[الحسـام]

هـَبْت رياحُ الثلج والبرد قارص

أدرّكتُ أن الشتاء قادم

لـْبستُ مِعّطفَي جَلـّستُ بالقرب من مدفِأتي

أحَتسي فنجان قهوتي كي يُجَافِي النـْوم مُقلـّتي

تَذكرت دفـّئ أنامُلكِ وقَررتُ أن أكتب قـصَتي

جَلـّبتُ دفتر ذكرياتي وقلمي ومِحّبرتي

أتذكرُ تَركتُ فيها أربعة صفحات

لم يذقُن نزيف الحرف من قبل

بعدد فصول السنة

في كل فَصلٍ أكَتبُ عن حبيبتي

أشتاق لدفئ يَمينُكِ أشتاقُ لأن أُقبل جبينُكِ

كما تَشتاق الأرض اليابسةُ للمطر

وهي تنُاجي الغيمات

تَدنو مني شياطين الرغبات

فَتصعقـُني صاعقة الخجل

تَفصل رغبتي عن الزلل

لأننا نُدرك أن لجهنم طريقاً للعبور
كَنا ولم نَزل مثالاً للحب الطهور

مُمتدةٌ بيننا الجسور
حَصانةٌ للعشق باأكبر سور

وهـَبّت نَسْائمُ الربيع

أختزل في صدري

أنفاس الزهور

الألوان جميلة والأرض خضراء

نحيا باألوانها البهـيه

كم جَلّسنا قرُب الأزهار

نـَحتمي بفــي الأشجار

تـَعزُف لنا العُصفُورة لحناً

نَكتبُ على صوَتُها الأشعار

مَلحمةُ عِشقً وقصةٌ أزلية

وعندما يَجن الليل

أُوُرافُقكِ الى بِيتُكِ

أدّخلي بِيتـُكِ حبيبتي

سوف أبقى أنظر الى شُرفَتـُكِ

حتى يَطلُ وجُهكِ من هناك

ضّعي قبُلتُكِ في كفُكِ كأنها سَهمٌ

أطُلقي ما شئتِ من السهِام

أرضّى أن تكون وجنتي موضعٌ لسهامُكِ

فريسةٌ تترُك البريه وتلجأ لمن يُطاردُها

إرأيتي كيف أنني أنانيٌ في هوْاكِ

أرضَى ان قُبلتـُكِ سهَمٌ

ألتقطُها منكِ ببتسامةٌ ماكرة

فَتَكبر الضحكةُ على شّفاهُكِ

لأنني مجنونٌ في هواكِ

ينتابُكِ الخجل من فعالي

وفي عينيكِ شوقٌ لأحضاني

لكن أنوثتـُكِ مكابرة

أعَـُود الى بيّتي وأشواقِي مُحاصْرة

أدّنو من وسادتي وبيدي ورقةٌ وقلم

تغفو عيني وأشَواقي تـُصَارع النـْوم

أجَلسُ من غفوتي ملهوفاً لكي أكُتبُ

خاطرة

عن عَشقٌ بنكهة الربيع

عن حُلمٌ لا يضيع

عن حبيبةُ لِعشقِها ثائرة

تُحّب التضحيِةُ تَجدُها عند الشدائد مغامرة

تَكّسُر كل حَواجز الصْمت

فَتصرخُ بوجه الخوف

أعشق حبيبي أهوى حبيبي

أأنا كافرة ؟!

أستيقظُ من غفوتي مرة أخرى

أجد أن الضياء أخترق شـُرفَتي

وحرارة الشمس لآمست جبهتي

فأيقنتُ أن الصيف قــــد جــــاء

تَذكرتُ أيام البحر

ونحن نـَتراشْقُ بالماء

نَلعبُ ونمرح ولم نـّذق طعم البُكاء

نشتاق ونشتاق كل يومٌ للقــاء

السماء ناصعةٌ زرقاء

وقلوبنا بيضاء

نتنفس الهواء

ونحن سُعداء

إلى أن جاء الخريف

وتساقطت الأوراق

وكل الذكريات لفها الخريف

آآه من الخريف

يخطفُ منا أجمل فصول السنة

فأجد نفسي

محترقاً بنار الفراق

سفر حبيبتي

وصوتٌ من آخر الحدود

يـُنادي وداعاً ياحبيبي

وداعاً ياعراق

من لي غيرُكِ يامُهْجتي

سوى ذكرياتِ وألم وحـْدتـَي

وفي عيني تـَغرَقُ دمَعَتي

لم يبقى لي سوى آهاتِ

وصندوقٌ فيهِ ذكرياتِ

تـَكبَرُ الآه في قلبي

يزداد ألمي وتعَبي

كأنني طائرٌ مكسور الجناح

تـُوقعَهـُ من عُـُّشهِ الريــاح

فـَيصبح فريسةٌ لـضَبعٍ جائع

أو ثعلبٌ مخاااادع

هذا أنا في غيابكِ

مّيت يَحّضرُ مجلس عـَزائهِ

يُعزّي نـَفَسهُ بسّماعُ

الصِيّاح

......

بقلم

الحسام

9/1/2012