[ليمار]

إنها رواية ليست عربية بمعنيين ـ
1) تناولها لبدء الصراعات في المسحية والتطرف الديني في القرن الرابع الميلادي
عن طريق ترجمة رقوق تم اكتشافها في أحد آثار المعابد شمال حلب ، حيث تروي الرقوق
باللغة السيريانية ( الآرامية ) قصة راهب مصري من نجع حمادي وسفره إلى الاسكندرية
ومن ثم أورشليم ومن ثم استقراره في حلب ، ومن ثم عشقه لمرأةٍ وثنية وما يعانيه من صراع
كونه راهباً اولاً ، وعشقه لمرأةٍ وثنيةٍ ثانية ، أضف لصراعه النفسي والوجودي مع الديانه
وتأمله للحوادث الرهيبة والفظائع التي ترتكب باسم الدين ..

2) أنها تناقش الصراعات الطائفية والدينية بمنظار عالماني بحت ،
ولذلك أصنفها من ضمن الروايات العالمية ، وليست العربية فقط

ومع ذلك فهي عربية بامتياز لعدة أسباب ..
تناولها لمرحلة شبه مختفية من تاريخنا العربية ـ قرنين قبل ظهور الإسلام ،
ومن خلال الشعوب التي سكنت المنطقة ،
فتاريخنا ابتدأ من ظهور الإسلام حيث تم التوثيق باللغة العربية ،وفيه أيضاً
تم التأريخ لتلك المرحلة ـ بأثر رجعي ـ !
إننا بحاجة لأن نكتشف تاريخ المنطقة من خلال ترجمة واسعة لكل الشعوب التي سكنت
ومازالت توجد لديها وثائق بإمكانها ان تفيدنا في دراسة هذا التاريخ الاحادي الصوت .

وهي عربية أيضاً ..
لأن ما كان يحدث باسم المسيحية من ارهاب للديانات الوثنية ـ مثل احراق الفيلسوفة هيباتيا
في الاسكندرية ، هو ما يحدث الآن باسم الإسلام ، من احراق لكل صوت مخالف ..
الإسكندرية ..كانت تضم أكبر مكتبةٍ في العالم في شتى أنواع العلوم ، تلك العلوم التي عدها
القساوسة آنذاك هرقطة .. فكل شيء موجود في الكتاب المقدس ..



الفيلسوفة هيباتيا : كانت تلقي محاضرات في استاد الاسكندرية في مختلف انواع العلوم
وخاصةً الرياضيات ، وتم سحلها في الشارع من قبل المتطرفين واحراقها .


إنها رواية تتحدث عن فترة صعود المسيحية وانتشارها مقابل اضمحلال الديانات الوثنية
ففي العام 300 ميلادية تحولت روما إلى امبراطورية مسيحية نتيجة هجمة الرعاع على مركز روما
وتكاثرهم فيها ، مما أضطر الامبراطور قسطنطين لأن يتبنى المسيحية ـ رغم كونه وثياً ولم يتعمد
إلا على فراش الموت ،المسيحيون الذين كانوا يتعرضون للإضطهاد ويلقون في استاد روما طعاماً للأسود أصبحوا الآن أسياداًويمارسون التنكيل بالمخالفين ، ( كرات نيوتين )

استاد الإسكندرية الذي كانت هيباتيا تلقي فيه المحاضرات .