منتديات المُنى والأرب

منتديات المُنى والأرب (http://www.arabna312.com//index.php)
-   واحة الأدب والشعر العربي (http://www.arabna312.com//forumdisplay.php?f=199)
-   -   إيليا أبو ماضي (http://www.arabna312.com//showthread.php?t=14113)

صائد الأفكار 19 - 2 - 2011 02:36 AM

[frame="8 98"]
من سحر من مجيري يا ضرّة الرّشا الغرير
جسم كخصرك في النحو ل ، و مثل جفنك في الفتور
أصبحت أضأل من هلا ل الشكّ في عين البصير
محق الضّنى جسدي فيت من الهلاك على شفير
و مشى الرّدى في مهجتي الله في النفس الأخير
جهل النّطاسي علّتي لله من جهل الخبير
كم سامني جرع الدّوا ء و كم جرعت من المرير
دع ، أيّها الآسي ، يدي الحبّ يدرك بالشعور
يدري الصّبابة و الهوى من كان في البلوى نظيري !..
***

لو تنظرين إليّ كالمي ت المسجّى في سريري
يتهامس العوّاد حو لي كلّما سمعوا زفيري
و أظنّهم قد أدركوا لا أدركوا ما في ضميري
فأبيت من قلقي عليك كأنني فوق السّعير
و أدرت طرفي في الحضو ر لعلّ شخصك في الحضور
فارتدّ يعثر بالدمو ع تعثّر الشيخ الضرير
قد زارني من لا أحب (م) و أنت أولى أن تزورني
صدّقت ما قال الحوا سد فيّ من هجر و زور
و أطعت بي حتّى العدى و ضننت حتّى باليسير
أمّا خيالك ، يا بخيلة ، فهو مثلك في النفور
روحي فداؤك و هي لو تدرين تفدي بالكثير
تيهي على العاني كما تاه الغنيّ على الفقير
أنا لا أبالي بالمصير و أنت أدرى بالمصير
أهواك رغم معنفي و يلذّ نفسي أن تجوري
ليس المحبّ بصادق حتّى يكون بلا غدير
***

كم ليلة ساهرت فيها النجم أحسبه سميري
و الشّهب أقعدها الونى و اللّيل يمشي كالأسير
أرعى البدور و ليس لي من حاجة عند البدور
متذكّرا زمن الصّبى زمن الغواية و الغرور
أيّام أخطر في المجا مع و المعاهد كالأمير
أيّام في يدي أيّام نجمي في ظهور
لمع الفتير بلمّتي و يل الشباب من القتير
***

لا بالغوير و لا النّقا كلفي و لا أهل الغوير
أرض ( الجزيرة ) كيف حا لك بعد وقع الزمهرير
نزل الشّتاء فأنت ملعب كلّ ساقيه دبور
و تبدّلت تلك العرا ص من النّضارة بالدّثور
أمسيت كالطّلل المحيل و كنت كالرّوض النّضير
آها عليك و آه كيف نأتك ربّات الخدور
المائسات عن الغصو ن السافرات عن البدور
الذّاهبات مع النّهو د الذاهبات مع الصدور
الحاسرات عن السوا عد و الترائب و النحور
القاسيات على القلو ب الجانيات على الخصور
المالكات على اللآ ليء في القلائد و الثغور
الضاحكات من الدّلا ل اللّاعبات من الحبور
الآخذات قلوبنا في زيّ طاقات الزهور
بيض نواعم كالدمى يرفلن في حلل الحرير
مثل الحمائم في الودا عه و الكواكب في السّفور
من كلّ ضاحكة كأنّ بوجهها وجه البشير
أنّى أدرت الطّرف فيها جال في قمر منير
***

يا مسرح العشّاق ، كم لي فيك من يوم مطير
تنسى البريّة عنده يوم الخورنق و السّدير
و لكم هبطتك و الحبيبة فازعين من الهجير
في زورق بين الزّوا رق كالحمامة في الطّيور
متمهّل في سيره و الماء يسرع في المسير
و الشمس إبّان الضحى و الجوّ صاف كالغدير
و لكم وثبنا في التلا ل و كم ركضنا في الوعور
و لكم أصحنا للحفيف و كم شجينا بالخرير
و لكم جلسنا في الرياض و كم نشقنا من عبير
و لكم تبرّدنا بما ء نهيرك الصافي النمير
طورا ننام على النبا ت و تارة فوق الحصير
لا نتّقي عين الرّقي ب و لا نبالي بالغيور
فكأنّها و كأنّني الأبوان في ماضي العصور
حسدت عليّ من الإنا ث كما حسدت من الذكور
ظنّ الأنام الظنو ن و ما اجترحنا من نكير
قد صان بردتها الحيا ء ، و صانني شرفي و خيري
***

و مطيّة رجراجة لا كالمطيّة و البعير
ما تأتلي في سيرها صخّابة لا من ثبور
تجري على أسلاكها جرى الأراقم في الحدور
طورا ترى فوق الجسو ر و تارة تحت الجسور
آنا على قمم و آ نا في كهوف كالقبور
ترقى كما ترقى ( المصا عد ) ثمّ تهبط كالصخور
فإذا علت حسب الورى أنّا نصعّد في الأثير
و إذا هوت من حالق هوت القلوب من الصدور
و الركب بين مصفّق و مهلّل جذل قرير
أو خائف متطيّر أو صارخ أو مستجير
هي في التّقلّب كالزّما ن و إنّما هي للسرور
و مدارة في الجو يحسبها الجهول بلا مدير
لو شئت نيل النجم منها ما صبوت إلى عسير
مشدودة لكنّها أجرى من الفرس المغير
زفّافة زفّ الرئا ل تسف إسفاف النسور
و لها حفيف كالرّيا ح و هدرة لا كالهدير
كالأرض في دورانها و لكالمظلّة في النشور
القوم فيها جالسو ن على مقاعد من وثبر
و الريح تخفق حولهم و كأنّما هم في قصور
و الجمع يهتف كلّما مرّت على الحشد الغفير
***

و لكم تأمّلنا الجمو ع تموج كالبحر الزّخور
يمشي الخطير مع الحق ير كأنّما هو مع خطير
و ترى المهاة كأنّها ليث مع اللّيث الهصور
متوافقون على التبا ين كالقبيل أو العشير
لا يرهبون يد الخطو ب كأنّما هم خلف سور
يمضي النهار و نحن نحسب ما برحنا في البكور
أبقيت يا زمن الحرو ر بمهجتي مثل الحرور
ولّت شهور كنت أر جو أن تخلّد كالدّهور
و أنت شهور بعدها ساعاتها مثل الشهور
ليست حياة المرء في الد نيا سوى حلم قصير
و أرى الشباب من الحيا ة لكاللّباب من القشور
ذهب الربيع ذهابه و أتى الشّتاء بلا نذير
و تبدّد العشّاق مثل تبدّد الورق النثير
رضى المهيمن عنهم و الله يعفو عن كثير

[/frame]

صائد الأفكار 19 - 2 - 2011 02:37 AM

[frame="8 98"]
ما بالهم نقضوا العهود جهارا و تعمّدوا الإيذاء و الإضرارا ؟
و استأسدوا لمّا رأوا ليث الشّرى عاف الزئير و قلّم الأظفارا
داروا به و الشّر في أحداقهم ذا يدّعي حقّا و ذلك ثارا
لؤم لعمر أبيك لم ير مثله التاريخ منذ استقرأ الأخبارا
و خيانة ما جاءها القوم الألى تخذوا مع الوحش القفار ديارا
أمسى يحرّض عاهل الألمان عن أمسى يحرّض في الخفا البلغارا
أمعاشر الإفرنج ليس شهامة ما تفعلون إذا أمنتم عارا
أمن المروءة أن يساء جوارنا في حين أنّا لا نسيء جوارا ؟
أمن المروءة أن يطأطيء تاجه ملك ليملك في الثرى أشبارا ؟
ألبغي مرتعه وخيم فاعلموا و الظلم يعقب للظلوم دمارا
إن تحرجوا الرئبال في عرينه يذر السّكوت و يركب الأخطارا
و كما علّمتم ذلك الجيش الذي يأبى و يأنف أن يرى خوّارا
فالويل للدنيا إذا نفض الكرى و الويل للأيّام إمّا ثارا
إنّي أرى ليلا يخيّم فوقنا لا ينجلي حتّى يشبّ النارا
فحذار ثمّ حذار من يوم به يجري النجيع على الثرى أنهارا
يوم تباع به النفوس رخيصة يوم يقصّر هوله الأعمارا
يوم يكون به الجميع عساكرا و الكلّ يدخل في الوغى مختارا

[/frame]

صائد الأفكار 19 - 2 - 2011 02:39 AM

[frame="13 98"]
يا ليتني لصّ لأسرق في الضحى سرّ اللطافة في النسيم الساري
و أجسّ مؤتلق الجمال بإصبعي في رزقه الأفق الجميل العاري
و يبين لي كنه المهابة في الرّبى و السر في جذل الغدير الجاري
و السحر في الألوان و الأنغام وا لأنداء و الأشذاء و الأزهار
و بشاشة المرج الخصيب ، ووحشة الوادي الكئيب ، وصولة التّيار
و إذا الدجى أرخى عليّ سدوله أدركت ما في الليل من أسرار
فلكم نظرت إلى الجمال فخلته أدنى إلى بصري من الأشفار
فطلبته غإذا المغالق دونه و ‘ذا هنالك ألف ألف ستار
باد و يعجز خاطري إدراكه و فتنتي بالظاهر المتواري !

[/frame]
[frame="13 98"]

إذا جدّفت جوزيت على التجديف بالنار و إن أحببت عيّرت من الجاره و الجار
و إن قامرت أو راهنت في النادي أو الدار فأنت الرجل الآثم عند الناس و الباري
...

و إن تسكر لكي تنسى هموما ذات أوقار خسرت الدين و الدنيا و لم تربح سوى العار
...

و إن قلت : إذن فالعيش أوزار بأوزار و إنّ الموت أشهى لي إذا أقض أوطاري
و أسرعت إلى السيف أو السّمّ أو النار لكي تخرج من دنيا ذووها غير أحرار
[/frame]


صائد الأفكار 19 - 2 - 2011 02:39 AM

[frame="9 98"]
أبصرتها ، و الشمس عند شروقها فرأيتها مغمورة بالنار
و رأيتها عند الغروب غريقه في لجّة من سندس و نضار
و رأيتها تحت الدجى ، فرأيتها في بردتين : سكينة ووقار
فتنبّهت في النفس أحلام الصبى و غرقت في بحر من التّذكار
...

نفسي لها من جنّة خلّابة نسجت غلائلها يد الأمطار
أنّى مشيت نشقت مسكا أزفرا في أرضها و سمعت صوت هزار
...

ذات الجبال الشّامخات إلى العلا يا ليت في أعلى جبالك داري
لأرى الغزالة قبل سكان الحمى و أعانق النّسمات في الأسحار
لأرى رعاتك في المروج و في الربى و الشّاء سارحة مع الأبقار
لأرى الطيور الواقعات على الثرى و النحل حائمة على الأزهار
لأساجل الورقاء في تغريدها و تهزّ روحي نفحة المزمار
لأسامر الأقمار في أفلاكها تحت الظّلام إذا غفا سمّاري
لأراقب " الدلوار " في جريانه و أرى خيال البدر في " الدلوار "
...

بئس المدينة إنّها سجن النّهى و ذوي النّهى ، و جهنّم الأحرار
لا يملك الإنسان فيها نفسه حتّى يروّعه ضجيج قطار
وجدت بها نفسي المفاسد و الأذى في كلّ زاوية و كلّ جدار
لا يخدعنّ الناظرين برجها تلك البروج مخابيء للعار
لو أنّ حاسد أهلها لاقى الذي لاقيت لم يحسد سوى " بشّار "
غفرانك اللّهم ما أنا كافر فلم تعذّب مهجتي بالنّار ؟
...

لله ما أشهى القرى و أحبّها لفتى بعيد مطارح الأفكار
إن شئت تعرى من قيودك كلّها فانظر إلى صدر السّماء العاري
و امش على ضوء الصّباح ، فإن خبا فامش على ضوء الهلال السّاري
عش في الخلا تعش خليّا هانئا كالطّير ... حرا ، كالغدير الجاري
عش في الخلاء كما تعيش طيوره الحرّ يأبى العيش تحت ستار !
...

شلّال " ملفرد " لا يقرّ قراره و أنا لشوقي لا يقرّ قراري
فيه من السيف الصقيل بريقه و له ضجيج الجحفل الجرّار
أبدا يرش صخوره بدموعه أتراه يغسلها من الأوزار ؟
فاذا تطاير ماؤه متناثرا أبصرت حول السفح شبه غبار
كالبحر ذي التّيار يدفع بعضه و يصول كالضرغام ذي الأظفار
من قمّة كالنهد ، أيّ فتى رأى نهدا يفيض بعارض مدرار ؟
فكأنّما هي منبر و كأنّه " ميراب " بين عصائب الثوّار
من لم يشاهد ساعة و ثباته لم يدر كيف تغطرس الجبّار
ما زلت أحسب كلّ صمت حكمة حتّى بصرت بذلك الثرثار
أعددت ، قبل أراه ، وقفة عابر لاه فكانت وقفة استعبار ! ..
...

يا أخت دار الخلد ؛ يا أم القرى ، يا ربّة الغابات و الأنهار
لله يوم فيك قد قضّيته مع عصبة من خيرة الأنصار
نمشي على تلك الهضاب ودوننا بحر من الأغراس و الأشجار
تنساب فيه العين بين جداول و خمائل و مسالك و ديار
آنا على جبل مكين راسخ راس ، و آنا فوق جرف هار
تهوي الحجارة تحتنا من حالق و نكاد أن نهوي مع الأحجار
لو كنت شاهدنا نهرول من عل لضحكت منّا ضحكة استهتار
الريح ساكنة و نحن نظنّنا للخوف مندفعين مع إعصار
و الأرض ثابتة و نحن نخالها تهتزّ مع دفع النسيم السّاري
مازال يسند بعضنا بعضا كما يتماسك الروّاد في الأسفار
ويشدّ هذا ذاك من أزراره فيشدّني ذيّاك من أزراري
حتى رجعنا سالمين و لم نعد لو لم يمدّ الله في الأعمار
و لقد وقفت حيال نهرك بكرة و الطير في الركنات و الأوكار
متهيّبا فكأنّني في هيكل و كأنّه سفر من الأسفار
ما كنت من يهوى السكوت و إنّما عقلت لساني رهبة الأدهار
مرّ النسيم به فمرّت مقلتي منه بأسطار على أسطار
فالقلب مشتغل بتذكاراته و الطرف مندفع مع التيّار
حتى تجلّت فوق هاتيك الربى شمس الصباح تلوح كالدّينار
فعلى جوانبه وشاح زبرجد و على غراربه و شاح بهار
لو أبصرت عيناك فيه خيالها لرأيت مرآة بغير إطار
يمّمته سحرا و أسراري معي و رجعت في أعماقه أسراري ! ..
...

إنّي حسدت على القرى أهل القرى و غبطت حتّى نافخ المزمار
ليل و صبح بين إخوان الصّفا ما كان أجمل ليلتي و نهاري

[/frame]

صائد الأفكار 19 - 2 - 2011 02:41 AM

[frame="15 98"]


أدرها قهوة كعصير بكر تجلّت في الكؤوس بكفّ بكر
كأنّ المسك يغلي حين تغلي و يجري في الأواني حين تجري
تعيد إلى الضعيف قوى و تهدي إليه غبطة و صفاء فكر
تعشّقها الشعوب فكلّ شعب أعدّ لها الثغور و كلّ قطر
تلوّح حبّها في كلّ كوخ و لاح حبابها في كلّ قصر
يضوع عبيرها برمال نجد و يعبق عطرها بقصور مصر
تمشّى عنبرا في كلّ أنف و تنزل قرقفا في كلّ ثغر
و يزري طعمها حلوا و مرا بما في الأرض من حلو و مر
***

و سمراء إذا زارت صباحا أحبّ إليّ من بيض و سمر
يحوك لها البخار رداء ند و يكسوها الحباب و شاح در
كسرت الدنّ من عهد بعيد فأمست بعد خمر الدنّ خمري
فإن حلّت قواك جيوش ضعف و هالك عبء همّ مسبطر
عليك بقهوة رقّت وراقت كشعرك لا يجاري أو كشعري
[/frame]

صائد الأفكار 19 - 2 - 2011 02:41 AM

[frame="8 98"]
شربناها على سرّ القوافي و سرّ الشاعر السمح الأبرّ
سقانا قهوتين " بغير من " عصير شجيرة و عصير فكر
فنحن اثنان سكران لحين على أمن ، و سكران لدهر
فمن أمسى يهيم ببنت قصر فإنّا هائمون ببنت قفر
إذا حضرت فذلك يوم سعد و إن غابت فذلك يوم قهر
لها من ذاتها ستر رقيق كما صبغ الحياء جبين بكر
إذا دارت على الجلّاس هشّوا كأنّ كؤوسها أخبار نصر
و نرشفها فنرشف ريق خود و ننشقها فننشق ريح عطر
و لا نخشى من الحكام حدا و عند الله لم نوصم بوزر
فما في شربها إثم و نكر و شرب الخمر نكر أيّ نكر
و ليست تستخفّ أخا و قار و بنت الدنّ بالأحلام تزري
و تحفظ سرّ صاحبها مصونا و بنت الكرم تفضح كلّ سرّ
و للصهباء أوقات ، و هذي شراب الناس في حرّ وقرّ
و تصلح أن يطاف بها مساء و تحسن أن تكون شراب ظهر
فلو عرفت مزاياها الغواني لعلّق حبّها في كلّ نحر
كأنّ حبوبها خضرا و صفرا فصوص زمرد و شذور تبر
كأنّ الجنّ قد نفثت رؤاها على أوراقها في ضوء فجر
ألست ترى إليها كيف تطغى و كيف تثور إن مسّت بجمر
كأنّ نخيل مصر قد حساها و إلاّ ما اهتزاز نخيل مصر ؟
جلوت بها من الأكدار ذهني كما أنّي غسلت هموم صدري
و ما هي قهوة تطهى و تحسى و لكن نفحة من روح حرّ
حوى في شعره عبث ابن هاني وزاد عليه فلسفة المعرّي
فيا لك شاعرا لبقا لعوبا كأنّ يراعه أنبوب سحر
يفيض سلاسة في كلّ لفظ و يجري رقة في كلّ سطر
حوت دار " السمير " هديّتيه و تحوي هذه الأوراق شكري

[/frame]

صائد الأفكار 19 - 2 - 2011 02:42 AM

[frame="9 98"]
إثنان أعيا الدهر أن يبليهما لبنان و لأمل الذي لذويه
نشتاقه و الصيف فوق هضابه و نحبّه و الثلج في واديه
و إذا تمدّ له ذكاء حبالها بقلائد العقيان تستغويه
و إذا تنقّطه السماء عشيّة بالأنجم الزهراء تسترضيه
و إذا الصّبايا في الحقول كزهرها يضحكن ضحكا لا تكلّف فيه
هنّ اللّواتي قد خلقن لي الهوى و سقيتني السحر الذي أسقيه
هذا الذي صان الشّباب من البلى و أبى على الأيّام أن تطويه
...

و لربّما جبل أشبّهه به مسترسلا مع روعة التشبيه
فأقول يحكيه ، و أعلم أنّه مهما سما هيهات أن يحكيه
يا لذّة مكذوبة يلهو بها قلبي و يعرف أنّها تؤذيه
إنّي أذكّره بذيّاك الحمى و جماله و إخالني أنسيه
و إذا الحقائق أحرجت صدر الفتى ألقى مقالده إلى التمويه
وطني ستبقى الأرض عندي كلّها حتّى أعوذ إليه أرض التيه
سألوه الجمال فقال : هذا هيكلي و الشعر قال : بنيت عرشي فيه
الأرض تستجدّي الخضمّ مياهه و كنوزه و البحر يستجديه
يمسي و يصبح و هو منطرح على أقدامه طمعا بما يحويه
أعطاه بعض وقاره حتّى إذا استجداه ثانية سخا ببنيه
لبنان صن كنز العزائم واقتصد أخشى مع الإسراف أن تفنيه
...

غيري يراه سياسة وطوائفا و يظلّ يزعم أنّه رائيه
و يروح من إشفاقه يبكي له لبنان أنت أحقّ أن تبكيه
لا يسفر الحسن النزيه لناظر ما دام منه الطّرف غير نزيه
...

قل للألى رفعوا التخوم ضيّقتم الدّنيا على أهليه
و لمن يقولون الفرنج حماته الله قبل سيوفهم حاميه
...

يا صاحبي ، يهنيك أنّك في غد ستعانق الأحباب في ناديه
و تلذّ بالأرواح تعبق بالشّذى و تهزّك الأنغام من شاديه
إن حدّثوك عن النعيم فأطنبوا فاشتقته لا تنس أنّك فيه !

[/frame]

صائد الأفكار 19 - 2 - 2011 02:44 AM

[frame="8 98"]
أبصرتها في الخمس و العشر فرأيت أخت الرئم و البدر
عذراء ليس الفجر والدها و كأنّها مولودة الفجر
بسّامة في ثغرها درر يهفو إليها الشاعر العصري
و لها قوام لو أشبّهه بالغصن باء الغصن بالفخر
مثل الحمامة في وداعتها و كزهرة انّسرين في الطهر
مثل الحمامة غير أنّ لها صوت الهزار و لفتة الصقر
...

شاهدتها يوما وقد جلست في الرّوض بين الماء و الزهر
ويد الفتى " هنري " تطوّقها فحسدت ذاك الطّوق في الخصر
و حسدت مقلته و مسمعه لجمالها و كلامها الدرّي
أغمضت أجفاني على مضض و طويت أحشائي على الجمر
و خشيت أنّ الوجد يسلبني حلمي ، و يغلبني على أمري
فرجعت أدراجي أغالبه باليأس آونة و بالصّبر
ثمّ انقضى عام و أعقبه ثان و ذاك السرّ في صدري
فعجبت ، منّي كيف أذكرها و قد انقضى حولان من عمري
خلت اللّيالي في تتابعها تزري بها عندي فلم تزر
زادت ملاحتها فزدت بها كلفا ، و موجدة على " هنري "
...

و سئمت داري و هي واسعة فتركتها و خرجت في أمر
فرأيت فتيان الحمى انتظموا كالعقد ، أو كالعسكر المجر
يتفكّهون بكلّ نادرة و على الوجوه علائم البشر
ساروا فأعجبني تدفّقهم فتبعتهم أدري و لا أدري
ما بالهم ؟ و لأية وقفوا ؟ لمن البناء يلوح كالقصر
أوّاه ! هذي دار فاتنتي من قال ما للشمس من خدر
و عرفت من " فرجين " جارتها ما زادني ضرّا على ضرّ
قد كان هذا يوم خطبتها يا أرض ميدي ! يا سما خرّي
و رأيت ساعدها بساعده فوددت لو غيّبت في قبر
و شعرت أن الأرض واجفة تحتى ، و أنّ النار في صدري
و خشيت أنّ الوجد يسلبني حلمي و يغلبني على أمري
فرجعت أدراجي أغالبه اليأس آونة و بالصّبر
...

قالوا : الكنيسة خير تعزية لمن ابتلي في الحبّ بالهجر
فنذرت أن أقضي الحياة بها و قصدتها كيما أفي نذري
لازمتها بدرين ما التفتت عيني إلى شمس و لا بدر
أتلو أناشيد النبيّ ضحى و أطالع الإنجيل في العصر
حينا مع الرهبان ، آونة وحدي ، و أحيانا مع الحبر
في الغاب فوق العشب مضطجعا في السّفح مستندا إلى الصّخر
في غرفتي ، و الريح راكدة بين المغارس ، و الصّبا تسري
حتى إذا ما القلب زايلة تبريحه ، و صحوت من سكري
و سلوتها و سلوت خاطبها و ألفت عيش الضنك و العسر
عاد القضاء إلى محاربتي ورجعت للشكوى من الدهر
...

في ضحوة وقف النسيم بها متردّدا في صفحة النهر
كالشاعر الباكي على طلل أو قاريء حيران في سفر
و الشمس ساطعة و لامعة تكسو حواشي النهر بالتبر
و الأرض حالية جوانبها بالزّهر من قان و مصفرّ
فكأنّها بالعشب كاسية حسناء في أثوابها الخضر
و علا هتاف الطير إذ أمنت بأس العقاب و صوله النسر
تتلو على أهل الهوى سورا ليست بمنظوم و لا نثر
يحنو الهزار على أليفته و يداعب القمريّة القمري
و انساب كلّ مصفّق عذب و اهتزّ كلّ مهفهف نضر
فتذكّرت نفسي صبابتها ما أولع المهجور بالذّكر
أرسلت طرفي رائد فجرى و جرى على آثاره فكري
حتى دوى صوت الرئيس بنا فهرعت و الرهبان في إثري
و إذا بنا نلقى كنيستنا بالوافدين تموج كالبحر
و إذا " بها " و إذا الفتى هنري في حلّة بيضاء كالفجر
تمشي بين ذي أدب حلو ، و بين مليحة بكر
رفع الرئيس عليها يده و أنا أرى و يدي على صدري
يا قلب ذب ! يا مهجتي انفطري يا طرف فض بالأدمع الحمر
أغمضت أجفاني على مضض و طويت أحشائي على الجمر
و خشيت أنّ الوجد يسلبني حلمي ، و يغلبني على أمري
فرجعت أدراجي أغالبه باليأس آونة و بالصبر
و خرجت لا ألوي على أحد و رضيت بعد الزّهد بالكفر
...

أشفقت من همّي على كبدي و خشيت من دمعي على نحري
فكلفت بالصهباء أشربها في منزلي ، في الحان ، في القفر
أبغي الشفاء من الهموم بها فتزيدني وقرا على وقر
و تزيدني و لعا بها و هوى و تزيدني حقدا على هنري
قال الطبيب و قد رأى سقمي : لله من فعل الهوى العذري
ما لي بدائك يا فتى قبل السحر محتاج إلى سحر
و مضى يقلّب كفّه أسفا و لبثت كالمقتول في الوكر
ما أبصرت عيناي غانية إلاّ ذكرت إلى الدمى فقري
...

و سئمت داري و هي واسعة فتركتها و خرجت في أمر
فرأيتها في السوق واقفة و دموعها تنهلّ كالقطر
في بردة كاللّيل حالكة لهفي على أثوابها الحمر
فدنوت أسألها وقد جزعت نفسي ، وزلزل حزنها ظهري
قالت : قضى هنري ! فقلت : قضى من كاد لي كيدا و لم يدر
لا تكرهوا شرّا يصيبكم فلربّ خير جاء من شرّ
رهفا هواها بي فقلت لها : قد حلّ هذا الموت من أسري
قالت : و من أسري ! فقلت : إذن لي أنت ؟ قالت : أنت ذو الأمر
فأدرت زندي حول منكبها و لثمتها في النحر و الثّغر
و شفيت نفسي من لواعجها و تأرت بالتصريح من سرّي
ثمّ انثنيت بها على عجل باب الكنيسة جاعلا شطري
و هناك باركني و هنّأني من هنّأوا قبلي الفتى هنري
...

من بعد شهر مرّ لي معها أبصرت وضح الشيب في شعري
ما كنت أدري قبل صحبتها أنّ المشيب يكون في شهر
فكرت في هنري و كيف قضى فوجدت هنري واضح العذر
يا طالما قد كنت أحسده و اليوم أحسده على القبر

[/frame]

صائد الأفكار 19 - 2 - 2011 02:45 AM

[frame="5 98"]
كانت قبيل العصر مركبة تجري بمن فيها من السّفر
ما بين منخفض و مرتفع عال ، و بين السّهل و الوعر
و تخطّ بالعجلات سائرة في الأرض إسطارا و لا تدري
كتبت بلا حبر و عزّ على الأقلام حرف دون ما حبر
سيّارة في الأرض ما قتئت كالطّير من وكر إلى وكر
تأبى و تأنف أن يلمّ بها تعب ، و أن تشكو سوى الزّجر
حملت من الركاب كلّ فتى حسن الرّواء و كلّ ذي قدر
يتحدّثون فذاك عن أمل آن ، و ذا عن سالف العمر
يتحدّثون و تلك سائرة بالقوم لا تلوي على أمر
فكأنّما ضربت لها أجلا أن تلتقي و الشمس في خدر
حتى إذا صارت بداحية ممدودة أطرافها صفر
سقطت من العجلات واحدة فتحطّمت إربا على الصّخر
فتشاءم الركّاب و اضطربوا مما ألمّ بهم من الضّر
و تفرّقوا بعد انتظامهم بددا و كم نظم إلى نثر
و الشّمس قد سالت أشعّتها تكسو أديم الأرض بالتّبر
و الأفق محمرّ كأنّ به حنقا على الأيّام و الدّهر
قد كان بين الجمع ناهدة الثديين ذات ملاحة تغري
تبكي بكاء القانطين و ما أسخى دموع الغادة البكر
و قفت و شمس الأفق غاربة تذري على كالورد ، كالقطر
شمسان لولا أنّ بينهما صلة لما بكتا من الهجر
و تدير عينيها على جزع كالظّبي ملتفتا من الذّعر
و إذا فتى كالفجر طلعته بل ربما أربى على الفجر
وافى إليها قائلا عجبا ممّ البكاء شقيقة البدر ؟
قالت أخاف اللّيل يدهمني ما أوحش اظلماء في القفر !
و أشدّ ما أخشاه سفك دمي بيد الأثيم اللّصّ ذي الغدر
" هنري " اللّعين و ما الفتى هنري إلاّ لبن أمّ الموت لو تدري
رصد السبيل فما تمرّ به قدم و لا النسمات إذ تسري
وا شقوتي إنّ الطريق إلى سكني على مستحسن النكر
إنّي لأعلم إنّما قدمي تسعى حثيثا بي " القبر
قال الفتى هيهات خوفك لن يجديك شيئا ربّة الطهر
فتشجهي و عليّ فاتّكلي فأنا الذي يحميك من هنري
قالت أخاف من الخؤون على هذا الشباب الناعم النّضر
فأجابها لا تجزعي و ثقي أنّي على ثقة من النّصر
عادت كأن لم يعرها خلل تخد القفار سفينة البرّ
و اللّيل معتكر يجيش كما جاشت هموم النّفس في الصدر
فكأنّه الآمال واسعة و البحر في مدّ و في جزر
و كأنّ أنجمه و قد سقطت دمع الدّلال و ناصع الدّر
و البدر أسفر رغم شامخة قد حاولت تطويه كالسّر
ألقى أشعّته فكان لها لون اللّجين و لؤلؤ الثّغر
فكأنّه الحسناء طالعة من خدرها أو دمية القصر
و كأنّما جنح الظّلام جنى ذنبا فجاء البدر كالغدر
و ضحت مسالك للمطيّة قد كانت شبيه غوامض البحر
فغدت تحاكي السّهم منطلقا في جريها و الطيف إذ يسري
و القوم في لهو و في طرب يتناشدون أطايب الشّعر
حتى إذا صارت بمنعرج و قفت كمنتبه من السّكر
فترجّلت " ليزا " و صاحبها و مشت و أعقبها على الأثر
و استأنفت تلك المطيّة ما قد كان من كرّ و من فر
مشت المليحة و هي مطرقة ما ثمّ من تيه و لا كبر
أنّى تتيه و قد أناخ بها همّ و بعض الهمّ كالوقر
لم تحتسي خمرا و تحسبها ممّا بها نشوى من الخمر
في غابة تحكي ذوائبها في لونها و اللّف و النّشر
ضاقت ذوائبها فما انفجرت إلاّ لسير الذّئب و النمر
كاللّيلة الليلاء ساجية و لربّ ليل ساطع غرّ
قد حاول القمر المنير بها ما حاول الإيمان في الكفر
تحنو على ظبي و قسورة أرأيتم سرين في صدر ؟
صقر وورقاء ، و من عجب أن تحتمي الورقاء بالصّقر
هذا و أعجب أنّها سلمت منه على ما فيه من غدر
ظلّت تسير و ظلّ يتبعها ما نمّ من إثم و لا وزر
طال الطريق و طال سيرها لكنّ عمر اللّيل في قصر
حتّى إذا سفر الصّباح و قد رفع الظّلام و كان كالسّتر
و الغاب أوشك أن يبوح بها و به ، بلا حذر ، إلى النّهر
نظرت إليه بمقلة طفحت سحرا ووجه فاض بالبشر
قالت له لم يبق من خطر جمّ نحاذره و لا نذر
أنظر فإنّ الصّبح أوشك أن يمحو ضياء الأنجم الزّهر
و أراه دبّ إلى الظّلام فهل هذا دبيب الشّيب في الشّعر
و أسمع ، فأصوات الطيور علت بين النّقا و الضال و السّدر ؟
قال الفتى أو كنت في خطر ؟ قالت له عجبا ألم تدر ؟
فأجابها ما كان في خطر من كان صاحبه الفتى هنري
فتقهقرت فزعا فقال لها لا تهلعي واصغي إلى حرّ
ما كنت بالشّرير قطّ و لا الرّجل الذي يرتاح للشّرّ
لكنّني دهر يجوز على دهر يجوز على بني الدّهر
بل إنّني خطر على فئة منها على خطر ذوي الضّر
قتلوا أبي ظلما فقتلهم عدل و حسبي العدل أن يجري
لا سلم ما بيني و بينهم لا سلم بين الهرّ و الفأر
سيرون في الموت منتقما لا شافع في الأخذ بالثّأر
تالله ما أنساك يا أبتي أبدا و لا أغضي على وتر
قالت لقد هيّجت لي شجنا فإليك ما قد كان أمري
بعث المليك إلى أبي فمضى و أخي معا توّا إلى القصر
فإذا أبي في القبر مرتهن و إذا أخي في ربقة الأسر
يا ساعديّ بترتما ويد الدهر الخؤون أحق بالبتر
نابي و ظفري بتّ بعدكما وحدي بلا ناب و لا ظفر
و يلاه من جور الزّمان بنا و الويل منه لكلّ مغترّ
و كأنّنا و الموت يرتع في أرواحنا مرعى و مستمري
لما انتهت و إذا به دهش حيران كالمأخوذ بالسّحر
شاء الكلام فناله خرس كلّ البلاغة تحت ذا الحصر
و كذلك الغيداء أذهلها ميل إلى هذا الفتى الغرّ
قالت أخي و الله و اقتربت
و إذا به ألقى عباءته برح الخفاء بها عن الجهر
صاحت أخي فيكتور وا طربي روحي ، شقيقي ، مهجتي ، ذخري
و تعانقا ، فبكى فرحا إنّ البخار نتيجة الحرّ
و تساقطت في الخدّ أدمعها كالقطر فوق نواضر الزّهر
...

قل للألي يشكون دهرهم لا بدّ من حلو و من مرّ
صبرا إذا جلل أصابكم فالعسر آخره إلى اليسر

[/frame]

صائد الأفكار 19 - 2 - 2011 02:45 AM

[frame="9 98"]
كأنّي في روض أرى الماء جاريا أمامي ، و فوقي الغيم يجهد بالنشر
توهّمته هما فقلت له انجلي فإنّ همومي ضاق عن وسعها صدري
بربّك سر حيث الخلي فإنّني فتى لا أرى غير المصائب في دهري
فأقشع حتّى لم أشكّ بأنّه أصاخ إلى قولي و ما شكّ في أمري
رعى الله ذيّاك الغمام الذي رعى عهودي و أولاني الجميل ولم يدر
تظلّلت بالأشجار عند اختفائه و يا ربّ ظلّ كان أجمل من قطر
جلست أبثّ الزّهر سرّا كتمته عن الناس حتّى صرت أخفى من السّرّ
و لمّا شكوت الوجد تمايلت كأنّ الذي أشكوه ضرب من الخمر
و أدهشها صبري فأدهشني الهوى دهشت لأنّ الزّهر أدهشها صبري
و لمّا درت أنّي محبّ متيّم بكت و بكائي كلّ ضاحك مفتر
عجبت لها تبكي لمّا بي و لم يكن عجيبا على مثلي البكاء من الصخر
كأنّي بدر ، و الزهور كواكب ، و ذا الروض أفق ضاء بالبدر و الزهر
كأنّي و قد أطلقت نفسي من العنا مليك لي الأغصان كالعسكر المجر
فما أسعد الإنسان في ساعة المنى و ما أجمل الأحلام في أوّل العمر ؟
و هاتفه قد أقلقتني بنوحها فكنت كمخمور أفاق من السّكر
ترى روّعت مثلي من الدّهر بالفرا ق ، أم بدّلت مثلي من اليسر بالعسر
بكيت و لو لم أبك مما بكت له بكيت لمّا بي من سقام و من ضرّ
و نهر إذا والى التجعّد ماؤه ذكرت الأفاعي إذ تلوي على الجمر
تحيط به الأشجار من كلّ جانب كما دار حول الجيد عقد من الدّر
و قد رقمت أغصانها في أديمه كتابا من الأوراق ، سطرا على سطر
كأنّ دنانير تساقط فوقه و ليس دنانير سوى الورق النّضر
كأنّي به المرآة عند صفائها تمثّل ما يدنو إليها و لا تدري
فما كان أدرى الغصن بالنظم و النثر ؟ و ما كان أدرى الماء بالطّيّ و النّشر
ذر المدح و التشبيب بالخمر و المهى فإنّي رأيت الوصف أليق بالشعر
و ما كان نظم الشّعر دأبي و إنّما دعاني إليه الحبّ و الحبّ ذو أمر
و لي قلم كالرّمح يهتزّ في يدي إلى الخير يسعى و الرّماح إلى الشّر
و تفتك هاتيك الأسنّة في الحشى و يحيي الحشى إن راح بفتك بالخير
إذا ما شدا بالطرس أذهب شدوه هموم ذوي الشّكوى ووقر ذوي الوقر
تبختر فوق الطرس يسحب ذيله فقالوا به كبر ، فقلت عن الكبر
لكلّ من الدنيا حبيب و ذا الذي أشدّ به أزري و يعلو به قدري
و يبقى به ذكرى إذا غالني الرّدى حسب الفتى ذكر يدوم إلى الحشر

[/frame]


الساعة الآن 10:19 PM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب

جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى