![]() |
فن إدارة الوقت
أولاً : أزل من عقلك خرافة[ الوقت حر] إن التفكير بالأشياء الملموسة مثل السيارات والبيوت أسهل من التفكير بالوقت وذلك لأن لها قيمة ، ولكن لأن الوقت غير مرئي وغير قابل للمس فهو لا يحظى بالاحترام الكافي ، فلو سرق شخص مجوهرات منك فإنك ستنزعج وتخبر الشرطة عن الجريمة ولكن سرقة الوقت في العادة لا تعتبر حتى جنحة ، ومما يدل على هذا أننا نسمع أحياناً قول القائل : اعمل ذلك في وقتك الحر ، أي اعمل ذلك حين لا تكون منهمكاً في أمر مهم ، ولكن الحقيقة هي أنه يجب أن لا يكون هناك شيء اسمه الوقت الحر . ثانياً : قدِّر لمجهودك ثمرة أعلى من الثمرة الحالية فإذا بدأت تفكر بأن وقتك فعلاً يساوي ثمرة عظيمة ؛ فلا تفاجئ إذا وجدت نفسك تجني فعلياً تلك الثمرة ، وما سيحصل هو أنك ستبدأ تدرك قيمة الساعة المهدرة ، بعد ذلك ستبدأ بالبحث عن طرق لتقليل الهدر الذي يسببه انعدام الكفاءة ، وربما وهو الأهم ستبدأ بالاختيار بدقة أكثر المشاريع والطلبات ثمرة ، ويجب أن لا تهب وقتك لأحد إلا باختيارك ، ولا تعتبر وقت شخص آخر أكثر قيمة من وقتك . ثالثاً : حاسب نفسك ودقق في وقتك والمجهود المبذول فيه إن كنت من الذين لا يستطيعون أن يستثمروا وقتهم بشكل جيد فحاول أن تضع لك سجلاً تدوِّن فيه جداول لوقتك والوقت الذي قضيته في أداء كل عمل من أعمالك ، وربما لا تكون هذه الطريقة ضرورية للناس الذين تعلموا إدارة وقتهم بشكل جيد ، ولكن بالنسبة للشخص الذي يجد صعوبة في إدارة وقته فإن الاحتفاظ بسجل يمكن أن يكون مفيداً كأداة تشخيص ، فالسجل يمكن أن يكون له أثر الصدمة ؛ حتى للناس ذوي الخبرة حينما يدركون كم من الوقت يتم فقدانه ببساطة ، إن السجل لا يترك مجالاً كبيراً لخداع النفس . الفصل الثاني : نظّم نفسك ورتب أولوياتك إن معرفة التفاوت في أهمية الواجبات على لائحتك أمر حيوي ، فهذا هو الموقع الذي يتيه فيه الكثير ممن يمكن أن يصبحوا خبراء في إدارة الوقت ، فإنهم يصنعون قائمة بالواجبات ، ولكنهم عندما يبدءون بتنفيذ البنود على القائمة ؛ فإنهم يعاملون كل الواجبات بالتساوي ؛ وحتى يحصل تنظيم النفس وترتيب الأولويات فلابد من اتباع الأمور التالية : 1- يجب عليك أن تحدد وتدون أهدافك . 2- ركز نشاطك وجهودك على المصادر المفيدة لعملك . إن الانتباه إلى ما سيعطي أفضل العوائد يحررك من الاهتمام والارتباط بالمصادر التي تساهم بشيء قليل أو بلا شيء في نجاحك ، فقد تحتاج إلى إلغاء 80% من مصادرك أو تتخلص من 80% مما كنت تضعه على لائحة أولوياتك . 3- اكتب كل واجبات يومك . هناك عدة أسباب وجيهة تجعل هذه النصيحة جيدة ، منها : أ-إذا كانت الواجبات مدونة فبإمكانك أن تنام بعمق أكثر ، حيث يصبح ذهنك صافياً ، ولا يخفى عليك أثر النوم بهذه الصفة على عمل الغد . ب-إذا كانت الواجبات مدونة فإن عقلك يتحرر ؛ حتى يحل المشاكل ، وليس فقط ليتذكرها ، فأصبح المجهود العقلي متوجهاً إلى عملية واحدة وهي إيجاد النتائج وليس إلى عمليتين ؛ عملية الحل والتذكر . ج-إذا كانت الواجبات مدونة فأنت تكون قد خطوت خطوة نحو الالتزام ، فإذا كان الواجب لم يكتب فهو على الأرجح لا يستحق التنفيذ. 4- اجعل لائحتك شاملة لوقتك وأولوياتك . وحتى تكون لائحتك عملية فلابد أن : · لا تعتمد على مذكرات مخربشة على قطع من الورق مبعثرة هنا وهناك . · لاتعتمد على قصاصات على مكتبك أو ملصقة على الثلاجة ونحوها بواسطة مغناطيس . · تأكد من وجود لائحتك في مكان واحد على الأقل ، فربما يكون ذلك في مفكرة تحملها معك أو في حاسوب . · اجعل قائمتك حديثة . · تأكد من أن تكون القائمة في متناول اليد في كل الأوقات . 5- افحص قائمتك بشكل منتظم واجعل مرؤوسيك يفعلوا ذلك أيضاً . راجع قائمتك بشكل دوري ، ولابد أن تنظر إليها في الصباح كأول شيء تفعله بدون انقطاع ، وأيضا كلما أعطيت واجبات لمرؤوسيك تأكد من أنهم يحتفظون بقوائم للأمور المطلوبة منهم ، واطلب منهم في الاجتماعات التالية ، أن يحضروا القوائم ويستعملوها كأساس لتقريرهم عن العمل ، وتأكد أنك متى استخدمت القائمة بهذه الطريقة فسوف تتأكد من أن الواجب الذي أمليته لم ينته إلى النسيان . 6- حدد الفقرات على قائمتك بدقة وعلى قدر الطاقة . يجب أن تكون قائمتك شاملة ، ولكنها يجب ألا تكون موسوعية ؛ وإلا أجبرت نفسك على أكثر من طاقتك ، وقبل أن تغادر المكتب اكتب ستة أشياء أو نحوها لم تتمكن من عملها اليوم ، وتحتاج إلى عملها بشدة في الغد ، وبهذا ستصبح أكثر تركيزاً ، وسرعان ما يحصل لك تحسن ملحوظ في إنتاجيتك . 7- حدد تاريخاً وزمناً للواجبات التي على لائحتك . ضع الواجبات المطلوبة على لائحتك ،ويجب أن تلتزم بتنفيذ ما هو على اللائحة ، وأفضل طريقة للالتزام هي إعطاء كل واجب على اللائحة شريحة زمنية محددة . 8- إذا كنت مسئولًا ففكر بعمل لوائح لمعاونيك . فعليك أن تضع لوائح واجبات لمساعديك الرئيسين ، أو تطلب منهم أن يفعلوا ذلك . 9- اعمل لائحة للمدى الطويل . يعمل الكثير من مخططي الوقت لوائح للمدى الطويل ، بل إن بعضهم يعرف لائحة واجباته الشهرية ، فيعرف مسبقاً وقبل شهر معظم المكالمات الهاتفية الهامة التي سيجريها ، وبعض الأشخاص يقدرون حتى كمية الوقت التي سيحتاجها كل من مشاريعهم الموجودة على لائحة المدى الطويل حتى تنتهي ، بعد ذلك يستخدمون لوائح أسبوعية وشهرية وحتى سنوية لعمل لوائحهم من خلالها . اسم الكتاب: فن إدارة الوقت [كيف يدير الناجحون وقتهم] تأليف :ب .يوجين جريسمان |
مهارات الاتصال وبناء العلاقات
أنت الآن على موعد مع مهارة من أهم المهارات التي تتعلمها في حياتك ويتوقف عليها جزء كبير من فاعليتك وتأثيرك ونجاحك في الحياة إنها مهارة الاتصال مع الآخرين. لقد نجحت البشرية في الحقبة الأخيرة من الزمان في تطوير آلات الاتصال من هاتف فاكس وجوال وانترنت وغيرهم حتى سمي عصرنا هذا الذي نعيش فيه بعصر الاتصالات وتطورت الحياة البشرية كثيرًا بتطوير وسائل الاتصال، وهكذا أيها القارئ ستتطور حياتك كثيرًا إذا طورت أدوات اتصالك أنت مع الآخرين. يقول د/ إبراهيم الفقي: 'الاتصال كالوميض مهما كان الليل مظلمًا فهو يضيء أمامك الطريق دائمًا'. وقد بدأنا الحديث في هذا الباب بالتعريف اللغوي للاتصال ومن خلاله نستنتج ثلاث نتائج أولية: 1ـ أن الاتصال يحتوي على صلة أي علاقة بينك وبين من تتصل به. 2ـ أن الاتصال يقتضي البلاغ وهو توصيل ما تريده إلى الآخرين بصورة صحيحة. 3ـ أن الاتصال يعني الاتحاد وهو الاتفاق والانسجام مع الآخرين. وحول هذه المعاني تقول أخصائية العلاج الشهيرة فرجينيا ساتر: ' الاتصال هو عملية أخذ وعطاء للمعاني بين شخصين ' وتقول أيضًا: 'إن الاتصال باختصار هو إقامة علاقة مع الشخص الآخر'. إن هذه التعريفات جيدة للغاية إلا أن أفضل تعريف وصلت إليه هو ما ذكره الدكتور عوض القرني في كتابه 'حتى لا تكون كلاً' فقال عن الاتصال: 'سلوك أفضل السبل والوسائل لنقل المعلومات والمعاني والأحاسيس والآراء إلى أشخاص آخرين والتأثير في أفكارهم وإقناعهم بما تريد سواء كان ذلك بطريقة لغوية أو غير لغوية'. ثم يتابع قائلاً: والاتصال له ثلاثة عناصر رئيسية: 1ـ المرسل 2 المستقبل 3ـ الرسالة وحتى تكون عملية الاتصال ناجحة ومؤثرة لا بد من توافر شروط النجاح في كل عنصر من هذه العناصر الثلاثة ومن الجدير بالذكر أن عملية الاتصال تمر وفق خطوات محددة لا تتم أي عملية اتصال بدونها نذكر هذه الخطوات بإيجاز: 1ـ وجود رغبة وحافز لدى المرسل وهذا يستدعي أن يكون له هدف واضح. 2ـ تحديد صيغة الرسالة ولا بد أثناء ذلك من توقع رد فعل المستقبل:والرسالة الناجحة هي التي تجيب على خمس أسئلة: أـ ماذا أريد من هذه الرسالة ؟ ب ـ متى أريد ذلك ؟. ج ـ أين أريده ؟ د ـ كيف أريد أن يتحقق ؟ ه ـ لماذا أنا أريده ؟. 3ـ إنجاز الرسالة فعلاً وتنفيذها على أرض الواقع. 4ـ استقبال المرسل إليه لرسالتك. 5ـ رد فعل 'المستقبل أو المرسل إليه تجاه رسالتك وهو الهدف الذي تسعى لبلوغه والوصول إليه. إذن تستخلص مما مضى أن الاتصال حتى يكون ناجحًا لا بد من ركنين أساسين: 1ـ إقامة علاقات قوية مع الآخرين والتوافق معهم. 2ـ نقل المعلومات والأفكار إلى الآخرين والتأثير فيهم بما تريد. |
مهارات الإتصال وبناء العلاقات ..... الصفات المؤهلة
قبل الالتحاق بأي شركة أو مؤسسة لا بد أن يكون لديك صفات تؤهلك للالتحاق بها.</span> وفي هذا المقال نذكر لك مجموعة من الصفات تؤهلك لتكون ممتازًا في عملية الاتصال مع الآخرين، وكلما تحققت هذه الصفات في نفسك بصورة أكبر كلما كنت أنجح في الاتصال مع الآخرين. الصفة الأولى: الصدق والأمانة: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مبلغًا في قومه بالصادق الأمين والصفة الأساسية التي تصف بها أي نبي ورسول هي الصدق والأمانة. بل روي الإمام أحمد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: 'يطبع المؤمن على الخلال كلها إلا على الخيانة والكذب'. وسئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أيكون المؤمن جبانًا؟ قال: نعم، قيل له: أيكون المؤمن بخيلاً؟ قال: نعم. قيل له: أيكون المؤمن كذابًا؟ قال: لا. لماذا بدأنا أول الصفات المؤهلة بالصدق والأمانة؟ إن الصدق والأمانة بمثابة الأساس الذي سنؤسس عليه عملية الاتصال مع الآخرين بأكملها، ومنذ الآن إلى نهاية هذا الباب تذكر دائمًا الصدق والأمانة، وأن أي شيء ستفعله في اتصالك مع الناس عليك بداية أن تكون صادقًا معهم أمينًا لهم. فحينما نتكلم عن التقدير مثلاً تقديرك للشخص الآخر عليك أن تكون صادقًا في تقديرك له وفي الصفات الحميدة فيه، لا كما يظن البعض أن التقدير يعني عبارات مدح جوفاء وتملق ليس له علاقة بالحقيقة. وكذلك كن أمينًا في تقديرك تقدر الشخص وتثني عليه بما ينفعه ويعطيه الثقة في نفسه، فلا تسرف مثلاً في الثناء والمدح حتى يصاب الشخص بالعجب والغرور. يقول د يل كارينجي 'فما الفرق إذن بين التقدير والتملق؟ الأمر بسيط الأول نقي خالص والآخر يصدر عن اللسان، الأول مجرد من الأنانية، والثاني قطعة من الأنانية، الأول مرغوب فيه من الجميع، والآخر مغضوب عليه من الجميع. الصفة الثانية: العدل: العدل مأخوذ من العِدلة وهي إحدى شقى حمل البعير، فالعدالة هي تعادل شقى حمل البعير وتوازنها. لذا فالعادل هو الذي عدل في حكمه وسوى بين طرفي القضية. وقد جاء الأمر بالعدل في آيات كثيرة في كتاب الله وفي أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْأِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى} [النحل:90]. وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ إِنْ يَكُنْ غَنِيّاً أَوْ فَقِيراً فَاللَّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلا تَتَّبِعُوا الْهَوَى أَنْ تَعْدِلُوا وَإِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً} [النساء:135]. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: 'إن المقسطين عند الله على منابر من نور عن يمين الرحمن عز وجل وكلتا يديه يمين الذين يعدلون في حكمهم وأهليهم وما ولوا'. فحتى تنفذ أمر الله وتفوز بمنابر من نور عليك أن تحقق العدل في اتصالك مع الناس. وكما ذكرنا فإن العدل موازنة بين طرفين وهكذا فإن اتصالك مع الناس يجب أن يكون متوازنًا بين طرفين وهما: طرف السلبية × طرف العدوانية فالشخص السلبي هو: الذي يقسم نفسه على أنها أقل أهمية من الآخرين ويتنازلوا عن حقوقهم وأرائهم ومشاعرهم دائمًا أمام حقوق الآخرين. أما الشخص العدواني فهو على العكس تمامًا فهو يقيم نفسه على أنها أكثير أهمية من الآخرين ودائمًا ما يستبد برأيه وحقوقه ومشاعره على حساب حقوق الآخرين. أما الشخص العادل فهو: أن تدرك أن احتياجاتك وحقوقك وأرائك ومشارعك ليست أقل أو أكثر أهمية من تلك التي تخص الآخرين، وأنها تتساوى معها في الأهمية، ولذا ففي ظلال العدل فأنت تطالب بحقوقك واحتياجاتك وتعبر عن آرائك ومشارعك في قوة ووضوح وفي الوقت ذاته تحرتم وجهة نظر الآخرين وتستمع إليها وتتقبلها. وهذا يضمن لك أنك لن تخرج من المواقف وأنت تشعر بعدم الارتياح من نفسك أو تترك الآخرين يشعرون بعدم الارتياح. عزيزي القارئ حتى تحقق العدل في تعاملك مع الناس اتبع الخطوات الآتية: 1ـ قرر ما تريد. 2ـ وضح هذا بصورة واضحة. 3ـ فكر في أكبر عدد ممكن من طرق التعبير عن قرارك على قدر استطاعتك. 4ـ أنصت إلى الآخرين واحترم أرائهم. 5ـ تقبل النقد من الآخرين وناقشه، وعند انتقادهم انتقد أعمالهم لا شخصيتهم. 6ـ لا تتردد في قول 'لا' إذا ما احتجت إليها. ـ الإمام علي رضي الله عنه يضرب لنا مثالاً في العدل: فقد سقط منه درعه في معركة صفين فبينما يمشي في سوق الكوفة يمر أمام يهودي يعرض درعه للبيع فقال لليهودي هذه درعي [يعبرعن حقوقه في قوة ووضوح] فقال اليهودي بل هي درعي وأمامك القضاء [يعبرعن حقه أيضًا] فيذهب الإمام علي للقاضي شريح ويقف هو واليهودي أمام شريح القاضي. فقال شريح: البينة على من ادعى. فقال علي: إن الدرع درعي وعلامتها كيت وكيت. وهذا الحسن بن علي شاهدي على ذلك [يستخدم أكبر قدر من طرق التعبيرعن رأيه] فيقول شريح يا أمير المؤمنين إني أعلم أنك صادق ولكن ليس عندك بينة وشهادة الحسن لا تنفعك لأنه ابنك وقد حكمنا بالدرع لليهودي [يحترم الإمام علي النقد ويقدر وجهة نظر الآخرين]. ومن خلال هذا الموقف الرائع في العدل وفي الاتصال الصحيح يدرك اليهودي أن هذا هو دين الحق فيقول: 'والله إن هذا الدين الذي تحتكمون إليه لهو الحق الناموس الذي أنزل على موسى وأنه لدين حق ألا إن الدرع درع أمير المؤمنين، وأني أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله. الصفة الثالثة: الرحمة: يقول تعالى في كتابه لنبيه صلى الله عليه وسلم {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ} [الأنبياء:107]. ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: 'الراحمون يرحمهم الرحمن، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء' ويقول أيضًا عليه الصلاة والسلام: 'إنما يرحم الله من عباده الرحماء'. ـ الرحمة هي بلسم العلاقات مع الآخرين، وروح الاتصال الصحيح وبدونها تصبح الحياة جافة جدًا وتفقد قيمتها ولا يصبح للاتصال معنى ولا روح. أساس مهم جدًا في اتصالاتك وعلاقاتك الرحمة، أن تشعر بالآخرين وتحب الخير لهم وتقدر مشاعرهم وترى أحوالهم وظروفهم وبالرحمة يلتف الناس حولك ويحبونك ولا يملون من الجلوس معك والحديث إليك. قال تعالى في كتابه الكريم: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ} [آل عمران:159]. لقد وصلت هذه الصفة إلى ذروتها في شخص رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان أرحم نبي بأمته وأرحم أب بأبنائه، وأرحم زوج بأزواجه، وأرحم قائد بجنوده. ها هي زينب بنت محمد صلى الله عليه وسلم ترسل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ابنها يحتضر وتطلب منه أن يأتي إليها، فيقول رسول الله صلى الله عليه وسلم أرسل إليها أن لله ما أعطى ولله ما أخذ وكل شيء عنده بمقدار. فقالت أقسمت عليك أن تأتي فأتى النبي صلى الله عليه وسلم وأخذ الصبي بين يديه ولنفسه صوت قعقة فبكى النبي صلى الله عليه وسلم ومعه سعد بن معاذ فقال أتبكي يا رسول الله؟ قال: نعم يا سعد هذه رحمة يجعلها الله في قلوب عباده. ـ حتى الجنة يا أخي الجنة رحمة، جاء في الحديث أن الله يقول للجنة: 'أنت رحمتي أرحم بك من أشاء من عبادي' ولا دخول الجنة ولا تنعم إلا برحمة الله تعالى'. |
مباديء الاتصال الاساسية عزيزي القارئ انتهينا في المقال السابق من الصفات المؤهلة التي تؤهلك لتكون ممتازًا في عملية الاتصال مع الآخرين. والآن دعنا نتعمق أكثر. ولتعلم أن الاتصال بمثابة صرح. وهذا المقال هو الأسس والقواعد التي تقيم عليها هذا الصرح. وكلما كان الأساس أمتن كلما كان الصرح أعلى وأشمخ، فافهم هذه المبادئ جيدًا وقوها في نفسك لتصبح ممتازًا في عملية الاتصال. مبادئ الاتصال الأساسية: المبدأ الأول: الاتصال يقوم على فهم الآخرين والتآلف معهم: دعنا نساعدك بداية أخي القارئ في فهم أنماط الناس من جهة استقبالهم للمعلومات والتعبير عن آرائهم، فمن هذه الجهة يقسم الناس إلى ثلاثة أقسام: 1ـ البصري: هذا الشخص يرى العالم حوله من خلال الصور والرؤية بالعين حتى أنه عند الحديث عن المعاني المجردة يحولها إلى صور مشاهدة فهو يركز أغلب انتباهه على صور وألوان التجربة، وعندما يصف حادثة معينة يصفها من خلال الصور، وتجد عباراته يكثر فيها: أرى ـ أنظر ـ يظهر ـ مشهد ـ وضوح ـ لمعان ـ ملاحظة ـ مراقبة ـ منظر ـ ألوان ـ ظلام ـ ظلال ـ شروق. هذا الشخص تجده سريعًا في حركته سريعًا في كلامه في أكله، حياته على نمط سريع وذلك بسبب تأثره بالنمط الصوري القائم على الصور المتلاحقة والضوء. 2ـ السمعي: هذا الشخص الحاسة الغالبة عليه في استقبال المعلومات وفي رؤية العالم من حوله هو السمع، هذا الشخص يحب الاستماع كثيرًا وله مقدرة فائقة على الاستماع دون مقاطعة ويهتم كثيرًا باختيار الألفاظ والعبارات وتجد كلامه بطيئًا، ويركز على نبرات صوته عند الكلام كما أنه يميل للمعاني التجريدية النظرية كثيرًا. وتجد عباراته يكثر فيها: اسمع ـ انصت ـ إصغاء ـ صوت ـ رنين ـ لهجة ـ ازعاج ـ صياح ـ همس ـ ثرثرة ـ صهيل ـ زئير ـ رعد. الشخص السمعي يتأنى في اتخاذ القرار ويجمع أكبر قدر من المعلومات قبل اتخاذه ويقلل إلى أدنى درجة مستوى المخاطرة، فهو رجل قرار حذر 3ـ الحسي: هذا الشخص ينصب اهتمامه الرئيسي على الشعور والأحاسيس، وإذا حكى لك عن تجربة معينة سيحكيها لك من خلال ما شعر به وما أحس به، ولذلك فإن قراراته مبنية على المشاعر والعواطف المستنبطة من التجربة. هذا الشخص تجد كلامه أكثر بطئًا من سابقيه ويستشعر ثقل المسؤولية أكثر من غيره ولذلك ينفعل للمبادئ ويندفع للعمل لها وتجد عباراته يكثر فيها: شعور ـ إحساس ـ لمس ـ إمساك ـ حار ـ بارد ـ ضغط ـ شدة ـ ألم ـ حزن ـ سرور ـ ثقل ـ جرح ـ ضيق. وهكذا إذا فهمت شخصية الآخر، وحددت نمط إدراكه،فإن هذا سيساعدك كثيرًا في تحقيق التآلف معه. اعرف شخصيتك: ها هو اختيار مكون من عشرة أسئلة لتتعرف على شخصيتك: 1ـ ما الذي يؤثر في قرارك بشراء كتاب؟ أـ لون الغلاف والصورة داخل الكتاب. ب ـ عنوان الكتاب ومحتواه. ج ـ نوعية الورق وإحساس لمسه. 2ـ ما الذي تفضله حينما يشرح لك أحد فكرة جديدة؟ أـ مشاهدة الصورة الإجمالية. ب ـ مناقشة الفكرة مع الشخص المعني ومع أشخاص آخرين والتفكير فيها. ج ـ الشعور بالفكرة. 4ـ ما الذي يحدث حينما يواجهك تحدٍ؟ أـ ترى وتتخيل النواحي المختلفة لهذا التحدي. ب ـ تتبادل الآراء حول الحلول البديلة والخيارات. ج ـ تقرر وفقًا لمشاعرك. 4ـ في اجتماع عمل ما هو التصرف الذي تميل إليه؟ أـ مراقبة وجهات النظر ثم إبداء وجهة نظرك الخاصة. ب ـ الاستماع إلى جميع الخيارات ثم تشرح رأيك في الموقف. ج ـ الشعور بالمنافسة ثم إبداء رأيك. 5ـ إذا احتجت إلى معلومات محددة ما الذي تتوقع حدوثه؟ أـ تنقب بنفسك للإطلاع على أراء مختلفة. ب ـ تستمع إلى أفكار الخبراء. ج ـ تستعين بخبرة ومعرفة أفراد آخرين. 6ـ في حالة اختلافك مع شخص آخر ماذا تفعل عادة؟ أـ تركز على بلاغ الشخص الآخر. ب ـ تصغى باهتمام دون مقاطعة. ج ـ تحاور بما يقصده الشخص الآخر. 7ـ خلال مؤتمر أو ندوة ما هو دافعك الأول؟ أـ النظر إلى الصورة الإجمالية وتقييم الأشياء البصرية. ب ـ الإصغاء لكل كلمة في البلاغ. ج ـ الشعور بمعنى البلاغ. 8ـ ما هو الشيء الذي تبحث عنه في علاقة إنسانية؟ أـ الشخص الآخر وهو في أحسن أحواله. ب ـ كلمات دعم وتأييد من قبل الشخص الآخر. ج ـ الشعور بالحب والتقدير من قبل الشخص الآخر. 9ـ ما الذي تبحث عنه لدى شرائك سيارة جديدة؟ أـ الأجهزة البارزة المميزة مثل تكييف الهواء والنوافذ الكهربائية والمقاعد الجلدية. ب ـ كافة التفاصيل التي يزودك بها البائع. ج ـ قيادتها دون تأخير بغية الشعور بالتحكم فيها والسيطرة عليها. 10ـ عند سفرك على متن طائرة ما الذي تبحث عنه؟ أ ـ مقعد بالقرب من النافذة. ب ـ مقعد بقرب الجناح لكونه أقل إزعاجًا للآخرين. ج ـ مقعد وسط يجعلك تشعر بقدر أكبر من الطمأنينة. المجموع الكلي [أ] [ب] [ج] ـ إذا حصلت في [أ] على أعلى مجموع للنقاط فأنت بصري. ـ إذا حصلت في [ب] على أعلى مجموع للنقاط فأنت سمعي. ـ إذا حصلت في [ج] على أعلى مجموع للنقاط فأنت حسي. لا حظ أين يقع المجموع الثاني للنقاط المسجلة فهو يمثل النمط الإدراكي الثاني والثالث طبعًا يكون أدنى مجموع قد حصلت عليه. ـ وبعد أن فهمت أخي القارئ أنماط الناس فيتطرق حديثنا إلى طرق تحقيق الألفة مع الشخص الآخر، فإذا كنت في اجتماع مثلاً أو في لقاء مع شخص وتريد تحقيق الألفة مع الشخص المقابل فأمامك خطوتين: الخطوة الأولى المجاراة: المجارات أن تجعل سلوكك الخارجي يتوافق مع سلوك الشخص الخارجي ويتم ذلك من خلال الخطوات التالية: 1ـ حاول أن تجعل تنفسك متوافقًا مع الشخص الآخر وقد يكون هذا غير مريح بالنسبة لك ولكن تزامن التنفس يعني تأسيس الألفة. 2ـ حاول أن تجعل صوتك متوافقًا مع صوت الآخر من حيث السرعة ـ النبرة ـ الشدة، وسوف يساعد فهمك لطبيعة الشخصية علي تحديد الصوت المناسب لها. 3ـ حاول أن تجعل حركاتك متوافقة مع حركة الآخر حركة اليدين والرجلين والرأس. 4ـ حاول أن تجعل تعبيرات الجسم متوافقة مثل طريقة الجلوس ـ وضع اليد على الخد ـ وضع اليدين على بعضهما ـ تشبيك الأصابع، لاحظ ماذا يفعل المقابل وافعل مثله. 5ـ تكلم مع الشخص المقابل بالأسلوب الأقرب إلى شخصيته فإذا كان شخصًا بصريًا ركز على تصوير الكلام له وضرب الأمثلة الواضحة، وأما إن كان شخصًا سمعيًا ركز على نبرة صوتك واشرح الوضع بالتفصيل وشجع المناقشة بطرح أسئلة صريحة وحاول أن تركز على المعاني والألفاظ الدقيقة. وإذا كنت مع شخص حسي اجعله يشعر بما تقوله وتفاعل مع الكلام. الخطوة الثانية: القيادة: تولد المجاراة التآزر والاتصال القوي، أما الآن وفي هذه الخطوة آن لك أن تقود الشخص الآخر بعدما حصل هذا الاتصال وهذا التآزر، هيا! خذ الآن بزمام المبادرة! قم بتغيير مقصود في سلوكك، وستجد أن المقابل يجاريك بدوره أو يتبعك، إذا حدث ذلك فإن هذا الشخص يتبع قيادتك ولديك علاقة اتصال ممتازة، الآن في هذه اللحظة تستطيع قيادته نحو النتيجة المرغوبة مثل أن تقنعه بما تريد أو تدفعه نحو عمل أو سلوك معين. هذا هو المبدأ الأول نلخصه في الخطوات التالية: 1ـ فهم شخصية الشخص الآخر هل هو بصري أم سمعي أم حسي؟ 2ـ حقق التآلف والتأزر من خلال مجاراة سلوك الشخص الآخر. 3ـ بعد الاطمئنان على تحقيق التآلف قم بقيادة الشخص الآخر نحو ما تريد وتأكد من ذلك من خلال تغيير سلوكك وملاحظة رد فعل الشخص الآخر. المبدأ الثاني: ثلاثية الاتصال: يعتقد بعض الناس أنه حتى يؤثر على الآخرين ويتصل بهم اتصالاً جيدًا فسيركز على الكلمات المؤثرة ويرتبها بنظام معين على حسب شخصية الآخر، وبذلك قد أتم عملية الاتصال، والواقع أنه بذلك قد حصل 7% فقط من عملية الاتصال. فقد أجريت دراسات في بريطانيا في عام 1970م حول تأثير الكلام على الآخرين فوجدوا نسبة التأثير في الآخرين أتت على الوجه التالي: الكلمات والعبارات 7% من التأثير. نبرات الصوت 38% من التأثير. تعبيرات الجسم الأخرى من عيون ووجه وأيدي وجسم 55% من التأثير وعلى الرغم من هذه النسبة الضئيلة للكلمات والعبارات إلا أنها قد تبلغ 100% عند الشخص الآخر لذلك اختر كلماتك بعناية. المبدأ الثالث: أهمية الدقة اللغوية في الاتصال: في عملية الاتصال نحتاج إلى أن تكون دقيقًا جدًا في اللغة التي تستعملها، وعليك أن تركب الجمل بصورة صحيحة محتوية على المعلومات المطلوبة من أجل الحصول على الإجابة المتوقعة. ـ ومن ناحية أخرى فإن الآخرين أثناء حديثهم وبدون أن يشعروا كثيرًا ما يرتكبون أخطاء شنيعة في التعبير عما بداخلهم، أكثر الأخطاء التي تحدث هي: الحذف والتشويه والإلغاء، وسيأتي تفصيل ذلك إن شاء الله، لكنك تحتاج أثناء اتصالك بالناس إلى استدراك هذه الأخطاء من خلال السؤال والاستفسار والتأكد حتى تفهم الآخرين بصورة صحيحة وتصل إليك المعلومات المقصودة، وإليك شرح للأخطاء الثلاثة الشائعة في استعمال للغة: 1ـ الهدف: قد يخاطب شخص ويحذف وسط الكلام معلومات أنت تحتاجها مثال [1] قُتِلَ الرجل! نقول له: من القاتل؟ [2] قتله الأسد. نقول له: من المقتول؟ [3] أنا أكثر حكمة! نقول له: مقارنة بمن؟ 2ـ التشويه: [1] مثل أن يقول لك: إنه يؤذيني. نقول له: ما هو نوع الأذى؟ [2] أو يصدر حكمًا معينًا فيقول مثلاً: من المؤكد أنك تفهم ما أقول. فنقول: من المؤكد بالنسبة لمن؟ أو ما الذي جعله مؤكدًا؟ [3] أو يربط سببًا بنتيجة: كأن يقول: أنت لا تتصل بي أنت لا تحبني. فنقول: كيف أن مجرد عدم الاتصال يعني عدم المحبة؟ 3- التعميم: [1] مثل أن يقول: لم أنجح في أي شيء في حياتي. فنقول له: في كل حياتك! هل نجحت في أي شيء في حياتك ولو مرة واحدة؟ [2] أو نقول: كل الرجال صنف خائن لم أقابل رجلاً أمينًا. فنقول لها: لا أحد على الإطلاق؟ ماذا عن والدك؟ كل هذه الأخطاء عزيزي القارئ تقتضي منك أن تكون في تركيز شديد أثناء اتصالك مع الآخرين جاعلاً حواسك منتبهة لما يحدث. وقد لا يترتب على هذه الأخطاء ضرر يذكر في غالب الأحيان، ولكن هناك أحيان أخرى يكلف الخطأ فيها حياة الإنسان بل حياة أمة بأكملها. |
افعل ما يحبه الناس...مهارات الاتصال وبناء العلاقات " 1 "
ها نحن نبدأ هنا الكلام العملي: وفي هذا المقال نتناول أساليب عملية في فن الاتصال والتعامل مع الآخرين. تعالى معي لنتعرف على القاعدة الأولى وهي: القاعدة الأولى: قدر الشخص: التقدير حاجة فطرية يبحث عنها البشر ، كل البشر يرغبون في أن يكونوا شيئًا مذكورًا فالإنسان بداية يبحث عن الطعام والشراب فإذا تمكن من ذلك بحث عن الأمن، فإذا تمكن من ذلك بحث عن التقدير فإذا تمكن من ذلك بحث عن الإنجاز. يقول الأستاذ جون ديوي 'أعمق واقع للإنسان إلى العمل هو الرغبة في أن يكون شيئًا مذكورًا'. وها هو أحد المديرين الناجحين يسمى تشارلي شواب يسأل عن سر نجاحه في التعامل مع الناس فيقول: 'إنني أعتبر مقدرتي على بث الحماسة في نفوس الناس هي أعظم ما أمتلك وسبيلي إلى ذلك هين وميسور فإني أجزل لهم المديح والثناء وأسرف في التقدير والتشجيع'. إن الناس يبحثون عمن يقدرهم في هذه الحياة وإذا وجدوه تمسكوا به وأحبوه حبًا شديدًا، وإليك هذه القصة العجيبة لتدرك مدى حاجة الناس إلى التقدير: يقول الكاتب الشهير ديل كارنيجي: 'ارتحل مستر 'سي' عقب انضمامه إلى معهدي بمدة وجيزة إلى لونج ايلاند في صحبة زوجته ليزوروا بعض أقاربها الآخرين، ولما كان يتحتم على مستر 'سي' أن يخبر طلبة فصله بنتيجة تطبيقه لمبدأ 'إظهار التقدير للناس' فقد فكر في أن يبدأ بالعمة العجوز. وألقى مستر 'سي' نظرة في أرجاء البيت ليرى أي الأشياء فيه يسعه أن يبدي تقديره له وما لبث أن سأل العمة العجوز: ألم يشيد هذا البيت في نحو عام 1890؟ فأجابته: بلى هذا على وجه التحديد هو العام الذي بني فيه. فقال: إنه يذكرني بالبيت الذي ولدت فيه، إنه جميل، قوي البناء، فسيح الأرجاء، متعدد الغرف، وإنه لمن سوء الحظ أن مثل هذه البيوت لم تعد تشيد في هذه الأيام. فوافقته العمة العجوز على ذلك، وأخذت تحكي له ذكريات الماضي يوم كانت مع زوجها المتوفى ثم أخذت تطوف به في البيت فأبدى مستر 'سي' تقديره المخلص للتذكارات الجميلة التي جمعتها خلال رحلاتها مع زوجها بقول مستر 'سي' فلما فرغنا من جولتنا بأنحاء المنزل اقتادتني العمة إلى الحديثة حيث الجاراج، وهناك وجدت سيارة باكار فخمة تكاد تكون جديدة لم تمس وقالت لي العمة في لهجة رقيقة: لقد اشترى زوجي هذه السيارة قبل أن يموت بمدة قصيرة ولم أركبها قط منذ وفاته، إنك يا مستر 'سي' تقدر الأشياء الجميلة ذات الذكرى العزيزة فخذ هذه السيارة إنها لك مع أخلص تحياتي'. ففوجئ مستر 'سي' بهذه المفاجأة قال: كيف يا عمتي؟ إنني أقدر كرمك طبعًا ولكني لا أستطيع أن أقبل عطيتك، إنني لست قريبًا لك ولديك أقارب كثيرون يودون أن تكون لهم هذه الباكار. فقالت في ازدراء: أقارب؟ نعم لدي أقارب ليس لهم سوى انتظار موتي كي يظفروا بهذه السيارة ولكن بعدًا لهم. فعدت أقول لها: حسنًا إذا كنت لا تريدين أن تعطينها لأحد منهم فلماذا لا تبيعينها ؟ فهتفت مرة أخرى أبيعها ؟ أتحبني أبيع هذه السيارة ؟ أو تظن أنني أطيق أن أرى الغرباء يروحون أمامي ويغدون بهذه السيارة ؟ هذه السيارة التي اشتراها زوجي لي أنا ؟ إنني سأهديها لك يا مستر 'سي' فأنت تقدر التذكارات حق قدرها'. هذه العجوز كانت تتلهف إلى شيء من التقدير والاعتراف بأهميتها فلما وجدت من يغدق عليها هذا التقدير لم تجد أقل من سيارة باكار تهديها له لتعبر عن امتنانها وشكرها'. وإلى جانب ذلك فإن التقدير يعطي الشخص دفعة إيجابية قوية جدًا إلى الأمام ، ويبني في الشخص الثقة بالنفس والشعور بالنجاح ويثبت الإنسان في مواقف الشدائد والمحن، كما فعلت خديجة رضي الله عنها حينما رجع إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم بعدما نزل عليه جبريل أول مرة فقال لها: لقد خشيت على نفسي. فقالت له: 'كلا والله لا يخزيك الله أبدًا إنك لتصل الرحم وتحمل الكل وتكسب المعدوم، وتقري الضيف وتعين على نوائب الحق'. مرت بي بعض الأيام كنت مصابًا ببعض الإحباط فقررت أن أصنع ملفًا داخل ذهني يجمع كل كلمات التقدير الحقيقية التي مرت بي في حياتي ؟ فبدأت أتذكر وكلما ذكرت موقفًا سجلته في ذهني، تذكرت مواقف من والدي ومن بعض المعلمين ومن شيوخي، فإذا بي أشعر بأمل كبير وتزداد ثقتي بنفسي وبالفعل تغيرت بعد صنع هذا الملف كثيراً، ومررتُ بعد صنعه بفترة إنجاز كبيرة بحمد الله. ولكن نذكرك وننبهك بأن يكون تقديرك مخلصا وصادقا وحقيقيا ، ابتعد عن التزلق الزائف ، وأخرج الكلام من قلبك واصدق الله فيه، استخدم كلمات ساحرة مثل أن تقول للشخص: أنت رائع، يعجبني فيك القوة والإصرار، لقد تغيرت بالفعل إلى الأحسن ، إننا نقطع شوطًا كبيرًا في إنجاز ما نريد، أنت على ما يرام. ولقد استخدم رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا الأسلوب في تربية أصحابه أيما استخدام ، والمطالع لسيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم يجدها مفعمة بالتقدير المخلص،فهذا أبو بكر يسميه بالصديق ، وهذا عمر يسميه بالفاروق، وهذا خالد يسميه سيف الله المسلول ، وهذا حمزة يسميه أسد الله ، وهذا علي بن أبي طالب ، يخبر عنه أنه من الرسول صلى الله عليه وسلم بمنزلة هارون من موسى، وهذا عثمان بن عفان يقول عنه أنه تستحي منه الملائكة، وهذا أبو عبيدة يسميه أمين الأمة، وهذا معاذ بن جبل يسميه أعلم الأمة بالحرام والحلال. القاعدة الثانية: اظهر اهتمامًا حقيقيا بالشخص: على قدر اهتمامك بالناس على قدر ما يهتم بك الناس، فالناس تبحث عمن يهتم بهم ويتفقد أحوالهم ويسأل عليهم لاسيما في هذا الزمان الذي انشغل فيه كل امرئ نفسه. وقد رأيت في حاجة الناس وتعطشهم إلى من يهتم بهم الجب العجاب فبمجرد أن ترفع سماعة الهاتف لتسأل على شخص أو ترسل إليه رسالة على الجوال حتى تجد هذا الشخص يمتن لك هذا الصنيع العظيم امتنانًا عظيمًا، ويطلب منك أن تزيد من هذا العمل بقدر استطاعتك، بل أحيانًا تواجهني مواقف محرجة من بعض الإخوة [وهم إخوة أكفاء كرام متعلمون ومثقفون] حينما يسألونني أو يطلبون مني أن أهتم بهم أو أن أسأل عليهم حينها أشعر بتقصيري تجاههم وأطلب منهم العفو والصفح. لقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يهتم بأصحابه ويتفقد أحوالهم ويسأل عن غائبهم، ويزور مريضهم، وكان أبو بكر رضي الله عنه وهو خليفة المسلمين يذهب إلى بيت امرأة عجوز ليتفقد أحوالها وينظف لها بيتها ويحلب شاتها ثم ينصرف، وهكذا كان عمر يفعل رضي الله عنه. فلماذا لا نهتم نحن بأحوال الناس ولا نسأل عليهم ولا نظهر اهتمامًا بهم؟ أعرف أحد الإخوة كانت إذا جاءت أيام الامتحانات يتصل بجميع إخوانه ليطمئن عليهم وكنت من جملة من يتصل بهم، وكنت أسعد بهذه المكالمة التي لم تكن تستغرق أكثر من دقيقة 'ماذا فعلت في الامتحان اليوم؟ ما هو الامتحان القادم؟ ربنا يوفقك. وحينما تكلمت مع بعض الإخوة بخصوص هذا الموضوع ذكروا لي أيضًا الأثر الإيجابي الذي تطبعه هذه المكالمة في نفوسهم حتى إن أحد الإخوة قال لي: 'في أحد الامتحانات لم يتصل الأخ فلان بي فاتصلت أنا به'. فتأمل كيف استطاع هذا الأخ أن يقيم اتصالاً ناجحًا من خلال تصرف بسيط وسهل. اشتكى أحد الإخوة في فترة من الفترات من تردي وضعه الإيماني ومن عدم قدرته على مواجهة الذنوب والمعاصي، وكانت المشكلة عدم وجود أخ له علاقة قوية معه حتى يساعده في اجتياز هذه المحنة، حتى برز أحد الإخوة وساعده في تجاوز هذه المحنة، فسألت هذا الأخ الذي ساعد الأخ المشتكي فقلت له: كيف استطعت أن تقيم علاقة قوية مع هذا الأخ مع أني لا أراك تعبر عن مشاعرك وعواطفك تجاهه وهو شخص عاطفي؟ فقال لي: إنه الاهتمام بالشخص. وهكذا اهتم بالشخص وتفقد أحواله تجد نفسك قطعت شوطًا كبيرًا في الاتصال معه. والآن إلى القاعدة الثالثة: وهي: كن مستمعًا طيبًا وشجع محدثك للكلام عن نفسه: يقول الله تعالى في كتابه واصفًا المنافقين: {وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَكُمْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ وَرَحْمَةٌ لِلَّذِينَ آمَنُوا} [التوبة:61]. فلما كان من المنافقين من لا يفقهون ولا يعلمون ولاحظوا هذا الخلق العظيم لرسول الله صلى الله عليه وسلم ألا هو الاستماع والإنصات للآخرين فأرادوا أن يؤذوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا 'هو أذن' أي يسمع من كل من يقول له، فيرد الله عليهم فيقول: {قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَكُمْ} [التوبة:61] ولا يقر إلا بالحق ولا يقبل إلا الخير والمعروف، لا أذن شر مثلكم أيها المنافقون ثم تتابع الآية: {يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ وَرَحْمَةٌ لِلَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ} [التوبة:61]. ولعل الآية توحي إلينا أن الاستماع والإنصات للآخرين هذا رحمة بالناس، ولعلها أيضا تجعلك تحب رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثر وأكثر وتجعلك تستشعر مدى المصيبة التي أصابت الأمة حينما فقدت هذا القلب الكبير، وهذه الأذن الصاغية المستمعة لمشاكل الناس وهمومهم. وأنا أحيانًا أكون في ضيق أو في مأزق وأشعر بالحاجة إلى هذه الأذن المستمعة فأتذكر شخص رسول الله صلى الله عليه وسلم وأفتقده وأتذكر العلامة الأولى التي ذكرها د/ فضل البهي في كتاب 'حب النبي صلى الله عليه وسلم وعلاماته' فكانت العلامة الأولى: الحرص على رؤيته وصحبته صلى الله عليه وسلم ويكون فقدهما أشد من فقد أي شيء آخر في الدنيا'. ولعل هذا الشعور هو الذي يدفعني أكثر للاستماع إلى الناس ومحاولة مساعدتهم، فلماذا لا تقتدي أيها الأخ الكريم برسولك صلى الله عليه وسلم ؟ لماذا تحرم الناس من أذنك؟ الإصغاء يقول 'إيزاك ماركسون' بطل العالم في مقابلة مشاهير الناس: 'أن معظم الناس يفشلون في طبع أثر طيب في نفوس من يقابلونهم لأول مرة لأنهم يهملون الإصغاء والاهتمام، أنهم يحصرون همهم في الكلام الذي سيقولونه، ومن ثم يصمون آذانهم عن الاستماع، وقد قال لي عظماء الناس: أنهم يفضلون المستمعين الطيبين على المتكلمين ولكن يبدو أن المقدرة على الاستماع أصعب من أي صفة طيبة أخرى. وها هو ديل كارنيجي يروي لنا قصة حدثت له فيقول: 'قد جمعتني أخيرًا بأحد علماء النبات المبرزين حفل عشاء أقامها الناشر المعروف 'ج جرنيبورج' ولم أكن قد تحدثت إلى أحد علماء النبات من قبل , لذلك وجدت في الاستماع إليه لذة كبرى، وانتصف الليل فتمنيت للمدعوين ليلة سعيدة وانصرفت، وعاد عالم النبات إلى مضيفنا وأجزل له الثناء علي فقد كنت على حد تعبيره 'مثيرًا جدًا'، واختتم حديثه للمضيف بقوله: حقًا إن مستر كارنجي محدث بارع' محدث بارع، أنا؟ وكيف؟ فإني لم أقل شيئًا على الإطلاق، كل ما فعلته أنني استمعت بشغف وقد أحس هو بذلك وسر ذلك، فالاستماع بشغف هو أعلى ضروب الثناء الذي يمكن أن تضفيه على محدثك'. ويقول جاك وود فورد: 'قل من البشر من يجمد أمام الثناء الذي يتضمنه الإنصات باهتمام' ولذا فأسأل محدثك أسئلة تظن أنه سيسر بالإجابة عنها. شجعه على الكلام عن نفسه وأعماله وعن المحيط الذي تخصص فيه، وتذكر أن محدثك يهتم بنفسه وبرغباته ومشكلاته أكثر بمائة ضعف من اهتمامه بك. ومن فوائد هذا الاستماع الجيد أيضًا أنه سيعرفك أكثر بطبيعة الشخص وصفاته وإيجابياته وسلبياته مما يساعدك في معرفة التأثير فيه وتغييره للأفضل. القاعدة الرابعة: اشكر الآخرين: يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: 'من لم يشرك الناس لم يشكر الله'. فالناس يحبون من يشكرهم وإن كان الأصل في المسلم أنه يعمل العمل ابتغاء رضاء الله، ولا ينتظر شكر الناس، ولكن ذلك طبع في البشر وذلك لا بأس منه شرعًا. وقد صلى الله عليه وسلم أيضًا: 'من صنع إليه معروف فقال لصاحبه جزاك الله خيرًا فقد أبلغ في الثناء'. وفي الحياة ستجد أشخاصًا كثيرين يحبونك ويريدون خدمتك، فإذا ما أدى إليك خدمة فهو يحتاج لسماع شكرك لا تفضلاً ولا امتنانًا ولكن ليتأكد أن معنى حبه وتقديره لك وصل، وأنك سعدت بهذه الخدمة واستفدت منها وأن أواصر الأخوة بينكما قد زادت لذا فأنت تقول لشخص مثلاً: 'لا أعرف كيف أشكرك' أو 'لقد أسديت إلي صنيعًا لا أنساه أبدًا' مثل هذه الجمل قد تصنع في الشخص فعل السحر بل تراه بعد ذلك يتحين الفرصة لخدمتك ولصنع المعروف لك ليسمع مثل هذه الكلمات. ولننظر إلى أستاذ البشرية محمد صلى الله عليه وسلم ، ففي عز المعركة والمشركون محدقون حوله في غزوة أحد وليس معه إلا طلحة بن عبيد الله وسعد بن أبي وقاص والموقف شديد الصعوبة والخطورة، ويقوم سعد وطلحة ببطولات نادرة، وكان سعد رضي الله عنه ماهرًا في الرماية مهارة كبيرة، فأخذ يرمي بسهمه يدافع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم ينسى المعلم الأعظم صلى الله عليه وسلم التشجيع والشكر في هذا الموقف فقال: 'ارم سعد فداك أبي وأمي'، وتذكر كتب السيرة أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يجمع أبويه لأحد غير سعد. القاعدة الخامسة: سهل ورغب شجع: سهل أداء العمل على الشخص، رغب الشخص في العمل، شجعه على العمل. يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : 'بشروا ولا تنفروا ويسروا ولا تعسروا'. عندما تقول للشخص مثلاً: هذا العمل صعب جدًا أعتقد أنك ستفشل، هذا العمل ثقيل للغاية، أنت بذلك تصنع عوائق نفسية في طريقه إلى العمل وقد يصدقك بالفعل ولا يستطيع عمله، افعل العكس سهل العمل على الشخص وقل له: 'من السهل عليك إنجاز كذا' أن قدرتك أكثر من ذلك بكثير' أنت تستطيع' 'أنا أثق بك'. وها هو لاعب البريدج الشهير 'إلى كلبر ستون' الذي تجد اسمه مذكور في كل بيت يلعب فيه البريدج، وقد ترجمت كتبه في هذه اللعبة إلى اثني عشر لغة [مع تحفظنا الشرعي من هذه اللعبة ولكن الحكمة ضالة المؤمن أينما وجدها فهو أحق بها].وبيع من كتبه ما يقرب من مليون نسخة ومع ذلك قال: 'إنه لم يكن ليتخذ من هذه اللعبة حرفة لو لم تقل له سيدة شابة إن له استعدادًا خاصًا لها'. وأما عن ترغيب الشخص في العمل: فعليك بداية أن تنظر من منظور الشخص الآخر وتضع نفسك في موضعه، وتعلم ماذا يرغب وما هي دوافعه في الحياة لتتمكن بعد ذلك من ترغيبه في العمل الذي تريد بطريقة تفكيره. فها هو أحد الآباء كان شديد القلق على طفله الذي كان معتل الصحة فاقد الشهية للطعام واستعمل هو وزوجته الطريقة المعتادة: نهر الطفل ولاماه أمك تريدك أن تأكل هذا، أبوك يرغب أن تنمو وتصبح رجلاً، فهل اهتم الطفل بهذه الرغبات؟ بالطبع لا. وقد أدرك الأب أخيرًا خطأ تفكيره فجعل يسأل نفسه: ماذا يريد الطفل؟ وكيف أوفق بين ما أريد وما يريد؟ وحين بدأ التفكير على هذا النحو سرعان ما حلت المشكلة فقد كان للطفل دراجة يحلو له أن يركبها ولكنه كان يهاب صبيًا يكبره سنًا. ويلذ له دائمًا أن ينحى الطفل عن دراجته ليركبها هو عنوة واقتدارًا. فماذا كان الطفل يريد؟ لقد كان يريد بالطبع الانتقام من هذا الصبي الذي طالما جرح كبرياءه. وعرف أبوه هذا فأقبل عليه يمنيه بأنه يسعه أن ينتقم من غريمه هذا لو أنه أكل ما تريده أمه أن يأكله، وعندئذ حلت المشكلة، فقد أبدى الطفل استعداده ليتناول أصناف الطعام بلا استثناء لكي ينمو ويكبر ويتسنى له أن ينتقم من غريمه. أراد 'رالف والد وايرسون' وابنه الصغير أن يحملا عجلاً صغيرًا على العودة إلى حظيرته ولكنهما لم يصيبا إذ وضعا نصب أعينهما ما يرغبان فيه وحسب، وفعل العجل الصغير مثلما فعلا تمامًا، وضع نصب عينيه ما يرغب فيه هو فثبت قوائمه في الأرض وأبى أن يتزحزح من مكانه قيد شعره. وشاهدت زوجته هذا المشهد وكانت تعرف ما يريده صغار العجول فأسرعت إلى العجل الصغير ووضعت إصبعها بحنان الأمومة في فمه وتركته يمتص راضيًا. وتستطيع أيها الداعية الهمام أن تستخدم هذا المبدأ ـ مبدأ ترغيب الشخص في العمل من وجهة نظرهم ـ استخدامًا واسعًا، فهذا يؤثر فيه الكلام عن الدار الآخرة والجنة والنار، وهذا يؤثر فيه واقع المسلمين اليوم ومآسيهم وهذا يؤثر فيه الإعجاز العلمي في القرآن والسنة، وهذا يؤثر فيه بلاغة القرآن ودقة ألفاظه، وهذا يؤثر فيه العدد يتأثر إذا حضر لشيخ شهير ورأي هذه الأعداد الغفيرة ملتفة حوله. وقد تنوعت أساليب دعوة النبي صلى الله عليه وسلم على حسب كل شخص: فهذا سويد بن الصامت رجل شاعر لبيب يدعوه الرسول صلى الله عليه وسلم إلى الإسلام فقال سويد: لعل الذي معك مثل الذي معي. فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: 'وما الذي معك'؟ قال حكمة لقمان. قال: ' أعرضها علي'. فعرضها: فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: 'إن هذا لكلام حسن، والذي معي أفضل من هذا قرآن أنزل الله تعالى عي هو هدى ونورًا' فتلا عليه الرسول صلى الله عليه وسلم القرآن ودعاه إلى الإسلام فأسلم. وهذا حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه عم النبي صلى الله عليه وسلم رجل قوي غيور، أسلم حينما سمع أن أبا جهل آذى النبي صلى الله عليه وسلم. وهذا أبو سفيان رضي الله عنه يسلم لما يرى عظم جيش المسلمين وانظر كيف دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم حصين بعد عبيد إلى الإسلام قال له: يا حصين كم تعبد؟ قال: سبعة آلهة ستة في الأرض وواحد في السماء. قال: فمن الذي تعد لرغبتك ورهبتك؟ قال: الذي في السماء. قال: أسلم حتى أعلمك كلمات ينفعك الله بها [هنا يدعوه الرسول صلى الله عليه وسلم إلى الإسلام عن طريق تعليمه دعاءا] فأسلم. فقال: 'قل اللهم ألهمني رشدي وقني شر نفسي'. وهذا ضماد الأزدي وكان من أهل اليمن رضي الله عنه وكان يرقى من الجن، فيأت للرسول صلى الله عليه وسلم يعرض عليه أن يرقيه بعدما سمع من كفار قريش ما سمع فيقول له الرسول صلى الله عليه وسلم خطبة الحاجة: 'إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه ...' فيسلم رضي الله عنه. وهكذا اختلف مدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم لكل شخص لدعوته إلى الإسلام وأما التشجيع: فيقول الأستاذ على طنطاوي: قرأت مرة أن مجلة إنكليزية كبيرة سألت الأدباء عن الأمر الذي يتوقف عليه نمو العلوم وازدهار الأدب؟ وجعلت لمن يحسن الجواب جائزة قيمة، فكانت الجائزة لكاتبة مشهورة قالت 'إنه التشجيع'. اجعل دأبك دائمًا أيها الأخ أن تشجع الآخرين، أي فعل إيجابي تراه شجعه، أي إبداع أيده، افتح المجال أمام الناس ليبدعوا وليتحركوا ولينطلقوا وشجعهم على ذلك. انظر إلى هارون الرشيد رضي الله عنه الذي كان يشجع العلماء وطلبة العلم ويغدق لهم العطايا والصلات حتى قال بن المبارك: فما رأيت عالمًا ولا قارئًا للقرآن ولا سباقًا للخيرات ولا حافظًا للمحرمات في أيام بعد أيام رسول الله صلى الله عليه وسلم وأيام الخلفاء والصحابة أكثر منهم في زمن الرشيد وأيامه، لقد كان الغلام يجمع القرآن وهو بن ثمان سنين، ولقد كان الغلام، يستبحر في الفقه والعلم ويروي الحديث ويجمع الدواوين ويناظر المعلمين وهو بن إحدى عشرة سنة'. وفي القرن السادس عشر قامت محاولة ناجحة في عهد الخلاقة العثمانية لتجميع النابغين من جميع الأمصار والقرى وتوفير الرعاية التي جعلت كل نابغة يعطي ما عنده من فن وعلم مما ساعد على ازدهار الدولة العثمانية حضاريًا وعسكريًا حتى باتت تهدد بغزو أوروبا'. |
القاعدة السادسة: ابتسم وكن صاحب دعابة: إن الابتسامة وروح الدعابة والمرح تجعل الناس يبحثون عنك ويسألون عنك ليتصلوا هم بك وليستأنسوا بالحديث معك. ـ يقول فرانكلين بتجر: 'إنه وجد منذ زمن مضى أن الرجل المبتسم أهل للترحيب في كل مكان'. ـ ولأهل الصين حكمة: 'إن الرجل الذي لا يعرف كيف يبتسم لا ينبغي له أن يفتح متجرًا'. ـ ويقول مدير إحدى شركات المطاط الكبرى: 'إن الرجل قلما ينجح في عمله ما لم يقبل عليه بروح الدعابة والمرح'. ـ ويقول ديل كارنجي عن الابتسامة: 'إنها لا تكلف شيئًا ولكنها تعود بالخير الكثير, إنها تُغنِي أولئك الذين يأخذون ولا تُفقِر أولئك الذين يمنحون، إنها لا تستغرق أكثر من لمح البصر, لكن ذكراها تبقى إلى آخر العمر، إنها راحة للتعب، وشعاع الأمل للبائس وأجمل العزاء للمحزون'. ـ هل فهمت الآن لماذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: 'وتبسمك في وجه أخيك صدقة', وقال أيضًا: 'لا تحقرنّ من المعروف شيئًا ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق'؟! هل أدركت الآن لماذا كان يداعب الرسول صلى الله عليه وسلم أصحابه؟! عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قالوا: يا رسول الله إنك تداعبنا. قال: 'إني لا أقول إلا حقًا'. وإنما نعني بذلك الابتسامة الحقيقية التي تأتي من أعماق النفس, التي تقول لك عن صاحبها: 'إني أحبك.. إنك تمنحني السعادة.. إني سعيد برؤيتك'. ـ كان عليّ حتى أتخرج من الكلية أن آخذ ما يسمونه بالتربية العسكرية, وهو نشاط لمدة أسبوعين نتعلم فيه الوقوف في طوابير المشاة, ونأخذ بعض المحاضرات العسكرية، وصادف أن يكون معي في هذا النشاط أخ ملتزم بالسُّنة, فكنا نحن الملتزميْن بالسنة في حوالي ستين شابًا. كان هذا الأخ وبكل أسف يسيء التعامل مع الناس ويصيح أحيانًا في وجوههم ويعقد عليهم أمور دينهم، بينما كنت من جهتي على العكس تمامًا دائم الابتسام، أداعب الناس وأمازحهم, فكان مما لاحظته في تلك الأثناء أن الناس كانت تفر من هذا الأخ بينما أجدهم يبحثون عني، وبينما كان الناس يهربون من هذا الأخ وهو يريد أن يحدثهم في الدين، وكانوا يلجئون إليّ ويطلبون مني أن أحدثهم عن الدين. ولا أنسى اليوم الذي جئت فيه إلى طابور الصباح متأخرًا، وكنت مسئولاً عن فقرة الحديث الشريف في الإذاعة الصباحية، فأتيت تحديدًا على ميعاد قول الحديث, فابتسمت في وجه الضابط واستأذنته في الدخول لقول الحديث فأذن لي. وفي أثناء اليوم قال لي: 'إنك تذكّرني بروح الإسلام, وحينما أتيت متأخرًا كان المفروض أن أعاقبك, لكنني حين وجدت هذه الابتسامة الجميلة على وجهك عفوت عنك، وأذنت لك بقول الحديث'. القاعدة الثامنة: احفظ الاسم جيدًا ونادِه بأحب الأسماء إليه: يقول الأستاذ عباس السيسي: 'حفظ الأسماء عامل مهم ومؤشر, وبدونه لا يحدث التحام ولا تتولد ثقة بين الأفراد, فهو أول خيط يربط بين القلوب، إنه الخيط الذي يجمع بين حبات العقد, وبه يمكن بسطها إذا انفصلت أو تفرقت، وكل إنسان يحب أن ينادَى باسمه بل بأحب الأسماء إليه'. ـ ويقول ديل كارنجي: 'إننا نقضي نصف الوقت الذي نتعرف فيه على الغريب نتبادل بضع كلمات جوفاء, ثم لا نستطيع حتى أن نذكر اسمه عندما يحيينا لينصرف. إن من أهم الدروس التي يتلقاها السياسي هذا الدرس: 'إن تذكر اسم أحد الناخبين هو نصف الطريق إلى نباهة الذكر، أما نسيانه فهو نصف الطريق إلى الخيبة والإخفاق'. ـ وكان نابليون الثالث إمبراطور فرنسا وابن عم نابليون العظيم يباهي بأنه على الرغم من واجبات الملك الملقاة على عاتقة يستطيع أن يذكر اسم كل شخص التقى به. ـ يقول د/ عبد الله الخاطر: 'الناس يحبون أن ينادَوا بأحب الأسماء إليهم: يا محمد.. يا فلان، وكان الرسول صلى الله عليه وسلم ينادي أصحابه بأحب الأسماء إليهم حتى الأطفال الصغار كان يكنيهم أحيانًا يقول: 'يا أبا عمير ماذا فعل النغير'؟ وأبو عمير هذا طفل صغير، ويرجع بعض المحللين نجاح بعض القادة من الرؤساء وغيرهم إلى أنهم كانوا يحفظون أسماء الناس أحيانًا. ـ ذهبت أنا وصديق لي لزيارة صديق لنا في الجامعة اسمه أحمد، وبينما نحن جلوس ناداه صديقي الأول فقال له: يا أحمد: فأجابه: إنني أعتز بالذي يناديني باسم أحمد كثيرًا، فإن أهلي وأصدقائي لا ينادونني بهذا الاسم، ولذا فأنا أعتز كثيرًا بمن يناديني بهذا الاسم. ـ وإليك هذه الخطوات التي تساعدك على حفظ أسماء الناس: 1. لا بد أن يكون عندك حرص ورغبة على حفظ الأسماء. 2. عندما يبدأ التعارف كن يقظًا، استقبل قلبك وفعلك لاستقبال الاسم ثم تابعه في الذاكرة حتى يثبت. 3. كرر هذا الاسم أثناء اللقاء كثيرًا؛ بأن تنادي الشخص به حتى يتم تثبيته في الذاكرة. 4. عند التعارف من الضروري أن تركز على صورة وهيئة من تتعرف عليه؛ هل له لحية؟! هل يلبس نظارة؟!! لونه.. صوته.. ثم وظيفته.. والمناسبة التي فيها اللقاء. 5. أن تتذكر حين تلقاه كل ما سبق ثم المناسبة والمكان الذي لقيته به أول مرة, وهذا يساعدك على سرعة مناداته باسمه. القاعدة التاسعة: تهادوا تحابوا: روى الإمام الترمذي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: 'تهادوا تحابوا؛ فإن الهدية تذهب وحر الصدور' أي تذهب وسواسه وحقده وغشه وبغضه للآخرين. وروي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: 'تهادوا تحابوا'. وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يقبل الهدية ويثيب عليها، وكان يدعو إلى قبولها ويرغّب فيها. ـ وللهدية أهمية كبيرة في جذب غير المسلمين إلى الدين الإسلامي, كما فعل الرسول صلى الله عليه وسلم مع صفوان بن أمية حينما أعطاه وادييْن من إبل وغنم، فأسلم صفوان وحسن إسلامه. ثم سخّر كل ما يملك لخدمة الإسلام. عن صفوان بن أمية قال: 'لقد أعطاني رسول الله صلى الله عليه وسلم وإنه لأبغض الناس إليّ, فما زال يعطيني حتى إنه لأحب الناس إليّ'. ـ والهدية من أقوى الوسائل لترابط القلوب وتآلفها، ولقد كان لي أخ يحرص على إعطاء الهدايا للناس أيما حرص، ويوصيني بذلك خصوصًا مع من أدعوهم إلى الله, بل وكان يضغط عليّ لأعطي بعض أصدقائي من الهدايا حتى جربت ذلك وأعطيت صديقًا لي هدية فوجدت هذا الأثر النفسي الرائع الذي طبعته الهدية, ومن يومها شعرت بقيمة الهدية. ـ هذا, ويستحب لك أيها الأخ أن تختار الوقت المناسب للهدية، وقد تستغل بعض المناسبات لإعطاء الهدية مثل الزواج والشفاء من المرض والرجوع من السفر والنجاح في الامتحانات، كذلك عليك أن تختار الهدية المناسبة لكل شخص، فهدية الصغير تختلف عن هدية الكبير، وهدية الغني تختلف عن هدية الفقير، وهدية العالم تختلف عن هدية الجاهل، ولا تنسَ وأنت تقدم الهدية أن تقدمها بنفس طيبة ووجه طلق. |
مدير لأول مرة يمكننا أن نقول إن حياتك بعد أن تصبح مديرا لن تكون أبدا كما كانت قبل، وستواجه تحديات كثيرة لا حصر لها ونجاحك في مواجهة هذه ا لتحديات معناه نجاحك كمدير ! هل تحب أن تكون مديرا؟ قبل أن تقول نعم فلابد من معرفة تبعات وتحديات مهمتك الجديدة. وليس معنى صعوبة المهمة استحالتها، دعنا معا أن نخطو أولى الخطوات في عالم الإدارة ولعلنا بذلك نسهم في تقديم يد العون للمديرين الجدد ونأخذ بأيديهم نحو سلم النجاح. أخطاء الأيام الأولى في عالم الإدارة: من الخطأ أن تعتقد أن الجميع سيرحبون بقدومك. من الخطأ النظر لمن يريد التقرب إليك أنهم أصحاب مطامع شخصية وأنها سيئة المرامي دائما ومن ثم تأخذ منهم موقفا عدائيا. من الأخطاء الشائعة للمديرين الجدد إحداث تغييرات سريعة واتخاذ قرارات عاجلة فور توليهم الإدارة دون أن تكون لديهم رؤية كاملة لأوضاع المؤسسة؛فإن هذا غالبا يحمل على إهانة المدير السابق وبيان خطئه مع كونه غالبا يقابل بمقاومة من المرءوسين ومن شأنه أن يوجد فجوة كبيرة وتوجسا من المدير الجديد. من الأخطاء الخطيرة أن تجيب على كل شيء يوجه إليك من رؤسائك أو مرءوسيك ولو كنت لا تعرفه ،وأخطر منه التمادي في التمويه وخير لك الصمت في هذه الحالة والتريث وليس عيبا أن تقول لا أعلم . من الخطأ إغفال دور المرءوسين في إسداء النصيحة للمدير الجديد ومعرفة ما لديهم من أفكار بخصوص إدارتك لهم والاكتفاء بنصيحة الرؤساء. من الخطأ إساءة معاملة أصدقائك القدامى قبل أن تكون مديرا بدعوى إثبات حيادك للآخرين، وفي المقابل لا تخصهم بأي مزية لمجرد كونهم أصدقاءك. من الخطأ التعامل مع المرءوسين باعتبارهم أحد الممتلكات الشخصية فتقول موظفي وإدارتي ونحو ذلك من عبارات ولو غير مقصودة. كيف تقيم جسور الثقة مع مرءوسيك؟ إن الثقة المتبادلة بينك وبين مرءوسيك أول ركائز النجاح في مهمتك الجديدة وعندما تغيب هذه الثقة فلا تتوقع غير الفشل الذريع والسقوط المريع لك كمدير. إن إدراكك لهذه الحقيقة يحملك على الصبر على هذه المهمة الشاقة . هناك بعض الناس بطبعه متردد ويعجز عن اتخاذ قرار بنفسه وهؤلاء لا يصلحون للإدارة ،غير أن ذلك لا يعني أن المدير عليه أن يأخذ قراراته كلها من غير تروٍ وإلا لم يصلح للإدارة!! إن بناء الثقة بينك وبينهم يعني أن تثق في قدراتهم على تحقيق أهداف المؤسسة كما يعني أن تجعلهم يثقون في قدرتك وكفاءتك على إدارتهم وتوجيههم ، وهذا يتطلب إدراك أمور هامة: الثقة لا تبنى إلا على النجاح الفعلي كما أنها لا تبنى مرة واحدة وتحتاج إلى وقت ليس بالقصير. غالب المرءوسين يفتقدون لوسيلة دفعهم للأمام والابتكار وعليك أنت أن تقدم لهم هذه الوسيلة. لا تقتل ملكة الإبداع والابتكار لدى مرءوسيك إذا هم أخطئوا ؛ فأنت بذلك تعلنها صراحة : ممنوع أي أفكار جديدة وليكن هدفك التوجيه والتعليم . تجنب التعنيف على الملأ ما أمكن فإن كنت لابد فاعلا فاتبع الأسلوب النبوي الكريم:' ما بال أقوام يفعلون كذا وكذا' ولا تصرح بأسماء من تنتقد. الإكثار من مدح أقوام بعينهم وإهمال آخرين ربما يسبب إحباطا وسلبية لهؤلاء المهملين ، وربما سبب نوعا من المشاحنة بين المرءوسين. استقيموا ولن تحصوا: هذا العنوان جزء من حديث نبوي كريم وهو يحمل بين طياته توجيها عظيما يدفع المرء لمحاولة بلوغ الكمال ،وفي الوقت نفسه يبين له أن الكمال غاية لاتدرك ومن ثم فلا ينبغي أن يقعد أو ييأس ،وكذلك تلفت النظر إلى إدراك هذه الحقيقة في تعاملنا مع الآخرين وألا نطلب منهم تحقيق هذا الكمال المعجز الذي يؤدي بالمرء إلى القعود كلية، ومن طلب عملا بلا أخطاء فإنما يطلب محالا وحتما لن يكون هناك عمل بغير نسبة خطأ،وإنتاج مائة وحدة بعشرة أخطاء خير وأفضل من إنتاج ثلاثين ليس فيها خطأ واحد. إن إدراك المدير الجديد لهذه الحقيقة أمر ضروري جدا على طريق النجاح فبعض المديرين الجدد يغالون في طلب الكمال وهم يعلمون أنه بعيد المنال. والمديرون الذين يطلبون من مرءوسيهم ذلك إنما يعملون ضد أهدافهم؛ إذ قد يؤدي الحرص على تجنب الأخطاء إلى الإبطاء في العمل وخفض الإنتاج ، كما أن هذا النهج قد يؤدي إلى استياء المرءوسين وجعلهم يعتقدون أن مديرهم شخص لا يمكن إرضاؤه. على المدير أن يدرك جيدا أن جودة الإنتاج تتحقق عندما يقرر المرؤوسين بأنفسهم ذلك، ودوره هو حثهم على اتخاذ هذا القرار ومساعدتهم في تنفيذه!! بين الإحجام والإقدام: أسباب تردد البعض في اتخاذ القرار: عدم التأكد من كفاية المعلومات المتاحة. إذا كان المدير يظن أنه لا يصح أن يتخذ قرارا قبل أن يكون لديه 100% من المعلومات المطلوبة فهو واهم لسبب بسيط جدا وهو أنه في حالة ظنه توافر هذه النسبة لديه سيكتشف بعدها أنه كانت هناك معلومات غائبة عنه ومن ثم فهذ النسبة المطلوبة غير صحيحة وهي من عوائق اتخاذ القرارات ، وفي المقابل لايعني ذلك اتخاذ قرار في أمر ما لايعلم عنه شيئا ،وخير الأمور أواسطها فلا تتردد في اتخاذ قرارك عندما يتوفر لديك قدر معقول من المعلومات. الخوف من الوقوع في الأخطاء. إذا أردت ألا تخطئ أبدا في عمل ما أو قرار ما فليس هناك سوى سبيل واحد لتحقيق ذلك وهو ألا تعمل أي شيء أو تأخذ أي قرار!! وبعبارة أخرى :أقل الناس خطأ هم أقلهم عملا. ونحن لانقصد بذلك فتح الباب على مصراعيه لتبرير الأخطاء وإنما الشاهد أن الخطأ لاينبغي أن يعيق العمل واتخاذ القرارات، كما أن الإحجام عن اتخاذ القرارات أسوأ بكثير من الوقوع في بعض الأخطاء وهي ستقل بطبيعة الحال مع الخبرة والتجربة والممارسة مع الأخذ بالضوابط الأخرى. الكيان الواحد : من أعظم دعائم نجاح المدير أن يجعل نفسه ومرءوسيه كيانا واحدا وأن يجعلهم يشعرون أنهم هم أصحاب العمل ومديروه بالطبع دون الإخلال والخلط بين المهام والواجبات. أبجديات التعامل مع العاملين معك: وعندما تظهر عبارات [نحن] و[هم] في مؤسسة مشيرة إلى فئتين فهذا علامة تصدع في البناء بين الكليات والجزئيات: على المدير أن يدرك أنه لم يعد موظفا مطلوب منه أداء عملية معينة فحسب، بل إنه مسئول عن جميع العمليات بالإدارة. ومن ثم فيلزمه تغيير أسلوب عمله من الاهتمام بالتفاصيل الدقيقة والجزئية ،وليس معنى ذلك عدم الاهتمام بالتفصيلات التي تكون أحيانًا مطلوبة لاستكمال الصورة ،والتوازن مطلوب بين الأمرين ، والاهتمام ببعض أشجار الغابة لايعني إضاعة فرصة رؤيتها كلها!!! إن إدراك المدير لأهمية علاقته مع مرءوسيه وأن تأثيرها على مستقبله ومهمته أكثر من علاقاته برؤسائه من شأنه أن يغير من نظرته واهتمامه بهذه العلاقة وتنميتها ولكن قليلين فقط من المديرين من يدركون ذلك ومن ثم يسقطون من دائرة اهتماماتهم سبل بناء هذا العلاقة وآلية توجيهها. - الحوار يتيح فرصًا ما فريدة لحل العديد من المشكلات ولكن لا تجعل هذا الحوار من طرف واحد، بل اجعله على طريقة [خذ وهات]، وكن مستمعًا جيدًا لكل صاحب شكوى، وتذكر أن نظرك إلى محدثك يعني اهتمامك بما يقول و لكن احذر أن تضيع في ذلك الوقت الواجب تكريسه للعمل. مشكلات ما بعد الأيام الأولى: لن تظل دوما في أيامك الحالمة الأولى ولن يستمر تدليلك من قبل رؤسائك فما لهذا أتوا بك لهذه المهمة. وأول مهامك أو مشاكلك الأولى في عالم الإدارة الحقيقي هو تغيير سلوك بعض مرءوسيك وتكييفهم وإعادة تأهيلهم، والوقوف على مشاكلهم الشخصية، وإجراء الحوار معهم، وغير ذلك من مهام منصبك الجديد. - وحتما ستواجه أنواعًا من السلوك التي لا ترضى عنها؛ فلا تظن أنه بإمكانك إجراء تغيير جذري في سلوك الناس؛ لأن التغييرات في الشخصية الأساسية كما يقول علماء النفس لا تتحقق إلا بتعرض الشخص لتجارب مؤلمة أو بإجراء جراحة في المخ! وبغض النظر عن صحة هذا القول أو عدمه فإنه يظهر مدى الصعوبة في تغيير شخصية الإنسان. - قد يكون من الأفضل التعامل مع مرءوسيك على حالهم دون تغيير ولو كان ذلك لايروق لك ماداموا محققين للمطلوب منهم وهذا بالطبع إذا لم تكن هذه السلوكيات والطبائع يرفضها الدين ،أو كانت تؤثر سلبا على الآخرين وليكن دورك مع هذه النوعية هو توجيهها للمجال الذي يتناسب مع إمكاناتها وقدراتها الذهنية والنفسية. فن التعامل مع مشاكل العاملين: أولا :لا تعتقد أن لديك القدرة على إيجاد الحلول لجميع مشاكل الأفراد، والمطلوب منك التعامل مع المشكلات التي تدخل في دائرة مسئولياتك الإدارية، وتوجيه غيرها إلى الهيئات أو الإدارات المعنية بهذه الأمور الاجتماعية. -إذا أردت أن يعرف المرءوس أن عمله دون المستوى المطلوب فمن الخطأ أن تتبسط معه في الكلام بطريقة لا توصل إليه هذه الرسالة، وعليك أن تدير الحوار بطريقة تجعله يقترب بنفسه من غرض المقابلة. - كون بعض المشكلات قد لا يحتاج إلى أي تصرف، لا يعني أن تنتهج سياسة [دعه يعمل دعه يمر]. - هناك مشكلات ذات طبيعة خاصة كالموظف الكفء في عمله، ولكنه يتأخر عن موعد العمل فليس معنى كفاءته التهاون معه في أمر من شأنه إفساد العمل كله ولكنه رفق مشوب بالحزم. - إذا اضطررت إلى اتخاذ قرار مؤلم بفصل أحد الموظفين بعد استنفاد جميع وسائل إصلاحه، فليكن هذا القرار حاسمًا وفي سرية، حتى لا يعلم به زملاؤه.واحرص على ألا تفقد علاقتك معه أو على الأقل احرص على شعرة معاوية في تعاملك معه، ويجب أن تساعده في الحصول على جميع حقوقه التي يكفلها نظام المؤسسة، وتساعده في الحصول على عمل آخر يتناسب مع قدراته إذا استطعت إلى ذلك سبيلاً . - قد يفقد المدير دفة التوجيه تماما إذا كان متطرف الانفعال والمشاعر ،وعندما يعجز عن إدارة عواطفه، وينفعل لأتفه الأسباب، فسيفقد تعاطف العاملين معه وثقتهم في نفس الوقت وسيتوجسون منه خيفة في رضاه وغضبه . - إن أول وأنجع أسباب النجاح في حل مشاكل الإدارة والعاملين هو الاحتفاظ بهدوء أعصابك في أصعب الظروف حتى يمكنك التفكير السليم، و لا يعني هذا أن تكون مجردًا من العواطف الإنسانية. نصائح وتوجيهات هامة: تنمية المهارة أمر حتمي: فلا يعني كونك مديرا أن تنقطع عن تطوير نفسك وتنمية مهاراتك ؛فقيمة كل امرئ مايحسنه ويتقنه ،والمدرس الذي لاينمي نفسه في مادته لا يأمن أن يأتي اليوم الذي يسبقه فيه التلاميذ الجدد الذين تطورت مناهجهم واستفادوا من غيره. إياك والعجب والغرور: فهي إحدى شراك النجاح المبكر، ويمكنك تحويل الغرور إلى نوع حميد من الثقة بالنفس، وأن تعترف بأخطائك ولا تلق باللوم على مرءوسيك؛ فالخطأ أمر طبيعي يمكن أن يقع فيه كل البشر.والمكابرة والتمادي في الخطأ أعظم من الخطأ نفسه. لاتجعل وظيفتك الجديدة نهاية المطاف !!! في أحيان كثيرة تضيع على بعض المديرين فرص الترقي بسبب عدم وجود من يحلون محلهم. فإذا أرت أن تتفادى هذه العقبة فعليك أن تعد أحد معاونيك ليكون جاهزًا لتولي مهام منصبك عند اللزوم؛ بأن تفوض إليه بعض سلطاتك بالتدريج، وعندما يستقر اختيارك على أحد مرءوسيك يجب أن يعلم رؤسائك بذلك. وإذا أدى هذا السلوك إلى ترقية معاونيك في إدارات أخرى فلا تحزن على ذلك؛ لأنك ستكتسب شهرة أنك مدير معلم، وربما تزيد فرصتك في الترقي. - إذا لم يكن لديك مساعد جاهز، يمكنك تفويض بعض مهامك إلى أكثر من مرءوس حتى لا يترقى أحدهم من وراء ظهرك إلى أن تستقر على الأصلح منهم. بيد أن هذا الأسلوب قد لا يخلو من سلبيات على باقي المرءوسين، ولهذا يجب أن تعطيهم الأمل في إمكانية الترقي في إدارات أخرى خارج إدارتك، وكن صادقًا في ذلك، وعامل الجميع على قدم المساواة والعدل. - لا تكن كالذين يعتقدون بأن المؤسسة لا يمكنها الاستغناء عنهم، وهم بسبب هذا الوهم قد يضحون بإجازاتهم. ومثل هؤلاء هم أول ضحايا هذا الفهم الخاطئ لمفهوم الإدارة ولا يصلحون لها. - اعتن بمظهرك وأحسن اختيار ملابسك من غير إسراف أو مخيلة، وإذا أردت أن تكون ناجحًا فزيك يجب أن يبدو كذلك. - وقد يكون رؤسائك راضين عنك كل الرضى لدرجة أنهم لا يودون الاستغناء عنك ولا يفكرون في ترشيحك لترقية في أماكن أخرى خارج نطاق سلطاتهم، فيجب أن تستكشف ذلك في وقت مبكر وتعد له بالطريقة السابق ذكرها قبل أن يفوت الأوان. إدارة الوقت : لاتتصور أنك تصلح مدير مؤسسة إن لم تستطع إدارة وقتك أولا ،ولعل أفضل طريقة لتنظيم وقتك بوسيلة عملية هي أن تعد مذكرة بالأعمال المفروض عليك إنجازها كل يوم وتضعها أمامك. وأشر على ما يتم إنجازه منها، وما يتبقى منها بدون إنجاز يرحل إلى مذكرة اليوم التالي. على أن يتم ترتيب الأعمال وفقًا لأهميتها وأولويتها. ولو تطلب عملك أن تأخذ بعض أوراقك معك إلى المنزل وبصفة خاصة الأعمال التي تتطلب الهدوء في التفكير ككتابة التقارير والأبحاث. فلامانع على ألا يكون ذلك سبيل جعل المنزل والمكتب سواء. كيف تكتب إلى الآخرين؟ أفضل طريقة للكتابة للآخرين هي أن تستحضر صورة ذهنية لمن تود الكتابة له، وتكاتبه كأنك تخاطبه. وافعل ذلك أيضًا مع مرءوسيك. وإذا كنت تكتب لرئيس لا تحبه استحضر صورة ذهنية لأحد أصدقائك واكتب له ما تود كتابته لهذا الرئيس. ووقع على خطابك باسمك الأول لإشعاره بالود. ويجب الحفاظ على قواعد النحو والصرف والهجاء، وإذا كنت لا تجيدها حاول أن تتعلمها، ولا تعتمد في ذلك على مساعد أو سكرتير، لأن ذلك من شأنه أن يفوت عليك فرصة تعلم هذه المهارة الهامة. تعلم أدب الرد على المكالمات الهاتفية: يغفل كثير من الناس أدب الرد على المكالمات الهاتفية ،وهو أدب هام يتأكد عندما يكون هو أول سبيل لك للتعرف على الآخرين فطريقة كلامك في اتصالاتك الهاتفية تكشف عن شخصيتك ،والانطباع لأول مكالمة ربما يبقى مدة طويلة ويكون صورة لصاحبها ربما لاتغيرها الأيام ،كما أن إشعار من تكلمه باهتمامك به فضلا عن كونه أدبا مهما فهو أيضا سبيل كسب الود والاحترام. أحسن الإنصات للآخرين: من مهارات المدير الناجح قدرته على الاستماع الجيد؛ لأن الله قد جعل لكل منا أذنين وفمًا واحدًا، وهو يتطلب أن يكون وقت الاستماع ضعف الوقت المكرس للكلام. وأنت حين تستمع تتعلم شيئًا جديدًا، ولكن حين تتكلم لا تتعلم. وإذا أردت أن تكون محدثًا بارعًا عليك أن تكون مستمعًا جيدًا. وتذكر أن نظرك إلى محدثك يعني اهتمامك بما يقول. لا تكن عباسا: يخطئ الكثيرون من الناس عندما يخلطون بين الجدية وتقطيب الجبين والعبوس في وجه الآخرين ،والابتسامة العريضة لاتعني غياب الحزم وضياع الجدية والدعابة المنضبطة الموزونة من غير ابتذال طريق سهل لتملك القلوب، كما أن العبوس هو أقصر طريق لتنفير الناس منك ومن إدارتك لهم. مستفاد من كتاب : مدير لأول مرة، للورن بلكر |
تابع : لاول مــــــرة مـــــــــــدير بديهيات النجاح للمدير الجديد1-قدوة حسنة في التزامه بمواعيده وسلوكياته. 2- يحترم سابقيه ويعرف فضلهم وسبقهم. 3 -لا يستنكف عن الجلوس لمرءوسيه ومعرفة طموحاتهم ومشاكلهم والتودد إليهم. 4-يفرق بين الحزم المطلوب والغلظة المذمومة. 5-أفضل الرؤساء هو أقلهم إصدارًا للأوامر. خادم القوم سيدهم مهام المدير أو القائد هي مزيج من مسئوليات القائد والخادم. ولكن الكثير منا ينكرون جانب الخدمة؛ لأنه يتعارض مع ما يعتقدونه في أنفسهم، مع أنهم بإمعان التفكير في عملهم، سيجدون أن معظم المهام المنوطة بهم هي في واقع الأمر خدمات لمرءوسيهم. حقائق مفيدة لايمكن حمل جميع العاملين على القيام بمهام واحدة أو التفكير بنفس الطريقة والمهم اختيار الرجل المناسب للمهمة المناسبة. 1 ليس معنى أنني المدير أنني أذكى القوم. العدالة في توزيع المهام لاتعني بالضرورة المساواة في توزيع الأعمال. لايعني كونك المدير أنك معصوم من الأخطاء فلا تدفع مرءوسيك لإثبات ذلك. ليس معنى أنك المدير أن تكون أن أنت المتكلم فقط في كل حوار!! من مهارات المدير الناجح قدرته على الاستماع الجيد. من أكبر أخطاء المدير أن يوهم العاملين معه أن كل شيء مهم وعاجل لأن محصلة ذلك أنه لاشيء مهم أو عاجل!! من الخطأ أن يظن المدير أنه مسئول عن حلول جميع مشاكل العاملين معه وأعظم منه خطأ أن يظن أنه غير مسئول عن حل أي منها!! إذا كنت تعتقد أنك من أولئك الذين تسيرهم الأحداث فخل عنك مهمة المدير لغيرك لايوجد عمل محبب للنفس على الإطلاق وفي المقابل لايخلو عمل من جوانب إيجابية فيه. مدير ناجح في لحظة تفكير 2. قد يكون القرار السليم أن لا أقرر شيئًا. 3. لن أستطيع قيادة الناس بدفعهم من الخلف.. إذًا يجب أن أسير أمامهم. 4. إن اعترافي بأخطائي فضيلة .. يجرد أعدائي من أسلحتهم.. ويعطي أصدقائي سلاحًا للدفاع عني. 5. عندما أكون سلبيًا تجاه الأفكار الخاطئة.. أكون إيجابيًا تجاه الحقيقة. 6. لن أكون دبلوماسيًا ناجحًا.. إلا إذا واجهت رئيسي بأخطائه. 7. أنا لست أهم من الموظفين.. أنا فقط أكبرهم مسئولية. 8. الصعود على أكتاف الآخرين.. معناه السقوط من أعلى. 9. مقياس النجاح الصحيح هو ما تعلمته من الفشل لا ما حققته من نجاح 10. المستفيد الأول من وجود موظف أذكى مني هو أنا لأنه منافس حقيقي يجعلني أكثر ذكاءً 11. ما هو تأثيري في الناس الذين أقودهم؟ وما هو تأثيري في الناس خارج العمل؟ هذا ماينبغي أن يشغلني لا أنني مدير لشركة تنتج أكواب بلاستيك فحسب!! |
قياس الأداء.....
هذا الموضوع يتناول مفهوم [قياس الأداء]، ذلك القياس الذي على أساسه يتحدد النجاح من الفشل عن طريق القرب والبعد من مقياس كل منهما .. من يقوم بالقياس ؟وفي الواقع : فإن الإداريين الذين يهملون عمليات قياس الأداء هم أقرب إلى الفشل في العملية الإدارية التطبيقية منهم إلى النجاح، إن عملاً بسيطًا يقدمك خطوة في سبيل الهدف تظهر معاييره جيدًا خير ألف مرة من عمل كبير يكذبك في رؤيته ويتخيل إليك المتقد فيه في وقت أنت لا تعرف عن معاييره شيئًا .. ولذلك فالإداريون الناجحون يهتمون بشكل ملحوظ بالمقاييس المختلفة التي يمكن الاستفادة بها في تقدم الأداء ونحن في هذا الموضوع ـ الذي بين يديك ـ نقدم لك موضوعًا أكاديميًا متخصصًا وأسلوب سهل مبسط يستطيع الاستفادة به كل قارئ .. فكن معي وبيدك القلم والورق لتدون أهم الملاحظات التطبيقية .. أولاً : معنى قياس الأداء : في إحدى المؤسسات الإنتاجية بعد تقييم الميزانية العمومية لها .. اتضح أن هناك نسبة أرباح تقارب الخمسين بالمائة 50 % سنويًا، وقد سعد الجميع بذلك سعادة غامرة، ولكن الذي لم يتم سعادتهم أن قام أحد الإداريين الأذكياء في إحدى الاجتماعات وأخبرهم بخبر غير سار : أخبرهم أن هذه النسبة من الأرباح نسبة وهمية لا تعبر عن مدى النجاح الذي قاموا به إذ أن هذه النسبة كانت نتاجًا لارتفاع أسعار العملة، وأن هذه الشركة كان لديها مخزونًا كبيرًا من البضائع وبارتفاع سعر العملة ارتفع ثمن المخزون فزادت نسبة الأرباح مع عوامل أخرى أطال في ذكرها ضيعت السعادة من عيون العاملين على ذلك المقياس الكاذب الذي قاموا به أداءهم .. وعلى مستوى آخر فإن هناك أحد التوجهات الإسلامية في بلد إسلامي ما وبعد ظهوره بثلاث سنين فقط كثر الكلام عن قوته وثباته ووضوح منهجه وكتب عنه بعض الكتاب وتناقش حول منهجه بعض المفكرين في حلقات النقاش المختلفة وكثر عن القيل والقال ..، ويوم أن اجتمع الإداريون والقادة لهذا التوجه أو لهذه الفكرة كانت تعليقاتهم كلم حول مدى النجاح الباهر الذي حققوه في فترة قليلة بناء على هذا الكم من المناقشات والتناولات حول فكرتهم التي جاءوا بها . ولم يكن في الحقيقة حالهم بأحسن حال كثيرًا من أصحاب المؤسسة الأولى .. إذ إنهم قد تبنوا وهمًا قياسيًا ظنوا به أنهم يقتربون من أهدافهم وليس الأمر كذلك . إذ أنه لم تلبث هذه الكتابات والمناقشات أن انقلبت ضدهم وبدأت في تشويه فكرتهم ومنهجهم ونظروا إلى أنفسهم بعد قليل فوجدوا بأيديهم [خفي حنين] !! معنى قياس الأداء .. فقياس الأداء إذن هو المقياس الصحيح الذي يتحدد من خلال جمع جميع العوامل المؤثرة في التقدم نحو الهدف، وقياس قدرة كل واحد منها على حدة ثم القياس الجمعي لها ثم قياس النتيجة الصحيحة بعيدًا عن العوامل الوهمية التي قد تطفو على السطح، وبحيث يكون ذلك المقياس قياسًا شاملاً للعمليات الحسابية والاجتماعية والشخصية والإعلامية وغيرها من جوانب العمل المختلفة . قياس الأداء كقاعدة أساسية : لا شك أن عملية قياس الأداء هي عملية أساسية من العمليات الإدارية المتخذة لا تقل قدرًا بحال عن العمليات الإدارية الأخرى كاتخاذ القرار وبناء فريق العمل وغيرها، ومن ثم لزم وضعها كخط عريض من الخطوط العريضة لمؤسسة ما تريد أن تحقق نجاحات مختلفة في جوانب معينة . والأعمال التي تعتمد على عشوائية القياس أعمال لا تشعر بالتقدم والإنجاز ـ إذا كان موجودًا ـ وكذلك فهي تخفي رأسها في الرمال حتى لا ترى مدى التأخر والفشل الذي يغلب على الظن وجوده . قياس الأداء ووضع خطة العمل : هناك علاقة قوية بين وضع خطط العمل واعتمادها للتطبيق وبين نتائج مقاييس الأداء المختلفة، ذلك أن تلك المقاييس تعتبر كخريطة رسم واضحة لمدى القدرة على تحقيق القرب أو البعد من هدف معين، وإذا كانت خطة العمل يجب أن يراعى وضع أهداف يمكن تحقيقها، فإنها بالتالي ستحتاج إلى قياس الداء لتحديد ذلك بالدقة المطلوبة . قياس الداء عملية مشتركة : يخطئ كثير من القادة عندما يظن أنه وحده يستطيع قياس مدى نجاح مجموعته أو مؤسسته، وهو خطأ شائع يقع فيه كل قائد أو إداري قليل الخبرة إذ إن ذلك القائد لن يرى في عملية القياس سوى أنها عملية تقيمية لعماله التي يراها ـ ناجحة من وجهة نظره الشخصية !! وقد يكون ذلك القائد يعيش في وهم كبير من ظن النجاح وهو يغوص في بحر من الفشل . لذلك فنحن ننصح كل قائد يريد أن يقيس الأداء الحقيقي لعمله أن يجعله عملية مشتركة بين مجموعة من القائمين بالقياس، فأولهم كل المسؤولين عن العمليات الإدارية والتوجيهية وثانيهم كل العاملين في هذا العمل أو تلك المؤسسة بغير استثناء عامل واحد حتى الحارس وعامل النظافة والساعي وعامل التليفون وثالثهم المنتفعين بالخدمات التي يقدمها العمل أو الذين يوجه إليهم العمل كهدف أساسي كالزبائن في العمليات التجارية والأفراد المثقفين في الأعمال الفكرية والنساء في المؤسسات التي توجه خدماتها إليهم .. ويوم أن يشترك كل أولئك في عملية قياس الأداء سيتضح للقائد من النتائج ما لم يكن يظن من قبل على أي حال .. عملية قياس الأداء لازمة لكل المستويات : لا تختص عملية قياس الأداء بالأعمال المؤسسية الكبيرة ولا الأعمال الاجتماعية الواسعة، ولكنها تلزم كل شخص يقوم بعمل ما ويهدف إلى هدف محدد..، فالشخص الناجح يلزم بصورة دورية أن يقوم بعملية قياس الأداء لنفسه ولإنتاجه الشخص ومدى قربه أو بعده عن هدفه الموجود .. وأصحاب الأعمال الصغيرة هم كذلك بحاجة إلى ذلك النوع من القياس .. وقد تختلف المحددات في كل مستوى على حده إلا أن الجميع يشترك في أمرين : ضرورة الحاجة للعملية القياسية والخروج بالنتائج الحقيقية غير الوهمية . ثانيًا : كيفية قياس الأداء : لا شك أن عملية قياس الأداء الناجحة هي العملية التي تعطي نتائج موثقة لإنتاجية العمل ومن ثم لزم على جميع الإداريين دراسة الكيفية الصحيحة للقيام بالقياسات المختلفة، ولكننا هنا نقف معك على عدة نقاط أساسية في كيفية قياس الأداء، تصلح كبداية تعليمية ولا تصلح كنهاية تطبيقية فكن معي ما استطعت .. الجوانب التي يتعرض لها القياس : أي نوع من القياس الصحيح يستلزم أن يقوم بعمله من خلال البحث في جوانب ثلاثة هامة هي : أ ـ الأهداف المطلوبة ومدى تحقيقها . ب ـ البرنامج التنفيذي ومدى الالتزام بها . جـ ـ العوامل الخارجية . وأبينها لك باختصار : أ ـ الأهداف وتحقيقها : بعض التكوينات الإدارية تقتصر على أهداف عامة تعلنها وتعمل من خلالها ومثال ذلك في المؤسسات الإنتاجية أن ترفع هدف تحسين الإنتاج أو هدف الانتشار أو غيره، ومثاله في المؤسسات الاجتماعية أو الجمعيات الفكرية أن ترفع هدف العطاء أو العدل أو غيره، وتلك الأهداف، وإن كانت أهدافًا عظيمة وجيدة على مختلف المستويات إلا أنها غير عملية ولا تطبيقية على المستوى التنفيدي لكل عمل على حده، فهي تصلح كأهداف عامة يعمل من خلالها العامل راجيًا لها محاولاً الوصول بعمله إليها .. أما هدفه المرحلي الواقعي التطبيقي الذي إذا أنجزه رفع صوته قائلاً ها أنذا قد حققت هذا الهدف .. فيجب أن يتحدد بصورة أدق من ذلك كثيرًا . ومن هنا لزم وضع أهداف مرحلية دقيقة لكل عمل على حدة ولكل خطوة على حدة. وقياس الداء يعمل في هذا المستوى ـ كعمل أول ـ، يبحث في الأهداف المرحلية التنفيذية والتي تعمل في ظل الأهداف العامة ويقيس مدى تحقيقها على أرض الواقع ومدى التقصير في تحقيقها . وطريقة قياس الأهداف ومدى تحقيقها لا يعني بحال التعرض لذات الهدف أو البحث في مدى صحته أو خطئه، فإن هذا ليس من عمل القياس، وإنما يعمل القياس في دائرة البحث في مدى تحقيقه وتنفيذه على أرض الواقع . ب ـ البرنامج التنفيذي : المستوى الثاني من مستويات عمل القياس هو البرنامج العملي التنفيذي للخطة الموضوعة ككل ويدخل في ذلك الأهداف ـ السابق ذكرها ـ والوسائل المستخدمة لتحقيقها والمحددات التي تحيط بالعمل وبالمنهجية الحركية للتنفيذ . ويتم القياس عبر المشاركة من العاملين ومعهم أثناء التحرك التنفيذي للخطة ولا يمكن نجاح هذا النوع من القياس من خلال تقييم التقريرات الورقية فقط، ولكن لابد من المراقبة الميدانية للعمل عن قرب ليتحقق المراد من القياس . جـ ـ العوامل الخارجية : وهي المستوى الثالث من مستويات القياس ويقصد بالعوامل الخارجية ما يلي : مدى قبول أو رفض الخدمة المؤداة أو الإنتاج المعروض . المعوقات الخارجية . طريقة تعامل العاملين مع المجتمع الخارجي . الخصوم والأعداء الخارجيين . وهذه العوامل من أهم العوامل الخارجية التي ينبغي للقياس أن يعمل فيها وإهمال أي عامل منها إهمال شديد للعملية القياسية وبالتالي إهمال لقياسات النجاح !! [ولعلنا ـ إن يسر الله ـ أن نتعرض لموضوع خاص بكيفية التعامل مع كل عامل من هذه العوامل الأربعة الهامة]. هناك بعض المحددات العامة تقرر الإجابة على سؤال؛ من يقوم بالقياس ؟ مجموعة القياس .. من هم وما صفاتهم ؟!وقد سبقت الإشارة على خطأ ظن بعض المديرين من إن المدير هو القائم بالقياس وحده، وهذه المحددات هي : حجم العمل ومدى تشعب جوانبه . عدد المستفيدين منه. اختلاف جهات القياس [هل هو قياس لجهة واحدة أم قياس عام أم شامل ؟] وعلى هذا الأساس يكون القائم بالقياس هو : أ ـ الإداريون : [هم المسؤولون المباشرون للأعمال]. ب ـ مجموعات القياس . جـ ـ قادة العمل . [هم القادة في أعلى المستويات] . وعلى هذا فإن هؤلاء قد يستخدم في القياس صنفين آخرين للمشاركة في العملية القياسية . العاملون بجميع القطاعات . المستفيدون من الخدمة . وعلى أي الأحوال فإن عبئ قياس الأداء يكون ـ في غالب الأحيان ـ على مجموعة القياس، وهي التي ستتعرض لها بشيء من توضيح .. إن مجموعة القياس هي مجموعة من القائمين بالعمل الإداري يشترك معهم بعض القائمين بالعمل التنفيذي وتختص هذه المجموعة بدور واحد فقط وهو القيام بعمل قياس الأداء بشكل دوري . وهناك عدة نقاط هامة يجب أن تراعى في موجوعات القياس : يجب أن تكون خطة العمل واضحة لجميع المشاركين في هذه المجموعة . كذلك يجب أن يكون واضحًا لديها وبشكل تفصيلي طريقة عمل المؤسسة . ضرورة تسهيل الاتصال بين أعضائها . ضرورة أن تضم هذه المجموعة ما يكفي من الخبرات اللازمة لإتمام عملية القياس . يجب أن تتوافر لها جميع احتياجات التقنية المطلوبة . يجب اختيار عناصر المجموعة اختيارًا دقيقًا . وسائل القياس : للقياس الأدائي ثلاثة وسائل رئيسية يتفرع منها باقي الوسائل الفرعية وهذه الوسائل الرئيسية هي : أ ـ القياس الحسابي . ب ـ قياس الاتجاهات . جـ ـ القياس الرمزي . نوضحها باختصار . [أ] القياس الحسابي : وهو الوسيلة الشهيرة للقياس، حيث يعتمد القائم بالقياس فيه على الأرقام الحسابية في تقدير نسبة الجودة والإنتاجية وتقدم الداء أو العكس ويمتاز هذا المقياس بوضوح معاييره وسهولة الحصول عليه ولكن يفتقر إلى إظهار الميول النفسية والاجتماعية لدى المنتفعين من الخدمة . [ب] قياس الاتجاهات : وهو وسيلة من وسائل قياس الأداء تعتمد على التركيز على مدى قابلية المستفيد والمنتفع بالخدمة للخدمة، وكذلك ميول واتجاهات الأفراد العاملين، ومدى قناعاتهم بالعمل والإنجاز، وكذلك يعمل هذا النوع من القياس في مجال التقلبات النفسية والاجتماعية المحيطة بالعمل . [جـ] القياس الرمزي : وهو وسيلة من وسائل القياس تتبلور فيها النتائج إلى رموز معبرة عن مستوى النجاح، سواء كانت هذه الرموز خطوطًا بيانية أو أشكال هندسية أو غيرها وهذا النوع من القياس يستفيد به القائم بالقياس في شرح وجهة نظره للمسؤولين وكذلك في الحكم الشامل على نوعية معينة من الأعمال أو في خطوات التقديم المتقدمة . وهذه الأنواع الثلاثة من المقياس تستخدم جميعًا في القياس الأدائي للأعمال ولا يستغني عن نوع منها إذ أن لكل منها عمل يختلف عن الآخر، ولك مقياس فيها يغطي جانبًا من جوانب الداء لا يستطيع الآخر إكمال تغطيته، ومن ثم فعلى القائمين بعملية القياس التدريب على الأنواع الثلاثة وكيفية استخدامها بصورة صحيحة . رابعًا : قياس الداء والاستفادة به في العمل الإسلامي : يعتبر العمل الإسلامي الدعوي أو الخدمي من نوعية العمال التي يصلح أني ستخدم فهيا قياس الأداء بشكل مؤثر ومفيد، نبل إنه في استطاعتنا القول أن : الأعمال الإسلامية الدعوية أو الخدمية المقدمة للناس يلزمها أن تستخدم قياس الأداء بشكل دوري وأساسي . وإليك بعض النصائح والتصورات أثناء استخدام العمل الإسلامي لقياس الأداء لعلمها يمكن أن تفيد القائمين على العمل الإسلامي الدعوي أو الخدمي : ـ قدرة أي عمل على التقدم في سبيل النجاح يرتبط بقوة، بمستوى الإقبال عليه من الخارج . ـ تتمدد قوة عمل ما أو ضعفه بدليلين : أ ـ ارتفاع في مستوى الأفراد العلمي أو الإيماني أو كليهما. ب ـ عدد المقبلين على هذا العمل . ـ العمل العشوائي في المجمعات المختلفة ينشئ نوعًا من الوهم قد يتصوره قادة هذا العمل مفاده: أن عملنا ناجح، ولكن يحتاج إلى قليل من وقت، والحق في كثير من الأحيان، أن الشعوائية في العمل لا تولد إلا تخبطًا وسقوطًا . ـ ينبغي أن يتخصص فريق من الباحثين ـ يفرزهم العمل الإسلامي ـ في القيام بعملية القياس بشكل دوري ومنتظم، ويتم الوقوف على مستوى العمل ومدى التقدم أو التأخر وأسباب أو معوقات الفشل أو هبوط المستوى. ـ يجب أن يتصف هذا الفريق ـ المتخصص ـ بصفات جماعات القياس السابق ذكرها لتكتمل الاستفادة منه . ـ قائد العمل الإسلامي الذي يعتمد على توجهه الشخصي وحكمه الفردي في الحكم على مدى تقدم العمل أو تأخره يرتكب خطأ كبيرًا سوف تذكره له الأجيال اللاحقة . ـ ينبغي إشراك جميع العاملين في حقل العمل الإسلامي في قياس الأداء بشكل أو بآخر، بحيث نستطيع الوقوف على الاتجاهات المختلفة في الحكم على مدى إنتاجية العمل . ـ الديكتاتورية في إدارة الأعمال الإسلامية بشكل مصغر من ديكتاتوريات الحكم في الدول الشهيرة بهذا النوع من الحكم .. !! ـ استخدام قياس الاتجاهات في العمل الإسلامي فممكن أن يتم عن طريق أوراق الاستبيانات وتحديد الرأي وأوراق اختيار الخدمة .. وكل هذا معروف لدى كل من لهم خبرة في العملية القياسية، ولكن يلاحظ أن يحسن إعطاء قياس الاتجاهات المكانية المتقدمة أثناء دراسة النتائج؛ لأن العمل الإسلامي عمل يعتمد عليها بشكل متقدم على غيرها من القياسات . القياس الأدائي في الأعمال الإسلامية الاجتماعية لا يشابه القياس التجاري في المؤسسات التجارية في كثير من الوجوه، إذ أن القياس في الأعمال الإسلامية يعتمد على مدى القناعة بالفكرة المطروحة وكذلك مدى التشبع المجتمعي بها إلى غير ذلك من الاختلافات، وهذا فضلاً على أن القياس التجاري قد يسهل فيه الحصول على البيانات الإحصائية ابتداءً إما في القياس للأعمال الإسلامية فإن القائد بالقياس هو الذي يستحدث البيانات بنفسه عن طريق الإحصاءات الاجتماعية المعروفة ونتائج قياسات الاتجاهات . |
أخطاء إدارية أخي المدير نهدى إليك هذه المرة مجموعة من الأخطاء الإدارية نعرفك بها وننبهك إليها وندعوك إلى اجتنابها..ونحسب أنها نعم الهدية.....فكن معنا ودون ملاحظاتك على واقعك العملي.. 1. يخطئ من يظن أن يستطيع وحده إدارة العمل والأفراد بدون مشاركة الآخرين ، إن الإدارة هي عملية مشتركة.. 2. يخطئ من يعتمد في إداراته على أسلوب الأمر والنهى ، فإنها أساليب قد ثبت فشلها ولا يعتمد عليها حتى الآن إلا المدراء في حديقة الحيوان!!! 3. وضع الرجل المناسب في المكان المناسب مبدأ إداري ، وأنت إذا نظرت إلى القطاعات الحكومية ورأيت متخصصاً في الكيمياء الحيوية يعمل مسئولاً للعلاقات العامة ، فاعلم إلى أي حد فسدت الإدارات.. 4. [المدير في المكتب]: جملة يجب أن ينتهي التعامل بها واستخدامها تماماً في جميع قطاعات العمل. 5. لا تعامل العاملين معك على أنهم أطفال ، تعطيهم عند الإنجاز وتمنعهم عند الخطأ ، ولكن ابحث في أسباب الخطأ وابحث عن عوامل الإنجاز ، وبعد ذلك لا بأس بالتحفيز أو العقاب.. 6. ربما يسبب التحفيز بعض الإيجابيات ، لكنه وحده لا ينشئ التقدم. 7. طريق تخويف العاملين من العقاب-قد تنتج قليلاً لإنجاز بعض الأعمال ، ولكنها طريقة لا تصلح للارتقاء بمستوى الجودة. 8. المساواة مبدأ قد يظلم كثيراً من أصحاب المواهب ، ولكن العدل مبدأ لا يظلم أحداً...إن الفرق بين المساواة والعدل أن المساواة تقتضي تسوية الجميع في العطاء والمنع رغم اختلاف قدراتهم وصفاتهم ، إلا أن العدل يعطي لكل ذي حق حقه.. 9. اختيار مجالس الإدارات ينبغي أن يكون دقيقاً كاختيار مجالس الوزارات في كل دولة ، إنهم فئة يعود إليها القرار في المؤسسات. 10. يخطئ كل مدير لا يعتمد على فرق العمل في أداء المهام المطلوبة إن الاعتماد على الأفراد وحدهم يسبب القصور مهما كان الأفراد نابغين...!! 11. لا تكتف بصمت الأعضاء للاستدلال على موافقتهم ، في أحيان كثيرة يعترض البعض بالصمت أكثر من الاعتراض بالكلام. 12. احذر أسلوب الإقناع المؤقت ، أو الإحالة على أوقات أخرى لتمرير القرارات...إنها نوع من الدكتاتورية المقنعة.!!! 13. لا تصدر أحكاماً مسبقة على أحد قبل أن تجلس معه وتسمع منه وتقبل من كلامه وتقتنع وتتناقش!! 14. لا تستسلم للتقليد إلا عند العجز عن الابتكار ، إن الابتكار وظيفة من وظائف القائد ينتظرها الآخرون منه. 15. لا تحدد أولويات العمل على أساس رؤية فردية ، كما إن تحديد الأولويات عند بروز مشكلات طارئة من الأخطاء الإدارية الخفية... 16. لا تجعل خطة العمل بمنأى عن التطبيق الفعلي ، فإن ذلك هو السبيل إلى الفشل الأكيد ، ولكن اجعل خطة عملك هي أساس لجميع تحركاتك وتصرفاتك وقراراتك. 17. إذا أردت الخروج عن خطة العمل فلا تفعل ، ولكن ضع خطة عمل جديدة تراعى فيها المستجدات الجديدة. 18. مدير بغير تخطيط يعنى فشل لعمل المؤسسة ، فلا تقبل عملاً قبل أن تضع له خطة ولا تنتظر نجاح عمل غير مخطط. 19. تحديد أولويات عملك يعنى التركيز عليها لا مجرد كتابتها على الورق. 20. الرؤية المستقبلية للعمل دليل نجاح القيادة في الإحاطة بالمتغيرات وقصور الرؤية دليل القصور. |
الساعة الآن 06:05 AM. |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب
جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى |