منتديات المُنى والأرب

منتديات المُنى والأرب (http://www.arabna312.com//index.php)
-   المكتبة العامة (http://www.arabna312.com//forumdisplay.php?f=239)
-   -   شرح تلبيس إبليس لابن الجوزي (http://www.arabna312.com//showthread.php?t=7228)

ميارى 31 - 5 - 2010 06:45 PM

خلاصة القول
إن القول بالوصاية وبالرهبانية وبانتظار الغائب أقوال ما وردت فى الإسلام ولا حتى فى تاريخ العرب المعروف عنهم نفورهم من تلك العبودية البغيضة للبشر
, ومصدرها إذا تأملنا أوجه الشبه هو العقائد اليهودية مع بعض عقائد المجوس الذين يقدسون عباد النار منذ عهد ساسان الفارسي وقالوا فى عائلة ساسان بمثل ما قاله الشيعة فى آل البيت
وأول قول بالإمامة والوصاية ابتدعه اليهود على يد عبد الله بن سبأ الذى كان أول من أظهر الطعن فى أبي بكر وعمر رضي الله عنهما وقال فى علىّ بالألوهية والرجعة واخترع مفهوم الوصاية فقال أن يوشع لم يكن نبيا بل كان وصي موسي وعلىّ وصي رسول الله عليه الصلاة والسلام
وغير ذلك من الأقوال التى صار بعضها فيما بعد عقائد ثابتة فى المذهب الاثناعشري

عبد الله بن سبأ :
يلجأ بعض الشيعة المعاصرين إلى طريقة طريفة فى الخلاص من تبعات بعض الأمور التى تنتسب إليهم , هذه الطريقة هى أن ينكروا وجود تلك المطاعن أصلا , مهما بلغت درجة ثبوتها حتى لو كانت ثابتة متواترة فى مصادرهم الأصلية
مثال ذلك إنكار وجود شخصية عبد الله بن سبأ أصلا , وذلك للخلاص من تبعات اتهامهم بالتشابه مع اليهود فى عقائدهم التى قالت حرفت التوراة وقدست الكذب وقالت بوجود المسيح المخلص الذى لم يظهر عندهم بعد !
ومثال ذلك ما فعله نجاح الطائي أحد كتابهم المعاصرين عندما ألف بحثا أضحوكة ينكر فيه أن أبا بكر كان مع النبي عليه الصلاة والسلام فى الغار
كذلك لجأ بعضهم إلى إنكار بعض المسلمات التاريخية كتسمية علىّ رضي الله عنه لأبنائه بأسماء الصحابة والمصاهرة بين البيت العلوى وبين بيوت الصحابة بل والبيت الأموى أيضا
ومصيبة هذه السياسة أنها تغفل حقيقة بديهية أن كتب القدماء فى التاريخ والسير متفقة بأكملها على تلك الحقائق فإنكارها إنكار لكل التاريخ وتسقيط لجميع هذه المصادر بل يفضي ذلك إلى إنكار ثبوت السنة حتى سنتهم هم عن المعصومين لأن الذين نقلوا هذه الأحداث هم أنفسهم نقلة الحديث
وأعظم دليل على مدى الجهل وتعمد التغييب أنهم يتناسون عمدا أنما يتوصل إليه المعاصرون من الاكتشافات , ليس فقط منعدم الدليل والحجة , بل أيضا هو قول جديد ما قال به مؤرخ أو محدث وليس له أصل سابق
فمن أين جاءت تلك الاكتشافات يا ترى ؟!!!

الخلاصة ,
سنثبت وجود عبد الله بن سبأ من مختلف المصادر المتنوعة , من السنة والشيعة معا , ولن نقتصر فى ذلك على كتب التاريخ أو الروايات بل سنحقق وجوده من كتب التاريخ وكتب الفرق وكتب الأنساب وكتب السير وكتب العقيدة ,
لأن ابن سبأ ـ من سوء حظهم ـ أنه كان صاحب فرقة شيعية هى السبئية التى تنتسب إليه فشهرته مطبقة فى المصادر المختلفة

أولا : مصادر الشيعة الأصلية :
لن نعتد هنا إلا بالمصادر الأصلية المعتبرة عند الشيعة وأعنى بها المراجع الأمهات التى أخذ منها كل من جاء بعدها ,
وأولها كتب الفرق , وكتب الرجال حيث أنها الأشد توثيقا
* المقالات والفرق للقمى : وهو من ثقاتهم وأحد أصحاب الحسن العسكري إمامهم قبل الأخير
وقال سعد بن عبد الله الأشعري القمي في معرض كلامه عن السبئية: "السبئية أصحاب عبد الله بن سبأ، وهو عبد الله بن وهب الراسبي الهمداني، وساعده على ذلك عبد الله بن خرسي وابن اسود وهما من أجل أصحابه، وكان أول من أظهر الطعن على أبي بكر وعمر وعثمان والصحابة وتبرأ منهم" ( المقالات والفرق ـ ص 20 )

* النوبختى : وهو من ثقاتهم قال فيه الطوسي أنه كان إماميا حسن الاعتقاد , يقول النوبختى فى فرق الشيعة
"السبئية قالوا بإمامة علي وأنـها فرض من الله عز وجل وهم أصحاب عبد الله بن سبأ، وكان ممن أظهر الطعن على أبي بكر وعمر وعثمان والصحابة وتبرأ منهم وقال: "إن علياً عليه السلام أمره بذلك" فأخذه عليّ فسأله عن قوله هذا، فأقر به فأمر بقتله فصاح الناس إليه: يا أمير المؤمنين أتقتل رجلاً يدعو إلى حبكم أهل البيت وإلى ولايتك والبراءة من أعدائك؟ فصيره إلى المدائن".
وحكى جماعة من أهل العلم أن عبد الله بن سبأ كان يهودياً فأسلم ووالى علياً وكان يقول وهو على يهوديته في يوشع بن نون بعد موسى عليه السلام بـهذه المقالة، فقال في إسلامه في علي بن أبي طالب بمثل ذلك، وهو أول من شهر القول بفرض إمامة علي عليه السلام وأظهر البراءة من أعدائه.. فمن هنا قال من خالف الشيعة: إن أصل الرفض مأخوذ من اليهودية"
( فرق الشيعة: 32-44 )

* الكشي فى كتابه (معرفة الرجال ) , وهو أشهر من نار على علم لأن الكشي هو عمدتهم فى الجرح والتعديل
عن أبي عبد الله أنه قال: "لعن الله عبد الله بن سبأ، إنه ادعى الربوبية في أمير المؤمنين عليه السلام، وكان والله أمير المؤمنين عليه السلام عبداً لله طائعاً، الويل لمن كذب علينا، وإن قوماً يقولون فينا ما لا نقوله في أنفسنا نبرأ إلى الله منهم، نبرأ إلى الله منهم".
( معرفة أخبار الرجال، للكشي:70-71 )

* الصدوق فى كتابه من لا يحضره الفقيه , رابع كتبهم الثمانية المعتمدة ,
وقال الصدوق: "وقال أمير المؤمنين عليه السلام: إذا فرغ أحدكم من الصلاة فليرفع يديه إلى السماء وينصب في الدعاء، فقال ابن سبأ: يا أمير المؤمنين أليس الله عز وجل بكل مكان؟ قال: بلى، قال: فلم يرفع يديه إلى السماء؟ فقال: أو ما تقرأ: {وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ} [الذاريات: 22]، فمن أين يطلب الرزق إلا موضعه؟ وموضعه -الرزق- ما وعد الله عز وجل السماء}".
(من لا يحضره الفقيه: 1/229).

* بن أبي الحديد شارح نهج البلاغة الأشهر
ذكر ابن أبي الحديد: "أن عبد الله بن سبأ قام إلى علي وهو يخطب فقال له: أنت أنت، وجعل يكررها، فقال له -علي-: ويلك من أنا، فقال: أنت الله، فأمر بأخذه وأخذ قوم كانوا معه على رأيه"، ( شرح نـهج البلاغة: 5/5).

* نعمة الله الجزائري صاحب أحد أكبر مراجعهم ( الأنوار النعمانية )قال السيد نعمة الله الجزائري: "قال عبد الله بن سبأ لعلي عليه السلام: أنت الإله حقاً، فنفاه علي عليه السلام إلى المدائن، وقيل أنه كان يهودياً فأسلم، وكان في اليهودية يقول في يوشع بن نون وفي موسى مثل ما قال في علي".
( الأنوار النعمانية: 2/234)

* وعلى نفس النمط من الترجمة وذكر عبد الله بن سبأ انتهجت المصادر الشيعية التالية هذا النهج وهى
أبو حاتم الرازى الشيعي أحد أعلام الإسماعيلية فى كتاب الزينة ,
وهناك أيضا شيخ الطائفة المفيد فى كتابه شرح عقائد الصدوق ,
وأبو جعفر الطوسي فى تهذيب الأحكام
وعلامتهم الحلى ـ الذى رد عليه بن تيمية ـ ذكر حال السبئية وبن سبأ فى كتابه الرجال
وبن المرتضي الزيدى فى كتابه تاج العروس حيث نسب أصل التشيع إلى بن سبأ
والخوانساري فى كتابه روضات الجنات نقل لعن الصادق عليه السلام لابن سبأ

وهذه من المصادر الشيعية المعتمدة القديمة ومنها أمهات كتب ومراجع الشيعة الإثناعشرية المعاصرين مثل رجال الكشي وكتب المفيد والجزائري والطوسي والخونساري وبن أبي الحديد والصدوق
كما نقل إحسان إلهى ظهير رحمه الله الاعتراف بوجود بن سبأ على لسان الشيعة المعاصرين مثل العلامة محسن الأمين فى موسوعته والمظفري فى كتابه تاريخ الشيعة
ولخص هذه البحوث جميعا فى مصدر واحد العلامة الدكتور محمد أمحزون فى كتابه الموسوعى ( تحقيق موقف الصحابة من الفتنة ) حيث خصص فصلا أورد فيه كل ما تمت كتابته عن بن سبأ من أمهات مصادر السنة والشيعة

ثانيا : من كتب السنة :
من كتب السنة حدث ولا حرج حيث أنه لا يوجد عالم سنى نفي وجود تلك الشخصية المحورية فى أحداث التاريخ بطرق وأسانيد متتابعة فى كتب الفرق والتاريخ والأنساب
وليس كما ظن البعض أن عبد الله بن سبأ ذكره الطبري فقط من رواية الضبي الضعيف , فهذا جهل بالمصادر لم يسبق إليه أحد
ومن جملة مراجع السنة التى ترجمت لتلك الشخصية
فثبت بشخصيته وفرقته عند بن حبيب عالم الأنساب المتوفي عام 245 هـ , وكذلك عند أبي عاصم الأصرم الذى نقل خبر إحراق علىّ رضي الله عنه لبعض السبئية فى كتابه الاستقامة
وهذا الخبر نفسه , وهو خبر إحراق علىّ للزنادقة السبئية ـ ثبت فى عدة روايات صححها جميع أهل العلم فى كتب الحديث والطبقات مثل أبي داوود فى السنن , والنسائي فى سننه , وصحح الإسناد العلامة الألبانى , كذلك ذكر السبئية وأفكارها بن سعد فى الطبقات الكبري بسنده عن عمرو بن الأصم إلى الحسن بن علىّ
كما أثبته الجوزجانى المحدث البليغ فى كتابه أحوال الرجال , وأيضا ذكره بن قتيبة الإمام السنى فى كتابه الشهير المعارف , وأيضا نص عليه البلاذرى عالم الأنساب فى كتابه أنساب الإشراف
وتحدثت عنه كتب الجرح والتعديل عندما تعرضوا لروايات السبئية مثل بن حبان فى كتابه المجروحين
أما كتب الفرق فقد أجمعت بكل صنوفها على وجوده وأنه تنتسب إليه الفرقة السبئية الغالية التى قالت بألوهية على بن أبي طالب رضي الله عنه
مثل الإمام أبي الحسن الأشعري وبن حزم والملطى والمقدسي والبغدادى والخوارزمى وأبي حفص بن شاهين والاسفرايينى وبن عساكر والشهرستانى

وقد أوردت تلك المصادر ترجمة بن سبأ وأحواله من طرق متعددة ليس من بينها طريق سيف بن عمر الضبي الذى اعتمد عليه الطبري
بل نقلوا أخباره كذلك عن حجية بن عدى الكندى التابعى المخضرم الذى روى عن حذيفة وعلى بن أبي طالب , وأيضا من طريق أبي الطفيل وله صحبة ثابتة للنبي عليه الصلاة والسلام ورواه عن طريق المسيب بن نجبة
كذلك طريق أبي الجلاس ونشوان الحميري وفخر الدين الرازى وهؤلاء كلهم أئمة فى مجالاتهم
كذلك نقل خبر بن سبأ أئمة الحديث والتاريخ مثل الذهبي وبن الأثير وبن تيمية والصفدى والكرمانى والشاطبي والسكسكي والجرجانى والمقريزى والحافظ بن حجر والسيوطى والزبيدى وبن كثير

أى أن الأمر أمر إجماع تام لم يخالف فيه أحد العلماء القدامى الذين عليهم معول التراجم والفرق والتاريخ ,
بل إن مصادر المستشرقين أشارت إليه بوضوح وأفاضت فى الحديث عنه مثل
فلهاوزن , فولتن , وليفي دلايفيدا , وجولد تسيهر , ورينولد نكسلن , ودوايت روندلسن ,
وهم بعض المستشرقين المتخصصين فى بحث التاريخ الإسلامى ,

أما بدعة إنكار بن سبأ فقد اخترعها بعض متقدمى المستشرقين اليهود ممن حاولوا أن ينهوا وجود بن سبأ لبيان أن الإسلام ضعف من داخله وليس من عوامل خارجية , فتلقفت هذه الفكرة مصادر المعاصرين من الشيعة حيث وجدوا فيها مخرجا ومنفذا لهم من تبعة إنفراد بن سبأ بإنشاء فكرة الوصاية والطعن على الصحابة
ولا شك أنها فكرة فشلت فى المهد لأنه كما سبق القول جاءت كفكرة ليس لها شبهة دليل يمكن أن تقوم به حجة وذلك لمخالفتها الإجماع المطبق فى تلك الشخصية التى انفردت بإحدى أشهر فرق الغلاة فى الإسلام

فوضحت الآن من أين جاءت فكرة الوصاية والعصمة وإثبات الرياسة لبيت واحد , حيث أن أصل الفكرة عقيدة يهودية جرت على ألسنة فجار اليهود ونقلها بن سبأ إلى عقيدة الفرق الغلاة من الشيعة ,
وانتقلت عقيدة بن سبأ إلى العراق ونشر أتباعه ونصحهم بإظهار الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر لحيازة ثقة الناس ثم نشر تلك العقائد بينهم
,

وتلقف الفرس المتعطشون للكيد للإسلام هذه العقيدة فنشأت فرق جديدة كان منها الإمامية التى تفرعت فيما بعد إلى عدة فرق حتى جاء عام 255 هـ بوفاة الحسن العسكري فانقسمت الإمامية إلى 14 فرقة مختلفة العقيدة بعد أن توفي الحسن العسكري وليس له ولد ,
فقالت منهم فرقة أن الحسن العسكري أنجب ولدا فى السر وسماه محمدا وأنه المهدى المنتظر إلى آخر هذه الخرافات التى انبثقت عنها الفرقة الاثناعشرية المعاصرة

ومنذ ذلك العهد فقط , ظهر مسمى الإثناعشرية الذى ليس له وجود قبل هذا التاريخ فى أى كتاب من كتب الفرق , حتى الشيعية منها التى سبقت هذا التاريخ
وهذه الحقيقة التاريخية المعروفة هى قاصمة الظهر لكل حجج الشيعة المعاصرين فى القول باثنا عشر إماما حيث لم يظهر هذا القول إلا بعد أن مات الحسن العسكري رضي الله عنه دون أن يعقب
ولو أنه عقب ولدا ما اختلفت الشيعة بعده إلى14 فرقة ودبت فيهم الحيرة حيث أن عقيدتهم تقول بضرورة أن ينجب الإمام ولدا ظاهرا فكان الحسن العسكري عقيما وقسموا ميراثه على أمه وزوجته ,
فانقلبت فرق الشيعة إلى عدة أقوال كان منها القول بالمهدى المختفي ,

والذى ابتدع فكرة المهدى الخافي هذا كان شيطانا بحق ,
حيث تمكن المستفيدون من الإمامة أن يعيدوا الشيعة الذين تبعوهم إلى المذهب ليجنوا من ورائهم الأموال الطائلة وظهر ذلك جليا عندما أعلن أربعة من الشيعة أنهم أبواب المهدى والسفراء المفضين إليه وهم النوبختى والسمرى والعمرى وابنه ,
وظلوا سبعين عاما يأخذون أقوال المهدى المزعوم فيلقونها إلى الشيعة واحدا بعد الآخر حتى توفي آخرهم وهو محمد العمرى فأعلنوا أن الغيبة الصغري قد انتهت وجاء أوان الغيبة الكبري !
وهى الغيبة التى استمرت إلى اليوم ,

وخلال تلك العقود من ذلك الحين وحتى يومنا هذا كان التشيع يتطور من مرحلة إلى مرحلة حتى بلغ قمة الغلو فى عهد الدولة الصفوية التى أسسها الشاه إسماعيل الصفوى فأعادت طباعة كتب الشيعة القديمة واختراع الأدلة بأثر رجعى على أقوالهم بالعقائد الشاذة التى وصلت بالأئمة لدرجة الألوهية
واعتمدوا الرقاع وهى الأوراق التى كان يكتبها المهدى المزعوم للسفراء كمصدر رئيسي للتشريع !
وكان أساطير صياغة التشيع فى ذلك الوقت هم طائفة علماء التشيع الصفوى الذين أظهروا اللطم والتطبير وضرب الرءوس وكلها عقائد نصرانية يفعلها بعض طوائف المسيحيين فى يوم صلب المسيح !
وتولى كبر هذه المرحلة أكبر زنادقتهم وهو باقر المجلسي الملقب بالشيخ الأعظم وصاحب ثانى كتبهم المعتمدة بحار الأنوار
والذى يقول عنه العلامة الآلوسي أن دين الشيعة اليوم لو سميناه دين المجلسي ما كنا مبالغين ,
وجاء الخومينى بعد الثورة بنظريته الجديدة واعتقاده بالنجوم والأفلاك والفلسفة اليونانية التى حشا بها كتابه كشف الأسرار لينقل الشيعة إلى مرحلة أخرى أشد غلوا من العهود السابقة !

خلاصة القول أن التشيع كعقيدة للفرق هو التشيع الرافضي الفارسي الذى بدأ يهودى النزعة ثم تولته العقائد الفارسية التى أضافت للإمامة بقية المعتقدات كاللعن والطعن فى أهل السنة وأولهم الصحابة والقول بالشيوعية الجنسية تحت مسمى المتعة وغير ذلك من مختلف العقائد المعاصرة للشيعة ,
هذه العقائد التى كانت قديما عند الشيعة القدماء غلوا أصبحت اليوم من ضروريات المذهب
يقول المماقانى وهو من أكبر علمائهم فى الجرح والتعديل
( إن ما كان قديما من يسميه قدماء الشيعة غلوا أصبح الآن من أصول عقائد الإمامية )
وهذا ما طبقه الخومينى حرفيا :

وللبحث بقية فى نشأة التشيع وعلاقته بالمجوس


ميارى 31 - 5 - 2010 06:47 PM

الرمح اليهودى .. والضربة الفارسية


نبدأ فى دراسة الدور الفارسي للتشيع والذى يعد هو الدور البانى والمرسخ لشتى عقائد الشيعة بكل فرقها ـ عدا الزيدية ـ والبداية من عند قول عالمهم الممقانى
( إن ما كان قديما من يسميه قدماء الشيعة غلوا أصبح الآن من أصول عقائد الإمامية )
وهذا صحيح تماما ,
فقد سبق أن بينا كيف أن عقيدة التشيع تطورت من سيئ إلى أسوأ حتى وصلت إلى أعلى درجات الغلو فى العصر الخومينى , وليس كما يظن البعض أن الغلو والنزعة الإنتقامية إنما هى مواريث الماضي ,
فالمطلع على بذرة التشيع يجد العكس , أنك كلما أوغلت فى التاريخ القديم كلما وجدت الشيعة أحسن حالا من عصرهم المتقدم والدليل على ذلك أن العقيدة الشيعية تشكلت شيئا فشيئا حتى اندثرت معظم الفرق وورثت الفرقة الاثناعشرية معظم عقائد الفرق الشيعية الأخرى التى كانت نفس فرق الإمامية تعتبرها فرقا خارجة عن الإسلام
فصارت الشيعة فى عهد الدولة الصفوية قبل خمسمائة عام عبارة عن دين آخر تماما لا علاقة له بالإسلام وجاء الخومينى منذ أربعين عاما ليمضي قدما بالتشيع إلى مرحلة أشد سقوطا ليصبح التشيع هو أعدى أعداء الأمة الإسلامية

والقصة بدأت عندما كانت فارس القديمة قبل الإسلام قد ألقت بثقلها إلى الدولة الساسانية , وساسان المؤسس كان هو خازن النار والكاهن الأكبر لدين المجوس ,
فتمكن من مكان نفوذه أن يضع ولديه فى قلب قيادة الجيش للإمبراطورية الفارسية وهما برويز وأردشير , واللذان قاما بانقلاب عسكري تأسس على إثره عهد الدولة الساسانية ,
ومنذ ذلك الحين تعود الفرس عامة وخاصة على أن بيت الملك هو ذاته بيت الدين وأن هذا البيت منزه عن كل خطأ ويتمتعون بأنهم من طينة أخرى تختلف عن عوام الناس وأنهم مقدسون وأنهم أنصاف آلهة ويتحكمون فى الكون إلى آخر تلك العقائد التى ميزت ديانة المجوس فى العهد الساسانى

وينبغي التركيز على طبيعة تلك العقيدة لأنها هى نفسها التى شكلت عقيدة التشيع لأننا لو نظرنا إلى مفهوم الإمامة عند الشيعة لوجدناه مطابقا تماما لمفهوم ضرورة انحصار الدين والملك فى بيت واحد مقدس منزه ,
ثم ظهر الإسلام وقاد عمر بن الخطاب الحروب الطويلة فى إسقاط دولة فارس فكان سقوطهم مدويا من جميع النواحى وصادما لهم إلى أقصي حد , لعدة أسباب
أولها : أنهم كانوا الدولة العظمى الثانية فى العالم مع الروم , وقوتهم العسكرية كانت فوق الخيال العربي وهى قوة تمكنت من كسب عدة مراحل من مراحل الصراع على الروم بكل جحافلها ووصلت قواتهم فى بعض العهود إلى تهديد أوربا نفسها
ثانيها : أن هذا السقوط جاء على يد العرب والفرس تنظر للعرب بنظرة تاريخية معروفة وهى دونية للغاية فى مجملها حيث تراهم أقل من أن يكونوا لها عبيدا ,
ولهذا فإن كسري قتل رسول النبي عليه الصلاة والسلام عندما جاءه داعيا للإسلام رغم أن الرسل لا تقتل , ولكن كسري لم يكن ينظر للعرب بنظرة الند أو ما تحت الند حتى يمكن له أن يتصور العرب داعين له لدين جديد

ومع امتزاج السببين تولد الحقد العاتى لدى الفرس من العرب بسبب سقوطهم الذريع والسريع على يد العرب الذين لا يملكون من الخبرة العسكرية شيئا يذكر ,
وأضيف إلى ذلك أن سقوطهم كان تاما فلم تقم لهم قائمة , بعكس الروم الذين ظلت دولتهم قائمة كإمبراطورية منذ سقوط الشام والأندلس وحتى سقوط القسطنينية فى عهد العثمانيين
لكن الفرس انكسروا فى القادسية وانمحت دولتهم من على وجه التاريخ فى معركة نهاوند فكان سقوطا مهينا يصحبه إحساس الفرس بالعار الكبير الذى لحق بهم من أتباعهم ورعاياهم السابقين ,
وكان لابد لهم من اللجوء للعمل تحت الأرض بعد أن صار العمل المعلن ضربا من المستحيلات , فكان أول انتقامهم أن قتلوا عمر بن الخطاب رضي الله عنه الخليفة الذى أطفأ نار المجوس , على يد أبي لؤلؤة المجوسي الذى يتمتع بقداسة لدى الشيعة الإيرانيين حتى اليوم وله مقام كبير باسم ( مقام بابا شجاع الدين ) موجود فى مدينة كاشان الإيرانية وهو عندهم مؤمن مجاهد وولى من أولياء الله الصالحين !

هذا فضلا على تخصيص عمر بن الخطاب رضي الله عنه بأكبر قدر ممكن تخيله من اللعن والسب والشتم والاتهامات المخجلة وجعل تلك اللعائن من أساسيات المعتقد لدى كل شيعى وعمدوا إلى تلقين كراهية عمر بن الخطاب لدى صغارهم وتدشينها لدى كبارهم بالترويج للقصص المختلقة الواضحة الوضع والبهتان , مما فضح بجلاء أنهم يقصدون عمر بالذات باعتباره ماحى النار المجوسية ,
وجعلوا يوم استشهاده عيدا مسمى عندهم بعيد الغفران ووضعوا فى فضل هذا العيد عشرات الأحاديث التى تعد الشيعة بالغفران المبين كلما زادوا فى صب اللعنات على أعدل الخلفاء الراشدين ,
وقاموا بحشر أهل البيت فى الموضوع فشوهوا تاريخ الخلفاء والصحابة وقرروا أنه لا ولاء إلا ببراءة من الأعداء وأولهم عمر وثانيهم أبو بكر , وهكذا تنجلى الصورة الخادعة التى ألفتها المجتمعات السنية البعيدة عن الشيعة باعتبار الشيعة تصب اللعن فقط وتخصه بمعاوية وحده رضي الله عنه لأنه صاحب الخلاف الظاهر
ولكن الشاهد من كتبهم وأفعالهم يقول بالعكس أن عمر عندهم أشد عليهم من إبليس إلى درجة ابتكارهم لدعاء الحشر مع أبي لؤلؤة المجوسي والسعي للدفن قرب مقبرته المزعومة فى كاشان !
وصار الدين الشيعي قائم على لعن الصحابة جميعا وتكفيرهم وتخصيص أبي بكر وعمر بمزيد من الوباء الذى ينجرف فى صدورهم ثم أبانت العقيدة الشيعية عن نفسها أكثر وأكثر فأصبح الجنس العربي كله على طاولة اللعن والتكفير والتخصيص بالاعتداء , وهى الصورة التى لا تدع لأى عاقل شكا فى أن منبت التشيع وأساسه وبناءه فارسي خالص
وبعدها استغلوا أحداث الفتنة التى وقعت بعد مقتل عثمان رضي الله عنه وتلقفوا بن سبأ ومشروعه حول الإمامة والوصاية وتفرقوا شيعا كل فرقة تدعى أنها شيعة أهل البيت وتعمل بأسلوب خفي ومن هنا جاء اسم الباطنية حيث لم تكن دعوتهم فى العلن بل كانت تعمد على أسلوب العصابات
فشاركوا فى الفتن التى توالت على الإسلام تباعا حتى جاءت فتنة مقتل واستشهاد الإمام الحسين رضي الله عنه والجناه كانوا هم أنفسهم مدعو التشيع حيث غرروا بالحسين وأرسلوا له الكتب والمراسلات تحضه على الحضور إلى الكوفة موطن التشيع ثم قام أهل الكوفة أنفسهم بقتله وأهل بيته واتفق على ذلك المؤرخون سنة وشيعة فما شارك فى قتل الحسين رضي الله عنه أحد خارج الكوفة التى هى باتفاق المؤرخين موطن التشيع وبذرته "12"
وقد اتفق مؤرخو الفرق وأهل الحديث على أن الفرس تستروا بالتشيع لأهل البيت وبثوا عقائدهم فى الإمامة والوصاية والملك فى دعوتهم الباطنية وهناك من المؤرخين وأصحاب الفرق من جعل أصل التشيع كله فارسي خالص كما هو عند بن حزم فى الملل والنحل , والمقريزى فى خططه , والشيخ أبو زهرة فى تاريخ المذاهب الإسلامية ,
إلا أن الرأى الصحيح والمتفق عليه هو أن بذرة التشيع يهودية تطورت بفكر فارسي كما نقل الدكتور ناصر القفاري فى كتابه ( أصول مذهب الشيعة الاثناعشرية )
وتعتبر البداية الحقيقية للمؤامرة الفارسية عند مقتل الحسين رضي الله عنه حيث انجرفت العواطف فى العالم الإسلامى تجاه هذه الواقعة المفجعة ووجد الشيعة آذانا مصغية لدى العامة لدعوتهم الباطنية
وتتابعت الحقب والشيعة تتشكل فى الكوفة ويدعون على الناس أنهم يأخذون العلم عن الأئمة فى المدينة وأشهرهم محمد الباقر وابنه جعفر الصادق الذين تم الكذب عليهم بشكل لم يُسبق إليه ,
فمن المعروف أن إقامة جعفر الصادق وأبيه كانت فى المدينة المنورة طيلة حياته , ولئن كان قد خرج للعراق فقد حدث هذا مرة واحدة لم تتكرر عندما زار الصادق الخليفة أبي جعفر المنصور ,
لكنهم بالكوفة وعلى أيدى كبار رواة الشيعة مثل زرارة بن أعين وجابر بن يزيد الجعفي وبريد بن معاوية وغيرهم تشكل مذهب الغلو واستغلال العوام باسم الدعوة لآل البيت حتى اشتهر أمر الكوفة بأنها أصبحت مصنعا لتزييف الأحاديث النبوية والمكذوبات على جعفر الصادق حتى قال فيها الإمام مالك أنها أصبحت مثل دار ضرب السكة
وأجمع أهل الحديث على إنكار أحاديث الكوفيين لما فيها من التزييف والإختلاق الظاهر والمستحيل فى بعض الأحيلن , وبلغت كمية الكذب على جعفر الصادق رضي الله عنه أن راويا واحدا كزرارة بن أعين افترى على الصادق فى مائة وخمسين ألف رواية كلها مكذوبات وموضوعات ! "13"
وبمثل هذا العدد ونحوه افترى جابر بن يزيد الجعفي وبريد بن معاوية وهؤلاء هم أوثق رواة الشيعة اليوم والمطالع لكتب الرجال عند الشيعة يجد أن هؤلاء على أعلى درجات التوثيق رغم أن كتبهم كرجال الكشي تنقل بعض الروايات المنسوبة إلى جعفر الصادق وهو يلعنهم أشد اللعن لا سيما زاراة بن أعين ,
فمن هنا جاء دين الشيعة الاثناعشرية , وليته اقتصر على المكذوبات التى افتراها الراوة فقط بل تعدى الأمر ذلك أن الشيعة فى العهد الصفوى أضافوا كتبا كاملة إلى الكتب الموجودة دون أن يفصحوا من أين لهم بتلك الكتب المحشوة بروايات الكفر والخرافة واعتمدها علماؤهم منذ العصر الصفوى وأقرهم الجيل المعاصر عليها وصارت الآن من ضروريات المذهب "14"

التنظير الفارسي للطائفة الإثناعشرية ,


اعتمد التشيع الإمامى الاثناعشري فى عقيدته على الفرس قلبا وقالبا فأصبح دينا مستقلا فضلا على كونه دينا عنصريا هدفه الأسمى ترصد العرب أولا ثم ترصد أساسيات الإسلام وهدمها واحدا تلو الآخر ,
يتضح ذلك فى جلاء عندما ننظر نصوصهم حول مخالفيهم من بقية المسلمين ونصوصهم الخاصة فى الجنس العربي بالتحديد
كذلك عندما ننظر إلى طريقة تعاملهم مع المصادر الأساسية للتشريع فى الدين الإسلامى ,

أولا : موقفهم من المخالفين والعرب
عندما واجهت التشيع الفارسي مشكلات الدعوة لهذا المذهب أمام العامة وأهل السنة , ابتكروا لها الحلول المسبقة وكانت أول المشكلات هى كيفية الدعوة للمذهب بكل شناعته وكفره الصريح وفى نفس الوقت الحفاظ على نطاق السرية والكتمان المضروب حوله ,
وكان الحل العبقري الذى توصلوا إليه يتمثل فى مبدأ التقية , وهى التى تجعل لزاما على كل شيعي أن يعتقد فى باطنه غير ما يظهره لا سيما أمام أهل السنة الذين هم عند الشيعة كفار مخلدون فى النار تحل دماؤهم وأموالهم
ولكن فى حالة عدم وجود الفرصة للغدر فإن التقية تكون هى الخيار العبقري الذى يجعل الشيعي يتعامل بدعوى الوحدة والإتحاد مع المسلمين ومداهنة المخالفين وهو ما تسبب فى خداع الكثيرين حتى بعصرنا الحالى رغم دروس التاريخ المريرة التى أوضحت طبيعة هؤلاء المتدينين بقتل العرب والمسلمين
وقد لعبت التقية دورا كبيرا جدا فى إخفاء هوية التشيع الفارسي عن العيون ولا زالت تلعب هذا الدور اليوم حيث يجد الشيعة ممن فى قلوبهم مرض من أهل السنة سواء بجهل أو بتحريض وسوء نية من يدافع عنهم باعتبارهم فرقة من المسلمين أو أنهم مذهب إسلامى رغم أنهم لا يمتون للإسلام بصلة سواء فى مصدر التشريع أو حتى الثوابت العقائدية ,

والسبب هو اتساع رقعة التقية الفضفاضة التى تسمح لهم حتى بالحلف كذبا فى سبيل مداراة مذهبهم أمام المخالفين وعظموا أمر التقية إلى درجة غير طبيعية حتى هددوا كل شيعي عبر تلك النصوص أنه سيخرج من الدين إذا تركها
فى نفس الوقت مثلت التقية حلا عبقريا آخر فى حل أزمة الإقناع أمام العامة بتلك التناقضات التى وقع فيها الشيعة , فمثلا إذا ظهر السؤال التلقائي عن الإمام علىّ كيف بايع وصاهر أبا بكر وعمر وهم كفار مرتدون يكون الجواب بأنه فعل ذلك تقية واستجاب المغفلون والمغرضون للتبرير المضحك الذى يطعن أول ما يطعن فى شجاعة الإمام وأهل بيته ويتهمهم بالنفاق صراحة رغم أنهم يدعون أنهم شيعة أهل البيت ,
كما مثلت التقية حلا مضمونا للتغلغل داخل المجتمع الإسلامى عن طريق المداهنة والنفاق إلى الحد الذى سمح للخومينى والسيستانى أن يعلنا بأن الشيعة أشقاء السنة فى نفس الوقت الذى تحفل كتبهم ومحاضراتهم وأفعالهم بالعكس على طول الخط ويفعلون هذا بلا حياء أو خوف من أن يظهر هذا التناقض أمام العوام ,
لأن تبرير التناقض موجود وجاهز وهو أنهم فعلوا ذلك وقالوه تقية

وطبيعة التقية كما عرفتها كتبهم كما يلي :
يعرفها مذهب الإثناعشرية فيقول
{ التقية هي كتمان الحق، وستر الاعتقاد فيه، وكتمان المخالفين، وترك مظاهرتهم بما يعقب ضررًا في الدين أو الدنيا
شرح عقائد الصدوق: ص261 (ملحق بكتاب أوائل المقالات) }

ومثل هذا التعريف للتقية لم يعرفه الإسلام الذى عرف التقية عبر آيات القرآن الكريم أنها تكون فى مواجهة فى الكفار إذا كان المسلم يخشي على حياته منهم
أو عندما تواجهه أخطار الموت والتشريد وغيرها من الضرر البليغ
يقول عز وجل
[لَا يَتَّخِذِ المُؤْمِنُونَ الكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ المُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللهِ فِي شَيْءٍ إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللهِ المَصِيرُ] {آل عمران:28}
أى أن القرآن الكريم حصرها كرخصة فى مواجهة الكفار وعند الضرورة أى ليس فى مطلق الأحوال حتى مع الكفار
بينما تعريفهم يصرح بأنها فى مواجهة المخالفين لا الكفار وهذا ما تم تطبيقه بالفعل عبر نداءات الوحدة الإسلامية التى يستغلها أصحاب العمائم طريقا لمختلف الأغراض
وهذا لمعلومة القراء من ضروريات مذهب الشيعة الاثناعشرية وأحد ركائزها الأساسية , وركز عليها علماء الإثناعشرية عبر مختلف العصور وبالذات فى عصرنا الحالى حتى يتفادوا صداع مناقشة مذهبهم والطعون عليه وكشفه أمام عوام الشيعة أنفسهم وليس أمام السنة فحسب
كما أن التقية تمثل المهرب الرئيسي لهم عندما يحشرهم أى قائل فى أى مسألة دينية يخالفون فيها صريح القرآن وحتى أقوال أئمة آل البيت بأن يحملوا أقوالهم على التقية لعجزهم عن تفسير التضارب فى مذهبهم
فمثلا العلاقة الوطيدة بين أئمة آل البيت والصحابة ولمصاهرات والتزكية التى قالها الإمام على رضي الله عنه فى حق جميع من سبقوه تقف حجر عثرة أساسي أمام منهج الاثناعشرية فى الطعن بالصحابة وأمهات المؤمنين ,
لهذا قالوا أن التقية من أساسيات الدين وأن أول من مارسها هو الإمام علىّ


وهذا فضلا على أنه طعن رهيب فى شجاعة الإمام إلا أنه أيضا تناقض أكثر ظهورا منه كطعن , لأن الإمام على فى نهج البلاغة ـ وهو أوثق مراجعهم ـ زكى الصحابة جميعا ولم يصرح بنص أو وصاية وكان ذلك إبان خلافته هو أى أنه حتى لو تم قبول مبدأ التقية فمن المستحيل أن يكون الإمام قد طبقه وهو فى أوج قوته لا يخشي من أحد
لكن العمائم السوداء والتى أرادت تحقيق أهدافها المختلفة بستارة أهل البيت ما كان لها أن تقف ساكنة ففسروا كل شيئ يظهر فيه تناقض المذهب بأنه تقية واجبة حتى وصل الأمر أن يجعلوا تاركها كتارك الصلاة
يقول بن بابويه القمى
(اعتقادنا في التقية أنها واجبة، من تركها بمنزلة من ترك الصلاة") الاعتقادات: ص114)


ميارى 31 - 5 - 2010 06:49 PM

فهل يا ترى بعد هذه التعاريف وهذه التقارير من الممكن أن يثق عاقل فى أى شيعي ؟!
والأمر عندهم فى اعتبار التقية مفروضة فرضا لا يقتصر على مجرد رأى بل هو كما نقل ابن بابويه إجماع واعتقاد , ويؤكد فى ذلك عدد من الروايات منها
* نسبوا إلى جعفر الصادق أنه قال
( لو قلت أن تارك التقية كتارك الصلاة لكنت صادقًا [، ابن بابويه/ من لا يحضره الفقيه: 2/80، جامع الأخبار: ص110، الحر العاملي/ وسائل الشيعة: 7/94، بحار الأنوار: 75/412،414)
بل نسبوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
( تارك التقية كتارك الصلاة" [جامع الأخبار: ص110، بحار الأنوار: 75-412 )
ثم زادوا في درجة التقية فجعلوها "تسعة أعشار الدين "
* ثم لم يكفهم ذلك فجعلوها هي الدين كله ولا دين لمن لا تقية له،
جاء في أصول الكافي وغيره أن جعفر بن محمد قال:
( إن تسعة أعشار الدين في التقية ولا دين لمن لا تقية له [أصول الكافي: 2/217، )
* رووا عن جعفر الصادق أيضا ما هو أخطر حيث يقول ـ فيما يزعمون
( إنكم على دين من كتمه أعزه الله، ومن أذاعه أذله الله" [أصول الكافي: 1/222.]، )

فتخيلوا ما ينسبونه لأهل البيت ,
أهل البيت الهاشمى الذى علم العرب الشجاعة , هل يُتصور عقلا أن يكون الخداع والمداهنة والمسايسة هى أساس عقيدتهم
ثم لو أن الأمر بهذا الشكل
كيف ندعو للإسلام إذا , وكيف أعزنا الله بالإسلام ,
الله الذى أنزل فى كتابه عشرات التوجيهات أن نصدع بقول الحق ولا نخشي لومة لائم ؟
الله عز وجل الذى أنزل فى كتابه ألا نعطى الدنية فى ديننا وأن نرفع رءوسنا عالية به ونتحدى على صدقه من شاء
كيف تكون التقية من الإسلام وركن منه بهذا الذى الشكل الذى نراه وهى تقوم على منع وحجب الاعتقاد والتستر عليه كما لو كنا نتستر على فضيحة
وهذه الروايات تفضح بالطبع أولئك المتاجرين بالدين الذين يعلمون تمام العلم أن ظهور كتبهم تلك وظهور عوار هذا المذهب أمام عامة الناس كفيل بإسقاطه أمام أقل عقل يملك القدرة على التفكير
وأصبحت التقية هى الحل السحري الذى يلجأ إليه العلماء من أمثال السيستانى والخوئي والخومينى والكورانى لو أنهم تعرضوا لموقف إعلامى اضطروا فيه إلى النداء بالوحدة وإلى تزكية ومدح أهل السنة بينما هم يلعنونهم ليل نهار فى الحسينيات أمام جماهير الشيعة التى لا تستطيع أن تسألهم عن تناقضهم لأن الجواب جاهز ( قلناها تقية )
وإذا أراد القراء أن ينظروا لأعظم الأمثلة على التقية من كبار المراجع فلهم أن يعودوا إلى المناظرات الكتابية أو التيلفزيونية ويتأمل كيف أن المناظرين الشيعة يبدءون أول كلامهم بالثناء والمدح والتزلف ,
وعندما تظهر الكتب وتظهر المراجع التى تكشف عكس ذلك , ينكشف الوجه الحقيقي على الفور
حتى وصل بهم الأمر لأن يعتبروا الصلاة خلف أهل السنة من باب التقية أمر واجب أيضا للمداراة والخداع

وقال المجلسي
"من صلى خلف المنافقين بتقية كان كمن صلى خلف الأئمة"
[جامع الأخبار: ص110، بحار الأنوار:75/412)
إلى هذا الحد بلغ بهم الترغيب فى كتمان مذهبهم واعتقادهم
بينما يقول عز وجل
[فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ المُشْرِكِينَ] {الحجر:94}
ويقول :
[الحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ المُمْتَرِينَ] {البقرة:147}
ويقول النبي عليه الصلاة والسلام , فيما معناه
( لا يمنعن أحدكم خشية الناس أن يجهر بقول الحق )
وقال أيضا :
( إنه كان فيمن قبلكم الرجل يؤتى به فينشر بالمنشار فلا يرده هذا عن دينه )

ولهذا لم يشعر دعاة الشيعة بحرج وهم يتدينون بالكذب ويكتمون حقيقة اعتقادهم فى شأن بقية المسلمين لا سيما العرب وهو المعتد الذى ينم عن حقد متجذر ,
ولنطالع بعض الروايات التى تجمع على تكفير سائر المسلمين حتى الجاهل فيهم لا تلتمس له العذر , وتعتبر الإسلام فقط هو من كان على هذا الدين البغيض ,.
يقول في ذلك شيخهم الطوسي
( ودفع الإمامة كفر كما أن دفع النبوة كفر لأن الجهل بهما على حد واحد ) يعني مساواة النبوة بالإمامة ـ تلخيص الشافي ج4 ص131 لأبي جعفر الطوسي

ويوسف البحراني في {الحدائق الناضرة 18/153 ط بيروت}:
(وليت شعري أي فرق بين من كفر بالله سبحانه ورسوله وبين من كفر بالائمة عليهم السلام مع ثبوت كون الإمامة من أصول الدين)
وقال الفيض الكاشاني في {منهاج النجاة ص48 ط دار الاسلامية بيروت}:
(ومن جحد إمامة أحدهم ـ الائمة الاثني عشرـ فهو بمنزلة من جحد نبوة جميع الأنبياء)
وقال المجلسي في {بحار الانوار23/390 ط بيروت }
(أعلم أن إطلاق لفظ الشرك والكفر على من لم يعتقد بإمامة أمير المؤمنين والائمة من ولده عليهم السلام وفضّل عليهم غيرهم يدل على أنهم كفار مخلدون في النار). ـ

وقال عبد الله شبر في {حق اليقين في معرفة أصول الدين 2/188 ط بيروت}
(وأما سائر المخالفين ممن لم ينصب ولم يعاند ولم يتعصب فالذي عليه جملة من الامامية كالسيد المرتضى أنهم كفار في الدنيا والاخرة والذي عليه الأشهر أنهم كفار مخلدون في النار)
وقال المجلسي فى بحار الأنوار :
( ومن لم يقبل الأئمة فليس بموحد بل هو مشرك ولو أظهر التوحيد ـ بحار الأنوار ـ الجزء تاسع والتسعين ـ ص 143)

أما أحقادهم ونصوصهم التى عبر بها الدين الفارسي تجاه العرب فهى أكثر من أن تحصي , هذا فضلا على التطبيق العملى المتمثل فى جرائم الشيعة عبر التاريخ ,
ومن ناحية الروايات التى تحض على تعقب العرب وتبشر بقتلهم على يد المهدى المنتظر ,
فى رجال الكشي ( مرجعهم العمدة فى كتب الرجال ) يروون نصيحة الإمام لأتباعه فى قتل السنة فيقول
(أشفق إن قتلته ظاهرا أن تسأل لم قتلته , ولا تجد السبيل إلى تثبيت الحجة فتدفع بها عن نفسك فيسفك دم مؤمن من أوليائنا بدم كافر فعليكم بالإغتيال )
فالإغتيال مبدأ شيعي من قديم الزمن ولا يظهر القتل الصريح إلا عند التمكين , والتمكين معناه القوة اللازمة لخلع التقية وممارسة القتل دون خشية عقاب , تماما كما حدث بالعراق الآن والشام فى أحداث اجتياح لبنان وتعاون منظمة أمل مع المحتل الإسرائيلي فى تصفية المجتمع الفلسطينى فى المخيمات المقامة هناك فى الثمانينات "15", والواقع حاليا بالعراق "16"

وقد مارسوا الإغتيال بحق الشخصيات المناوئة والمخالفة التى تشكل خطرا لا يمكن دفعه ,
وكانت أكبر جريمة اغتيال نجحوا فيها هى عملية اغتيال الشيخ العلامة المحدث إحسان إلهى ظهير الذى كان بحق رجل المرحلة فى زمانه فقبل إحسان إلهى ظهير لم يكن أحد يعرف شيئا عن الشيعة وكتبهم التى كانت مخفية

فجاء فى السبعينيات والثمانينات من القرن الماضي هذا العلامة الموسوعى فأخذ مراجعهم الأصلية من موطنها بإيران والهند وباكستان وكتب عنهم سلسلة كتبه الشهيرة التى وزعت أكثر من خمسة ملايين نسخة فى أنحاء العالم الإسلامى مثل كتاب الشيعة والسنة وكتاب الشيعة والقرآن وكتاب الشيعة وأهل البيت رجع فيها إحسان إلهى ظهير إلى ما يقرب من 500 مرجع شيعي أصلي ما سمع بها أحد من علماء المسلمين قبله
وكل من جاء بعده أخذ منه ولقف عنه فرجعوا للمصادر الأصلية فرأوا أهوالا فى نصوصهم
فاغتالوه بقنبلة جبارة وضعوها فى إناء زهور على منضدة أحد مؤتمرات مركز السنة بلاهور باكستان , فقتلت عشرين شخصا تقريبا وأصيب إحسان إلهى ظهير إصابات فادحة أودت بحياته فيما بعد
وكذلك قتلوا المنشقين عنهم مثل الدكتور على شريعتى الذى كتب الفارق بين التشيع العلوى والتشيع الصفوى القائم على مواريث الدولة الصفوية فى إيران ,
تلك الدولة التى قال عنها أحد المستشرقين
(لولا الصفويين لكنا الآن نقرأ القرآن فى بلجيكا والمجر مثلما يقرأ الجزائريون فى الجزائر)
وهذا لأن الدولة الصفوية طعنت الخلافة العثمانية فى ظهرها أثناء انشغال محمد الفاتح بحروبه فى أوربا فعطلت الجهاد

القصد أنهم عند التمكين يخلعون التقية وعند عدم توافر التمكين يكون الحل فى الغيلة وقتل السر وهو ليس جائزا فقط بل هو من أعظم الطاعات فى دينهم المجوسي ,
يروى الكشي فى كتابه سالف الذكر
رواية عن أحد الروافض يفتخر أمام إمامه بما فعله فيقول
( منهم من كنت أصعد سطح منزله بسلم فأقتله , ومنهم من دعوته بالليل على بابه حتى إذا خرج قتلته)
وذكر أنه قتل بهذه الطريقة وأمثالها ثلاثة عشر مسلما , ويفتخر بذلك !
ليس هذا فقط ,
بل إن المهدى الغائب المنتظر عندهم ,
بل سيخرج أبو بكر وعمر فيصلبهما على شجرة , ويقيم عائشة رضي الله عنها من قبرها ويجلدها الحد وهم يعنون بذلك حد الزنا والعياذ بالله
بالإضافة إلى أنه سيحكم بشريعة آل داوود أى اليهودية ويهدم المسجدين النبوى والحرم حتى الأنقاض !
واختصاصه بذبح العرب سينال حتى الرضع,
يروى المجلسي فى بحار الأنوار عن المهدى :
{ القائم وهو الذى يشفي قلوب شيعتك من الظالمين والكافرين فيخرج اللات والعزى ( أى أبو بكر وعمر ) طريين فيحرقهما }
وفى رواية أخرى فى نفس الكتاب :
(هل تدرى أول ما يبدأ به القائم .. أول ما يبدأ به يخرج هذين ـ يعنى أبا بكر وعمر ـ فيخرجهما طريين غضين فيحرقهما ويذريهما فى الريح ويكسر المسجد)
وعن قتل أهل السنة جماعات وزرافات وردت الكثير من الروايات مثل :
( ما لمن خالفنا فى دولتنا نصيب إن الله أحل لنا دماءهم عند قيام قائمنا )
ويقول آية الله الصدر مرجعهم المعاصر عن تلك الروايات فى كتابه ( تاريخ ما بعد الظهور )
( وظاهر هذه الروايات أن القتل سيكون مختصا بالمسلمين )
وفى كتاب الغيبة للنعمانى
ينقل رواية عن القائم أنه يقتل ولا يسمع من أحد توبة ,

ومن خلال استعراض النصوص السابقة يتضح تماما مدى التأثير الفارسي والذى كان هو المخرج الطبيعى لبذرة التشيع وتناميها بعد أن بذرها عبد الله بن سبأ ,
وتلك الروايات هى التى تفسر مدى الحقد الذى فوجئ به أكثر أهل السنة من الشيعة فى البلاد التى توطنوا بها وكان الأمر يبدو كلغز غير قابل للحل وهو لماذا يفعلون ذلك وما هى دوافع هذا الحقد ؟!
أما الأتباع والجماهير العادية من الشيعة فمعظمها تم التغرير به وتلقينه التشيع على أساس أنه دين الإسلام الحقيقي فكانت العوام هم الجنود المجاهيل فى الانتقام الفارسي حيث أصبح هدف كل عامى شيعي تحت تأثير العمائم السوداء أن يتقرب إلى الله بمزيد من البغض للإسلام والمسلمين وللعرب خصيصا باعتبارهم أعداء أهل البيت

وفى نفس الوقت الذى كان فيه موقفهم من العرب والمسلمين بهذه الدرجة من العداء , كان موقفهم من الفرس والمجوسية على العكس تماما عبر ظواهر عامة بدت واضحة حتى للعيان والعوام وتغنى عن كثير كلام فى هذا الموضوع ,

فعلى سبيل المثال :
* الاعتماد المطلق على اللغة الفارسية لغة رسمية للدولة فى عهد الثورة التى هى من المفروض أنها ثورة إسلامية
* تقرير كبرائهم أن شيعة المهدى هم من الإيرانيين الفرس واحتفاء الخومينى الشديد بأصله الفارسي الذى بدا واضحا جدا فى كتابيه كشف الأسرار والحكومة الإسلامية
* حصروا مفهوم أهل البيت فى الأئمة الاثناعشر وجعلوا الأئمة ـ بلا مقتضي ـ محصورين فى نسل الإمام الحسين فقط دون الإمام الحسن ومن نسل زوجة الحسين الفارسية وحدها وهى شهربانوا بن كسري التى أسرها المسلمون فوقعت فى يد الحسين رضي الله عنه فأولدها عليا زين العابدين , وهو الذى جعل الشيعة الأئمة من نسله وحده
ويلفت الدكتور الدليمى النظر إلى حقيقة مهولة وهى أن جميع أهل الحسين وأبناءه من زوجتيه العربيتين قتلوا معه ما عدا عليا زين العابدين الذى روت الشيعة أن سبب عدم قتله هو صغر سنه ومرضه رغم أن القصة نفسها تشي بمدى وحشية قتلة الحسين إلى حد قتلهم لفتى من أبناء الحسن لم يبلغ الحلم وقتلهم لرضيع حسب الرواية الشيعية ,
فكيف يمكن أن يرحم أمثال هؤلاء عليا زين العابدين رغم أنه كان فتا بالغا !
* تقريرهم فى كتبهم أن كسري زعيم الفرس الكافر الذى أسقطه عمر بن الخطاب هو رجل نجا من النار وكتب الله له براءة منها وكذلك أبو لؤلؤة المجوسي فهو عندهم مؤمن بالإجماع ونفذ أمر النبي عليه الصلاة والسلام بقتل عمر !
بينما عمر بن الخطاب رضي الله عنه والذى هو ثانى العشرة المبشرين بالجنة , هو عندهم فى النار يغل بسبعين غلا بينما إبليس نفسه يقل عنه فى عدد الأغلال وازدحمت كتبهم بمثل هذه الأقوال مثل سفينة البحار للقمى وفرحة الزهراء للأصبهانى
* احتفالهم الرسمى سنويا بعيد النيروز وهو عيد رأس السنة المجوسية واعتبارهم إياه من أعظم أعياد الإسلام
* من يلاحظ احتفالاتهم السنوية فى المحرم يجد أنهم يحملون مشاعل النيران فوق الأماكن العالية ويرفعونها بأيديهم ابتهاجا وهى عادة فارسية محضة كانت تتم فى أعياد النار قديما
* فى قلب طهران عاصمة إيران مهد التشيع ومركزه المعاصر , لا يوجد فيها مسجد سنى أبدا , رغم أن حلوق أهل السنة جفت من طلب ذلك لا سيما بعد أن تعانوا مع الخومينى فى ثورته ضد الشاه
فكان جزاؤهم من الخومينى أن قتل أكابرهم واضطهد السنة بأكثر مما فعل الشاه نفسه ومنع إقامة أى مسجد سنى وسار على دربه خلفه الخامنئي رغم أن طهران تحتوى على عدة كنائس ومعابد لليهود والنصاري !
* المرجعيات الكبري فى إيران والعراق مقصورة على الجنس الفارسي دون غيره وعندما حاول التيار الصدرى المنتمى للمرجع العربي محمد الصدر أن يحتل موقع المرجعية العظمى جوبه بشتى أنواع المقاومة , وبمثل هذا حدث فى إيران أيضا وتم اعتقال المعارضين ونزع درجتهم العلمية ليتسيد الفرس التشيع كما كان قبلا
* المرجع الأعلى السيستانى ومن قبله الخوئي زعيمى الحوزة العلمية بالعراق فارسيان ولا يتكلمان بالعربية , ورغم أن الخوئي كان يجيدها إلا أنه كان يتعامل بالفارسية حتى لو اضطر للاستعانة بمترجم فى لقاءاته مع صدام حسين ,
أما السيستانى فلا يتكلمها فى الأصل ولنا أن نتخيل مرجعا أعلى أى بمثابة شيخ الأزهر عند السنة لا يجيد العربية , فكيف ومن أى مصدر يفتى أتباعه ؟!!
* الكتب الثمانية المعتمدة فى الشيعة الاثناعشرية والتى تبدأ بالكافي للكلينى وتنتهى بمستدرك الوسائل للنورى الطبرسي جميع مؤلفيها فرس لا يوجد بينهم عالم عربي واحد وكذلك أساطين المذهب منذ جيل الكلينى وحتى اليوم
* ذكر عالمهم النورى الطبرسي أسماء المهدى المنتظر الغائب ومن بينها اسم ( خسرو مجوس ) بالإضافة إلى أربعة أسماء فارسية محضة وخسرو مجوس تعنى ناصر الفرس
فهذه المظاهر العامة التى لم تعد خافية على أحد توضح إلى مدى استقل التشيع المعاصر وأصبح دينا آخر , دين فارسي قائم على قتل العرب وهدم ثوابت الدين والتستر بأهل البيت وتحقق فيهم قول نصر بن سيار الوالى الأموى
قوم يدينون دينا ما سمعت به ×× من النبي ولا جاءت به الكتب
فإن سألت عن أصل دينهمو ×× فإن دينهم .. أن تُقتل العرب

ميارى 31 - 5 - 2010 06:50 PM

ثانيا : موقفهم من مصادر التشريع الإسلامى


يدعى الشيعة الاثناعشرية أنهم على الإسلام , أو بمعنى أدق علماء الاثناعشرية جريا على مذهب علماء الأمة الذين فرقوا بين العوام والعلماء عند الشيعة
كما يدعى علماؤهم أنهم الفرقة الناجية المعنية فى حديث النبي عليه الصلاة والسلام عن افتراق الأمة ,
ومن البدهى المعروف أن للإسلام مصادر تشريع معتمدة تتمثل فى القرآن والسنة والإجماع ,
فما هو الموقف الذى اتخذته هذه الطائفة من القرآن والسنة والإجماع ,
لا سيما إن وضعنا بأذهاننا أن الشيعة تنفرد بمعتقدها فى آل البيت الذى يقررون فيه أن النبي عليه الصلاة والسلام ترك الثقلين ,
فالثقل الأكبر هو القرآن الكريم والثقل الأصغر هو آل البيت ,
من هذه النقطة سنعالج مدعى الشيعة الاثناعشرية أنها على الإسلام ابتداء , عندما نعرض موقفهم من مصادر التشريع الإسلامى كما أننا سنرى ماذا فعلوا مع الثقلين وهل يتبعون آل البيت فعلا أم أنها أسطورة كأساطيرهم المتعددة ؟

موقفهم من الثقلين :
ولنبدأ بالثقل الأصغر الذى لا يحتاج إلى كثير حديث لأنه متفق عليه بين المؤرخين والعلماء فضلا على أن كتب الشيعة نفسها تقرر ذلك وتعترف به وهو أمر الغدر اللانهائي الذى تعاملت به الشيعة مع أهل البيت الذين يدعون محبتهم ,
فكانت البداية مع الإمام على بن أبي طالب حيث أوهنوا عزمه عندما اتخذ عاصمتهم الكوفة مقرا له وسبهم بأقذع الألفاظ لتخاذلهم عنه وامتلأ كتاب نهج البلاغة وهو كتاب الأوثق والأكثر بروزا على الإطلاق وما فيه يلزمهم , ففي نهج البلاغة وصفهم الامام علىّ بأن الفائز بهم فاز بالسهم الأخيب , وتمنى لو أن معاوية صارفه فيهم صرف الدينار بالدرهم فيأخذ منهم عشرة ليعطيه رجلا واحدا من أتباعه ,
ثم انشقت عليه فرقة منهم وكفروه وهم الخوارج والذين هم من شيعته فى الأصل فناظر بعضهم وحارب البعض الآخر فى النهروان عندما قتلوا وروعوا الناس وكان من قتلاهم عبد الله بن خباب رضي الله عنه وزوجته ,
ثم كانت الطامة عندما استشهد الإمام علىّ على يد الخارجى عبد الرحمن بن ملجم ,
وأما الإمام الحسن فقد عاصر مع والده وخبر أهل الكوفة وعرف أنهم لا شك خائنوه , فبادر للصلح مع معاوية بعد أن كاد أحد شيعته وهو المختار بن أبي عبيد الثقفي أن يهم بالغدر بالحسن واقتياده لمعاوية مقيدا ! "17"
فلما بدر منه الصلح سماه الشيعة مذل المؤمنين بدلا من أمير المؤمنين , وطعنوه فى فخذه وهددوا حياته حتى اعتزلهم
وأما الحسين رضي الله عنه فقد غرروا به ثم انقلبوا عليه جميعا لم يبق منهم على العهد رجل واحد وكانوا جميعا هم وقود الجيش الذى قاتل الإمام الحسين وقتله فى فاجعة عظمى للأمة , واليوم تتهم الشيعة أهل السنة بقتل الحسين وتمارس اللطم والتطبير والنواح على الإمام الذى غدر به أجدادهم فصدق فيهم المثل القائل ( يقتلون ويمشون فى جنازة القتيل ) "18"

ومن بعد الحسين غدروا أيضا بالإمام زيد بن على زين العابدين فعاهدوه وبايعه من أهل العراق والكوفة تحديدا سبعين ألفا حتى إذا حانت لحظة الخروج انسلوا منه كما تنسل الشعرة من العجين , وذلك عندما طلبوا معرفة موقفه من أبي بكر وعمر فترضي زيد عليهما وقال فيهما خيرا فانفضوا عنه
فهذا ما فعلوه بالثقل الأصغر ,

أما الثقل الأكبر
فقد كانوا الطائفة الوحيدة من المسلمين التى قالت فى كتاب الله عز وجل ما لم تقله اليهود والنصاري حيث أطبق علماؤهم على أن القرآن محرف , وأن الصحابة تلاعبوا به بعد وفاة النبي عليه عليه الصلاة والسلام وحذفوا أسماء أهل البيت والآيات الدالة على إمامتهم وافتروا فى هذا الشأن ما يزيد عن ألف رواية نسبوها زورا وبهتانا إلى أئمة أهل البيت وهم منها براء ,
وكانت الطائفة الوحيدة التى ألفت كتبا فى إثبات هذا الكفر البواح , على نحو ما سنرى ..

طعنهم فى القرآن الكريم
لا شك أن القرآن الكريم هو دستور الأمة الإسلامية بلا جدال وهو مصدر التشريع الرئيسي ويتبعه فى الأهمية السنة النبوية المطهرة , وإنكار أى حقيقة تخص حجية القرآن الكريم وثبوته وحفظه من الله عز وجل لا شك أنه كفر مخرج عن ملة الإسلام لأن الطعن والتشكيك فيه معناه نسف العقيدة الإسلامية من جذورها ,
ومما يلفت النظر جليا إلى مدى الحقد المجوسي على الإسلام وكيف أنه تعدى حتى حقد اليهود والنصاري ,
أن الشيعة كانوا هم الطائفة الوحيدة التى قالت بتحريف القرآن رغم أن المستشرقين واليهود والنصاري والذين هم أهل خبرة بالتشكيك فى كل الثوابت ما فكروا للحظة واحدة أن يشككوا فى ثبوت القرآن الكريم ثباتا مطلقا لأنه منقول بالتواتر جمعا عن جمع بأوثق مرجعيات النقل على نحو جعلهم يوفرون مجهودهم مسبقا ويكتفون بتكثيف جهودهم للطعن على السنة , ومحاولة إيجاد تناقض ظاهرى من أى وجه بين القرآن والسنة
وكان عداء المستشرقين رغم كونه نابعا عن حقد وغل أيضا إلا أنه كان عداء ذكيا , وليس حقدا أعمى مجردا من العقل على نحو ما رأينا فى الشيعة الفرس الذين أطبقوا على تلك المقالة الشنيعة وتداولوها سرا وأنكروها ظاهرا ولا زال الإنكار عندهم سيد الموقف رغم الفضائح المتوالية التى تفجرت عقب طباعتهم لكتاب عالمهم النورى الطبرسي ( فصل الخطاب فى تحريف كتاب رب الأرباب )

والمحققون الذين تناولوا تلك التهمة التى ألحقت العار بالشيعة الإثناعشرية عبر القرون أطبقوا أيضا على أنها ثابتة فى حقهم مهما حاولوا سترها برداء التقية , ورغم التقية المكثفة إلا أن المعاصرون منهم أفلتت منهم الزلات التى أكدت تلك الجناية ,
فكانت محاولتهم للرد أن لجئوا إلى رد التهمة لأهل السنة فقالوا أن بعضا من علماء السنة قالوا بالتحريف واستغلوا فى ذلك روايات النسخ التى ثبتت بالقرآن الكريم وشتان بين النسخ والتحريف فالنسخ ثابت فى القرآن بقوله تعالى
[مَا نَنْسَخْ مِنْ آَيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ] {البقرة:106} .

فلما فشلوا فى ذلك لجئوا إلى الروايات الساقطة فى كتب الموضوعات أو المرويات التى أجمع العلماء على تضعيفها وكلها روايات لا تقول بالتحريف بل هى روايات تتحدث أيضا عن النسخ وعن القراءات الشاذة ,
أما كلمة التحريف بنصها ولفظها وصراحتها فلم توجد مطلقا عند أى عامى من السنة فضلا على العلماء
وقد قام علماء السنة برد كيدهم إلى نحورهم عندما تناولوا اتهاماتهم بالنقد والتفنيد "19" من أكثر من وجه فضلا على اكتشاف القرائن التى توجب الثقة فى أن الشيعة تعتقد فعلا بتحريف القرآن

ومنها
* أن علماء السنة أطبقوا على أن القرآن الكريم محفوظ بحفظ الله وأجمعوا على أن القائل بنقصان حرف واحد أو تحريف آية هو كافر كفرا بواحا ومن يتوقف فى كفره كافر مثله ,
* أن علماء السنة ليس عندهم آراء قالت بالتحريف كما هو الحال عند الشيعة ولهذا لجأ الشيعة للروايات الساقطة فى محاولة للبرهنة على وجود تلك الروايات عندنا فكان الرد أنها روايات ساقطة ومبين سقوطها بالنص الصريح فضلا على عدم وجود رواية تقول بالتحريف كرأى لعالم من علماء السنة بينما عند الشيعة قال بالتحريف صراحة أكثر من ثلاثين عالما أحصاهم النورى الطبرسي فى كتابه سابق الذكر
* كانت الضربة الكبري التى فضحت علماء الشيعة أمام عوام الشيعة أنفسهم وأهل السنة أنهم رفضوا إلى اليوم أن يصدروا حكما بتكفير القائل بتحريف القرآن !
وهذا وحده يجزم بأن علماء الشيعة مجمعون على ذلك وإن أنكر بعضهم فى الظاهر على سبيل التقية , لأنه لا يوجد مسلم يتردد فى تكفير القائل بالتحريف بعد أن وعد الله سبحانه بحفظ القرآن
[إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ] {الحجر:9}
* القول بتحريف القرآن عند الشيعة أحد ضروريات المذهب لأنهم عندما عجزوا عن إثبات الإمامة بالآيات الصريحة قالوا أن الصحابة خانوا الأمانة فحرفوا القرآن وحذفوا أسماء الأئمة
* ومن القرائن القوية أيضا أنهم يكفرون جميع الصحابة عدا ثلاثة ,
والصحابة هم نقلة القرآن الكريم ونقلة السنة ,
والشيعة الإثناعشرية لا تأخذ السنة المروية عن طريق الصحابة مطلقا ـ كما سيأتى ـ فكيف يمكن أن نتصور أنهم قبلوا أن يأخذوا القرآن عن الصحابة وهم كفار عندهم , وهل يؤخذ الدين عن كافر ؟!
* ومن القرائن أيضا أن القرآن الكريم لا وجود له فى الحوزات العلمية وهى الجامعات التى يتخرج فيها علماء الشريعة عندهم ويتدرج الطالب من رتبة ثقة الإسلام وحجة الإسلام حتى آية الله ثم آية الله العظمى ويتولى المرجعية الكبري التى تكون بمثابة شيخ الأزهر عندنا أو رئيس هيئة كبار العلماء بالحجاز ,
والناظر لمناهج الدراسة لا يجد لعلوم القرآن وجودا فى الحوزات رغم أنها جامعات شريعة ,
وبينما أهل السنة لا يقبلون الطلبة فى العلوم الشرعية بغير إتمام حفظ القرآن نجد أنه لا يوجد مرجع ـ أقول مرجع وليس عالم ـ يحفظ ولو جزء واحدا كاملا من القرآن الكريم هذا فضلا على أنهم يجهلون أبسط مبادئ علوم القرآن كالناسخ والمنسوخ والقراءات والتفسير وغيرها
* النورى الطبرسي الملحد الذى قام بتأليف كتاب فصل الخطاب هو عندهم صاحب أحد كتبهم الثمانية المعتمدة وهو خاتمة محدثيهم ومجتهديهم كما أن ترجمة هذا الملحد تحظى عند الشيعة بتعظيم وتبجيل لم يسبقه إليه أحد حتى قالوا فيه ما يقارب قولهم فى الأئمة المعصومين ,
ثم كانت الطامة عندما دفنوه فى المشهد المرتضوى وهو عندهم أشرف بقاع الأرض التى لا يدفن فيها إلا كبار علماء المذهب من الذين حملوا على عاتقهم دعوى التشيع
فهذا التعظيم وهذا التبجيل عندما نراه لملحد كفر كفرا بواحا ونشر كفره هذا وأصر عليه وعندما حاول بعض معاصريه من علماء الشيعة الرد عليه قام بتأليف رسالة أخرى للرد على من رد إليه ,
فهل يكون مثل التعظيم والتبجيل على غير اتفاق بل وتشجيع ويقين بدعوى هذا الملحد
* كانت إحدى الفضائح الكبري أن القول بتحريف القرآن لم يقتصر على المتقدمين وهم أصحاب الكتب المعتمدة مثل الكلينى والمجلسي والطبرسي والحر العاملى والمفيد شيخ الطائفة , بل قال كبار المعاصرين بنفس القول حيث صرح الخوئي زعيم مرجعية النجف السابق بأن الروايات متواترة فى هذا الشأن ولا أقل من الوثوق بصدور بعضها عن المعصومين , هذا فضلا على الخومينى زعيم الشيعة المعاصرين فى كتابه ( القرآن )
وعلىّ الكورانى الذى صرح بالتحريف على موقعه وهو أحد علمائهم المعاصرين وأيضا ياسر حبيب الذى صرح على موقعه كذلك بنفس القول
* وضع علماء السنة أمامهم عقبة كئود عندما طالبهم إحسان إلهى ظهير متحديا بطلبين صغيرين وتحداهم أن ينفذوا أحدهما ومنحهم الفرصة لثلاث سنوات فعجزوا عن ذلك ,
وكان الطلبان
أن يأتوه بسند القرآن عن طريق أئمة أهل البيت لأنه وفقا لمدعاهم لا يأخذون الدين إلا عن أئمة أهل البيت فأين القرآن الذى نقله الأئمة واحدا بعد آخر إلى شيعتهم ؟!
والطلب الثانى أن يأتوه برواية واحدة ولو ضعيفة عن أحد أئمتهم المعصومين تقول بأن القرآن الكريم محفوظ بحفظ الله غير محرف ولا مبدل , وقبل إحسان إلهى ظهير أن يأتوه برواية واحدة فى مواجهة ألف رواية تقول بالتحريف على لسان الأئمة فعجز علماء الشيعة إلى اليوم عن تلبية هذه الطلبات مما أثبت بشكل قطعى أنهم يؤمنون بتحريف القرآن
* تحدى علماء السنة أيضا أن يبرز الشيعة من ينهم حافظا واحدا لكتاب الله مرتلا إياه كما هو الحال عند أهل السنة حيث يتجاوز عدد قراء القرآن الكريم عشرات الآلاف فى العالم السنى ,
بينما ما نقلت الشيعة لنا قارئا واحدا للقرآن الكريم ولا شاهدنا لهم محفلا رتلوا فيه القرآن ولو مرة واحدة على غرار المحافل التى يقيمونها بالعشرات لينشدوا فيها القصائد الكفرية المعروفة باسم اللطميات
* السلبية الرهيبة التى تتعامل بها الحوزات العلمية فى قم والنجف أثارت حتى بعض الشيعة أنفسهم , ففي إحدى مقالات محمد جواد مغنية المنشورة فى كتاب بنفس العنوان , انتقد مغنية بشدة السلبية التى ظهر الشيعة بها إزاء حادثة طبع إسرائيل لنسخ من المصحف الشريف بها بعض الأغلاط والتحريفات , واهتز العالم الإسلامى للنبأ وتم جمع النسخ من فلسطين ولبنان وحرقها وقام الأزهر بطباعة ثلاثة آلاف مصحف وأعادت توزيعه فى المناطق التى تعرضت لتلك الحادثة وبمثل هذا قامت بلاد العالم الإسلامى أما فى النجف وقم ـ على حد تعبير مغنية ـ فلم تهتز لهم شعرة ولم يبدو رد فعل من الأصل "20"
* عندما انتشرت الأنباء وتطايرت بفعل تطور شبكات الإتصال والفضائيات وعرف العامة فى البلاد الإسلامية موقف الشيعة من القرآن , حاول الشيعة أن يبدو بعض الإهتمام بالقرآن الكريم ومن ذلك أنهم طرحوا فى الحوزات مختصرات للتفسير وقامت إدارة موقع ( يا حسين ) وهو موقع شيعي يحظى برقابة العلماء , بوضع عدد من التلاوات للتحميل بعد أن كان نشاط الموقع السماعى والمرئي قاصرا على اللطميات فقط
غير أن تلك المواقف زادت الطين بلة ,
فتدريس بعض علوم القرآن مختصرة فى الحوزات معناه اعتراف رسمى بأن القرآن لا محل له من الإعراب فى جامعاتهم التى من المفروض أنها تخرج لهم الفقهاء وعلماء الشريعة ,
والطامة الأخرى أن المتأمل فى التسجيلات القرآنية الموجودة فى موقع يا حسين سيجد أنها تسجيلات سنية محضة لمشاهير القراء فى العالم الإسلامى السنى , فالسؤال القائم الآن أين هم قراء الشيعة ؟!
وكيف يكون الثقل الأكبر مهملا على هذا النحو ؟!

فإذا كان هذا حالهم مع الثقلين الأكبر والأصغر فمن أين يأتون بالتبجح الذى يظهرون به زاعمين أنهم يتبعون الإسلام وأهل البيت , والقول بتحريف القرآن الذى استفاض فى كتبهم قديما وحديثا وعدم تكفيرهم أو حتى تفسيقهم للقائل به يعطينا فكرة عن كنه هذا الدين الذى ما جاء إلا لهدم الإسلام عن طريق التسلل والمداهنة والتظاهر بالتمسك بالدين وأهل البيت بينما الشيعة هم أنفسهم وباعترافهم ما خان أحد أهل البيت قدر خيانتهم لهم

وسنضع أمام القارئ الشيعي المنصف أدلة قاطعة على قول علماء الشيعة بالتحريف ليضيفها إلى القرائن السابق ذكرها والتى تكفي وحدها لأى عقل متبصر ليدرك أن القرآن الكريم وهو الثقل الأكبر فى مدعاهم لا وجود له فى شريعتهم
فمن أين يأتون بالفتاوى والأحكام ؟! وكيف يأمن عوام الشيعة قوما أهانوا كتاب الله عز وجل إلى هذه الدرجة حتى عاير النصاري المسلمين بأن فيهم من يقول بالتحريف , كما فعل نصاري الأندلس فى مناظرتهم لابن حزم حيث احتجوا عليه بقول الرافضة بالتحريف وذكر هذا فى كتابه الفصل فى الملل والأهواء والنحل , فضلا على أن أحد القساوسة المعاصرين وهو زكريا بطرس خص كتاب فصل الخطاب بالشرح والتحليل لمدة ثلاثة أشهر على قناة الحياة النصرانية الصادرة من قبرص

والأدلة الدامغة التى سنطرحها لن تكون كأدلة الشيعة المتهافتة التى تعتمد على الرواية , لأن الروايات تحتمل الكذب والصدق إلا إذا كانت الرواية متواترة فهى عندئذ ثابتة ثباتا مطلقا ,
لهذا لن نحتج فى بيان قول الشيعة بتحريف القرآن بأى رواية غير متواترة , وسنجعل إعتمادنا الأصلي على الآراء ,
وأكرر سنعتمد على آراء علماء الشيعة الصريحة بالقول بالتحريف وهى التى نضعها جنبا إلى جنب مع إصرار علماء الشيعة بالإجماع على عدم تكفير أو إسقاط عدالة القائل بتحريف القرآن
* كان صاحب البداية مع القول بالتحريف على بن إبراهيم القمى صاحب تفسير القمى وهو شيخ الكلينى صاحب كتاب الكافي , ومن أعاظم علماء الإمامية وتوثيق الرجل على أعلى درجاته عندهم ,
ألف تفسيره هذا للقرآن وضمنه الإقرار الصريح بوقوع التحريف والنقص فى كتاب الله تعالى , فى أكثر من موضع منها فى الجزء الأول ـ ص 48 , 100 , 110 , 118 , 122 , 123 , 142 , ـ وفى الجزء الثانى ص 21 , 111 , 125
بل وزاد على ذلك أن ضرب أمثلة للآيات المحرفة
* محمد بن يعقوب الكلينى وهو صاحب كتاب الكافي أوثق وأكبر مراجعهم الحديثية على الإطلاق والذى يزعمون أن المهدى الغائب قد اطلع عليه فقال فيه ( كاف لشيعتنا )
وفى هذا الكتاب من أهوال الأقوال ما لا يعلمه إلا الله , ويكفي أن نطالع فهارسه فحسب وعناوين الأبواب لندرك أى دين هذا الذى وثقه المهدى المزعوم , أما بخصوص تحريف القرآن فهو منتشر عبر صفحات الكافي فى عشرات المواضع حاملا الروايات التى وثقها وصححها علامتهم المجلسي وغيره والتى تضرب الأمثلة للآيات المحرفة ,
بل إن بوب بابا كاملا فى أن القرآن الكريم لم يجمعه إلا الأئمة حيث تقول الأسطورة عندهم أن علىّ بن أبي طالب جمع القرآن الصحيح وتوارثه الأئمة من بعده وأن المهدى سيظهر بهذا القرآن عند ظهوره !
* باقر المجلسي , وهو أعظم علمائهم تأثيرا وصاحب موسوعة بحار الأنوار , ويتميز المجلسي بأنه أكفر علماء تلك الطائفة على الإطلاق حيث حشد فى كتابه بحار الأنوار هذا عشرات الآلاف من الروايات والآراء التى يندى لها جبين أى مسلم فى حق النبي عليه الصلاة والسلام وآل بيته والصحابة وخص أبا بكر وعمر بالكثير من قذاراته تلك
أما فى القول بالتحريف فقد ضرب فيه بسهم وافر كعادته كما يقول الدكتور ناصر القفاري فى كتابه ( أصول مذهب الإثناعشرية ) ونقل باقر المجلسي إجماع علماء الطائفة على القول بالتحريف سواء فى كتابه الموسوعى أو كتاب مرآة العقول
* نعمة الله الجزائري , وهو صنو المجلسي فى الزندقة , حيث صرح بالتحريف فى كتابه ( الأنوار النعمانية ) أحد الكتب الجوامع عندهم , ولم يكتف بهذا ,
بل نقل رواية تفسر لماذا يستخدم الشيعة القرآن الموجود رغم اعتقادهم بالتحريف , حيث قال
( قد روى عن الأئمة عليهم السلام أنهم أمروا بقراءة القرآن الموجود فى الصلاة وغيرها والعمل بأحكامه حتى يظهر مولانا صاحب الزمان فيرتفع هذا القرآن الموجود من أيدى الناس ويخرج القرآن الذى ألفه أمير المؤمنين فيقرأ ويعمل بأحكامه )"21"
* المفيد وهو الملقب عندهم بشيخ الطائفة , وأعظم وأجل فقهائهم على الإطلاق صرح فى كتابه أوائل المقالات بإجماع علماء الإمامية على التصديق والإيمان بتحريف القرآن حيث قال نصا
( واتفقوا ـ أى علماء الإمامية ـ على أن أئمة الكفر والضلال ـ يعنى الصحابة ـ قد خالفوا فى كثير من تأليف القرآن وعدلوا فيه عن موجب التنزيل وسنة النبي عليه الصلاة والسلام وأجمعت الخوارج والمعتزلة والزيدية والمرجئة وأصحاب الحديث على خلاف الإمامية ) " 22"

والذى يتأمل فى هذا النص البالغ الخطورة الصادر عن شيخ الطائفة وكبيرها وهو المفيد , يجد أنه نقل إجماع العلماء فى طائفته وحدها على القول بهذا الكفر البواح , واعترف فى نفس الوقت بأن سائر المسلمين من جميع الفرق سواء أهل السنة وهم أصحاب الحديث أو الخوارج أو المعتزلة أو المرجئة قد خالفوا الإمامية فى هذا القول المنكر ,
فالخطورة فى الاعترافين تتمثل فى أن تلك المقالة هى للشيعة الإمامية وحدها والطامة الأكبر أن أعظم علماء الطائفة ينقل الإجماع فى ذلك وشيخ الطائفة عندما ينقل الإجماع ولا يكذبه عالم واحد منهم فهذا يشير ضمنا أنه بالفعل من ضروريات المذهب عند الشيعة القول بتحريف القرآن ,
أما العلماء الذين قالوا بالعكس من ذلك فقد برر نعمة الله الجزائري والنورى الطبرسي أن أقوالهم تلك محمولة على التقية
* فرات بن إبراهيم الكوفي صاحب تفسير الفرات وكذلك العياشي فى تفسيره المعروف باسم تفسير العياشي وتفسير الصافي للفيض الكاشانى وتلك التفاسير تعتبر من التفاسير التى شاعت يها أقوال التحريف وحملت نماذج عديدة لآيات القرآن الأصلية بزعمهم
* صالح المزندرانى أحد ثقات علمائهم ما نصه
( وإسقاط بعض القرآن وتحريفه ثبت من طرقنا بالتواتر معنى كما يظهر لمن تأمل كتب الأحاديث ( يعنى كتب أحاديثهم هم ) من أولها إلى آخرها ) "23"
هل تعلمون معنى هذا الكلام , إنه يعنى ببساطة أن روايات التحريف مستفيضة وكلها متواترة وشملت سائر كتب الحديث عندهم كما هو واقع فعلا عندما تم جمع تلك الروايات على يد النورى الطبرسي
* كان أكبر الزنادقة من علمائهم فى هذا المجال هو النورى الطبرسي الذى سبق أن بينا مكانته عند الطائفة وكيف أنه من أشرافهم , قام بإصدار كتابه الشهير ( فصل الخطاب فى تحريف كتاب رب الأرباب ) وهو الكتاب الذى طبعته إيران طبعة حجرية قديمة ثم جددت طباعته فى أوربا بعد ذلك وهو الآن منتشر بالنسخة المخطوطة على الإنترنت ,
وهو كتاب تكفينا منه مقدمته التى يقول فيها هذا الملحد
( هذا كتاب لطيف وفر شريف عملته فى إثبات تحريف القرآن وفضائح أهل الجور والعدوان ـ يقصد الصحابة ـ ) "24"

وفعل فى هذا الكتاب ما لم يجرؤ على فعله أى عالم شيعي حيث قام بجمع ألف رواية متواترة عن أئمة أهل البيت , وهى مكذوبة عليهم قطعا , وضمنها فى هذا الكتاب , والأنكى من ذلك أنه أورد جميع الآيات المحرفة بزعمه بل أورد سورة كاملة هى سورة ( الولاية ) التى يزعم أن الصحابة أسقطوها بكاملها من المصحف والمطالع لتلك السورة الموضوعة يكتشف مدى حماقة صاحبها التى فاقت حماقة مسيلمة الكذاب الذى كان أول مبتكر لنهج تقليد القرآن
وقامت الدنيا ولم تقعد بعد صدور الكتاب وحاول بعض علماء الشيعة تلافي الفضيحة لكن الطبرسي لم يمهلهم إذ عاجلهم برسالة أخرى أضافها للكتاب الأصلي وكرر فيها أقوال ثلاثين عالم من أساطين المذهب كلها تقول بالتحريف الصريح وكانت تلك الأقوال متناثرة ويسهل تبريرها على نحو ما , فجاء الطبرسي فهدم المعبد على رءوس علماء التقية وسارت بالفضيحة الركبان ولم يعد خافيا على أحد مدى إجماعهم على القول بتحريف القرآن وكافئوه على ذلك بالدفن فى أشرف بقعة عندهم ـ كما سبق القول ـ وهى الإيوان الثالث فى الصحن الشريف "25"
وأخطر ما قام به النورى الطبرسي أنه بين الإجماع على القول بالتحريف فى طائفته بالتفصيل فلم يكتف بنقل الإجماع بل عرض أقوال سائر أساطين المذهب وحصرها ,
والطامة الكبري أنه أحصي أربعة علماء فقط لا غير خالفوا الإمامية فى القول بالتحريف , وحتى هؤلاء الأربعة لم يتركهم النورى الطبرسي بل حمل أقوالهم على التقية ليصبح الإجماع بين علمائهم تاما وعاما ونقل هذا التبرير وهذا الحمل على التقية عن قول شيخهم نعمة الله الجزائري ,

وبعد تلك الأدلة الدامغة المستفيضة على القارئ العاقل سواء كان سنيا أم شيعيا أن يسأل نفسه , هل مثل هذا المذهب المنحرف من الممكن أن يكون مذهب آل البيت أو يمت لهم بصلة ؟!
وإذا كان أعظم مصادر التشريع عندهم محرف ومبدل فمن أين يستقي هؤلاء العلماء فتاواهم لا سيما فى غياب المعصوم الذى يحتجون بقوله ويرون القرآن مع المعصوم ضرورة للافتاء
فإذا بالقرآن محرف عندهم والمعصوم غائب منذ 1200 عام , فمن أين يستقي هؤلاء الناس دينهم بالضبط ؟!
والسؤال الأكثر منطقية
أن كتب الرسائل العملية للمراجع وهى الرسائل التى تحتوى الفتاوى التى يصدرها هؤلاء العلماء , مثل فتاوى الخومينى المنشورة بكتاب تحرير الوسيلة وفتاوى الخوئي المنشورة فى منهاج الصالحين وغيرها .
هذه الكتب لو تأملها الشيعي المنصف ببعض التركيز سيجد أنها ورغم ضخامة عدد صفحاتها وكمية الفتاوى الموجودة فيها إلا أنها لا تحتوى على آية واحدة من كتاب الله فى معرض الاستشهاد ؟!
والحال نفسه للذى يتأمل المواقع الإليكترونية لكبار المراجع مثل السيستانى مثلا يجد الفتاوى والإجابات تحمل جملة بسيطة مختصرة على مقدار السؤال فقط خالية من أى دليل أو حتى شبهة دليل كما لو كان الناطق بالفتوى نبيا معصوما !
والملحوظة الأخيرة ,
وهى أن الثقل الأكبر وهو القرآن الكريم , من المفروض أن يكون اهتمام الشيعة به يفوق اهتمام السنة لكونهم قسموا الدين لثقلين أكبر وهو القرآن وأصغر وهو أهل البيت ,
ولكن الغريب أنهم كفروا أمة الإسلام قاطبة بزعم أنهم أعداء أهل البيت رغم انعدام أى دليل أو شبهة دليل على ذلك , فى نفس الوقت الذى أفسحوا فيه المجال بالتعظيم والتفخيم لمن اعتدى على الثقل الأكبر بأبشع اعتداء وقال بأنه محرف !


ميارى 31 - 5 - 2010 06:52 PM

موقفهم من السنة

الإسلام يقوم فى بنائه الأساسي على القرآن والسنة ومنذ بزوع فجر الدعوة الإسلامية وهى تتعرض للأعداء الذين تتنوع سبل عداءاتهم وتزداد كلما تقدم الإسلام بدعوته خطوة ,
والسنة عند أهل السنة هى قول أو فعل أو تقرير النبي عليه الصلاة والسلام وتحيط بها علوم متخصصة صنفها علماء السنة تحت اسم علوم الحديث ,
وعلوم الحديث هى الفرع الأعظم والأكثر دقة والأشد تأثيرا فى علوم الشريعة بأكملها , لأنه علم خادم , بمعنى أن علم الحديث كان هو الركن والعمود الأساسي ليس لحفظ السنة فقط بل امتد أثره إلى سائر العلوم الشرعية عن طريق دقة التحقيق فى المنقولات وتنفيدها سواء كانت من الأحاديث أو الآثار أو التاريخ
وهذا العلم هو فخر الحضارة الإسلامية المنفرد ,
فلم يسبق لأمة من الأمم أن تمكنت من حفظ تراث نبيها بهذه الدقة مطلقا , ومن هنا كان تعرض السنة لهجوم أعداء الداخل والخارج هو الحرب الرئيسية التى خاضها علماء الإسلام للذود عنها
وتمكن العلماء على مر القرون من دحر سائر الشبهات المثارة حولها حتى أعلن المهاجمون إفلاسهم بعد أن بلغت براعة علماء السنة أنهم لم يكتفوا فقط بالشبهات التى يثيرها المهاجمون بل زادوا على ذلك أن صنفوا كتبا فى شروح الحديث تتناول الشبهات المتوقعة على السنة وتردها أيضا ,
وكانت بداية علوم الحديث مع علم الإسناد والتفتيش عن النقل فى الحديث ,
وقد بدأ هذا فى مرحلة مبكرة تشي بأن علماء السنة لهم أصول غائرة فى مجال حفظها حيث ثبت فى الصحاح أن بداية السؤال عن الإسناد بانتظام حدث فى مرحلة مبكرة للغاية بعد ظهور فتنة استشهاد عثمان بن عفان رضي الله عنه ,
عندما تدخلت اليهود برجلهم عبد الله بن سبأ لابتكار فتنة التشيع والقول بالرجعة والبداء وما إلى ذلك من العقائد الباطلة
وكان أخطر ما لجأت إليه مختلف الفرق التى تبطن الكفر وتظهر الإيمان هو وضع وتلفيق أحاديث منسوبة للرسول عليه الصلاة والسلام بعد أن عجزوا تماما عن التشكيك بالقرآن الكريم المروى بالتواتر والثابت بمصحف واحد اجتمع عليه المسلمون فى عهد الخليفة الراشد عثمان بن عفان رضي الله عنه
فكان الطريق مفتوحا أمامهم لرواية الأحاديث المكذوبة المنسوبة للنبي عليه الصلاة والسلام لتحقيق ذات الغرض وهدم أركان الشريعة الصحيحة , ويكفي لإدراك مدى خطورة هذا الأمر أن نعرف وضع السنة فى التشريع , وهو وضع مؤسس للشريعة يأتى بعد القرآن الكريم مباشرة كمصدر مفسر له بالإضافة إلى كون السنة مصدرا مستقلا مشرعا فى الأحكام التى لم يتناولها القرآن مفصلة
ولم تكن كارثة تزييف الأحاديث فى بدايتها مؤامرة منسوجة ومنتظمة وإما بدأت بشكل محدود انتبه إليه التابعون فى حياة بعض الصحابة عقب تفجر الفتن فقرر الأئمة ضرورة التيقن من رواة الأحاديث جميعا قبل اعتمادها صحيحة , وجاء فى مقدمة صحيح مسلم "26" أن الإمام بن سيرين قال
{ لم يكونوا يسألون عن الإسناد , فلما ظهرت الفتن قالوا سموا لنا رجالكم }
وكانت هذه الخطوة هى الخطوة الكبري فى طلب الإسناد بمجرد ظهور الفتنة فى عهد عثمان بن عفان رضي الله عنه غير أنها لم تكن الخطوة الأولى بل الثابت فى عهد أبي بكر وعمر أنهم كانوا يستشهدون العدول على أى حديث جديد يسمعوه ,
وعقب تفجر أحداث الفتنة الثانية وظهور الخوارج تعددت الجهات التى تزيف الأحاديث وتنوعت بين دس خارجى من اليهود والفرس وبين دس داخلى من أصحاب المصالح والحكم , وكل منهم يضع الحديث يؤيد به فرقته أو طائفته ,
ولأن الصحابة رضوان الله عليهم انتقلوا بين مختلف الأقطار فقد تعددت منقولات الحديث فى شتى أنحاء البلاد الإسلامية من اليمن للشام ومن خراسان للشمال الإفريقي , فاختلط الصحيح بالزائف وأصبح الأمر كجبل يجثم على صدور العلماء والفقهاء إزاء مناخ شاسع الإتساع يبدو مجرد التفكير فى تنقيته ضربٌ من ضروب الوهم والمستحيل , لا سيما مع ظروف العصر التى تجعل العالم المحقق ربما يقضي بضع سنوات راحلا بين أنحاء الخلافة ليتيقن من صحة حديث واحد !
لكن من قال إن هذا الطراز من الرجال فى ذلك العصر الذهبي كان يعرف المستحيل , ففور ظهور أبعاد الأزمة اجتمعت كلمة الأمة حكاما ومحكومين مع المحدثين فى سائر الأقطار ووضع كل منهم لبنة فى علم جديد مبتكر غير مسبوق إسمه علم الحديث وأخذوا فى وضع تصانيفه وأسسه وقواعده التى ساروا عليها فتحولت مع الوقت وجهد العلماء طبقة وراء طبقة إلى علوم متعددة للعلم الأم وهو علم الحديث واختص كل جماعة منهم بفرع أشبه بالأقسام الحديثة لأجهزة المخابرات ,
فقسم يختص بالتحرى الشديد عن صفات وترجمة كل راوى أو ناقل للحديث ويضع آراء معاصريه فيه وهل هو ثقة يؤخذ حديثه أم لا وفق قواعد علم الجرح والتعديل الذى برز فيه وتألق يحيي بن معين والذهبي والرازى وبن عساكر والحافظ المزى والبخارى ,
وقسم ثان اهتم بمصطلح الحديث حيث تناول فيه المحدثون شرح مدلولات الألفاظ فى رواية الحديث بمنتهى الدقة تحريا لعدم الخلط وأول من صنف فى هذا المجال القاضي أبو محمد الرامهرمزى فى كتابه { المحدث الفاصل بين الراوى والواعى }
وقسم آخر اهتم بتصنيف الحديث نفسه وأفرد لذلك كتبا مستقلة تحوى الصحيح الثابت فقط من سنة النبي عليه الصلاة والسلام , وهى كتب نشأت بجهد المحدث عن طريق تحريه شخصيا للحديث المروى والتيقن من عدالة وأمانة كل راوى فى سلسلة السند "27" ومن هذه الكتب المرجعية صحيح البخارى وصحيح مسلم وصحيح بن حبان وصحيح بن خزيمة
فضلا على الكتب الأخرى التى تناولت الحديث بأشكال معالجة مختلفة كالمسانيد وهى أن تسند الأحاديث إلى الصحابي الذى رواها فيفرد العالم فى مسنده الصحابة على شكل أبواب وفى كل باب يسجل أحاديث كل صحابي مع ذكر السند
وعلة ذكر السند أن يترك لمن بعده طريقة التحرى عنها بمصادر أخرى ,
وأشهر المسانيد هى مسند الإمام أحمد بن حنبل , وقسم آخر اهتم بتصنيف الأحاديث على أبواب الفقه ككتب السنن
وقسم ثالث جعل همه البحث خلف وضع القواعد التى تعالج أى تناقض أو غرابة تشوب الأحاديث النبوية لشرحها وبيانها فتفرع من هذا القسم علم غريب الحديث وعلم مختلف الحديث وعلم الناسخ والمنسوخ فى الحديث , وأشهر من تصدى لمختلف الحديث كان الإمام بن قتيبة فى كتابه تأويل مختلف الحديث الذى اهتم بمحو التناقض الظاهرى بين دلالات الأحاديث النبوية ,
وأشهر من صنف فى غريب الحديث هو الإمام بن الأثير "28" بكتابه الشهير النهاية فى غريب الحديث والأثر ,
وكان الإمام الشافعى هو أول من أسس وبين أصول الفقه كما بين أصول الحديث وبيان الناسخ والمنسوخ فيه
فوضعوا للتنسيق بين الأحاديث المتعارضة مائة وواحد وجه للتوفيق بينها , ولم يقتصر الأمر على ذلك , بل إنهم قرنوه بمعالجة كل تناقض تمت إثارته وحتى التناقضات التى لم تظهر قاموا هم بابتكار ما قد يظهر من تناقضات وضعوا لها الحلول !
وقسم آخر اهتم بالأحاديث الموضوعة الشهيرة
حيث تفانى بعض المحدثين فى تصنيف الكتب المحتوية على أشهر الأحاديث الموضوعة والمكذوبة ليقطعوا الطريق على انتشارها وأشهرها اللائئ المصنوعة لبن الجوزى وكتب الموضوعات للسيوطى والشوكانى
بالإضافة لعشرات الفروع الأخرى التى تأسست بمرور الزمن وكل جيل من العلماء يضيف لمن سبقه ضابطا آخر يزيد من دقة التحرى فى الحديث ويشدد فى قبول الصحيح ورد الضعيف حتى انقشع غبار الأزمة نهائيا وجاء العصر الحديث حاملا معه آثار جهد عملاق قلّ أن تجده مثيله فى إصراره
فشربت الأجيال الجديدة السنة النبوية صحيحة لا تشوبها شائبة من لغط أو غلط
الشاهد مما سبق أن تدوين السنة والتفتيش فيها بدأ منذ عهد الصحابة عبر الصحائف المختلفة لعدد من الصحابة كعبد الله بن عمرو بن العاص , إلى أن ظهرت فى المصنفات فى بداية المائة الثانية للهجرة ,
وانتشر بعد أحداث الفتنة مباشرة السؤال والتحقيق فى الإسناد ورد روايات المبتدعة وأصحاب الأهواء وتحرى الحديث فى مواطنه الأصلية ,
والأهم من ذلك وهو عين ما نبتغيه من هذا البحث
أن علماء السنة على مر العصور لم يتركوا حديثا واحدا ورد فى إحدى كتب السن دون تحقيق وتمحيص ومعالجة دقيقة لمختلف طرقه والحكم عليه
فاستبان فى وضوح أين الصحيح وأين الضعيف ,
فاعتمدت الأمة صحيحى البخارى ومسلم على أن كل ما بهما فى مرتبة الصحيح الثابت ,
ثم تكفل العلماء ببقية كتب السنن المختلفة الأغراض وأخضعوها للتحقيق أيضا وبينوا ضعيفها من صحيحها
ثم تواترت الجهود فتعدت كتب الحديث إلى مختلف كتب الفقه والتفسير وغيرها من فروع الشريعة فأنشأ العلماء علم التخريج وهو العلم الذى يعنى بإخضاع الأحاديث الواردة فى كتب الشريعة المختلفة للتحقيق وتحريها وبيان درجتها وطرقها جميعا فى هامش الكتاب ,
ومن أشهر تلك التخريجات تخريج الحافظ العراقي لكتاب إحياء علوم الدين للغزالى ,
شواهد الدقة المذهلة فى تحقيق السنة

أورد هنا بعض شواهد الدقة فى التحقيق لبيان مدى الجهد والمعاناة التى تكبدها السابقون والتى لا زلت أصر على أنها جهد مستحيل حتى لو تم بعصرنا الحالى الذاخر بوسائل الإتصال العالمية ,
ففي العصر الحديث وفى وجود أدوات الإتصال مسموعة ومرئية ووجود شبكة الإنترنت التى ربطت العالم من سائر أطرافه لو أننا كلفنا باحثا للقيام بمهمة بحثية تخص موضوعا واحدا ـ كما يحدث فى الرسائل العلمية لدرجة الماجستير والدكتوراه ـ ووفرنا له سبل المعاونة الموجودة فإنه يستغرق فترة لا تقل عن أربع سنوات ليصل لنتيجة البحث ويقدمه كاملا , وغالبا ما يكون البحث رغم الجهد قاصرا بموضع معين تبينه مناقشة الرسالة , وهناك بعض البحوث النظرية فى كليات الحقوق استغرق فيها الباحثون ست عشرة سنة كاملة ليتقدموا ببحوثهم العلمية
وهناك من أمضي عمره كله تقريبا فى البحث بالمراجع ليتمكن من إخراج كتاب واحد , مثال ذلك المؤرخ المعروف محمد عبد الله عنان الذى قضي قرابة أربعين عاما ليتم مؤلفه الجامع عن الأندلس { دولة الإسلام فى الأندلس }
وفى الجانب الآخر قد يستغرق جهاز المخابرات قرابة ست أو سبع سنوات ليؤكد معلومة واحدة أو ينفيها , وهناك بعض التحريات التى تتم للمرشحين للمناصب الحساسة تستغرق فترة من ستة أشهر لثلاثة أعوام لاتخاذ قرار نهائي بصلاحية هذا المرشح من عدمه ,
كل هذا الوقت فى ظل خدمات التكنولوجيا ودعم العلم التقنى الخادم لتلك الأغراض
فلنا أن نتخيل كيف قام علماء السنة فى العصور الإسلامية الأولى بتأليف كتبهم ووضع القواعد الموثقة لعلم الحديث لا سيما فى الفرع المسمى { علم الجرح والتعديل } والذى كانت مهمة العالم فيه أن يقوم بالتحرى الدقيق عن كل محدث أو راو أو ناقل لحديث أو قول صحابي أو تابعى "29" ويسجل اسم الراوى وصفته وكنيته وما انتهت إليه التحريات بشأنه ليكون هذا الكتاب مرجعا لمن أراد التحقق من صحة أى رواية بمعرفة مستوى هذا الراوى
ونعطى فكرة عن أحد أهم المؤلفات فى هذا المجال وهو تاريخ دمشق للعلامة بن عساكر , فقد تمت طباعة هذا الكتاب بأسلوب الطباعة الحديثة فى حوالى 93 مجلدا, وقد احتوى هذا المرجع على ترجمة لشخصيات دمشق على ثلاثة مستويات
الأول : ترجمة كل رجال دمشق المقيمين فيها
الثانى : ترجمة كل من استقر بدمشق وكان وافدا إليها من بلد آخر , عندئذ يقوم بن عساكر بالرحيل إلى بلده الأصلي والتحرى عنه ووضع صفته وحكمه عليه
الثالث : ترجمة لكل من مر بدمشق مجرد مرور وهو فى رحلة إلى غيرها من البلاد
وهناك أيضا كتاب الكمال للحافظ المقدسي الذى اعتنى برواة الحديث وقام الحافظ المزى بتهذيبه فى كتابه المعروف ( تهذيب الكمال ) وجاء من بعده الذهبي فزاده تنقيحا وأخرجه باسم ( تهذيب التهذيب ) وجاء من بعد هؤلاء الحافظ العسقلانى فزاد عليه وقدمه تحت اسم ( تذهيب التهذيب )
هذا بخلاف كتب الرجال المتخصصة التى اعتنت بالضعفاء فقط مثل كتاب الضعفاء والمتروكون لابن حبان ومثل ميزان الاعتدال للعسقلانى وهناك كتب الرجال التى تخصصت فى الثقات فقط مثل سير أعلام النبلاء وغيرها وهناك من جمع بين المجالين مثل كتب تاريخ بن معين والبخارى وغيرهم
ومقاييس الجرح والتعديل التى اعتمدها علماء السنة لقبول رواية الراوى صنعت حاجزا صلبا أمام دخول أى مكذوبات فى الحديث لأنهم اشترطوا لصحة الحديث كما هو فى تعريف الحديث الصحيح "30"
( أن يكون بنقل العدل الضابط عن مثله إلى جميع الطبقات من غير شذوذ ولا علة)
واشتراط عدالة الراوى هو الشرط الذى لم يكن يتهاون فيه علماء الجرح والتعديل عملا بمبدأ النظر عمن نأخذ الدين
وينبغي التركيز على تلك النقطة بالذات لأنها نقطة الفصل بين السنة والشيعة ,
أما عن قواعد اعتماد الجرح والتعديل فلم يكن الأمر يؤخذ بلا تسبيب فلابد أن يكون الجرح موافقا لعيب واضح يقره العلماء
والأهم من ذلك أن قول العلماء فى شخص معين أنه ثقة أو أنه ضعيف أو كذاب لا يؤخذ من عالم واحد بل يؤخذ الحكم على الراوى من مجموع أقوال علماء الجرح والتعديل وهذه دلالة إضافية على دقة التحري , فإن خدع أحد الرواة واحدا من علماء الجرح والتعديل بادعاء التقوى فلن يستطيع خداع بقية العلماء الذين سيتولون أمره
ولو ألقينا نظرة على الأحوال التى يتم فيها جرح الراوى وعدم الأخذ بروايته لوجدنا حذرا بالغا غير مسبوق بالذات فى هذا العصر الذى لم ينتشر فيه الكذب أو النفاق , فالراوى لا يتم رد روايته لمجرد إثبات كذبه فى رواية حديث , بل يتم جرحه لمجرد التدليس , والتدليس فى مصطلح الحديث ليس معناه الخداع والكذب بل هو مجرد أن يقول الراوى سمعت من فلان وهو شيخه بينما هو سمع الحديث من زميل له عن نفس الشيخ , هنا يجرح الراوى بالتدليس لأجل هذا فقط
بل إن أحد علماء الحديث لم يقبل حديث أحد الرواة عندما رآه يخدع بعيره فيضم ثوبه ويحركه للبعير حتى يظن أن ثوب صاحبه مملوء بالشعير لكى يأتى البعير فلا يهرب , فرفض العالم أخذ روايته لأنه ثبت له كذبه على بعيره فاعتبرها جرحا له
ولم تقتصر العناية عند الوقوف على أحوال الرواة فحسب ,
بل كانت أحوال الرواة مجرد فرع من فروع التحقيق التى امتدت إلى نصوص الحديث نفسه بمنتهى الدقة , فلا يوجد عند أهل الحديث التسيب الذى نعرفه اليوم من نقل دون وعى أو ذكر دون تدبر بل إن الراوى إذا خلط حرفا بحرف وهو ينقل روايته وليس كلمة مكان كلمة , جرحه علماء الرجال باعتباره ضعيف الحفظ حتى لو حافظ على معنى الحديث ومضمونه
بل إنهم يتتبعون مراحل حياة الراوى أو العالم الواحد فيقال مثلا أن روايته فى سنه الصغيرة كانت أوثق من روايته بعد أن كبرت سنه ويسجلون هذا فى مراجعهم

ولكى يتم قبول الحديث صحيحا يجب فيه أن تتوافر شروط الحديث الصحيح وهو أن يروي الحديث الثقة العدل الضابط عن مثله إلى منتهاه بسند متصل من غير شذوذ ولا علة
فهذا التعريف البسيط أجمل شروط صحة الحديث بضوابط تعجز مباحث أمن الدولة الآن !
فإن سقط فرد واحد من سلسلة السند يتم تضعيف الحديث وإن كان أحد الرواة ضعيفا وباقي الرواة على أشد الثقة تم تضعيف الحديث أيضا , إلا إذا كان الضعف ناجما عن قلة حفظ وتم ضم هذا الراوى لغيره فيتم وضع الحديث فى مرتبة وسطية وهى مرتبة الحسن
بالإضافة لما هو أهم ,
وهو أن المحدثين على مختلف طبقاتهم كانوا يتابعون فحص ما انتهى إليه سابقيهم من العلماء , بمعنى أن كتب غيرهم ونتائج بحوثهم فى علم الحديث لم تكن تقبلها الأجيال التابعة من العلماء قبولا تلقائيا بل كانت تتحرى عنها بنفس الطريق أو بطرق أخرى , ولهذا فإن كتاب مثل صحيح البخارى أو صحيح مسلم برز بروزا شديدا بين الصحاح لأن ثلاثة أجيال من العلماء على الأقل تعاقبت على فحصه بمنتهى الدقة فلم يتركوا فيه حديثا واحدا دون فحص جديد , وهذا رغم جلالة مقام البخارى كإمام أهل الحديث بلا منازع وما عرف الإسلام مثيله فى دقة الحفظ والوعى والتحرى حتى أنه كان لا يضع حديثا فى صحيحه قبل أن يصلي ركعتين عقب إتمام فحصه والتحرى عنه , وقام بتصنيف أحاديث صحيحه البالغة نحو أربعة آلاف حديث من فحص 600 ألف حديث كان يحفظها بأسانيدها وأحوالها عن ظهر قلب !
ولذا قبلت الأمة صحيح البخارى ومسلم وأجمعت على صحتهما عقب الحكم عليهما من أجيال العلماء المتتابعة "31" ,
ولذا عندما نجد من يطعن فى صحة حديث بالبخارى ـ بعد كل هذا ـ يحق لنا أن نملأ صاحب الطعن سخرية , فهو لا يشكك فى البخارى وحده بكل دقته وعلمه بل يتجاوز إلى قرابة سبعة أجيال من العلماء تتابعت على كتابه بالفحص واعتمدته
لا سيما أننا لو عرفنا كنه الأحاديث المطعون فيها بين الحين والآخر بالصحيحين وغيرهما من الأحاديث التى أقر العلماء بثبوت نسبتها للنبي عليه الصلاة والسلام , هى كلها أحاديث توقف عندها العلماء وناقشوها بالفعل قبل قرون , وليس في ما يذكر من طعون أى جديد يلفت النظر فقد استوفاها العلماء معالجة وردا , لكن المشكلة الحقيقية أن من يطعن على تلك الأحاديث لا يكون جاهلا فقط بإجماع العلماء على مدى عصور بصحتها بل يكون جاهلا أيضا بأن شبهاته تلك تم الرد عليها فى كتب لم يكلف نفسه مطالعتها أو البحث فيها عند أهل الإختصاص "32"

ميارى 31 - 5 - 2010 06:53 PM

ومن نافلة القول أن نؤكد على جهود فحص السنة زيادة التثبت فيها لم يقف حتى يوم الناس هذا ,
ففي العصر الحديث برز أحمد شاكر محدث مصر الألمعى واعتنى بمسند أحمد بن حنبل وأخرجه بشرح استغرق عمره وتلقاه العلماء بالقبول
كذلك جهود محدث العصر العلامة الألبانى فى كتب السنن وجهده العظيم فى علم التخريج الذى ذيل به عشرات بل مئات من الكتب والمراجع الدينية المختلفة فى شتى فنون علوم الشريعة
وتقوم الآن لجنة من كبار العلماء بالسعودية على مشروع ضخم وجبار هو جمع السنة النبوية اعتمادا على الوسائل الحديثة فى الحفظ والتصنيف ليكون ميراث الأمة وانجاز علمائها محفوظا بحفظ الله على يد هذه الزمرة الطيبة برياسة العلامة المحدث عدنان عرعور , وهذا المشروع الذى قارب الإنتهاء سيقدم جليلة لا تقدر بثمن لاحتواء التراث الحديثي الفياض بوسائل مطالعة ميسرة لطلبة العلم
هذه إطلالة مختصرة للغاية على تراث أهل السنة فى علم الحديث وميراثها فيه , وكيف أنهم أسسوه من الصفر منذ عهد بعض الصحابة وحتى تصنيف الكتب المعتبرة فى السنن والصحاح والمسانيد ,
ورأينا كيف أنهم جعلوا همهم الرئيسي جمع تراث النبي عليه الصلاة والسلام بنقل العدول بانتهاء السند إلى الصحابة رضي الله عنهم وكل هذا بمنهج تثبت لا مزيد عليه , ولم يدعوا فنا فى هذا المجال لم يطرقوه ,
وها هى الأحاديث النبوية محققة ومجموعة ومفندة ولا غبار عليها ,
والآن فنلق إطلالة سريعة على موقف الشيعة من السنة ومفهومهم للسنة عندهم وكيف أخذوها وممن أخذوها ,
السنة عند الشيعة ,

سبق أن بينا كيف أن أهل السنة اهتموا بوقت مبكر وفى حياة أغلب الصحابة وفى عصر كبار التابعين أثناء وبعد الفتنة الكبري بالتحقيق والتدقيق فى طلب الإسناد فيما يخص توثيق السنة النبوية الشريفة ,
هذا بخلاف أنهم طوروا التدقيق فى الإسناد إلى ميدان ضخم فسيح وهو ميدان علوم الحديث التى عالجت شتى مناحى النقل والرواية عن النبي عليه الصلاة والسلام واعتمدوا وأصلوا لذلك قواعد متينة حازت فيما حازت من الإعجاب على تقدير المستشرقين أنفسهم ,
وهو قسم من العلوم ما سبقت إليه أمة من الأمم ولا قامت أمة نبي من الأنبياء بحفظ تراثه ونقله بتلك الدقة عبر القرون كما قامت أمة خير الأنبياء عليه الصلاة والسلام ,
ولسنا فى حاجة إلى إعادة بيان أهمية علوم الحديث بالذات بين سائر علوم الشريعة قاطبة , فعلوم الحديث هى القسم الخادم الذى له منة وفضل على سائر علوم الشريعة من تفسير وفقه وأصول وليس عليه منة من أحد العلوم لأن هذه العلوم جميعها دانت لعلوم الحديث بفضل النقل الصحيح لسنة النبي عليه الصلاة والسلام ومن قبلها القرآن الكريم ,
وهما المصدران الذى بذل فى نقلهما أهل النقل والرواية جهودا تفوق طاقة البشر لتقديمه إلى أجيال الأمة جيلا بعد جيل بشكل مأمون من المكذوبات والموضوعات
فاستقامت علوم الشريعة لأصحابها فعرفوا المصادر واطمئنوا إلى حجية الأخذ عنها ,
ولنا أن نتخيل لو أن علوم الحديث أصابها أى خلل عبر القرون , كيف كانت الأمة تستمر إلى اليوم مطمئنة إلى ثبات نسبة المصادر التشريعية إلى منابعها الأصلية ؟!
لا شك أن النتيجة كانت ستفضي إلى كارثة محققة وهى ضياع الدين كله بضياع أصوله , على نفس النحو الذى جرى فى الأمم السابقة التى لم تعرف الإسناد والتوثيق ودقة النقل كابرا عن كابر فأضاعت رسالات رسلها وتم تحريف التوراة والإنجيل وأفضي هذا إلى ضياع عقيدة تلك الأمم فقالت النصاري بألوهية عيسي وقال اليهود بألوهية عزير
ولا شك أن الميزة الكبري لتفوق أهل السنة فى علوم الحديث والنقل والمرويات ليست قاصرة فقط على تنوع أساليب النقل والمعالجة والفحص والتحرى ,
بل الميزة الكبري هى أن تلك العلوم نشأت فى وقت مبكر جدا بمجرد ظهور فتنة وضع الأحاديث وفى حياة قسم كبير من الصحابة رضي الله عنهم وهم نقلة التشريع والسنة
,
مما أعطى أهل السنة ميزة اليقين فيما نقلوه , لا سيما وأن تطور علوم الحديث وتدوين السنة بدأ مبكرا أيضا بمصنفات مسدد بن مسرهد ومالك والأوزاعى على سبيل المثال ,
بل ولم تكتمل المائة الثانية للهجرة إلا وكتب الأصول الحديثية المعتمدة لأهل السنة قد اكتمل تأليفها وهو ما يتضح بالنظر إلى تواريخ ميلاد هؤلاء الأئمة أصحاب الكتب الستة والمسانيد الأولى
الإمام أحمد بن حنبل - رحمه الله- مولود سنة (164) هـ
الإمام البخاري - رحمه الله - مولود سنة (194 ) هـ
الإمام الترمذي - رحمه الله- مولود سنة (200) هـ
الإمام أبو داود - رحمه الله- مولود سنة ( 202 )هـ
الإمام مسلم - رحمه الله- مولود سنة (206 )هـ
الإمام ابن ماجه - رحمه الله- مولود سنة ( 209 ) هـ
الإمام النسائي - رحمه الله- مولود سنة (215 )هـ

كما ظهرت فى وقت مبكر نسبيا معالجات العلماء للكتب المنقولة وتصنيفهم لأسس وقواعد علم أصول الحديث ومنها علم مصطلح الحديث وهو واحد من أخطر علومه حيث يختص بمعالجة المصلطحات العلمية التى تعارف عليها أهل الصنعة لتمييز الأحاديث ونقدها , فقسم علماء السنة الحديث إلى عدة تقسيمات أصولية تتفرع إلى تقسيمات متعددة
وكان أول مصنف فى هذا المجال هو مصنف العلامة الرامهرمزى المتوفي عام 360 للهجرة , وتتابعت بعده المصنفات فى هذا المجال وغيره عبر العصور
ومن قبلها ظهرت علوم الرجال وكتب النقد الحديثي وامتدت فيما بعد هذه الفترة أيضا كتب النقاش حول الأحاديث المختلف فيها وبلغوا من الدقة أنهم أفردوا مصنفات كاملة وقاموا برحلات مضنية لمجرد إثبات حديث واحد
هذا فضلا على عنايتهم بإبراز ناسخ ومنسوخ الحديث وكان أول من تكلم فى ذلك المجال الإمام الشافعى ,
فإذا حملنا هذا التاريخ وتلك المعجزات العلمية إلى مجال السنة عند الرافضة , فماذا سنجد ؟
وكيف حفظ هؤلاء السنة والدين الذين يزعمون أنهم تلقوه عن أئمة أهل البيت ,
فى البداية الشيعة قاطبة ـ كعادة أهل البدع جميعا ـ لا علم لهم بالحديث والإسناد على طول الخط , وليس هذا الحكم من قبيل الحكم الذى قرره عليهم أهل السنة بل هو من قلب كتبهم مشهور ومتواتر ,
هذا فضلا على الطامة العظمى ,
وهى أنهم اعتبروا الصحابة رضوان الله عليهم جميعا عدا ثلاثة أو خمسة أو سبعة , منافقون كفار , وبالتالى رفضوا منقول الحديث عنهم , وتكفيرهم لعموم أصحاب النبي عليه الصلاة والسلام مقرر فى أمهات كتبهم بل وفى أعظمها بعدة أبواب ـ لا أحاديث منفردة ـ ومنها الكافي أهم مرجع حديثي لديهم
وبالتالى فقد اختصوا أئمة آل البيت الإثناعشر بأنهم مصدر التشريع الوحيد ولهذا فهم يرفضون السنة المنقولة عن طرقنا نحن أهل السنة ولا يعتبرون الصحابة مسلمين أساسا فضلا على أن يعتبروهم عدولا يؤخذ الدين عنهم
وليت أنهم ما قبلوا توثيقنا نحن أهل السنة للصحابة بل رفضوا إقرار عدالة الصحابة التى أنزلها الله عز وجل فى كتابه العزيز بآيات محكمات سبق أن عرضنا بعضها ,
فماذا كانت النتيجة ,
النتيجة أنهم فى البداية فقدوا القرآن لكريم الذى هو المصدر الأول للتشريع نظرا لأنه فى عقيدتهم محرف , هذا فضلا على أنهم لم ينقلوه لا بالتواتر ولا حتى بسند آحاد من طرق المعصومين الاثناعشر ,
وليس لديهم أى إسناد بالقرآن من أى وجه ,
وهذا الأمر بالذات كان من الأمور التى فضحت علانية حقيقة اعتقادهم فى القرآن الكريم , لأن القرآن الكريم منقول بالتواتر من طرقنا ونحن كفار عندهم بدليل أنهم لا يأخذون بسنتنا فكيف يقبلون القرآن منا ويرفضون السنة ؟!
وأما عن السنة وهى المصدر الثانى للتشريع بعد القرآن الكريم فلم يقصروها على النبي عليه الصلاة والسلام وحده بل جعلوها مختصة بالمعصومين الاثناعشر جميعا ,
فكلهم عندهم أهل عصمة وتبليغ وكلهم بمنزلة النبي المرسل وأصحابهم كصحابة النبي عليه الصلاة والسلام بل أفضل , لأن أصحاب الأئمة لم يكفروا عندهم بينما كفروا أصحاب النبي عليه الصلاة والسلام ,
وليت أن الأمر اقتصر على ذلك ,
فلو أنهم نقلوا سنة النبي عليه الصلاة والسلام نقلا صحيحا بطريق العدول من الرواة إلى الأئمة إلى النبي عليه الصلاة والسلام بسند متصل لهان الأمر ,
لكن الكارثة أنهم لم ينقلوا من سنة النبي عليه الصلاة والسلام شيئا قط !
وقد طالبهم العديد من العلماء عبر المناظرات أن يأتوا لهم من كتبهم بحديث واحد صحيح ـ على شروطهم هم ـ من كتبهم متصل السند إلى النبي عليه الصلاة والسلام فعجزوا ,
والسؤال الآن , من أين يأخذ هؤلاء القوم دينهم بالضبط , ؟!
وإذا وجهت السؤال لأى شيعي ستجده يجيب بأنهم أخذوا الدين عن الأئمة ,
وسنجاريهم فى هذا القول رغم فداحة المصيبة أنهم لا يملكون من تراث النبي عليه السلام شيئا
فهل تمكنوا من نقل سنة المعصومين وأقوالهم نقلا صحيحا ,
هذا ما سنراه بعد قليل
علوم الحديث عند الشيعة :

عندنا فى علوم الحديث قاعدة ذهبية تقول ( لولا الإسناد لقال من شاء بما شاء )
وتفسيرها ببساطة , أنه لولا الإسناد والتوثيق لقال كل صاحب هوى ما أراد وضاع الدين , فمن السهل على أى مدعى أن يقول قال رسول الله صلي الله عليه وسلم , ثم يخترع من رأسه أى حديث
فما الذى يمنع ذلك , لا شك أن المانع الرئيسي هو الإسناد والسؤال من أين لك هذا الحديث ومصدره
فهل استطاعت الشيعة الاثناعشرية أن تصل لتراث الأئمة الإثناعشر بالأسانيد الصحيحة المتصلة ,
بداية ـ وهى المفاجأة الكبري ـ لم تعرف الشيعة الاثناعشرية عبر عصورها شيئا من علوم الحديث إطلاقا قبل القرن العاشر للهجرة !
يقول شيخهم الحائري فى ذلك , بكتابه مقتبس الأثر ـ ص 73 ـ الجزء الثالث
( ومن المعلومات التي لا يشك فيها أحد أنه لم يصنف في دراية الحديث من علمائنا قبل الشهيد الثاني )
والشهيد الثانى هو أبو الحسن العاملى المتوفي عام 975 للهجرة !
هل تدركون ما معنى هذا الكلام ؟!
معناه ببساطة أن الشيعة كانت فى نوم طويل فاق نوم أصحاب الكهف منذ عهد الأئمة الذي انتهى عام 250 للهجرة وحتى القرن العاشر دون يصنفوا أو يعالجوا شيئا من علوم الحديث التى عليها معول وضمان صدور الروايات المنقولة عن الأئمة !
فعن أى دين يتحدث الرافضة اليوم ؟!
أما الأظرف ,
وهو ما يعد فى حد ذاته مأساة مبكية , أنهم لم يصنفوا فى ذلك التاريخ شيئا من علوم الحديث تحت ذريعة تنقية تراث الأئمة أو لتحقيق المرويات الرهيبة الموجودة فى كتبهم المنقولة دون إسناد أو تحقيق ,
بل كان السبب الوحيد الذى دعاهم إلى تصنيف الكتب هو تلافي تعيير أهل السنة لهم بأن الشيعة لا يعرفون الإسناد وينقلون الروايات دون أى إثبات
لأجل هذا السبب فقط ولدفع كف النقد عنهم قام علماؤهم بتأليف تلك الكتب التى تتخذ من جانب المظهر فحسب علوم الحديث لكنها فى الواقع مجرد ألفاظ يظهر منها الإسناد لكنه ليس إسنادا حقيقيا له أرضية من الواقع
ودليل ذلك ما نقله الحر العاملى أحد محدثيهم الكبار عن هذا الأمر فقال فى وسائل الشيعة ( 30 / 258 )
( والذي لم يعلم ذلك منه ، يعلم أنه طريق إلى رواية أصل الثقة الذي نقل الحديث منه ، والفائدة في ذكره مجرد التبرك باتصال سلسلة المخاطبة اللسانيّة ، ودفع تعيير العامة الشيعة بأن أحاديثهم غير معنعنة ، بل منقولة من أصول قدمائهم )
وممن نقل تلك الفضيحة أيضا
الشيخ باقر الأيرواني فى كتابه ( دروس تمهيدية في القواعد الرجالية ص 86 )
( السبب في تأليف النجاشي لكتابه هو تعيير جماعة من المخالفين للشيعة بأنه لا سلف لهم ولا مصنف ) ،
وقال الحر العاملي فى المصدر السابق
( أن هذا الاصطلاح مستحدث ، في زمان العلامة ، أو شيخه ، أحمد ابن طاوس ، كما هو معلوم ، وهم معترفون به )
بل اعترف الحر العاملى بما هو أفدح فقد صرح أنهم ليسوا فقط لا علم ولا لعلمائهم القدامى بالحديث ونقله , بل اعترف أن الإصطلاح الجديد وهو علوم الحديث والعنعنة مأخوذ من قلب كتب أهل السنة !
قال الحر العاملي ( وسائل الشيعة ( 30 / 259 )
( طريقة المتقدمين مباينة لطريقة العامة ، والاصطلاح الجديد موافق لاعتقاد العامة واصطلاحهم ، بل هو مأخوذ من كتبهم كما هو ظاهر بالتتبع وكما يفهم من كلامهم الشيخ حسن وغيره ) ،
ويقصد بطريقة المتقدمين علماؤهم الأوائل أصحاب الكتب المعتمدة الذين كانوا يوردون فى كتبهم كل ما يصل إليهم فيتلقاه عنهم من بعدهم بالقبول هكذا بلا مرجعية أو ضابط
أما سرقاتهم من كتب أهل السنة
فهذا ما يؤكده مصنفوا الإمامية فى مصطلح الحديث وكشفه الشيخ عثمان الخميس "33" فى مناظرات قناة المستقلة عندما قارن بين أحد كتب المصطلح عند الشيعة وبين كتاب ( مقدمة بن الصلاح ) أحد أشهر كتب المصطلح عندنا فإذا بالكتاب الشيعي نسخه شبه متطابقة فى أبوابه ومعالجته

ميارى 31 - 5 - 2010 06:55 PM

أى أن كل الفائدة التى وقفت وراء وضع أسلوب العنعنة فى المرويات ( وهو الإسناد ) هو فقط اتخاذ مظهر الإسناد لمجرد التبرك بإسناد الرواية إلى الأئمة ودفع تعيير أهل السنة للراوفض أن يروون المكذوبات غير المسندة ,
ففعلوا مثل الذى كان يطمح أن يكون عالما بالأزهر , لكنه عجز عن مجاراة طلبة العلم فى ذلك ,
فماذا فعل ,
اشترى اللباس الأزهرى المميز للعلماء وقدم نفسه باعتباره عالما وظن بذلك أنه اكتفي ووفي !
فالإسناد ليس أن تورد الرواية بالعنعنة , بل أن توردها بسندها الفعلى وأن يكون هؤلاء الرواة هم فعلا من قاموا بروايتها هذا فضلا على أن يكون الرواة من الثقاة العدول المأمونين فى نقل المرويات ,
لكن هذا كله لا تجده فى مذهب الروافض بل إنهم عندما اشترطوا شروطا لقبول الروايات لم يطبقوها على كتبهم ,
فالحديث الصحيح عندهم كما عرفه الحر العاملى
( هو الحديث الذى يرويه الضابط الإمامى عن مثله إلى منتهاه )
بينما تعريف الحديث الصحيح عندنا
( هو الحديث الذى يرويه العدل الضابط عن مثله فى جميع الطبقات من غير شذوذ ولا علة )
والمقارنة بين التعريفين تكشف عن مصائب
الأولى : أنهم لم يشترطوا عدالة الرواة ! , بمعنى أنهم يقبلون رواية الكافر وفاسد المذهب والمطعون فى عدالته , وهذا ما نص عليه صراحة الحر العاملى فى وسائل الشيعة حيث قال فى توثيق رجال الشيعة
( فتراهم يوثقون من يعتقدون كفره وفسقه وفساد مذهبه ! )
وبمثل ذلك صرح المرجع المعاصر الخوئي زعيم مرجعية النجف السابق فى كتابه الرجال حيث صرح بقبول رواية الشخص بغض النظر عن اعتقاده بل صرح بقبول رواية النواصب والنواصب عندهم كفار أنجاس وشر من اليهود والنصاري
الثانية : أنهم لم يشترطوا فى الحديث الصحيح ضرورة خلوه من الشذوذ أو العلل ,
ومعنى الشذوذ عدم مصادمة الرواية الصحيحة لما هو أصح منها أو مخالفة الرواى الثقة لمن هو أوثق منه وعند التصادم يتم رد الرواية الأقل صحة إذا استحال الجمع بينهما
ومعنى العلة ألا تحتوى عيبا ظاهرا كمنافاتها الواضحة لقاعدة أساسية فى الشرع أو مضاربتها للعقل والنصوص
ولهذا امتلأت كتب الشيعة بآلاف الروايات التى لا يقبلها العقل قبل النقل وتعتبر من الخرافات التى يخشي التفوه بها المجنون قبل العاقل ويزخر كتاب الكافي ـ وهو أعظم كتبهم ـ بعشرات الروايات فى هذا الباب ,
هذا فضلا على التصادم المروع الذى يجمع بين أحاديث الأئمة وبعضها البعض بل بين أحاديث الإمام الواحد منهم , فترى الإمام يقول بقول معين ثم ينقضه فى قول آخر ومع ذلك فكلا الروايتين معتمدة , ولم يجدوا حلا لهذه الإشكالات إلا الذريعة الجاهزة وهى أن الرواية المتضاربة هى رواية على التقية !
ولم يبينوا أو يؤصلوا قاعدة واحدة تمكنهم من تمييز الروايات أيها على التقية وأيها على الحقيقة بل جعلوا الأمر مطلقا مما أدى بهم فى النهاية إلى إراحة أنفسهم من الصداع فقالوا بأن الحكم على الأحاديث بالصحة والبطلان غير مرهون بقول فقيه أو مجتهد بل هو أمر مطلق !
مما أدى بالتبعية إلى عشرات الآلاف من التناقضات بين علمائهم فى تصحيح وتضعيف الأحاديث وبالتالى أدى إلى خراب كامل فى أصول الدين التى تعتمد الفتاوى فيها على صحة المرويات التى جعلوا تصحيحها رهنا بالمزاج
يقول فى هذا الشأن الفيض الكاشانى صاحب أحد كتبهم المعتمدة فى الوافي
( تراهم يختلفون في المسألة الواحدة على عشرين قولا أو ثلاثين قولا أو أزيد !! بل لو شئت أقول:لم تبق مسألة فرعية لم يختلفوا فيها أو في بعض متعلقاتها)
يختلفون فى المسألة الواحدة على عشرين أو ثلاثين قولا !
بل ولا توجد حتى فى الفرعيات عندهم مسألة واحدة محكومة بقول نافذ قطعى هذا فضلا على اختلافهم فى الأصول !
ولهذا ظهرت عند الشيعة مدرستان كفرت كل منهما صاحبتها رغم أنهم تحت مظلة عقيدة واحدة , وهما مدرستى الإخباريين والأصوليين ,
فالإخباريون يقولون أن الكتب الحديثية الثمانية المعتمدة كلها صحاح لا لبس فيها وليس فيها رواية وحيدة باطلة بما في ذلك الألفي رواية الواردة فى تحريف القرآن
والأصولية تقول أن مضامين تلك الكتب هى المقطوع بصحتها والكتب نفسها تحتوى أحاديثا ضعيفة لكنهم ما وضعوا القواعد لتنقيه هذا التراث الذي يعتمد عليه دينهم فيما يزعمون ,
أما سبب عدم إخضاعهم الكتب الأصلية للتحقيق النهائي فسنعرفه بعد قليل .
الأزمة الكبري

كتب الحديث التى نقلت تراث الأئمة عند الشيعة الإثناعشرية ثمانية كتب معتمدة وهى أصول المذهب والطائفة وعليها تم بناء أساسه وعقيدته ,
وهذه الكتاب منها أربعة كتب متقدمة , وهى للمحمدين الثلاثة : محمد الكليني ، ومحمد الصدوق، ومحمد الطوسي ، وهي :
الاستبصار ، ومن لا يحضره الفقيه ، والكافي ، والتهذيب
وباقي الاربعة هي للمجلسي والنورى الطبرسي ( صاحب كتاب فصل الخطاب فى تحريف كتاب رب الأرباب ) والطبرسي ( وهو غير النورى الأول) والفيض الكاشانى , وكتبهم هى
بحار الانوار و مستدرك الوسائل و الإحتجاج والوافي
هذه الكتب التى أطبق علماء الشيعة على صحة مضامينها , ومعنى صحة مضامينها أن المحتويات والمعارف الواردة فيها كل مقطوع بصحتها , وكتبهم قديما وحديثا مليئة بالإشادة لتلك الكتب والإعلاء من شأنها لدرجة مذهلة ,
لا سيما كتاب الكافي للكلينى الذى ألفه صاحبه فى الغيبة الصغري للمهدى المزعوم , وذكر فى مقدمته أن هذا الكافي تم عرضه على المهدى فقال ( كاف لشيعتنا )
وهذا معناه أن الكافي صحيح حتما وإلا كيف وثقه المعصوم ؟!
وقد شهدت للكافي ولغيره كبار مرجعيات الشيعة وآخرهم عبد الحسين شرف الدين وهو واحد من أعلامهم فى القرن الماضي حيث قال فى كتاب المراجعات أن هذه الكتب مقطوع بصحة مضامينها وأن الكافي أعظمها وأشرفها وأعلاها ولم يصنف فى الإسلام كتاب يوازيه أو يدانيه !
وبعد هذه الشهادات الكبري من المعصوم وإجماع علماء الإمامية على توثيق مضامين تلك الكتب , نجد أنهم خرجوا علينا فى العصر الحديث بقول بالغ الغرابة ,
هذا القول مؤداه أن الشيعة لا تملك كتابا واحدا صحيحا !
وأن كل كتبهم ليس من بينها كتاب واحد بلغ درجة الصحة فى محتوياته كلها ,
وهو قول على التقية وللمراء والخداع بطبيعة الحال ,
لماذا ؟
لأنهم لو أقروا بأقوال وشهادات علمائهم بحق الكتب الكارثية لافتضحوا فى مشارق الأرض ومغاربها ,
فالكافي أصح الكتب عندهم فيه من البلايا والطامات ما يستحى منه اليهود والنصاري أن ينسبوه لأنبيائهم ,
من أول التواتر فى روايات تحريف القرآن والإعتقاد الجازم بها , ومرورا بعقائد الرجعة والبداء وأن الأئمة يسيطرون على الكون وأنهم أسماء الله الحسنى وأن الله فوض أمر الخلق إليهم ووصولا إلى التكفير الجماعى لأصحاب النبي عليه الصلاة والسلام ,
لهذا لم يجد الشيعة مفرا من إنكار صحة كل ما بالكافي حتى لا يلزمهم أهل السنة بل وعوام الشيعة بتلك الإنحرافات فيسقط مذهبهم فى طرفة عين ,
غير أن قولهم هذا يسقط مع سؤال منطقي واحد
لماذا لم تهتموا بتراث الأئمة المبثوث فى تلك الكتب فتميزوا الصحيح من الضعيف ؟!
هذا السؤال المفصلي وحده يكفي وزيادة لبيان حقيقة هذه الطائفة , لأنهم فى واقع الأمر يصدقون بتلك الكتب وبكل ما ورد فيها وينكرون ذلك تقية ,
وفى نفس الوقت لا يستطيعون أن يطبقوا منهج النقد والتمحيص والحكم النهائي على الأحاديث بالصحة والضعف وبيان موقفها لأنهم لو فعلوا لانكشف عوارهم دون جهد من أهل السنة لأنهم ساعتها سيكونون أمام خيارين أحلاهما مر
الأول : إما أن يضعفوا كل الأحاديث التى يعتقدون بمحتواها ولا يجرئون على القول بصحتها وعندئذ سيضطرون إلى مواجهة إسقاط مذهبهم بأيدى عوام الشيعة أنفسهم , لأن تلك الأحاديث تحتوى ما يتاجر به علماء الشيعة من تكفير الصحابة والقول بالتقية الواجبة ونحو ذلك
الثانى : تصنيف الأحاديث إلى صحيح وضعيف والقول بصحة الأحاديث التى يبنون عليها عقائدهم الباطلة وعندئذ سيقعون بين مخالب أهل السنة ببساطة , فساعتها سيتضح أمام الجميع حقيقة معتقدهم الذى يدارونه بالتقية وتسقط التقية فيسقط المذهب كله ,
والدليل على أن الشيعة تعتقد بصحة ما ورد فى تلك الكتب ما نقله الحر العاملى فى وسائل الشيعة ( 30 / 259)
( الاصطلاح الجديد يستلزم تخطئه جميع الطائفة المحققة في زمن الأئمة عليهم السلام ، وفي زمن الغيبة كما ذكره المحقق في أصوله )
أى أن استخدام الإصطلاح الجديد عليهم ـ وهو التصحيح والتضعيف ـ يستلزم منه تخطئة وإهمال كل كتب الشيعة الرئيسية التى عليها معتمد المذهب !
لهذا سارع علماء الشيعة إلى إنكار محاولات عالمهم البهبودى ـ رغم جلالة قدره عندهم ـ على تصنيف كتاب صحيح الكافي وقالوا بأن تصحيحه وتضعيفه يلزمه وحده ولا يلزم الطائفة ,
وبمثل ذلك تعاملوا مع تحقيق المجلسي لكتاب الكافي فى كتابه ( مرآة العقول ) لأن المجلسي صحح فى مرآة العقول أحاديث تحريف القرآن وغيرها من الفضائح المدوية التى تخفيها الشيعة بالتقية
فهل رأيتم كارثة أكبر وأفدح من هذا ؟!
مجرد استخدام أسلوب التحقيق سيسقط كل تلك المكذوبات التى نقلها زنادقتهم الكبار عبر العصور لأنه لا يوجد لديهم حديث واحد صحيح ـ على شروطهم هم ـ إلى النبي عليه الصلاة والسلام أو إلى أحد الأئمة ,
وهذا ما صرح به الحر العاملى نفسه حيث قال عن تحقيق الأحاديث ومسألة إخضاعها للفحص حيث قال فى وسائل الشيعة الجزء الثالث ـ ص 260
( الرابع عشر:
أنه يستلزم ضعف أكثر الأحاديث، التي قد علم نقلها من الأصول المجمع عليها، لأجل ضعف بعض رواتها، أو جهالتهم أو عدم توثيقهم،
فيكون تدوينها عبثا، بل محرما، وشهادتهم بصحتها زورا وكذبا. ويلزم بطلان الإجماع، الذي علم دخول المعصوم فيه - أيضا - كما تقدم.
واللوازم باطلة وكذا الملزوم. بل يستلزم ضعف الأحاديث كلها عند التحقيق لأن الصحيح - عندهم -: (ما رواه العدل، الإمامي، الضابط، في جميع الطبقات). و لم ينصوا على عدالة أحد من الرواة، إلا نادرا، وإنما نصوا على التوثيق، وهو لا يستلزم العدالة قطعا بل بينهما عموم من وجه، كما صرح به الشهيد الثاني وغيره
ودعوى بعض المتأخرين: أن (الثقة) بمعنى (العدل، الضابط). ممنوعة وهو مطالب بدليلها. وكيف ؟ و هم مصرحون بخلافها حيث يوثقون من يعتقدون فسقه، وكفره وفساد مذهبه ؟ !
وإنما المراد بالثقة: من يوثق بخبره ويؤمن منه الكذب عادة، والتتبع شاهد به وقد صرح بذلك جماعة من المتقدمين والمتأخرين. و من معلوم - الذي لا ريب فيه عند منصف -: أن الثقة تجامع الفسق بل الكفر
و أصحاب الاصطلاح الجديد قد اشترطوا - في الراوي - العدالة فيلزم من ذلك ضعف جميع أحاديثنا لعدم العلم بعدالة أحد منهم إلا نادرا
)
ويكفينا كلام العاملى الذى يحمل فى طياته ما يغنى عن غيره لهدم هذا المعتقد الفاسد الذى لا يجرؤ أصحابه على إخضاع مرويات المعصومين للتحقيق لأنه لو أنهم طرقوا هذا الباب فمعناه على حد قول العاملى إسقاط جميع أحاديثهم
والكارثة أنك تجد بعد كل هذه الحقائق من يعتقد أن الشيعة يتعبدون بمعتقد منسوب لأهل البيت عليهم السلام بينما أئمة آل البيت أبرياء من المعتقد بالكلية , ولا يوجد فى كتب الشيعة ـ باعترافهم هم ـ حديث واحد يمكنهم الحكم عليه بالصحة أو الصول إليه بطريق معتبر
ونحن طلبا للإختصار ,
لم نتعرض لكتبهم فى علم الرجال والتى تحمل أشباه هذه الفضائح بل وأكثر ,
فعلم الرجال وهو العلم الرئيسي فى علوم الحديث الذى يعتمد على بيان حال الرواة وبناء عليه يعتمد العلماء صحة روايته أو ضعفها ,
لم تعرف الشيعة هذا العلم إلا فى المائة الرابعة للهجرة
ولم تعرفه بأصوله التى سار عليها منهج أهل السنة بل جاء أبو عمرو الكشي عمدتهم فى مرجع الرجال فصنف لهم كتابا فى غاية الإختصار !
وقد سبق أن نوهنا عن طبيعة الكتب الرجالية ومثلنا بكتاب تاريخ دمشق لابن عساكر والذى على هول مقامه لا يمثل إلا كتابا واحدا من عشرات الكتب فى هذا الفن
وليت أن الأمر اقتصر على أنه كتاب مختصر فحسب ,
فالطامة الكبري فى انعدام فائدته لأنه مصنفه أخرجه فى المائة الرابعة ولم يعاصر راويا واحدا من أصحاب الأئمة أو ينقل عن كتب غيره ممن سبقوه أحوال هؤلاء الرواة لأنه كان أول من طرق هذا الباب !
فمن أين سيأتى بسند صحيح ومصدر صريح يمكنه من الحكم على الراوى بالجرح أو التعديل ؟!
لا سيما وأنه كان مكثرا فى الرواية عن الضعفاء كما صرح بذلك عالمهم النجاشي ,
فكيف يكون عالما فى الرجال ويصنف فى هذا الفن كتابا مليئا بالرواية عن الضعفاء ؟!
هذا فضلا على أن كتاب الكشي ككتاب غيره ممن جاء بعده احتوى على مهازل حقيقية حيث ترى توثيق الراوى وجرحه فى نفس الكتاب !
فبأى شيئ سيأخذ عالم الحديث عند التحقيق بتجريح الراوى أم بتوثيقه ,
ويقول الفيض الكاشانى فى الوافي عن حال كتب الرجال عندهم ( مقدمة الوافي ـ ص 25 )
(فإن في الجرح والتعديل وشرائطه اختلافات وتناقضات واشتباهات لا تكاد ترتفع بما تطمئن إليه النفوس كما لا يخفى على الخبير بها )
ولا يختلف حال هذا الكتاب عن ثانى أهم كتبهم فى الجرح والتعديل وهو رجال النجاشي ,
وكمثال على تلك المهازل الواقعة فى كتاب النجاشي
ذكر النجاشي في ترجمته لمحمد بن الحسن بن حمزة الجعفري :
( مات رحمه الله في ] يوم السبت ، سادس شهر رمضان ، سنة ثلاث وستين وأربع مائة ) ، : رجال النجاشي ص 404 . )
والنجاشي مؤلف الكتاب توفي سنة 450 هـ .
هل يُعقل أن يموت هذا الراوي بعد النجاشي مؤلف الكتاب بـ 13 سنة ؟!
والأمر لم يقف عند انتفاء المصدر الصحيح فى الجرح والتعديل لانتفاء الأسانيد الصحيحة فى ذلك فحسب .
بل تجاوز ذلك إلى مرحلة لو وقعت بحق أى كتاب من الكتب الرجالية لأسقطته بالضربة القاضية ,
ألا وهى مرحلة الخلط وعدم التمييز بين الرواة فى الأسماء والكنى والألقاب ,
ولو عدنا لقواعد أهل السنة فى هذا المجال سنجدهم وضعوا تلك النقطة فى بؤرة الإهتمام لأن تشابه الكنى والألقاب والأسماء قد يوقع الخلط بين الرواى الصحيح والراوى الضعيف مما يؤدى إلى إسقاط حديث صحيح أو تصحيح حديث ضعيف
لهذا صنف علماء السنة كتبا مستقلة فى تلك الأمور ,
ولم يكتفوا فقط بإبراز تلك المسألة فى كتب الرجال الرئيسية , فهذا الذهبي ألف كتابا كاملا باسم المشتبه خصصه كله للأسماء والكنى التى وقع فيها التشابه ونقل فيها كيفية التمييز بينهم
بينما الشيعة خلطوا على عادتهم الحابل بالنابل وفى ذلك يقول عالمهم المامقانى بكتابه تنقيح المقال في علم الرجال ( 1 / 177)
( إنه في كثير من الأسانيد قد وقع غلط واشتباه في أسامي الرجال وآبائهم أو كناهم أو ألقابهم ) ،
ويقول عالمهم محمد الحسيني في كتابه المسمى ( بحوث في علم الرجال ) في الفائدة الرابعة :
( إن أرباب الجرح والتعديل كالشيخ النجاشي وغيرهما
لم يعاصروا أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأمير المؤمنين عليه السلام ومن بعدهم من اصحاب الأئمة عليهم السلام حتى تكون أقوالهم في حقهم صادرة عن حس مباشر
وهذا ضروري وعليه فإما ان تكون تعديلاتهم وتضعيفاتهم مبنية على امارات اجتهادية وقرآئن ظنية أو منقولة عن واحد بعد واحد حتى تنتهي الى الحس المباشر أو بعضها اجتهادية وبعضها الآخر منقوله ولا شق رابع ، وعلى جميع التقادير لا حجية فيها أصلاً فإنها على الأول حدسية وهي غير حجة في حقنا اذ بنا العقلاء القائم على اعتبار قول الثقة انما هو في الحسيات أو ما يقرب منها دون الحدسيات البعيدة وعلى الثاني يصبح أكثر التوثيقات مرسلة لعدم ذكر ناقلي التوثيق الجرح في كتب الرجال غالباً والمرسلات لا اعتبار بها
)


ميارى 31 - 5 - 2010 06:56 PM

وهذا اعتراف صريح وواضح بأن مصنفات علم الرجال والتى هى عمود علوم الحديث والنقل والرواية والطريقة الوحيدة للتيقن من صحة صدور الروايات أو بطلانها , هى عند الشيعة عبارة عن أقوال مرسلة بلا معنى وبلا إسناد صحيح وأول مؤلفاتهم بها جاء مليئا بالعيوب فضلا على أنه مصنف بعد مائة وخمسين عاما من أقرب الرواة إلى عمر المؤلف الذى يعالج أحوالهم والمفروض أنه يبين موقفهم من الجرح والتعديل
هذا بالإضافة إلى أحوال أوثق رواة الشيعة وهم الرجال الذين تميزوا بين آلاف الرواة بالتوثيق المتواتر عند الشيعة ويعتبرون عندهم بنفس مكانة أصحاب النبي عليه الصلاة والسلام عندنا !
وهؤلاء الرواة منهم زرارة بن أعين وجابر بن يزيد الجعفي وشيطان الطاق وبريد بن معاوية العجلى وغيرهم ,
هؤلاء الرواة عندنا نحن أهل فى حكم كتبنا الرجالية كلهم زنادقة وأجمعت كلمة المحقيين على ذلك ,
بينما هم عند الشيعة أوثق الرواة لا سيما زرارة بن أعين وجابر الجعفي ,
ورغم هذا الاعتقاد بالتوثيق فقد أوردت كتبهم الرجالية الأصلية مثل رجال الكشي روايات عن جعفر الصادق ومحمد الباقر تقول بلعن زرارة بن أعين عدة مرات على لسان الإمام الصادق بعد اكتشافه كذبه الصريح عليه
وفى نفس الكتاب نقل الكشي عن جابر بن يزيد الجعفي أنه روى عن محمد الباقر عليه السلام سبعين ألف رواية !
أكرر ,
روى سبعين ألف رواية عن الإمام الباقر ومثلها تقريبا عن جعفر الصادق وعندما سؤل عنه الصادق وعن مروياته أفاد بأنه لم يره عند أبيه الباقر إلا مرة واحدة وما دخل عليه ـ على جعفر الصادق ـ قط !!
فمن أين أتى جابر الجعفي بمائة وأربعين ألف حديث حدث بها عن الباقر والصادق ؟!
بالإضافة إلى حقيقة هامة يجدر بنا الإشارة إليها أن الأئمة من آل البيت المفترى عليهم مثل على زين العابدين ومحمد الباقر وجعفر الصادق كلهم مدنيون فى المولد والوفاة ولم يحدث أن أقام أحد منهم بالعراق أو الكوفة مطلقا , ولا ثبت شيئ من هذا لا فى كتب السنة ولا الشيعة
والصادق زار العراق ونزل عند أبي جعفر المنصور ببغداد , بينما الرواة الشيعة الذين تعتمد الشيعة اليوم على مروياتهم ويتخذونها دينا كلهم بلا استثناء من الكوفة !
فمتى وكيف ومن أين استقي هؤلاء الكذابون الفجرة مئات الآلاف من الروايات الموجودة بقلب كتبهم ؟!
والأهم كيف وثق الشيعة أمثالهم واعتبرهم أصحاب الأئمة والناقلين الصادقين عنهم ؟!
ولو أردنا أن نلقي نظرة إلى منهج أهل السنة فى أمر معاصرة الراوى لمن ينقل عنه , سنجد أن أهل السنة قرروها كقاعدة صميمة فى الجرح والتعديل حيث أن أحد كبار علماء الجرح والتعديل عندنا صرح بأن المحدثين وعلماء الجرح والتعديل واجهوا كذب الرواة بالتاريخ
ومعنى هذا أنهم واجهوا إدعاء الرواة بالسماع عن طريق معرفة مواليد ووفيات من يروون عنهم فمن ثبت أنه روى عمن لم يلقه أو يعاصره ثبت كذبه
ولم يقتصروا فقط على شرط المعاصرة بل ضمنوه شروطا أهم تتمثل فى إمكانية اللقاء إذ أنه فى تلك العصور لم يكن السفر هينا فإذا روى أحد الرواة شيئا عن عالم بالشام بينما الراوى بالعراق ولم يثبت أنه غادرها تسقط روايته
أما عن كيفية إثبات أنه لم يغادرها فقد سبق أن شرحنا منهج بن عساكر فى تاريخ دمشق وهو نفس منهج بقية علماء الرجال حيث يسطرون تراجم الرواة بالمواليد والوفيات والرحلات أيضا !
فلنا أن نتخيل كيف قبل الشيعة روايات جابر وزرارة وهم بالإجماع كوفيون بينما الأئمة مدنيون ولو افترضنا أن هؤلاء الرواة كانوا يرحلون للحج فهل تكفي فترات الحج لينقل جابر الجعفي وحده عن الإمامين الباقر والصادق مائة وأربعين ألف رواية
وحتى ندرك استحالة ذلك بأى مقياس ,
يكفينا أن نعلم أن الصحابة رضوان الله عليهم وهم الذين صحبوا النبي عليه الصلاة والسلام سنين حياته بعد الدعوة لو أننا أحصينا روايات أكبر المكثرين عنه ما تجاوزت أربعة آلاف حديث !
وها هو أبو هريرة رضي الله عنه الذى كان ملتصقا بالنبي عليه الصلاة والسلام منذ إسلامه وحتى انتقال النبي عليه الصلاة والسلام للرفيق الأعلى , بل وكان ـ كما يقول عن نفسه ـ مشغولا بجمع الحديث لا صناعة ولا هم له إلا هذا الأمر
ومع ذلك ما روى عن النبي عليه الصلاة والسلام أكثر من أربعة آلاف حديث بالمكرر
وعدد الصحابة رواة الألوف لا يزيد على أصابع اليد الواحدة بينما أكثرهم روى العشرات والبعض الآخر روى المئات التى لا تتعدى خمسمائة حديث ,
كل هذا وفيهم من صحبه طيلة سنوات الدعوة قائما وقاعدا مجاهدا وعابدا ولم يتركوه طيلة ثلاثة وعشرين عاما وليس من بينهم صحابي واحد روى أكبر من الأربعة آلاف
فكيف روى جابر الجعفي الكوفي عن الإمامين الباقر والصادق سكان المدينة مائة وأربعين ألف رواية ؟!
ومن المضحكات المبكيات حقيقة أن عالما من علماء الشيعة مثل عبد الحسين شرف الدين لم يستح أو يدارى خيبته الثقيلة فصنف كتابا للطعن على أبي هريرة رضي الله عنه وزعم فيه أنه كان يكذب على النبي عليه الصلاة والسلام
ودلل على ذلك بأنه روى أربعة آلاف حديث فى فترة صحبته للنبي عليه الصلاة والسلام وهو عدد كبير ـ فى نظره ـ لو قسناه بالفترة التى عاشها أبو هريرة مع النبي عليه الصلاة والسلام رغم أنها قرابة عشرين عاما !
الأسئلة المعلقة !

نأتى فى نهاية هذا الفصل لطرح التساؤلات التى طرحناها وطرحها العلماء الأفاضل من المتصدين لكشف عوار هذا المعتقد ولم يجدوا من الشيعة جوابا لا صريحا ولا تلميحا ,
باختصار لأنها أسئلة قاصمة لظهر المعتقد كله , ومنها ,
أولا : من أين أتيتم بالقرآن لكريم , وكيف يكون القرآن الكريم مفقود الإسناد عندكم من طرق الأئمة المعصومين وهو أكبر الدين وأول العلم , وإذا لم تأخذوه عن آل البيت فمن أين أخذتموه ؟!
ثانيا : وثقتهم فى رجالكم الفاسق والكافر ومن تعتقدون ضلاله المبين واعتبرتهم هؤلاء الحفنة من شراذم الرجال هم أصحاب الأئمة المعصومين الناقلين لعلمهم , رغم الإيمان التام لديكم بفساد هؤلاء النقلة
فى نفس الوقت الذى كفرتم فيه الصحابة العدول بنص القرآن الكريم ورفضتم رواياتهم للدرجة التى دفعت زنديقا مثل عبد الحسين شرف الدين أن يقول أن مرويات الصحابة من أمثال أبي هريرة ليس لها عند الإمامية مقدار بعوضة ؟!
فما هى الروايات المعتد بها عندكم إذا ؟!
روايات زرارة بن أعين النصرانى الذى لعنه الإمام الصادق ونعته بأنه ألعن من اليهود والنصاري , أم روايات جابر الجعفي الذى روى مائة وأربعين ألف حديث عن إمامين لم يقلق إلا أحدهما ولجلسة واحدة فقط لا غير !
ثالثا : أتباع من أنتم بالضبط ؟!
تقولون أنكم مسلمون وتتبعون أهل البيت , فمن المرسل من عند الله عز وجل , ومن نبي الأمة
محمد عليه الصلاة والسلام أم جعفر الصادق رضي الله عنه .؟!
والسؤال منطقي ,
لأن كتب الشيعة المعتمدة لا تنقل شيئا إلا عن جعفر الصادق وحده حتى أنهم تسموا بالجعفرية نسبة لجعفر الصادق , ومرويات بقية الأئمة إلى جوار روايات جعفر الصادق لا تعدل إلا قطرة فى بحر !
فلماذا اختص جعفر الصادق وحده بنقل هذا الكم الهائل من الدين , وأين هى مرويات بقية الأئمة الذين هم أئمة معصومون مثل جعفر وقاموا بالدين مثله كما تزعمون ,
والأخطر ,
أين تراث وسنة النبي عليه الصلاة والسلام ؟!
وكيف يكون هو صاحب الشريعة وإمام الأئمة ورواياته فى أعظم كتبكم الكافي لا تتعدى ستة وستين حديثا من مجموع ستة عشر ألف حديث تقريبا احتواها الكتاب
معظمها لجعفر الصادق بنسبة خمسة وتسعين بالمائة على الأقل ولا توجد فيها روايات لفاطمة الزهراء أو لعلى بن أبي طالب أو للحسن أو للحسين رضي الله عنهم إلا بمقدار العشرة أو العشرين
فإذا كنتم بلا قرآن ولا سنة فمن أين أخذتم الإسلام يا ترى ؟!
رابعا : يعجز الشيعة حتى يومنا هذا من إثبات حديث واحد صحيح متصل السند ولو على شروطهم إلى النبي عليه الصلاة والسلام , وكل رواياتهم عنه موقوفة مقطوعة عند جعفر الصادق ؟!
فأين تراث السنة أين المصدر الثانى للتشريع ؟!
والأطم من ذلك أنهم يدعون اتباعهم لآل البيت ورغم هذا لا يوجد عندهم كتب جامعة لسيرة المصطفي عليه الصلاة والسلام أو حتى سيرة الأئمة إلا فيما ندر
, فى حين أن سيرة النبي عليه الصلاة والسلام تمثل قسما بأكمله عند أهل السنة اسمه ( السير والمغازى ) يتعرض أصحابه أول ما يتعرضون لسيرة النبي عليه الصلاة والسلام وأحواله وصفاته وغزواته .. الخ
خامسا : فى نفس الوقت الذى رفض فيه الشيعة الاثناعشرية سنة الصحابة التى نقلناها بأسانيد متصلة صحيحة إلى النبي عليه الصلاة والسلام ,
لم يكتفوا بأن يقبلوا روايات الوضاعين والكفار والزنادقة فحسب , بل تجاوزا الأمر إلى اعتبار الخرافات التى يرفضها العقل السليم مصدرا رئيسيا للتشريع
ومنها ما يسمى برقاع وتوقيعات المهدى المنتظر التى وقعها وأخرجها عبر سفرائه الأربعة فى فترة الغيبة الصغري التى امتدت لسبعين عاما ,
حيث كان السفراء واحدا بعد الآخر يدخلون على المهدى حاملين أسئلة الناس فتخرج التوقيعات بخط المهدى ـ فيما يزعمون ـ لتحمل الأوامر بالفتوى والدين !!!
رقاع أصحابها مقطوع بأنهم زنادقة أفاكون استغلوا جهل العوام ليأكلوا أموال الناس بالباطل ومع هذا فتلك الرقاع المزورة مصدر هام من مصادر التشريع عندالشيعة الإثناعشرية وبإجماع علمائهم ؟!
ولم يقف الأمر عند الحد بل تمادوا إلى حد مضحك ,
ففي فترة الغيبة الكبري التى لا يوجد فيها سفراء للمهدى ينقلون إليه أسئلة السائلين , ابتكر علماء الشيعة نظرية تقول بأن الرقاع من الممكن أن تصل للمهدى من العوام مباشرة ,
قال بهذا الأقدمون وأيدهم المعاصرون من أمثال ياسر حبيب حيث نصح سائليه فى موقعه على الإنترنت باستخدام هذه الرقاع بالطريقة التى نصت عليها رواياتهم لتصل إلى المهدى وأوصاهم بها لأن المهدى ـ على حد قوله ـ ينظر لها بعين العطف
أما الطريقة الواردة فى كتبهم فهى أن يكتب الشيعي على رقعة ما يطلبه من المهدى ثم يلقي الرقعة فى بئر !
وستصل الرقعة للمهدى وإن كنا لا نعلم كيف ستصل ولا كيف سيأتى الجواب !
ولا ينبغي لنا أن نستغرب هذا المسلك مع عقول مريضة استعبدها أصحاب العمائم وعطلوا عقولهم تعطيلا تاما وخاطبوا فيهم غرائزهم على نحو جعل من الجمهور الشيعي عبارة عن أرض رملية تمتص فى يسر وسهولة كل مياه الخرافات التى يلقيها إليهم المعممون ,
وإلا فكيف يجرؤ على الكوارنى وكيل المرجع الأعلى الوحيد الخراسانى على أحاديث الخرافة علنا على الهواء للدرجة التى يستخف بها بعقول الناس فى قناة تليفزيونية فيفتيهم أن مثلث برمودا تلك البقعة الغامضة فى المحيط الأطلنطى عبارة عن قاعدة عسكرية للمهدى المنتظر !
كما جاء غيره فى تسجيل شهير فى موقع يوتيوب فقال بأن الولايات المتحدة عجلت بضربة العراق لخوفها من خروج الإمام المنتظر مما استدعى أن تبقي قريبة من موقع الحدث عند ظهوره !
وكما قال رئيس إيران الحالى أحمدى نجاد ذو الأصول اليهودية أنه مختار من قبل الإمام المهدى وواجه خصومه بذلك
وصدق المثل القائل ,
إذا ضعفت النفس استسلمت للخرافة ,



ميارى 31 - 5 - 2010 06:57 PM

الأسس التى قام عليها دين الإثناعشرية

طالعنا من خلال ما سبق مدى الخلو الفادح عند الإثناعشرية من الأصول التى قام عليها الإسلام وهى القرآن والسنة والإجماع ,
وهو الأمر الذى أدى لنتيجة منطقية وهى رفضهم بطبيعة الحال لكل أئمة الإسلام بداية من الصحابة وحتى آخر عالم من أهل السنة وليس الأمر مقتصرا على مجرد عدم الأخذ بل وصل إلى درجة الإتهام والطعن المصاحب للتكفير وهو أول لا يثير الاستغراب إذا علمنا أن أصل دينهم قائم أساسا على تكفير الجيل الأول وهو جيل الصحابة رضي الله عنهم وحملة هذا الدين ومظهروه
كما طالعنا النصوص التى نقلت إجماع علماء الإمامية على تكفير عموم أهل السنة واعتبارهم نواصب حلالو الدم والمال مما يدل دلالة قاطعة على الأصل الذى قامت عليه هذه الملة وهو العداء السافر والحقد الشنيع على الإسلام وأهله عن طريق التستر بمظلومية أهل البيت !
ونستطيع ببساطة أن نتوصل لنتيجة هذا كله على التدين العملى المصاحب للشيعة الإثناعشرية , والذى يمكن تعميمه بقولنا أنه دين يقوم فى بدايته على التغنى بآل البيت كتقديم ومدخل إلى الطعن بالصحابة ثم أئمة الإسلام بالذات الأصوليين منهم وهذا مما لا يخفي الهدف منه وهو تحقيق الإنتقام السافر من دين الإسلام الذى أسقط تلك الدول التى بذرت التشيع ووجدت شجرته من يرعاها عبر القرون لأسباب مختلفة تتفق جميعها فى العداء
وقد ابتدع الإثناعشرية ـ بناء على مرويات الزنادقة التى حشدوا بها كتبهم ـ أصولا لدينهم ما أنزل الله بها من سلطان واعتبروها هى أساس وأصول التشيع بل وأصول الإسلام من وجه نظرهم ,

وهذه الأسس تتخلص فى أمرين
المتعة , والخمس , وتكفير سائر المسلمين واستباحة أموالهم ودمائهم كلما تيسر ذلك , وقد نقلنا آنفا النصوص الدالة على هذا التصريح
والشيعة الإثناعشرية فى جميع عصورهم السابقة والمعاصرة قاموا بنصرة بدعتهم تلك من أجل هدفين وحيدين ,
إما أن يكون الهدف العداء الخالص للإسلام , وإما الرغبة فى الإنحلال والتكسب بالأموال الطائلة المجموعة باسم خمس الإمام أو الأموال المحمولة لنصرته
وإما أن يجتمع الغرضان جميعا ,
ولهذا فالمطالع للأصول التى قام عليها الدين الشيعي ـ لا سيما اليوم ـ يجد أن ضروريات المذهب تعتمد اعتمادا كليا على المتعة والخمس والتحريض على القتل والعداء باستخدام أسلوب إثارة المشاعر لدى العوام وتدريبهم التدريب العملى على سفك الدماء عن طريق ممارسة التطبير وهو ضرب القامات والرءوس بالسيوف والجنازير فى تجمعات كبيرة لا يستثنى منها حتى الأطفال الصغار !
وكل الضروريات التى يقوم عليها المذهب بعد ذلك إنما هى ضروريات تخدم هذين العنصرين , ومن أراد أن يفهم حقيقة التشيع الإثناعشري لا سيما بعصره الحديث فلينظر إلى هذين العنصرين لأنهما الأساس الذى لم ولن يسمح علماء الشيعة بالمساس بهما مهما كان الثمن وأى عالم تجرأ على القول فيهما بحرف تم طرده شر طردة من حظيرة التشيع إلى التسفيه والتكفير وأحيانا القتل
وبقية الضروريات التى تمثل للدين الشيعي أعمدة البناء تخدم عنصري التشيع وهما المتعة والخمس فى جانب والعداء والتحريض فى الجانب الآخر منها
* مظلومية أهل البيت فى غصب حق الإمام على ـ كما يزعمون ـ والقول الجازم بأن آل البيت كانوا أعداء الصحابة
* تكفير الصحابة جميعا

وهما ضروريتان لصيقتان ببعضهما لأن المظلومية هى التى قام عليها التشيع أصلا ولا يمكن بأى حال إثبات هذه المظلومية ما لم يتم القول بتكفير الصحابة والتصديق بالخرافات المنسوبة إلى كبارهم ومن أهمها فرية قتل عمر بن الخطاب للزهراء رضي الله عنهما
ولهذا فإن دعاة التقريب اليوم يظنون الوهم إذ ظن أحدهم أن علماء الشيعة لديهم استعداد لمجرد مناقشة هذه الأمور والتى يوقن علماء الشيعة أنها معدومة الأصل والحقيقة ولكنهم يتدثرون بالتقية وبين جموع العوام تنتشر خطبهم التى تؤكد على بغض الصحابة وتكفيرهم لأنها كما سبق القول ضرورية من ضروريات التشيع التى تبين المظلومية وينبنى عليها أصل الإمامة المغتصبة التى ينبنى عليها الخمس والمتعة والحرب على هذا الدين
* ضرورية تكفير جميع المسلمين ما عداهم والغلو الرهيب فى الأئمة
وهى من الضروريات التى لا غنى عنها إطلاقا لأنها تعتبر الركيزة التى يقوم عليها أساس تغفيل العوام وإقناعهم أنهم ناجون من النار حتما مهما فعلوا لمجرد أنهم انتسبوا للإثناعشرية وهذا ما يلزم منه بالطبع أن يكون هذا الضمان على أوسع مستوى عن طريق تكفير المخالفين واعتبار أنهم ليس لهم نصيب من النجاة بل إنهم كفار أنجاس وحسناتهم تذهب للشيعة بينما سيئات الشيعة تذهب لهم "34"
الأمر الآخر الذى يؤكد هذا التغيبب هو ضرورة اعتبار الأئمة فى مصاف الآلهة المنجية فتجتمع الخصلتان وهما تكفير المخالفين مع تعظيم الأئمة لكى يتمسك الشيعي العامى بمذهب الطائفة ولا يتركه أبدا لأنه المذهب الذى حقق له النجاة بالآخرة عن طريق صكوك الغفران ,
وفى نفس الوقت حقق له الرغد والحرية الفوضوية فى الدنيا على يد الفقهاء والعلماء الذين لم يتركوا شيئا من ملذات الدنيا لم يحللوه لجماهيرهم وأول هذا الأمر كان فى تحليل المتعة بشتى أصنافها بل والتحريض عليها واعتبارها القربي الأعظم إلى الله !
من هنا نستطيع القول أن تلخيص قصة الإثناعشرية اليوم يقوم على صفقة بين العلماء والعوام يؤدى فيها العوام أموالهم وأعراضهم لأئمتهم فى مقابل المتعة وشذوذها وفى مقابل تحليل كل الشهوات والماديات التى يشتهيها العوام واعتبارها من أمور الدين ,
وهو نفس ما تفعله الطرق الصوفية بالذات فى مصر حيث تجد أن أصحاب الطرق تربطهم علاقة وطيدة بكبار رجال الأعمال "35" فى كل بلد الذين يغدقون عليهم بالأموال فى مقابل إيهام ثلة رجال الأعمال المنحرفين أن هذه بتلك وتصبح الحياة أكثر لذة ومتعة بهذا الشكل !
تماما كما يفعل بعض المنسوبين إلى الدعوة وهم عبارة عن مجموعة عصابية مهمتها الإلتفاف حول مجتمع ما يسمى بالفن والتمثيل وإقناعهم بأن أداء العمرة وإقامة مآدب رمضان وبناء المساجد يعتبر كفارة مناسبة لكل الموبقات التى يرتكبها هؤلاء طيلة العام ولهذا أصبحت من قبيل الظاهرة المنتشرة مسألة الحج الجماعى والعمرة الجماعية والمآدب الفاخرة فى رمضان والتى يرعاها أساطين هذا المجال الداعر فى نفس الوقت الذى يستخدمون فيه شهر رمضان باعتباره موسم العمل الذهبي للمسلسلات والبرامج التليفزيونية !!
ولهذا ما كان غريبا أن تظهر إحدى الراقصات على شاشة الفضائيات لتجيب على سؤال تم توجيهه إليها عن سر شعبيتها المستمرة لليوم فقالت
( إن الله يحب الإخلاص فى العمل .. وقد أخلصت فى عملى !! )
فالمسألة بيننا وبين الشيعة الإثناعشرية ليست اختلافا فى العقيدة والأصول فحسب بقدر ما هى اختلاف بين مهنة وطبيعة المتناقشين ,
فالثلة التى تحكم الإثناعشرية مجموعة من الزنادقة يدركون أكثر من غيرهم أن ما هم عليه من الدين لا علاقة له بالإسلام ولا بآل البيت من قريب أو بعيد
بينما الثلة التى تحمل هم المسلمين من علمائنا يتكلمون فى أمر الدين وأمر الآخرة فهيهات أن يجتمع النقيضان
ولو كان علماؤنا المنادين بالتقريب يتكلمون إلى من يجهلون حقيقة أمرهم , لكان فى الأمر فائدة لكن كيف يستقيم ذلك وهم أمام مجموعة من العصابات التى تشكل تنظيما كاملا مهمته جنى الأموال الطائلة بتجارة كلامية لا تكلفهم أكثر من الخطب النارية والفتاوى الشاذة ,
ومن يتأمل فى أحوال الجمهور الشيعي اليوم يدرك حقيقة كلامى ,
ففي إيران استيقظت طبقة من المثقفين كفرت بكلمة الدين تحت تأثير الكهنوت الذى يحكم البلاد والخرافات التى يتاجر بها المعممون فنزعوا إلى العلمانية والمذاهب الفكرية المعاصرة فى رد فعل مطابق لرد فعل الأوربيين بعد محنة العصور الوسطى التى كانت تحكم أوربا بنفس هذه الخرافات فاقتلعوا الكنيسة والكنسيين من حياتهم وأعلنوا العلمانية مذهبا ودينا كما حدث فى فرنسا وروسيا باسم الشيوعية ,
لأن كهنوت رجال الدين المسيحى خرب البلاد وشرد العلماء وأضاع التقدم والعقول طيلة ثمانية قرون كانت أوربا فيها غارقة فى ظلام دامس بينما بلاد الإسلام التى لم يعرف دينها الكهنوت والرهبانية ـ بل وحرموها وحصروا الحجة فقط فى القرآن والسنة ــ كانت تتقدم بسرعة البرق فى شتى صنوف العلم التى مثلت لأوربا المعاصرة الأصول العلمية التى ساروا عليها فى عالمهم المعاصر ,
وكهنوت رجال الشيعة أشد من كهنوت النصاري الذين كانوا يبيعون صكوك الغفران الكنسي بل ويبيعون أراض فى الجنة لمن يشتهى من رجال المال , فجاء آيات الشيعة ففعلوا نفس الشيئ وزادوا عليه أنهم حرموا وحللوا وأباحوا وفق أهوائهم وحسب ما يرتضيه الجمهور بلا حياء
وساعدهم فى ذلك أن الجمهور الشيعي تعلم منهم الإسلام على هذه الصورة فى نفس الوقت الذى شدد علماء الشيعة التحذير والنكير على من تراوده نفسه فى مطالعة القرآن والسنة , أو الاستماع لعلماء السنة
فأما القرآن فقد قالوا أنه لا يكون حجة إلا بقيّم أى شارح والقيّم هو المهدى الغائب وهو غير موجود إذا لا ينبغي للشيعى أن يتدبر القرآن أو يتفكر فيه ويبنى عليه معتقدا أيا كان نوعه بل يعود فى ذلك إلى العلماء وحدهم
فتمكنوا بذلك من الخلاص من مأزق عارم لأن آيات القرآن المحكمات صريحة للغاية فى أصول الإسلام والأكثر خطورة أنها أشد صراحة فى مدح وتبجيل وتزكية الصحابة رضي الله عنهم وهو الأمر الذى يهدم أساس التشيع كله لو اكتشفه العوام المغيبون
أما السنة فتمكنوا من وضع حاجز نفسي صلب بين الجمهور وبين السنة المروية من طرقنا نحن واعتبارها مروية عن طريق المرتدين أعداء آل البيت وبالتالى فمهما قرأ الشيعي فى كتبنا التى تحمل الإسلام الصحيح بأسانيده لن يتأثر لأننا أعداء آل البيت كما يزعمون
فى نفس الوقت الذى اعتبروا فيه وشددوا على أن علماءنا امتداد لعلماء الدولة الراشدة والأموية والعباسية وبالتالى أعداء آل البيت ونواصب حتى لا يتأثر الجمهور بما يسمعه من هؤلاء العلماء ويشهد بصدقه قلب السامع قبل أذنه
وأما سنتهم المروية من كتبهم ورغم أنها حملت روايات الزنادقة المؤيدة للمذهب , إلا أنها أيضا كانت ولا زالت تمثل خطورة على انتماء الجماهير إذا طالعها أحدهم , وذلك لوجود عدد لا حصر له من التضاربات بين المرويات وبعضها البعض فضلا على احتوائها على روايات موثقة عندهم تهدم بعض أركان الدين الشيعي كروايات تحريم المتعة المروية عن جعفر الصادق وروايات إسقاط الخمس فى الغيبة ,
بالإضافة لما هو أهم :
أن كتب الأصول لا تحتوى أى مستند يبيح للعلماء الفتاوى بالغة الشذوذ التى يقولون بها ولا توجد كذلك فتوى أو نص واحد ولو بسند ضعيف منسوب لأحد الأئمة يقول فيه أن الخمس فرض على الشيعي لصالح الفقيه حال الغيبة
فكل تلك الأمور تم استحداثها على كتب الأصول وتبلورت مؤخرا عنها بينما المطالع لأركان الدين عند الشيعة يجد أن الخمس أحد الفرائض الركنية اليوم
لهذا كله :
فقد صدرت أحكام العلماء بأن كتب الشيعة لا ينظر فيها إلا العلماء وحدهم وقرروا أيضا القاعدة الغريبة السابقة من أن تلك الكتب تحتمل التصحيح والتضعيف أبد الدهر وأنه مهما تم تصحيح رواية معينة فهى قابلة للتضعيف من أى مجتهد وهذا ما يسر الأمر كثيرا لعلماء الشيعة كى يتفادوا مأزق إلزامهم بتصحيح العلماء لتلك الروايات التى تمثل مأزقا لهم , ولهذا رفضوا مبادرة البهبودى لنقد أصول الكافي وكذلك مبادرة المجلسي رغم أنهم أعاظم علماء الطائفة وقالوا أن تلك المشروعات التصحيحية للروايات ـ حتى لو أيدت المذهب ـ فإنها لا تلزم الطائفة بها إلا فى القول بالأصول المتفق عليها
وعليه أضحى حراما على الشيعى أن يقرأ سواء فى القرآن أو السنة بتدبر وأن يسأل فيهما
أما طلبة العلم الذين يطالعون تلك الأصول فى دراستهم
,
ففي البداية لا تقوم الحوزات بتدريس القرآن الكريم نهائيا ولا أى علم من علومه فضلا على سائر المبادئ التشريعية المعروفة بالإضافة إلى حجب تام لمادة التاريخ الإسلامى ومنهج كتابته "36" فانتفت الخطورة بطبيعة الحال لأن الطالب لن يتعلم شيئا من تلك الأدوات التى تؤهله اكتشاف الحقيقة حتى لو كان باحثا عن الحق فعلا ,
أما بقية المواد المتعلقة بالفلسفة والمنطق وعلوم الكلام وكتب الأصول التى قد يثير تناقضها الطلاب فيسري عليهم نفس ما يسري على العوام حتى يبلغوا درجة الإجتهاد وبهذا ينضموا إلى التشكيل العصابي ويفوت أوان التراجع ومن يلوح فيهم بادرة من بوادر الإصلاح أو المناداة به يكون الجزاء معروفا مسبقا إما التكفير والتهديد وإما القتل كما حدث مع العديد من آيات الله الكبار الذين راودتهم أحلام التصحيح فكان جزاؤهم رهيبا دون أى اعتبار لمكانتهم العلمية ,
فتم قتل ابن آية الله الأصفهانى جد الدكتور موسي الموسوى الذى سار على درب جده فى التصحيح فحاربته الحوزة بكل قوتها , وأيضا مع آية الله البرقعى الذى صنف كتاب كسر الصنم لتدمير أصول الكافي أوثق مراجعهم وأيضا الدكتور على شريعتى وآية الله فضل الله وهو من المعاصرين وصدرت أحكام الحوزة بتكفيره رغم أنه المرجع الدينى الأعلى فى لبنان , وكل ذلك بسبب إنكاره واستهجانه لقصة كسر ضلع فاطمة الزهراء وإسقاط جنينها وقتلها بواسطة عمر بن الخطاب وهى القصة التى تمثل أيقونة التاج التى يتاجر بها علماء الشيعة على العوام ,
ولأن اعتراضه أثار البلبلة فى واحدة من ثوابت العصابة فكان لزاما التصدى له بكل السبل
وأيضا الباحث الشاب أحمد الكاتب والذي تحرر من القيد المضروب على المراجع الأصلية وفرغ نفسه لأعوام في مطالعة كتب التاريخ تحديدا مع كتب العقيدة وهاله من وجد من الكوارث التي تضرب أساس المعتقد فصنف كتابا كاملا شهيرا وهو ( تطور الفكر السياسي الشيعي من الشورى إلى ولاية الفقيه ) أثبت فيه بالنصوص القاطعة من كتب الشيعة نفسها أكذوبة المهدي المنتظر
وعرضه على العلماء فمنهم من تهرب منه ومنهم من صرح له بالتصديق لكن طالبه بنسيان الأمر لأن علماء الشيعة اليوم من المستحيل أن يقروه فيطوون الموائد العامرة بالأموال التي يجنونها من وراء هذه الأسطورة "37"
وتم نشر الكتاب بالفعل وأحدث دويا هائلا لا زال صداه لليوم يثبت للعالم كيف وعلى أساس يقوم المعتقد الإثناعشري لا سيما وأن أحمد الكاتب لم يقصر فى شيئ بل قام بشرح تجربته كاملة وكيف أن بحثه فى كتب التاريخ الشيعية نفسها هو الذى أدى به للتساؤلات المعضلة التى عجز عنها آيات الشيطان فى قم وعجزوا عن إجابة سؤاله الوحيد
أين الرواية الوحيدة الصحيحة المجمع عليها ـ وفق شروط الشيعة ـ التى تثبت وجود خرافة المهدى ؟!
وسنقوم بإطلالة بسيطة على أمر التدين الشيعي لدى الشيعة اليوم فى ضوء فتاوى الفقهاء العملية ونلقي نظرة على كيفية استعبادهم العوام بسلاحى الترغيب والترهيب عن طريق مناقشة أمر المتعة , والتى تعتبر أكثر ظواهر الشيعة بروزا


ميارى 31 - 5 - 2010 06:58 PM

المتعة عند الشيعة ,

من أهم أصول النقاش فى أمر من الأمور أن نولى وجهنا أولا شطر الأصول قبل الدخول فى التفصيل وإلا انقلب النقاش جدالا لا ينتهى إلى يوم الدين ,
ومسألة الإهتمام بزبدة أى موضوع والتركيز عليه هى الصفة الوحيدة فى النقاش مع الشيعة التى لا يحتملها هؤلاء القوم ولا يطيقونها , لأنها سرعان ما تكشف عوار معتقدهم بأبسط عبارة وأيسرها ,
وقد مثلنا لذلك فى مسألة جدالهم الفارغ وإثارة الشبهات حول موضوع تحريف القرآن فى محاولة منهم للهرب من إلزامهم بتواتر هذا المعتقد عندهم , وقلنا أن النقاش ينتهى بمجرد مطالبتهم بأمرين وحيدين لا يحتاجان إلى كثير قول وجدل
وهما أن يأتوا بسند القرآن الكريم من طرقهم مشفوعا برواية واحدة , رواية واحدة فقط عن إمام من أئمتهم تقول بعدم التحريف
والأمر الثانى أن ينقلوا لنا فتوى واحدة ـ لا إجماعا ـ مجرد فتوى واحدة لعالم معتبر يقول فيها بتكفير القائل بالتحريف ,
فبهذه الإلزامات المباشرة فى أصل الموضوع ينتهى الجدل سريعا وينحسم النقاش
نفس الأمر يحدث فى أمر المتعة ,
فكثيرا ما نستمع ونرى الكتابات والمحاضرات والمناظرات بين السنة والشيعة حول أمر المتعة , وهى تمتد فى الأخذ والرد الذى لا ينتهى حول الأدلة الواهية التى يحتج بها الشيعة على إباحة المتعة عندهم ,
وهذا الأمر ليس هو زبدة وخلاصة الموضوع لأن المتعة التى يناقش بها هؤلاء غير المتعة التى يطبقونها فعليا اليوم ولا علاقة لها نهائيا بالمتعة التى كانت مباحة لثلاثة أيام فقط فى عهد النبي عليه الصلام ثم تم تحريمها بالنص القطعى عن النبي عليه السلام ,
وعلى هذا أجمعت فرق المسلمين جميعا حتى الشيعة الزيدية ولم يشذ بالقول بإباحتها إلا الإثناعشرية وحدهم ,
فالمتعة القديمة كان زواجا لا فارق بينه وبين الزواج الطبيعى إلا فى معيار تحديد المدة , وبعد ذلك يسري على قواعد المتعة نفس القواعد التى تسري على الزواج الدائم بلا خلاف
لكن الكارثة التى نرجو أن ينتبه لها القارئ أن الشيعة لا تمارس هذه المتعة أصلا بل هى تمارس متعة مبتدعة لا فارق بينها وبين الدعارة من أى وجه وشرعوا لذلك قوانين ما أنزل الله بها من سلطان ولا قال بها دين من الأديان حتى عبدة البقر والماعز
!
ففي البداية هناك فى الفقه الإسلامى بابان كبيران لأعمال العباد والتكليف التشريعي ,
وهما الرخصة والعزيمة ,
فالعزيمة يوصف بها الفعل الذى يحتوى على أمر تكليف بالأداء أو الترك ويكون حكمه واجبا أو فرضا وعليه ثواب وعلى تركه عقاب ومثاله الفروض الخمسة والجهاد ونحوها ,
فلا يمكن أن نصف الصلاة مثلا فنقول أنها حلال أو مباحة أو مستحبة بل هى فرض واجب قطعى الأمر
والباب الثانى هو الرخص وهى بوابة الإباحة التى لا تستلزم فرض التكليف بالفعل بل هى تعطى فيه الجواز أما الفعل فللمرء أن يكف عنه إذا شاء أو يفعله ولا حرج عليه ولا ثواب عليه أيضا
بمعنى أنه أمر مباح من شاء أن يفعله فعله بلا حرج لكن متجنبه لا يأثم ولا يؤجر "38"
ومثال ذلك سائر المباحات فى الشريعة مثال المأكل والملبس والمشرب من غير المحرمات ,
والمتعة عندما شرعها الله ورسوله عليه الصلاة والسلام , نزلت كرخصة تخفيفا للمئونة التى يلاقيها المجاهدون من الإغتراب بعيدا عن أوطانهم فى الجهاد , أى أنها كانت رخصة مثل رخصة الإفطار فى رمضان للسفر أو للمرض
فهل المتعة عند الشيعة رخصة كما كانت على عهد النبي عليه الصلاة والسلام ؟!
الجواب لا بالطبع
بل هى عزيمة من أكبر العزائم التى يحض عليها الدين الشيعي وتاركها ليس له نصيب من الخير عندهم , ويؤيد ذلك ما ننقله كمثال بسيط من أمهات مراجعهم التى تنوء بأحمال الجبال من أمثال هذه النصوص ومنها وأشهرها ,
ما سبق أن نقلناه عن الكافي للكلينى عن جعفر الصادق أنه قال ـ فيما يزعمون ـ
( ليس منا من لم يؤمن بكرتنا ـ أى رجعتنا ـ ويستحل متعتنا )
ويكفي ما استفتح به هذا النص المفترى قوله ( ليس منا ) لنعرف أنها من أركان الإيمان عند الشيعة الرافضة !
بل ينقل الكاشانى فى منهاج الصادقين عن جعفر الصادق أن منكر المتعة كافر مرتد ويدين بغير الإسلام
( بأن المتعة من ديني ودين آبائي، فالذي يعمل بها يعمل بديننا والذي ينكرها ينكر ديننا، بل إنه يدين بغير ديننا، وولد المتعة أفضل من ولد الزوجة الدائمة، ومنكر المتعة كافر مرتد)
وعن جعفر الصادق أيضا ينقلون قوله فى ( من لا يحضره الفقيه )
(عن أبي عبد اللّه عليه السلام قال : سألته عن المتعة ؟ فقال : إني لأكره للرجل المسلم أن يخرج من الدنيا وقد بقيت عليه خلّة من خلال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله لم يقضها )
وبلغ بهم التبجح أن جعلوها وصية من وصايا جبريل عليه السلام للنبي عليه الصلاة والسلام في الإسراء والمعراج وكأنى بهم رفعوها إلى مرتبة الصلاة التى تم فرضها في هذه الحادثة الجليلة ,
فينقلون في نفس المصدر وفى وسائل الشيعة وفى بحار الأنوار نص هذا الحديث المفترى على الله ورسوله عليه الصلاة والسلام
(عن أبي جعفر عليه السلام قال : إن النبي صلى اللّه عليه وآله لما أُسري به إلي السماء ، قال : لحقني جبرئيل عليه السلام فقال : يا محمد صلى الله عليه وآله : إن اللّه تبارك وتعالى يقول : أني قد غفرت للمتمتعين ، من أمتك من النساء )
وفى نفس المصادر السابقة ينقلون عن جعفر الصادق قولا آخر أشد فرية مضمونه "39"
(عن صالح بن عقبة عن أبيه ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : قلت : للمتمتع ثواب ؟
قال : إن كان يريد بذلك وجه اللّه تعالى وخلافاً على من أنكرها لم يكلمها كلمة إلا كتب اللّه له بها حسنة ، ولم يمد يده إليها إلا كتب اللّه له حسنة ، فإذا دنا منها غفر اللّه له بذلك ذنباً ، فإذا اغتسل غفر اللّه له بقدر ما صبّ من الماء على شعره .
قلت : بعدد الشعر ؟ !
قال : بعدد الشعر
)
ثم صارت المتعة عندهم هى الطريق الأوفي لبلوغ مرتبة الأولياء والصالحين بل ومرتبة الحسين والنبي عليهما السلام , حيث نقلوا في كتبهم حديثا مفترى آخر يساوى بين درجة الحسين وبين المتمتع لمرة واحدة والمتمتع لأربع مرات درجته كدرجة النبي عليه الصلاة والسلام
تقول الرواية وهى في منهج الصادقين للكاشانى أيضا
( من تمتع مرة كانت درجته كدرجة الحسين عليه السلام، ومن تمتع مرتين فدرجته كدرجة الحسن عليه السلام، ومن تمتع ثلاث مرات كانت درجته كدرجة علي بن أبي طالب عليه السلام ومن تمتع أربع فدرجته كدرجتي.)
ثم يأتى زنديق منهم بعد ذلك فيزعم أنهم أتباع آل البيت وهم ينظرون إليهم بهذه النظرة المنحطة التى ما نظرها اليهود أنفسهم لأنبيائهم لأنهم ما جعلوا مقام موسي أو سليمان متاحا لغيرهم عن طريق ممارسة الفاحشة والرذيلة
وفى منهج الصادقين للكاشانى نقل أن المنفق لدرهم واحد في المتعة خير عند الله من المنفق لألف درهم فيما سواها ! وفى موضع آخر من الكتاب ينقل الكاشانى أن من تمتع من امرأة مؤمنة كان له أجر كمن زار الكعبة سبعين مرة !
وهذا هو منهج الصادقين في دين الشيعة , وهذا هو دين الشيعة الذي جعل من الفروج والشهوات طريقا ذهبيا للجنة والولاية ونصرة آل البيت , ولأجل هذا لا ينبغي للمطالع في أحوالهم ألا يستغرب من بعضهم حماسة الدفاع عن هذا المعتقد , لا سيما إن كان من المتشيعين الذين يجدون في مذهب الشيعة ما لذ من الشهوات والأموال تحت بند نصرة الدين ليصبح دين الشيعة أكثر الأديان الشعبية بين أهل الانحراف !
والناظر إلى طبيعة المنضمين للدين الشيعي يجدهم من أراذل المبتدعين أصلا ,
ويكفينا مثالا عنهم التونسي محمد التيجانى السماوى الصوفي المحترق سابقا والمتشيع حاليا والذى كتب عدة كتب في ترويج المذهب الشيعي حافلة بالفضائح والكفريات الشنيعة , وننتقي منها فقط تجربة خاصة بالمتعة مناسبة للموضوع حيث اقترح في كتابه (كل الحلول عند آل الرسول ) أن تفتح الحكومات بيوت الدعارة بشكل رسمى ويخضعوها للإشراف الطبي تحت باب سد الذرائع !!
والطامة الأكبر كانت في كتابه ( ثم اهتديت ) وغيره من تلك السلسلة التى شرح فيها بلا حياء تجربته في المتعة مع نسوة الشيعة في أوربا وكيف أنه وجد في المتعة راحة نفسية أوحت له أن دين الشيعة أقرب للحق من السنة ,
وواصل قائلا أنه ذهب لصديق له في أوربا يعمل مدرسا فقال له هذا المدرس أن جميع طالباته ليس فيهن واحدة عذراء !
فلما سأله التيجانى لماذا ؟
أجابه المعلم المحترم بأنه عاشرهن جميعا !
ودعا التيجانى أن يزوره في أحد الدروس لينتقي لنفسه واحدة من الطالبات تشبع ملذاته , وبالفعل ذهب التيجانى التقي وقام صديقه بإخراج الطالبات واحدة تلو الأخرى إلى لوحة الكتابة بحجة الدراسة حتى يتأملهن التيجانى عن كثب وينتقي
واختار التيجانى بعد ذلك واحدة منهن ترك لها عنوانه وضرب لها الموعد في المساء وعاش معها يلاعبها وتلاعبه على حد قوله
!
وأنا أدعو القارئ المنصف أن يتأمل كلام شيخ السوء هذا الذي تعدى عمره الخامسة والخمسين وهو يبرر المتعة ويروى تجربته فيها بلسان التزكية والتشجيع ويحكم القارئ بنفسه , هل هذا من دين الله أم من دين الشيطان ؟!
وكل هذا تحت تشجيع تزكية أباطرة قم والنجف حيث أنهم يزكون التيجانى ويرفعونه إلى مرتبة عظمى بل وتكفل مركز الأبحاث العقائدية التابع للمرجع الأعلى السيستانى بطبع كتبه جميعا وهى تحوى تلك الطوام التى عرضنا منها نموذجا بسيطا مما يدل على تبنيهم الكامل لها
من خلال هذا النموذج يصبح من السهولة بمكان أن نعرف لماذا يدافع المتشيعون الجدد عن الشيعة بحماس ولماذا يدافع أبناء الشيعة أنفسهم من أهل القيادة فيهم عن هذا المعتقد فليس من السهل أن يجدوا لغرائزهم متنفسا كهذا المتنفس ومنبعا لا حد له للأموال كما هو الحال عند الشيعة
وعودة إلى موضوع تقنين المتعة ,
وكما أوضحنا مما سبق منزلة المتعة عندهم وطبيعتها الحيوانية التى لا علاقة لها بزواج المتعة القديم الذي كان مشروعا , تجدر بنا الإشارة إلى التطبيقات العملية لممارسة المتعة والفضائح المتعلقة بها والتى تعتبر لمن لا يعرفها من الخيال الجامح ,
بداية ,
المتعة ورغم أنها مسماة بالزواج المؤقت إلا أنها لا تحتوى على أى إجراءات من أى نوع , بل تكون صيغة العقد بسيطة للغاية إيجاب وقبول واتفاق على المدة والأجر , فلا عقد مكتوب ولا توثيق ولا أى شكل من الأشكال الإجرائية التى يمكنها أن تصنع فارقا واحدا تختلف به هذه المتعة عن الدعارة
هذا بالإضافة إلى أن مدة المتعة مفتوحة فمن الممكن عقد المتعة لمدة ساعة أو نومة أو يوم أو ليلة , بالإضافة إلى أنها لا ترتب عدة أصلا ولا تحتاج شهودا ولا تحتاج وليا , فقط عبارة تقولها المرأة ( متعتك بنفسي ) ويجيبها الرجل وينتهى الأمر
هذا بالإضافة أن المتعة لا تمثل عائقا في العدد , بمعنى أن الرجل يجوز له أن يتزوج بأى عدد من النساء متعة في نفس الوقت حتى لو كان متزوجا من أربع , هذا فضلا على واحدة من الكوارث العجيبة التى ينسبونها لجعفر الصادق رضي الله عنه وبرأه مما يفترون ,
هذه الكارثة تتمثل في أن المتعة تجوز حتى في المتزوجة أصلا , فقد نقل الكلينى في الكافي 5/462 .
( عن أبان بن تغلب قال : قلت لأبي عبد الله إني أكون في بعض الطرقات فأرى المرأة الحسناء و لا آمن أن تكون ذات بعل أو من العواهر . قال : ليس عليك هذا !! إنما عليك أن تصدِّقها في نفسها !!! )
وفى التهذيب ـ الجزء السابع 253 ـ ينقل الطوسي نفس المعنى في الرواية التالية :
(وعن فضل مولى محمد بن راشد قال : قلت لأبي عبد الله: إني تزوجت امرأة متعة ، فوقع في نفسي أن لها زوجا ففتشت عن ذلك فوجدت لها زوجا !!! قال (أي أبو عبد الله لم فتَّشت ؟ !)
أى أنهم ينسبون لجعفر الصادق ـ إمام أهل البيت في زمانه ـ أنه أفتى باللوم على الرجل إذا بادر بسؤال المرأة قبل أن يتزوجها متعة هل هى متزوجة أم لا وألزمه ـ كما في الرواية الأولى ـ بأن يصدقها إذا ادعت أن ليس لها زوجا !
وفى الرواية الثانية يلقي على السائل اللوم لأنه بادر بالتفتيش ليكتشف أن المرأة التى تزوجها متعة كانت متزوجة !
وقام السيستانى بتطبيق ذلك حرفيا حيث ورد في كتابه ( منهاج الصالحين ج3 مسالة 260 ) الفتوى التالية
(يستحب أن تكون المتمتع بها مؤمنة عفيفة , وأن يسال عن حالها قبل الزواج مع التهمة من أنها ذات بعل أو ذات عدة أم لا , وأما بعد الزواج فلا يستحب السؤال , وليس السؤال والفحص عن حالها شرطاً فى الصحة.)
وكثيرة هى طوام تقنين وفتاوى المتعة ويضيق المقام بذكرها ومن أراد المزيد
فيراجع في ذلك فتاوى السيستانى على موقع السراج وفتاوى صادق الروحانى وكلاهما من أكابر علماء الشيعة في هذا العصر "40"
وإذا نظرنا إلى طبيعة المتعة بهذا الشكل فالسؤال المنطقي هنا هو ما الفارق الذي يمكن أن نضع أيدينا عليه لكى نفرق بين المتعة والدعارة بأجر ؟!
وما هو تعريف الزنا إذاً .. إذا كانت المتعة المقننة تتم بهذه الصورة
بل كيف يمكن أن يكون في الإسلام جريمة اسمها الزنا أصلا في ظل تلك القوانين ؟!
أريد عاقلا واحدا يبين لى كيف يمكن أن يرتكب الشيعي جريمة الزنا وكيف يمكن إثباتها ؟!
ولو أن أربعة شهود شهدوا على رجل وامرأة بالزنا فخرج الرجل يدعى أنها متعة كيف يمكن للقاضي أو الشهود أن يثبتوا العكس
؟!
ولم تقف الكوارث عند هذا الحد ,
بل خرج السيستانى زعيم مرجعية النجف وأحد فواجر الشيعة الكبار الذين ضربوا بسهم وافر في تلك الأمور , خرج بعدد من الفتاوى هى بصريح العبارة تقنين للدعارة ما عرفناه حتى بين البهائم الأعجمية ,
ومنها إباحته ممارسة نكاح الدبر مع الزوجة إذا قبلت وعلى كراهة !
ولومه وتقريعه لشاب استفتاه على موقعه الشخصي أنه دخل ذات يوم فوجد شقيقته بين ذراعى رجل غريب فأخذته النخوة وهم بقتله ثم حبسه في منزله وأرسل يستفتى السيستانى الذي ألقي عليه اللوم الشديد وأنه ليس له ولاية على شقيقته ولو أتت بالحرام
وأشهر فتاواه إباحته لنساء الشيعة أن يتخذن المتعة كمهنة للكسب !
فقد ورد إليه سؤال عن جواز أن تمتهن الشيعية التى لا تجد عملا زنا المتعة كمهنة فتتقلب بين أذرع الرجال تباعا قصدا للأجر لا قصدا للتمتع , فأجاب فض الله فاه بأنه لا مانع ! "41"
وهكذا اتضحت الصورة , فهؤلاء المجوس تدثروا بالدين وحب آل البيت بهدف واحد ووحيد وهو هدم الإسلام في قلوب هؤلاء العوام والإطاحة به من نفوسهم وإغراقهم في مجتمع الرذيلة إلى أبعد الحدود
وتتكامل بقية الفتاوى التى أصدرها الخومينى والروحانى والخوئي مع هذا الإتجاه , وفتوى الخومينى التى أجاز فيها التمتع بالرضيعة من غير معاشرة "42" تبين ذلك , إذ أن هذه الفتوى الداعرة تبين مدى الهوس الجنسي لدى هؤلاء القوم والذى خالف حتى الفطرة الحيوانية
وجاء السيستانى فأفتى أن يتمتع عدة من الرجال بإمرأة واحدة في مجلس واحد , يخرج واحد منهم فيدخل الآخر تباعا !
وجاء الروحانى فأفتى بجواز أن يتمتع الرجل بعدة نساء متعة في وقت واحد في نفس الفراش !
وهو نوع من الفتاوى لا يدرى المرء طبيعة سندها بالضبط وإلى أين يصل منتهى السند , هل إلى آل البيت الأطهار أم إلى مجلات البلاى بوى
ولا تسأل عن مدى الكوارث التى تسببت فيها هذه الفتاوى من اختلاط الأنساب وزنا المحارم على نحو جعل من مدينة قم وهى المدينة المقدسة عندهم عبارة عن حلقة جنس بوهيمى كبري دفعت حتى الأوربيين ـ المنحلين جنسيا أصلا ـ للاستغراب من كمية الفساد التى تحفل به هذه المدينة !
وهو ما صرح به عدد من المستشرقين ونقله عنهم بعض باحثي الشيعة مثل الدكتورة شهلا حائري حفيدة المرجع الأعلى السابق في قم الحائري والتى صنفت كتابا فضيحة باسم المتعة ونشرته مترجما للعربية عن أصله الإنجليزى وضمنته من الكوارث ما الله به عليم ! "42"
أما عن آثار المتعة فيكفينا التصريح الشهير للرئيس الإيرانى السابق هاشمى رفسنجانى بأن زواج المتعة والهوس به تسبب في مائتين وخمسين ألف طفل لقيط في الشوارع وعشرات من الحالات الإنسانية المأساوية وتناقلت الصحف عنه هذا التصريح ليصبح اعترافا علنيا بطبيعة المجتمع الإيرانى
وكانت مجلة الشراع إحدى المجلات التى نقلت هذه التصريحات على لسان رافسنجانى في عددها رقم 684 قوله
( يوجد بإيران عدد مائتين وخمسين ألف طفل لقيط بإيران بسبب زواج المتعة )
وبتاريخ 16 أغسطس 2009 م , أصدرت المنظمة العراقية للمتابعة والرصد ـ وهى إحدى منظمات المجتمع المدنى بالعراق ـ تقريرا موسعا وحافلا جاء فيه
( يوجد بالعراق 87 % ممن أصيبوا بالإيدز اعترفوا أنهم من محترفي ممارسة زواج المتعة )
ثم جاء الشيخ الشيعي صادق الجميل ليفجر مفاجأة مدوية عندما كشف لباب الأسرة بجريدة الأيام البحرينية بعددها الصادر في 22 ديسمبر 2008 فنقل عشرات من القصص المأساوية لفتيات قاصرات في عمر الزهور من طالبات المرحلة الإعدادية وقعوا في حبائل الشباب الذين استعانوا بكتيبات الفتاوى العملية لكبار مراجعهم ليمارسوا معهم هذا الزنا المقنع لتكون النتيجة كارثية على الفتيات وأهليهم من الناحية الإجتماعية والصحية والنفسية
ومن تلك القصص التى نقلها الجميل قصة فتاة في المرحلة الإعدادية أصيبت بالإنهيار العصبي بعد أن مارست زواج المتعة مع أحد شباب الجامعات والذى جلب عددا من أصدقائه ليتناوبوا على التمتع بها مما أدى بها إلى حالة هيستيرية دفعتها لمحاولة الإنتحار وتم إنقاذها في اللحظة الأخيرة لترقد رهن العلاج النفسي حتى تاريخه
وينقل الدكتور محمد عبد المنعم بري الأستاذ بكلية الدعوة جامعة الأزهر عن جريدة الأهرام خبرا مفاده أن أعلى نسبة انتحار بين النساء على مستوى العالم سجلتها إيران بفارق ضخم عن أقرب دولة تحتل المركز الثانى بعدها "43"
وليت أن الأمر اقتصر على استباحة النساء والتحريض على ممارسة المتعة مع المؤمنات بالتحديد , بل تجاوز الأمر هذا إلى حالة أخرى أشد فصارت إيران أشبه بسدوم أخرى "44" تلك المدينة التى بعث الله إليها لوطا عليه السلام وكانوا يأتون بفاحشة ما سبقهم إليها أحد من العالمين وهى إتيان الذكور
وكل من يتعرض للشأن الشيعي يعرف تماما مدى استفحال هذه العادة القذرة في المجتمع الشيعي الإيرانى إلى حد الهوس ونورد مثالا عنها واحدا وهو اعترافات عباس الخوئي نجل زعيم حوزة النجف السابق الخوئي والذى انقلب على الشيعة فجاءت اعترافاته مذهلة وصرح فيها بأن انتشار اللواط لو كان بين العامة لهان لكن أن يكون المفعول به مرجعا هذه هى الكارثة "45"
وما قاله عباس الخوئي لا يحتاج للتدليل أو التوثيق لأن كتب الفتاوى لعلماء الشيعة الكبار حافلة بإثبات هذه الظاهرة , فإذا تأملنا فتاوى الخوئي نفسه مثلا سنجد أنه في عشرات الفتاوى يتعرض بالإباحة والجواز في مسألة الزواج في حالة إذا كان الخاطب قد فعل هذه الفاحشة مع والد خطيبته
وتخيلوا فقيها يأتيه سائل يستفتيه ويخبره هكذا في بساطة أنه قد فعل هذا الفعل الشنيع مع والد زوجته فهل تحرم زوجته عليه أم لا ؟!
فلا يستنكر عليه المفتى شيئا ويجيبه على فتواه بأنها لا تحرم عليه !
هذا بالإضافة للطامة الأكبر وهى فتاوى رمضان , شهر العبادة والتنسك , حيث أخرج فقهاؤهم عدة فتاوى عرضها الدكتور طه الدليمى على قناة صفا في برنامج الحقيقة وفحواها يتناول أحكام الوضوء والغسل وفساد الصوم أو عدم فساده في حالة ممارسة فعل قوم لوط في نهار رمضان !
وهذه الفتاوى حافلة الوجود في كتب الفقه العملى للشيعة ووجودها دليل ساطع على أنهم يعالجون بها واقعا وإلا ففيم صدرت إذا ؟!
وربما يدور بخلد لقارئ ذهول منطقي أمام كمية الفساد الأخلاقي والتردى في المجتمع الشيعي بهذا الشكل وضياع أبسط مقومات الإنسانية منهم , لكن هذا الذهول يجب أن تقابله حقيقة تكشف السبب ,
فهؤلاء الأرجاس اعتدوا على عرض أمهات المؤمنين وعرض أصحابه البررة وهم أولى أولياء الله تعالى بعد الأنبياء والرسل , والله عز وجل يغار على أوليائه وهو القائل في الحديث القدسي
( من عادى لى وليا فقد آذنته بالحرب )
وتكتمل دائرة الهدف الشيعي الذي يسعى إليه أباطرة المرجعيات , إذا علمنا أن المتعة التى جعلها هؤلاء العلماء أقرب الطرق للجنة , وثوابها لا يعدله ثواب في طاعة , هى في نفس الوقت مرفوضة تماما إذا طلب أى شيعي عامى التمتع بابنة أحد المراجع !
ولو أن شيعيا عاقلا أو لديه ذرة مروءة سأل نفسه هذا السؤال لأدرك ,
لماذا يشجع هؤلاء المراجع تلك الممارسات ويعتبرونها أقرب القربات إن تعلقت ببنات العامة بينما تصبح حراما وكبيرة من الكبائر إن تجرأ عامى واحد على تطبيقها في ابنة أحد المراجع ؟!
وهو ما عبر عنه صراحة أكثر من مرجع وعالم شيعي ومنهم صالح العرادى الذي نقلت عنه قناة صفا إجابته على سؤال حول مدى قابلية سماحة العلماء لأن يزوجوا بناتهم متعة ,
ولم يستح العرادى الذي كان في نفس الجلسة يلقي محاضرة على جمع من نساء الشيعة حول ثواب المتعة أن يعلن رفضه لهذا الأمر !!
بحجة أن العلماء يبحثون لبناتهم عن الإستقرار !!
وكنا نتوقع أن يأتى السؤال المنطقي من إحدى الحاضرات فيقول لهذا الزنديق , وهل بنات العلماء أشرف وأطهر من بنات العوام في هذا الصدد
إلا أن إحداهن لم تنطق أو تعقب !
وما عبر عنه العرادى لم يخرج عن كونه معتقد العلماء الشيعة من قديم الزمن وهو أنهم يستبيحون أعراض الناس باسم آل البيت ويجعلونها من باب إلتماس البركة
وبلغ بهم الحقد المجوسي في التحريض على أن تكون المتمتع بها هاشمية النسب بينما يستنكرون ذلك إذا كان في مواجهتهم
ويؤكد ذلك ما نقله الطوسي في تهذيب الأحكام عن هذا الأمر حيث يقول
( إذا كانت المرأة من أهل بيت الشرف فلا يجوز التمتع بها لما يلحق أهلها من العار ويلحقها هى من الذل ! )
فسبحان الله على هذا التناقض البين !
يدعون أن المتعة من تطبيق الإيمان وأنها أعظم القربات ثوابا وأنه ليس شيعيا من يستنكفها ويرغب عنها ويدعون أن النبي عليه الصلاة والسلام وعلى بن أبي طالب رضي الله عنه ـ وبرأهم مما يفترون ـ مارسوا المتعة مع بنات من بنى هاشم أشرف بيوت الأمة
وسبق أن نقلنا فتوى السيستانى عن استحباب أن تكون المتعة من مؤمنة عفيفة أو هاشمية , فهل هؤلاء لا يعتبرون عند أكابر الشيعة من أهل بيت الشرف ؟!
بالطبع لا لأن أهل بيت الشرف المقصودين هم أهل بيوت العلماء ولا ينصرف الشرف حتى إلى بيت بنى هاشم !
وهذا يكفي تماما لنعرف كيف ينظر علماء الشيعة لآل البيت و لعوام الناس وكيف يتعاملون معهم في مسألة المتعة
فيرونهم عبارة عن حلق للدعارة يستبيحون أعراضهم ليل نهار ,
وهذه النظرة لا تختلف عن نظرة علماء الشيعة لعوامهم في مسألة الخمس حيث يرونهم كفارا كما سنرى


الساعة الآن 03:28 PM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب

جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى