[المفتش كرمبو]

تشير الأجواء السياسية والشعبية المحيطة باللقاء المرتقب بين الرئيس محمود عباس ورئيس المكتب السياسي لحركة 'حماس' خالد مشعل بعد أيام، إلى أن ملف المصالحة الفلسطينية دخل مرحلة جديدة قد تكون أقرب إلى الحسم.

وكشفت التصريحات التي تطلقها قيادات من حركتي 'فتح' و'حماس'، عن حدوث إنفراجة كبيرة قد تنهي سنوات الانقسام، إضافة إلى ما ذكرته مصادر فلسطينية عن استبعاد رئيس الحكومة الفلسطينية الحالية سلام فياض لذات المنصب في حكومة التكنوقراط المنوي تشكيلها.

وأكد النائب عن حركة 'فتح' فيصل أبو شهلا أن هناك تقدما تحقق في جوانب متعددة لها علاقة بتنفيذ اتفاق المصالحة الذي وقع قبل خمسة أشهر، خلال اللقاءات التي ضمت قيادات من الحركتين اخيراً في القاهرة، لافتاً إلى الأمور تسير في الاتجاه الصحيح، خصوصاً بعد الاتفاق على موعد لقاء الرئيس عباس بمشعل في القاهرة.

وقال: 'اللقاءات التمهيدية نجحت في إزالة بعض الخلافات والعمل جاري على تذليل بقية العقبات، بغية تهيأة أجواء أفضل قبيل لقاء القاهرة'.

وأضاف: 'اللقاء سينجح ومن غير المقبول أن يفشل على كافة المستويات، كما أن الوصول إلى عقد لقاء بهذا الحجم يعكس وجود تقدم في مختلف ملفات المصالحة، خصوصاً الحكومة والانتخابات والبحث في آليات جديدة للتعامل مع الاحتلال'.

وبين أبو شهلا أن اللقاء المرتقب سيشمل الحديث في الاستراتيجية الفلسطينية التي سيتفق عليها الجميع، لتحديد البرنامج السياسي الذي يتلاءم مع المرحلة الراهنة، لافتاً إلى إصرار القيادة الفلسطينية على مواقفها من المفاوضات والمضي قدماً في معركتها الدبلوماسية في الأمم المتحدة.

ومن المقرر أن يلتقي الرئيس عباس مع مشعل في القاهرة في الخامس والعشرين من الشهر الجاري، بينما وصل عزام الأحمد مسؤل ملف الحوار الوطني في حركة 'فتح' إلى القاهرة، لوضع اللمسات الأخيرة للقاء الرجلين الذي يأمل أن يكون ناجحاً.

من جانبه عبر الناطق باسم حركة 'حماس' إسماعيل رضوان عن أمله في نجاح لقاء الرئيس عباس مشعل، خصوصاً بعد خطاب الرئيس الإيجابي في رام الله قبل أيام، موضحاً أن الرئيس تحدث بإيجابية عن المصالحة والمقاومة وكذلك في الشأن الوطني الخاص بوقف المفاوضات مع الاحتلال الإسرائيلي.

وأكد وجود سعي حثيث من الحركتين لتذليل العقبات التي تواجه تنفيذ اتفاق المصالحة، مشيراً إلى أن المتوقع هو أن تتوج الإيجابية في خطاب الرئيس في اللقاء المرتقب في القاهرة.

وقال: 'اللقاء يعكس طبيعة التفاهمات التي سيتم التوصل إليها في شتى الملفات الفلسطينية، من أجل بناء استراتيجية وطنية متعارف عليها'.

بدوره عد المحلل السياسي طلال عوكل أن هذا اللقاء مختلف عن الحوارات الوطنية السابقة، إذ أن اللقاء يجمع الرئيس عباس ومشعل في شكل خاص، وليس ضمن اجتماع لكافة الفصائل، كما سبقه لقاءات وحوارات بين قيادتي الحركتين تمهيداً لإنجازه، ما يؤكد فرضية التوافق على بعض جوانب وآليات تنفيذ المصالحة، وفق تقديره.

وقال: 'هناك تحول في الظروف وبالتالي في القناعات، كانت هناك حسابات لها علاقة بأجندات إقليمية ودولية ومفاوضات وأوهام أو مراهنات وكل هذا انتهي حالياً'.

وأضاف: 'ربيع الثورات العربية قدم دروس للجميع، بأنه لا يمكن لتنظيم واحد أن يقود الملف الفلسطيني، ومن ثم الشراكة السياسة هي الأسلوب الأنجح'.

وذكر عوكل أن الظروف 'نضجت تماماً إلى حد تغير المواقف والقرارات بناء على تغير المعطيات'، وهو ما ساهم في تقريب وجهات النظر والتنازل من قبل الطرفين عن أمور كان يصعب حلها سابقاً وفق تقديره.

وانعكست حالة التفاؤل في المستوى السياسي على صعيد الشارع الفلسطيني، الذي أبدى تفاؤلاً حذراً بقرب حسم ملف المصالحة بصورة نهائية.

وأكدت مصادر في حركتي 'فتح' و'حماس' أن رئيس الحكومة الفلسطينية سلام فياض ليس مرشحا لتولي ذات المنصب في الحكومة الانتقالية المزمع الاتفاق عليها خلال لقاء رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس مع رئيس المكتب السياسي لحركة 'حماس' خالد مشعل.