لا اريد ان اكتب مقدمة قد تسيء الى واقع قضيتنا اكثر مما تنتقدها او تضع حلا ايجابيا لها ,, حتى لو وضعت حلا ايجابيا فمن سيقرأ أو سيأخذ به وكل الزعماء والمثقفين والمفكرين او الذين يدعون معرفتهم بالقضية أو هؤلاء المحبين حقا لفلسطين وقضيتها الشائكة , او المتاجرين بها وكلهم ومنذ أكثر من ستين عاماً لم يفلحوا الى الآن بايصال قضيتنا الى خارج اسوار فلسطين او خارج مقل الامهات الثكالى..او حتى محاولة وضع حلّ جذري لها..
كل همنا ان نقول ونصرّ ونمعن على التفرقة واباحة دمنا للغرباء واهدار كراماتنا في كل محفل وفي كل موقع ومجلس حتى اصبحنا اضحوكة للعالم العربي قبل الغربي للأسف .. نتصارع على انتمائنا لهذا الفصيل أو ذاك ونقتل ونسفك دماء ونزهق أرواح بريئة نشي بأخوتنا للعدو لأنه لا ينتمي لفصيلنا .. ونجوّع ونلقي بالسجون وننتهك حرمات ونجلد ونشي ببعضنا البعض .. ونريد ان يتعامل العالم مع قضيتنا بأنها قضية عادلة ولنا الحق في دولة وقيادة وأرض !
ولو كان بنا خير لحل الله سبحانه وتعالى قضيتنا منذ زمن .. ولما لجأنا لا الى مجلس أمن ولا الى امريكا ولا قبلنا وعانقنا وصافحنا عدونا وعدو ديننا ليرضى فقط عنا ..
لو كان بنا خير لأنفسنا لنصرنا الله ,, ولكننا نتصارع على التوافه ونترك الأصل
نتصارع على القيادة ونحارب ونشكك في بعضنا ونستهزئ من بعضنا وكأن كل واحد منا يقول بينه وبين نفسه أنا الأولى بفلسطين ورأيي هو الذي يجب ان يُنفّذ فقط او من اوالي والباقي ليذهب الى الجحيم !!
منذ ستون عاما ويزيد وما زلنا مكانك سرْ .. وما زلنا نتصارع بينناا وبين بعضنا البعض وننتظر العون والغوث من الدول الأخرى ونخنع ونساير ونوقع عقودا ونعطي وعودا مخدّرة للشعب الأذكى من أن تنطلي عليه كل الوعود .. نماطل كزعامة .. نريد ان نعيش كقادة وليذهب الى الجحيم باقي الشعب ..
الأقصى منذ سبعة عشر عاما وهو يستنجد بكل عربي ومسلم والحفريات واستباحة حرمته كل يوم تزداد ونحن فقط نستنكر ونتباكى كالتماسيح .. نشاهد الخبر ونقلب على اغنية او مسلسل تركي او نذهب الى المقهى لتناول ارجيلة وفنجان قهوة او نعد وجبة او رحلة .. تفاعل آني وللحظات فقط وتنتهي !
ان كنا كفلسطينيين هكذا نتصرف فهل سننتظر من اي عربي ان يشعر معنا او هل نعوّل على الغرب ان يعينوننا ويمحقون اليهود الصهاينة كرمال سواد عيوننا !!
وهل سننتظر المستوطن او اليهودي أن يقول لنا تقدّم وخذ أرضك .. آسف انني استثمرتها طوال هذه المدة .. سامحني !
ان كنا نحن من اعماقنا مهزومين بديننا وفكرنا وعقولنا وقدراتنا فابشروا .. ستعود فلسطين بأسرع مما تتوقعون !!!!!!!!!!!!!
وان بقينا نصلّي لرمز ونمجدّه ونحفظ اقواله عن ظهر قلب .. فوالله ليس هناك أحق من ان نمجّد الرسول عليه افضل الصلاة والسلام ونتبع سنته ولا احق من قادة المسلمين ان نمجدهم ونقتفي أثرهم !

اضحكني خبر اليوم الى درجة الوجع .. قادة فلسطين يريدون ان يعلنوا قيام دولة فلسطين .. الى هنا واستبشرت خيرا بعزيمتهم ودعوت لهم من قلبي .. السبب ان الدول المانحة لم تعد تدفع مستحقات لفلسطين قلت هذا قلة احترام واستهانة بعهود ومواثيق وتضييق الخناق على شعبنا .. وامتعضت وشتمت هذه الدول التي اعتبرتها معينة للصهاينة على تضييق الخناق على شعبنا .. وجاءت الموافقة بباقي الخبر التي انتظر رأي قياداتنا المتعددة .. لأن الكل قيادي في شعبنا وما بتروح الا على المواليد الجدد والذين ربما رضعوا القيادة بجيناتهم ..
باقي الخبر يقول اذهبوا وقدموا اوراقكم ايها الفلسطينيين الى مجلس الأمن وبعد الانتخابات سينظر في الأمر !
بعد الانتخابات الأمريكية والشاطر يفهم والقادر على التفكير يفهم !!
ممن تسخرون يا اولاد الكلب ممن تسخرون؟؟
هكذا ينظرون الى قضيتنا كشعب فلسطيني له الحرية في البقاء والعيش كغيره من جيرانه !!
وممن تسخرون ايضا يا حكام العرب الذين نصروا هذا الرأي وأيدوه ؟؟

وكل مرشح يأتي ليقدم الولاء للصهاينة الى ان يباركو له وبعدها يترشح للانتخابات الامريكية ونحن ما زلنا نصدق ان هناك مصداقية وجدية بالتعامل مع قضيتنا وننسى ان نتحد مع بعضنا ونقف جدارا في وجه اعدائنا ..
تبا لكم أحفاد شارون .. تبا لكم والخزي والعار لمن ابقاكم كالتماثيل بل كتماثيل مصغّرة عن هُبل !!
وما زلنا نقول هذا يقبض من ايران وذاك قابل فلان وهذا صافح فلان وهذا فتح وذاك حماس ..وهلمّ سخافات لا تفيد ولا تنفع !
نسينا اننا فلسطينيين من دم وأرض وعرق واحد ونسينا اراضينا المستباحة ودمائنا وأسرانا .. نسينا ديننا وعروبتنا وقدسنا خليلنا وأرض الأنبياء وحققنا هدف الصهاينة في حق البقاء على ارضنا وتجبرهم بأهلنا وابنائنا ..
كل يوم نقول الخير في الجيل القادم .. ويذهب جيل ويأتي جيل مشبع بنفس الأفكار ونفس الانشقاق ونفس التفكير للأسف..
قد يقول قائل ما اسهل أن ننظر .. نعم ما اسهل ان ننظر فكل العلم قائم على نظريات وافتراضات وكل العلم مبني على اسس من القرآن الكريم .. ليتنا نتدبره جيدا ونؤمن ان لا سبيل لنا في مهادنة اعداء الدين وان الآية ( وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ) لن يذكرها الله سبحانه وتعالى من فراغ وأن الآية ( ولن ترضى عنك اليهود والنصارى ..) أيضا لم تأتي من فراغ ..

والله ما كتبت الا حرقة على شعب من أذكى الشعوب ولن اقول افضلهم فخيركم عند الله اتقاكم ولكن .. لن اعدم الخير في كل فلسطيني ولن اعدم ان يعود الى ثوابته وان دمنا واحد وشعبنا واحد وكلنا اهل وكلنا اصحاب قضية كفانا ان يخدرنا الغرب وزبانيته أكثر
بيدنا الكثير أن نفعل ولكن قبلها علينا ان نتحد لا تحت راية هذا الفصيل او ذاك بل تحت راية لا اله الا الله محمدا رسول الله ..
وحسبي اني بلّغت قدر فهمي واستيعابي لقضيتي ..
اللهم اشهد