منتديات المُنى والأرب

منتديات المُنى والأرب (http://www.arabna312.com//index.php)
-   القسم الإسلامي (http://www.arabna312.com//forumdisplay.php?f=21)
-   -   التحية الإسلامية ..سلام ورحمة وبركة (http://www.arabna312.com//showthread.php?t=8892)

ميارى 2 - 8 - 2010 03:43 PM

التحية الإسلامية ..سلام ورحمة وبركة
 


قال تعالى فإذا دخلتم بيوتاً فسلموا على أنفسكم تحية من عند الله مباركةً طيبة
وقال تعالى و إذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها

هي تحية الإسلام الخالدة…. تحية من عند الله مباركة طيبة..

ترانا لماذا تخلينا عليها واستبدلناها بتحايا أخرى تقليدا لغيرنا..
لنتعرف على هذه التحية التي خصنا بها الله وجعلها رسول الرحمة رمزا خاصا لأمته تميزها ..
بين أوّل الأنبياء وآخرهم رابطة مشركة وعادة متّبعة لا يعلمها كثيرٌ من الناس ، فآدم عليه السلام هو أوّل من استخدم التحيّة الإسلامية حينما علّمه ربّه السلام على الملائكة ، ومحمد - صلى الله عليه وسلم – جعلها رمزاً خاصّاً لأمته تميزّها عن باقي الأمم .
فاليهود كانوا يحيّون بعضهم إشارةً بالأصابع ، والنصارى كانوا يشيرون بأكفّهم ، أما المسلمون فقد أبدلهم الله تعالى عن هذا كلّه بخير تحيّة وأفضل سلام : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
وهذه التحيّة المتميّزة في ألفاظها – فهي مأخوذة من اسم الله السلام كما في الحديث الصحيح – العميقة في مدلولاتها – بما تحمله من معاني الرحمة والمودّة – العظيمة في تأثيرها – فأثرها واضحٌ في توثيق العلاقات وصفاء القلوب – هي خير بديل عن تحايا أهل الجاهليّة ، فلا عجب إذاً أن يحسدنا اليهود عليها ، كما ثبت في حديث عائشة رضي الله عنها أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم – قال : ( ما حسدكم اليهود على شيء ما حسدوكم على السلام والتأمين ) رواه الإمام البخاري في الأدب المفرد .
وقد دلّت النصوص القرآنية والأحاديث النبوية على فضل هذه التحيّة ، فبيّن الله عزوجل كونها تحية أهل الجنة ، قال تعالى : { وتحيتهم فيها سلام } ( يونس : 10 )
وفي السنّة ذكرٌ للأجر المترتّب عليها ، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلا مرّ على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو في مجلس فقال : سلامٌ عليكم ، فقال له : ( عشر حسنات ) ، ثم مرّ آخر فقال : سلام عليكم ورحمة الله ، فقال له : ( عشرون حسنة ) ، ثم مرّ ثالثٌ فقال : سلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، فقال له : ( ثلاثون حسنة ) ،رواه ابن حبان في صحيحه .
وكذلك بيّن النبي – صلى الله عليه وسلم – أثر هذه التحيّة في تقوية الروابط الأخويّة فقال : ( أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم ؟ أفشوا السلام بينكم ) رواه مسلم
وأوضح أنها سببٌ من أسباب دخول الجنّة فقال : ( اعبدوا الرحمن، وأطعموا الطعام، وأفشوا السلام، تدخلوا الجنة بسلام ) رواه الترمذي
وجعلها النبي صلى الله عليه وسلم حقّاً من حقوق الأخوة فقال : ( حق المسلم على المسلم ست – وذكر منها - إذا لقيته فسلّم عليه ) رواه مسلم ، ونهى عن تركها واعتبر ذلك دليلاً على بخل صاحبها فقال : ( أبخل الناس من بخل بالسلام ) رواه الطبراني
وجعلها علامة المصالحة وعود الود فقال : ( لا يحل لرجل أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال ، يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا ، وخيرهما الذي يبدأ بالسلام ) متفق عليه .
وبالعودة إلى سيرة النبي – صلى الله عليه وسلم - ، نجد أنه كان من أكثر الناس إفشاءً للسلام ، دون أن يفرّق بين صغيرٍ وكبير ، وصديقٍ وغريب ، ورجلٍ وامرأة ، فها هو عليه الصلاة والسلام يمرّ على قومٍ لا يعرفهم ولا تربطه بهم علاقة ، في مكانٍ يُقال له الروحاء فيبتدرهم بالسلام ، رواه أبو داود
وأشار إلى فضل ذلك عندما سئل : أي الإسلام خير فقال : ( أن تطعم الطعام وتقرأ السلام ، على من عرفت ومن لم تعرف ) متفق عليه .
وكان يمرّ على الجماعة من الغلمان فيسلّم عليهم ، كما حكى عنه خادمه أنس رضي الله عنه ، ويمرّ عليه الصلاة والسلام على جماعة من النساء فيسلّم عليهنّ ويعظهنّ – كما حدّثت بذلك أسماء بنت يزيد رضي الله عنها - .
وفي كيفيّة سلامه عند الدخول على أهل بيته يقول الصحابي الجليل المقداد بن عمرو رضي الله عنه : ..يسلم تسليما لا يوقظ نائما ، ويسمع اليقظان رواه مسلم .
وقد بيّن النبي – صلى الله عليه وسلم – لأصحابه جملةً من الآداب المتعلّقة بهذه التحيّة ، منها : أن الراكب يسّلم على الماشي ، والماشي على القاعد ، والقليل على الكثير ، والصغير على الكبير
ويُرشد عليه الصلاة والسلام إلى الإكثار من السلام فيقول : ( إذا لقي أحدكم أخاه فليسلم عليه ، فإن حالت بينهما شجرة أو جدار أو حجر ثم لقيه فليسلم عليه ) رواه أبو داود
وكان من هديه - صلى الله عليه وسلم – السلام عند المجيء إلى القوم ، والسلام عند الانصراف عنهم ، كما قال : ( إذا انتهى أحدكم إلى مجلس فليسلم ، فإن بدا له أن يجلس فليجلس ، ثم إذا قام فليسلم ؛ فليست الأولى بأحق من الآخرة ) رواه الترمذي
إضافةً إلى هدي القرآن في الحث على ردّ التحيّة بأحسن منها أو مثلها كما قال تعالى: (وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها إن الله كان على كل شيء حسيبا ) .. سورة النساء (86) .
وهذه الآداب المذكورة سابقاً إنما هي مختصّة بالمسلمين دون غيرهم ، فلا يجوز ابتداء الكفّار بتحيّة الإسلام كما قال - صلى الله عليه وسلم - : ( لا تبدؤا اليهود ولا النصارى بالسلام ) رواه مسلم
والنهي هنا عن لفظ السلام خاصّةً لما يتضمّنه من معانٍ خاصّة لا تنبغي لكافر ، ويُمكن بدلاً عن ذلك تحيّتهم بغيرها من ألفاظ الترحيب ، وأما ردّ السلام عليهم فيكون بمثلها دون زيادةٍ في ألفاظها أو تعدٍّ على أصحابها ؛ فإن ذلك منافٍ لمعاني الرفق والحلم مع المشرك ، يشير إلى ذلك حديث عائشة رضي الله عنها أن يهوداً أتوا إليه - صلى الله عليه وسلم - فقالوا : السام عليكم ، فردّت عليهم : عليكم ولعنكم الله وغضب الله عليكم ، فقال لها الرسول - صلى الله عليه وسلم - : ( مهلا يا عائشة ، عليك بالرفق ، وإياك والعنف والفحش ) ، فقالت له : أو لم تسمع ما قالوا ؟ ، فقال : ( أو لم تسمعي ما قلت؟ رددت عليهم ، فيستجاب لي فيهم، ولا يستجاب لهم ) متفق عليه
وكان هديه – صلى الله عليه وسلم – إذا مرّ بجمع يضمّ مسلمين وغيرهم أن يسلم قاصداً بتحيّته المسلمين ، فقد أخبر أسامة بن زيد رضي الله عنه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - مرّ بمجلس وفيه أخلاط من المسلمين واليهود فسلّم عليهم ، رواه الترمذي .
والمشهور من تحيّة النبي – صلى الله عليه وسلم – قول : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، وفي الرّد : وعليكم السلام ورحمة الله ، وأحيانا كان يردّ بقوله : وعليك ورحمة الله ، كما جاء في حديث أبي ذر رضي الله عنه أن النبي – صلى الله عليه وسلم – ردّ على تحيّته بقوله : ( وعليك ورحمة الله ) رواه مسلم .
وكان النبي – صلى الله عليه وسلم – يكره أن يقول المبتديء : عليك السلام ، فقد جاء عن جابر بن سليم رضي الله عنه أنه قال للنبي - صلى الله عليه وسلم - : عليك السلام يا رسول الله ، فقال له : ( لا تقل عليك السلام ؛ فإن عليك السلام تحيّة الميت ، قل السلام عليك ) رواه أبو داود .
كما جاء النهي عن السؤال أو دعوة أحدٍ إلى الطعام قبل السلام ، كما جاء في قول النبي – صلى الله عليه وسلم - : ( السلام قبل السؤال . فمن بدأكم بالسؤال قبل السلام فلا تجيبوه ) رواه ابن النجار
وفي حديث آخر : ( لا تدعوا أحدا إلى الطعام حتى يسلّم ) رواه الترمذي
وكذلك جاء عن النبي – صلى الله عليه وسلم – قوله : ( لا تأذنوا لمن لم يبدأ بالسلام ) رواه أبو يعلى .
وللمعاني التي تحملها تحيّة الإسلام والآثار التي تحقّقها شرع النبي – صلى الله عليه وسلم- تبليغ سلام الغائبين إلى أصحابه ، أو طلب توصيل السلام إليهم ، كما بلّغ النبي – صلى الله عليه وسلم – سلام جبريل عليه السلام إلى زوجته خديجة رضي الله عنها ، وإلى عائشة رضي الله عنها .
وكان من هديه صلى الله عليه وسلم إذا بلغه أحد السلام عن غيره أن يرد عليه وعلى المبلغ ، كما ثبت في سنن أبي داود أن رجلا قال له عليه الصلاة والسلام : إن أبي يقرئك السلام ، فقال له : (عليك وعلى أبيك السلام ) .
أما رد السلام فقد بيّن النبي – صلى الله عليه وسلم – وجوبه ، وجعله حقّاً من حقوق الأخوّة الإسلاميّة فقال : (حق المسلم على المسلم خمس : رد السلام ) متفق عليه ،
إلا في حال الصلاة فكان عليه الصلاة والسلام يشير باليد ولا يردّ التحيّة باللفظ ؛ لتحريم الكلام في الصلاة كما جاء في الحديث الصحيح : ( إن في الصلاة لشغلاً ) متفق عليه
وفي حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم – خرج إلى قباء يصلي فيه ، فجاءته الأنصار فسلموا عليه وهو يصلي ، فكان يرد عليهم هكذا – وبسط كفّه – ، رواه أبو داود
وعن جابر رضي الله عنه قال : بعثني رسول الله - صلى الله عليه وسلم لحاجة - ، ثم أدركته وهو يصلي فسلمت عليه ، فأشار إلي ، فلما فرغ دعاني فقال : (إنك سلمت علي آنفا وأنا أصلي) رواه النسائي .
ومما يُشار إليه هنا أن النبي – صلى الله عليه وسلم – ترك السلام أو الرّد عليه في بعض الأحوال وعلى بعض الفئات ، فقد كان عليه الصلاة والسلام يكره أن يسلّم على غير طهارة أو وقت قضاء الحاجة ، ففي حديث ابن عمر رضي الله عنهما قال : مرّ رجل على النبي صلى الله عليه وسلم - وهو يبول فسلم عليه فلم يرد عليه السلام ، رواه النسائي
وفي رواية أبي داود : ثم اعتذر إليه فقال : (إني كرهت أن أذكر الله عز وجل إلا على طهر ، أو قال على طهارة ) .
وترك النبي – صلى الله عليه وسلم – السلام على بعض العصاة إشعاراً لهم بمعصيتهم وعظيم جرمهم ، كما فعل مع كعب بن مالك رضي الله عنه وغيره من المتخلّفين عن غزوة تبوك ، ومع الرجل الذي اتّخذ خاتماً من حديد كما عند البخاري في الأدب المفرد .
لنعرف معا خير وبركات المصافحة المقرونة بالسلام ..
إنها من موجبات المغفرة قال صلى الله عليه و سلم: (إن موجبات المغفرة بذل السلام و حسن الكلام) .. (صحيح الجامع 2232)
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما من مسلمين يلتقيان فيتصافحان إلا غفر لهما قبل أن يتفرقا)..السلسلة الصحيحة: أخرجه أبو داود والترمذي وابن ماجه وأحمد.
عن البراء أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (أيما مسلمين التقيا , فأخذ أحدهما بيد صاحبه , ثم حمد الله تفرقا ليس بينهما خطيئة ) .. السلسلة الصحيحة ..
وحديث أنس مرفوعاً بلفظ : (ما من مسلمين التقيا فأخذ أحدهما بيد صاحبه إلا كان حقاً على الله أن يحضر دعاءهما ولا يفرق بين أيديهما حتى يغفر لهما) .. أخرجه أحمد
وحديث: ( إن المؤمن إذا لقي المؤمن فسلم عليه وأخذ بيده فصافحه تناثرت خطاياهما كما يتناثر ورق الشجر)
كل هذه الأحاديث وردت في سلسلة الأحاديث الصحيحة ـ المجلد الثاني.
ما معنى قولك حين تسلم على أحد: السلام عليك يا فلان، أو السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؟
نأتي لأول كلمة السلام
السلام اسم في أسماء الله ومعناه: الذي يعطي السلامة ويجعل السلامة، وأثر هذا الاسم في ملكوت الله أن كل سلامة في ملكوت الله من كل شر يؤذي الخلق فإنها من آثار هذا الاسم السلام، فإنه لكون الله -جل وعلا- هو السلام فإنه يفيض السلامة على العباد.
وعن ابن مسعود مرفوعا , قال: (السلام اسم من أسماء الله تعالى وضعه في الأرض , فأفشوه بينكم , فإن الرجل المسلم إذا هو يقدم فسلم عليهم , فردوا عليه , كان له عليهم فضل درجة بتذكيره إياهم السلام , فإن لم يردوا عليه رد عليه من هو خير منهم) ..رواه البزار بإسناد جيد
السلام.. هذه هي تحية المؤمنين في الدنيا وفي الآخرة (تحـِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلَامٌ ). قال بعض أهل العلم: إن معناها -وهذا هو أحد المعنيين- معنى السلام عليكم، يعني كل اسم لله -جل وعلا- عليكم، يعني اسم السلام عليكم، فيكون ذلك تبركا بأسماء الله -جل وعلا- وبصفاته، فاسم السلام عليكم يعني اسم الله عليكم، فيكون ذلك تبركا بكل الأسماء، ومنها اسم الله -جل وعلا- السلام.
والثاني: ما قاله آخرون من أهل العلم أن قول القائل: السلام عليكم ورحمة الله يعني السلامة التي اشتمل عليها اسم السلام عليكم، نسأل الله أن يفيضها عليكم، أو أن يكون المعنى: كل سلامة عليكم مني، فإنك لن تجد مني إلا السلامة، وهذا يصدق حين تُنكِّر فتقول: سلام عليكم ورحمة الله وبركاته يعني كل سلامة مني ستأتيك، فلن أخفرك في عرضك، ولن أخفرك في مالك، ولن أخفرك في نفسك.
فكثير من المسلمين يقول هذه الكلمة وهو لا يعني معناها، كيف أنه حين قال لمن أتاه: السلام عليكم كأنه عاهده بأنه لن يأتيه منه إلا السلامة، ثم هو يخفر هذه الذمة، وربما أضره أو تناول عرضه، أو تناول ماله، أو نحو ذلك.
فإذن صار هنا قولان، وكلا القولين صواب، فإن قول القائل: السلام عليكم يشمل الأول والثاني، فتبرُّك بكل اسم من أسماء الله، وتبرُّك باسم الله السلام، الذي من آثاره السلامة عليك في دينك ودنياك، فهو دعاء لك بالسلامة في الدين، وفي الدنيا، وفي الأعضاء، والصفات، والجوارح، إلى آخر ذلك، أو أن تكون بالمعنى الثاني، كل منهما صحيح. نعم.
فكيف نتجاهل تحية فيها كل هذا الخير دنيا وآخرة ونستبدلها بتحية أخرى.

ميارى 2 - 8 - 2010 04:56 PM

التحية الإسلامية.. سلام ورحمة وبركة
يقول صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح الذي رواه أبو داود والترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه: “إذا انتهى أحدكم إلى المجلس فليسلم، فإذا أراد أن يقوم فليسلم فليست الأولى بأحق من الآخرة”.
هذا الحديث النبوي الشريف يؤكد حرص الإسلام على ائتلاف القلوب واتحاد المشاعر وتوفير الأمن وإشاعة روح الحب والإخاء بين كل الناس، مسلمين مع بعضهم البعض، ومسلمين مع غيرهم. ومن أبسط صور التواد والتسامح بين المسلمين، تبادل التحية عند اللقاء وعند الفراق، والتحية خلق إسلامي كريم له آثاره الطيبة ونتائجه الكريمة بين الناس.
تواصل إنساني

والصيغة الكاملة التي اختارها الله للتحية ورسم حدودها للمسلمين ليتعاملوا بها فيما بينهم “السلام عليكم ورحمة الله وبركاته”، يتبادلها المسلمون في صباحهم ومسائهم، إذا تلاقوا أو تزاوروا أو مر بعضهم على بعض.
وقد أمر الرسول صلى الله عليه وسلم المسلم إذ دخل مجلسا أن يسلم على من فيه، فإن هذه التحية تبعث الاطمئنان في قلوبهم، وتدل على تواضع قائلها ورغبته الأكيدة في السلام والتعاون على الخير معهم، فإذا أراد أن يفارق مجلسهم ألقى عليهم السلام أيضا، فليست التحية الأولى عند دخول المسجد، بأفضل وأهم من إلقاء التحية على هذا المجلس عند مغادرته، فكل منهما له أثره في تقوية الصلة وإدخال السرور إلى قلوب الناس، كما يشعر المجلس بأنه لايزال على مبدأ السلام الذي دخل به، وأنه لم يفارقه كارها لهم ولا غاضبا عليهم.
وهذه التحية ذات أركان ثلاثة: السلام والرحمة والبركة.
أما السلام فقد جعلت هذه التحية عنوانا لكل اتصال للإنسان بأخيه الإنسان حتى يصير السلام أساسا لجميع العلاقات الإنسانية والاجتماعية.
والركن الثاني، وهو الرحمة، يهدف إلى التراحم والتواصل بين الأفراد والشعوب، والرحمة من نفحات السلام وأثر من آثاره.
والركن الثالث، وهو البركة، ثمرة الركنين الأول والثاني: السلام والرحمة، فيوم يتعامل الناس بهما يفتح الله عليهم بركات من السماء والأرض.
آداب التحية

وقد وضع الإسلام قواعد لتبادل هذه التحية بين المسلمين، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “يسلم الصغير على الكبير والمار على القاعد والقليل على الكثير”، وفي رواية لمسلم: “والراكب على الماشي”، وذلك مراعاة لقواعد السلوك التي ينبغي أن تسود بين الناس والتي لاحظ الإسلام أن يكون مبعثها الاحترام المتبادل بينهم، وعرفان المسلم حق أخيه عليه وحقه على أخيه.
وقوله صلى الله عليه وسلم: “يسلم الصغير على الكبير” لأن للكبير على الصغير حق الكبر وتقدم السن، وذلك يقتضي أن يتواضع له الصغير ويوقره، ولو تعارض الصغر المعنوي والحسي كأن يكون الأصغر سنا أكبر مقاما وعلما، فالعبرة في ذلك بالسن، قال صلى الله عليه وسلم: “ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويوقر كبيرنا”.
وقوله: “ويسلم المار على القاعد” لأن القاعد قد يتوقع شرا من القادم عليه، فإذا ابتدأه بالسلام ألقى إليه الأمان، فيأنس إليه ويتوقع الخير في لقائه، وذلك أقرب لصفاء القلوب وأدعى لقضاء الحاجات، وقد تكون العلة في ابتداء المار بالسلام أن القاعد قد يشق عليه مراعاة المارين مع كثرتهم فسقطت البداءة عنه للمشقة عليه.
وقوله صلى الله عليه وسلم: “ويسلم القليل على الكثير” لأن للجماعة فضلها ورجحانها، ومن حق الفاضل على المفضول أن يعرف له منزلته وقدره، أو لأن الجماعة لو ابتدأت بالسلام لخيف على الواحد الزهو حين يرى جمعا من الناس يبادرونه التحية التي توحي بالتعظيم والتكريم فاحتيط له، ولو مر جمع كبير على جمع صغير أو مر الكبير على من دونه في السن، فالعبرة في ذلك بالمرور، قال النووي: يبدأ بالسلام سواء كان صغيرا أم كبيرا، قليلا أم كثيرا، فإذا مر بطريق مزدحم أو سوق يختلط فيه الناس اكتفى منه بالسلام على البعض كيلا يشغل عن الغرض الذي خرج من أجله، إذ لو سلم على كل من لقيه لفاته ذلك وخرج من دائرة المألوف والعرف إلى دائرة التنطع الذي يرفضه الإسلام.
وقوله صلى الله عليه وسلم: “ويسلم الراكب على الماشي” لأن الراكب في حالة يغبطه عليها الماشي، فكان حقاً على الراكب أن يبدأه بالسلام إكراما له واحتياطا على الراكب من أن يداخله الزهو لو حاز على الفضيلتين، أما إذا تلاقى راكبان وماشيان فيبدأ الأدنى منهما على الأعلى قدرا في الدين إجلالا لفضله، وإذا تساوى المتلاقيان من كل جهة فكل منهما مأمور بالابتداء وخيرهما الذي يبدأ بالسلام، كما ثبت في حديث المتهاجرين، وقد أخرج البخاري في “الأدب المفرد” بسند صحيح من حديث جابر: “الماشيان إذا اجتمعا فأيهما الذي بدأ بالسلام فهو أفضل”، وقد أخرج الترمذي من حديث أبي إمامة مرفوعا: “إن أولى الناس بالله من بدأ بالسلام” وقال: “حسن”، وأخرج الطبراني في حديث له، قلنا يا رسول الله: إنا نلتقي فأينا يبدأ بالسلام، قال: “أطوعكم لله تعالى”.

بلا عنوان 2 - 8 - 2010 06:07 PM


جزاك الله الجنه على الموضوع .
ولاحرمك ربـــي الأجــــر
اسأل الله العظيم رب العرش العظيم
أن يثيبك على ما طرحت خير الثواب والأجر


ميارى 3 - 8 - 2010 06:50 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بلا عنوان (المشاركة 63288)

جزاك الله الجنه على الموضوع .
ولاحرمك ربـــي الأجــــر
اسأل الله العظيم رب العرش العظيم
أن يثيبك على ما طرحت خير الثواب والأجر


أشكرك على الدعوات الطيبة والمرور العطر ، نورت

صائد الأفكار 6 - 8 - 2010 01:30 AM

http://www.7awa2.com/vb/imgcache/13390.imgcache.gif

الشاطر حسن 6 - 8 - 2010 02:22 AM

http://www.dohaup.com/album/18/dohaup_814172438.gif
مجهود رائع وموضوع قيّم
بانتظار المزيد من هذا العطاء

لك مني ارقّ تحية وأعذبها



الساعة الآن 05:46 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب

جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى