[الامير الشهابي]

نص قصصي
الكاتب الشربين الأقصري )
تسلق جدران الأمل.
قفز داخل جنة فيحاء.
لمح شبحا على رأسه ريشة.
بيمناه يحمل سيفا بتارا.
وبيسراه يحمل خبزا شهيا.
ركع وانحنى يستجدى خبزا.
هوى السيف على رأسه.
منتدي مطر
القراءه النقديه (الأميرسعيد الشهابي )
الكاتب المبدع الشربيني الأقصري ، عبوديه يبدو أنها تتجاوز العبوديه الأرضيه لعبودية من نوع آخر أكثر عمقا وشمولا ، مابين التسلق على جدران الأمل والقفز حكايات
يعيشها المنقسم على نفسه ، السرد بحد ذاته حمل التضاد في المفارقة بين المألوف في واقعية المشهد في المكان والزمان حيث المقصدية الأساس لرمزية العبودية
التي تقاسم النص فيها شخصييتان في عالمين مختلفين وبين مرارة المرارات في داخل النفس البشريه والأحلام الورديه بعالم آخر تتحق فيه العداله ، هنا أرى أن النص يحمل في طايته سردا ذكيا تحايل على المسكوت عنه في النظرة للعبوديه بدءا من العنوان
وأنتهاء بقفلة النص ، وهنا أنوه لما قرات في تضاريس النص ،
التسلق بمعانيه المتباينه
القفز وهو باب المحاوله
الجدران ..جدران الوهم ...الوقت ...الخ
الجنه ، أحلام الغياب الذهني
شبح ...على رأسه ريشة ...دلالة تحمل إدهاش مزدوج النظره ،
السيف ، رمز القمع لكل سلطة ...
الركوع ...الأنحناء ، لذة القهر عند المستبد ووسيلة قتل مع سبق الأصرار ،
أما رمزية الخبز التي لأجلها قتل ذلك البطل الواهم فأنها خلاصة الموقف ولكنها ليست النهاية لأن أحلام اليقظة لاتتوقف ، والجدران في داخل النفس هي المعنى الكلي ،
رؤية ال
شكرا لأستاذي الكبير الفرحان بوعزه قرآءته الوازنه التي أعطتني نفس الكتابه حول ماحمله النص من رمزية ودلالات أوفاها حسب نظرته للنص ، وقد خلصت أن النص بقرآءتي ان يحمل اكثر من مضمون حاولت أيجازه بأختصار طالما النص الآن مفتوحا للقارىء ليضيف خارج النص رؤية ربما تعبر عن فكر القارىء وأحترامه لفكر الكاتب
تحيتي الصادقه أثريتم ذاكرتي بوركتم على عطاءكم ،
الكاتب الفرحان بوعزه حول النص
عبودية
تسلق جدران الأمل، قفز داخل جنة فيحاء. لمح شبحا على رأسه ريشة. بيمناه يحمل سيفا بتارا. وبيسراه يحمل خبزا شهيا. ركع وانحنى يستجدى خبزا. هوى السيف على رأسه.
*****************
تسلق جدران الأمل/ تسلق فيه معاناة ، فليس كل الآمال في متناول الجميع ،فهي مبنية على الترقب والتحسس والشعور .. لذلك فهي قد تتحقق وقد لا تتحقق .. بطل تحسس الأمل في فك أزمته بتخطي الجدار بعدما قفز داخل جنة فيحاء. وبذلك انتقل البطل من مكان فسيح إلى مكان ضيق محاصر. والمحفز الأكبر لدخوله هو إشباع الجسد والنفس ..إنه محفز الجوع الحقيقي ،وليس الجوع النوعي الذي يكون محصورا في الانتشاء والاختيار مما يوجد في الجنة الفيحاء .. وضعية قد تميل إلى الانفراج ،لكنها تغيرت وانتقلت من اليسر إلى العسر لما وجد شبحا يشهر الخبز في يد ،والسيف في يد .. وضعية جعلته ينساق وراء أمل محفوف بالموت ، فمن الطبيعي أن يختار الخبز على أمل متجدد وهو المغفرة .. لكن البطل سقط في ما هو أسوأ .. فلم ينفعه ذكاؤه وتفكيره في الهروب وكأنه صار إلى قدره المحتوم ..
نص يرمي إلى كشف تحجر القلب وقسوته ، مع انتفاء كل عطف ورحمة .. كما يكشف على حقيقة مفادها أن الإنسان تغلب عليه القسوة ،والقلة من الناس من تكون قلوبهم رطبة ،نص يصور مشهدا مؤلما يتميز بالتأسي والحسرة .. وكيف بالإنسان يضرب بالقيم الإنسانية عرض الحائط من أجل تلبية نزواته المبنية على اللذة المهينة .. نص يدفعنا للسؤال عن واقعية هذا المشهد ،فإذاكان الكاتب ينقل لنا وقائع من الممكن أن تقع أو قد وقعت فعلا ، فإنه يهدف إلى إبراز سلوكات الإنسان المتغير والمتحول ،بل الإنسان المريض الأناني /النرجسي والذي قد يعود إلى همجيته الأولى في بعض الأحيان ..
عن طريق اللغة صورت مشهدا مؤلما ،اقتطعته كجزء يجري في الحياة، ويمكن أن يتم في الخفاء.. جميل ما أبدعت أخي المبدع المتألق الشربيني،أتمنى أن تكون قراءتي في مستوى النص وما يهدف إليه.
محبتي وتقديري
ارجو أن تكون القراءه تعطي ثمارها للقارىء