إ~نه أبي الذي نذر حياته بعد وفاة والدتي للقيام بتربيتي

والعناية بي يخاف عليّ كثيراً ، ويحرص على تلبية

رغباتي وعدم السماح لأحد بجرح مشاعري 0

عوضني عن كل شيء في هذه الحياة!!!

فكان لي بمثابة الأم ، والأب ، والحبيب رغم أنني أرى في

عينيه حكايات مدفونة يرفض أن يبوح بها حتى لأقرب الناس إلى قلبه .

وصلت سُميّة فقالت :- هيّا لتتناولا طعام الغداء

كانت طاولة الطعام قد ازدانت بأطباق مختلفة وبعض الفواكه وبعد

انتهائهم ... صعدا إلى غرفة منى الخاصة وقالت منى:

تفضلي يا عبير و دلفتا إلى الغرفة وظلت عبير واقفة في منتصف الغرفة

تنظر بإعجاب إلى التنظيم والنظافة والرائحة الّزكية

التي تعطر بها الهواء المحبوس في أجواء

الغرفة لم يقع بصرها على شيء في غير موقعه وتلمست حافة السرير

الفخم ، وجلست على كرسي المكتب الأنيق ونظرت إلى الدولاب المصمم

داخل جدران الغرفة ومنى تقلب أوراقها وتخرج بعض ألبومات الصور

الخاصة بها ثم جلست بجانب عبير تقلب الصور وتخبرها قصة كل صورة

وأين تم تصويرها ؟ فهذه صورة التقطت لي في باريس وعمري وقتها

ثلاث سنوات ، وهذه صورة في لندن عندما انهيت المرحلة الابتدائية وهذه

في مصر وهذه في زواج أخي الذي يعمل في الرياض وانظري إلى هذا

الفستان أحضره أخي من باريس بمناسبة زواجه وهو موجود وقامت بفتح

الجزء المخصص للملابس وأخرجته وقالت :

منى :- انظري إنه جديد فلم ألبسه إلا تلك الليلة وأرفض أن ألبسه مرة

أخرى حيث أتحفظ به كذكرى جميلة في حياتي ثم بدأت تستعرض بعض

الإكسسوارات الغالية وبدأ إحساس مرير يدب في الخفاء إلى نفس عبير

ويسري داخل كيانها ولم تشعر منى بذلك الإحساس الذي يزحف بأنواع من

الأسى ، والشعور بالحرمان الذي أخذ ينصب أشواكاً وخناجر مسمومة

يغرسها داخل أفكارها وبدأ يتردد سؤالاً تحاول عبير أن تجد له إجابة ؟

وهذا السؤال متشبث في نفسها ومسيطر على تفكيرها وما زال طيف

يهمس في أذنها ويقول لها أتعرفين!!

لماذا أصرت منى أن ترافقيها إلى المنزل ؟

ودون أن يترك لها وقتاً للإجابة يتفضل طواعية بتفسير هذا بالإجابة على

السؤال قائلاً :›› إنها تقصد أن تحرق قلبك ؟ وتؤكد عجزك ؟ وتذكرك

بفقرك وحرمانك ، وتظهر لك بأنها أفضل منك فالجمال والذكاء


لا يقارن بما تمتلكه من ثراء ورغم أن عبير تحاول أن تصرف هذه الأفكار

الخبيثة عن نفسها ولا تريد أن تشعر منى بهذا الإحساس ومن خلال النظر

إلى المجوهرات والتأكيد على جمالها ، وحسن ذوق من اختارها وتجير

عبير تحاول أن تخط ابتسامة ظاهرية على شفتيها رغم أن قلبها يصرخ

كفاية ... كفاية ... والغيرة تحرق قلبها وخفف من هذا الإحساس الطرق

الخفيف على الباب فقالت منى : إنها سميّة وفتحت لها الباب ودخلت تحمل

أكواباً من القهوة وضعت في حاملة أنيقة وحولها بعض الحلوى والكعك ،

وضعتها على الطاولة وانصرفت لملمت منى أغراضها الشخصية بعد أن

شعرت عدم رغبة عبير في مزيد من الاستمرار ثم دعت عبير لشرب

قهوتها وقالت عبير : يبدو أن مربيتك صاحبة ذوق رفيع وأناقتها عنوان

يؤكد بأنها ليست مجرد خادمة في المنزل بل تقوم بأدوار أخرى ، أهم من

كونها خادمة فقط قالت منى : نعم إن مربيتي سمية تتجاوز دور العاملة

المنزلية إلى دور أهم وهو الإشراف على شئون المنزل وشراء كل ما

نحتاجه حتى تقوم كثيراً بشراء ملابس أبي وتنظيم مواعيده ، وإيقاظه

وترتيب ملابسه ، ويثق بها في ممارسة دور الأم التي تقود سفينة المنزل

وهي قريبة من قلبه ، يقدّرها ، ويحترمها ، وكثيراً ما يحضر لها الهدايا

عند عودته من السفر لأنّه يشعر أنها من تعوضني حنان الأم

الذي فقدته برحيلها

ونحن جميعاً لا ننظر إليها إلاّ أنها فرد من العائلة فقد أمضت معنا أكثر


من 10 سنوات ولم نجد منها إلا الحب والتقدير ونشعر بأن خوفها علينا

ولهفتها عند تأخر حضورنا ، وتألمها بصدق عندما نتألم زرعت حبها في

نفوسنا ورغم أن والدي أحضر خادمة آسيوية هي زوجة السائق هي

متواجدة في البيت إلا أنها ترفض أن تقوم بإعداد الأكل أو التدخل في

أغراضنا الشخصية وتتركها تقوم فقط بالغسيل ، ونظافة المنزل ، كما أنها

تملأ علينا البيت عندما يكون أبي مشغولاً عنى في تجارته وسفراته وقضاء

معظم وقته في مزرعته الكبيرة فهو يحب دائماً الجلوس بين الأشجار

الكثيفة تحت ظلالها الوفيرة ويمضي اليوم فلا أراه إلا نادراً وحينما يعود

إلى المنزل أول ما يفعله يطرق الباب خفيفاً فإذا كنت نائمة دخل بهدوء إلى

الغرفة وكثيراً ما أتظاهر بالنوم لأحس بالحب الكبير الذي يحمله في قلبه

وأسعد بقبلته التي تشعرني بالدفء والحنان ثم يقوم بتغطيتي عن هواء

المكيف الذي طالما ينصحني بأن أستغني عنه بالهواء الطبيعي ، وبينما

هي منهمكة في الحديث عن والدها رن جرس التلفون

YARA 6 - 7 - 2010 08:47 PM

رفعت السماعة فإذا هو

صوت أخيها الذي يعمل في الرياض أهلاً أخي ... كيف حالك ؟ لقد طالت

غيبتك إننا في أشد الشوق إلى رؤيتك ... وأبي دائماً يسألني عنك

ويتقصى أخبارك ...

محمد يرد عليها قائلا: يعني زادت معزتي لديكم غريب لم أشعر أن لي تلك

الأهمية ... منى: فعلاً كنا لا نشعر بوجودك بيننا ولكن عرفنا كم الفراغ

الذي تركته في المنزل .

منى : على فكرة كيف حال الواد الشقي (( هيثم )) ؟

محمد : إنه بخير . دائماً ما يردد اسمك ولا يسمح لأحد أن ينزع منه هديتك

التي أحضرتيها له آخر زيارة قمنا بها إليكم . منى : حبيبي يا هيثم فكم

أشتاق إلى رؤيته إلى حركاته ، وحبه الشديد للعبث بأي شيء يشاهده ...

محمد :" اسكتي جايب لنا الجنان" ، وأمه كثيراً ما تقوم بضربه ثم تضمه

إلى صدرها وتندم حينما ترى دموعه .

منى .. على فكرة كيف حال جواهر ؟

محمد: إنها بخير أزعجتني بشعورها بالوحدة القاتلة وتحن دائماً للعودة إلى

المدينة أكثر من سنتين لم تكوِّن لها صداقات هنا في الرياض

منى – بلغها سلامي وتحياتي ، وانثر قبلاتي على الصغير هيثم . محمد –

بإذن الله- على فكرة أين أبي ؟ مسافر إلى جده يتابع فرع الشركة وسيحضر

الليلة أو غداً . محمد : بلغيه تحياتي وأخبريه بأننا سنقوم

بزيارة للمدينة نهاية الأسبوع .

منى : سيفرح أبي كثيراً بقدومكم .

منى ... نسيت أن أسألك عن عبد العزيز هل إنتهى من دراسته ؟

فله فترة لم نسمع أخباره ..!!.

محمد ... ما زلت تنتظرين رجوعه إنسى الموضوع على حد علمي أنه

سيتزوج من هنا منى ... بالله عليك أترك هذا المزاح الثقيل فأنا أعرف مدى

حب عبد العزيز خلاص بس لا تزعلي عبد العزيز منهمك في الاختبارات

والتي سينتهي منها خلال اليومين وسمعت أنه سيرشح للإبتعاث لإكمال

دراسته واستطاع أن يكسب إعجاب وثقة المسئولين

وأكيد أنه سيحضر معنا

في نهاية الأسبوع ... وغشى كيانها شعور جميل

وأنهى محمد مكالمته بتبليغ سلامه وأشواقه إلى والده وأخيه باسل

وقال :سأتصل بأبي بعد غدٍ لأعرف

هل هناك شيئاً يحتاجه من الرياض .؟

أغلقت منى سماعة الهاتف فسألتها عبير هل لك أخ في الرياض ؟ فقالت :

نعم أخي الكبير يعمل في شركة عالمية بالرياض ومتزوج فتاة جامعية ...

عبير :- هل هو رجل كبير ؟ منى :- أبداً إنه شاب لا يتجاوز الخامسة

والثلاثون ولديه طفل اسمه هيثم أحبه كثيراً .

منى وعبير تحدثتا عن أشياء كثيرة والوقت يمضي

وأم عبير تنتظر في قلق وخوف .

هبت عبير واقفة يا إلهي الوقت مضى سريعاً هيا لنعود إلى المنزل لقد

تأخرت كثيراً وتجدين أمي قد قلقت علي كثيراً ... هبت عبير واقفة :يا إلهي الوقت مضى سريعاً هيا لنعود إلى المنزل لقد

تأخرت كثيراً وتجدين أن أمي قد قلقت علي كثيراً ... منى ، حسنا هيا بنا .

ونادت السائق ليتوجه بهم إلى منزل عبير وما هي إلا دقائق حتى كانت

السيارة تقف أمام منزلها وكانت الأم تراقب الشارع تنظر إلى الكون بعيون

خائفة ، ويد مرتجفة ، وقعت عيناها على ابنتها وهي تودع صديقتها فتفتحت

أسارير وجهها ورفعت يديها إلى السماء تحمد الله بعودة ابنتها سالمة .

أسرعت الأم وفتحت الباب ودلفت عبير إلى داخل المنزل وهي تكاد

تطير نشوى من الفرح والسرور الذي تغلغل في أعماقها وأخذت تتحرك

بحرية في أرجاء المنزل ثم طوقت والدتها بذراعيها اللتان تشعان بياضاً

أحست لحظتها بدفء وحنان والدتها التي أصابتها الدهشة وبقيت جامدة

مذهولة من تصرفات ابنتها التي تحتضنها لأول مرة منذ زمن بعيد وأخذت

عبير تحكي لأمها ما شاهدته في رحلتها إلى منزل منى والأم تستمع متلهفة

لمعرفة المزيد وفجأة بدأ يشوب حديث عبير الحزن الذي سيّطر على كيانها

إرتعش له جسدها وخفت صوتها ، وذبلت عيناها ، وجفت شفتاها ،

وانهمرت في بكاء والدموع تتلأ لأ على وجنتيها وأخذت تسأل أمها في

سذاجة قائلة : لماذا لا نملك المال مثلهم ؟ فهم يعيشون في القصور ونحن

في هذا المنزل الصغير ؟ الذي تكاد أركانه تتهاوى ؟ منى لديها من

المجوهرات والملابس ما لم أحلم يوماً أن يكون عندي مثل ما تملكه .

وبدأت تنخرط في بكاء مرير ... قالت لها والدتها : يا ابنتي إن الله

يرزق من يشاء بغير حساب المال يوزعه الله بين العباد فإما أن يكون نعمة

أو يكون نقمة عليهم ... يا ابنتي لا تنظري لمن هم أغنى منك ولا تنظري

إلى من هم فوقك انظري حال من هم أفقر منك اللذين لا يملكون من الحياة

ما يسد جوعهم ... يعيشون على الكفاف إن وجدوا الغداء لم يتوفر لهم

العشاء يا ابنتي كوني قنوعة بما رزقك الله ... إنما الدنيا صبر وعبادة

ورضي بما قسم الله وما المال إلّا زينة الحياة الدنيا إن شكرت الله زادك

نعيماً وراحة ... وإن كفرت بنعمة الله فإن عذابه شديد يا ابنتي

القناعة كنز لا يفنى ...

عبير وهي منفعلة:- أماه أين الكنز الذي تتحدثين عنه ؟ وهرولت مسرعة

إلى غرفتها وأغلقت الباب خلفها . والدها بدأ الإنهاك والتعب يغتال جسده حتى أصبح غير قادر على إعطاء

الزبائن طلباتهم التي تحتاج إلى وقوفه . وكثيراً ما يشفق عليه بعض زبائنه

محاولين تناول طلباتهم بأنفسهم أما الأطفال فيعبثون في أثاث المحل

ويختطفون بعض الحلوى والشكولاته ويهربون مسرعين فحركته أصبحت

ثقيلة والأطفال يتفننون في أتعابه والحصول على قطع الحلوى خلسة والعم

(( صلاح )) ينهرهم ويصرخ بهم وهم يتضاحكون وكأنهم يستحثونه للحاق


بهم ولا يملك إلا أن يقول (( لا حول ولا قوة إلا بالله )) ، كان العم صلاح

قد تجاوز العقد الخامس وهو متوسط الطول ذو بشرة قمحية جاحظ العينين

تميّزه لحيته الكثيفة... آثار المرض يكسو وجهه المّجعد بعلامات حزن

وأسى دفينة تغتال ما تبقى من نظراته .

مر عليه أخوه سالم الذي يقاربه في العمر ولكنه شديد الجسم صحته جيدة

إختلط سواد شعره بالبياض... سأله عن أحواله واطمئن عليه قال له :

أراك مجهد . هل تحب أن أذهب بك إلى طبيب ؟

قال له : إنه سيزول بمجرد أن آخذ قسطاً من الراحة .

كانت الأفكار تعصف به وهو شارد الذهن ويتساءل ماذا أقول لأخي وقد

مرت أسابيع ولم أعطه جواباً لا بد أنه سيفاجئني ويسألني في موضوع

زواج ابنه من ابنتي أفاق على صوت أخيه ماذا بك ؟ أراك تفكر في

موضوع عسى خير ... أبداً إنني أشعر بالخجل منك لأنني وعدتك بالرد

عليك ولكنني نسيت ... سالم ماذا تقصد ؟ زواج ابنك أحمد من عبير ... آه

تذكرت لا يشغلك يا أخي هذا الأمر فالزواج قسمة ونصيب ولم نعد نملك

فرض رغباتنا على الأبناء ليس لنا إلا التوجيه والنصيحة لهم .

شباب اليوم وحتى الفتيات يبحثون عن الشخص الذي تتوافق إتجاهاتهم

بعضها مع بعض وقد حدثني ابني أنه صرف النظر عن الزواج في الوقت

الراهن معللاً ذلك بمواصلة دراسته العليا ... فأرجو أن لا يكون هذا الأمر

هو ما يشغلك ويكدر صفو حياتك ... والآن أستأذنك بالانصراف وأتمنى أن

تهتم بصحتك .

انصرف سالم وظل أبو عبير في مكانه ساكناً تتقاذفه الأفكار ... شعر

بضيق شديد يكتم على أنفاسه ويجتاح جسده وسرت ارتعاشه غريبة في

أطرافه ... قرر إغلاق المحل والعودة إلى المنزل لعل ذلك العارض يزول

عنه وبينما هو يقطع الطريق المليء بالأولاد متأملاً ذلك الشارع الذي سار

عليه آلاف المرات ولكنه هذه المرة اختلفت نظرته وكأّنه يودع الحي الذي

قضى فيه شبابه حتى خُيّل إليه وكأنه لأول مرة الشارع بعمق ويسبر غور

الحارة نظر إلى الأتربة التي تغطي واجهة الإسفلت ، ويمضي مواصلاً

سيره متثاقل الخطى وقد تراءى له بأن المسافة في ذلك الشارع الذي يتسع

ويضيق قد طالت ، والأفكار تحوم في مخيلته لابنته مستقبلها ، جسده

وصحته التي بدأت تنهار أحد الأولاد ينادي انتبه العم صلاح ما زال يقطع

الطريق وفجأة أصابته كرة أحد الصبية قطعت عليه شروده أخذ يلتفت إليه

وفي عينيه عتب عليهم ، الصراخ والضجيج يملأ جنبات الحارة ، وصل

إلى بيته على غير عادته قبل صلاة المغرب ، استقبلته زوجته ، سألته هل هناك شيء ؟

أجابها فقط أحسست بضيق في صدري فقررت العودة إلى المنزل.

ما ترى بأس ؟

إسترح القهوة جاهزة أسرعت وأحضرت قليلاً من الرطب ووضعته بجانبه

وناولته فنجان القهوة وأخذ يفضفض عن ما يختلج في خاطره وحينما قربت

صلاة المغرب قام وتوضأ ودعا الله أن يفرج


همه ، أحس بالسعادة والاطمئنان وشعر أن غمامة سوداء تنقشع عن عينيه

وتنزاح من فوق صدره ، خرج إلى المسجد القريب من المنزل وأدى صلاة

المغرب ، عاد إلى دكانه وهو أكثر نشاطاً وحيوية . بعد إنتهاء اليوم الدراسي حاولت عبير مراجعة بعض الدروس ولكنها

غير قادرة على التركيز أعادة المحاولة عدة مرات ولم تنتبه إلا وأمها

تدعوها لمحادثة منى على الهاتف جاءت مسرعة وكـأنّ صوت" منى"

الغيث الذي انتشلها من شعورها بالإحباط وقيّد تفكيرها ... أهلاً منى ..

كيف حالك يا عبير ؟ الحمد لله ما زلت أحاول استذكار دروسي ولكنني

أشعر بأنني تعبة مرهقة التفكير .. منى / ما الذي يشغل بالك إلى هذه

الدرجة ياعبير ؟

لا أعرف يا منى!! ولكنني لم أعد قادرة على تجميع أفكاري أشعر بحالة

من السرحان تمنعني من التركيز في القراءة ربما ظروف والدي الصحية

والألم الذي يحاول إخفاءه عني سبباً ... لا أدري .

منى / لا تشغلي بالك بأي شيء فالامتحانات على الأبواب وهذه السنة

النجاح وحده لا يكفي بل من تقدير مرتفع وإلا فلا فائدة من النجاح ...

عبير / صحيح أن هذا الأمر يزيد قلقي ... لأن المعدل أصبح البوابة

الرئيسية للالتحاق بالجامعة وحتى لا أضع أبي في دوامة البحث عن واسطة

تساعدني في تجاوز المعدل خاصة وأنه


لا يعرف أحداً من أصحاب النفوذ ...

منى / لا خوف عليك يا عبير فأنت من الطالبات المتفوقات وتقديراتك في

السنوات الماضية لا تقل عن الامتياز إن لم تكوني الأولى في الفصل .

عبير / الخوف أن تكون الأسئلة التي يتم وضعها من قبل الرئاسة تخرج

عن المألوف .

منى / هذا فعلا ما نخافه ولكن اختبار الفصل الأول سيكون

المؤشر للمعدل ... ما رأيك يا عبير في زيارتي وسأبعث لك السائق ولعل

قراءتنا مع بعض تبعد عنك حالة الشرود التي تنتابك وتساعديني في فهم

بعض الدروس وبعض المسائل وخاصة أن هناك التفاعلات في الكيمياء لم

أستوعبها وعجزت عن حل بعض المسائل في الرياضيات بل إنني لم

أهضم هذه المادة .

فكرة جيدة لا مانع لدي أن نتفق على ذلك وسأكون جاهزة في انتظار السائق ...

وصل السائق سريعاً وركبت معه عبير وهي تحمل بعض كتبها ودفاترها

الدراسية . بمباركة والديها اللذان تولدت لديهما ثقة كبيرة في عائلة منى

وأصبح اسمها الوحيد الذي يتردد في المنزل ودوماً ما تتحدث عبير عن

أخلاقها ونقاء سريرتها وأصالة معدنها . وقد لاحظت الأم تلك الصفات

المتأصلة في نفسها دون تصنع . ولذا أصبحت زيارة عبير لمنى لا تمثل

هاجساً يولد الخوف لديها ولم يعد هناك مانع من تحقيق رغبتها في زيارة

منى

وصلت عبير المنزل وفتحت لها سميّة الباب وقالت لها : تفضلي إلى

غرفة منى... هي في إنتظارك وصعدت إلى الغرفة وقابلتها منى بابتسامة أسندت عبير ظهرها على أريكة فخمة ورددت بعض العبارات وهي

رافعة نظرها إلى أعلى الغرفة وبالمقابل أحضرت منى كتاب الرياضيات

لتناقش عبير بعض المسائل الغامضة وعرضت عليها عمل جدول لتنظيم

وقت القراءة واقتربت منها ولاحظت أن عبير جسدها في الغرفة وفكرها

منشغل لم تأبه ولم تستوعب ما قالته وكأنها وجدت الراحة التي لا تريد أن

يعكر صفوها أحد .

إنتبهت حينما جلست منى على طرف الأريكة وقالت لها :

(( اللي أخذ عقلك يتهنا به )) بالله عليك يا عبير قومي نبدأ القراءة

الامتحانات على الأبواب وعلى قولهم:

(( عند الامتحان يكرم المرء أو يهان )) وأنا لست مستعدة أن أهان ...

إبتسمت عبير وقالت : حتى أنا وبدأتا يقلبن الصفحات حتى إنهمكتا في

القراءة وسميّة قدمت لهم العصيرالقهوة وضعتها دون أن تلفت انتباههما .

YARA 6 - 7 - 2010 08:49 PM

وصل كامل قبل المغرب قادم من المزرعة لحظة انتهاءهما من القراءة

جلس في (( الصالون )) وطلب من سميّة أن تحضر كأساً من الماء وفنجاناً

من القهوة سألها عن منى ؟ فأخبرته بأنها تستذكر دروسها مع صديقتها

عبير في غرفتها وسألها عن ابنه باسل ؟ فقالت له : أنه نائم في غرفته. ولكن ... ماذا .؟. ليتك يا

سيدي أن تنتبه إليه وتحد من سهره خارج المنزل

وتتعرف على أصدقائه الذين يسهر معهم ..بصراحة أحواله لم تعد تعجبني

والمنزل أصبح بمثابة استراحة للنوم .

كامل: فعلا لقد لاحظت عليه ذلك وأجد أن مصروفه قد تضاعف بحجة

شراء كتب ومراجع ، كما يقول لي عند طلبه زيادة في المصروف وحينما

أسأله عنها يقول ، إنه أعارها لأحد من زملائه . ولكن أعتقد أن هذا هو

حال شباب اليوم يحبون السهر الذي أصبح مألوفاً لدى المجتمع خاصة مع

اقتراب الامتحانات .

أعرف أنك تحمل في قلبك حب كبير لهم ، وتحاول أن لا ترفض لهم شيئاً

ولكن أتمنى أن لا يكون اهتمامك فقط بإعطائه المصروف ولكن الجلوس

معه وسؤاله عن أحواله ولكن ماذا أفعل ؟ فأنا أسعى لتأمين الحياة الكريمة

لهم ومشغول ما بين الشركة والمزرعة وعلى العموم سأجلس معه وأتعرف

على أحواله . في هذه اللحظة خرجت منى وعبير من الغرفة ولاحظت منى أن أباها

جالس في الصالون فأشارت إلى عبير بالانتظار وهبت مسرعة نحو والدها

وقبلت رأسه وجلست بجانبه وهي تقول له : (( كمان شارب


القهوة )) . ليه أنت زعلان عليّ ليه ما طلبتني حتى أعمل لك بنفسي فنجال

القهوة التي تقول إذا ما هي من يدك ما أشربها .

آسف يا حبيبتي لم أشأ أن أشغلك عن قراءتك أو أقطع أفكاركما

فنجاحك بتقدير مرتفع يسعدني ويهمني حتى لا أحرج نفسي ومن تربطني

بهم علاقة من الأصدقاء والمسئولين الذين يعتقدون أنني لن أقبل عذر أي

أحد منهم في إدخالك الجامعة متجاوزاً التقدير .

تقديرك المرتفع يا ابنتي يجعلني أرفع رأسي عالياً وأتجاوز التبريرات

في مثل هذه الحالات فكم عرفت من الأصدقاء الذين خاضوا هذه التجربة

المريرة التي حدثني عنها البعض واستغلال البعض الآخر حالة الضعف

التي يشعرون بها ويتشبثون بأي أمل يلوح أمامهم فتجد أن هناك شخص

يضرب صدره بأنه يعرف مدير الجامعة وأنه لا يرفض له طلباً ويغريني

بأن أعطه ملف ابنتي ولا أحمل هما وسوف يأتي لي بالقبول بعد أيام

وانتظر هذه الأيام والأسابيع وأكتشف أن الرجل لا يعرف حتى مبنى

الجامعة ؟ وآخر ينفش ريشه ويعزيني في بؤسي وذلي ويقول لي ليس أنت

لوحدك غيرك آلاف أحدهم ظل يتذمر ويستجدي كل الواوات فأبكتني حالته

وتألمت لحرقته وقمت بخدمته وسجله المدير بعد أن ذرف الدموع من قصة

حبكتها وأنني لا أعرف هذا الشخص بل تألمت لحاله وحاولت مساعدته .

عرفت يا ابنتي أن تقديرك العالي سيخرجني من دائرة مظلمة تبحث عن

الضوء والحياة تختصر كثيراً من وقتي المنهوك ؟ لا أطلب منك لإرضائي

سوى أن تعطي وقتك كله في قراءة دروسك .

منى : طبعا يا أبي سأرفع رأسك ولن أجعلك تحتاج إنسان إن شاء الله

وسأبذل كل جهدي لأحقق رغبتك . وقبلت جبينه وقالت : أعتذر يا أبي

دقيقة لتوديع صديقتي عبير التي تنتظرني لتذهب مع السائق إلى منزلها .. قال لها: لا اذهبي معها ثم عودي مع السائق حتى تشعر زميلتك بأن لها مقداراً ومعزة

خاصة لها في نفسك فمرافقتها تجعلها تثق بصداقتها وتزداد مساحة الحب

لك في قلبها هذا العمل وإن كان من وجهة نظرك لا تأثير له ولا يستحق

منك كل ذلك وأن الطريق من شأنه أن ينهك جسدك أو تقومي بعمل شيء

في هذا الوقت فمرافقتك لها سيخلد لديها الإحساس والاعتزاز بنفسها

وصدق محبتك ومصاحبتك لها وتفتخر بذلك عند أهلها حينما تقول صديقتي

قامت بتوصيلي وهنا الفرق بدلاً من أن تقول السائق قام بتوصيلي .

وافقت منى على مرافقة عبير وبينما هما في الطريق يتناولان أطراف

الحديث قالت عبير : إن والدك يبدو أنه متعلم ولديه نظرة عميقة في الحياة

والتعامل فيها .. ولولا افتخارك بهذه التوجيهات وبروزها على خريطة

تعاملاتك اليومية لما حاول أن يسدي لك النصيحة ما دام يعرف أنك لا

تثقين به ولتعلقك بوالدك وإيمانك برجاحة عقلك وحسن تصرفه وإشعاره

بهذه الثقة من خلال صراحتك معه في الحديث معه لما وجدت من يختصر

لك الحياة .
منى ... إنه أبي أعرفه من داخله الذي يمثل الصفاء والحب والطهر

والعفاف إلا أنني أشعر أن شيء يضايقه ويشغل تفكيره رغم محاولته أن لا

يشعرني بالألم الذي يكتنفه والقلق الذي يبدو عليه ولكن تفضحه أمامي

عينيه التي فقدت بريقها المتوهج الذي يشع بالحيوية والشباب ولعل الشركة

التجارية التي يمتلكها هي سبب معاناته حيث تحتاج إلى متابعة مستمرة فهو

يتابعها بنفسه وتحتاج منه للسفر المستمر ليتابع عمل فروعها وهذا يصعب

على أبي أن يقوم به خاصة وأنه يعشق المزرعة والتجوال بين الأشجار

وتقليمهما والاهتمام بجودة ثمارها فالساعات الطويلة التي يقضيها بين

الحقول وتلطيف وجهه بالماء الصافي في الجداول تجعل الساعات تمر عليه

دون أن يشعر بها ومتابعته لعمله في الشركة تحرمه من هذه المتعة .

عبير : فعلا يحق له فما أجمل الاستمتاع بجمال الطبيعة .. منى : لهذا حاول أبي مراراً أن يجد شاب سعودي يمتلك الخبرة والحماس

يساعده على إدارة الشركة كما يقوم بتطويرها وقد عانا من ذلك كثيراً

اصطدم بالكثير من الشباب السعودي الذي حدثني عنهم باستهتارهم وعدم

قيامهم بتأدية العمل كما هو مطلوب منه وقد لاحظت من كلام أبي عنهم أن

هناك شيء خفي يزرع في طريق أي شاب يحاول أن يعمل بإخلاص وأمانة

وذات مرة سمعت مناقشة دارت بين والدي وأحد الشباب السعودي على

وظيفة مندوب مبيعات الذي أكد في حديثه لوالدي أن المندوبين الوافدين

يغرقون السوق بالبضاعة التي أقوم بتوزيعها ويحرضون بني جنسهم في

المحلات التجارية بعدم الشراء من أي شاب سعودي يحاول في هذا العمل

ويضعون أمامه العراقيل .

فرد عليه والدي لم تفلح كمندوب مبيعات وحاولت أن أجعل منك رجلا

وأسندت إليك الحركة التجارية ولكنك بعدت ضميرك وسربت بعض ما

تعتزم الشركة القيام به إلى شركات منافسة كبدتنا خسائر فادحة من هذا

العمل الغير مسئول وكان التقرير الذي أعده عنك مستشار الشركة

والموظف المسئول يرفع تقارير الكفاية كلها سيئة وتشير بأنك تخلق

المشاكل أثناء تأدية العمل لأتفه الأسباب وقد أكد لي عدد من الموظفين

استهتارك بحق الشركة وعدم المبالاة بشعور إخوانك بل وصل بك الأمر

تحريض العمال عن التوقف عن تأدية العمل ومطالبة الشركة بزيادة

رواتبهم وتحسين أوضاعهم وتزعم أن الرواتب والمكافآت ى تتناسب وما

يبذلونه من جهد .

وأضاف والدي عجيب أهذا ما تكافئني به بعدما فتحت أمامك أبواب الشركة

وقلت لك : يكفيني أنك شاب سعودي يظهر عليك الحماس ويعيد إلينا الثقة

التي انعدمت من خلال ما نصطدم به في الواقع من أمثالك .

ورد عليه الشاب قائلاً ... أبداً أحلف لك أنني أحب عملي وأقوم بتأديته على

أكمل وجه وأحاول أن أبث في نفوس العاملين الإخلاص في العمل وبذل

المزيد لما رأيت فيك من كرم ولأنني حريص على خدمة وطني والمساهمة

في النهضة التي يشهدها حتى ولو كان في مؤسسة خاصة . ولكن عدد من زملائك مستائون من تصرفاتك وقد عرضوا عليّ

مشاكلك عندما حضروا إلى مكتبي وكان يؤكد حديثهم المشرف على العمل

ورئيس الموظفين ومراقب العمل اتفقوا على أنك لا تصلح للعمل وأنك

عنصر هدام في الشركة .

أرجوك لا تقول هذا الكلام إنني أثق في نفسي ولن أسمح لأحد أن يمس

كبريائي والعمل لديك أصبح لا يغريني ولكن أود أن أطلعك على حقيقة


لا تعرفها عن هؤلاء الذين تثق بهم .. حسنا قل ماذا لديك؟هذا إذا كان لديك

شيء تقوله ؟ إنني أعرف هدف هؤلاء الأشخاص الذين شهدوا ضدي جيداً

ليكون ينتظرون بفارغ الصبر اليوم الذي يكون فيه الجو خالياً أمامهم في

نهب أموال الشركة بطريقة محكمة وعلى نار هادئة وقد اكتشفت ألاعيبهم

في تمديد بعض المعاملات ومنع منتجات الشركة عن العديد من العملاء

وتزويد بعض العملاء الذين يدفعون لهم عن طريق أجناسهم وبأسعار غير

تنافسية أو شراء بعض المواد الخام والآلات والأجهزة من شركة معينة

وبأسعار تتجاوز بكثير الأسعار المطروحة في السوق رغم أن هذه المواد

غير مطلوبة بهذه الكمية فضلا عن رداءة جودتها .. ويضعون عليها هالة

من التمجيد وما ستحققه الشركة من مكاسب من هذه الصفقة التي ستؤثر

على مستقبل على الشركة وثقة العملاء بها والتي يحققون لأنفسهم مبالغ

دون وجه حق وينتهي الاتفاق ويحصلون على مبلغ نقدي خارج الفاتورة

ولأنني ضمن اللجنة المشرفة على المشتروات والمبيعات الخاصة بالشركة

أرفض الاشتراك في مثل هذه التصرفات وامتنع عن التوقيع لهم لأنني

أعرف أن هناك بعض الشركات التي قدمت عروضا أفضل من هذه الشركة

وتختفي هذه العروض ولكنني أسمع بها إلا أنهم يصرون على إنفاذ أمرهم

ويتهمونني بالجهل وأنني سبب في الانتكاسات التي تتعرض لها الشركة

وبالاتفاق مع أمين المستودع كان يتم استخراج إذن صرف بموجب معاملة

موقعة من اللجنة والتي لا أعرف عن بعضها شيئا ولا يمكن لي أن أطلع

على كل هذه المعاملات وعندما أسئل عن شيء يقول أمين المستودع أنه

رجيع. حقيقة أنك إنسان سيء الخلق حاقد تكذب وتتهم زملائك في غيابهم اهرب

عن وجهي ولا تجعلني أراك بعد اليوم .

عبير : ربما أن والدك يعرف الأمور جيداً ويثق من موظفيه و ليس من

السهل خداعه .

منى : هذا ما يعذبني أثق في تصرفات والدي لكن شعور ينتابني وإحساس

غريب يؤكد صدق حديث ذلك الشاب وفي أثناء حديثهما لم يشعرا إلا وقد

وصلا بيت عبير التي نزلت مودعة منى



منقوله عن كاتبها سلطان الصبحي

جمال جرار 10 - 7 - 2010 01:04 AM

مشكورة على هذه القصة ولي عوده

غزالة نجد 10 - 7 - 2010 09:06 PM

http://www.dohaup.com/album/18/dohaup_814172438.gif

مجهود رائع وموضوع قيّم
بانتظار المزيد من هذا العطاء
ارقّ تحية وأعذبها اتركها هنا في ردي لك
http://www.dohaup.com/album/18/dohaup_814172438.gif

سلطان الصبحي 27 - 5 - 2012 10:50 PM

شكرا لكم ولأمانة النقل

يسعدنا التواجد بقربكم

دمتم بخير

shreeata 29 - 5 - 2012 12:23 AM

مشكو وسلمت الايادي
تحيات لك


الساعة الآن 05:35 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب

جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى