[الشاعر ابراهيم الباوي]

(( الجزء الثالث لرباعيات (انا والليل) او(سوانح ليلية)
اسف لنشري الجزء الرابع قبل الثالث

أنني ياليل أيكٌ ضمّ أنواع العنادلْ

قد جعلت الشدو شجواً بين افنان الخمائل

كم رأيت الصبَّ يبكي تحت أضواء المشاعل

أنني ياليل صبّ ُ قد اذابتهُ الرسائل

******
أنني ياليل وقد عبثت فيه الزعازعْ

كيف أعطي البعض هدياً حين تُثنيني الموانع

أن مثلي ذاق ظلما كلْ أنواع الفضائع

أنني ياليل جفنٌ لم تفارقه المدامع

******

أنني ياليلُ زهوٌ مدَّ عنقاً للمعالي

ما رأى شخصٌ بكائي غيرُ أحداق ِ الليالي

ارتدي وجهاً ضحوكاً والدجى ادرى بحالي

أنني ياليل غمّ ٌ بان شيباً في قذالي

******
أنني ياليلُ ضحك فوق أخشاب المسارحْ

لوْ وعى الجمهورُ ضحكى ما رأى غير النوائحْ

من رآني الآن أبكي سوف يلقاني أمازحْ

أنني ياليل ضحك جَدّ خَنقا للجوارحَ

******

أنني ياليل نهرٌ لم تكدره الروافدْ

حركته الريح حقداً فاختفت منه الفرائدْ

أن معشوقاً بشعري طلَّ في كلّ القصائد

أنني ياليلُ سهدٌ تعبتْ منه الوسائدْ

******
أنني ياليلُ قطرٌ جفَّ في نصف الطريقْ

وتبخرتْ هباءً بَعدَ إن ذقتَ الحريقَ

أرأيت الغيثَ يوماً صار للجمر رفيق؟

أنني ياليل شدو ضاع في وسط النقيقْ

******

أنني ياليل فيضٌ كدّرَ الحسادُ صفوه

هجرته الكلّ ُ زهداً لم تعد تنسلّ ُ نحوه

هل رأيت الفذ يقصى بعدما أصبح قدوه

أنني ياليل مجد رامت الأوباش محوه

******
أنني ياليل ثلجٌ ذابَ بين الزمهرير

الآسى عمرٌ طويلٌ والهنا عمرٌ قصير

ارأيت النور يوماً عاد في طرفٍ ضرير؟

أنني ياليل قزّ ٌ مات لفاً بالحرير

******

أنني ياليل ريقٌ جَفَّ من فرطِ الاوامْ

قد قطعت العمرَ بحثاً عن حبيب في هيامْ

هل رأيت الزهرَ يوماً يُطعم النحل حمامْ؟

أنني ياليل جَفنٌ لم يذق طعمَ المنام

******
أنني ياليل طرس ذاب شوقا للمدادْ

كعشيق راح يذوي هدّهُ فرط ُ البعاد

هل رأيت النار يوما قد خبت تحت الرماد؟

أنني ياليل نزفٌ سح حُزناً وحداد

******

أنني ياليل خِلّ ٌ ما رأى غيرَ الصدودْ

ارهقَ القلبَ اليفٌ كلما يجفو يعودْ

هل رأيت النار يوماً تلتظي منها الكبودْ؟

أنني ياليل سيلٌ ضاقَ ذرعاً بالسدودْ

******
أنني ياليل ضيفٌ ما رأى نارَ قِرى

فجفوت البعض زهداً والفت السهرا

هل رأيت الصفو يوماً يستسيغ الكدرا؟

أنني ياليل صرح أحسب الشاني ثرى

******

أنني ياليل جفن ذاب شوقاً بالكرى

سئم اليقضة سهداً حينما الألفُ سرى

ارأيت الجفنَ يغضي عندما الدمعُ جرى

أنني ياليل در راح سحقاً بالثرى

******
أنني ياليلُ صدرٌ صارَ من غدر ٍ ينوح

كلما تشفى جراح تفغرُ الفاه جروح

هل سمعت الألف يوماً راح بالسر يبوح

أنني ياليل زهر ضاع ظلماً بالسفوح

******

أنني ياليلُ شوقٌ وقدهُ لا يستكينْ

قد اضعتُ العمر حُزناً في متاهات السنينْ

مِلء أحداقي دموع وباضلاعي أنينْ

أنني ياليل وجدٌ شفّهُ فرط ُ الحنين

******
أنني ياليلُ قلبُ ذابَ منَ كثر ِ الحروقْ

أملأ الدنيا عطاءً فاجازى بالعقوقْ

شبَّ في جرحي لهيب والتظت منه العروقْ

أنني ياليلُ أفقٌ لم يعانقه شروقْ

******

أنني ياليل كفّ ٌ تعبت منه القيودْ

قد لبستُ العزّ تاجاً رغمَ آنافِ القرودْ

اقحم الموتَ اختياراً حينما الظلمُ يسودْ

أنني ياليل نحلٌ هام عشقاً بالورودْ

******
أنني ياليل هام تبتغي نيل السحابْ

قد قطعت العمر كبراً فتسلقتُ الهضابْ

لم أؤله غير ربي حين أهوي للتراب

أنني ياليل وجهٌ لا يغلفه نقابْ

******

أنني ياليلُ ركب مرَّ في كلّ القفار

أجعل الحبَّ سلاماً بعد أن حلّ الدمار

ليتني ياليل طيف بين أجفان الصغار

أنني ياليل صدرً صار وكراً للشفار

******
أنني ياليلُ طرسٌ ما حوى غيرَ القوافي

فلهيب الشعر يذكو من لهيب في شغافي

أن من يغدو رماداً كيف تنجيه المطافي

أنني ياليل آهٌ سمع الكلُ هتافي

******

أنني ياليل قيسٌ قتلت ليلاه حَيّه

محقت حُبا تسامي بنيوب همجية

مزجت سُما تلظى بسموم بربريه

سوف اقضي العمرَ حزناً لرحيل العامرية

******
أنني ياليلُ موجٌ أمِنت فيه الزوارق

كم رآني الكلّ ُ نثا عند اطفاء الحرائق؟

أرأيت الدمعَ يُهمي عند اعواد المشانق؟

أنني ياليل عشقٌ ضمّ اربابَ السوابق

******

أنني ياليل حزنٌ قد رست فيه الفجائع

لا يزال القلب يهفو رغم آلاف الذرائع

أي عزّ لغرام احدقت فيه الضفادع

أنني ياليل شلوٌ أوغلت فيه القواطع

******
أنني ياليل طفلٌ جاء في يوم عبوس

اهرق الأجفان نزفاً حين اترعت الكؤوس

ارأيت الحزن يوماً صار عيداً للنفوس؟

أنني ياليل روضً صار طعماً للفؤوس

******