[محمود شاهين]

في انتظار فجر أمم يرسم بالقبل والسنابل !!

دفعني خبر للصديق نصر المجالي عن القتل نشره في صفحته إلى البحث عن مقطع شعري لي كتبته قبل قرابة عشرين عاما ضمن مجموعة قصائد أحاور فيها محمود درويش عبر ديوانه ( لماذا تركت الحصان وحيدا ) علما أنني لست شاعرا محترفا وإن كنت هاويا . وثمة تأثر في المقطع حسب ما أشعر بأشعار مختلفة لدرويش نفسه وأحمد دحبور ، ومعين بسيسو ، وفواز عيد ، وربما آخرين ، ولا أعرف كيف خرج هذا التأثر بطريقتي على إيقاع قصيدة لدرويش في الديوان نفسه تحمل في عنوانها مفردتي (الأيقونات والغيمة) حسب عنوان القصيدة عندي " سلام على الأيقونات والغيمة " لكن الملاحظ أنني أخلص إلى نتيجة لا أظن أنها موجودة عند الشعراء الذين أظن أنني تأثرت بهم !

المقطع :

أي تلة أعدت لميلاد النيروز يا محمود؟
بعد أن غسلوا أيديهم بدماء الحلم
وأعدموا سنابل القمح
على المقصلة
وشنقوا اللوز على سياج الكرم
وصلبوا الزنبق على جدار الحديقة
وشبحوا الأيائل على أسلاك الحدود
وسيرونا حفاة في طريق
الجلجلة!!
فأي رياحين
وأي دخان لازوردي
وأي خبيزة وكنائس
ونساء صارخات
وسنديان وآلهة؟!
فلن ينبثق في المدى فجر
ولن تتألق شمس
ولن يحلق في سمائك قمر
ولن تتمخض شقوق المكان
عن زنبقة
ولن نجد حتى سعف نخيل
نفيء به مواكب جنازاتنا
إلى المقبرة!!
لا تنتظر يا محمود ميلاد عشب
فالأديم لا يخفي حمله
ولا حورية تحل ضفائرها للغيوم
ولا مهرة تعدو في الضباب
ولا صهيل يجلجل في الأودية
ولا برقا يلوح في الأفق
فلا خير في فجر ترسمه
قنبلة !!!!!!!

لا خير في فجر يرسم بقنبلة
تقابلها قنبلة!
ولا خير في أمم
صنعت التاريخ بالسيوف
فصار حاضرها
مهزلة !!!

وأهلا بأمم قد تأتي يوما
لتصنع تاريخها بالقبل!!!!!
وترسم خيوط فجرها بالسنابل
كل سنبلة تقابلها
سنبلة !!!!!!!!!!!