منتديات المُنى والأرب - على البال .. كل التفاصيل

[frame="14 90"]

على البال .. صباح الخير يا وطن

هذه الأحداث التي تجري بالأردن لا تبشّر بخير أبدا .. أقولها وأنا ألهج بالدعاء ان يحفظ هذا البلد من أيادي العابثين به وان كان على رأسهم وزير او نائب او حتى مواطن عادي ولو كنت أنا ..
ثورة على ارتفاع الأسعار والتي أراها لن تقود الى شيء فسبق أن عانينا من قرارات اجبرتنا ان نخنع ونخضع ونغلق فمنا ونشد الأحزمة أكثر وأكثر لدرجة ان شكل اجسامنا تغيرت وما عدنا نميز بين المعدة والكرش والقدم !
في التسعينيات من القرن الماضي ارتفعت الأسعار بشكل غير مسبوق والحجة كما هي حجة اليوم .. المديونية التي على المواطن الغير مستفيد منها ولا يعرف سببها ان يسدها شاء ام أبى وبالدعس على انفه قبل رأسه !
في ذلك الوقت كان من يتكلم يُقطع لسانه ولسان ابنه الذي سيأتي بعد سنوات .. ويحرم من الوظيفة ويجني على جيل يمت له بصلة او من صلبه ويحارب بلقمة عيشه , فكان يخرس غصبا عنه ولا يرفع رأسه لأن جهاز المخابرات يقف له بالمرصاد ..
بيع الوطن وبيعت مقدراته ولا يدري المواطن لمن فالكل يخمّن .. الا بعض من تسربت اليهم الأخبار ونشروها .. ليظهر من يتصدر شاشات التلفزة ويقول اشاعة .. ونحن شعب بسيط نصدق الإشاعة .. نصدقها لأننا حريصون على الوطن ومقدراته ولا نريد أن نخسرهم وان كنا بالواقع مقتنعين ان الاشاعة أصدق.
نقرأ المقالات لكتاب حريصون على الوطن فيأتي السحيجة والمنتفعون من الدولة لينكروا ويتهموا الكاتب بأنه يعمل لأجندات خارجية .. ونحن في قرارة أنفسنا مقتنعون بقول الكاتب ولكننا لا نريد ان نصدقه لأننا نحب الوطن ونحرص على ان لا يوجد به مشكك للحكومة !
نسمع بالمساعدات والدعم من الدول المجاورة ونسأل كمواطنين أين تذهب ؟؟
المديونية تزيد كل يوم والمواطن عاجز عن السداد
سمعنا عن اختلاسات وعن مشتريات بمبالغ وقدرها وبيع الممتلكات بمبالغ وقدرها لشخصيات بالبلد لا يمس بها احد لأنها خط أحمر وأنكرنا ذلك ودافعنا .. دخل السجن فلان وخرج من السجن فلان .. شخصيات يتم تبرأتها وشخصيات تبقى قابعة في قصورها بحجة انها بالسجن !
المواطن مغلوب على أمره يخرج بمسيرات سلمية فتفاجأ بخراطيم المياه والغاز المسيل لتفريق المسيرة مما يؤدي الى الاحتقان الزائد ويبدأ ثلة بالحرق والتكسير والتدمير ,, ولو عرفوا انهم سيدفعون ثمن الاصلاح من جيوبهم لترووا قليلا وبدل ان يخربوا بحثوا عن شيء بحاجة الى اصلاح وأصلحوه ورمموه بعيدا عن هدف مسيرتهم .. تخفيض الأسعار..
الراتب كما هو ضحك على الذقون.. يزيد الراتب فتتضاعف الأسعار .. المواطن الغلبان الذي لا يعمل , والمواطن الذي يعمل اعمالا حرة او عاملا بالمياومة كيف سيواجه ارتفاع الأسعار ؟؟
هل يرتكب جريمة او يسرق او يتسول ليسد جوعه او جوع اسرته ؟
الى أين سيرحل ؟ هل هناك مدينة او بلد سيؤمن له دخلا او عملا ليعيش او يبقى على قيد الحياة ؟
نحن نحب الوطن ولا نريد ان نرحل عنه ولكن اؤكد لو ان هناك وطنا يكفل قوت اليوم فلن يتردد الآلاف عن الهجرة اليه !
لماذا يتحكم بنا صندوق النقد الدولي ويصبح الوطن متسولا أمامه ؟
سوريا البلد الوحيد في الوطن العربي الذي احترم نفسه ولم يجعل هذا الصندوق يتحكم به واكتفى بمنتجاته وصادراته وعاش شعبه عيشة حرة .. لا اقول ان الرواتب كانت عالية ولكنها كافية للفرد .. والنتيجة ان سوريا كانت محاربة بشتى الوسائل ..
لماذا كلما أحسسنا اننا برمجنا أنفسنا على الفتات الذي نقبضه والمسمى الراتب نجد ان الأسعار ترتفع من جديد ونعود لوضع خطة وبرنامج جديد لنتكيف عليه مرة أخرى لتعود الأسعار وترتفع من جديد ؟؟
ارتفاع الكاز والغاز والسولار والبنزين سيؤدي حتما الى ارتفاع أسعار كل شيء دون استثناء وتلقائيا .. فالمواطن ليس غبيا لأنه يعرف ان هذه هي الاساسيات التي تعتمد عليها حياتنا فتدريجيا سترتفع فاتورة الكهرباء والماء والأدوية والخضار وغيرها وغيرها !!
من أين وكيف سنوزع الراتب على كل هذه الأساسيات ؟
يقولون ان هناك دعم .. كذب واحتيال .. فقد جربنا الدعم والكوبونات في اوائل التسعينيات والتي امتدت لفترة سبع شهور وتم رفع الدعم ! وبقيت الزيادة وبلعها المواطن ..
وهذه المرة أيضا يقولون ان هناك دعم !! فهل سنلدغ بدل المرة ألف ونسكت ؟
لماذا محكوم على المواطن الأردني أن ينفذ صبره ويخرس ؟
قد يخرس ويمرّر قرارا تلو قرار ولكنه لن يخرس للأبد !
بعض المتنفذين المستفيدين والذين ملأوا جيوبهم من مواقعهم لا يهمهم الوطن ولن يهمهم ما داموا سرقوه وباعوه فلتر الكاز بالنسبة لهم ان ارتفع لن يعنيهم كما يعني اي مواطن مصاب بالقمع والاضهاد .. مواطن شلّ تفكيره كيف سيواجه فصل الشتاء وكيف سيدفئ جسده وجسد أولاده ؟؟
يا حكومتنا الفاضلة لن اطالب كغيري بتخفيض الأسعار والتراجع عن القرار الذي اتخذتموه لأنكم تعدون انفسكم نخبة وانتم لكم الحق في العيش الكريم وليذهب باقي الشعب الى الجحيم ..
لن اقول لكم أن المواطن الأردني عاش منذ فترة ويعيش على الفتات .. وان المواطن الأردني ينبش في بالات الشعوب كي يلبس .. ويشتري الخضار والفاكهة التي سيلقيها اصحاب المحلات في الحاوية .. انزلوا الى الأسواق وشاهدوا بأم أعينكم كيف يعيش هذا المواطن الذي بدونه لن يكون هناك وطن ..
عن نفسي ,, لن أنزل الى الشارع بل سأكتفي باعتصامي بالتعبير عن استيائي في هذا المقال وسأبقى اكتب هنا,,او امنّي النفس بالكتابة الى ان تُشلّ يدي ..
لن أضرب عن وظيفتي رغم دعوة نقابتي لذلك لأني سأبقى وفية لهذا الوطن ولو سلبني راتبي كله ..
سأكتفي بطبخ الأكل لينضج نصفه فقط وآكله لأوفر جرة الغاز ..
لن اشرب قهوة أو شاي في اليوم مرتين وسأكتفي بشربهم مرة كل يومين او ثلاثة ..
سأبرد في فصل الشتاء وسأضع الصوبا منظرا لتصبح من التراث ..
وسأكتفي بوضع الماء الساخن عبر الطاقة الشمسية في زجاجات او في قربة وأضعها في سريري ليدفأ وأنام ..
سأصف سيارتي نصف المسافة وامشي النصف الآخر لأوفر كم ليترا وبذا لا احس اني خسرت شيئا من ارتفاع الأسعار
سأجفف الخبز الذي يتبقى واستفيد منه او سأشتري بدل 10 ارغفة خمسة وكلما احسست بالجوع اشرب الماء
لن اشتري اللحمة او الدجاج فمكعب الماجي موجود ومتوفر والحمد لله والريحة ولا العدم !
بدل ان اشتري بالكيلو سأشتري بالحبة من كل شيء ..
لن اشتري ملابس جديدة فلدي ما يكفيني لبقية العمر وسأكيف نفسي عليه وان اضطررت سأخيط لحافي عباءة وألبسها ..
علينا أن نجد البديل .. سأزرع القوارير على نافذتي بالبقدونس والجرجير وكل الخضار ولكني أخشى ان امتدت يدي لتملأ القوارير بالتراب اكتشف ان هذا التراب مباع ولا يحق ليي استخدامه والاستفادة منه !
تعبنا من التقشف .. يقولون لا احد يموت من الجوع ولكني متأكدة ان هناك من سيموت من الجوع والبرد ان بقينا على هذه الحال ..
ولكن لا بأس يخطة مؤقته قد تتعبنا بالبداية ولكننا سنتأقلم عليها لاحقا ..

يا حكومتنا .. من الذي جعل ديوننا بالبليارات ؟ هل كنت انا وأمثالي السبب ؟؟ ان كنا نحن فأنا أول من تقدم نفسها لحبل المشنقة ولا ان يتحكم ببلدي صندوقا صهيونيا ابدا..
اعيدوا لنا الأرض والوطن .. وانا اضمن بأننا سنفلح وسنزرع وننتج ..
اعيدوا لنا كرامتنا التي داستها عنجهيتكم ونفوسكم المريضة وأياديكم التي ما ملت تسرق قوتنا من افواهنا وتبيعنا اياه مرات ومرات ..
الولاء لا يُشترى بالقوة ولا بالقمع .. ولا بترديده صباح مساء ..
كلنا نحب الوطن ولكن الوطن لا يحبنا ولا يريدنا .. فأين نرحل ؟؟
ارمونا بالصحراء او في الزعتري وابنو للشعب الرافض للغلاء مخيمات .. على الأقل سيجد وجبة ليومه وسيجد اطفالهم مدرسة وستنهال عليهم المعونات وسنعيش كالماشية .. على الأقل ستتخلصون من المعارضة ولو كانت تمثل 90% من الشعب .. ولن يضطر المواطن الأردني أن يُقمع ويُضرب بالهراوات الكهربائية والغاز المسيل وخراطيم المياه .. لن يضطر رجال الدرك ان يواجهوا أهلهم بالقمع ليرضوا الحكومة .. وفقط لأنهم يؤدون الواجب .. انتم كحكومة من تخلقون المشاكل التي تجري بالبلد لا الشعب لأنكم لا تتركونهم يعبرون عن غضبهم ولا تمتلكون ألأساليب الصحيحة لامتصاص الغضب للأسف !
لماذا تسوقون البلد الى ما لا يُحمد عقباه ؟؟
يكفي لعشرة بالمئة من الشعب ان يعيش ويعلن الولاء !
تتلعثم الكلمات على شفتاي الآن وأنا أتذكر نشيدا وطنيا كنا نردده بالمدرسة :
وطني الشمس بتفخر انها تكتب اسمك فوق ترابها ..
فهل ستفخر الشمس اليوم أم ستبقى محتجبة خلف الغيوم ؟؟
سؤال حار على شفتي وارجو ان لايكون خارجا عن النص وبحاجة الى مقص رقيب :
هل اجتماع جلالة الملك بالعشائر قبل اسبوعين كان تمهيدا لرفع الأسعار وهل وافقوا عليه بصفة ان البرلمان قد تم حلّه ولا يوجد من يمرر القرار؟

وصباحك خير يا وطن ..
وعلى البال .. اللهم ارفع عنا الغلاء والبلاء
اللهم آمين ..
وكل غلاء وحكومتنا الحالية ومن قبلها وبعدها وبعدها وقد امتلأت جيوبهم وبطونهم ..

لا اله الا الله محمدا رسول الله .

[/frame]
15 - 11 - 2012, 01:13 pm