![]() |
خمسونَ عاماً لا الوضعُ الماضي أعْجَبَنا أو هذا الحاضِرُ.. أقْنَعَنا خمسونَ مِنَ الأَعوامِ مَضَتْ والخَيمةُ قَد أضحَتْ وَطَنا قد بِعنا القُدْسَ.. بِكامِلِها وقَبَضنا الذُّلَ... لهَا ثَمَنا نشتاقُ.. ليافا.. ولحيفا ونذوبُ حَنيناً.. أو شَجَنا شُكراً لدموعٍ... كاذِبَةٍ نسكُبُها... نشكو نكْبَتَنا هذا كَذِبٌ.. يا سيّدتي أنْ نغرقَ شَوقاً.. أو حَزَنا خمرٌ.. ونساءٌ.. ونقودٌ نسكَرُ كَي ننسى ضَيعَتَنا فاليأْسُ يُحيطُ بِنا دَوماً والحزنُ.. أحاطَ بِنا زَمَنا فكأَنَّ الرُّوحَ قد اهْتَرَأتْ والقلبَ يضخُّ بِنا.. عَفَنا اخترنا السِّلم.. ولا سِلمٌ وقَبِلنا الصَّمتَ.. لَنا كَفَنا فسواءٌ عِشنا.. أم مُتنا لا بَيتَ لَنَا... لا قَبْرَ لَنَا بحرُ الأَحزانِ... ينادينا فنعودُ مَراكِبَ.. أو سُفُنا نرجعُ لا نعرفُ أرضاً، أو وَطَناً يستنظِرُ.. عودَتَنا مِن جبلِ النَّارِ أتيتُ لَكُمْ أقرأ مِن قَهري... خَيبَتَنا والآنَ أعودُ... إِلى قلبي علّي أهدمُ... فيهِ الوَثَنا والآنَ أعودُ.. إِلى شِعري علّي ألقى... فيهِ الوَطَنا |
نزار قباني ( دخلتُ إلى منزلنا وكان أبي وأمي يتحادثان ) ..وفجأَةً.. وفجأَةً.. سالتْ دموعٌ مِن أبي وقالَ لي : ( ماتَ الهوى والشِعرُ ماتَ يا بُنيّْ) وضمَّني لِصَدرِهِ.. وشدَّ _ في رِفقٍ _ يَدَيّْ فقلتُ ما الذي جَرى ؟ فقال لي : ( اليومَ قد ودَّعَنا نزارْ، عادَ إلى خالِقهِ نزارْ ) رَحلتَ يا نزارْ وماتت الأَشعارْ.. وماتت الأَقوالُ والأَفكارْ وماتت الحريةُ الخضراءُ والطيورُ والأَسماكُ والأَشجارْ وأصبحتْ حَزينةً مِن أجلكَ الأخبارْ بعدَكَ يا عزيزَنا نزارْ.. ليس لنا معلمٌ.. ليس لنا مدرسةٌ.. ندرسُ فيها العِشقَ والغرامَ يا أستاذَنا الكُبَّارْ بعدَكَ يا حَبيبنا نزارْ.. ليسَ لنا مَزارْ محطَّةٌ حزينةٌ تلك الدُّنى.. محطَّةٌ مليئةٌ بالوردِ والأَزهارْ مليئةٌ بالعشقِ والعشاقِ والأَخيارْ تنتظِرُ القِطارْ.. وأنتَ يا حَبيبنا القِطارْ بعدَكَ يا نزارْ.. يا مَن زرعتَ الضَوْءَ في ظلامِنا.. يا مَن زرعتَ الحبَّ في أعماقِنا.. ليس لنا مِظلَّةٌ تحمي لنا ثيابنا.. مِن شِدَّةِ الأَمطارْ تحمي لنا أجسادَنا مِن شِدَّةِ الشُّموسِ في نيسانْ وشِدَّةِ الشُّموسِ في أيَّارْ بعدَكَ يا نزارْ.. حُريّةُ النساءِ صارتْ قِصَّةً قديمةً مُهملةً.. في عالمِ النّسيانْ سَأَلتهُ.. سَأَلتهُ : وكيفَ ماتَ يا أبي ؟ أجابني : مَشيئةُ الأَقدارْ مَشيئةُ الرحمنْ ذهبتَ يا كبيرَنا.. تركتَ في قلوبنا بحراً مِن الأَحزانْ نزارُ يا أميرَنا.. كيفَ رحلتَ صامتاً ؟!! تنامُ في عيوننِا.. تأكلُ مِن طعامِنا.. تشربُ مِن شرابنا تقرأ مِن أشعارِنا.. ولم تزلْ في القلبِ والوِجدانْ يرقصُ قلبي في الهوى.. _ وليس هذا طَرَباً _ لأنني ذُبحِتُ مثلَ الطيرِ يا حَبيبَنا.. في ذلك الميدانْ حَبيبتي.. لا تلبسي السَّوادَ.. يا حَبيبتي حُزناً على نزارْ فاختارهُ الرحمنْ.. لا تحزني.. وادْعي لهُ الرحمنْ يرحمهُ.. يُسكِنُهُ الجِنانْ |
أنا لا أظنُّ أنا لا أظنُّكِ... لُعبةً بيَديَّا يا مَن رَجَعتِ.. مع الشُّروقِ إِلَيَّا أنتِ الرَّفيقةُ.. والصَّديقةُ والهوا ءُ، أنا بدونِكِ.. لا أساوي شَيَّا لا حُبَّ غيرَكِ في الفؤادِ، تأكَّدي أنتِ الحبيبةُ... والحَنانُ لديَّا اليومَ نعشقُ.. والورودُ تَفتحتْ وَشِفاهُكِ اشتاقتْ.. إِلى شَفَتيَّا هل تذكرينَ وأنتِ نائِمةٌ على كَتِفي على صَدري على زَنديَّا؟ حينَ احتضنتُكِ بالحنانِ وبالهوى فَجَعلتُ قلبَكِ... جَنَّةً بيَديَّا ماذا جرى؟ فالحقدُ جاءكِ فجأةً أتُرى... لماذا تحقدينَ عَليَّا؟ ماذا تريدينَ انطُقي.. وتَكَلَّمي ؟ فالقلبُ أصبحَ في الهوى.. مَنفيَّا جُرحانِ في صَدري أعاني مِنْهُما فمتى سَأَشكو للهوى جُرحيَّا؟ جُرحُ الكِتابَةِ.. إذْ أخُطُّ قَصيدةً جُرحُ الحَبيبةِ... باتَ في رِئَتيَّا الظُّلمُ في عَينيكِ كانَ.. ولم يَزَلْ والحزنُ محفورٌ... على عينيَّا تَتَسلَّحينَ... بمِدفعِ الحبّ الذي تركَ الفؤادَ مَعَ اللظى... مَنسيَّا فَنَسيتُ أفراحي بمملكةِ الهوى فالنارُ مِن فوقي.. ومِن جَنبيَّا |
المحارِبُ المهزومُ لماذا أحاربُ بالشِعرِ ألـفَ بلادٍ قريبةْ وألـفَ بلادٍ غَريبةْ ؟ لماذا أحاربُ بالشِعرِ حتى بلادَ العروبةْ ؟ لماذا.. لماذا ؟؟ وليسَ لَديَّ حَبيبةْ لماذا أحارب بالشِعرِ..؟ ما عُدتُ أدري فنارٌ تثورُ برأسي.. ونارٌ تثورُ بصدري لماذا أحبُّكِ ؟ ما عُدتُ أدري لماذا طلبتُ اللجوءَ إليكِ.. لماذا طلبتُ الحنينَ إليكِ.. وكيف عشقتكِ ، كيفَ كرهتكِ؟ ما عُدتُ أدري لماذا أحاربُ كلَّ اللغاتِ بشِعري؟ أنا لستُ أدري.. لماذا يطيبُ بقلبيَ جرحٌ.. وتصحو جِراحْ ؟ لماذا أسافرُ عكسَ الرياحْ ؟ دَعيني.. دَعيني أعالجُ جُرحي بنفسي وأسكرُ وَحدي.. وأقرعُ كأسي بكأسي وأكتبُ شِعر عِتابٍ بيأسي دعيني أفكّر فيكِ قَليلاً.. وأنسى عذابَ هَواكِ قَليلاً.. وأبكي وأشكو إليكِ.. دعيني أذوبُ قَليلاً بحزني.. وهمّي وبؤسي دعيني أذوبُ بغيمي وشمسي دعيني أذوبُ بجوّي وطقسي دعيني أموتُ قَليلاً.. لعلّي.. إذا مُتُّ أشعرُ أني قتلتكِ داخل نفسي ولكنَّ قتلَكِ صعبٌ.. فما مُتِّ أنتِ.. ولكنَّني قد قُتلتُ بنفسي |
أنا وأنتِ والقرارُ عنيفانِ جدَّاً.. رهيبانِ جدَّاً ؟ ونحنُ ضعيفانِ جدَّاً أمامَ القرارْ بشأنِ هوانا.. بشأنِ الذَّهابِ وشأنِ الرُّجوعِ.. وشأنِ الحضور وشأنِ الغيابِ.. بشأنِ البناءِ.. وشأنِ الدَّمارْ ضعيفانِ جدَّاً.. بشأنِ الكلامِ الجميلِ.. وشأنِ الحوارْ بشأنِ احتراقي.. وشأنِ احتراقِكِ ليلَ نهارْ فحينَ أكونُ بحالةِ شوقٍ إليكِ.. وحينَ تكونينَ أنتِ.. بحالةِ شوقٍ إليَّ.. تُسمينَ هذا انتحارْ فكيفَ نعيشُ نهاراً بثلجٍ.. وكيف نعيش نهاراً بنارْ ؟ وليس لدينا اختيارْ أحبكِ جداً.. وأحتاجُ دوماً إليكِ.. فكيف تكونُ الحياةُ بغيرِ بحارْ ؟ وكيف تكون البيوتُ.. بغيرِ جِدارْ ؟ وكيفَ يكونُ مَساءٌ بغيرِ نهارْ ؟ وكيف تذوبينَ أنتِ اشتياقاً.. وكيف أذوبُ انتظارْ ؟ ونحن ضعيفانِ جداً ، أمامَ القرارْ إلامَ سنبقى بهذا الدُّوارْ ؟ إلامَ.. إلامَ سنبقى بهذا الحِصارْ ؟ فنحنُ بجنَّةِ حُبٍ تحيطُ بها.. ألـفُ نارٍ ونارْ فكيف النَّجاةُ ونحنُ غريبانِ جداً ؟ فقلبُكِ هذا ككتلةِ ثلجٍ.. وقلبي كبحرِ جمارْ لماذا التناقُضُ بيني وبينَكِ ؟ إني أحبكِ.. لكنني لستُ أملكُ بالحبّ أيَّ خِيارْ ولا تملكينَ بحبي وحبكِ أيَّ خِيارْ فإنــَّا ضعيفانِ جداً أمامَ القرارْ حزينان جداً.. غريبانِ جداً.. أمام القرارْ أمام القرارْ |
في عيدِ الحُبّ
ماذا أهديكِ بِعيدِ الحبّْ ؟ ماذا أهديكِ أسيّدتي ؟ هل يكفي أن أهدِيَكِ القلبّْ ؟ لكنَّ القلبَ كثيرُ الوَجْسْ لا أملك شيئاً لا في الشرقِ ولا في الغربْ لو كنتُ غنياً يا قمري.. لجعلتُ البدرَ كـقُرْطٍ في أذْنِكِ والشمْسْ وجمعتُ نجوماً في طَوْقٍ.. وضممتُ الرأسْ وأحطتُ الجيدَ بعِقدٍ من فُلٍ ووُرودْ.. وبعثتُ إليكِ رسالةَ حبٍ سيّدتي.. زيَّنتُ سُطورَ مساحَتِها بحروفِ الهمسْ وحروفِ الهجسْ.. أنا لستُ غنياً سيدتي.. فالفقرُ يكاد يُدمّرني ، ويكاد البُؤسْ حُزني.. آهٍ يا حُزني.. يا أكبَرَ من حُزنِ القُدْسْ تُضربُ أمثالٌ في حظّي من هذا النَّحسْ لا أملك شيئاً يا حبي.. لا أملك إلا عِزَّةَ نفس0ْ فَتَّشتُ كثيراً.. وكثيراً وتعبتُ كثيراً يا قلبي.. واحترتُ كثيراً في أمري وقرأتُ الصُحفَ اليَوميَّةَ.. عمَّا أهديهِ لمولاتي في أجملِ يومٍ يجمعنا يحبسنا.. آهٍ سيّدتي.. في أجملِ حبسْ فقرأتُ اليومَ ببرجِ القوسْ: ( ستكونُ بأفضلِ حالاتِكْ.. فاهدِ المحبوبَ جميعَ الحبّ.. ولا تنظرْ أبداً للأَمسْ لا تبخلْ.. كُنْ مثلَ جميلٍ أو قيسْ ) ماذا أتمنّى سيّدتي في هذا اليومْ.. في هذا العيدْ ؟ آهٍ.. لو كنتِ معي يا سيدتي لصنعتُ سِواراً مغزولاً.. بخيوطِ الشمسْ ومن القمرِ الأبيضِ سيّدتي ثوبَ العُرسْ لو كنتُ غنياً يا قمري.. أهديتُ إليكِ كنوزَ البحرْ فكّرتُ كثيراً.. حتى ضاعَ بعقلي الفِكرْ وصبرتُ كثيراً آهٍ.. فكرتُ كثيراً يا قمري فيما أهديكِ.. بِعيدِ الحبّ وعيدِ الخيرْ فكرتُ بأن أهديكِ قصيدةَ شِعرْ هلا ترضيكِ قصيدةُ شِعرْ ؟؟ |
رحلة إليكِ ( 3 ) حَبيبتي.. يا دمعةً حزينةً ، تعيشُ في عيوني ومركباً مسافراً.. وطائراً مهاجراً.. يحومُ في ظنوني يُشعلُ نارُ الشَّوقِ والحنينِ يبكي بلا صوتٍ.. بلا دمعٍ بلا رنينِ حبيبتي.. يا كعبتي ، وقِبلتي ، ومُهجتي.. يا حُرقةَ الآهاتِ والأَنينِ حبيبتي.. يا قمري المضيءَ في سمائي يا قطرةً ثمينةً.. عزيزةً تسيرُ في دِمائي حبيبتي.. يا هِبَةَ الله مِن السماءِ لا تحزني.. فالحزنُ في عينيكِ من أعدائي هيا اجرحيني مَرَّةً.. جرحُكِ يا حبيبتي دوائي هيا اقتليني في الهوى.. فالموتُ فيكِ إنمَّا.. رفعٌ إلى السَّماءِ.. |
إِنـــَّـهُ الحُـبُّ قالَ الصِّحابُ: لَنا يا صاحِ أشواقُ وإِنَّنا في بِلادِ الحُبِ... عُشَّاقُ كَمِ ابْتَسَمتُ ، فَما للصَّحبِ مِن عَمَلٍ إِلا الغَرامُ.. وإِلا العِشقُ.. لو تاقوا فَحاوَلوا _ أبَداً_ وَصْلاً فَما اتَّصَلوا وَحاوَلوا قُدُماً... لكِنَّهُمْ ضاقوا يا أصدقاءُ.. أطالَ الله عُمرَكُمُ الحُبُ سُمٌّ.. وَما لِلحُبِ.. تِرياقُ لَكَمْ عَذَلتُ أصَيحابي.. بِعِشقِهِمُ فَلُمتُ نَفسِيَ.. لَمَّا ذُقتُ ما ذاقوا كَمِ اشتَكوا لِيَ شوقاً في جَوانِحِهِمْ ما كُنتُ أحسَبُ أنّي سَوفَ أشتاقُ رَأيتُ ظَبياً.. رَمى قلبي بِنَظرَتِهِ والقلبُ _ سيدتي _ لِلموتِ سَبَّاقُ فَإِن جَرَحتِ.. فَإِني مُخلِصٌ أبَداً وإِن ذَبَحتِ... فَلي بالحُبِ أخلاقُ يا مَن بِحُبِكِ آمالي.. مُعَلَّقَةٌ أصبو إِليكِ... فإِنَّ القلبَ مُشتاقُ لَقَدسَهِرتُ.. وعيني ما غَفَتْ أبَداً وقَد لَقيتُ أنا... أضعافَ ما لاقوا ذُبنا نُحولاً ، فَصارَ الجِسمُ سيدتي كَالغُصنِ مُلتَوِياً... ما فيهِ أوراقُ ماذا أقولُ ؟ بُكائي ليسَ يُسعِفُني فَالدَّمعُ _ وا وَجَعي _ في العينِ رَقراقُ هل ذلكَ الحُبُّ ثلجٌ.. لا انصِهارَ لَهُ أمْ أنهُ لَهَبٌ ، في الصَّدرِ حَرَّاقُ ؟ بَكَتْ حَمائِمُ روحي حينَما رَحَلتْ هَلِ الحَمامُ.. كَما الإِنسانُ يَشتاقُ ؟ قَد صارَ لِلقلبِ بَعدَ الحُبِ أجنِحَةٌ وصارَ لِلرُّوحِ... بَعدَ الحُبِ آفاقُ ما غابَ مَشهَدُها عن خافِقي أبَداً الله أكبرُ.. هَلْ للقَلبِ أحداقُ ؟ إِني أحِبُّ ، فَجَمرُ العِشقِ في كَبِدي وَالرُّوحُ مُرهَقَةٌ... والقلبُ خَفَّاقُ هذا هُوَ الحُبُّ ما جَدوى مُكابَرَتي إِني أحِبُّ... وَفي عَيْنَيَّ أشواقُ لا تَعذُلوا أحَداً في العِشقِ حَدَّثَكُمْ بَلِ اعذُلوا بَشَراً ، شابوا وَما اشتاقوا الحُبُّ شَمسٌ أضاءتْ كَيفَ نُنكِرُها؟ بَعدَ الغُروبِ.. وَبَعدَ الليلِ إِشراقُ |
جُروحٌ وأحْزانٌ
كلُّ الجروحِ تَلتـئِمْ إِلا جُروحي وحدَها.. لا تلتـئِمْ عادتْ إِليَّ النارُ والأَحزانُ والجروحُ يا حبيبتي فليسَ باستِطاعَتي أنْ أنتقِمْ مِن الهوى.. ومنكِ يا حبيبتي مُشكِلَتي غَريبةٌ.. دمي أنا مُسمَّمٌ.. بالحبّ والبترولِ يا عزيزتي فكيفَ ، كيفَ أقتحِمْ ؟ هذا المكانَ المُزدحِمْ قلبَكِ يا حبيبتي.. اعْتَرِفي سيّدتي.. أنَّ بلادي اخْشَوشَنتْ.. ترفضُ أنْ أكونَ مِن أبنائِها.. ترفضُ أنْ أكونَ مِن سُكَّانِها.. .. يروي لــِيَ التاريخُ عن أحزانِهِ أمّا أنا لم أتّهِمْ شخصاً مِن التاريخِ يا حبيبتي.. أو ذلك التاريخَ ، لا.. لم أتّهِمْ شخصاً بقتلِ الحبّ لا لم أتّهِمْ فنحنُ مَن خانَ الهوى.. لأننا لم نحترِمْ هذا الهوى لم نحترِمْ.. الله يا حبيبتي.. وقفتُ في دَوَّامَةِ التاريخِ وَحدي أحتدِمْ والنارُ مِن قلبي ومِن روحي ومِن جِسمي.. ومِن لحَمي ومِن عَظمي ومني تلتهِمْ الله يا حبيبتي.. هاأنَذا.. في الطّينِ وَحدي مُرتطِمْ في البحرِ وحدي مُرتطِمْ في الحزنِ وحدي مُرتطِمْ والجرحُ لا يُشفى.. ولمّا يلتـئِمْ ****** حبيبتي.. تجوّلي.. وامشي على شوارعِ الدُّموعِ في عيوني تكلّمي.. فالصمتُ نارٌ أحرقَتْ لي مُهجتي وأحرقَتْ جُفوني.. حبيبتي.. ما أنتِ ما الأَشعارُ ما الأَوراقُ .. ما الأَقلامُ ما ؟ بِدوني حبيبتي.. تَشجَّعي.. تَقَدَّمي.. وكوني كَموطِنٍ حَنونِ وبادليني الحبَّ والشُّعورَ والأَشواقَ .. والأَحزانَ بادليني تَحرَّكي.. بِكلّ ما لَديكِ مِن عَواصفِ الأَشواقِ والحنينِ وحاذِري مني.. ومن جنوني ومن لَظى الأَحزانِ من سُكوني تقدَّمي بكلّ ما لديكِ من مُجونِ لا بَأْسَ يا حبيبتي.. فَغازِلي.. وصاحِبي.. غيري أنا وخوني وقطّعي أزاهِري.. ودَمّري لي ثَمَري.. وحطّمي غُصوني لا بأْسَ يا حبيبتي.. فلا ولنْ تكوني سيّدةً فاتِنةً ساحِرةً بَرَّاقةَ العُيونِ بدون أشعاري.. وأوراقي التي أحرقتُها بدوني أمّا أنا سيّدتي ، حاولتُ أن أفنيكِ في فُنوني لأنني متّهَمٌ بكثرةِ الخيالِ والجنونِ.. متّهَمٌ بكثرةِ الأَحزانِ والجروحِ .. والدُّموعِ والهمومِ والظُّنونِ حبيبتي.. نامي ولو لمرَّةٍ واحِدةٍ.. في بُؤبُؤيْ عُيوني.. نامي ولو لِلحظةٍ في بُؤبُؤيْ عُيوني |
حَوَّاءُ الحبُّ أشرقَ يا حَوَّاءُ.. والغَزَلُ والقلبُ يَأْمرُنا.. عِشقاً..فنمتَثِلُ أحبُّ وجهَكِ يا حَوَّاءُ مُبتَسِماً فالليلُ يَبسمُ... حينَ البدرُ يَكتَمِلُ يَسترسِلُ الشَّعرُ حينَ المِشطُ يلمَسُهُ ويبرِقُ الدُّرُّ في عَينيكِ.. والخَضَلُ أسنانُكِ البيضُ مثلُ المِشطِ أعشَقُها كالأُقحوانِ... بِلونِ الثَّلجِ تحتَفِلُ والوردُ يخجَلُ مِن خَدَّيكِ سيّدتي نِعمَ الجَمالُ، ونِعمَ الحُسنُ.. والخَجَلُ كُلُّ الكواكبِ تَغدو.. نحوَ خالِقِها وكلُّ نَجمٍ إِلى... عَينيكِ يبتَهِلُ أدْمنتُ حبَّكِ حتَّى زادَ في وَلَهي إِني بحبكِ سَكرانُ الهوى... ثَمِلُ دَلالُ حَوَّاءَ لَنْ تَلقوهُ.. في امْرَأةٍ يَكادُ يَقتُلُني _ في حُبّها _ الدَّلَلُ أسرتِ قلبي، ووِجداني وهاأنَذا بنارِ حبّكِ... يا حَوَّاءُ أشْتَعِلُ خَوفي عليكِ.. مِن الهِجرانِ مزَّقَني إِني أخافُ... ويغزو قلبيَ الوَجَلُ الموتُ أرحَمُ... مِمَّا أنتِ فاعِلَةٌ فالبُعدُ يَنهشُ مِن قلبي، وينتَشِلُ ما فارقَ الدَّمعُ عيني في النَّوى أبَدَاً فَبِتُّ والعينُ... بالدَّمعاتِ تَكْتَحِلُ كلُّ الجروحِ... سَأُبقيها مُفتَّحَةً كلُّ الجروحِ... بقلبي ليسَ تندَمِلُ عيني مِن الشَّوقِ لم تَرحمْ مَدامِعَها فالدمعُ يلمعُ في عيني.. وَيَنهَمِلُ مَلَلْتُ أعزِفُ ألحاناً... لأُغنِيَةٍ يَنتابُها الهَمُّ.. والأَحزانُ.. والمَلَلُ جُودي بِوصلِكِ، إنَّ الشَّوقَ يَغمُرُني ما عُدتُ _ هَجرَكِ ، حَوَّاءُ _ أحْتَمِلُ عيناكِ بَحري، وأسفاري، وأمْنِيَتي لكنَّ قلبكِ... في أحشائِهِ الجَدَلُ باتتْ عُيوني.. على المَأْساةِ باكِيَةً وباتَ قلبي... على الأَطلالِ يَعتَوِلُ مَراكبُ العُمرِ في دُنياكِ... مُبْحِرَةٌ تاهَ الفؤادُ... وضاعَ العُمرُ والأَمَلُ أبوابُ حُبّكِ... في وَجهي مُغلَّقَةٌ إِني على الله يا حَوَّاءُ... أتَّكِلُ يَسِنُّ حُبّيَ عَذْلٌ... لا مثيلَ لَهُ لا يقتلُ الحبَّ... إِلا اللومُ والعَذَلُ (ما كلُّ ما يَتَمنَّى القلبُ يُدرِكُهُ ) تمضي السُّنونَ ويأْتي الموتُ والأَجَلُ لكنَّ حُبَّكِ يُحييني... وَأقبلُ أنْ أبقى وراءكِ _ بعدَ البَعثِ _أرْتَحِلُ |
الساعة الآن 05:20 PM. |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب
جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى |