منتديات المُنى والأرب

منتديات المُنى والأرب (http://www.arabna312.com//index.php)
-   المكتبة العامة (http://www.arabna312.com//forumdisplay.php?f=239)
-   -   سير أعلام النبلاء - محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي (http://www.arabna312.com//showthread.php?t=4018)

أرب جمـال 8 - 2 - 2010 11:26 PM

أم حبيبة أم المؤمنين ( ع )

السيدة المحجبة رملة بنت أبي سفيان صخر بن حرب بن أمية بن [ ص: 219 ] عبد شمس بن عبد مناف بن قصي .

مسندها خمسة وستون حديثا . واتفق لها البخاري ومسلم على حديثين ، وتفرد مسلم بحديثين .

وهي من بنات عم الرسول صلى الله عليه وسلم ، ليس في أزواجه من هي أقرب نسبا إليه منها ، ولا في نسائه من هي أكثر صداقا منها ، ولا من تزوج بها وهي نائية الدار أبعد منها .

عقد له صلى الله عليه وسلم عليها بالحبشة ، وأصدقها عنه صاحب الحبشة أربع مائة دينار ، وجهزها بأشياء .

روت عدة أحاديث .

حدث عنها ، أخواها : الخليفة معاوية ، وعنبسة ، وابن أخيها عبد الله بن عتبة بن أبي سفيان ، وعروة بن الزبير ، وأبو صالح السمان ، وصفية بنت شيبة ، وزينب بنت أبي سلمة ، وشتير بن شكل ، وأبو المليح عامر الهذلي . وآخرون . [ ص: 220 ] وقدمت دمشق زائرة أخاها .

ويقال : قبرها بدمشق . وهذا لا شيء ، بل قبرها بالمدينة . وإنما التي بمقبرة باب الصغير : أم سلمة أسماء بنت يزيد الأنصارية .

قال ابن سعد : ولد أبو سفيان : حنظلة ، المقتول يوم بدر ؛ وأم حبيبة ، توفي عنها زوجها الذي هاجر بها إلى الحبشة : عبيد الله بن جحش بن رياب الأسدي ، مرتدا متنصرا .

عقد عليها للنبي صلى الله عليه وسلم بالحبشة سنة ست ، وكان الولي عثمان بن عفان . كذا قال .

وعن عثمان الأخنسي : أن أم حبيبة ولدت حبيبة بمكة ، قبل هجرة الحبشة .

وعن أبي جعفر الباقر : بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عمرو بن أمية إلى النجاشي يخطب عليه أم حبيبة ، فأصدقها من عنده أربعمائة دينار .

وعن عبد الله بن أبي بكر بن حزم ، وآخر ، قالا : كان الذي زوجها ، وخطب إليه النجاشي : خالد بن سعيد بن العاص بن أمية ، فكان لها يوم قدم بها المدينة بضع وثلاثون سنة .

معمر ، عن الزهري ، عن عروة ، عن أم حبيبة : أنها كانت تحت عبيد [ ص: 221 ] الله ، وأن رسول الله تزوجها بالحبشة ، زوجها إياه النجاشي ، ومهرها أربعة آلاف درهم ؛ وبعث بها مع شرحبيل بن حسنة ، وجهازها كله من عند النجاشي .

ابن لهيعة ، عن الأسود ، عن عروة ، قال : أنكحه إياها بالحبشة عثمان .

ابن سعد : أخبرنا الواقدي : أخبرنا عبد الله بن عمرو بن زهير ، عن إسماعيل بن عمرو بن سعيد ، قال : قالت أم حبيبة : رأيت في النوم عبيد الله زوجي بأسوأ صورة وأشوهها ؛ ففزعت وقلت : تغيرت والله حاله ! فإذا هو يقول حيث أصبح : إني نظرت في الدين ، فلم أر دينا خيرا من النصرانية ، وكنت قد دنت بها ، ثم دخلت في دين محمد ، وقد رجعت ، فأخبرته بالرؤيا ، فلم يحفل بها ؛ وأكب على الخمر ، قالت : فأريت قائلا يقول : يا أم المؤمنين ، ففزعت ؛ فأولتها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يتزوجني . وذكرت القصة بطولها ، وهي منكرة . حسين بن واقد ، عن يزيد النحوي ، عن عكرمة ، عن ابن عباس : إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت قال : نزلت في أزواج النبي صلى الله عليه وسلم خاصة .

إسناده صالح ، وسياق الآيات دال عليه . [ ص: 222 ]

وقيل : إن أم حبيبة لما جاء أبوها إلى النبي صلى الله عليه وسلم ليؤكد عقد الهدنة ، دخل عليها ، فمنعته أن يجلس على فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لمكان الشرك .

وأما ما ورد من طلب أبي سفيان من النبي صلى الله عليه وسلم أن يزوجه بأم حبيبة ، فما صح . ولكن الحديث في مسلم . وحمله الشارحون على التماس تجديد العقد .

وقيل : بل طلب منه أن يزوجه بابنته الأخرى ، واسمها عزة فوهم راوي الحديث ، وقال : أم حبيبة .

وقد كان لأم حبيبة حرمة وجلالة ، ولا سيما في دولة أخيها ؛ ولمكانه منها قيل له : خال المؤمنين .

قال الواقدي ، وأبو عبيد ، والفسوي : ماتت أم حبيبة سنة أربع وأربعين وقال المفضل الغلابي : سنة اثنتين وأربعين .

وشذ أحمد بن زهير ، فقال : توفيت قبل معاوية بسنة .

الواقدي : أخبرنا عبد الله بن جعفر ، عن عبد الواحد بن أبي عون ، قال : لما بلغ أبا سفيان نكاح النبي صلى الله عليه وسلم ابنته ، قال : ذاك الفحل ، لا يقرع أنفه . [ ص: 223 ]

الواقدي : حدثنا محمد بن عبد الله ، عن الزهري ، قال : لما قدم أبو سفيان المدينة ، والنبي صلى الله عليه وسلم يريد غزو مكة ، فكلمه في أن يزيد في الهدنة ، فلم يقبل عليه ، فقام فدخل على ابنته أم حبيبة ، فلما ذهب ليجلس على فراش النبي صلى الله عليه وسلم ، طوته دونه ، فقال : يا بنية ، أرغبت بهذا الفراش عني ، أم بي عنه ؟ قالت : بل هو فراش رسول الله ، وأنت امرؤ نجس مشرك ، فقال : يا بنية ، لقد أصابك بعدي شر .

قال عطاء : أخبرني ابن شوال : أن أم حبيبة أخبرته : أن رسول الله أمرها أن تنفر من جمع بليل .

الواقدي : حدثني أبو بكر بن أبي سبرة ، عن عبد المجيد بن سهيل ، عن عوف بن الحارث : سمعت عائشة تقول : دعتني أم حبيبة عند موتها ، فقالت : قد كان يكون بيننا ما يكون بين الضرائر ، فغفر الله لي ولك ما كان من ذلك ، فقلت : غفر الله لك ذلك كله وحللك من ذلك ، فقالت : سررتني سرك الله ، وأرسلت إلى أم سلمة ، فقالت لها مثل ذلك .

أرب جمـال 8 - 2 - 2010 11:26 PM

أم أيمن ( ق )

الحبشية ، مولاة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وحاضنته ورثها من أبيه ، ثم أعتقها [ ص: 224 ] عندما تزوج بخديجة .

وكانت من المهاجرات الأول .

اسمها : بركة . وقد تزوجها عبيد بن الحارث الخزرجي ، فولدت له : أيمن . ولأيمن هجرة وجهاد ، استشهد يوم حنين . ثم تزوجها زيد بن حارثة ليالي بعث النبي صلى الله عليه وسلم ، فولدت له أسامة بن زيد ، حب رسول الله صلى الله عليه وسلم .

روي بإسناد واه مرسل : أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول لأم أيمن : يا أمه ، ويقول : هذه بقية أهل بيتي .

جرير بن حازم : حدثنا عثمان بن القاسم ، قال : لما هاجرت أم أيمن أمست بالمنصرف دون الروحاء ، فعطشت وليس معها ماء وهي صائمة ، وجهدت ، فدلي عليها من السماء دلو من ماء برشاء أبيض ، فشربت ، وكانت تقول : ما أصابني بعد ذلك عطش ، ولقد تعرضت للعطش بالصوم في الهواجر فما عطشت .

قال فضيل بن مرزوق ، عن سفيان بن عقبة ، قال : كانت أم أيمن تلطف النبي صلى الله عليه وسلم وتقوم عليه ، فقال : من سره أن يتزوج امرأة من أهل الجنة ، فليتزوج أم أيمن

[ ص: 225 ] قال : فتزوجها زيد .

أبو نعيم : حدثنا أبو معشر ، عن محمد بن قيس : جاءت أم أيمن ، فقالت : يا رسول الله ، احملني . قال : أحملك على ولد الناقة . قالت : إنه لا يطيقني ، ولا أريده . قال : لا أحملك إلا عليه . يعني : يمازحها .

الواقدي ، عن عائذ بن يحيى ، عن أبي الحويرث : أن أم أيمن قالت يوم حنين : سبت الله أقدامكم ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : اسكتي ، فإنك عسراء اللسان .

وقال أبو جعفر الباقر : دخلت أم أيمن على النبي صلى الله عليه وسلم ، فقالت : سلام لا عليكم ، فرخص لها أن تقول : السلام .

معتمر بن سليمان ، عن أبيه : حدثنا أنس : إن الرجل كان يجعل للنبي صلى الله عليه وسلم من ماله النخلات ، حتى فتحت قريظة والنضير ، فجعل يرد . وإن أهلي أمرتني أن أسأل النبي صلى الله عليه وسلم الذي كان أهله أعطوه . أو بعضه ، وكان النبي أعطى ذاك أم أيمن ، فسألته فأعطانيهن ، فجاءت أم أيمن ، فجعلت الثوب في عنقي ، وجعلت تقول : كلا والله ، لا يعطيكهن ، وقد أعطانيهن ، فقال [ ص: 226 ] النبي صلى الله عليه وسلم : لك كذا ، وتقول : كلا والله . . . وذكر الحديث .

الوليد : حدثنا عبد الرحمن بن نمر ، عن الزهري : حدثني حرملة ، مولى أسامة بن زيد : أنه بينا هو جالس مع ابن عمر ، إذ دخل الحجاج بن أيمن ، فصلى صلاة لم يتم ركوعها ، ولا سجودها ، فدعاه ابن عمر ، وقال : أتحسب أنك قد صليت ؟ إنك لم تصل ، فعد لصلاتك فلما ولى ! قال ابن عمر : من هذا ؟ فقلت : الحجاج بن أيمن بن أم أيمن ، فقال : لو رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لأحبه .

حماد بن سلمة ، عن ثابت ، عن أنس : أن أم أيمن بكت حين مات النبي صلى الله عليه وسلم . قيل لها : أتبكين ؟ قالت : والله ، لقد علمت أنه سيموت ؛ ولكني إنما أبكي على الوحي إذ انقطع عنا من السماء .

وروى قيس بن مسلم ، عن طارق قال : لما قتل عمر ، بكت أم أيمن ، [ ص: 227 ] وقالت : اليوم وهي الإسلام . وبكت حين قبض النبي صلى الله عليه وسلم .

قال الواقدي : ماتت في خلافة عثمان .

ولها في مسند بقي : خمسة أحاديث .

أرب جمـال 8 - 2 - 2010 11:27 PM

حفصة أم المؤمنين ( ع )

الستر الرفيع ، بنت أمير المؤمنين أبي حفص عمر بن الخطاب تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم بعد انقضاء عدتها من خنيس بن حذافة السهمي أحد المهاجرين ، في سنة ثلاث من الهجرة .

قالت عائشة : هي التي كانت تساميني من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم - .

وروي أن مولدها كان قبل المبعث بخمس سنين فعلى هذا يكون دخول النبي صلى الله عليه وسلم بها ولها نحو من عشرين سنة .

روت عنه عدة أحاديث .

روى عنها : أخوها ابن عمر ، وهي أسن منه بست سنين ، وحارثة بن [ ص: 228 ] وهب ، وشتير بن شكل والمطلب بن أبي وداعة ، وعبد الله بن صفوان الجمحي ، وطائفة .

وكانت لما تأيمت ، عرضها أبوها على أبي بكر ، فلم يجبه بشيء ؛ وعرضها على عثمان ، فقال : بدا لي ألا أتزوج اليوم ، فوجد عليهما ، وانكسر ، وشكا حاله إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال : يتزوج حفصة من هو خير من عثمان ؛ ويتزوج عثمان من هي خير من حفصة ، ثم خطبها ، فزوجه عمر .

وزوج رسول الله عثمان بابنته رقية بعد وفاة أختها .

ولما أن زوجها عمر ، لقيه أبو بكر ، فاعتذر ، وقال : لا تجد علي ، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان قد ذكر حفصة ؛ فلم أكن لأفشي سره ، ولو تركها ، لتزوجتها .


وروي : أن النبي صلى الله عليه وسلم ، طلق حفصة تطليقة ، ثم راجعها بأمر جبريل - عليه السلام - له بذلك ، وقال : إنها صوامة ، قوامة ، وهي زوجتك في الجنة [ ص: 229 ] إسناده صالح . يرويه موسى بن علي بن رباح ، عن أبيه ، عن عقبة بن عامر الجهني .

وحفصة ، وعائشة هما اللتان تظاهرتا على النبي صلى الله عليه وسلم ؛ فأنزل الله فيهما : إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما وإن تظاهرا عليه فإن الله هو مولاه وجبريل الآية .

موسى بن علي بن رباح ، عن أبيه ، عن عقبة ، قال : طلق رسول الله صلى الله عليه وسلم حفصة ؛ فبلغ ذلك عمر ، فحثا على رأسه التراب ، وقال : ما يعبأ الله بعمر وابنته ، فنزل جبريل من الغد ، وقال للنبي صلى الله عليه وسلم : إن الله يأمرك أن تراجع حفصة رحمة لعمر رضي الله عنهما .

توفيت حفصة سنة إحدى وأربعين عام الجماعة .

وقيل : توفيت سنة خمس وأربعين بالمدينة وصلى عليها والي المدينة مروان . قاله الواقدي ، عن معمر ، عن الزهري ، عن سالم . [ ص: 230 ]

ومسندها في كتاب بقي بن مخلد ستون حديثا .

اتفق لها الشيخان على أربعة أحاديث . وانفرد مسلم بستة أحاديث .

ويروى عن عمر : أن حفصة ولدت إذ قريش تبني البيت .

وقيل : بنى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم في شعبان سنة ثلاث .

قال الواقدي : حدثني علي بن مسلم ، عن أبيه : رأيت مروان فيمن حمل سرير حفصة ؛ وحملها أبو هريرة من دار المغيرة إلى قبرها .

حماد بن سلمة : أخبرنا أبو عمران الجوني ، عن قيس بن زيد : أن النبي صلى الله عليه وسلم ، طلق حفصة ؛ فدخل عليها خالاها : قدامة ، وعثمان ؛ فبكت ، وقالت : والله ما طلقني عن شبع . وجاء النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال : قال [ ص: 231 ] لي جبريل : راجع حفصة فإنها صوامة ، قوامة ، وإنها زوجتك في الجنة .

وروى نحوه من كلام جبريل الحسن بن أبي جعفر ، عن ثابت ، عن أنس ، مرفوعا .

أرب جمـال 8 - 2 - 2010 11:28 PM

صفية أم المؤمنين ( ع )

بنت حيي بن أخطب بن سعية ، من سبط اللاوي بن نبي الله إسرائيل بن إسحاق بن إبراهيم - عليهم السلام . ثم من ذرية رسول الله هارون - عليه السلام .

تزوجها قبل إسلامها : سلام بن أبي الحقيق ، ثم خلف عليها كنانة بن أبي الحقيق ، وكانا من شعراء اليهود ، فقتل كنانة يوم خيبر عنها ، وسبيت ، وصارت في سهم دحية الكلبي ؛ فقيل للنبي صلى الله عليه وسلم عنها ؛ وأنها لا ينبغي أن [ ص: 232 ] تكون إلا لك ، فأخذها من دحية ، وعوضه عنها سبعة أرؤس .

ثم إن النبي صلى الله عليه وسلم لما طهرت ، تزوجها ، وجعل عتقها صداقها .

حدث عنها : علي بن الحسين ، وإسحاق بن عبد الله بن الحارث ، وكنانة مولاها ، وآخرون .

وكانت شريفة عاقلة ، ذات حسب ، وجمال ، ودين رضي الله عنها .

قال أبو عمر بن عبد البر : روينا أن جارية لصفية أتت عمر بن الخطاب ، فقالت : إن صفية تحب السبت ، وتصل اليهود ، فبعث عمر يسألها ، فقالت : أما السبت ، فلم أحبه منذ أبدلني الله به الجمعة ؛ وأما اليهود ، فإن لي فيهم رحما ، فأنا أصلها ، ثم قالت للجارية : ما حملك على [ ص: 233 ] ما صنعت ؟ قالت : الشيطان : قالت : فاذهبي ، فأنت حرة .

وقد مر في المغازي : أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل بها ، وصنعتها له أم سليم ، وركبها وراءه على البعير ، وحجبها ، وأولم عليها ، وأن البعير تعس بهما ، ‌‌‌فوقعا ، وسلمهما الله - تعالى .

وفي جامع أبي عيسى ، من طريق هاشم بن سعيد الكوفي : حدثنا كنانة : حدثتنا صفية بنت حيي ، قالت : دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد بلغني عن عائشة وحفصة كلام ، فذكرت له ذلك ، فقال : ألا قلت : وكيف تكونان خيرا مني ، وزوجي محمد ، وأبي هارون ، وعمي موسى وكان بلغها ، أنهما قالتا : نحن أكرم على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، منها ، نحن أزواجه ، وبنات عمه .

قال ثابت البناني : حدثتني سمية - أو شميسة - عن صفية بنت حيي : أن النبي صلى الله عليه وسلم حج بنسائه ، فبرك بصفية جملها ؛ فبكت ، وجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أخبروه ، فجعل يمسح دموعها بيده ، وهي تبكي ، وهو ينهاها ، فنزل [ ص: 234 ] رسول الله صلى الله عليه وسلم بالناس ؛ فلما كان عند الرواح ، قال لزينب بنت جحش : أفقري أختك جملا - وكانت من أكثرهن ظهرا - فقالت : أنا أفقر يهوديتك ! .

فغضب صلى الله عليه وسلم ، فلم يكلمها ، حتى رجع إلى المدينة ، ومحرم وصفر ؛ فلم يأتها ، ولم يقسم لها ، ويئست منه .

فلما كان ربيع الأول دخل عليها ؛ فلما رأته ، قالت : يا رسول الله ، ما أصنع ؟ قال : وكانت لها جارية تخبؤها من رسول الله ، فقالت : هي لك . قال : فمشى النبي صلى الله عليه وسلم إلى سريرها ، وكان قد رفع ، فوضعه بيده ، ورضي عن أهله
.

الحسين بن الحسن : حدثنا إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن مالك بن مالك ، عن صفية بنت حيي ، قالت : قلت : يا رسول الله ، ليس من نسائك أحد إلا ولها عشيرة ؛ فإن حدث بك حدث ، فإلى من ألجأ ؟ قال : إلى علي رضي الله عنه .

هذا غريب . [ ص: 235 ]

قيل : توفيت سنة ست وثلاثين وقيل : توفيت سنة خمسين .

وكانت صفية ذات حلم ، ووقار .

معن ، عن هشام بن سعد ، عن زيد بن أسلم : أن نبي الله في وجعه الذي توفي فيه ، قالت صفية بنت حيي : والله يا نبي الله لوددت أن الذي بك بي ، فغمزها أزواجه ؛ فأبصرهن ، فقال : مضمضن . قلن : من أي شيء ؟ قال : من تغامزكن بها ، والله إنها لصادقة .

سليمان بن المغيرة ، عن حميد بن هلال ، قال : قالت صفية : رأيت كأني ، وهذا الذي يزعم أن الله أرسله ، وملك يسترنا بجناحيه . قال : فردوا عليها رؤياها ، وقالوا لها في ذلك قولا شديدا .

حماد بن سلمة ، عن ثابت ، عن أنس ، قال : أخذ النبي صلى الله عليه وسلم صفية من دحية بسبعة أرؤس ، ودفعها إلى أم سليم ، حتى تهيئها ، وتصنعها ، وتعتد عندها ، فكانت وليمته : السمن ، والأقط ، والتمر ؛ وفحصت الأرض أفاحيص ، فجعل فيها الأنطاع ، ثم جعل ذلك فيها . [ ص: 236 ]

عبد العزيز بن المختار ، عن يحيى بن أبي إسحاق ، قال لي أنس : أقبلنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا وأبو طلحة ، وصفية رديفته ، فعثرت الناقة ، فصرع ، وصرعت ، فاقتحم أبو طلحة عن راحلته ، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم ؛ فقال : يا نبي الله ، هل ضرك شيء ؟ قال : لا ، عليك بالمرأة ، فألقى أبو طلحة ثوبه على وجهه ، وقصد نحوها ، فنبذ الثوب عليها ، فقامت ، فشدها على راحلته ؛ فركبت ، وركب النبي صلى الله عليه وسلم - .

ابن جريج ، عن زياد بن إسماعيل ، عن سليمان بن عتيق ، عن جابر : أن صفية لما أدخلت على النبي صلى الله عليه وسلم فسطاطه ، حضرنا ، فقال : قوموا عن أمكم ، فلما كان العشي حضرنا ، ونحن نرى أن ثم قسما ، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وفي طرف ردائه نحو من مد ونصف من تمر عجوة ، فقال : كلوا من وليمة أمكم .

زياد ضعيف .

أحمد بن محمد الأ‌‍زرقي : حدثنا عبد الرحمن بن أبي الرجال ، عن ابن عمر ، قال : لما اجتلى رسول الله صلى الله عليه وسلم صفية ، رأى عائشة متنقبة في وسط النساء ، فعرفها ، فأدركها ، فأخذ بثوبها ، فقال : يا شقيراء ، كيف [ ص: 237 ] رأيت ؟ قالت : رأيت يهودية بين يهوديات .

وعن عطاء بن يسار ، قال : لما قدم رسول الله من خيبر ، ومعه صفية ، أنزلها ، فسمع بجمالها نساء الأنصار ، فجئن ينظرن إليها ، وكانت عائشة متنقبة حتى دخلت ، فعرفها ، فلما خرجت ، خرج ، فقال : كيف رأيت ؟ قالت : رأيت يهودية . قال : لا تقولي هذا ، فقد أسلمت .

مخرمة بن بكير ، عن أبيه ، عن ابن المسيب ، قال : قدمت صفية ، وفي أذنيها خرصة من ذهب ، فوهبت لفاطمة منه ، ولنساء معها .

الحسن بن موسى الأشيب : حدثنا زهير : حدثنا كنانة ، قال : كنت أقود بصفية لترد عن عثمان ، فلقيها الأشتر ، فضرب وجه بغلتها حتى مالت ؛ فقالت : ذروني ، لا يفضحني هذا ! ثم وضعت خشبا من منزلها إلى منزل عثمان ، تنقل عليه الماء والطعام .

الواقدي : حدثنا محمد بن موسى ، عن عمارة بن المهاجر ، عن آمنة بنت قيس الغفارية ، قالت : أنا إحدى النساء اللائي زففن صفية يوم دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فسمعتها تقول : ما بلغت سبع عشرة سنة يوم دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم . [ ص: 238 ]

وقبرها بالبقيع .

وقد أوصت بثلثها لأخ لها يهودي ، وكان ثلاثين ألفا .

ورد لها من الحديث عشرة أحاديث ، منها واحد متفق عليه .

أرب جمـال 8 - 2 - 2010 11:29 PM

ميمونة أم المؤمنين ( ع )

بنت الحارث بن حزن بن بجير بن الهزم بن رويبة بن عبد الله بن هلال بن عامر بن صعصعة ، الهلالية .

زوج النبي صلى الله عليه وسلم وأخت أم الفضل زوجة العباس ، وخالة خالد بن الوليد ، وخالة ابن عباس . [ ص: 239 ]

تزوجها - أولا - مسعود بن عمرو الثقفي قبيل الإسلام ، ففارقها . وتزوجها أبو رهم بن عبد العزى ، فمات ، فتزوج بها النبي صلى الله عليه وسلم في وقت فراغه من عمرة القضاء سنة سبع في ذي القعدة ، وبنى بها بسرف - أظنه المكان المعروف بأبي عروة . وكانت من سادات النساء . روت عدة أحاديث .

حدث عنها ابن عباس ، وابن أختها الآخر : عبد الله بن شداد بن الهاد ، وعبيد بن السباق ، [ وعبد الرحمن بن السائب الهلالي ] وابن أختها الرابع : يزيد بن الأصم ، وكريب مولى ابن عباس ، ومولاها سليمان بن يسار ، وأخوه : عطاء بن يسار . وآخرون .

قال ابن سعد : أخبرنا محمد بن عمر : حدثني إبراهيم بن محمد بن موسى ، عن الفضيل بن أبي عبد الله ، عن علي بن عبد الله بن عباس ، قال : لما أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم الخروج إلى مكة عام القضية بعث أوس بن خولي وأبا رافع إلى العباس ؛ فزوجه بميمونة ، فأضلا بعيريهما ؛ فأقاما أياما ببطن رابغ ، حتى أدركهما رسول الله صلى الله عليه وسلم بقديد ، وقد ضما بعيريهما ، فسارا معه ، حتى قدم مكة ، فأرسل إلى العباس ، فذكر ذلك له ، وجعلت ميمونة أمرها إلى النبي صلى الله عليه وسلم كذا قال . وصوابه : إلى العباس فخطبها إلى النبي صلى الله عليه وسلم فزوجها إياه . [ ص: 240 ]

‎وروي عن عكرمة ، عن ابن عباس : أنها جعلت أمرها لما خطبها النبي صلى الله عليه وسلم إلى العباس ؛ فزوجها .

مالك ، عن ربيعة ، عن سليمان بن يسار ، أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث أبا رافع ، ورجلا من الأنصار ، فزوجاه ميمونة ، قبل أن يخرج من المدينة .

قال عبد الكريم الجزري ، عن ميمون بن مهران : دخلت على صفية بنت شيبة ، عجوز كبيرة ، فسألتها : أتزوج النبي صلى الله عليه وسلم ميمونة ، وهو محرم ، قالت : لا ، والله لقد تزوجها وإنهما لحلالان .

أيوب ، عن يزيد بن الأصم ، قال : خطبها ، وهو حلال ، وبنى بها ، وهو حلال .

جرير بن حازم : حدثنا أبو فزارة ، عن يزيد بن الأصم ، عن أبي رافع أن رسول الله تزوج ميمونة حلالا ، وبنى بها حلالا بسرف .
[ ص: 241 ]

حماد بن زيد ، عن مطر الوراق عن ربيعة ، عن سليمان بن يسار ، عن أبي رافع : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوج ميمونة حلالا ، وكنت الرسول بينهما .

الواقدي : حدثنا معمر ، عن الزهري ، عن يزيد بن الأصم ، عن ابن عباس ، قال : تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم ، وهو حلال . هذا منكر . والواقدي متروك . والثابت عن ابن عباس خلافه ، فقال ابن جريج ، عن عطاء ، عنه : إن النبي صلى الله عليه وسلم تزوجها وهو محرم .

وقال أيوب وهشام ، عن عكرمة ، عنه كذلك .

وقال عبد الله بن عثمان بن خثيم ، عن سعيد بن جبير ، عنه مثله .

وعمرو بن دينار ، عن أبي الشعثاء ، عنه نحوه .

فهذا متواتر عنه . [ ص: 242 ]

والأنصاري ، عن حبيب بن الشهيد : سمع ميمون بن مهران ، عنه مثله .

وروى زكريا بن أبي زائدة ، وعبد الله بن أبي السفر ، عن الشعبي : أن النبي صلى الله عليه وسلم تزوج ميمونة ، وهو محرم .

جرير ، عن منصور ، عن مجاهد - مرسلا - مثله .

رباح بن أبي معروف ، عن عطاء ، عن ابن عباس - مرفوعا - مثله . وفيه : وكان ابن عباس لا يرى بذلك بأسا .

وبعض من رأى صحة خبر ابن عباس ، عد الجواز خاصا بالنبي صلى الله عليه وسلم .

وجود هذا الباب ابن سعد ، ثم قال : أخبرنا أبو نعيم : حدثنا جعفر بن برقان ، عن ميمون ، قال : كنت جالسا عند عطاء ، فجاءه رجل فقال : هل يتزوج المحرم ؟ قال : ما حرم الله النكاح منذ أحله ، فقلت : إن عمر بن عبد العزيز كتب إلي - وميمون يومئذ على الجزيرة - : أن سل يزيد بن الأصم : أكان تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم تزوج ميمونة حلالا ، أو حراما ؟ .

فقال يزيد : تزوجها ، وهو حلال .

وكانت ميمونة خالة يزيد .

الواقدي : حدثنا ابن جريج ، عن أبي الزبير ، عن عكرمة : أن ميمونة [ ص: 243 ] وهبت نفسها للنبي صلى الله عليه وسلم .

قال مجاهد : كان اسمها برة ، فسماها رسول الله : ميمونة .

وروى بكير بن الأشج ، عن عبيد الله الخولاني : أنه رأى ميمونة تصلي في درع سابغ ، لا إزار عليها .

حماد بن زيد ، عن أبي فزارة ، عن يزيد بن الأصم : أن ميمونة حلقت رأسها في إحرامها ، فماتت ، ورأسها محمم .

كثير بن هشام : حدثنا جعفر بن برقان : حدثنا يزيد بن الأصم ، قال : تلقيت عائشة ، وهي مقبلة من مكة ، أنا وابن أختها ولد لطلحة ، وقد كنا وقعنا في حائط بالمدينة فأصبنا منه فبلغها ذلك ؛ فأقبلت على ابن أختها تلومه ؛ ثم وعظتني موعظة بليغة ، ثم قالت : أما علمت أن الله ساقك حتى [ ص: 244 ] جعلك في بيت نبيه ؛ ذهبت والله ميمونة ، ورمي بحبلك على غاربك ! أما إنها كانت من أتقانا لله ، وأوصلنا للرحم .

وبه أنبأنا يزيد : أن ذا قرابة لميمونة دخل عليها ، فوجدت منه ريح شراب ، فقالت : لئن لم تخرج إلى المسلمين ، فيجلدوك ، لا تدخل علي أبدا .

إبراهيم بن عقبة ، عن كريب : بعثني ابن عباس أقود بعير ميمونة ، فلم أزل أسمعها تهل ، حتى رمت الجمرة .

أبو نعيم : حدثنا عقبة بن وهب : أخبرنا يزيد بن الأصم : رأيت ميمونة تحلق رأسها . [ ص: 245 ]

جرير بن حازم ، عن أبي فزارة ، عن يزيد بن الأصم ، قال : دفنا ميمونة بسرف في الظلة التي بنى بها فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقد كانت حلقت في الحج . نزلت في قبرها ، أنا وابن عباس .

وعن عطاء : توفيت ميمونة بسرف ، فخرجت مع ابن عباس إليها ، فقال : إذا رفعتم نعشها ، فلا تزلزلوها ، ولا تزعزعوها .

وقيل : توفيت بمكة ، فحملت على الأعناق بأمر ابن عباس إلى سرف ، وقال : ارفقوا بها ؛ فإنها أمكم .

قال الواقدي : ماتت في خلافة يزيد سنة إحدى وستين ولها ثمانون سنة .

قلت : لم تبق إلى هذا الوقت ، فقد ماتت قبل عائشة . وقد مر قول عائشة : ذهبت ميمونة . . .

وقال خليفة : توفيت سنة إحدى وخمسين رضي الله عنها .

روي لها سبعة أحاديث في " الصحيحين " ، وانفرد لها البخاري بحديث . ومسلم بخمسة . وجميع ما روت ثلاثة عشر حديثا .

أرب جمـال 8 - 2 - 2010 11:30 PM

زينب بنت رسول الله

صلى الله عليه وسلم وأكبر أخواتها من المهاجرات السيدات .

تزوجها في حياة أمها ابن خالتها أبو العاص ؛ فولدت له : أمامة التي تزوج بها علي بن أبي طالب بعد فاطمة ، وولدت له : علي بن أبي العاص ، الذي يقال : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أردفه وراءه يوم الفتح ، وأظنه مات صبيا .

وذكر ابن سعد : أن أبا العاص تزوج بزينب قبل النبوة . وهذا بعيد . أسلمت زينب ، وهاجرت قبل إسلام زوجها بست سنين .

فروي عن عائشة ، بإسناد واه : أن أبا العاص شهد بدرا مشركا ، فأسره عبد الله بن جبير الأنصاري ؛ فلما بعث أهل مكة في فداء أساراهم ، جاء في فداء أبي العاص أخوه عمرو ، وبعثت معه زينب بقلادة لها من جزع ظفار - أدخلتها بها خديجة - في فداء زوجها ؛ فلما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم القلادة عرفها ، ورق لها ، وقال : إن رأيتم أن تطلقوا لها أسيرها فعلتم ؟ قالوا : نعم ، فأخذ عليه العهد أن يخلي سبيلها إليه ، ففعل

[ ص: 247 ] وقيل : هاجرت مع أبيها ، ولم يصح .

البزار : حدثنا سهل بن بحر : حدثنا الحسن بن الربيع : حدثنا ابن المبارك ، عن ابن لهيعة : أخبرنا بكير بن الأشج ، عن سليمان بن يسار ، عن أبي هريرة : بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية ، وكنت فيهم ، فقال : إن لقيتم هبار بن الأسود ؛ ونافع بن عبد عمرو ، فأحرقوهما ، وكانا نخسا بزينب بنت رسول الله حين خرجت ، فلم تزل ضبنة حتى ماتت .

ثم قال : إن لقيتموهما ، فاقتلوهما ؛ فإنه لا ينبغي لأحد أن يعذب بعذاب الله
. [ ص: 248 ]

ابن إسحاق ، عن يزيد بن رومان ، قال : صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالناس الصبح ، فلما قام في الصلاة ، نادت زينب : إني قد أجرت أبا العاص بن الربيع ، فلما سلم النبي صلى الله عليه وسلم . قال : ما علمت بهذا ؛ وإنه يجير على الناس أدناهم .

قال الشعبي : أسلمت زينب ، وهاجرت ، ثم أسلم بعد ذلك ، وما فرق بينهما .

وكذا قال قتادة ، وقال : ثم أنزلت " براءة " بعد ، فإذا أسلمت امرأة قبل زوجها ؛ فلا سبيل له عليها ، إلا بخطبة .

وروى حجاج ، عن عمرو بن شعيب ، عن أبيه ، عن جده : أن النبي صلى الله عليه وسلم رد ابنته على أبي العاص بنكاح جديد ، ومهر جديد [ ص: 249 ]

وقال ابن إسحاق ، عن داود بن الحصين ، عن عكرمة ، عن ابن عباس : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رد ابنته إلى أبي العاص بعد سنين بنكاحها الأول ، ولم يحدث صداقا .

وعن محمد بن إبراهيم التيمي ، قال : خرج أبو العاص إلى الشام في عير لقريش ؛ فانتدب لها زيد في سبعين ومائة راكب ؛ فلقوا العير في سنة ست ، فأخذوها ، وأسروا أناسا ، منهم أبو العاص ، فدخل على زينب سحرا ، فأجارته ، ثم سألت أباها ، أن يرد عليه متاعه ، ففعل ، وأمرها ألا يقربها ما دام مشركا ، فرجع إلى مكة ، فأدى إلى كل ذي حق حقه ؛ ثم رجع مسلما مهاجرا في المحرم سنة سبع ، فرد عليه زينب بذاك النكاح الأول . [ ص: 250 ] الزهري ، عن أنس : رأيت على زينب بنت رسول الله برد سيراء من حرير .

توفيت في أول سنة ثمان .

عاصم الأحول ، عن حفصة ، عن أم عطية ، قالت : لما ماتت زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : اغسلنها وترا ، ثلاثا ، أو خمسا ؛ واجعلن في الآخرة كافورا أو شيئا من كافور ؛ فإذا غسلتنها ، فأعلمنني ، فلما غسلناها ، أعطانا حقوه ، فقال : أشعرنها إياه .

أرب جمـال 8 - 2 - 2010 11:32 PM

رقية

بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمها خديجة . [ ص: 251 ]

قال ابن سعد : تزوجها عتبة بن أبي لهب قبل النبوة .

كذا قال ، وصوابه : قبل الهجرة .

فلما أنزلت تبت يدا أبي لهب قال أبوه : رأسي من رأسك حرام ، إن لم تطلق بنته ، ففارقها قبل الدخول .

وأسلمت مع أمها ، وأخواتها . ثم تزوجها عثمان .

قال ابن سعد : هاجرت معه إلى الحبشة ، الهجرتين جميعا .

قال عليه السلام : إنهما لأول من هاجر إلى الله بعد لوط .

وولدت من عثمان عبد الله ، وبه كان يكنى ، وبلغ ست سنين ، فنقره ديك في وجهه ، فطمر وجهه ، فمات .

ثم هاجرت إلى المدينة بعد عثمان ، ومرضت قبيل بدر ، فخلف النبي صلى الله عليه وسلم عليها عثمان ؛ فتوفيت ، والمسلمون ببدر .

فأما رواية ابن سعد : أخبرنا عفان : حدثنا حماد : أخبرنا علي بن زيد ، عن يوسف بن مهران ، عن ابن عباس ، قال : لما ماتت رقية بنت رسول الله ، قال : الحقي بسلفنا عثمان بن مظعون ، فبكت النساء عليها ؛ فجعل عمر يضربهن بسوطه ، فأخذ النبي صلى الله عليه وسلم بيده ، وقال : دعهن يبكين ، ثم [ ص: 252 ] قال : ابكين ، وإياكن ونعيق الشيطان ؛ فإنه مهما يكن من القلب والعين فمن الله والرحمة ، ومهما يكن من اليد واللسان فمن الشيطان ، فقعدت فاطمة على شفير القبر إلى جنب رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعلت تبكي ؛ فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسح الدمع عن عينها بطرف ثوبه .

قلت : هذا منكر .

وقال ابن سعد : ذكرته لمحمد بن عمر ، فقال : الثبت عندنا من جميع الرواية : أن رقية توفيت ورسول الله صلى الله عليه وسلم ببدر فلعل هذا في غير رقية ، أو لعله أتى قبرها بعد بدر زائرا .

أرب جمـال 8 - 2 - 2010 11:36 PM

أم كلثوم بنت رسول الله

صلى الله عليه وسلم ، البضعة الرابعة النبوية .

يقال ، تزوجها عتيبة بن أبي لهب ، ثم فارقها .

وأسلمت ، وهاجرت بعد النبي صلى الله عليه وسلم ، فلما توفيت أختها رقية تزوج بها عثمان - وهي بكر - في ربيع الأول سنة ثلاث ، فلم تلد له . [ ص: 253 ] وتوفيت في شعبان سنة تسع فقال النبي صلى الله عليه وسلم : لو كن عشرا لزوجتهن عثمان حكاه ابن سعد .

وروى صالح بن أبي الأخضر ، عن الزهري ، عن أنس : أنه رأى على أم كلثوم بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم حلة سيراء .

الواقدي : حدثنا فليح ، عن هلال بن أسامة ، عن أنس : رأيت النبي صلى الله عليه وسلم جالسا على قبرها - يعني أم كلثوم - وعيناه تدمعان ، فقال : فيكم أحد لم يقارف الليلة ؟ فقال أبو طلحة : أنا ، قال : انزل .

زوجاته صلى الله عليه وسلم

قال الزهري : تزوج نبي الله صلى الله عليه وسلم ثنتي عشرة عربية محصنات . [ ص: 254 ]

وعن قتادة قال : تزوج خمس عشرة امرأة : ست من قريش . وواحدة من حلفاء قريش ، وسبعة من نساء العرب . وواحدة من بني إسرائيل .

قال أبو عبيد : ثبت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوج ثماني عشرة امرأة : سبع من قريش ، وواحدة من حلفائهم . وتسع من سائر العرب . وواحدة من نساء بني إسرائيل .

فأولهن : خديجة ، ثم سودة ، ثم عائشة ، ثم أم سلمة ، ثم حفصة ، ثم زينب بنت جحش ، ثم جويرية ، ثم أم حبيبة ، ثم صفية ، ثم ميمونة ، ثم فاطمة بنت شريح . ثم تزوج زينب بنت خزيمة ، ثم هند بنت يزيد ، ثم أسماء بنت النعمان ، ثم قتيلة أخت الأشعث ، ثم سنا بنت أسماء السلمية . زوجاته صلى الله عليه وسلم

قال الزهري : تزوج نبي الله صلى الله عليه وسلم ثنتي عشرة عربية محصنات . [ ص: 254 ]

وعن قتادة قال : تزوج خمس عشرة امرأة : ست من قريش . وواحدة من حلفاء قريش ، وسبعة من نساء العرب . وواحدة من بني إسرائيل .

قال أبو عبيد : ثبت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوج ثماني عشرة امرأة : سبع من قريش ، وواحدة من حلفائهم . وتسع من سائر العرب . وواحدة من نساء بني إسرائيل .

فأولهن : خديجة ، ثم سودة ، ثم عائشة ، ثم أم سلمة ، ثم حفصة ، ثم زينب بنت جحش ، ثم جويرية ، ثم أم حبيبة ، ثم صفية ، ثم ميمونة ، ثم فاطمة بنت شريح . ثم تزوج زينب بنت خزيمة ، ثم هند بنت يزيد ، ثم أسماء بنت النعمان ، ثم قتيلة أخت الأشعث ، ثم سنا بنت أسماء السلمية .
العالية

قال الزهري : تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم العالية ، امرأة من بني بكر بن كلاب .

ولأبي معاوية ، عن جميل بن زيد - واه - عن زيد بن كعب بن عجرة ، عن أبيه ، قال : تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم العالية ، من بني غفار ؛ فأدخلت ، فرأى بكشحها بياضا ، فقال : البسي ثيابك ، والحقي بأهلك ، وأمر لها بالصداق .


أرب جمـال 8 - 2 - 2010 11:39 PM

أسماء

قيل : هي أسماء بنت كعب الجونية .

كذا سماها ابن إسحاق ، وقال : لم يدخل بها النبي صلى الله عليه وسلم ، حتى طلقها .

وقال الزهري : تزوج أخت بني الجون الكندي ، فاستعاذت منه ، فقال : لقد عذت معاذا ، الحقي بأهلك .

وقيل : بل هي أسماء بنت النعمان الغفارية .

وعن قتادة ، قال : وتزوج النبي صلى الله عليه وسلم من أهل اليمن : أسماء بنت النعمان الغفارية ؛ فلما دخل بها ، دعاها ، فقالت : تعال أنت ، فطلقها ، وتزوج أم شريك .

أم شريك

امرأة أنصارية . النجارية . [ ص: 256 ]

عن قتادة : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : إني أحب أن أتزوج في الأنصار ؛ ثم إني أكره غيرتهن قال : فلم يدخل بها .

نعم ، وروى عروة بن الزبير ، عن أم شريك : أنها كانت فيمن وهبت نفسها للنبي صلى الله عليه وسلم .
سناء

قال أبو عبيد القاسم بن سلام : وزعم حفص بن النضر السلمي ، وعبد القاهر بن السري : أن النبي صلى الله عليه وسلم تزوج سناء بنت أسماء بن الصلت السلمية ؛ فماتت قبل أن يدخل بها .

وقيل : سناء بنت سفيان الكلابية .
الكلابية

قال الواقدي : قال بعضهم : هي فاطمة بنت الضحاك بن سفيان .

وقيل : عمرة بنت زيد .

وقيل : هي العالية بنت ظبيان . [ ص: 257 ]

وقيل : سناء بنت سفيان .

وقال بعضهم : هي كلابية واحدة ؛ وإنما اختلف في اسمها .

وقال بعضهم : بل كن جماعة .

نقل ذلك الحاكم في أمهات المؤمنين من " مستدركه " .

ابن أخي الزهري ، عن عمه ، عن عروة ، عن عائشة ، قالت : تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم الكلابية ، فلما دخلت عليه ، ودنا منها ، قالت : إني أعوذ بالله منك . قال : لقد عذت بعظيم ، الحقي بأهلك .

وقال ابن إسحاق : تزوج عمرة بنت زيد الكلابية ، وما دخل بها .

وقال ابن شهاب : طلق رسول الله صلى الله عليه وسلم العالية بنت ظبيان ؛ فنكحها ابن عم لها ؛ فولدت له .

وقيل : الكلابية : عمرة بنت حزن ، التي تعوذت .



أرب جمـال 8 - 2 - 2010 11:43 PM

الكندية

قال عبد الله بن محمد بن عقيل : نكح رسول الله صلى الله عليه وسلم امرأة من كندة . وهي الشقية التي سألته أن يفارقها ، ويردها إلى قومها ، ففعل . [ ص: 258 ]

رواه عنه عبيد الله بن عمرو .

وروى الواقدي : حدثنا محمد بن يعقوب بن عتبة ، عن عبد الواحد بن أبي عون : أن النعمان بن أبي الجون الكندي قدم مسلما ، فقال : يا رسول الله ، ألا أزوجك أجمل أيم في العرب ، وقد رغبت فيك ؟ فتزوجها على اثنتي عشرة أوقية ونش ، فقال : لا تقصر بها في المهر . قال : ما أصدقت أحدا فوق هذا .

فبعث معه أبا أسيد ، فلما قدما عليها ، جلست ، وأذنت له ، فقال أبو أسيد : إن نساء رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يراهن الرجال ، فتحملت مع الظعينة على جمل في محفة ؛ فأقبلت بها حتى أنزلتها في بني ساعدة ، فدخل عليها النساء ، فرحبن بها ، ثم خرجن ، فذكرن جمالها ، وشاع ذلك ، فدخل عليها داخل من النساء ، فقيل لها : إنك ملكة ، فإن كنت تريدين أن تحظي عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقولي : أعوذ بالله منك ! فإنه يرغب فيك
.

وعن ابن أبي عون قال : فتزوج الكندية في سنة تسع من ربيع الأول .

الواقدي : حدثنا ابن أبي الزناد ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه : أن الوليد كتب إليه يسأله : هل تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم أخت الأشعث ؟ فقال : ما [ ص: 259 ] تزوجها قط ، ولا تزوج كندية إلا بنت الجون ، فملكها ، فلما أتي بها ، نظر إليها ، فطلقها ، ولم يبن بها .

عن أبي أسيد الساعدي ، قال : تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم أسماء بنت النعمان الجونية فأرسلني ، فجئت بها ، فقالت حفصة لعائشة : اخضبيها أنت ، وأنا أمشطها ، ففعلتا . ثم قالت لها إحداهما : إنه يعجبه أن تقول المرأة : أعوذ بالله منك ! فلما دخلت عليه ، وأرخى الستر ، مد يده إليها ، فقالت : أعوذ بالله منك ! فقال بكمه على وجهه ، فاستتر . وقال : عذت بمعاذ ، وخرج ، فقال : يا أبا أسيد ، ألحقها بأهلها ، ومتعها برازقيين يعني كرباسين .

فكانت تقول : ادعوني الشقية .

إسناده واه . وقد ذكره الحاكم في " مستدركه " . [ ص: 260 ]

وعن زهير بن معاوية : قال : فماتت كمدا .

وعن الكلبي ، قال : خلف على أسماء بنت النعمان المهاجر بن أبي أمية ، فهم عمر أن يعاقبهما ، فقالت : والله ما ضرب علي حجابا ، ولا سميت بأم المؤمنين ، فكف عنها .

قتيلة

يقال : هي أخت الأشعث بن قيس .

قال أبو عبيدة : تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم حين قدم عليه وفد كندة سنة عشر ، فتوفي قبل أن يقدم عليه . ويقال : إنها ارتدت ، فالله أعلم .

خولة

عمارة بن راشد ، حدثنا علي بن زيد ، عن ابن المسيب ، عن خولة بنت حكيم . [ ص: 261 ] وكان النبي صلى الله عليه وسلم تزوجها ؛ فأرجأها فيمن أرجأ من نسائه .

جويرية أم المؤمنين ( ع )

بنت الحارث بن أبي ضرار المصطلقية .

سبيت يوم غزوة المريسيع في السنة الخامسة وكان اسمها : برة ، فغير . وكانت من أجمل النساء .

أتت النبي تطلب منه إعانة في فكاك نفسها ، فقال : أوخير من ذلك ؟ أتزوجك " فأسلمت ، وتزوج بها ؛ وأطلق لها الأسارى من قومها .

وكان أبوها سيدا مطاعا .

حدث عنها : ابن عباس ، وعبيد بن السباق ، وكريب ، ومجاهد . وأبو أيوب يحيى بن مالك الأزدي ، وآخرون . [ ص: 262 ]

عن عائشة ، قالت : كانت جويرية امرأة حلوة ملاحة لا يراها أحد إلا أخذت بنفسه . الحديث بطوله .

زكريا بن أبي زائدة ، عن الشعبي ، قال : أعتق رسول الله صلى الله عليه وسلم جويرية ، واستنكحها ، وجعل صداقها عتق كل مملوك من بني المصطلق . وكانت من ملك اليمين ، فأعتقها ، وتزوجها .

قال ابن سعد وغيره : بنو المصطلق من خزاعة . وكان زوجها ، قبل أن يسلم ، ابن عمها مسافع بن صفوان بن أبي الشفر . [ ص: 263 ]

وقد قدم أبوها الحارث على النبي صلى الله عليه وسلم ، فأسلم .

وعن جويرية ، قالت : تزوجني رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأنا بنت عشرين سنة .

توفيت أم المؤمنين جويرية في سنة خمسين . وقيل : توفيت سنة ست وخمسين رضي الله عنها .

جاء لها سبعة أحاديث : منها عند البخاري حديث . وعند مسلم حديثان .

أيوب ، عن أبي قلابة ، قال : أتى والد جويرية فقال : إن بنتي لا يسبى مثلها ، فأنا أكرم من ذلك ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : أرأيت إن خيرناها ؟ فأتاها أبوها فقال : إن هذا الرجل قد خيرك ، فلا تفضحينا ، فقالت : فإني قد اخترته ، قال : قد والله فضحتنا .

زكريا ، عن الشعبي ، قال : أعتق رسول الله صلى الله عليه وسلم - جويرية ، واستنكحها ، وجعل صداقها عتق كل مملوك من بني المصطلق .

همام ، وغيره ، عن قتادة ، عن أبي أيوب الهجري ، عن جويرية بنت [ ص: 264 ] الحارث : أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل عليها يوم جمعة ، وهي صائمة ، فقال لها : أصمت أمس ؟ قالت : لا . قال : أتريدين أن تصومي غدا ؟ قالت : لا . قال : فأفطري .

رواه شعبة ، وله علة غير مؤثرة ، رواه سعيد ، عن قتادة ، عن ابن المسيب ، عن عبد الله بن عمرو .

شعبة وجماعة ، عن محمد بن عبد الرحمن ، مولى آل طلحة : سمعت كريبا ، عن ابن عباس ، عن جويرية ، قالت : أتى علي رسول الله صلى الله عليه وسلم غدوة وأنا أسبح ؛ ثم انطلق لحاجته ؛ ثم رجع قريبا من نصف النهار ، فقال : أما زلت قاعدة ؟ قلت : نعم . قال : ألا أعلمك كلمات لو عدلن بهن عدلتهن ، أو وزن بهن وزنتهن - يعني جميع ما سبحت - : سبحان الله عدد خلقه ، ثلاث مرات ، سبحان الله زنة عرشه ، ثلاث مرات ، سبحان الله رضا نفسه ، ثلاث مرات ، سبحان الله مداد كلماته ، ثلاث مرات .

يونس ، عن ابن إسحاق : حدثنا محمد بن جعفر بن الزبير ، عن [ ص: 265 ] عروة ، عن عائشة ، قالت : لما قسم رسول الله صلى الله عليه وسلم سبايا بني المصطلق ، وقعت جويرية في سهم رجل ، فكاتبته ، وكانت حلوة ملاحة ، لا يراها أحد إلا أخذت بنفسه ، فأتت رسول الله صلى الله عليه وسلم تستعينه ؛ فكرهتها - يعني لحسنها - فقالت : يا رسول الله ، أنا جويرية بنت الحارث ، سيد قومه ، وقد أصابني من البلاء ما لم يخف عليك ، وقد كاتبت ، فأعني .

فقال : أوخير من ذلك : أؤدي عنك ، وأتزوجك ؟ فقالت : نعم ، ففعل ، فبلغ الناس ، فقالوا : أصهار رسول الله ! فأرسلوا ما كان في أيديهم من بني المصطلق ، فلقد أعتق بها مائة أهل بيت ، فما أعلم امرأة كانت أعظم بركة على قومها منها
.



الساعة الآن 02:01 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب

جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى