[السهم المصري]

مكث كثيرا على مكتبه غارقا في بحر الصمت
منهمكا في كتابة روايته الجديدة
يتضرم شوقا لإتمام الفصل الذي شرع في كتابته
منذ أسبوع ،يحكم قبضته على القلم يخشى فراره ،ويحثه أن يفكر معه
في تتمة مناسبة لهذا الفصل الذي عانده كثيراً،
وفجأة انهمرت الأفكار عليه بغزارة،
راح يدونها على عجالة يخاف هروب بعض الكلمات منه
يزداد ضغطه على القلم أكثر ،يئن القلم تحت أصابعه .
كان الجو هادئا من حوله باستثناء موسيقى سريعة الإيقاع
تعزف في ذهنه ،
وبرغم برودة الجو، فإن ناراً بجسده كانت تتأجج من فرط انفعاله.

,,,باغته الفجر ولم يزل يلهث خلف الأفكار يطاردها ويصطادها ويضمها لصفحاته
يسقط القلم من بين يديه ..
يضع يده على صدره ..
يلتقط أنفاسه بصعوبة بالغة ..
تتلاحق أنفاسه أكثر فأكثر ..
يحاول أن يصرخ فلا يقوى على ذلك ..
يضع يديه على مكتبه محاولاً النهوض ..
يرتعش ..
يحملق في الأفق وراء النافذة ..
يكسوه الرعب والألم ..
تجحظ عيناه ..
تنخفض الرؤية وتتضآئل ..

يخر مغشيا عليه .،،

القلم متكئا على سطح المكتب يزفر بقوة قائلاً :
آآآآآآآآه كم أتعبني السهر هذه الليلة ؟
الآن فقط سأنعم ببعض الراحة .
تثاءب..
ثم نظر للجثة الملقاة على سطح المكتب :
أخيراً يا سيدي أنهيت هذا الفصل العنيد!!
تنفس الكاتب الصعداء وساده ارتياح عميق.