[عابر سبيل]

ان لقلمي جمود ..وان لنفسي هوام ..وان لكم في القلب مقام ..وانه من الياس صمت وكلام ...وان من الكلام لبيان ..وانه سبحانه يخرج من الميت حي ... ومن الحي ميت ..
واني لقلمي لدافع ..وما ارى لنفسي كلام ...وما بجعبتي مايقال ...فارجوا ان تتقبلوا مني ...هذه القصة ...
رجل ثري وزوجته ..ينتظران بفارغ الصبر عودة الابنة الغائبة منذ سنين ...
الموعد الرحلة ..رقم 111...للطائرة السويسرية ...
يعلن طاقم الطائرة على وجود دخان بمقصورة القيادة ...وانه مضطر للنزول باول مطار .قد شب حريق بالطائرة ...وما هي الا دقائق انهت بالطائرة في عرض المحيط .وتمزقت الى ملايين القطع ....وما من ناجي منها ..تلقى الوالد النبا المشئوم ...وراح يبكي حرقة الالم ..وانتهى امل اللقاء بفراق للابد ...
...............انتهت القصة ..وما انتهى مقصدي منها ..وان للكلام مقتضى ...وان للنفس هوامها ....وان للفراق حرقة ...وان في الايمان فسحة ...وان للقلب اقسامه ....
....وان للقلب اقبالا ورحيلا ...وان للامور خيارها ....وان الرضى كله خير ..
............اتخذ الوالد من شاطئ المحيط مستقرا ....ليكون اقرب الى ابنته .المفقودة فيه .....اشترى مطعم صغير واداره بنفسه ....وترك كل ما يملك
.............وانه ما من الم الى وله وسكون ....وان الحزن يولد كبير ...ليمضي للعدم .....وكان من الوالد ....اروع حكمة ...قالها ....اغلى من الطائرة وما حملت .....انها حكمة الحياة ......فمن يشتري من عابر السبيل ..........وما تعلم احد ..فادركت ان الحياة مدرسة ...تعلم بالصفعات ....وانه ما يتعلم..من يهدى العلم ...انما من يشتري من الحياة ...وان للتاريخ عود ....وان الحكمة بحقيبتي ...........وانه بسم الله وانه لا اله الا الله

‏ _________________
بقلمى .... عابر سبيل