![]() |
وقال تعالى متحدثاً عن لسان يوسف (عليه السلام): a(رَبَّ قَدْ آتَيْتني مِنَ الْمُلْك وَعَلمْتَّنِي مِن تّأْويلِ اْلاَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَوَاتِ وَاْلأرْضِ أَنتَ وَليِّ فِي الدُّنْيَا وَاْلأخِرَِة تَوَفَّنِي مُسْلِماً وَأَلْحِقْنِي بالِصَّلِحِينِ) وقال تعالى ناقلاً حوار موسى (عليه السلام) مع قومه: (وَقَالَ مُوسَى يَا قَّوْمِ إن كُنتُمْ آمَنتُم بِالله فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُواْ إن كُنتُم مُّسْلِمينَ). وقال تعالى: (إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيَها هُدىً وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلّذِينَ )هَادواْ...... وقال تعالى: (وَإذْ أَوْحَيْتُ إلَى الحواريين أنْ آمِنُوا بِي وَبِرَسُولي ، قَالُوْاْ آمَنّا وَاشْهَدْ بِأَنَّنَا مُسْلِموُن) ومثل مقالة الأنبياء جميعاً قال سيد المرسلين محمد (صلى الله عليه وآله وسلم): (إنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ رَبَّ هَذِهِ الْبَلْدَةِ الَّذِي حَرَّمَهَا ولَهُ كُلُّ شَيء ، وَأُمِرْتُ أنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ) . وهكذا يوصلنا القرآن الكريم إلى أن الأنبياء جميعاً كانوا يسيرون على هذا الخط الإيماني الموحد ، ويتجهون نحو غاية واحدة ، وهي: ((تحقيق العبودية لله ، وإسلام البشرية لرب العالمين )). وغيرها الكثير من الآيات التي تدل على أن كل الأنبياء جاءوا بدين واحد هو الإسلام, أما اليهودية والنصرانية فما هي إلا أسماء اتخذوها عندما تشيعوا لنبي ورفضوا إتباع النبي الذي يأتي بعده . فأرض فلسطين مِلكٌ للمسلمين لأنهم أمة خاتم المرسلين ,وقد كان من عادة الخلفاء الراشدين تقسيم الأرض المفتوحة بين المسلمين , وعندما فُتحت فلسطين ومدينة القدس رفض عمر بن الخطاب تقسيم القدس , فسألوه لماذا لم يقسمها , قال: وهل قسم رسول الله مكة , قالوا :لا , قال وهل القدس عند الله إلا كمكة . |
بها, a وبعد وفاة السلطان عبد الحميد استولى اليهود على فلسطين بلا ثمن , تحت سمع وبصر الأمة العربية والإسلامية , التي وقفت عاجزة عن حماية الأرض المقدسة , ثم يأتي من يتهمنا ببيع أرضنا !!!!! أقول له نحن لم نبع أرضنا ولكن ذُبح أجدادنا وآباءنا على تُرابها دفاعاً عنها, ولكنهم كانوا وحدهم في الميدان ولم يجدوا من يعينهم أو ينصرهم أو يُدافع عنهم من أمة الإسلام ,فماذا نقول ؟؟؟؟واإسلاماه ........أم نقول واا معتصماه .......... للأسف المسلمون مُغيبون, والمعتصم لم يعد موجوداً بيننا , فلنا الله هو خيرُ ناصراً وخيرُ مُعين . ختاماً أرجو أن أكون قد استطعت أن أرد على الافتراءات , وأن أوضح أهمية ومكانة وقدسية أرض فلسطين , لأنني في المقال التالي سأبدأ بالحديث عن تاريخ فلسطين منذ بدء الخليقة وحتى يومنا هذا. إلى اللقاء في ( ترمومتر الإيمان على الأرض) القدس في العيون ...........نفنى ولا تهون a(5)ترمومتر الإيمان بقلم/أ.صبري حماد بعد أن تعرفنا على أهمية ومكانة وقدسية أرض فلسطين ومدينة القدس,سأبدأ الآن بالحديث عن تاريخ فلسطين ومدينة القدس. إن من يتتبع تاريخ فلسطين يلاحظ شيئاً عجيباً, فمنذ عهد سيدنا آدم وحتى الآن ,هناك قاعدة ثابتة تقول عندما يبتعد المسلمون عن دينهم وينشغلوا بدنياهم تؤخذ منهم أرض فلسطين والمسجد الأقصى ويحكمها الجبارين والظالمين , وعندما يعود المسلمين لدينهم وتعود صلتهم قوية بالله , تعود ارض فلسطين والمسجد الأقصى لأحضان المسلمين,إن أرض فلسطين هي معيار الإيمان و ترمومتر الإيمان على الأرض . إذاً وجود أرض فلسطين مع المسلمين فهذا يعني أن الإيمان قوياً على الأرض , وإذا فلسطين بيد الجبابرة وأعداء الله فهذا يعني أن المسلمين ضعفاء وأن الإيمان ضعيف . ولنتأكد من صحة هذه القاعدة سأبدأ بسرد تاريخ فلسطين على مر العصور ,ففي عهد سيدنا آدم عليه السلام بني المسجد الحرام وبعده بني المسجد الأقصى , لما في حديث الصحيحين عن آبي ذر الغفاري رضي الله عنه قال: (قلت يا رسول الله أي مسجد وضع في الأرض أول قال: المسجد الحرام. قال: قلت ثم أي؟ قال: المسجد الأقصى. قلت: كم كان بينهما؟ قال: أربعون سنة. ثم أينما أدركتك الصلاة بعد فصل فان الفضل فيه), فالحرم المكي هو دار الأمان وهو لعبادة الروح, أما المسجد الأقصى فهو دار الجهاد وإصلاح الأرض . |
وقد ظلت فلسطين و المسجد الأقصى مع ذرية سيدنا آدم عليه السلام من المؤمنين, حتى جاء طوفان سيدنا نوح فغرقت الأرض وتغيرت معالم المسجد الأقصى والمسجد الحرام ,ويقال إن أقدم جذر تاريخي في بناء القدس يعود إلى اسم بانيها وهو إيلياء بن سام بن نوح عليه السلام , وإيلياء أحد أسماء القدس , وسميت "بمدينة سالم أو أور شالم " نسبة إلى الملك الصادق أحد ملوك اليبوسيين الذين عاشوا في فلسطين, وكان رجلاً تقياً محباً للسلام فسُمي ملك السلام , ومن هنا جاء اسم أور شالم أي مدينة السلام , وهذا يعني أن اسم أورشالم كان اسماً معروفاً قبل أن يغتصب الإسرائيليون هذه المدينة من أيدي أصحابها اليبوسيين , وقد غلب على المدينة اسم القدس الذي هو اسم من أسماء الله الحسنى , وسميت بيت المقدس الذي هو بيت الله , وقد كان سيدنا إبراهيم يعيش في أرض فلسطين في زمان الملك الصادق, فقد اطمئن سيدنا إبراهيم على مكة في رعاية سيدنا إسماعيل عليه السلام الذي شاركه في إعادة بناء المسجد الحرام , تمهيداً لظهور سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم نبي آخر الزمان , واستقر هو في فلسطين لتظل في حراسة ورعاية أربعة من أنبياء الله هم إبراهيم وإسحاق ويعقوب ويوسف, ليحفظ التوازن على الأرض , ثم انتقل سيدنا يعقوب للعيش في مصر بعد المجاعة التي وقعت في أرض فلسطين ,حيث كان سيدنا يوسف قائماً على خزائنها , وهي قصة فصلها القرآن الكريم في سورة يوسف عليه السلام ,وكان سيدنا يعقوب مطمئناً أن أرض فلسطين محروسة بالمؤمنين ,وظلت هكذا سنين طويلة تنعم بالسلام في حمى أنبياء الله والمسلمين منذ عهد سيدنا إبراهيم إلى عهد سيدنا يوسف , ثم تغيرت الأحوال وابتعد الأبناء والذرية عن الدين , فقل الإيمان في الأرض وانتشر الشرك , فخرجت المقدسات من أيدي المؤمنين, وسيطر عليها الطغاة الجبارين,نعم إن فلسطين هي السَوط الذي يَجلد الله به المسلمين كلما ابتعدوا عن دينهم كي يعودوا إلي الله . ثم بعث الله سيدنا موسى ليعيد بني إسرائيل إلى دينهم, فذهب إلى فرعون وطلب منه أن يرسل معه بني إسرائيل , ليتوجه بهم إلى الأرض المقدسة, إلى أرض فلسطين , أي أن سيدنا موسى بُعث من اجل تحرير أرض فلسطين من الطغاة والكفار, فعبورهُ عليه السلام البحر ليس هرباً من فرعون ولكن ليصل ببني إسرائيل إلى أرض فلسطين , وأغرق الله فرعون ليتمكن موسى من الوصول إلى فلسطين وليشاهد بني إسرائيل معجزات الله فيؤمنوا به ويطيعوه . |
وعندما وصل سيدنا موسى إلى فلسطين طلب من بني إسرائيل أن يدخلوا مدينة القدس كما ورد في سورة المائدة في قوله تعالىhttp://www.sudane4ever.com/vb/images/smilies/frown.gif(يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَلا تَرْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ * قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّ فِيهَا قَوْمًا جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا حَتَّى يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنَّا دَاخِلُونَ * قَالَ رَجُلانِ مِنْ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمَا ادْخُلُوا عَلَيْهِمْ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ * قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا أَبَدًا مَا دَامُوا فِيهَا فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلاَ إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ * قَالَ رَبِّ إِنِّي لا أَمْلِكُ إِلاَّ نَفْسِي وَأَخِي فَافْرُقْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ * قَالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الأَرْضِ فَلا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ)). بعد قراءة الآيات السابقة قد يقول البعض أن الله كتب أرض فلسطين لبني إسرائيل, ولكن المقصود من قوله ((الأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ )) أنها كُتبت لهم لأنهم كانوا هم المسلمين في ذلك الوقت , أي أن فلسطين والقدس ليست ملكٌ لأحد , بل إنها ملكٌ لكل نبي وقومه في زمانه , أي أن أرض فلسطين مكتوبة للمسلمين فقط في كل زمان , لذلك فهي الآن ملكٌ لأمة خاتم الأنبياء ,ملك لنا كمسلمين فماذا نحن فاعلون؟؟؟؟؟؟؟ |
ولقد حرم الله على بني إسرائيل دخول فلسطين أربعين عاماً لأنهم لا يصلحون لدخولها, وسيتيهون في الأرض أربعين سنة حتى يتغير هذا الجيل الذي لا يصلح لتحرير فلسطين وبيت المقدس . a فهل المسلمين الآن لا يصلحون لتحرير فلسطين والقدس؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ هل نحتاج لأربعين سنة لنشعر بأهمية فلسطين والقدس وأنها ملكٌ لنا وليست ملك للفلسطينيين وحدهم؟؟؟؟؟؟؟؟ وهل من المسلمين من هم مثل بني إسرائيل يقولون إن فيها قوماً جبارين, فلا شأن لنا بما يحدث في فلسطين فليحررها أهلها؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ وهل من المسلمين من يقول لا طاقة لنا بدولة إسرائيل ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ فعلى المسلمين أن يستيقظوا أن يفيقوا من سباتهم, لأن فلسطين لن تتحرر حتى يعود المسلمين إلى ربهم وإلى دينهم وحتى يتبعوا سنة نبيهم صلى الله عليه وسلم , لأن حُب فلسطين والمسجد الأقصى ليس بالكلام ولا بالدموع والدعاء, وإنما بأن نكون مؤمنين حقاً نتصف بالشجاعة ونفس حرة أبية غير ذليلة , وأن يكون لدينا ثقة وتوكل على الله وليس تواكل, وأن نكون أمة موحدة أمرها على قلب رجل واحد , وأن نكون أمة منتجة مِعطاءة مفعمة بالحركة والنشاط, وعندها ستعود فلسطين إلي حضن الإسلام والمسلمين مرة أخرى ,وأدعو الله أن يكون هذا اليوم قريب إن شاء الله وما ذلك على الله ببعيد. إلى اللقاء في مهبط الديانات |
في مقالي السابق كنت قد بدأت بالحديث عن تاريخ فلسطين ومدينة القدس والآن سأُكمل ما بدأته, فبعد أن رفض بني إسرائيل دخول أرض فلسطين ودخول بيت المقدس مع نبي الله موسى, غَضِب الله عليهم وجعلهم يتيهون في الأرض أربعين عاماً , حتى يتغير الجيل الفاسد بجيل مؤمن يصلح لتحرير بيت المقدس. a وقد مات سيدنا موسى في فترة التيه , وقبل موتهِ طلب من الله سبحانه وتعالى أن يُدني قبره من الأرض المقدسة, ولم يطلب عليه السلام أن يُدفن فيها لأنه يعرف أن أرض فلسطين هي أرض المسلمين, وأنها ملك لخاتم الأنبياء سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ولأمته, وحتى لا يقول بني إسرائيل أن القدس لهم لأن موسى دُفن فيها , وقد دخل بني إسرائيل أرض فلسطين في عهد يوشع بن نون , ومكثت الأرض المقدسة تحت حكم المسلمين في ذلك الزمان, ولكن مع مرور الزمن تغيرت الأرض وضَعُفَ الإيمان, فسيطر الجبابرة على أرض فلسطين , وفقد بني إسرائيل التابوت الذي فيه آثار من سيدنا موسى وهارون وفيه ألواح التوراة عقاباً لهم , وسُلِط عليهم من يسُومَهُم سُوء العذاب , فطلبوا من نبي لهم أن يدعوا الله أن يجعل لهم ملكاً ليقاتلوا معه أعداء الله , فأرسل الله لهم طالوت ملكاً وأيدهُ بأن أعاد لبني إسرائيل التابوت تحمله الملائكة , دليلاً على أن الله اختارهُ ملكاً عليهم , وخرج بهم في جيش لقتال الجبابرة الذين احتلوا الأرض المقدسة , وكان في جيشه سيدنا داوود عليه السلام فقتل داوود الطاغية جالوت, وحُررت فلسطين وبيت المقدس وعادت لحكم المسلمين تحت رعاية سيدنا داوود عليه السلام, وأمره الله أن يعيد بناء المسجد الأقصى, وهناك رواية تحكي قصة بناء المسجد الأقصى وهي قصة عجيبة , حيث يُقال أن المكان الذي أمره الله أن يبني فيه المسجد الأقصى كان فيه بيتاً لرجل يهودي , فذهب له سيدنا داوود وقال له: إن الله أمرني أن أبني له بيتاً هو أعظم بيوت الأرض في هذا الزمان , فقال اليهودي : ثمن لي بيتي يا نبي الله...........قال داوود بل ثمنه أنت ..... قال اليهودي أُثمنه بأن تملأ لي البيت غنماً..........فقال داوود : وأنا اشتريت ......... فقال اليهودي : يا نبي الله هل بيتي أفضل عند الله أم إقامة هذا المسجد ؟؟؟؟؟ فقال داوود: بل المسجد ...........فقال اليهودي :فقِلني من بيعتي ........ فقال سيدنا داوود:أقلتُكَ من بيعتك............. فقال اليهودي: ثمنه يا نبي الله .........قال داوود بل ثمنه أنت ......... فقال اليهودي: أُثمنه بأن تملأ لي الدار إبلاً.........فقال داوود: وأنا اشتريت قال اليهودي :أقلني من بيعتي يا نبي الله ..........قال داوود: قِلتُك.................. قال اليهودي: ثمن بيتي يا نبي الله ...........قال داوود عليه السلام : بل ثمنه أنت............ قال اليهودي : أُثمنه بأن تملأ لي البيت خيلاً............فقال سيدنا داوود : اسمع يا رجل والله لو طلبت مُلكَ داوود لأعطيتُك على أن يُقام هذا المسجد.................. فقال اليهودي : والله لولا أني لا أصلح ملكاً لأخذت مُلكك ولكن املأ لي هذا البيت خيلاً,فاشتراه سيدنا داوود , وبدأ في بناء المسجد الأقصى وأكمل بناءه سيدنا سليمان عليه السلام , ومن القصة السابقة يتضح لنا مدى خِسة اليهود وسُوء طِباعَهم لعنهم الله . |
وظلت الأرض المقدسة في ظل الإسلام حتى موت سيدنا سليمان, وبعده ضعف الإيمان , فسيطر الرومان على أرض فلسطين سنة 62ق.م ولهذا بعث الله ثلاثة أنبياء مهمتهم الحفاظ على هذه الأرض, وإعادة الإيمان لبني إسرائيل , وهم زكريا ويحيى وعيسى , ولكن اليهود لعنهم الله تآمروا مع الرومان على الأنبياء الثلاثة فقتلوا سيدنا زكريا فنشروه بالمناشير , وذُبِح سيدنا يحيى وقُدِمت رأسهُ مهراً لغانية , وتآمروا على قتل سيدنا عيسى , ولكن الله رفعه إليه!!!
فقد قَتل بني إسرائيل أنبياء الله بغير الحق فحرم الله عليهم النصر سبع قرون, حيث ظلت أرض فلسطين تحت حكم الرومان منذ 62ق.م وحتى عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه,عقاباً لبني إسرائيل على قتلهم الأنبياء الثلاثة . ولو رجعنا إلى ذاكرة التاريخ لعرفنا الأحداث الجسام التي حلت بأرض فلسطين في السبعة قرون منذ احتلال الرومان لفلسطين, ففي سنة 37ق.م نَصَبَ الرومان هيرودوس الأدومي ملكاً على الجليل والقدس وظل يحكمها حتى سنة 4م , وفي زمانه وُلِد سيدنا عيسى عليه السلام . وفي سنة 70م حدث شغب في مدينة القدس فحاصرها طيطوس الروماني واحدث في المدينة النهب والحرق والقتل واحرق المعبد الذي بناه هيرودوس |
وفي سنة 135م أثار اليهود الشغب مرة أخري إلا أن الإمبراطور الروماني هديريان قام بالتنكيل بهم ودمر المدينة وحول مدينة القدس إلى مدينة وثنية وسمح للمسيحيين أن يقيموا فيها على أن لا يكونوا من أصل يهودي . a وفي سنة 324م أصبحت فلسطين تحت الاحتلال البيزنطي , وفي سنة614م احتل كسرى ابرويز فلسطين . ثم بُعث سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم , وأُسري به في ليلة 27من شهر رجب قبل الهجرة النبوية بسنة من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى ,ولكن ليس النبي من سيُحرر المسجد الأقصى , فقد حارب المسلمون الرومان في معركة مؤتة وتبوك وجهز رسول الله جيش أسامة بن زيد لتحرير فلسطين من الرومان,وأكمل الخليفة أبو بكر ما بدأه رسول الله , وقد حُررت فلسطين في عهد الخليفة عمر بن الخطاب , حتى نعرف أننا مسئولون عن الأرض مثل سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام, وكان لابد من حدوث الإسراء والمعراج لنعرف أنه لا يوجد طريق للسماء إلا من المسجد الأقصى , فالمسجد الأقصى هو بوابة السماء ولذلك عاد النبي من المعراج إلى المسجد الأقصى وليس على مكة مباشرة , فعندما أُسري به صلى الله عليه وسلم دخل المسجد الأقصى فوجده ممتلئ بالأنبياء من ولد آدم عليه السلام وحتى عيسى ليستقبلوا سيدنا محمد, ويسلموه قيادة البشرية ويسلموه أرض فلسطين والمسجد الأقصي لتكون تحت حمايته وحماية أمته , وصلي عليه الصلاة والسلام بالأنبياء إماماً وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أن هذه الأرض لسيدنا محمد ولأمته, وقد صلى خلفه موسى و داوود وسليمان وعيسى وباقي الأنبياء, ونحن عندنا حديث في السنة يقول ( لا يُأم الرجل في بيته) وها نحن نرى أن رسول الله هو إمام الأنبياء جميعاً فهو صاحب البيت , وهو المسئول عنه ومن بعده أمته صلي الله عليه وسلم , أعاد الله المسجد الأقصى إلى أحضان المسلمين, وما ذلك على الله بعزيز . إلى اللقاء في أرض الشهداء |
لقد ذكرت في مقالي السابق حادثة الإسراء والمعراج , حيث أُسري بسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم إلى المسجد الأقصى , وصلى إماماً بالأنبياء جميعاً من ولد سيدنا آدم عليه السلام حيث تَسلم قيادة البشرية , وسلموه وأمته أمانة الحفاظ على الأرض المقدسة وعلى المسجد الأقصى ,ولكن المسجد الأقصى لم يتحرر في حياة سيدنا محمد بل حرره المسلمون في عهد الخليفة عمر بن الخطاب, وهذا يؤكد لنا أن هذه الأرض مسؤولية المسلمين جميعاً وليست مسؤولية النبي وحده, وهذا لا يمنع أن النبي قد عمل على تحريرها في غزوتي مؤتة وتبوك , وعند وفاته وصى بجيش أسامة بن زيد , كل هذا كان من أجل تحرير فلسطين, ولكن حكمة الله أن النبي لم يفتح فلسطين ولكنه ربى رجال عظام فتحوا بأمر الله فلسطين وحرروها من الرومان.
ففي خلافة أبو بكر الصديق رضي الله عنه سير أربع جيوش بقيادة عمرو بن العاص وشراحبيل بن حسنة وأبو عبيدة بن الجراح وخالد بن الوليد لمحاربة الرومان وتحرير الأرض المقدسة , وأكمل الخليفة عمر ن الخطاب ما بدأه أبو بكر الصديق رضي الله عنهما , وحرر المسلمون المسجد الأقصى وفلسطين من دنس الرومان, وقد استشهد 15ألف شهيد في فلسطين وحدها مع أن مجموع الشهداء في كل الفتوحات الإسلامية 9ألاف شهيد ,واستشهد في فلسطين وحدها 5آلاف صحابي و15 امرأة مسلمة , ولا يزال الشهداء يسقطون على أرضها حتى يومنا هذا يروون بدمائهم الزكية ثراها , إنها حقاً أرض الشهداء , فهي أرض الرباط |
وعندما دخل عمر رضي الله عنه القدس قال اليهود " هو هو قامةٌ عالية وثوبٌ ممزق "
سبحان الله كأن وصفه رضي الله عنه معروف لديهم وأن القدس ستفتح على يديه , وقد قال عمر رضي الله عنه عندما دخل القدس كلمته الشهيرة "نحن قوم أعزنا الله بالإسلام فإن ابتغينا العزة في غيرهِ أذلنا الله", وقد رفض رضي الله عنه أن يُصلي في كنيسة القيامة احتراماً لمقدسات النصارى, وجمع الجيوش المنتصرة للصلاة وطلب من بلال أن يؤذن, فقال بلال : يا أمير المؤمنين لقد أقسمت ألا أُأذن لأحد بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم , فقال عمر :هذا يوم يُسعد رسول الله أَذِن يا بلال, فأذن بلال وعندما وصل لقول أشهد أن محمد رسول الله أجهش بالبكاء وبكت الجيوش المنتصرة لأن يوم فتح القدس وتحرير فلسطين يُسعد رسول الله . وظل المسجد الأقصى مع المسلمين 1300 سنة , حتى ضعف الإيمان وابتعد المسلمين عن ربهم فتكررت نفس القصة وسقطت فلسطين والمسجد الأقصى في يد الصليبيين وظلت تحت سيطرتهم مدة 80 عاماً حتى حررها صلاح الدين الأيوبي |
الساعة الآن 05:34 AM. |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب
جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى |