[شيرين]

قراءة في كتاب ( ذاكرة com ) لأحلام مستغانمي

و أذكر أيام الحمى ثم أنثني

على كبدي من خشيةٍ أن تَصَدَّعا

و ليست عشياتُ الحمى برواجعٍ

إليك ولكن خَلِّ عينيك تدمعا

كأنّا خُلقنا للنوى و كأنما

حرامٌ على الأيام أن نتجمعا

هل يشك أحد بأن قائل هذه الكلمات هو رجل ؟

أم أنّ لأحدٍ رأياً آخر له علاقة باستفحال أمر التطرف النسوي الذي تعلنه السيدة أحلام مستغانمي في كتابها المعنون ( ذاكرة (com

من ينسى قبل من ؟ .. الرجل هو الذي ينسى و يخون , و هو الذي يقسو ... و كأنَّ الرجل في علاقته مع المرأة ـ كما تراها بعض نساء مستغانمي ـ مجرد آلة صماء مصنوعة من الرغبة , تلك التي تنهي صلاحية المرأة الغائبة مع أول امرأة يصادفها الرجل ..!! ما هذا الكلام الغريب ؟! , وما هذه المعادلةالمصنوعة بطين جُبِلَ بزيت الديزل ؟! ما هذه اللعبة الساذجة ؟! لن أدافع عن الرجل في علاقته مع المرأة الحبيبة , كما لن أهمش المرأة الحبيبة في علاقتها مع الرجل , بل لنحاول أن نعيد التوازن إلى متحف التاريخ الطبيعي في العلاقة بينهما , على اعتبار أنَ المرأة المستغانمي في نسيانها المبكر , قد نسيت , أو أغفلت , أو ربما عجزت عن وضع يدها على السر .. سر شعلة أي حب , و أي علاقة منذ فجر التاريخ وحتى اللحظة

الـ (com ) التي عنونت بها كتابها .. سرّ من يحب أكثر

فقد نسيت مستغانمي أن المشاعر لكليهما , و أنّ الحب لا يمكن أن يحدث ( كواقعة جرمية بعُرفِ المشروع المستغانمي ) إلا إذا كان فيه طرفان ( عاشق و معشوق ) , وطالما هوكذلك فلن يكون أبداً بينهما تعادلٌ في المشاعر ( أحدهما سيحب الثاني أكثر )

و في حال حدوث الفراق فإن النسيان المبكر سيكون من نصيب من كانت مشاعره أقل رجلاً كان أم امرأة .. ذاكرة الرجل العاشق مصنوعة من فولاذٍ لا يصدأ , وكذلك ذاكرة المرأة العاشقة مصنوعة من ذات الفولاذ , هذا ما يجب أن نتذكره ونحن نؤرخُ لذاكرة كليهما مع الآخر..حباً , و إلا فإنني سأعيد لذلك النسيان مشروعه الفاشل حين ينسى أنّ التاريخ لم يكتبه سوى المنتصرون .... على أنّ تاريخ العشق لم يكتبه سوى العشاق المهزومون , و المهزوم لا يحق له أن ينبش ذاكرة قلبه , لا يحق له سوى أن ينسى الهزيمة .. أما نسيان مستغانمي , فليس إلا وصفة جاهزة صنعتها يوماً امرأة لم تنبش يوماً سوى ( ذاكرة الجسد ).

منقول