(قلوبٌ لا تموت)(قلوبٌ لا تموت) فى ظلام الليل الحالك بينما الجميع فى قريتها نيام، وصوت

mona rose · 30 - 5 - 2014, 01:20 PM

(قلوبٌ لا تموت)
فى ظلام الليل الحالك بينما الجميع فى قريتها نيام، وصوت الضفادع يملأ المكان،،
سمعت طرقاً على الباب، ظنت للوهلة الأولى ان الطارق حفيدها الذي أرسلته بصرةٍ من المال لأحد الفقراء وقد عاد،،
لكنها استغربت أنه لم يمض أكثر من خمس دقائق على ذهابه،،،
وبيت ذلك الفقير يقع وسط القرية بحيث يحتاج إلى نصف ساعة كاملةٍ ذهاباً وإياباً ..
هنا شعرت بالخوف قليلاً، من ذا الذي يأتي في مثل هذا الوقت المتأخر ؟؟ قالت لنفسها،،
لكنها جمعت قوتها وقامت تجر سنوات عمرها السبعين خلف عكازةٍ مثلها عجوز،،
فتحت الباب فوجدت رجلاً يقف أمامها، كان أحد شباب القرية الذى اعتاد أن يزورها كغيرة من الشباب اللذين كانت تحنو عليهم كأبناءها،،،
فوجئت بزيارتة فى هذا الوقت المتأخر،،فسألته بدهشة، عما إذا كان بخير هو وأهله،،
أو إن كان أحدٌ قد تعرض لأي خطر، لم يجب ولكنه طلب الدخول بإشارةٍ من يده، فوافقت، فهي تعتبرة ابناً لها بعد أن تركها ابناؤها الحقيقيون،،
وتاهوا فى زحام الحياة مع نسائهم وأولادهم،،
كانت تحب أهل قريتها، تعطف على الصغير وتحنو على الكبير،،
دائمة الزيارة للكل، تودهم بالرحمة وتمدهم بالمعروف، وبالمقابل كان الجميع يحبها ويحترمها،،
بعد أن قدمت له واجب الضيافة كما يليق بطيبتها وبياض قلبها، أحضرت طبق الشاي الساخن اللذيذ،،،
وفيما هي تصب الشاي كانت تفكر بطريقةٍ لتعرف سبب مجيئه في هذا الوقت، هل مرض أحدٌ من أهله ؟؟
هل أصيب والده بتلك النوبة القلبية التي تصيبه بين كل وعكتين ؟؟ ولا يملك النقود الكافية للعلاج ؟؟
وبينما هي في دوامة التفكير والتحليل .. كانت يد الشاب تمتد بقسوةٍ إلى عنقها، وتقبض عليه بشدةٍ ..
صرخت، ولولت، صاحت، لا أحد يسمع في هذا الوقت ..
فالقرية نائمةٌ، وبيتها بعيدٌ في أطراف القرية البائسة،،
ثم لما أيقنت بالهلاك، بدأت تكلمه بشيءٍ من العقلانية مُذكِرةً إياه بفضائلها عليه وعلى والده المريض،،،
قالت: يا بنى ارحم عجزي فأنا امراةٌ بالكاد أستطيع جرّ نفسي خلف عصاي هذه،،لماذا تريد قتلي وتأخذ ذنبى ؟؟
لم يلتلفت لاستغاثاتها المتكررة ،، ثم أردفت: يا بني لا أريد أن تُسْجَن أو تُعدَم بسببي ..
أسكتها الشاب بلطمةٍ قويةٍ من يده الخشنة صائحاً بها:
أين المال ..؟؟ أريد كل ما لديكِ من مال،،،
توسلت إليه: يا بني لو كان المال الذي بحوزتي لي لأعطيتك إياه كله ..
لكنه أمانات عندي للناس، أنا مؤتنةٌ عليه،،
ماذا سيقول الناس عني إن قلت لهم أنني تعرضت لعملية سطو ؟؟ هل سيصدقوني ؟؟
فلطمها الثانية قائلاً: لا أريد شرحاً لما سيكون عليه موقفك أمامهم .. هاتي المال بسرعة وإلا قتلتك ..
بقي على هذه الحال يضربها وتتوسل إليه مدةً غير قصيرة ..ثم أحكم قبضته على عنقها ليقضي عليها تماماً بعد أن يئس من أن ترشده للمال ..
كي لا تشتكيه ولو لأهل القرية .. فكان يجب أن يتخلص منها وبسرعة ..
في هذه اللحظة فتح حفيدها الباب .

انتهت....Mona Rose