![]() |
قصة ذكاء النعامة http://www.katakeet.com/SiteData/stories/0869131535.jpg تعاهدت النعامة والحمار الوحشي على أن يكونا صديقين متعاضدين، يدل كل منهما الآخر على الطرق المأمونة والمراتع المعشبة، ويتبادلان الحراسة ليتقيا هجمات ملك الغابة المفاجئة ونظراته النارية وعدوانيته وافتراسه.. كان أبو لبد دائم الزئير، في حالات جوعه وشبعه، أو غضبه ورضاه، مثل بعض الناس الذين تستمر شكواهم في أحوال الغنى والبؤس، أو الصحة والمرض، أو القوة والعجز… وقد حرصت النعامة على حراسة الحمار الوحشي، مثلما حرص الحمار الوحشي على أن يظل متيقظاً لحماية النعامة حتى اتسعت عيناه، وبات قادراً على رؤية أبي لبد من مسافة بعيدة، وكان حرصهما مماثلاً لحرص ملك الغابة على تذوق لحم أحدهما أو كليهما بعد أن مل لحم الغزلان والأرانب والثعالب والثيران. أخفق ملك الغابة في اقتناص أحد الصديقين، لسرعتهما في توقع قدومه، وخفتهما في الجري، وكانت ملاحقاته عديمة الجدوى، تنتهي بنوبات من اللهاث والزئير، فيضطر إلى إطفاء جوعه بأرنب صغير، وإطفاء عطشه، بشرب ليترات كثيرة من ماء البركة، ويستذكر قصصاً قديمة تحكي عن جبن الحمار الوحشي وخوف النعامة، التي لا تكتفي برسم خطوط في الرمال، بل تدفن فيها رأسها. تساءل أبو لبد يوماً: كيف أكون ملك الغابة، ولا أستطيع اقتناص نعامة أو حمار وحشي؟ هذا أمر غير مفهوم، وغير منطقي، وهو يضر بهيبتي، ويذهب بسمعتي، ويجعل سائر حيوانات الغابة تسخر مني، وتتناسى حضوري، فلأعمد إلى حيلة تمكنني من أسرع حيوانين في الغابة، وعندها تتيقن سائر الحيوانات من سطوتي، وتعرف أنه لا نجاة لأي حيوان من براثني… تظاهر أبو لبد بالمرض، وأذاع إعلاناً للحيوانات، يدعو كلاً منها إلى عيادة ملك الغابة. واختيار حكاية تنسيه أوجاعه، فإن أعجبته أطلقه وإن لم تعجبه افترسه، وهدد الإعلان كل حيوان يمتنع عن تنفيذ طلب ملك الغابة بالويل والثبور، وأن الغابة على سعتها لن تحميه من عقاب الملك. مضت الحيوانات زرافات ووحداناً إلى عيادة ملك الغابة، وكان بعضها يعود ليخبر الآخرين عن طيبة أبي لبد، وحبه لسماع القصص الطريفة، وكان معظمها لا يرجع من زيارته، فيقدر زملاؤه أنه لم يحسن اختيار حكاية مشوقة وأنه وقع بسبب تقصيره. وظل الحمار الوحشي والنعامة بعيدين عن الوقوع في مصيدة أبي لبد، وهو ينتظر قدوم أحدهما بصبر فارغ.. وإذا كانت الحيلة لا تداوى إلا بالدهاء، فقد قرر الصديقان المتعاضدان أن يسخرا من ملك الغابة المتمارض، فنسجت النعامة الحكاية، وطلبت من الحمار الوحشي أن يقصها على أبي لبد، ولأنها لن تعجبه كما هو متوقع فليقل أن النعامة روتها ـله، وهي مستعدة لتحمل مسؤوليتها والمجيء إلى عرين الملك.. تردد الحمار الوحشي قليلاً، فقد تسحقه البراثن قبل أن يقص حكايته أو بعدها، لكنه تشجع أمام نظرة النعامة الواثقة، ودخل على ملك الغابة فحياه، ثم قال: ـ "كانت هناك غابة واسعة، لها ملك عادل اسمه أبو لبد، تحبه الحيوانات وتتمتع بحمايته، وذات صباح أبلغ أحدها الملك أنه سمع زميله يردد شائعة تقول بوجود ملك آخر للغابة أكثر عدلاً في شطرها الشمالي، وإن الحيوانات جميعها ستتجه إلى هناك وتتركه وحيداً، فغضب ملك الغابة وزأر بشدة ومضى إلى الشطر الآخر من الغابة فلم يجد أحداً، لكنه امتلأ غيظاً، ومن يومها وهو يفترس كل حيوان يصادفه"… تظاهر أبو لبد بالتفكير العميق، ثم أعلن أن الحكاية تقليدية لا نكهة فيها ولا تجديد، وعقوبة صاحبها معروفة، وتهيأ للانقضاض. فأسرع الحمار الوحشي إلى القول: يا مولاي لست ناسج هذه الحكاية، لكنها النعامة صديقتي التي تملأ أذني دائماً بهذه الحكايات السخيفة، وقد أبلغتني أنها مستعدة للمثول أمام الملك، إذا لم تعجبه حكايتها… فرح ملك الغابة في سره، إذ يستطيع أن يظفر بالمتمردين معاً، وتظاهر بالامتعاض لكنه سمح بأن تمثل النعامة أمامه بصحبة الحمار الوحشي دون تأخير.. مضى الحمار الوحشي فرحاً بنجاته، وأبلغ النعامة ففرحت، وتابعت نوبة الحراسة بيقظة أكثر، وانتظر أبو لبد عودتهما طويلاً، ثم استبد به الغضب، واندفع بكل قوته يصدم الحجارة وجذوع الأشجار، ويلعن القصص وناسجيها ورواتها وينذرهم بعقاب شديد، وما زال إلى يومنا يتابع الزئير المخيف المدوي، ويرسل نظرات زائغة إلى المساحات المعشبة في الغابة بحثاً عن ريشة نعام أو جلد مخطط…. |
قصة حمار السلطان http://www.katakeet.com/SiteData/sto...8824133809.jpg شاخ حمار (سلطان)، وصارت الأحمال تسقط عن ظهره بين فترة وأخرى. سلطان - وهو رجل قاسٍ- يضرب الحمارَ من أجل ذلك متناسياً شيخوختهُ، وخدماتِهِ القديمة! الحمار ينظر إلى وجهه في سطل الماء، ويقول: "أسفاً على شبابي وطفولتي! في الشباب كنتُ بطلَ الحمير في القوة والعمل، وفي الطفولة كنتُ ألعب مع أمي على البيدر، فيركض وراءنا الأولاد، ويغنون: حمارنا صغيرْ وذيله قصيرْ لكنه رشيقْ يكاد أن يطيرْ" يشرب الحمار قليلاً من الماء، ثم يعود إلى التفكير: "لكنني لا يجوز أن أستسلم للشيخوخة والمرض". لم يكن الحمار –رغم عمره الطويل- قد تخلَّصَ من الخجل، أو اعتاد الاعتماد على نفسه في المسائل المتعلقة بحقوقه، لذلك سار إلى الديك (طَنْطَنْ)، وهذا يعيش معه، إضافةً إلى الخروف والبقرة في مزرعة الفلاح. قال الحمار: -أنت فصيح يا طنطن، وصوتك جميل، اذهب إلى صاحبي سلطان، وقل لـه: أن يخفف لي ساعات العمل، ويُحسِّنَ العلفَ، فلعل صحتي تتحسن، وأَخْبِرْهُ أنني أتألم أكثرَ منه لسقوط الأحمال. أجاب طنطن، وكان مغروراً: -أنا لستُ خادماً عند الحمير! ثم ألا تتذكر أنك منذ مدة، كدتَ تدوسني بقوائمك؟! -سامحك الله يا طنطن. ألم تنتبه إلى أن الغلط يومئذ كان من سلطان الذي وضع على ظهري حملاً ثقيلاً، وراح يضربني بالعصا لأسرع، فما عدتُ أرى طريقي؟! ثم أسبل الحمارُ جفنيه حزيناً، وتابع: -كيف تشكُّ في محبتي أيها الديك الجميل؟ وأنا كم سمحتُ لك أن تقف على ظهري، وفوق رأسي، وكأنك تاج لي! انتهز طنطن إسبالَ مُحدِّثه لجفنيه، فتسلل مبتعداً، ولما فتح الحمار عينيه، ولم يجده، تأوَّه، ومضى إلى الخروف عارضاً عليه ما عرضه على الديك. كان الخروف صغيراً طائشاً، لذا فَهِمَ عكسَ ما طلبه منه الحمار، فقال له: -تريدني أن أذهب إلى سلطان، وأطلب منه أن يزيد لك الأحمال، ويقلل العلف؟ لو لم يكن الحمار صابراً لوبَّخَ الخروف، لكنه اكتفى بنظرة لوم، ومضى إلى البقرة. استقبلته هذه أحسنَ استقبال، حتى أنَّ حنانها ذكَّره بأمه، وقد سألتْهُ: -ماذا يؤلمك أيها الحمار العزيز؟ شرح لها الحمار أن ركبتيه تؤلمانه، فأخذتْ تمرُّ برأسها فوقهما لتدليكهما، لكنها اعتذرتْ عن نقل كلامه إلى الفلاح، لأنَّ صوتها لـه خَنَّةٌ في الحالة الطبيعية، فكيف وهي الآن مصابة بالرشح! لم يبق أمام الحمار إلا أن يعتمد على نفسه. سار إلى السلطان الذي كان في آخر المزرعة، وما إنْ اقترب منه، وحرَّك فمه حتى أدركَ سلطان من عينيه ما يريده، فوثب صائحاً: -ألم يكفك رميُ الأحمال، فجئتَ لتعضني! أنا سأؤدبك أيها الحمار المتوحش! في اليوم الثاني سحب الفلاح حماره إلى السوق وباعه، وعند البيع قرأ في عينَيْ الحمار هذه العبارة: -أنت أيضاً ستشيخ يا سلطان. ولكنه لم يهتم بها. بعد مدة مرض سلطان، وكان قد تجاوز الستين من عمره، وصار وحيداً في المزرعة، لأن زوجته تركته لسوء أخلاقه، أما حيواناته الأخرى فباعها، ولما اشتد عليه المرض، راح يصيح: -أَيْ.. أَيْ.. أنا عجوز.. أنا مريض. تعالوا ساعدوني. لكنَّ أحداً لم يسمعه سوى جدران بيته التي تقشَّرَ دهانها، وصارت كوجوهٍ مرعبة تنظر إليه. |
قصة الخروف الأعرج http://www.katakeet.com/SiteData/stories/0872121939.jpg لم يستطع الخروف الأعرج أن يقفز في الهواء مثل الخراف، ولم يقدر أن يحصل على أكثر من المركز الأخير، في السباق الأول إلى "السمّانة" المعشبة العليا، وعلى المركز نفسه في السباق الثاني عند الرواح عصراً، واستقبال النعجات الثاغيات العِجلات لملامسة الخراف. وإهدائهن الضروع الملآنة بالحليب. كان كل خروف يسرع إلى أول ضرع، ويتذوق حليبه، فتدفعه النعجة عنه بحزم، وتطلب منه البحث عن أمه، لكنه كان يحظى بقطرات ذات طعوم مختلفة، من ضروع عديدة، قبل أن يصل إلى ضرع أمه.. أما الخروف الأعرج فقد كان يتقدم ببطء، ويتعثر ويميز ثغاء أمه المحتج وحركتها المضطربة، ونظراتها الزائغة، لكنه يظل عاجزاً عن التقدم بالسرعة نفسها، فتضطر النعجة إلى تحمل قفزات الخراف، ودفع النعجات المنشغلات، وثقل الضروع التي يكاد حليبها يشخب، وتحمّل ألم ضياع حصة الخروف الأعرج من قبل الخراف المسرعة الطائشة. ولم تكن النعجة تهتدي إلى خروفها الأعرج إلا بعد انتهاء النعجات من الإرضاع. وانصرافها إلى تناول العلف والماء، وعند ذلك تسرع إليه، وتمنحه ضرعيها، ناسية الجوع والعطش، تاركة له حرية البحث عن قطرات الحليب المتبقية… كانت الخراف تعاود القفز، ساخرة من عرج الخروف وهزاله، قائلة: إنه يستعد للفوز بسباق الغد، لكن النعجة المغمومة ردت قائلة: ليس مهماً أن تسرعوا وتفوزوا وتسخروا، ولكن المهم أن تعرفوا وتفهموا. حزن الخروف الأعرج بسبب سخريات زملائه، لكنه صمم على تعلم أشياء كثيرة، تعوضه عن السرعة في الجري، فعرف مواعيد شروق الشمس، وأتقن اختيار الطرق الآمنة، وأحسن تحديد لحظات الخطر ومواضعه، ومراتع العشب اللذيذ، وبرع في أداء الألعاب التي تحتاج إلى قوة التحمل أكثر من احتياجها إلى السرعة والقفز، فبات دليلاً لزملائه، يسألونه عن كل مشكلة فيجد لها حلاً مناسباً، دون أن يسخر أو يتذمر، مما جعل الخراف تقلع عن سخرياتها، وتنصرف إلى معرفة الأشياء والأحداث، والأخطار والأماكن، وتتفهم ما يدور حولها مثلما فعل الخروف الأعرج. |
اخي الغراب الاسود
العزيزة ارب بصراحة انا قرات بعض من القصص هنا فعلا انها رائعة وتحمل في طياتها معاني رائعة تحيات لكم |
يقال أنّ النعامة غريبة الأطوار.. وأنّها طوّاقة للإنتحار ؟؟ّّّ لا أدري هل هذا الأمر جدّيّ أم خرافة في عروقي تسري !!! قرأت قصّة النعامة , أعجبتني ولا أدري !!! بقيت قصّة حمار السلطان ههههههه أرجو الا ّ يحتجّ ! وكذا قصّة الخروف الأعرج تحيـّاتي |
"أسفاً على شبابي وطفولتي! في الشباب كنتُ بطلَ الحمير في القوة والعمل، وفي الطفولة كنتُ ألعب مع أمي على البيدر، فيركض وراءنا الأولاد، ويغنون:
حمارنا صغيرْ وذيله قصيرْ لكنه رشيقْ يكاد أن يطيرْ" وانا قرأت قصة حمار السلطان واعجبتني جداااااااااا اي والله هذا الحمار مثله مثل البشر !!:sFun_idea[1]: |
مشكورين على القصص الجميلة والمفيدة
يعطيكم العافية لي عودة |
سلمت الايادي على الحكايا الروعه
|
قصص رائعه جدا يا ارب تسلم يمينك على ما كتبت
|
قصص في ضاهرها مسليه و مضحكه نوعا ما لكن في باطنها نقد لاذع لما نعيشه في الحياة اليوميه بارك الله بك وأثابك الجنة وجعله في ميزان حسناتك شكرا على الإفادة والطرح |
الساعة الآن 02:17 PM. |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب
جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى |