[أحمد غنيم]

ســــطـــــور كــــتــــابــــيــــا * شعر أحمد غنيم *

جـلـســتُ عــلـي هـذي الـطـلـولِ الـبـوالـيـا
ودمـــعـــي أداويــــهِ ويـــنــــــزفُ ثــانـيـا

يــســيــلُ كـــمــا غــيــثٍ يــحــطّ رحــــالــهُ
لـــتـــنــمــو نـبــاتـــاتُ الــبـوادي ورائـيـا

وحـيـــدا وقـــد هـامــتْ نـجـمـومٌ بـلـيـلـتـي
وقــالـــتْ بـــدا صــبـّـا ويــروي فـيـافـــيـا

عــجــيــب بـني الأنـسـان يـمـلك شـعــركمْ
خــيـــالا بـإعـجــازٍ يــشــيـــب الـنـواصـيا

وجـــاءتْ بــأقــــلامٍ تـــخـــطّ مـــشــاعـري
فــصـــرتُ كــمــا رواي وصــارتْ أيـاديــا

لــمـــســتُ حــنــيــا مـائــجـا فــي روايتـي
فــهــاجَ كــمــا هــاجـتْ عــتـاقُ الـمـذاكـيا

وكــنـت لــه الـمـغــوارَ دومــا بـصـحـبـتـي
يـــرى الـنـورَ مـنـثـورا يرى السحرَ باديـا

وكــنــت كــمــا بــرقٍ يـخـــط ومــيـــضـــه
أهـــيـــمُ بـــلا رعــــدٍ أســـيـــلُ قـــوافــيـا

حــروفٌ مــن الإحـسـاسِ ماجــتْ بمهجتي
وكــنـــا كــمـــا هـــذي الـشـهـوب جواريـا

دمــوعٌ بــدت ســيــفـا يــقــتـّــل غــربــتـي
ورمـحــا بـأرضِ الـصـمـتِ سـهــما يمانيا

وحــيــــدا تـــذكـــرت الـلــقـــــاء وبـــدريـا
غــــــزالٌ بــــه ســـحــــرُ الــدلال مـوالـيـا

ويــدنـــو فــــلا تــبــقــى الـفـواصلُ بـيـنـنـا
لألــمـــس كــفـّيـــه ويـــبـــعــــدُ ثـــانـــيــا

وقــلــبـــي خـــلالَ الـلـمــس فــرّ مـهــرولا
بـــشــــوقٍ إلـى كـفــي وصــدري خـالـيــا

فــلــمـــا تــبــاعـــدنـــا وصـــار مــكــــانـه
فــضـــــاءً بــــه يـرقــى وصـرت مـكـانـيـا

وقــفـــتُ بــلا صــبــرٍ وعــيــنــي بـعـيـنـه
بـــصــمــتٍ تــخــاطـــرنـا وسـالت مآقـيــا

خــرجـــتُ بـــلا جــســمٍ كــبـرقٍ لـرســمـه
فــقـــــــال يــمـــيـــن الله قــدركَ جـــاريــا

وكـــنـّــا تــــلاقـــيـــنــــا لــقـــاءَ ثـــواقـبٍ
بــنـــورٍ كـمـــا شـمــســيــن فـيـه تـساخيا

بـلــيـــلٍ بــــدا ظـــهـــرا يــراقـبُ حُـلـمـنـا
فــصــــار بــــلا شــمـــسٍ نـهـارا وصافيا

وقـــال أيــا روحــي وحــلــمــي ومنــيـتـي
وقــلـــــتُ أيــــا كـــلـّـــي وكــلــــي لا لـيـا

لــمــســتُ رحــيــقَ الــزهــرِ فـوق خـدوده
لـمسـتُ خــيــوطَ الـلـيــلِ فــرعـا مـداجـيـا

وثـغــرا يــذوبُ الــراحُ فــــوق شــفــاهــه
كــــأن لــه الــخــمــر الـمـشـعـشـع صاديا

وقــال بـِـلا عــشـقـي وعـشـقـــكَ أنـتـهــى
وقــلــبـــي بـــه نــبــــضٌ لــقـلـبـك وافـيـا

وقــلــتُ ألا يــالــيــت قـــربـــي شــــافـيــا
فــأســلــو وهــلْ يـسـلــو الـرجاءُ أمانيا؟!

وأنــتَ كـــمــا أنــتَ الـضـــيــــاءُ بـسـحره
وأنـــتَ كــمــا أنــتَ الـشـمـوسُ العـوالـيـا

بـبــيـنــي أرى قـهـــرَ الــحــيـــاةِ وذلــهــا
بــقـــلــبٍ بــه كـــل الـجــبــالِ كــمــا هــي

صـــخــورٌ إذا زاد الــغــمــامَ وضــغـطــتـه
تــفــيـــضُ بــراكــيــنــا تـُسـيـلُ جحيـمـيـا

صــبــرتُ وهـــا جــسـمــي يـصـارعُ ناحلا
يــهــيــمُ ولا تــفــنــى ثـغـــورُ الأفـاعـــيــا

نــظــرتُ إلــى الـنـجْـمـاتِ جــفّ يــــراعها
عــجــيـب ومـا جـفــتْ همومي السواقـيــا

كــعــهـدي بــهــمْ فــي كــل لــيــلٍ وفـجـره
سـَـكـــتّ ولـــم تـُملأ ســــطـــورُ كـتـابــيــا