![]() |
أم حبيبة أم المؤمنين ( ع )
السيدة المحجبة رملة بنت أبي سفيان صخر بن حرب بن أمية بن [ ص: 219 ] عبد شمس بن عبد مناف بن قصي . مسندها خمسة وستون حديثا . واتفق لها البخاري ومسلم على حديثين ، وتفرد مسلم بحديثين . وهي من بنات عم الرسول صلى الله عليه وسلم ، ليس في أزواجه من هي أقرب نسبا إليه منها ، ولا في نسائه من هي أكثر صداقا منها ، ولا من تزوج بها وهي نائية الدار أبعد منها . عقد له صلى الله عليه وسلم عليها بالحبشة ، وأصدقها عنه صاحب الحبشة أربع مائة دينار ، وجهزها بأشياء . روت عدة أحاديث . حدث عنها ، أخواها : الخليفة معاوية ، وعنبسة ، وابن أخيها عبد الله بن عتبة بن أبي سفيان ، وعروة بن الزبير ، وأبو صالح السمان ، وصفية بنت شيبة ، وزينب بنت أبي سلمة ، وشتير بن شكل ، وأبو المليح عامر الهذلي . وآخرون . [ ص: 220 ] وقدمت دمشق زائرة أخاها . ويقال : قبرها بدمشق . وهذا لا شيء ، بل قبرها بالمدينة . وإنما التي بمقبرة باب الصغير : أم سلمة أسماء بنت يزيد الأنصارية . قال ابن سعد : ولد أبو سفيان : حنظلة ، المقتول يوم بدر ؛ وأم حبيبة ، توفي عنها زوجها الذي هاجر بها إلى الحبشة : عبيد الله بن جحش بن رياب الأسدي ، مرتدا متنصرا . عقد عليها للنبي صلى الله عليه وسلم بالحبشة سنة ست ، وكان الولي عثمان بن عفان . كذا قال . وعن عثمان الأخنسي : أن أم حبيبة ولدت حبيبة بمكة ، قبل هجرة الحبشة . وعن أبي جعفر الباقر : بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عمرو بن أمية إلى النجاشي يخطب عليه أم حبيبة ، فأصدقها من عنده أربعمائة دينار . وعن عبد الله بن أبي بكر بن حزم ، وآخر ، قالا : كان الذي زوجها ، وخطب إليه النجاشي : خالد بن سعيد بن العاص بن أمية ، فكان لها يوم قدم بها المدينة بضع وثلاثون سنة . معمر ، عن الزهري ، عن عروة ، عن أم حبيبة : أنها كانت تحت عبيد [ ص: 221 ] الله ، وأن رسول الله تزوجها بالحبشة ، زوجها إياه النجاشي ، ومهرها أربعة آلاف درهم ؛ وبعث بها مع شرحبيل بن حسنة ، وجهازها كله من عند النجاشي . ابن لهيعة ، عن الأسود ، عن عروة ، قال : أنكحه إياها بالحبشة عثمان . ابن سعد : أخبرنا الواقدي : أخبرنا عبد الله بن عمرو بن زهير ، عن إسماعيل بن عمرو بن سعيد ، قال : قالت أم حبيبة : رأيت في النوم عبيد الله زوجي بأسوأ صورة وأشوهها ؛ ففزعت وقلت : تغيرت والله حاله ! فإذا هو يقول حيث أصبح : إني نظرت في الدين ، فلم أر دينا خيرا من النصرانية ، وكنت قد دنت بها ، ثم دخلت في دين محمد ، وقد رجعت ، فأخبرته بالرؤيا ، فلم يحفل بها ؛ وأكب على الخمر ، قالت : فأريت قائلا يقول : يا أم المؤمنين ، ففزعت ؛ فأولتها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يتزوجني . وذكرت القصة بطولها ، وهي منكرة . حسين بن واقد ، عن يزيد النحوي ، عن عكرمة ، عن ابن عباس : إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت قال : نزلت في أزواج النبي صلى الله عليه وسلم خاصة . إسناده صالح ، وسياق الآيات دال عليه . [ ص: 222 ] وقيل : إن أم حبيبة لما جاء أبوها إلى النبي صلى الله عليه وسلم ليؤكد عقد الهدنة ، دخل عليها ، فمنعته أن يجلس على فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لمكان الشرك . وأما ما ورد من طلب أبي سفيان من النبي صلى الله عليه وسلم أن يزوجه بأم حبيبة ، فما صح . ولكن الحديث في مسلم . وحمله الشارحون على التماس تجديد العقد . وقيل : بل طلب منه أن يزوجه بابنته الأخرى ، واسمها عزة فوهم راوي الحديث ، وقال : أم حبيبة . وقد كان لأم حبيبة حرمة وجلالة ، ولا سيما في دولة أخيها ؛ ولمكانه منها قيل له : خال المؤمنين . قال الواقدي ، وأبو عبيد ، والفسوي : ماتت أم حبيبة سنة أربع وأربعين وقال المفضل الغلابي : سنة اثنتين وأربعين . وشذ أحمد بن زهير ، فقال : توفيت قبل معاوية بسنة . الواقدي : أخبرنا عبد الله بن جعفر ، عن عبد الواحد بن أبي عون ، قال : لما بلغ أبا سفيان نكاح النبي صلى الله عليه وسلم ابنته ، قال : ذاك الفحل ، لا يقرع أنفه . [ ص: 223 ] الواقدي : حدثنا محمد بن عبد الله ، عن الزهري ، قال : لما قدم أبو سفيان المدينة ، والنبي صلى الله عليه وسلم يريد غزو مكة ، فكلمه في أن يزيد في الهدنة ، فلم يقبل عليه ، فقام فدخل على ابنته أم حبيبة ، فلما ذهب ليجلس على فراش النبي صلى الله عليه وسلم ، طوته دونه ، فقال : يا بنية ، أرغبت بهذا الفراش عني ، أم بي عنه ؟ قالت : بل هو فراش رسول الله ، وأنت امرؤ نجس مشرك ، فقال : يا بنية ، لقد أصابك بعدي شر . قال عطاء : أخبرني ابن شوال : أن أم حبيبة أخبرته : أن رسول الله أمرها أن تنفر من جمع بليل . الواقدي : حدثني أبو بكر بن أبي سبرة ، عن عبد المجيد بن سهيل ، عن عوف بن الحارث : سمعت عائشة تقول : دعتني أم حبيبة عند موتها ، فقالت : قد كان يكون بيننا ما يكون بين الضرائر ، فغفر الله لي ولك ما كان من ذلك ، فقلت : غفر الله لك ذلك كله وحللك من ذلك ، فقالت : سررتني سرك الله ، وأرسلت إلى أم سلمة ، فقالت لها مثل ذلك . |
أم أيمن ( ق )
الحبشية ، مولاة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وحاضنته ورثها من أبيه ، ثم أعتقها [ ص: 224 ] عندما تزوج بخديجة . وكانت من المهاجرات الأول . اسمها : بركة . وقد تزوجها عبيد بن الحارث الخزرجي ، فولدت له : أيمن . ولأيمن هجرة وجهاد ، استشهد يوم حنين . ثم تزوجها زيد بن حارثة ليالي بعث النبي صلى الله عليه وسلم ، فولدت له أسامة بن زيد ، حب رسول الله صلى الله عليه وسلم . روي بإسناد واه مرسل : أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول لأم أيمن : يا أمه ، ويقول : هذه بقية أهل بيتي . جرير بن حازم : حدثنا عثمان بن القاسم ، قال : لما هاجرت أم أيمن أمست بالمنصرف دون الروحاء ، فعطشت وليس معها ماء وهي صائمة ، وجهدت ، فدلي عليها من السماء دلو من ماء برشاء أبيض ، فشربت ، وكانت تقول : ما أصابني بعد ذلك عطش ، ولقد تعرضت للعطش بالصوم في الهواجر فما عطشت . قال فضيل بن مرزوق ، عن سفيان بن عقبة ، قال : كانت أم أيمن تلطف النبي صلى الله عليه وسلم وتقوم عليه ، فقال : من سره أن يتزوج امرأة من أهل الجنة ، فليتزوج أم أيمن [ ص: 225 ] قال : فتزوجها زيد . أبو نعيم : حدثنا أبو معشر ، عن محمد بن قيس : جاءت أم أيمن ، فقالت : يا رسول الله ، احملني . قال : أحملك على ولد الناقة . قالت : إنه لا يطيقني ، ولا أريده . قال : لا أحملك إلا عليه . يعني : يمازحها . الواقدي ، عن عائذ بن يحيى ، عن أبي الحويرث : أن أم أيمن قالت يوم حنين : سبت الله أقدامكم ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : اسكتي ، فإنك عسراء اللسان . وقال أبو جعفر الباقر : دخلت أم أيمن على النبي صلى الله عليه وسلم ، فقالت : سلام لا عليكم ، فرخص لها أن تقول : السلام . معتمر بن سليمان ، عن أبيه : حدثنا أنس : إن الرجل كان يجعل للنبي صلى الله عليه وسلم من ماله النخلات ، حتى فتحت قريظة والنضير ، فجعل يرد . وإن أهلي أمرتني أن أسأل النبي صلى الله عليه وسلم الذي كان أهله أعطوه . أو بعضه ، وكان النبي أعطى ذاك أم أيمن ، فسألته فأعطانيهن ، فجاءت أم أيمن ، فجعلت الثوب في عنقي ، وجعلت تقول : كلا والله ، لا يعطيكهن ، وقد أعطانيهن ، فقال [ ص: 226 ] النبي صلى الله عليه وسلم : لك كذا ، وتقول : كلا والله . . . وذكر الحديث . الوليد : حدثنا عبد الرحمن بن نمر ، عن الزهري : حدثني حرملة ، مولى أسامة بن زيد : أنه بينا هو جالس مع ابن عمر ، إذ دخل الحجاج بن أيمن ، فصلى صلاة لم يتم ركوعها ، ولا سجودها ، فدعاه ابن عمر ، وقال : أتحسب أنك قد صليت ؟ إنك لم تصل ، فعد لصلاتك فلما ولى ! قال ابن عمر : من هذا ؟ فقلت : الحجاج بن أيمن بن أم أيمن ، فقال : لو رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لأحبه . حماد بن سلمة ، عن ثابت ، عن أنس : أن أم أيمن بكت حين مات النبي صلى الله عليه وسلم . قيل لها : أتبكين ؟ قالت : والله ، لقد علمت أنه سيموت ؛ ولكني إنما أبكي على الوحي إذ انقطع عنا من السماء . وروى قيس بن مسلم ، عن طارق قال : لما قتل عمر ، بكت أم أيمن ، [ ص: 227 ] وقالت : اليوم وهي الإسلام . وبكت حين قبض النبي صلى الله عليه وسلم . قال الواقدي : ماتت في خلافة عثمان . ولها في مسند بقي : خمسة أحاديث . |
حفصة أم المؤمنين ( ع )
الستر الرفيع ، بنت أمير المؤمنين أبي حفص عمر بن الخطاب تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم بعد انقضاء عدتها من خنيس بن حذافة السهمي أحد المهاجرين ، في سنة ثلاث من الهجرة . قالت عائشة : هي التي كانت تساميني من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم - . وروي أن مولدها كان قبل المبعث بخمس سنين فعلى هذا يكون دخول النبي صلى الله عليه وسلم بها ولها نحو من عشرين سنة . روت عنه عدة أحاديث . روى عنها : أخوها ابن عمر ، وهي أسن منه بست سنين ، وحارثة بن [ ص: 228 ] وهب ، وشتير بن شكل والمطلب بن أبي وداعة ، وعبد الله بن صفوان الجمحي ، وطائفة . وكانت لما تأيمت ، عرضها أبوها على أبي بكر ، فلم يجبه بشيء ؛ وعرضها على عثمان ، فقال : بدا لي ألا أتزوج اليوم ، فوجد عليهما ، وانكسر ، وشكا حاله إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال : يتزوج حفصة من هو خير من عثمان ؛ ويتزوج عثمان من هي خير من حفصة ، ثم خطبها ، فزوجه عمر . وزوج رسول الله عثمان بابنته رقية بعد وفاة أختها . ولما أن زوجها عمر ، لقيه أبو بكر ، فاعتذر ، وقال : لا تجد علي ، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان قد ذكر حفصة ؛ فلم أكن لأفشي سره ، ولو تركها ، لتزوجتها . وروي : أن النبي صلى الله عليه وسلم ، طلق حفصة تطليقة ، ثم راجعها بأمر جبريل - عليه السلام - له بذلك ، وقال : إنها صوامة ، قوامة ، وهي زوجتك في الجنة [ ص: 229 ] إسناده صالح . يرويه موسى بن علي بن رباح ، عن أبيه ، عن عقبة بن عامر الجهني . وحفصة ، وعائشة هما اللتان تظاهرتا على النبي صلى الله عليه وسلم ؛ فأنزل الله فيهما : إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما وإن تظاهرا عليه فإن الله هو مولاه وجبريل الآية . موسى بن علي بن رباح ، عن أبيه ، عن عقبة ، قال : طلق رسول الله صلى الله عليه وسلم حفصة ؛ فبلغ ذلك عمر ، فحثا على رأسه التراب ، وقال : ما يعبأ الله بعمر وابنته ، فنزل جبريل من الغد ، وقال للنبي صلى الله عليه وسلم : إن الله يأمرك أن تراجع حفصة رحمة لعمر رضي الله عنهما . توفيت حفصة سنة إحدى وأربعين عام الجماعة . وقيل : توفيت سنة خمس وأربعين بالمدينة وصلى عليها والي المدينة مروان . قاله الواقدي ، عن معمر ، عن الزهري ، عن سالم . [ ص: 230 ] ومسندها في كتاب بقي بن مخلد ستون حديثا . اتفق لها الشيخان على أربعة أحاديث . وانفرد مسلم بستة أحاديث . ويروى عن عمر : أن حفصة ولدت إذ قريش تبني البيت . وقيل : بنى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم في شعبان سنة ثلاث . قال الواقدي : حدثني علي بن مسلم ، عن أبيه : رأيت مروان فيمن حمل سرير حفصة ؛ وحملها أبو هريرة من دار المغيرة إلى قبرها . حماد بن سلمة : أخبرنا أبو عمران الجوني ، عن قيس بن زيد : أن النبي صلى الله عليه وسلم ، طلق حفصة ؛ فدخل عليها خالاها : قدامة ، وعثمان ؛ فبكت ، وقالت : والله ما طلقني عن شبع . وجاء النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال : قال [ ص: 231 ] لي جبريل : راجع حفصة فإنها صوامة ، قوامة ، وإنها زوجتك في الجنة . وروى نحوه من كلام جبريل الحسن بن أبي جعفر ، عن ثابت ، عن أنس ، مرفوعا . |
صفية أم المؤمنين ( ع )
بنت حيي بن أخطب بن سعية ، من سبط اللاوي بن نبي الله إسرائيل بن إسحاق بن إبراهيم - عليهم السلام . ثم من ذرية رسول الله هارون - عليه السلام . تزوجها قبل إسلامها : سلام بن أبي الحقيق ، ثم خلف عليها كنانة بن أبي الحقيق ، وكانا من شعراء اليهود ، فقتل كنانة يوم خيبر عنها ، وسبيت ، وصارت في سهم دحية الكلبي ؛ فقيل للنبي صلى الله عليه وسلم عنها ؛ وأنها لا ينبغي أن [ ص: 232 ] تكون إلا لك ، فأخذها من دحية ، وعوضه عنها سبعة أرؤس . ثم إن النبي صلى الله عليه وسلم لما طهرت ، تزوجها ، وجعل عتقها صداقها . حدث عنها : علي بن الحسين ، وإسحاق بن عبد الله بن الحارث ، وكنانة مولاها ، وآخرون . وكانت شريفة عاقلة ، ذات حسب ، وجمال ، ودين رضي الله عنها . قال أبو عمر بن عبد البر : روينا أن جارية لصفية أتت عمر بن الخطاب ، فقالت : إن صفية تحب السبت ، وتصل اليهود ، فبعث عمر يسألها ، فقالت : أما السبت ، فلم أحبه منذ أبدلني الله به الجمعة ؛ وأما اليهود ، فإن لي فيهم رحما ، فأنا أصلها ، ثم قالت للجارية : ما حملك على [ ص: 233 ] ما صنعت ؟ قالت : الشيطان : قالت : فاذهبي ، فأنت حرة . وقد مر في المغازي : أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل بها ، وصنعتها له أم سليم ، وركبها وراءه على البعير ، وحجبها ، وأولم عليها ، وأن البعير تعس بهما ، فوقعا ، وسلمهما الله - تعالى . وفي جامع أبي عيسى ، من طريق هاشم بن سعيد الكوفي : حدثنا كنانة : حدثتنا صفية بنت حيي ، قالت : دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد بلغني عن عائشة وحفصة كلام ، فذكرت له ذلك ، فقال : ألا قلت : وكيف تكونان خيرا مني ، وزوجي محمد ، وأبي هارون ، وعمي موسى وكان بلغها ، أنهما قالتا : نحن أكرم على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، منها ، نحن أزواجه ، وبنات عمه . قال ثابت البناني : حدثتني سمية - أو شميسة - عن صفية بنت حيي : أن النبي صلى الله عليه وسلم حج بنسائه ، فبرك بصفية جملها ؛ فبكت ، وجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أخبروه ، فجعل يمسح دموعها بيده ، وهي تبكي ، وهو ينهاها ، فنزل [ ص: 234 ] رسول الله صلى الله عليه وسلم بالناس ؛ فلما كان عند الرواح ، قال لزينب بنت جحش : أفقري أختك جملا - وكانت من أكثرهن ظهرا - فقالت : أنا أفقر يهوديتك ! . فغضب صلى الله عليه وسلم ، فلم يكلمها ، حتى رجع إلى المدينة ، ومحرم وصفر ؛ فلم يأتها ، ولم يقسم لها ، ويئست منه . فلما كان ربيع الأول دخل عليها ؛ فلما رأته ، قالت : يا رسول الله ، ما أصنع ؟ قال : وكانت لها جارية تخبؤها من رسول الله ، فقالت : هي لك . قال : فمشى النبي صلى الله عليه وسلم إلى سريرها ، وكان قد رفع ، فوضعه بيده ، ورضي عن أهله . الحسين بن الحسن : حدثنا إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن مالك بن مالك ، عن صفية بنت حيي ، قالت : قلت : يا رسول الله ، ليس من نسائك أحد إلا ولها عشيرة ؛ فإن حدث بك حدث ، فإلى من ألجأ ؟ قال : إلى علي رضي الله عنه . هذا غريب . [ ص: 235 ] قيل : توفيت سنة ست وثلاثين وقيل : توفيت سنة خمسين . وكانت صفية ذات حلم ، ووقار . معن ، عن هشام بن سعد ، عن زيد بن أسلم : أن نبي الله في وجعه الذي توفي فيه ، قالت صفية بنت حيي : والله يا نبي الله لوددت أن الذي بك بي ، فغمزها أزواجه ؛ فأبصرهن ، فقال : مضمضن . قلن : من أي شيء ؟ قال : من تغامزكن بها ، والله إنها لصادقة . سليمان بن المغيرة ، عن حميد بن هلال ، قال : قالت صفية : رأيت كأني ، وهذا الذي يزعم أن الله أرسله ، وملك يسترنا بجناحيه . قال : فردوا عليها رؤياها ، وقالوا لها في ذلك قولا شديدا . حماد بن سلمة ، عن ثابت ، عن أنس ، قال : أخذ النبي صلى الله عليه وسلم صفية من دحية بسبعة أرؤس ، ودفعها إلى أم سليم ، حتى تهيئها ، وتصنعها ، وتعتد عندها ، فكانت وليمته : السمن ، والأقط ، والتمر ؛ وفحصت الأرض أفاحيص ، فجعل فيها الأنطاع ، ثم جعل ذلك فيها . [ ص: 236 ] عبد العزيز بن المختار ، عن يحيى بن أبي إسحاق ، قال لي أنس : أقبلنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا وأبو طلحة ، وصفية رديفته ، فعثرت الناقة ، فصرع ، وصرعت ، فاقتحم أبو طلحة عن راحلته ، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم ؛ فقال : يا نبي الله ، هل ضرك شيء ؟ قال : لا ، عليك بالمرأة ، فألقى أبو طلحة ثوبه على وجهه ، وقصد نحوها ، فنبذ الثوب عليها ، فقامت ، فشدها على راحلته ؛ فركبت ، وركب النبي صلى الله عليه وسلم - . ابن جريج ، عن زياد بن إسماعيل ، عن سليمان بن عتيق ، عن جابر : أن صفية لما أدخلت على النبي صلى الله عليه وسلم فسطاطه ، حضرنا ، فقال : قوموا عن أمكم ، فلما كان العشي حضرنا ، ونحن نرى أن ثم قسما ، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وفي طرف ردائه نحو من مد ونصف من تمر عجوة ، فقال : كلوا من وليمة أمكم . زياد ضعيف . أحمد بن محمد الأزرقي : حدثنا عبد الرحمن بن أبي الرجال ، عن ابن عمر ، قال : لما اجتلى رسول الله صلى الله عليه وسلم صفية ، رأى عائشة متنقبة في وسط النساء ، فعرفها ، فأدركها ، فأخذ بثوبها ، فقال : يا شقيراء ، كيف [ ص: 237 ] رأيت ؟ قالت : رأيت يهودية بين يهوديات . وعن عطاء بن يسار ، قال : لما قدم رسول الله من خيبر ، ومعه صفية ، أنزلها ، فسمع بجمالها نساء الأنصار ، فجئن ينظرن إليها ، وكانت عائشة متنقبة حتى دخلت ، فعرفها ، فلما خرجت ، خرج ، فقال : كيف رأيت ؟ قالت : رأيت يهودية . قال : لا تقولي هذا ، فقد أسلمت . مخرمة بن بكير ، عن أبيه ، عن ابن المسيب ، قال : قدمت صفية ، وفي أذنيها خرصة من ذهب ، فوهبت لفاطمة منه ، ولنساء معها . الحسن بن موسى الأشيب : حدثنا زهير : حدثنا كنانة ، قال : كنت أقود بصفية لترد عن عثمان ، فلقيها الأشتر ، فضرب وجه بغلتها حتى مالت ؛ فقالت : ذروني ، لا يفضحني هذا ! ثم وضعت خشبا من منزلها إلى منزل عثمان ، تنقل عليه الماء والطعام . الواقدي : حدثنا محمد بن موسى ، عن عمارة بن المهاجر ، عن آمنة بنت قيس الغفارية ، قالت : أنا إحدى النساء اللائي زففن صفية يوم دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فسمعتها تقول : ما بلغت سبع عشرة سنة يوم دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم . [ ص: 238 ] وقبرها بالبقيع . وقد أوصت بثلثها لأخ لها يهودي ، وكان ثلاثين ألفا . ورد لها من الحديث عشرة أحاديث ، منها واحد متفق عليه . |
ميمونة أم المؤمنين ( ع )
بنت الحارث بن حزن بن بجير بن الهزم بن رويبة بن عبد الله بن هلال بن عامر بن صعصعة ، الهلالية . زوج النبي صلى الله عليه وسلم وأخت أم الفضل زوجة العباس ، وخالة خالد بن الوليد ، وخالة ابن عباس . [ ص: 239 ] تزوجها - أولا - مسعود بن عمرو الثقفي قبيل الإسلام ، ففارقها . وتزوجها أبو رهم بن عبد العزى ، فمات ، فتزوج بها النبي صلى الله عليه وسلم في وقت فراغه من عمرة القضاء سنة سبع في ذي القعدة ، وبنى بها بسرف - أظنه المكان المعروف بأبي عروة . وكانت من سادات النساء . روت عدة أحاديث . حدث عنها ابن عباس ، وابن أختها الآخر : عبد الله بن شداد بن الهاد ، وعبيد بن السباق ، [ وعبد الرحمن بن السائب الهلالي ] وابن أختها الرابع : يزيد بن الأصم ، وكريب مولى ابن عباس ، ومولاها سليمان بن يسار ، وأخوه : عطاء بن يسار . وآخرون . قال ابن سعد : أخبرنا محمد بن عمر : حدثني إبراهيم بن محمد بن موسى ، عن الفضيل بن أبي عبد الله ، عن علي بن عبد الله بن عباس ، قال : لما أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم الخروج إلى مكة عام القضية بعث أوس بن خولي وأبا رافع إلى العباس ؛ فزوجه بميمونة ، فأضلا بعيريهما ؛ فأقاما أياما ببطن رابغ ، حتى أدركهما رسول الله صلى الله عليه وسلم بقديد ، وقد ضما بعيريهما ، فسارا معه ، حتى قدم مكة ، فأرسل إلى العباس ، فذكر ذلك له ، وجعلت ميمونة أمرها إلى النبي صلى الله عليه وسلم كذا قال . وصوابه : إلى العباس فخطبها إلى النبي صلى الله عليه وسلم فزوجها إياه . [ ص: 240 ] وروي عن عكرمة ، عن ابن عباس : أنها جعلت أمرها لما خطبها النبي صلى الله عليه وسلم إلى العباس ؛ فزوجها . مالك ، عن ربيعة ، عن سليمان بن يسار ، أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث أبا رافع ، ورجلا من الأنصار ، فزوجاه ميمونة ، قبل أن يخرج من المدينة . قال عبد الكريم الجزري ، عن ميمون بن مهران : دخلت على صفية بنت شيبة ، عجوز كبيرة ، فسألتها : أتزوج النبي صلى الله عليه وسلم ميمونة ، وهو محرم ، قالت : لا ، والله لقد تزوجها وإنهما لحلالان . أيوب ، عن يزيد بن الأصم ، قال : خطبها ، وهو حلال ، وبنى بها ، وهو حلال . جرير بن حازم : حدثنا أبو فزارة ، عن يزيد بن الأصم ، عن أبي رافع أن رسول الله تزوج ميمونة حلالا ، وبنى بها حلالا بسرف . [ ص: 241 ] حماد بن زيد ، عن مطر الوراق عن ربيعة ، عن سليمان بن يسار ، عن أبي رافع : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوج ميمونة حلالا ، وكنت الرسول بينهما . الواقدي : حدثنا معمر ، عن الزهري ، عن يزيد بن الأصم ، عن ابن عباس ، قال : تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم ، وهو حلال . هذا منكر . والواقدي متروك . والثابت عن ابن عباس خلافه ، فقال ابن جريج ، عن عطاء ، عنه : إن النبي صلى الله عليه وسلم تزوجها وهو محرم . وقال أيوب وهشام ، عن عكرمة ، عنه كذلك . وقال عبد الله بن عثمان بن خثيم ، عن سعيد بن جبير ، عنه مثله . وعمرو بن دينار ، عن أبي الشعثاء ، عنه نحوه . فهذا متواتر عنه . [ ص: 242 ] والأنصاري ، عن حبيب بن الشهيد : سمع ميمون بن مهران ، عنه مثله . وروى زكريا بن أبي زائدة ، وعبد الله بن أبي السفر ، عن الشعبي : أن النبي صلى الله عليه وسلم تزوج ميمونة ، وهو محرم . جرير ، عن منصور ، عن مجاهد - مرسلا - مثله . رباح بن أبي معروف ، عن عطاء ، عن ابن عباس - مرفوعا - مثله . وفيه : وكان ابن عباس لا يرى بذلك بأسا . وبعض من رأى صحة خبر ابن عباس ، عد الجواز خاصا بالنبي صلى الله عليه وسلم . وجود هذا الباب ابن سعد ، ثم قال : أخبرنا أبو نعيم : حدثنا جعفر بن برقان ، عن ميمون ، قال : كنت جالسا عند عطاء ، فجاءه رجل فقال : هل يتزوج المحرم ؟ قال : ما حرم الله النكاح منذ أحله ، فقلت : إن عمر بن عبد العزيز كتب إلي - وميمون يومئذ على الجزيرة - : أن سل يزيد بن الأصم : أكان تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم تزوج ميمونة حلالا ، أو حراما ؟ . فقال يزيد : تزوجها ، وهو حلال . وكانت ميمونة خالة يزيد . الواقدي : حدثنا ابن جريج ، عن أبي الزبير ، عن عكرمة : أن ميمونة [ ص: 243 ] وهبت نفسها للنبي صلى الله عليه وسلم . قال مجاهد : كان اسمها برة ، فسماها رسول الله : ميمونة . وروى بكير بن الأشج ، عن عبيد الله الخولاني : أنه رأى ميمونة تصلي في درع سابغ ، لا إزار عليها . حماد بن زيد ، عن أبي فزارة ، عن يزيد بن الأصم : أن ميمونة حلقت رأسها في إحرامها ، فماتت ، ورأسها محمم . كثير بن هشام : حدثنا جعفر بن برقان : حدثنا يزيد بن الأصم ، قال : تلقيت عائشة ، وهي مقبلة من مكة ، أنا وابن أختها ولد لطلحة ، وقد كنا وقعنا في حائط بالمدينة فأصبنا منه فبلغها ذلك ؛ فأقبلت على ابن أختها تلومه ؛ ثم وعظتني موعظة بليغة ، ثم قالت : أما علمت أن الله ساقك حتى [ ص: 244 ] جعلك في بيت نبيه ؛ ذهبت والله ميمونة ، ورمي بحبلك على غاربك ! أما إنها كانت من أتقانا لله ، وأوصلنا للرحم . وبه أنبأنا يزيد : أن ذا قرابة لميمونة دخل عليها ، فوجدت منه ريح شراب ، فقالت : لئن لم تخرج إلى المسلمين ، فيجلدوك ، لا تدخل علي أبدا . إبراهيم بن عقبة ، عن كريب : بعثني ابن عباس أقود بعير ميمونة ، فلم أزل أسمعها تهل ، حتى رمت الجمرة . أبو نعيم : حدثنا عقبة بن وهب : أخبرنا يزيد بن الأصم : رأيت ميمونة تحلق رأسها . [ ص: 245 ] جرير بن حازم ، عن أبي فزارة ، عن يزيد بن الأصم ، قال : دفنا ميمونة بسرف في الظلة التي بنى بها فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقد كانت حلقت في الحج . نزلت في قبرها ، أنا وابن عباس . وعن عطاء : توفيت ميمونة بسرف ، فخرجت مع ابن عباس إليها ، فقال : إذا رفعتم نعشها ، فلا تزلزلوها ، ولا تزعزعوها . وقيل : توفيت بمكة ، فحملت على الأعناق بأمر ابن عباس إلى سرف ، وقال : ارفقوا بها ؛ فإنها أمكم . قال الواقدي : ماتت في خلافة يزيد سنة إحدى وستين ولها ثمانون سنة . قلت : لم تبق إلى هذا الوقت ، فقد ماتت قبل عائشة . وقد مر قول عائشة : ذهبت ميمونة . . . وقال خليفة : توفيت سنة إحدى وخمسين رضي الله عنها . روي لها سبعة أحاديث في " الصحيحين " ، وانفرد لها البخاري بحديث . ومسلم بخمسة . وجميع ما روت ثلاثة عشر حديثا . |
زينب بنت رسول الله
صلى الله عليه وسلم وأكبر أخواتها من المهاجرات السيدات . تزوجها في حياة أمها ابن خالتها أبو العاص ؛ فولدت له : أمامة التي تزوج بها علي بن أبي طالب بعد فاطمة ، وولدت له : علي بن أبي العاص ، الذي يقال : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أردفه وراءه يوم الفتح ، وأظنه مات صبيا . وذكر ابن سعد : أن أبا العاص تزوج بزينب قبل النبوة . وهذا بعيد . أسلمت زينب ، وهاجرت قبل إسلام زوجها بست سنين . فروي عن عائشة ، بإسناد واه : أن أبا العاص شهد بدرا مشركا ، فأسره عبد الله بن جبير الأنصاري ؛ فلما بعث أهل مكة في فداء أساراهم ، جاء في فداء أبي العاص أخوه عمرو ، وبعثت معه زينب بقلادة لها من جزع ظفار - أدخلتها بها خديجة - في فداء زوجها ؛ فلما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم القلادة عرفها ، ورق لها ، وقال : إن رأيتم أن تطلقوا لها أسيرها فعلتم ؟ قالوا : نعم ، فأخذ عليه العهد أن يخلي سبيلها إليه ، ففعل [ ص: 247 ] وقيل : هاجرت مع أبيها ، ولم يصح . البزار : حدثنا سهل بن بحر : حدثنا الحسن بن الربيع : حدثنا ابن المبارك ، عن ابن لهيعة : أخبرنا بكير بن الأشج ، عن سليمان بن يسار ، عن أبي هريرة : بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية ، وكنت فيهم ، فقال : إن لقيتم هبار بن الأسود ؛ ونافع بن عبد عمرو ، فأحرقوهما ، وكانا نخسا بزينب بنت رسول الله حين خرجت ، فلم تزل ضبنة حتى ماتت . ثم قال : إن لقيتموهما ، فاقتلوهما ؛ فإنه لا ينبغي لأحد أن يعذب بعذاب الله . [ ص: 248 ] ابن إسحاق ، عن يزيد بن رومان ، قال : صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالناس الصبح ، فلما قام في الصلاة ، نادت زينب : إني قد أجرت أبا العاص بن الربيع ، فلما سلم النبي صلى الله عليه وسلم . قال : ما علمت بهذا ؛ وإنه يجير على الناس أدناهم . قال الشعبي : أسلمت زينب ، وهاجرت ، ثم أسلم بعد ذلك ، وما فرق بينهما . وكذا قال قتادة ، وقال : ثم أنزلت " براءة " بعد ، فإذا أسلمت امرأة قبل زوجها ؛ فلا سبيل له عليها ، إلا بخطبة . وروى حجاج ، عن عمرو بن شعيب ، عن أبيه ، عن جده : أن النبي صلى الله عليه وسلم رد ابنته على أبي العاص بنكاح جديد ، ومهر جديد [ ص: 249 ] وقال ابن إسحاق ، عن داود بن الحصين ، عن عكرمة ، عن ابن عباس : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رد ابنته إلى أبي العاص بعد سنين بنكاحها الأول ، ولم يحدث صداقا . وعن محمد بن إبراهيم التيمي ، قال : خرج أبو العاص إلى الشام في عير لقريش ؛ فانتدب لها زيد في سبعين ومائة راكب ؛ فلقوا العير في سنة ست ، فأخذوها ، وأسروا أناسا ، منهم أبو العاص ، فدخل على زينب سحرا ، فأجارته ، ثم سألت أباها ، أن يرد عليه متاعه ، ففعل ، وأمرها ألا يقربها ما دام مشركا ، فرجع إلى مكة ، فأدى إلى كل ذي حق حقه ؛ ثم رجع مسلما مهاجرا في المحرم سنة سبع ، فرد عليه زينب بذاك النكاح الأول . [ ص: 250 ] الزهري ، عن أنس : رأيت على زينب بنت رسول الله برد سيراء من حرير . توفيت في أول سنة ثمان . عاصم الأحول ، عن حفصة ، عن أم عطية ، قالت : لما ماتت زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : اغسلنها وترا ، ثلاثا ، أو خمسا ؛ واجعلن في الآخرة كافورا أو شيئا من كافور ؛ فإذا غسلتنها ، فأعلمنني ، فلما غسلناها ، أعطانا حقوه ، فقال : أشعرنها إياه . |
رقية
بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمها خديجة . [ ص: 251 ] قال ابن سعد : تزوجها عتبة بن أبي لهب قبل النبوة . كذا قال ، وصوابه : قبل الهجرة . فلما أنزلت تبت يدا أبي لهب قال أبوه : رأسي من رأسك حرام ، إن لم تطلق بنته ، ففارقها قبل الدخول . وأسلمت مع أمها ، وأخواتها . ثم تزوجها عثمان . قال ابن سعد : هاجرت معه إلى الحبشة ، الهجرتين جميعا . قال عليه السلام : إنهما لأول من هاجر إلى الله بعد لوط . وولدت من عثمان عبد الله ، وبه كان يكنى ، وبلغ ست سنين ، فنقره ديك في وجهه ، فطمر وجهه ، فمات . ثم هاجرت إلى المدينة بعد عثمان ، ومرضت قبيل بدر ، فخلف النبي صلى الله عليه وسلم عليها عثمان ؛ فتوفيت ، والمسلمون ببدر . فأما رواية ابن سعد : أخبرنا عفان : حدثنا حماد : أخبرنا علي بن زيد ، عن يوسف بن مهران ، عن ابن عباس ، قال : لما ماتت رقية بنت رسول الله ، قال : الحقي بسلفنا عثمان بن مظعون ، فبكت النساء عليها ؛ فجعل عمر يضربهن بسوطه ، فأخذ النبي صلى الله عليه وسلم بيده ، وقال : دعهن يبكين ، ثم [ ص: 252 ] قال : ابكين ، وإياكن ونعيق الشيطان ؛ فإنه مهما يكن من القلب والعين فمن الله والرحمة ، ومهما يكن من اليد واللسان فمن الشيطان ، فقعدت فاطمة على شفير القبر إلى جنب رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعلت تبكي ؛ فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسح الدمع عن عينها بطرف ثوبه . قلت : هذا منكر . وقال ابن سعد : ذكرته لمحمد بن عمر ، فقال : الثبت عندنا من جميع الرواية : أن رقية توفيت ورسول الله صلى الله عليه وسلم ببدر فلعل هذا في غير رقية ، أو لعله أتى قبرها بعد بدر زائرا . |
أم كلثوم بنت رسول الله
صلى الله عليه وسلم ، البضعة الرابعة النبوية . يقال ، تزوجها عتيبة بن أبي لهب ، ثم فارقها . وأسلمت ، وهاجرت بعد النبي صلى الله عليه وسلم ، فلما توفيت أختها رقية تزوج بها عثمان - وهي بكر - في ربيع الأول سنة ثلاث ، فلم تلد له . [ ص: 253 ] وتوفيت في شعبان سنة تسع فقال النبي صلى الله عليه وسلم : لو كن عشرا لزوجتهن عثمان حكاه ابن سعد . وروى صالح بن أبي الأخضر ، عن الزهري ، عن أنس : أنه رأى على أم كلثوم بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم حلة سيراء . الواقدي : حدثنا فليح ، عن هلال بن أسامة ، عن أنس : رأيت النبي صلى الله عليه وسلم جالسا على قبرها - يعني أم كلثوم - وعيناه تدمعان ، فقال : فيكم أحد لم يقارف الليلة ؟ فقال أبو طلحة : أنا ، قال : انزل . زوجاته صلى الله عليه وسلم قال الزهري : تزوج نبي الله صلى الله عليه وسلم ثنتي عشرة عربية محصنات . [ ص: 254 ] وعن قتادة قال : تزوج خمس عشرة امرأة : ست من قريش . وواحدة من حلفاء قريش ، وسبعة من نساء العرب . وواحدة من بني إسرائيل . قال أبو عبيد : ثبت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوج ثماني عشرة امرأة : سبع من قريش ، وواحدة من حلفائهم . وتسع من سائر العرب . وواحدة من نساء بني إسرائيل . فأولهن : خديجة ، ثم سودة ، ثم عائشة ، ثم أم سلمة ، ثم حفصة ، ثم زينب بنت جحش ، ثم جويرية ، ثم أم حبيبة ، ثم صفية ، ثم ميمونة ، ثم فاطمة بنت شريح . ثم تزوج زينب بنت خزيمة ، ثم هند بنت يزيد ، ثم أسماء بنت النعمان ، ثم قتيلة أخت الأشعث ، ثم سنا بنت أسماء السلمية . زوجاته صلى الله عليه وسلم قال الزهري : تزوج نبي الله صلى الله عليه وسلم ثنتي عشرة عربية محصنات . [ ص: 254 ] وعن قتادة قال : تزوج خمس عشرة امرأة : ست من قريش . وواحدة من حلفاء قريش ، وسبعة من نساء العرب . وواحدة من بني إسرائيل . قال أبو عبيد : ثبت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوج ثماني عشرة امرأة : سبع من قريش ، وواحدة من حلفائهم . وتسع من سائر العرب . وواحدة من نساء بني إسرائيل . فأولهن : خديجة ، ثم سودة ، ثم عائشة ، ثم أم سلمة ، ثم حفصة ، ثم زينب بنت جحش ، ثم جويرية ، ثم أم حبيبة ، ثم صفية ، ثم ميمونة ، ثم فاطمة بنت شريح . ثم تزوج زينب بنت خزيمة ، ثم هند بنت يزيد ، ثم أسماء بنت النعمان ، ثم قتيلة أخت الأشعث ، ثم سنا بنت أسماء السلمية . العالية قال الزهري : تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم العالية ، امرأة من بني بكر بن كلاب . ولأبي معاوية ، عن جميل بن زيد - واه - عن زيد بن كعب بن عجرة ، عن أبيه ، قال : تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم العالية ، من بني غفار ؛ فأدخلت ، فرأى بكشحها بياضا ، فقال : البسي ثيابك ، والحقي بأهلك ، وأمر لها بالصداق . |
أسماء
قيل : هي أسماء بنت كعب الجونية . كذا سماها ابن إسحاق ، وقال : لم يدخل بها النبي صلى الله عليه وسلم ، حتى طلقها . وقال الزهري : تزوج أخت بني الجون الكندي ، فاستعاذت منه ، فقال : لقد عذت معاذا ، الحقي بأهلك . وقيل : بل هي أسماء بنت النعمان الغفارية . وعن قتادة ، قال : وتزوج النبي صلى الله عليه وسلم من أهل اليمن : أسماء بنت النعمان الغفارية ؛ فلما دخل بها ، دعاها ، فقالت : تعال أنت ، فطلقها ، وتزوج أم شريك . أم شريك امرأة أنصارية . النجارية . [ ص: 256 ] عن قتادة : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : إني أحب أن أتزوج في الأنصار ؛ ثم إني أكره غيرتهن قال : فلم يدخل بها . نعم ، وروى عروة بن الزبير ، عن أم شريك : أنها كانت فيمن وهبت نفسها للنبي صلى الله عليه وسلم . سناء قال أبو عبيد القاسم بن سلام : وزعم حفص بن النضر السلمي ، وعبد القاهر بن السري : أن النبي صلى الله عليه وسلم تزوج سناء بنت أسماء بن الصلت السلمية ؛ فماتت قبل أن يدخل بها . وقيل : سناء بنت سفيان الكلابية . الكلابية قال الواقدي : قال بعضهم : هي فاطمة بنت الضحاك بن سفيان . وقيل : عمرة بنت زيد . وقيل : هي العالية بنت ظبيان . [ ص: 257 ] وقيل : سناء بنت سفيان . وقال بعضهم : هي كلابية واحدة ؛ وإنما اختلف في اسمها . وقال بعضهم : بل كن جماعة . نقل ذلك الحاكم في أمهات المؤمنين من " مستدركه " . ابن أخي الزهري ، عن عمه ، عن عروة ، عن عائشة ، قالت : تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم الكلابية ، فلما دخلت عليه ، ودنا منها ، قالت : إني أعوذ بالله منك . قال : لقد عذت بعظيم ، الحقي بأهلك . وقال ابن إسحاق : تزوج عمرة بنت زيد الكلابية ، وما دخل بها . وقال ابن شهاب : طلق رسول الله صلى الله عليه وسلم العالية بنت ظبيان ؛ فنكحها ابن عم لها ؛ فولدت له . وقيل : الكلابية : عمرة بنت حزن ، التي تعوذت . |
الساعة الآن 02:01 AM. |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب
جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى |