[المفتش كرمبو]

حدثني جدي المخرف والذي ملا الشيب فودره واستبدل بلسانه مقصا واستعار لحيه بيضاء
انه قديما وفى عصور الثورة الكبرى ..ثورة الشرفاء والإخطبوط عاصر رجلا ضامر الجسد ..متجعد الوجه ..استقر به الحال إلى بيت صغير جدا ومحاط بأسوار من كل الجوانب وبالكاد يتسع لعائلته الكثيرة العدد"قنبلة ديمغرافيه " فلا الشمس تستطيع التسلل داخل البيت ولا يستطيع كيس الدقيق أن يتقدم إلى جوفه الابعد تفتيشه وتمزيقه وكذلك الأرز والسمن وقائمه طويلة ممنوعة من الدخول الاباذن مسبق
ضاقت به الأحوال وانقطعت به السبل وأصابه الملل وكثرت به الأوجاع والأمراض ووهنت قواه ولم يستطع الوقوف على قدميه
نصحه جدي المخرف بالذهاب لتلك العجوز بأعلى الجبل حيث إنها مجربه وخبيرة بكل الأشياء وتعرف "الكفت" وأيضا هي "حلاله " المشاكل المستعصية والتي يعجز عنها الآخرون " أن المسالة "بسيطة وسهله"
نصيحتها الغالية وبعد دراسة متانيه واستراتيجيه :- يجب استجلاب بعض الطيور في المنزل
هي أضافه نوعيه ومزاجيه تضفى على البيت نوع من الالفه والاطمئنان
هلل الرجل وكبر وحمد الله كثيرا على هذه النصيحة الغالية والموزونة "إذن المسالة بسيطة وسهله"
ومن قورة اشترى مجموعه من الدجاج والبط والعصافير "تشكيله"
أيام قليله وأصاب الرجل الملل مرة ثانيه "المشورة مليحة"
قالها الرجل وهو يتوجه للعجوز المحنكة بأعلى الجبل
"عليك بجلب الحيوانات و"الرزق على الله "
سجد الرجل لله طويلا وهو يتذكر نعمه الله التي خص بها هذه العجوز دون سواها من العالمين
صرخ الرجل "البيت ضيق والطيور تملا البيت بالقاذورات والأوساخ والحيوانات تحتاج إلى طعام كثير وأنا لااستطيع إطعام اسرتى فلا املك مصانع أو البحار السبع ولا النقط
والحل بسيط أيضا "إخراج الطيور والحيوانات من المنزل والعودة إلى البيت الضيق كما هو
اقسم الرجل لجدي المخرف انه يشعر الآن بسعادة عارمة ونفسيه مرتاحة وعرف قيمه المثل "ورجعت حليمة لعادتها القديمة