![]() |
يجـب أن تعفـو عنـه
أمر المهدي بضرب عـُنق رجل. فقام إليه ابن السماك فقال: إن هذا الرجل لا تجب عليه ضرْبُ العنق. قال المهدي: فما يجب عليه؟ قال: تعفو عنه، فإن كان من أجر كان لك دوني، وإن كان من وِزْر كان علـّي دونك. فخلـَّى سبيله. |
يُرضيك هذا!
سار الملك محمد بن السلطان محمود إلى بغداد ليحصرها، ودار القتال على باب البلد فأمر الخليفة المقتفي فنودي ببغداد: كل من جُرح في القتال فله خمسة دنانير. فكان كل من جُرح يُوصَّلُ ذلك إليه وحضر أحد العامة عند الوزير مجروحًا، فقال له الوزير: هذا جرح صغير لا تستحق عليه شيئًا. فعاد الرجل إلى القتال، فضُرب في جوفه فخرجت أمعاؤه فعاد إلى الوزير، فقال له: يا مولانا الوزير، يُرضيك هذا ؟! فضحك منه، وأمر له بِصِلة. من كتاب "التاريخ الباهر في الدولة الأتابكية" لعز الدين بن الأثير |
يعطي الجوز من لا أسنان له!
قال الحضرمي: أقمت مرة بقرطبة ولازمتُ سوق كتبها مدّة أترقـّب فيه وقوع كتاب كان لي بطلبه اعتناء، إلى أن وقع، وهو بخط فصيح وتفسير مليح. ففرحت به أشد الفرح، وجعلت أزيد في ثمنه فيرجع إليَّ: المنادي بالزيادة عليّ، إلى أن بلغ فوق حدّه. فقلت له: ما هذا؟ أرني من يزيد في هذا الكتاب حتى بلغه إلى ما لا يساوي. فأراني شخصـًا عليه لباس الرئاسة، فدنوت منه وقلت له: أعزّ اللّه سيدنا الفقيه، إن كان لك غرض في هذا الكتاب تركتـُه لك، فلقد بلغت به الزيادة بيننا فوق حدّه. فقال لي: لستُ بفقيه، ولا أدري فيه، ولكني أقمتُ خزانة كتب، واحتفلتُ فيها لأتجمـّل بها بين أعيان البلد، وبقي فيها موضع يسع هذا الكتاب. فلما رأيته حسن الخط، جيـّد التجليد، استحسنته، ولم أبال بما أزيد فيه، والحمد للّه على ما أنعم به من الرزق فهو كثير. فأحرجني وحملني على أن قلت: نعم، لا يكون الرزق كثيرًا إلا عند مثلك. يعطي الجوز من لا أسنان له! وأنا الذي أعلم ما في هذا الكتاب وأطلب الانتفاع به، تحول قلـّة ما بيدي بيني وبينه! من كتاب "نفح الطيب" للمقري التلمساني. |
يفزعـون إلـى الأميــر
قيل إن بعض وفود العرب قدموا على أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه، وكان فيهم شاب. فقام وقال: يا أمير المؤمنين أصابتنا سنون عجاف، سنة أذابت الشحم، وسنة أكلت اللحم، وسنة دقت العظم. وفي أيديكم فضول أموال، فإن كانت لنا فعلام تمنعونها عنا، وإن كانت لله ففرقوها على عباد الله، وإن كانت لكم فتصدقوا بها علينا إن الله يجزي المتصدقين. فقال عمر بن عبد العزيز: ما ترك الأعرابي لنا عذراً في واحدة. |
وصية عبد الله بن الحسين
قال عبد الله بن الحسين لابنه محمد: يا بُني، احذر الجاهل وإن كان لك ناصحاً كما تحذر العاقل إذا كان لك عدواً، ويوشك الجاهل أن تُورِّطك مَشُورتُه في بعض اغترارك فيسبق إليك مكر العاقل. وإياك ومعاداة الرجال، فإنك لا تَعْدمَنَّ منها مكرَ حَليم عاقل، أو معاندة جاهل. |
فما جوابك إلا السكـوت
قال أبو الحسن المدائني: دخل محمد بن واسع على قُتيبة بن مسلم والي خُراسان في مِدْرعَةِ صوف، فقال له: ما يَدْعُوك إلى لباس هذه؟ فسكت، فقال له قتيبة: أُكلِّمُك فلا تُجيبني؟ قال: أكرهُ أن أقول زُهْداً فأزكِّيَ نفسي، أو أقول فقراً فأشكو ربي، فما جوابك إلا السكوت. |
الديـن يســر
عن أنس قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر، فمنا الصائم ومنا المفطر، قال: فنزلنا منزلاً في يوم حار. أكثرنا ظـِلاًّ صاحب الكساء. ومنا من يتقي الشمس بيديه، قال: فسقط الصوَّام، وقام المفطرون، فضربوا الأبنية، وسقوا الركب، فقال الرسول صلوات الله عليه: ذهب المفطرون اليوم بالأجر كله. |
توجيه للمعلم
قال عمر بن عتبة لمعلم ولده: ليكن أول إصلاحك لولدي إصلاحك لنفسك، فإن عيونهم معقودة بعينك، فالحسن عندهم ما صنعت، والقبيح عندهم ما تركت، علـّمهم كتاب الله ولا تملهم فيه فيتركوه ولا تتركهم منه فيهجروه. روِّهم من الحديث أشرفه، ومن الشعر أعفه، ولا تنقلهم من علم إلى علم حتى يـُحكموه فإن ازدحام الكلام في القلب مشغلة للفهم، وعلمهم سنن الحكماء، وجنبهم محادثة النساء، ولا تتكل على عذر مني لك، فقد اتكلت على كفاية منك، قال الشاعر: وإن مــن أدبتـــه فــي الصبــا كالعودِ يُسقى الماء في غرسه حـتـى تــــراه مورقـاً نـاضــراً بعـد الـذي أبصـرت مـن يبسـه مـا تبلــغ الأعـداء مـن جاهـل مـا يبلــغ الجـاهـل مـن نفسـه |
عقـل راجــح
تحدث أحدهم، وكان يتلقى الأدب على "المبرد" فقال: خرجت ذات مساء بعد أن انتهى الدرس من بيت المبرد فرأيت إنساناً أشعث، في أسمال بالية، ولما أن كدت أتجاوزه، أومأ إليَّ وبادرني بقوله.. "أنت تلميذ المبرد، وإنني أعلم أنه عقب إلقاء درسه اليومي، يختتم حديثه ببيتين من الشعر... فماذا كانا اليوم؟ فقلت بسرعة لأتخلص منه. لقد ختم حديثه بهذين البيتين: أعــار الغيـثَ نائلــه إذا مـا مــاؤه نَفِــدا وإن أسـد شكـا جُبنـا أعـار فـؤاده الأسـدا وما إن انتهيت، حتى أسرع هذا بقوله: لو أعار نائله للغيث، لأصبح بلا نائل، أي بخيل، ولو أعار الأسد فؤاده، لأصبح بلا فؤاد، فهل هذا مديح أم هجاء؟؟ فدهشت وقلت: "إذاً ماذا كان يقول؟" وكنت أريد إحراجه، فأجاب بعد تمعن وببطء: علم الغيث الندى حتى إذا ما وعاه علم البأس الأسد فـإذا الغيـث مقـرٌّ بالكرم وإذا الليــث مقـرٌّ بالجلــد وتركني مشدوهاً ومشى. |
من نوادر بشار بن برد
كان بشار جالساً في دار المهدي والناس ينتظرون الإذن للدخول عليه، فقال أحد موالي المهدي لمن حضر: ما تفسيركم لقول الله عزَّ وجلَّ (وأوحى ربُّك إلى النحل أن اتّخذي من الجبال بيوتاً ومن الشجر)؟ قال بشار: النحل التي يعرفها الناس. قال: هيهات! النحل بنو هاشم. وقوله تعالى: (يَخْرُجُ من بطونها شرابٌ مختلفٌ ألوانُه فيه شفاء للناس) يعني العِلْم. فقال له بشار: جعل الله طعامك وشرابك وشفاءك فيما يخرج من بطون بني هاشم! |
الساعة الآن 04:12 AM. |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب
جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى |