منتديات المُنى والأرب

منتديات المُنى والأرب (http://www.arabna312.com//index.php)
-   واحة الأدب والشعر العربي (http://www.arabna312.com//forumdisplay.php?f=199)
-   -   إيليا أبو ماضي (http://www.arabna312.com//showthread.php?t=14113)

صائد الأفكار 19 - 2 - 2011 02:12 AM

[frame="7 98"]
تبدّل قلبي من ضلالته رشدا فلا أرب فيه لهند و لا سعدى
و لم تخب نار الوجد فيه و لا انطوت و لكن هيامي صار بالأنفع الأجدى
و ما الزهد في شيء سوى حبّ غيره أشدّ الورى نسكا أشدهم وجدا
أحبّ سواي العيش لهوا وراحة و انكرته لهوا فأحببته كدّا
و ما دام في الدنيا سمو ورفعه فما أنا من يرضى و يقنع بالأردا
...

هو الموت أن نحيا شياها وديعه و قد صار كلّ الناس من حولنا أسدا
و أن نكتفي بالأرض نسرح فوقها و قد ملكوا من فوقنا البرق و الرعدا
و أن ينشروا في كلّ أفق بنودهم و أن لا نرى فوق السّماك لنا بندا
...

تأملت ماضينا المجيد الذي انقضى فزلزل نفسي أنّه انهار و انهدا
و كيف امّحت تلك الحضارات كلّها و صارت بلاد أنبتتها لها لحدا
و صرنا على الدنيا عيالا و طالما تعلّم منا أهلها البذل و الرفدا
و نحن الألى كان الحرير برودهم على حين كان الناس ملبسهم جلدا
...

إذا الأمس لم يرجع فإنّ لنا غدا نضيء به الدنيا و نملأها حمدا
و تلبسنا في الليل آفاقه سنا و تنشرنا في الفجر أنسامه ندّا
فإنّ نفوس العرب كالشهب ، تنطوي و تخفى ، و لكن ليس تبلى و لا تصدا
و مثل اللآلي لا يخيس جمالها و إن هي لم ترصف و لم تنتظم عقدا
إذا اختلفت رأيا فما اختلفت هوى ، أو افترقت سعيا فما افترقت قصدا

[/frame]

صائد الأفكار 19 - 2 - 2011 02:13 AM

[frame="7 98"]
ليت الذي خلق العيون السودا خلق القلوب الخافقات حديد
لولا نواعسها و لولا سحرها ما ودّ مالك قلبه لو صيدا
عوّذ فؤادك من نبال لحاظها أو مت كما شاء الغرام شهيدا
إن أنت أبصرت الجمال و لم تهم كنت امرءا خشن الطباع ، بليدا
و إذا طلبت مع الصبابة لذّة فلقد طلبت الضائع الموجودا
يا ويح قلبي إنّه في جانبي و أظنّه نائي المزار بعيدا
مستوفز شوقا إلى أحبابه المرء يكره أن يعيش وحيدا
برأ الإله له الضلوع وقاية و أرته شقوته الضلوع قيودا
فإذ هفا برق المنى و هفا له هاجت دفائنه عليه رعودا
جشّمته صبرا فلمّا لم يطق جشّمته التصويب و التصعيدا
لو أستطيع وقيته بطش الهوى و لو استطاع سلا الهوى محمودا
هي نظرة عرضت فصارت في الحشا نارا و صار لها الفؤاد وقودا
و الحبّ صوت ، فهو أنّه نائح طورا و آونة يكون نشيدا
يهب البواغم صدّاحة فإذا تجنّى أسكت الغرّيدا
ما لي أكلّف مهجتي كتم الأسى إن طال عهد الجرح صار صديدا
و يلذّ نفسي أن تكون شقيّة و يلذّ قلبي أن يكون عميدا
إن كنت تدري ما الغرام فداوني أو لا فخلّ العذل و التفنيدا
...

يا هند قد أفنى المطال تصبّري و فنيت حتّى ما أخاف مزيدا
ما هذه البيض التي أبصرتها في لمّتي إلاّ اللّيالي السودا
ما شبت من كبر و لكنّ الذي حمّلت نفسي حمّلته الفودا
هذا الذي أبلى الشباب وردّه خلقا وجعّد جبهتي تجعيدا
علمت عيني أن تسحّ دموعها بالبخل علمت البخيل الجودا
و منعت قلبي أن يقرّ قراره و لقد يكون على الخطوب جليدا
دلّهتني و حميت جفني غمضه لا يستطاع مع الهموم هجودا
لا تعجبي أنّ الكواكب سهّد فأنا الذي علّنتها التسهيدا
أسمعتها وصف الصبابه فانثنت و كأنّما وطيء الحفاة صرودا
متعثّرات بالظلام كأنّما حال الظلام أساودا و أسودا
و أنّها عرفت مكانك في الثرى صارت زواهرها عليك عقودا
أنت التي تنسى الحوائج أهلها و أخا البيان بيانه المعهودا
ما شمت حسنك إلاّ راعني فوددت لو رزق الجمال خلودا
و إذا ذكرتك هزّ ذكرك أضلعي شوقا كما هزّ انسيم بنودا
فحسبت سقط الطلّ ذوب محاجري لو كان دمع العاشقين نضيدا
و ظننت خافقة الغصون أضالعا و ثمارهن القانيات كبودا
و أرى خيالك كلّ طرفة ناظر و من العجائب أن أراه جديدا
و إذا سمعت حكاية من عاشق عرضا حسبتني الفتى المقصودا
مستيقظ و يظنّ أنّي نائم يا هند ، قد صار الذهول جمودا
و لقد يكون لي السلوّ عن الهوى لكنّما خلق المحبّ ودودا

[/frame]

صائد الأفكار 19 - 2 - 2011 02:14 AM

[frame="9 98"]
نسي الطين ساعة أنه طين حقير فصال تيها و عربد
و كسى الخزّ جسمه فتباهى ، و حوى المال كيسه فتمرّد
يا أخي لا تمل بوجهك عنّي ، ما أنا فحمة و لا أنت فرقد
أنت لم تصنع الحرير الذي تلبس و اللؤلؤ الذي تتقلّد
أنت لا تأكل النضار إذا جعت و لا تشرب الجمان المنضّد
أنت في البردة الموشّاة مثلي في كسائي الرديم تشقى و تسعد
لك في عالم النهار أماني ، وروءى و الظلام فوقك ممتد
و لقلبي كما لقلبك أحلا م حسان فإنّه غير جلمد
...

أأماني كلّها من تراب و أمانيك كلّها من عسجد ؟
و أمانيّ كلّها للتلاشي و أمانيك للخلود المؤكّد !؟
لا . فهذي و تلك تأتي و تمضي كذويها . و أيّ شيء يؤبد ؟
أيّها المزدهي . إذا مسّك ألا تشتكي ؟ ألا تتنهد ؟
و إذا راعك الحبيب بهجر ودعتك الذكرى ألا تتوحّد ؟
أنت مثلي يبش وجهك للنعمى و في حالة المصيبة يكمد
أدموعي خلّ و دمعك شهد ؟ و بكائي ذلّ و نوحك سؤدد ؟
وابتسامتي السراب لا ريّ فيه ؟ و ابتسامتك اللآلي الخرّد ؟
فلك واحد يظلّ كلينا حار طرفي به و طرفك أرمد
قمر واحد يطلّ علينا و على الكوخ و البناء الموطّد
إن يكن مشرقا لعينيك إنّي لا أراه من كوّة الكوخ أسود
ألنجوم الني تراها أراها حين تخفي و عندما تتوقّد
لست أدنى على غناك إليها و أنا مع خصاصتي لست أبعد
...

أنت مثلي من الثرى و إليه فلماذا ، يا صاحبي ، التيه و الصّد
كنت طفلا إذ كنت طفلا و تغدو حين أغدو شيخا كبيرا أدرد
لست أدري من أين جئت ، و لا ما كنت ، أو ما أكون ، يا صاح ، في غد
أفتدري ؟ إذن فخبّر و إلاّ فلماذا تظنّ أنّك أوحد ؟
...

ألك القصر دونه الحرس الشا كي و من حوله الجدار المشيّد
فامنع اللّيل أن يمدّ رواقا فوقه ، و الضباب أن يتبلّد
وانظر النور كيف يدخل لا يطلب أذنا ، فما له يطرد ؟
مرقد واحد نصيبك منه أفتدري كم فيك للذرّ مرقد ؟
ذدتني عنه ، و العواصف تعدو في طلابي ، و الجوّ أقتم أربد
بينما الكلب واجد مأوى و طعاما ، و الهرّ كالكلب يرفد
فسمعت الحياة تضحك منّي أترجى ، و منك تأبى و تجحد
...

ألك الروضة الجميلة فيها الماء و الطير و الأزاهر و النّد ؟
فازجر الريح أن تهزّ و تلوي شجر الروض – إنّه يتأوّد
و الجم الماء في الغدير و مره لا يصفق إلاّ و أنت بمشهد
إنّ طير الأراك ليس يبالي أنت أصغيت أم أنا إن غرّد
و الأزاهير ليس تسخر من فقري ، و لا فيك للغنى تتودّد
...

ألك النهر ؟ إنّه للنسيم الرطب درب و للعصافير مورد
و هو للشهب تستحمّ به في الصيف ليلا كأنّها تتبرّد
تدعيه فهل بأمرك يجري في عروق الأشجار أو يتجعّد ؟
كان من قبل أن تجيء ؛ و تمضي و هو باق في الأرض للجزر و المد
...

ألك الحقل ؟ هذه النحل تجي الشهد من زهرة و لا تتردّد
و أرى للنمال ملكا كبيرا قد بنته بالكدح فيه و بالكد
أنت في شرعها دخيل على الحقل و لصّ جنى عليها فأفسد
لو ملكت الحقول في الأرض طرّا لم تكن من فراشة الحقل أسعد
أجميل ؟ ما أنت أبهى من الور دة ذات الشذى و لا أنت أجود
أم عزيز ؟ و للبعوضة من خدّيك قوت و في يديك المهند
أم غنيّ ؟ هيهات تختال لولا دودة القز بالحباء المبجد
أم قويّ ؟ إذن مر النوم إذ يغشاك و الليل عن جفونك يرتد
وامنع الشيب أن يلمّ بفوديك و مر تلبث النضارة في الخد
أعليم ؟ فما الخيال الذي يطرق ليلا ؟ في أيّ دنيا يولد ؟
ما الحياة التي تبين و تخفى ؟ ما الزمان الذي يذمّ و يحمد ؟
أيّها الطين لست أنقى و أسمى من تراب تدوس أو تتوسّد
سدت أو لم تسد فما أنت إلاّ حيوان مسيّر مستعبد
إنّ قصرا سمكته سوف يندكّ ، و ثوبا حبكته سوف ينقد
لايكن للخصام قلبك مأوى إنّ قلبي للحبّ أصبح معبد
أنا أولى بالحب منك و أحرى من كساء يبلى و مال ينفد

[/frame]

صائد الأفكار 19 - 2 - 2011 02:14 AM

[frame="11 98"]
(عرج صاحب الديوان في احدى سفراته على فندق فخم ، فلم ير إلا عجائز ، فقال : )

_ _ _

لمن يضوع العبير ؟ لمن تغنّي الطيور ؟
لمن تصفّ القناني ؟ لمن تصبّ الخمور ؟
و لا جمال أنيق و لا شباب نضير
بل موميات عليها أطالس و حرير
راحت تقعقع حولي فكاد عقلي يطير
ولاذ قلبي بصدري كأنّه عصفور
لاحت له في الأعالي بواشق و صقور
و قال : ضويقت فاهرب ! قلت : الفرار عسير
ما لي جناح و لا لي سيّارة أو بعير
صبرا ، فهذا بلاء مقدّر مسطور
و رحت أسأل ربّي و هو اللطيف الخبير
أين الحسان الصبايا إن كان هذا النشور ؟
ليت الحضور غياب و الغائبين حضور
بل ليت كلّ نسيج براقع و ستور
فقد أضرّ و آذى عينيّ هذا السفور
***

هذي العصور الخوالي تطوف بي و تدور
من كلّ شمطاء ولّى شبابها و الغرور
كأنّما الفم منها مقطّب مزرور
كيس على غير شيء من الحلى مصرور
مأنّما هو جرح مرّت عليه شهور
يا طالب الشهد أقصر لم يبق إلا القفير
كأنّما الوجه منها قد عضّه الزمهرير
كالبدر حين تراه يعينك " الناظور "
تبدو لعينيك فيه برازخ و بحور
و أنجد ووهاد لكنّه مهجور !
مثل المسنّ و لكن لا ماء فيه يمور
ما للبعوضة فيه قوت بل التضوير
و لا يؤثّر فيه ناب و لا أظفور
و لليدين ارتعاش و للعظام صرير
أما العيون فغارت و لا تزال تغور
مغاور ، بل صحارى ، بل أكهف ، بل قبور
و الخصر ؟ عفوا و صفحا ! كانت لهنّ خصور !
***

هنّ السعالى و لكن سعالهنّ كثير
حديتهنّ انتفاض و ضحكهنّ هرير
و مشيتهنّ ارتباك و تارة تقدير
يغضبن إن مال ظلّ و إن ضدا شحرور
و إن تهادت غصون و إن تسارى عبير
و إن تمايل عشب و إن تماوج نور
فكلّ شيء قبيح و كلّ شيء حقير
و كيف يفرح قلب رجاؤه مدحور ؟
ما للرماد لهيب ما للجليد خرير
***

من حولهنّ الأقاحي و الورد و المنثور
وهنّ مكتئبات كأنّهنّ صخور
لا يبتسمن لشيء أما لهنّ ثغور ؟
بلى ، لهنّ ثغور و إنّما لا شعور
كأنّما الحسن في الأر ض كلّه تزوير
***

في فندق أنا أم في جهنّم محشور ؟
و هل أنا فيه ضيف لساعة أم أسير
يا ليتني لم أزره و ليته مهجور
فليس يهنأ فيه إلاّ الأصمّ الضرير

[/frame]

صائد الأفكار 19 - 2 - 2011 02:15 AM

[frame="12 98"]
نسيت عهدي ، فلمّا جئتها زعمت أنّي تناسيت العهود
وادّعت أنّي خليّ زاهد أنا لو كنت كذا كنت سعيد
رغبت في الصدى عنّي بعدما بتّ لا يحزنني مثل الصدود
مثلما أنكر ثغري خدّها أنكرت فاتنتي تلك الوعود
يا شهودي عندما كنّا معا ذكّوها ...أين أنتم يا شهود ؟
سكت البدر الذي راقبنا وذوت في الروض هاتيك الورود
و مشيت ريخ الصبا حائرة في المغاني حيرة الصبّ العميد
يا هواها قل متى تتركني قال أو تصفرّ هاتيك الخدود
أنا لا أدعو عليها بالضنى أتّقي أن يشمت القالي الحسود ....

[/frame]

صائد الأفكار 19 - 2 - 2011 02:16 AM

[frame="12 98"]
يا من قربت من الفؤاد و أنت عن عيني بعيد
شوقي إليك أشدّ من شوق السليم إلى الهجود
أهوى لقاءك مثلما يهوى أخو الظمإ الورود
و تصدّني عنك النوى و أصدّ عن هذا الصدود
وردت نميقتك التي جمعت من الدرّ النضيد
فكأنّ لفظك لؤلؤ و كأنّما القرطاس جيد
أشكو إليك و لا يلام إذا شكى العاني القيود
دهرا بليدا ما ينيل وداده إلاّ بليد
و معاشرا ما فيهم إن جئتهم غير الوعود
متفرّجين و ما التفرنج عندهم غير الجحود
لا يعرفون من الشجاعة غير ما عرف القرود
سيّان قالوا بالرضى عنّي أو السخط الشديد
من ليس يصّدق في الوعود فليس يصدّق في الوعيد
نفر إذا عدّ الرجال عددتهم طيّ اللحود
تأبى السماح طباعهم ما كلّ ذي مال يجود
أسخاهم بنضاره أقسى من الحجر الصلود
جعد البنان بعرضه يفدي اللجين من الوفود
و يخاف من أضيافه خوف الصغير من اليهود
تعس امريء لا يستفيد من الرجال و لا يفيد
و أرى عديم النفع ان وجوده ضرر الوجود

[/frame]

صائد الأفكار 19 - 2 - 2011 02:17 AM

[frame="9 98"]
طوي العام كما يطوي الرقيم و هوى في لجّة الماضي البعيد
*

لم يكن ... بل كان لكن ذهبا وانقضى حتّى كأن لم يكن
لو درى حين أتى المنقلبا لتمنّى أنّه لم يبن
أيّ نجم شارق ما غربا أي قلب خافق لم يسكن
جاهل من حسب الآتي يدوم أحمق من حسب الماضي يعود
*

ما لنا يأخذ منّا الطرب كلّما عام تلاشى واضمحل
أفرحنا أنّنا نقترب من غد ؟ إنّ غدا فيه الأجل
عجب هذا و منه أعجب إنّنا نفنى و لا يفنى الأمل
فكأنّا ما سمعنا بالحتوم أو كأنّا قد نعمنا بالوجود
*

يا رعاه الله من عام خلا فلقد كان سلاما و أمان
صافح الجحفل فيه الجحفلا واستراح السيف فيه و السنان
ما انجلى حتى رأى النقع انجلى و خبت نار الوغى في " البلقان "
لست أنسى نهضة الشعب النؤوم إنّ فيها عبرة للمستفيد
*

و التقى البحران فيه بعدما مرّت الأجيال لا يلتقيان
أصبح السّدّ الذي بينهما ترعة يزخر فيها الأزرقان
فلتندم " آميركا ) ما التطما ما لهذا الفتح في التاريخ ثان
و لتعيش رايتها ذات النجوم أجمل الرايات أولى بالخلود !
*

واعتلى الناس به متن الهواء فهم حول الدراري يمرحون
يمخر المنضاد فيهم في الفضاء مثلما يمخر في البحر السفين
معجزات ما أتاها الأنبياء لا ولم يطمح إليها الأقدمون
سخّر العلم لهم حتّى الغيوم فهم ، مثلهم ، فوق الصعيد
*

حلّق الغربيّ فوق السموات و لبثنا نندب الرسم المحيل
فاذا ما قال أهل المكرمات ما وجدنا ، و أبيكم ، ما نقول
لو فقهنا مثلهم معنى الحياة ما أضعناها بكاء في الطلول
ألفت أنفسنا الضيم المقيم مثلما يستعذب الظبي الهبيد ! .
*

أدركت غايتها كلّ الشعوب نهض الصيني و ما زلنا نيام
عبثت فينا الرزايا و الخطوب مثلما يعبث بالحرّ اللّئام
صودر الكاتب منّا و الخطيب منعت ألسننا حتّى الكلام
نحن في الغفلة أصحاب الرقيم نحن في الذّلّة إخوان اليهود
*

ليت أنّا حين مات الشّمم لحقت أرواحنا بالغابرين
ما تمرّدنا على من ظلموا لا ولم نفكك وثاقا عن سجين
ليس يمحو عارنا إلاّ الدّم فالى كم نذرف الدمع السخين ؟
قام فينا ألف جبّار غشوم غير أنّا لم يمت منّا شهيد
*

يا لقومي بلغ السيل الزبى واستطال البغي و استشرى الفساد
فاجعلوا أقلامكم بيض الظبى و استعيروا من دم الباغي المداد
كتب السيف ...اقرأوا ما كتبا لا ينال المجد إلاّ بالجهاد
أي رجال الشرق أبناء القروم لا تناموا .آفة الماء الركود!!!

[/frame]

صائد الأفكار 19 - 2 - 2011 02:17 AM

[frame="10 98"]
( رثى بها المغفور له الامام الحكيم الشيخ محمد عبده مفتي الديار المصرية )

- - -

هيهات بعدك ما يفيد تصبّر و لئن أفاد فأيّ قلب يصبر ؟
إنّ البكاء من الرجال مذمّم إلاّ عليك فتركه لا يشكر
لو كان لي قلب لقلت له ارعوي إنّي بلا قلب فإنّي أزجر
لا زمت قبرك و البكاء ملازمي و اللّيل داج و الكواكب سهّر
أبكي عليك بأدمع هطّالة و لقد يقل لك النجيع الأحمر
ووددت من شجوي عليك و حسرتي لو أن لحدك في فؤادي يحفر
إنّي لأعجب كيف يعلوك و حسرتي لو ان لحدك في فؤادي يحفر
أمسيت مستترا به لكنّما آثار جودك فوقه لا تستر
مرض الندى لمّا مرضت و كاد أن يقضي من اليأس الملمّ المعسر
يرجوط أنّك جابر كسره فإذا فقدت فكسره لا يجبر
و علت على تلك الوجوه سحابة كدراء لا تصفو و لا تستمطر
كم حاولوا كتم الأسى لكنّه قد كان يخترق الجسوم فيظهر
حامت حواليك الجموع كأنّما تبغي وقاء الشرق مما يحذر
و الكلّ يسأل كيف حال إمامنا ماذا رأى حكمائنا ، ما أخبروا ؟
و الداء يقوى ثم يضعف تارة فكأنّه يبلو القلوب و يسبر
أوردته عذبا فأوردك الردى تبّت يداه فذنبه لا يغفر
هيهات ما يثني المنيّة جحفل عمّن تؤم و لا يفيد العسكر
رصد الردى أرواحنا حتى لقد كدنا نعزّي المرء قبل يصور
نهوى الحياة كأنّما هي نعمة و سوى الفواجع حبّها لا يثمر
و نظنّ ضحك الدهر فاتحة الرضى و الدهر يهزأ بالأنام و يسخر
أفقيد أرض النيل أقسم لو درى بالخطب أوشك ماؤه يتهسّر
و ضعوك في بطن التراب و ما عهد ت البحر قلبك في الصفائح يذخر
ورأوا جلالك في الضريح فكلّهم يهوى و يرجو لو مكانك يقبر
لم تخل من أسف عليك حشاشة أبدا فيخلو من دموع محجر
آبو و ما آب العزاء إليهم و الحزن ينظم و المدامع ينشر
و الكلّ كيف يكون حال بلادهم من بعد ما مات الإمام يفكّر
لم يبلنا هذا الزمان بفقده لو كان ممّن بالرزية يشعر

[/frame]

صائد الأفكار 19 - 2 - 2011 02:18 AM

[frame="11 80"]
إن كان ذنبي دفاعي عن حقوقكم فلست أدري وربّي كيف أعتذر
أعيذكم أن يقول الناس قد مدحوا فما أثابوا على قول و لا شكروا

[/frame]

صائد الأفكار 19 - 2 - 2011 02:27 AM

[frame="10 98"]
و تينة غضة الأفنان باسقة قالت لأترابها و الصيف يحتضر
" بئس القضاء الذي في الأرض أوجدني عندي الجمال و غيري عنده النظر "
" لأحبسنّ على نفسي عوارفها فلا يبين لها في غيرها أثر "
" كم ذا أكلّف نفسي فوق طاقتها و ليس لي بل لغيري الفيء و الثمر "
" لذي الجناح و ذي الأظفار بي وطر و ليس في العيش لي فيما أرى وطر "
" إنّي مفصلة ظلّي على جسدي فلا يكون به طول و لا قصر "
و لست مثمرة إلا على ثقة إن ليس يطرقني طير و لا بشر "
....

عاد الربيع إلى الدنيا بموكبه فازّينت واكتست بالسندس الشجر
و ظلّت اتينة الحمقاء عارية كأنّها وتد في الأرض أو حجر
و لم يطق صاحب البستان رؤيتها ، فاجتثّها ، فهوت في النار تستعر
من ليس يسخو بما تسخو الحياة به فإنّه أحمق بالحرص ينتحر

[/frame]


الساعة الآن 12:30 PM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب

جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى