[أرب جمـال]

سفينة "جوهرة مسقط " تبدأ الإبحار مطلع 2010 إلى الهند وسيرلانكا وماليزيا




السفينة العمانية التابعة لمشروع جوهرة مسقط



مسقط: شارف مشروع إحياء التاريخ البحري العماني على الانتهاء حيث أوشك مشروع جوهرة مسقط على ان يصبح حقيقة وواقعا ملموسا لتتبلور من خلاله أهمية العلاقة الوطيدة بين عمان الحاضر وماضيها البحري التليد.
ويعد هذا المشروع نافذة جديدة لبث الوعي حول التاريخ البحري العريق لعمان وفنون الإبحار وبناء السفن التي أسهمت في تسطير ذلك التاريخ البحري لعمان.
ومشروع جوهرة مسقط عبارة عن شراكة عمانية سنغافورية لإعادة بناء سفينة مصنوعة يدويا بالألواح المربوطة بالحبال ويعود تاريخها للقرن التاسع ويتم تنفيذ المشروع على شاطئ قرية قنتب بالقرب من مسقط، وفور انتهاء المشروع ونزول السفينة "جوهرة مسقط" البالغ طولها 60 قدما الى الماء فانها ستنطلق في رحلة تاريخية ملحمية تحط رحالها في سنغافورة واحدة من أقدم الشركاء التجاريين للسلطنة.
ووفقا لما جاء بجريدة " عمان اليوم " يمثل مشروع إعادة بناء جوهرة مسقط إنجازا هندسيا في عالم الابحار اذ تجسد السفينة مزايا وخصائص السفن التي كانت تبنى غرب المحيط الهندي، فالطريقة الفريدة التي كانت سائدة قبل حوالي 1200 عام والتي يتم فيها ربط جوانب البدن بحبال مصنوعة من ألياف شجرة جوز الهند (النارجيل) تجعل القارب متماسكا وقويا حتى في يومنا هذا.
ولم تكن أدوات النحت الحديثة، ولا حتى المسامير تستخدم أنذاك في أي من مراحل البناء ابتداء من تشكيل أخشاب البدن أو صناعة الأشرعة التي كانت تتم في زنجبار من خوص النخيل.
وتم استقاء تصميم جوهرة مسقط من حطام سفينة يعود تاريخها للقرن التاسع كانت تحمل أكثر من 60 ألف قطعة من الخرف الصيني، والمشغولات الذهبية والفضية والتوابل والبضائع والمعروفة بكنز سلالة تانج التي اكتشفت في عام 1998 في المياه الأندونيسية وستبحر جوهرة مسقط في مطلع عام 2010م من مسقط متبعة نفس الطريق التجارية القديمة التي وصفها الملاحون والبحارة العرب. ويتوقع ان تصل السفينة إلى سنغافورة في شهر يوليو 2010م بعد التوقف في الهند وسريلانكا وملاقا في ماليزيا ، وبعد أن تصل إلى سنغافورة سيتم تسليمها رسميا للحكومة السنغافورية كهدية من حكومة السلطنة، وسيتم وضعها في أحد المتاحف إلى جانب القطع الأصلية المستخرجة من حطام السفينة.
وانطلق مشروع جوهرة مسقط في شهر يناير 2008م من خلال تطوير تصميم للسفينة والبحث عن مواد ثبت من خلال البحث العلمي انها كانت تستخدم في بناء السفينة المحطمة.
وسيتم استخدام أخشاب افزاليا افريكانا التي ستجلب من غانا وكذلك أخشاب التيك من بورما وأخشاب البونا من الهند والتي تستخدم للسواري والأخشاب المساندة للحبال.
وأنجر البدن الأول للقارب بتاريخ 21 أكتوبر 2008م وبعد ذلك بعام ستنزل (جوهرة مسقط) الماء وسيتم تزويدها بالحبال والأشرعة وتجهيزها لتنفيذ تجارب الإبحار قبل انطلاق الرحلة.