[محمد سعيد رجب عفارة]

بسم الله الرحمن الرحيم

علماء الفيزياء النووية يوغلون في تسطير الخرافات من جنس الإستعارة التمثيلية

خرافة الشحنات اللونية، التي هي نوبات الأفلاك الثلاثة الساجدة و الراكعة و القائمة

تمهيد أصولي..
السجود هو موجة نبض، و هو طريقة الشجر في عبادة الله سبحانه و تعالى، إذ جذوره و هي رأسه في التراب، و أزهاره و هي مؤخرته في السماء، و كل شيء سجودة بطريقة معينة، البحر سجوده المد و الجزر و الهواء سجودة المرتفع و المنخفض الجويين، و الكوكب سجودة الزلزال و البركان، و الحرف سجوده الجر بالكسرة أو الياء، و العدد سجودة حساب الجمع و الطرح، و الكوكب سجودة النبض مثل كوكب زحل تمتد حلقاته و تنكمش، و ركوع الكوكب دورانه، و قيام الكوكب لفه حول نفسه. و بداهة جرم الكوكب لا يتحرك من تلقاءه بل يتحرك منفعلا حركة تحاكي فعل الفلك، قال الإمام جعفر الصادق عليه السلام: "الحركة صفة الفعل".
.................................................. ................................


بعد التركيز على الشحنة الكهربية و إنكار الشحنة الحرارية و تجاهل شحنة الكتلة،
ظنوا أن نوبات الفلك شحنات، و ميزوها باللونية،

قال تعالى: "كل في فلك يسبحون"
رغم أن الفلك هو الحال في المادة و المادة محل له، لكن المعتبر في قوله تعالى هو الفرق الكبير بين حجم الفلك و بين حجم المادة، كما البحر أي المحلول الملحي الماء اللطيف في الملح الخشن، لكن الماء أكبر و اللمح قليل. و وجه الشبه جلي في المبتل من خشب و إسفنج يقال في الخشبة ماء و في الإسفنجة ماء، لكن لا يقال الخشبة أو الإسفنجة في الماء، بسبب الإشتراك الإسفنجة و الماء في حيز واحد مساو للمادة الخشنة.

خرافة عمرها قرن رائجة في الأوساط العلمية الفيزيائية و هي أن الألكترون متفلت، لا يستقر في مدار، بل لا يستمر انتماءه لذرة، بل نتقل من مدار لمدار و المتطرف منه ينتقل من ذرة لذرة، و الحقيقة أن الإلكترون و كل جسيم آخر هو سابح في فلك حاكم، يقيده كما يقيد ماء النهر الجاري ما يعلق في بطنه و ما يطفو على سطحه من خشب و ورق،،، و لو تجاور نهران لا شيء يجعل الخشبة تنتقل من نهر إلى النهر المجاور.

و هم ضحية التمسك بتعريف نيوتن للقوة .. "بأنها مؤثر في الجسم من الخارج"، بينما القوة و هي هنا الفلك سارية في الجسم و الجسم مغمور فيها، و لا يتحرك الجسم إلا انفعالا لفلكه الخاص، كما لا تتحرك القدم إلا حسب توجيه بصر عين نفس الشخص، و لا يتحرك لسانه إلا انفعالا لسمع إذنه، و ليس أذن مشتركة متداولة بين الناس.

قد يبدو غريبا عجيبا و حتى سخيفا القول أن الناس ينطقون كل واحد منهم مستقلا بتأثير أو بفعل سمع أذنه الخاصة في لسانه المنفعل. و ليس بسبب انفعال الألسن لآذان مشتركة متداولة، لكن هذا هو نمط منطق علماء الفيزياء، و غيرهم في الغرب الأوروبي و الأمريكي..

لم يقصدوا التمثيل باستعارة الألوان، إنما تسطير الخرافات

من جنس الإستعارة التمثيلية القول.. "شب الشبل و أرعب زئيره الخنازير و الكلاب"
كلام مستعار أي غير مقصود معناه المباشر، بل المعنى المماثل و هو فزع الأمة الإسلامية بعد أن بلغ سيل الفظائع الزبى و نهوضها لأخذ ثأثرها في العراق و الشام من المجوس الأنجاس و اليهود.

قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه و رضي عنه: "العقول أئمة الأفكار، و الأفكار أئمة القلوب و القلوب أئمة الحواس، و الحواس أئمة الأعضاء.

الأفكار .. الأقدار
القلوب .. طاقات النار و الظلمة و الكهرباء
الحواس .. الأفلاك .. و هي الخيال المحرك لأموال المغناطيس أو الضوء أو الرنين. و هي أيضا الخيال المحرك و الآسر للجسيمات الداخلة في تكوين الذرة.
الأعضاء .. هي الماء المرتعد (الأثير) و الجسيمات الطلائعية مثل الألكترون و الكوارك و النيوترينو.

النصوص الخرافية.............


(((((((((((هل الشحنة اللونية هي نوبة فلكية، سرعة أو بطء)))))))))))))))

في أول الأمر بدا نموذج الكوارك متعارضاً مع مبدأ استثناء باولي
الذي ينص على أن:
"أي فرميونين متماثلين (كواركين أو إلكترونين على سبيل المثال) لا يمكن أن يشغلا نفس الحالة الكمية معاً في ذات الوقت"

في حين أن البروتون مثلاً – طبقا لنموذج الكوارك - يحتوي على فرميونين متماثلين "ظاهرياً" وهما الكواركان العلويان،
لدرء التعارض الظاهري بين نموذج الكوارك ومبدأ استثناء باولي.


إقترح العالم أوسكار والاس جرينبيرج (1964م) بأن الكواركات إلى جانب كونها تحمل شحنات كهربية فإنها أيضاً تحمل شحنات لونية
يرمز لها بالألوان
حيث أن القلون يحمل لوناً ولوناً مضاداً في نفس الوقت
خليط من الأحمر (r) و مضاده الأصفر (b)
القرنفلي (g) مضاده الأخضر (g)
الأزرق (b)، مضاده الفيروزي (r)

تحمل الكواركات المضادة شحنات لونية مضادة
بحيث تعبر تلك الألوان ومضاداتها عن حالات أو أعداد كمية مختلفة،

وبناء على ذلك فإن الكواركين العلويين داخل البروتون يحملان شحنتين لونيتين مختلفتين وبالتالي تم درء التعارض الظاهري بين نموذج الكوارك ومبدأ استثناء باولي.

تعتبر الشحنات اللونية هي المسئول الأول عن قوى التفاعل الشديدة،
حيث تقوم مجموعة من الجسيمات الدفيقة بحمل تلك القوى الشديدة
و نقلها بين الجسيمات المشحونة بشحنات لونية (الجسيمات الملونة كالكواركات)،

وتسمى تلك الجسيمات بالقلونات (جلونات)، و هي جسيمات عديمة الكتلة تتميز بأنها ثنائية الشحنة اللونية

والقلونات في حالة تبادل مستمر بين الجسيمات الملونة فهي إذن بمثابة نظائر للفوتونات في حالة الجسيمات المشحونة كهربياً،

ينتج عن ذلك التبادل الدائم تغير مستمر في الشحنات اللونية للكواركات،

لتبسيط ذلك نفترض أن قلوناً شحنته اللونية خليط من الأحمر و القرنفلي (مضاد الأخضر)
ينتقل من كوارك أحمر ليمتصه آخر أخضر، فإن الكوارك الأول يتحول إلى أخضر بينما الثاني فيتغير إلى أحمر.

.................................................. ....

لا يقصد العلماء أن الكواركات ملونة و أن الجلونات صبغات، بل القصد أنها مشحونة بجنس طاقات مغاير لجنس الحرارة و الكهرباء و الكتلة.
لكن أليس هذا التسطير يوهم بخرافة تلون الجسيمات، و يشوش العلم بالجسيمات، هل يجوز الإستعاضة عن حقيقة دوران الأرض بفعل فلك غير ثابت نمط الحركة، بل يتردد بين نوبة بطء و بين نوبة سرعة. و استعمال كلمة لون بل النوبة الفلكية و التخيل أن جرم الأرض يتحرك لا قسرا و اضطرارا لفعل لفلك يتخلله، بل بسبب شاحنات نشاط (جلونات) تزور الكواكب.

.................................................. ....

فخر النبي
العماد اللبناني اللفلسفي الثوري
محمد سعيد رجب عفارة
الثلاثاء 9\9\2014 مـــــــــــــــ