![]() |
أحسن الدروس
دخل الحسن والحسين رضي الله عنهما المسجد فوجدا شيخاً يتوضأ فلا يحسن الوضوء، فأرادا أن يرشداه إلى الطريقة الصحيحة في الوضوء ولكنهما خشيا أن يشعراه بجهله فيؤذيا شعوره، فاتفقا على رأى حيث اقتربا من الرجل، وقال كل منهما لأخيه إنه أحسن وأكمل منه وضوءاً فلما رأى الرجل وضوءهما رجع إلى نفسه وأدرك ما كان يقع فيه من الخطأ فقال لهما: أحسنتما في وضوئكما، كما أحسنتما في إرشادي، فبارك الله فيكما.. وأعاد الرجل وضوءه |
تخرب.. ويموت صاحبها
قال عون بن عبد الله: بنى ملك ممن كان قبلكم مدينة، فتفوق في بنائها ثم صنع طعاماً ودعا الناس إليه، وأقعد على أبوابها أناساً يسألون كل من خرج: هل رأيتم عيباً؟ فيقولون: لا، حتى جاء في آخر الناس قوم فقراء وعليهم ثياب بالية غليظة، فسألوهم: هل رأيتم عيباً؟ فقالوا: نعم عيبين، فأدخلوهم على الملك . فقال: هل رأيتم عيباً؟ فقالوا: عيبين، قال: وما هما؟ قالوا: تخرب.. ويموت صاحبها . قال: فهل تعلمون داراً لا تخرب ولا يموت صاحبها؟ قالوا: نعم دار الآخرة، فدعوه، فاستجاب لهم وانخلع من ملكه وتركه وتعبد معهم |
الحق أكبر منه
دخل إياس بن معاوية الشام وهو غلام فخاصم شيخاً كبيراً إلى القاضي، وتقدم عليه فقال له القاضي: أتتقدم شيخاً كبيرا؟! قال إياس: الحق أكبر منه قال: اسكت. قال: فمن ينطق بحجتي إذا لم أتكلم؟ قال: لا أظنك تقول حقاً حتى تقوم. قال: لا إله إلا الله |
علام الهمُّ؟؟
رأى إبراهيم بن الأدهم رجلاً مهموماً، فقال له: أيها الرجل: أيجري في هذا الكون شيء لا يريده الله؟ قال: لا قال: أينقص من رزقك شيء قدره الله؟ قال: لا قال: أينقص من أجلك لحظة كتبها الله في عمرك؟ قال: لا قال إبراهيم: فعلام الهم إذن؟؟ |
خرج ابن أحمد المدني أيام العصبية إلى أذربيجان، فلقيه فرسان، فسقط في يده، فقال: الساعة يسألونني من أنا ? وأخاف أن أقول مضري وهم يمانية، أو يماني وهم مضرية، فيقتلونني؛ فقربوا منه، وقالوا: يا فتى، ممن أنت ?
قال: ولد زنا، عافاكم الله ! فضحكوا منه، وأعطوه الأمان، فأخبرهم بنفسه، فأرسلوا معه من يوصله إلى مقصده. من كتاب جمع الجواهر فى الملح والنوادر |
يحكى أن أحد التجار ذبح معزة ووضعها في القدر ليطهوها ويأكلها فمر به أحد المساكين فجلس بجوار القدر يستنشق الرائحة و يأكل عليها الخبز الحاف حتى شبع
ثم مضى إلى حاله . وفي اليوم التالي مر الفقير فرأى التاجر صاحب المعزة فقال له : إنك ياسيدي أحسنت إلي بالأمس لقد كنت جائعا و كنت أنت تطهو معزتك فأكلت رغيفا كبيرا على رائحتها الشهية . فأمسك التاجر بالفقير من ملابسه و أصر على أن يأخذه إلى الحاكم . وحكى له القصة و كان الحاكم يحب التاجر كثيرا فحكم على الفقير المسكين بغرامة اثنتي عشرة روبية يأخذها التاجر نظير تلك الرائحة التي طعم عليها الخبز . فخرج الفقير يبكي و ينتحب فقابله أبو نواس فعطف عليه و أعطاه المبلغ المطلوب و قال له : سوف أذهب معك الى الحاكم فلا تعطيه المبلغ إلا بعد أن أحضر أنا . وفي الغد ذهب الفقير المسكين و معه المبلغ المطلوب و أخذ يعده و أخذها منه أبو نواس و رنها على الأرض و سأل التاجر : اسمعت صوت رنينها ؟ فقال التاجر : نعم و مد التاجر يده ليأخذ الدراهم . فرده أبو نواس و هو يقول له : حسبك لقد وصلك الآن الثمن ... رنينا برائحة فإذا كان هذا الفقير المعدم قد شبع من رائحة طعامك فأنت لابد قد ملأت يدك من رنين دراهمه . و ترك أبو نواس الدراهم للمسكين الفقير و انصرف إلى داره |
قال بعضهم: كنت عند جسر بغداد فإذا بفتاة حسناء قد مرت، فجاء فتى من الجانب الآخر، فلما رآها قال: يرحم الله علي بن الجهم،
فقالت: ويرحم الله أبا العلاء المعري، ثم انطلق كل لحاجته، ولم يقف قال: فتبعت المرأة وقلت لها: لئن لم تخبريني بما جرى بينكما لأفضحنك، فقالت: لا شيء إلاّ أنه أشار إلى قول علي بن الجهم: عيون المها بين الرصافة والجسر ... جلبن الهوى من حيث أدري ولا أدري فأشرت أنا إلى قول المعري: فيا دارها بالحزن إن مزارها ... قريب ولكن دون ذلك أهوال |
لما أصاب أهل البوادي القحط أيام هشام بن عبد الملك وفدت عليه رؤساء القبائل وفيهم صبي صغير في رأسه ذؤابة، وعليه بردة يمنية فأنكر هشام حضوره وقال للحاجب: ما يشاء أحد أن يصل إلينا إلاّ وصل حتى الصبيان، فقال الصبي: يا أمير المؤمنين إن دخولي لم ينقصك، ولكن شرفني، وإن هؤلاء قدموا لأمر فهابوك دونه، وإن الكلام نشر والسكوت طي لا يعرف إلاّ بنشره، فأعجب هشاماً كلامه " فقال له: " انشر لا أم لك فقال: يا أمير المؤمنين أصابتنا سنون ثلاث، فسنة أذابت الشحم، وسنة أكلت اللحم، وسنة أنقت العظم، وفي يدكم نصول أموال، فإن كانت لله ففرقوها على عباده، وإن كانت لهم فعلام تحبسونها عنهم؟ وإن كانت لكم فتصدقوا بها عليهم، فإن الله يجزي المتصدقين، ولا يضيع أجر المحسنين، فقال هشام: ما ترك لنا الغلام في واحدة من الثلاث عذراً، وأمر بمائة ألف درهم " ففرقت في البادية وأمر للغلام بمائة ألف درهم " فقال: ارددها في جائزة العرب، فما لي بها حاجة في خاصة نفسي دون سائر المسلمين، فكان في هذه أعجب.
|
قال مسلمة بن عبد الملك يوماً لنصيب: أمتدحت فلاناً! لرجل من أهله، فقال: قد فعلت، قال: أو حرمك? قال: قد فعل، قال: فهلا هجوته? قال: لم أفعل، قال: ولم? قال: لأني كنت أحق بالهجاء منه! إذ رأيته موضعاً لمدحي! فأعجب به مسلمة، فقال: اسألني، فقال: لا افعل، قال: ولِمَ? فقال: لأن كفك بالعطية أجود من لساني بالمسألة، فوهب له ألف دينارٍ.
|
دخل محمد بن كعب القوطي على سليمان بن عبدالملك في ثياب رثة، فقال له سليمان: ما يحملك على لبس مثل هذه الثياب؟ فقال: أكره أن أقول الزهد، فأطري نفسي، أو أقول الفقر فأشكو ربي.
|
الساعة الآن 11:59 PM. |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب
جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى |