منتديات المُنى والأرب

منتديات المُنى والأرب (http://www.arabna312.com//index.php)
-   منتدى الطالب والمعلم (http://www.arabna312.com//forumdisplay.php?f=163)
-   -   بحوث لجميع التخصصات الثانوية والجامعية - متجدد (http://www.arabna312.com//showthread.php?t=13345)

B-happy 14 - 1 - 2011 02:41 PM

التفاوت الاجتماعي والنضالات الاجتماعية عبر التاريخ


- التفاوت الاجتماعي في المجتمع الرأسمالي المعاصر


في بلجيكا، يوجد توزيع هرمي للثروة وللسلطة الاجتماعية. ففي قاعدة هذا الهرم، نجد ثلث المواطنين لا يملكون شيئا سوى ما يكسبونه ويصرفونه، سنة بعد سنة. إنهم غير قادرين على الادّخار ولا على التملك. وفي قمة الهرم، نجد 4% من المواطنين يملكون نصف الثروة القومية الخاصة. إن ما يقل عن 1% من البلجيكيين يملكون أكثر من نصف ثروة البلاد المنقولة. وبينهم 200 عائلة تتحكم بالشركات الكبرى (holdings) التي تسيطر على مجمل الحياة الاقتصادية القومية.

إن دراسة نشرها حديثا معهد الإحصاءات والدراسات الاقتصادية القومي أشارت إلى أن 50% من الأمة الفرنسية لم يكونوا يملكون أكثر من 5% من الثروة القومية عام 1975، بينما نصف هذه الثروة بين أيدي أقل من 10% من الأسر، وذلك مع حسبان المساكن وودائع صناديق التوفير في فئة «الثروات». أمّا ثروة 1% من الأسر الأكثر ثراء فقد ازدادت بين عامي 1949 و1975 بوثيرة مقدارها ضعفا ثروة الأسر ذات المداخيل المتواضعة.

أما في الولايات المتحدة، فقد جاء في تقدير إحدى لجان مجلس الشيوخ أن ما يقل عن 1% من العائلات الأمريكية تملك 10% من جميع أسهم الشركات المساهمة، وأن 0,2% من العائلات تملك أكثر من ثلثي هذه الأسهم. وفي سويسرا، يملك 2% من السكان أكثر من 67% من الثروة الخاصة.

ولما كان مجمل الصناعة والقطاع المالي الأمريكيين (عدا بعض الاستثناءات) منظما على أساس «الشركة المغفلة»، نستطيع القول أن لدى 99% من المواطنين الأمريكيين سلطة اقتصادية أدنى مما لدى 0,1% من السكان.

ليس تفاوت المداخيل والثروات واقعا اقتصاديا وحسب، بل يستتبع تفاوتا في احتمالات البقاء، تفاوتا أمام الموت. هكذا نجد أن معدل وفيات الأطفال كان في عائلات العمال غير المتخصصين، في بريطانيا، قبل الحرب، أكثر من ضعفي ما كان في العائلات البورجوازية. وتشير إحصائية رسمية إلى أن معدل وفيات الأطفال ارتفع في فرنسا، سنة 1951، إلى 19,1 وفات لكل ألف ولادة في المهن الحرة، و23,9 وفاة في البورجوازية الرأسمالية، و28,2 وفاة عند موظفي التجارة، و34,5 وفاة عند التجار، و36,4 وفاة عند الحرفيين، و42,5 وفاة عند العمال المتخصصين، و 44,9 وفاة الفلاحين والعمال الزراعيين، و51,9 وفاة عند العمال نصف المتخصصين و61,7 وفاة عند العمال غير المتخصصين! هذه النسب لم تتغير عمليا حتى اليوم، بالرغم من أن معدل وفيات الأطفال قد انخفض في جميع الفئات.

وقد نشرت مؤخرا الصحيفة البلجيكية المحافظة «لاليبر بلجيك» دراسة مكربة تتعلق بتكوّن اللغة عند الطفل. تؤكد هذه الدراسة أن العبء الإضافي الذي غالبا ما يعاني منه طفل عائلة فقيرة خلال السنتين الأوليين من حياته، من جراء التخلف الثقافي الذي يفرضه المجتمع الطبقي، هذا العبء يجرّ عواقب دائمة من حيث إمكانية استيعاب مواضيع علمية، وهي عواقب لا يستطيع تعليم «متساو»، لا يقصد التعويض قصدا، أن يبطلها. فإن عبارة الروائي التي تقول أن التفاوت الاجتماعي يخنق تطور ألوف من أمثال موزار وشيكسبير وأينشتاين بين أولاد الشعب، هذه العبارة ما زالت صحيحة للأسف حتى في عصر دولة الخدمات الاجتماعية (Welfare state)!

وفي عصرنا هذا، لا يتوجب علينا أن نأخذ بعين الاعتبار الفروقات الاجتماعية القائمة داخل كل بلد وحسب. بل يهم أن نأخذ أيضا بعين الاعتبار التفاوت القائم بين عدد قليل من البلدان المتقدمة صناعيا والقسم الأعظم من البشرية الذي يعيش في البلدان المسماة بالمتخلفة (البلدان المستعمَرة والشبه المستعمَرة).

فالولايات المتحدة تنتج أكثر من نصف الإنتاج الصناعي وتستهلك أكثر من نصف العديد من المواد الأولية الصناعية في العالم الرأسمالي. ويتصرف 550 مليونا من الهنود بكميات من الفولاذ والطاقة تقل عما يتصرف به 9 ملايين من البلجيكيين. أمّا الدخل الفردي الواقعي في أفقر بلدان العالم فلا يتعدى 8% من الدخل الفردي في البلدان الأخرى. ولا يحصل 67% من سكان الكرة الأرضية سوى على 15% من الدخل العالمي. وفي الهند، يبلغ عدد الأمهات اللواتي يمتن من جراء العواقب المباشرة للأمومة، في مقابل كل 100 ألف ولادة، ثلاثين ضعف عددهن في الولايات المتحدة.

نتائج: يأكل المواطن الهندي كل يوم ما لا يزيد عن نصف الحراريات التي يتناولها مواطن البلدان المتقدمة في الغرب. والعمر المتوسط الذي يتعدى 65 عاما في الغرب، ليصل إلى 70 عاما في بعض البلدان، يكاد لا يبلغ 30 عاما في الهند.



2- التفاوت الاجتماعي في المجتمعات السابقة


نجد تفاوتا اجتماعيا مماثلا للذي هو قائم في العالم الرأسمالي، في جميع المجتمعات السابقة التي تعاقبت خلال التاريخ (أي خلال تلك المرحلة من وجود البشرية على الأرض، التي نملك عنها شهادات خطية).

هاكم وصفا لبؤس الفلاحين الفرنسيين في نهاية القرن 17 نقلناه عن «أطباع» لا برويير [20]:

«نرى بعض الحيوانات المتوحشة، ذكورا وإناثا، منتشرة في الريف، سوداء، دكناء، حرقتها الشمس، مرتبطة بالأرض التي تنبشها وتحركها بمثابرة لا تقهر. لها ما يشبه الصوت الناطق، وعندما تقف على أرجلها، تظهر وجها إنسانيا وهي بالفعل من البشر. ينسحبون عند المساء إلى أوكار، حيث يعيشون من الخبز الأسود والماء والجذور…».

قارنوا هذه الصورة عن فلاحي ذلك العصر بصورة الحفلات الباهرة التي أقامها لويس الرابع عشر [21] في حديقة قصر فرساي، قارنوها بتخمة النبلاء وإسراف الملك، تكونون قد رسمتم صورة أخّاذة عن التفاوت الاجتماعي.

في مجتمع بداية العصر الوسيط [22] الذي شهد هيمنة القنانة، كان السيد النبيل يستأثر في معظم الأحيان بنصف عمل الفلاحين الأقنان أو بنصف محصولهم. وكان ثمة أسياد عديدون يعمل على أرضهم مئات بل ألوف الأقنان. فكان كل سيد يحصل سنويا على ما يساوي محصول مئات بل ألوف الفلاحين.

وكان الأمر على هذه الصورة في شتى مجتمعات الشرق الكلاسيكي (مصر، سومر، بابل، فارس، الهند، الصين، الخ) حيث كان المجتمع قائما على الزراعة وكان الملاك العقاريون أمّا أسيادا أو ملوكا (يمثلهم كتبة وكلاء لمصلحة الضرائب الملكية).

لقد ترك لنا كتاب «هجاء المهن» الذي كـُتب في مصر الفرعونية، قبل 3500 عام، صورة عن الفلاحين الذين استغلهم هؤلاء الكتبة الملكيون وقد قارنهم المزارعون الناقمون بالحيوانات الضارة والحشرات الطفيلية.

أمّا العصور القديمة اليونانية والرومانية، فقد كان قائما على العبودية. وإذا استطاع ذلك المجتمع أن يبلغ مستوى عاليا من الثقافة، فسبب الأمر يعود جزئيا إلى أن سكان المدن القديمة تمكنوا من تخصيص قسم هام من وقتهم لنشاطات سياسية وثقافية وفنية ورياضية، حيث تُرك العمل اليدوي أكثر فأكثر للعبيد وحدهم.




3- التفاوت الاجتماعي والتفاوت الطبقي


ليست كل تفاوت اجتماعي بتفاوت طبقي. فإن الفرق بين أجر عامل غير متخصص وأجر عامل ذي اختصاص عال لا يجعل منهما عضوي طبقتين اجتماعيتين مختلفتين.

إن التفاوت الاجتماعي تفاوت يمد جذوره في بنية الحياة الاقتصادية وسيرها الطبيعي، وتحافظ عليه المؤسسات الاجتماعية والقانونية الرئيسية في عصره، وتزيد من حدته.

فلنوضح هذا التعريف ببعض الأمثلة:

لكي يصبح المرء رب عمل كبير في بلجيكا، عليه جمع رساميل تقدر بنصف مليون فرنك [23] مقابل كل عامل يجري استئجاره. إن مصنعا صغيرا يستخدم 100 عامل يتطلب بالتالي جمع رأسمال لا يقل عن 100 مليون فرنك. والحال أن أجر العامل الصافي لا يتعدى أبدا تقريبا 200 ألف فرنك سنويا فحتى إذا عمل خمسين عاما دون أن يصرف فلسا واحدا للأكل والعيش، لا يستطيع العامل جمع ما يكفي من المال ليصبح رأسماليا. فالعمل المأجور، الذي هو أحد ميزات بنية الاقتصاد الرأسمالي، يشكل إذا أحد جذور انقسام المجتمع الرأسمالي إلى طبقتين مختلفتين بالأساس: الطبقة العاملة التي لا تستطيع أبدا أن تصبح بواسطة مداخيلها مالكة وسائل إنتاج، وطبقة مالكي وسائل الإنتاج أو الرأسماليين.

صحيح أنه يوجد إلى جانب الرأسماليين بحصر المعنى بعض التقنيين الذين يستطيعون أن يصلوا إلى مراكز إدارة المنشآت. غير أن التكوين التقني المطلوب هو تكوين جامعي. والحال أن 5 إلى 7% فقط من الطلاب الجامعيين في بلجيكا، في العقود الأخيرة، هم من أبناء العمال… والحالة هي نفسها في معظم البلدان الامبريالية.

إن المؤسسات الاجتماعية تقطع الطريق إلى الملكية الرأسمالية أمام العمال، سواء من جهة مداخيلهم أو من جهة نمط التعليم العالي. هذه المؤسسات تبقى انقسام المجتمع إلى طبقات كما هو قائم اليوم، وتحافظ عليه وتديمه.

حتى في الولايات المتحدة حيث يحلو لبعضهم أن يذكروا أمثالا عن «أبناء عمال مجتهدين أصبحوا من أصحاب المليارات بفضل دأبهم في العمل»، تبيّن نتيجة استقصاء أن 90% من مدراء المنشآت الهامة ذوو أصول برجوازية كبيرة ومتوسطة.

هكذا نجد عبر التاريخ تفاوتا اجتماعيا تبلور في تفاوت طبقي. ففي كل مجتمع من المجتمعات المذكورة، نجد طبقة من المنتجين تعيل بعملها المجتمع بأسره وطبقة مسيطرة تعيش من عمل الغير: فلاحون وكهنة أو أسياد أو كتبة في إمبراطوريات الشرق، عبيد وأسياد عبيد في العصور القديمة اليونانية والرومانية، أقنان وأسياد إقطاعيون في بداية العصر الوسيط، عمال ورأسماليون في العصر البرجوازي.



4- المساواة الاجتماعية في ما قبل التاريخ البشري

غير أن التاريخ لا يشكل سوى جزء بسيط من حياة البشرية على الكرة الأرضية. فقد سبقه ما قبل التاريخ، أي تلك المرحلة من وجود البشرية التي كانت خلالها الكتابة والحضارة مجهولتين. وقد بقيت بعض الشعوب البدائية في شروط العيش ما قبل التاريخية حتى زمن قريب، بل حتى أيامنا هذه. والحال أن البشرية جهلت التفاوت الطبقي طوال القسم الأعظم من وجودها ما قبل التاريخي.

وسوف يتضح لنا الفرق الأساسي بين جماعة بدائية ومجتمع طبقي من خلال استعراضنا لبعض مؤسسات تلك الجماعات.

فقد حدثنا العديد من علماء الأناسة (أنتربولوجيا) عن عادة نجدها عند شعوب بدائية كثيرة وهي عادة تنظيم احتفالات مسهبة بعد الحصاد. وقد وصفت لنا عالمة الأناسة مارغريت ميد هذه الاحتفالات عند شعب آرابيش البابو [24] في غينيا الجديدة، حيث جميع الذين حصدوا محصولا فوق المتوسط، يدعون عائلاتهم بكاملها وجميع جيرانهم إلى المشاركة في احتفالات تستمر حتى استهلاك القسم الأعظم من فائض ذلك المحصول. وتضيف مارغريت ميد: «إن هذه الاحتفالات تشكل إجراء ملائما لمنع الفرد من مراكمة ثروات..»

من جهة أخرى، درس عالم الأناسة آش نظام وتقاليد قبيلة قطنت جنوب الولايات المتحدة، هي قبيلة الـهوبي. في هذه القبيلة، وبخلاف مجتمعنا، يعتبر مبدأ المزاحمة الفردية مبدأ مدانا من وجهة النظر الأخلاقية. فعندما يلعب الأولاد الـهوبي ألعابا رياضية، لا يحسبون أبدا العلامات ويجهلون من «ربح».

إن المشاعات البدائية التي لم تنقسم بعد إلى طبقات، عندما تمارس الزراعة كنشاط اقتصادي رئيسي وتحتل أرضا معينة، لا تقوم باستثمار الأرض جماعيا. بل تحصل كل عائلة على حقل تستثمره لفترة. بيد أن الحقول يعاد توزيعها مرارا للحؤول دون تمتع أي عضو من أعضاء المشاعة بامتيازات على حساب الآخرين. أمّا المروج والغابات فإن استثمارها جماعي. إن نظام المشاعة القروية هذا، المبني على غياب الملكية الخاصة للأرض، قد وجد عند البحث في نشوء الزراعة لدى جميع شعوب العالم تقريبا. أنه يثبت أن المجتمع في تلك الفترة لم يكن منقسما إلى طبقات على صعيد القرية.

أمّا الأفكار الشائعة التي تردد دائما والقائلة أن التفاوت الاجتماعي يجد جذوره في تفاوت مواهب الأفراد أو كفاآتهم، وأن انقسام المجتمع إلى طبقات هو نتاج «أنانية الإنسان الغريزية» وبالتالي نتاج «الطبيعة الإنسانية»، فهي أفكار لا أساس علمي لها. إن اضطهاد طبقة اجتماعية لطبقة أخرى ليس نتاج «الطبيعة الإنسانية»، بل نتاج تطور تاريخي للمجتمع. إنه اضطهاد لم يكن موجودا دوما ولن يبقى إلى الأبد. فلم يكن ثمة أغنياء وفقراء دوما ولن يبقى أغنياء وفقراء إلى الأبد.



5- التمرد ضد التفاوت الاجتماعي عبر التاريخ


إن انقسام المجتمع إلى طبقات والملكية الخاصة للأرض ولوسائل الإنتاج ليسا إطلاقا، إذا، نتاج «الطبيعة الإنسانية». إنهما نتاج تطور للمجتمع وللمؤسسات الاقتصادية والاجتماعية. وسوف نرى لماذا نشآ وكيف سيزولان.

في الواقع، ما أن يظهر انقسام المجتمع إلى طبقات حتى يبدي الإنسان حنينه إلى الحياة المشاعية القديمة. ونجد تعبيرات هذا الحنين في حلم «العصر الذهبي» الذي يقال أنه ساد عند فجر وجود البشرية على الأرض والذي وصفه الأدباء الكلاسيكيون الصينيون، شأنهم في ذلك شأن الكتاب الإغريق واللاتينيين. ويقول فرجيليوس [25] بوضوح أن المحاصيل، في ذلك العصر الذهبي، كان يجري تقاسمها جماعيا، أي أن الملكية الخاصة لم تكن موجودة.

هذا وقد اعتبر العديد من الفلاسفة والعلماء الشهيرين أن انقسام المجتمع إلى طبقات يشكل مصدر القلق الاجتماعي، وقد وضعوا مشاريع لإزالة هذا الانقسام.

هو ذا الفيلسوف اليوناني أفلاطون [26] يحدد أصل المصائب التي تصيب المجتمع: «حتى أصغر مدينة منقسمة إلى قسمين، مدينة فقراء ومدينة أغنياء تتعارضان (وكأنهما) في حالة حرب».

كذلك، فإن الشيع اليهودية التي تكاثرت في عصر المسيح ومن ثم آباء الكنيسة المسيحية الأول الذين حافظوا على تراث تلك الشيع بين القرن الثالث والخامس الميلاديين، كانوا دعاة متحمسين لعودة إلى مشاعية الأملاك. فقد كتب القديس برنابا: «لن تتكلم أبدا عن ملكيتك، لأنك إذا كنت تنعم بثرواتك الروحية بالمشاع، فحري أن تنعم بثرواتك المادية بالمشاع». وقد ألقى القديس قبريانوس مرافعات عديدة دعا فيها إلى تقاسم الثروات المتساوي بين جميع الناس. وكان القديس يوحنا فم الذهب أول من صاح: «الملكية هي السرقة». والقديس أوغسطينوس، حتى هو، بدأ بإلقاء مسؤولية العنف والصراعات الاجتماعية على الملكية الخاصة، قبل أن يغير لاحقا وجهة نظره.

وقد استمر هذا التقليد طوال العصر الوسيط، لا سيما عند القديس فرنسيس الاسيزي وعند رواد الإصلاح [27]. هاكم ما قاله الرائد الإنكليزي جون بول في القرن الرابع عشر: «يجب إلغاء القنانة وجعل جميع البشر متساوين. إن الذين يسمون بالأسياد يستهلكون ما ننتجه نحن.. إن ترفهم ناتج عن كدحنا».

وفي العصر الحديث، أخيرا، نرى مشاريع مجتمع المساواة تصبح أدق وأدق، سيما في كتاب «يوتوبيا» للإنكليزي توماس مور، وكتاب «مدينة الشمس» للإيطالي توماس كامبانيللا، وكتابات الفرنسي فوراس داللي (القرن 17)، وفي «وصية جان ميلييه» و«قانون الطبيعة» للفرنسي موريللي (القرن 18).

وإلى جانب هذا التمرد الفكري ضد التفاوت الاجتماعي، كانت ثمة تمردات فعلية لا تحصى، أي انتفاضات من قبل الطبقات المضطهَدة ضد مضطهِديها. إن تاريخ جميع المجتمعات الطبقية هو تاريخ الصراعات الطبقية التي تمزقها.



6- الصراعات الطبقية عبر التاريخ

إن الصراعات بين الطبقة المستغِلة والطبقة المستغَلة أو بين مختلف الطبقات المستغِلة تتخذ أكثر الأشكال تنوعا حسب المجتمع المعني ومرحلة تطوره المحددة.

هكذا فقد حصلت تمردات عديدة في مجتمعات ما يسمى بـ «نمط الإنتاج الآسيوي» (إمبراطوريات الشرق الكلاسيكي). وقد تعاقبت انتفاضات فلاحية لا تحصى في تاريخ السلالات التي سادت بالتتالي في الإمبراطوريات الصينية. وشهدت اليابان أيضا عددا كبيرا من الانتفاضات الفلاحية ، خاصة في القرن الثامن عشر.

وقد عرفت العصور القديمة اليونانية والرومانية سلسلة غير منقطعة من تمردات العبيد -كان أشهرها بقيادة سبارتكوس - التي ساهمت إلى حد بعيد في سقوط الإمبراطورية الرومانية. ونشب بين «الأحرار» صراع عنيف بين طبقة من الفلاحين المستدينين وتجار- مرابين، بين غير مالكين ومالكين.

وفي العصر الوسيط، في ظل النظام الإقطاعي، جرت صراعات طبقية بين الأسياد الإقطاعيين وبلدات حرة قائمة على الإنتاج البضاعي الصغير، وبين الحرفيين والتجار داخل هذه البلدات، وبين بعض الحرفيين المدينيين والفلاحين المجاورين للمدن. وجرت بالأخص صراعات طبقية عنيفة بين النبلاء الإقطاعيين والفلاحين الذين حاولوا التخلص من النير الإقطاعي، واتخذت هذه الصراعات أشكالا ثورية تماما في عاميات فرنسا وحروب الفلاحين في إنكلترا وبوهيميا وألمانيا في القرن السادس عشر.

وعرفت الأزمنة الحديثة صراعات طبقية بين النبلاء والبرجوازية، وبين المعلمين الحرفيين والصناع، وبين رجال المصارف والتجار الأغنياء من جهة و«السواعد العارية» في المدن من الجهة الأخرى، الخ.. هذه الصراعات هي مقدمة الثورات البرجوازية والرأسمالية الحديثة ونضال البروليتاريا الطبقي ضد البرجوازية



المراجع

ك. ماركس وف. إنجلس البيان الشيوعي.

ف. إنجلس، دحض دوهرنغ (الجزءان الثاني والثالث).

ماكس بير، تاريخ الاشتراكية.

ك. كاوتسكي، مصادر الاشتراكية، توماس مور.

مورتون، الطوبى الإنكليزية.

B-happy 14 - 1 - 2011 02:43 PM

شعبة الجلد شوكيات

Phylum Echinodermata

هى حيوانات بحرية تعيش عادة بالقرب من الشواطئ البحرية على القاع فى الأماكن الضحلة وبعضها يوجد على عمق كبير وهى حيوانات حرة لكنها بطيئة الحركة غالباً ويوجد لبعضها ساق تلتصق به على الصخور ويستعمل بيض هذه الحيوانات بكثرة فى الأبحاث وقليل من الناس يأكلون بعضها وبعضها يسبب أضرار بالغة للمحار الذى ينتج اللؤلؤ .



المميزات العامة :-
1- ذات تماثل شعاعى و الأعضاء غالباً مهدبة .
2- يغطى الجسم بطبقة رقيقة من البشرة ويقع على هيكل داخلى ميزودرمى يتكون من صفائح كلسية ثابتة أو متحركة وعادة فى نظام معين ، وتوجد كذلك أشواك كلسية .
3- القناة الهضمية عادة كاملة ( ماعدا الثعبانيات فلا توجد بها فتحة إست ) .
4- الجهاز الدورى شعاعى وضامر – السيلوم مهدب وكبير عادة . ويشمل السائل السيلومى خلايا أميبية ، يتحور السيلوم إلى جهاز وعائى مائى يستخدم فى الحركة والتغذية والتنفس .
5- يتم التنفس عن طريق الخياشيم الجلدية الدقيقة التى تبرز من السيلوم للخارج أو عن طريق الأقدام الأنبوبية . وفى طائفة الخيارات يتم التنفس عن طريق الشجيرات التنفسية .

ومن أهم طوائف شعبة الجلد شوكيات Phylum Echinodermata : ـ

طائفة الحيوانات النجومية مثل نجم البحر Star Fish

طائفة القنفديات مثل قنفذ البحر Sea Urchin

طائفة الخياريات مثل خيار البحر Sea Cucumber



طائفة الحيوانات النجومية
نجـم البحـرStar Fish

يتبع نجم البحر شعبة الجلد شوكيات وهى حيوانات بحرية كبيرة يمكن رؤيتها بالعين المجردة ويعتبر نجم البحر من أشهر الحيوانات البحرية ولنجم البحر سطح فمى ( بطنى ) توجد عليه فتحه الفم وسطح لا فمى ( ظهرى ) توجد عليه فتحة الإست إن وجدت وللحيوانات هيكل داخلى من صفائح كلسية ولنجم البحر جهاز خاص يعرف بالجهاز الوعائى المائى ( الجهاز الحركى ) وهو المسئول عن حركة الحيوان ولكنه يستعمل أيضاَ فى التنفس والتغذية والإخراج .


والحركة فى حيوان نجم البحر تتم عن طريق أقدام أنبوبية و على الأذرع أشواك متحركة وهناك حوالى ألف نوع من نجوم البحر المختلفة تعيش دائماً على أعماق مختلفة فى البحار والمحيطات وتنشط نجوم البحر ليلاً وغذائها المفضل هو المحاريات والقواقع ونجم البحر له شكل نجمى مسطح من الجهتين الفمية واللافمية وجسمه عبارة عن قرص مركزى وخمسة أذرع ونجم البحر تماثله شعاعى .


طائفة القنفذيات

قنفد البحـر Sea Urchin


يتبع قنفذ البحر شعبة الجلد شوكيات وهى حيوانات ذات هيكل متصل ولا أذرع لقنفذ البحر وله أقدام أنبوبيـة وتنتهـى بممصـات وللحيوان سطح فمى ( بطنى ) وسطح لا فمى ( ظهرى ) وللحيوان ملاقط حسنة التكوين والأشواك طويلة متحركة ومتعددة ويحيط بالفم جهاز معقد من الفكوك يسمى " مصباح أرسطو " والحيوان كروى الشكل فيه تماثل شعاعى وهناك أنواع كثيرة تظهر فى البحر الأحمر بكثرة وتتحرك قنافذ البحر ببطئ بواسطة الأقدام الأنبوبية والأشواك وتتغذى على الطحالب والرواسب العضوية والحيوانات الساكنة الصغيرة وجسم الحيوان مغطى بغزارة بأشواك طويلة وقصيرة وبملاقط صغيرة وبعض أنواع القنافذ يتراوح طول أشواكه حوالى 10سم ويفرز مادة سامة جداً على أشواكه لذا يجب الاحتراس والابتعاد عن لمسها .

طائفة الخياريات

خيار البحرHolothuria

يوجد على قاع البحر الرملى والطينى أو مدفوناً فيه بحيث يظهر طرفه الأمامى والخلفى .

الشكل العام :-
الجسم مستطيل ومغطى بطبقة جلدية مرنة تحتوى على صفائح كلسية ميكروسكوبية دقيقة تعرف بالأزرار ولا يوجد أشواك أو ملاقط .
وللجسم طرف أمامى ( فمى ) وآخر خلفى (لا فمى ) ينتهى بفتحة الإست ويحاط الفم بلوامس مرجعة متفرعة يتراوح عددها من 10 : 30 وهى أقدام أنبوبية متحورة حسية وتساعد فى القبض على الفريسة وتقريبها إلى الفم .


يمتد على السطح الظهرى منطقتين شعاعيتين ويوجد على جانبيه صف مزدوج من الأقدام الأنبوبية المتحورة للإحساس والتنفس ويلاحظ وجود ( 3 ) مناطق شعاعية على السطح البطنى يوجد على جانبيها صف مزدوج من الأقدام الأنبوبية الحركية ويوجد على السطح الخارجى للجسم نتوءات بارزة صغيرة . والأجناس منفصلة.

B-happy 14 - 1 - 2011 02:51 PM

سطيح الكاهن : اسمه : ربيع بن ربيعة من بني ذئب بن عدي


بلغ سطيح من الكهانة مالم يبلغه أحد، وكان يسمى كاهن الكهان ، وكان يخبر بالغيوب والعجائب ويقال أنه عاش أربعمئة سنة .
يروى


: أنه كان لعبد المطلب بن هاشم ماء بالطائف ،يقال له ذو الهدم ،فادعته ثقيف فجاءوه



فاحتفروه ، فمنعهم عبد المطلب فعظم خصامهم ،فنافرهم عبد المطلب الى سطيح،فخرج عبد المطلب

ومن أخباره أيضاً




أن كسرى ابرويز لما رأى في نومه كأنه سقط من قصره ست عشرة شرفة ارتاع لذلك،



فوجه الى الموبذان فعرفه بذلك وقال أن ذلك قد هالني وأفزعني.قال الموبذان: أيها الملك عسى أن يكون



خيراً ،وإني أيها الملك كنت أرى البارحة ان النيران قد خمدت ،وقلعت بيوتها وهلك سدنتها وقد اغمني



ذلك ،وكنت عزمت على أن لا أخبر الملك حتى يوجه إلي فأتيته.



قال كسرى فما الداعي ؟قال الموبذان قد بلغني ان بأرض العرب كاهناً يقال له سطيح ،يخبر بما يكون



قبل كونه ،فلو أرسل اليه الملك رسولاً يسأله عن ذلك ،فلعله أن يخبره بالجواب فيه.



قال كسرى ومن لنا بحصيف ينفذ في ذلك؟وكان على باب الملك فيمن وفد عليه من العرب رجل ،



يقال له عبد المسيح من رهط سطيح ،فأشار به الموبذان على كسرى ،فأحضره ولم يخبره بما رآه ،وقال



انطلق إلى سطيح ،فاسأله عن رؤيا رأيتها ،فاذا اخبرك بها ،فاسأله أن يخبرك بتأويلها ،فاذا أخبرك فارجع



مسرعاً ولاتتخلف ،قال أفعل أيها الملك ،فأمر له بمال وجائزة ،وحمله جائزة الىسطيح.



فركب عبد المسيح راحلته ،ومضى مبادراً يقطع المفاوز والفيافي ،حتى لحق مكان سطيح بعد ايام ،فلما



بلغ بيته وجده عليلاً لما به فوقف عليه وسلم وجعل يرتجز ويقول ليسمعه:



اصم ام يسمع غطريف اليمن - - - يافاصل الخطة اعيت من ومن



قال سطيح مجيبا له عبد المسيح ،على جمل فسيح ،أوفى على سطيح ،وقد أشفىعلىا لضريح ،يسأل عن



ارتجاج الايوان ،ورؤيا الموبذان ،وخمود النيران.



قال: فالتأويل ياسطيح ؟قال : تنقضي أيامهم،وتنقطع آثارهم،وتملك العرب ديارهم،عند ظهور



صاحب التلاوة ،والقضيب والهراوة.



قال: ومتى ذلك ياسطيح ؟قال : إلى أن يملك منهم ملوك وملكات ،على عدد الشرفات ،وقبل ذلك



ينقضي امر سطيح ويواريه الضريح ،ولايصلح له فيها قرار.



فرجع عبد المسيح إلى كسرى ،وقد دعى



كلامه ،فعجب كسرى وسره وقال : إلى أن يلي منا ستة عشر ملكا يكون سعة لدفع الهم ،ولعل ذلك لا



يكون ،فرأى الملك منهم تلك العدة في سنين قليلة حتى انقضى ملكهم في خلافةعثمان .
يروي الزركلي في كتابه الأعلام :
سطيح الكاهن
( 000 - 52 ق هـ = 000 - 572 م)
ربيع بن ربيعة بن مسعود بن عدي بن الذئب، من بني مازن، من الازد: كاهن جاهلي غساني .
من المعمرين، يعرف بسطيح. كان العرب يحتكمون إليه ويرضون بقضائه، حتى أن عبد المطلب بن هاشم - على جلالة قدره في أيامه - رضي به حكما بينه وبين جماعة من قيس عيلان، في خلاف على ماء بالطائف، كانوا يقولون إنه لهم. وكان يضرب المثل بجودة رأيه، قال ابن الرومي:: (تبدي له سر العيون كهانة يوحي بها رأي كرأي سطيح) وقال الفيروز آبادي: سطيح، كاهن بني ذئب، ما كان فيه عظم سوى رأسه. وزاد الزبيدى: كان أبدا منبسطا منسطحا على الارض لا يقدر على قيام ولاقعود، ويقال: كان يطوى كما تطوى الحصيرة ويتكلم بكل أعجوبة.
وهو من أهل الجابية، من مشارف الشام. مات فيها بعد مولد النبي صلى الله عليه وسلم بقليل.
وذكر غيره :
سطيح الكاهن
روى التاريخ أن سطحيا الغساني كان أكهن الناس وقد أنذر بسيل العرم وكان جسده يدرج كما يدرج الثوب خلا جمجمة رأسه وإذا مست باليد أثرت فيه للين عظمها وكان أبدا منسطحا على الأرض عاش 150 سنة على ما قيل، ومات في الليلة التي ولد فيها محمد صلى الله عليه وسلم، ومن كهانته انه لما كان ليلة ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم ارتج إيوان كسرى فسقطت منه أربع عشرة شرفة فأعظم ذلك أهل المملكة وكتب الى كسرى صاحب الشام أن وادي السماوة قد انقطع في تلك الليلة وكتب إليه صاحب اليمن أن بحيرة ساوة غاضت تلك الليلة وكتب إليه صاحب طبرية أن الماء لم يجر تلك الليلة في بحيرة طبرية وكتب إليه صاحب فارس أن النار خمدت تلك الليلة فلما تواترت عليه الكتب أظهر سريره وبرز الى أهل مملكته فأخبرهم الخبر فقال الموبذان: أيها الملك إني رأيت تلك الليلة رؤيا هالتني، رأيت إبلا صعابا تقود خيلا عرابا، حتى اقتحمت دجلة وانتشرت في بلادنا قال فما عندك في تأويلها؟ قال:
ما عندي شيء ولكن أرسل الى عاملك في الحيرة يوجه إليك رجلا من علمائهم فإنهم أصحاب علم بالحدثان فوجه اليه عبد المسيح بن نفيلة الغساني فأخبره كسرى بالخبر فقال: أيها الملك ما عندي فيها من شيء ولكن جهزني الى خالي سطيح فجهزه فلما قدم عليه وجده قد احتضر فناداه فلم يجبه فقال:
أصمّ أم يسمع غطريف اليمن ... أتاك شيخ الحيّ من آل سنن
أبيض فضفاض الرداء والرسن
فرفع اليه سطيح رأسه وقال: عبد المسيح، على جمل مشيح، أقبل الى سطيح، وقد أوفى على الضريح، بعثك ملك بني ساسان، لارتجاج الإيوان، وخمود النيران، ورؤيا الموبذان، رأى إبلا صعابا تقود خيلا عرابا، حتى اقتحمت الواد وانتشرت في البلاد، يا عبد المسيح إذا ظهرت التلاوة، وفاض وادي السماوة، وظهر صاحب الهراوة، فليست الشام لسطيح بشام يملك منهم ملوك وملكات، بعدد ما سقط من الشرفات، وكل ما هو آت آت ثم قال:
إن كان ملك بني ساسان أفرطهم ... فإن ذا الدهر أطوار دهارير
منهم بنو الصرح بهرام وأخوته ... والهرمزان وسابور وسابور
فربما أصبحوا منهم بمنزلة ... يهاب صولهم الأسد المهاصير
حثوا المطي وجدوا في رحيلهم ... فما يقوم لهم سرج ولا كور
والناس أبناء علات فمن علموا ... أن قد أقل فمحقور وم
هجور والخير والشر مقرونان في قرن ... والخير متبع والشر محذور
فأتى كسرى فأخبره فغمّه ذلك فقال: الى أن يملك منا أربعة عشر ملكا يدور الزمان فملكوا كلهم في أربعين سنة.


من أخباره




إن ربيعة بن نصراللخمي رأى رؤيا هالته،فأمر بجمع الكهان وأصحاب القيافة والزجر ، فلما حضروا



عنده قال لهم إني رأيت رؤيا هالتني فأخبروني بها ،فقالوا له قصها علينا نخبرك بتأويلها ،فقال ماأطمئن الى




تأويلها إذا قصصتها عليكم، ولاأصدق في تأويلها إلا من عرفها قبل أن أقصها عليه.




فقال له رجل منهم: لايفعل ذلك ويوثق بقوله إلاسطيح الذئبي وشق اليشكري،فهما أعلم , فارسل



اليهما ليقدما عليك.



فقدم سطيح قبل شق ،فاكرمه ربيعة بن نصر،



وقال له إني رأيت رؤيا هالتني،وأريد أن تخبرني بها وبتأويلها.



فقال سطيح : أقسم بالشفق ،والليل إذا غسق،والطارق إذاطرق،لقد رأيت حممة خرجت من ظلمة،



فوقعت في أرض تهمة،فأكلت كل ذات جممة.



قال صدقت فما تأويلها؟قال أحلف بما بين الحرتين من حنش , ليطأن أرضكم الحبش،وليملكن ما بين



أبين الى جرش.



قال ربيعة : إن هذا لغائظ موجع،فهل في زماننا؟قال لابل بعده بحين اكثرمن سنين او سبعين،يمضين



من السنين،ثم تقتلون بها أجمعين ،وتخرجون منها هاربين.



قال فمن يلي ذلك منهم؟قال غلام رحب الفطرة من آل ذي يزن،يخرج عليهم من عدن ،فلا يترك أحدُا



منهم باليمن.



قال فما تصنع اليمن؟قال يملكها بعدهم قوم ذوو أخطار من رجال أحرار،قال أفيدوم ذلك أو ينقطع؟



قال بل ينقطع ،قال ومن يقطعه؟قال نبي ذكي أمين قوي ،يأتيه الوحي من قبل الواحد العلي:قال وممن



هذا النبي ؟قال من ولد غالب بن فهر بن مالك بن مضر،يكون الملك في قومه الى آخر الدهر.



قال وهل للدهر من آخر؟قال نعم يوم انفطار السماء ،والوقوف للجزاء ،بالسعادة والشقاء.



قال وأي يوم هو ؟قال يوم يجمع فيه الأولون والآخرون ،ويسعد فيه لمحسنون،ويشقى فيه المسيئون.



قال أحق ماتخبرنا به ياسطيح ؟قال: نعم والشفق،والغسق ،والقمر اذا اتسق،أن ماأنبأتك به لحق.


قصة سطيح الكاهن
ومعرفته بالنبي والوصي قبل ولادتِهما
سطيح الكاهن واسْمه ربيعة بن مازن ، كان يعرفُ محمداً وعلياً قبل ولادتِهما، فلما أتوا به إلى مكة وجاءته سادات قريش ولَم ير أبا طالب وأخاه عبد الله فلم يتكلم شيئاً ، فلما رآهما سطيح أشار إلى عبد الله وقال: عن قريب الأمد، نَبِي يهدي للرشد، يدمر كل صنم ، يدعو لعبادة الإله الأحد، يعينه على ذلك معين، هو ابن عمه، له قرين .
وأشار بيده إلى أبي طالب.
قال ثم إن القوم تفرقوا إلى منازلِهم ، وأتوه بنسائهم وبناتِهم ، ولَم يبق أحد من نسائهم إلا وقد حضرت عنده ، قال فأقبل أبو طالب على عبد الله وقال له: أمسك زوجتك ولا تدعها تَحضر .
وأمسك هو أيضا زوجته فاطمة بنت أسد ، قال وأقبلت النسوان من كل جانب ومكان ، قال فنظر إليهن حتّى تكاملن عنده ، وعاد ينظر يَمينا وشِمالا ثُم قال: اعزلوا الرجال عن النساء .
ثُم أمر النساء أن يتقدمن إليه فجعل سطيح ينظر إليهنّ بعينه ولا يتكلم، فقالوا المشركون: يا سطيح خرس لسانك وخاب ظنك.
قال: والله ما خاب ظنّي ولا خرس لسانِي .
ثُم رفع طرفه إلى السماء وقال: وحق الحرمين ، لقد تركتم من نسائكم اثنتين ، إحداهن الحامل بِهذا الْمولود ، والداعي إلى خير معبود محمدr، والثانية ستحمل بعد حين من الزمان وتلد غلاما أمينا قويا يدعى بأمير
المؤمنين وسيد الوصيين ووارث علم النبيين .
فلما سَمِعَت قريش منه ذلك دهشوا وحاروا ، فانطلق أبو طالب إلى منزله وأتى بآمنة زوجة أخيه عبد الله وزوجته فاطمة بنت أسد ، فلما وصلوا من النساء، صاح سطيح بأعلى صوته صيحة عظيمة وجعل يبكي وتارة يرفع صوته ويقول: يا ذوي الشرف والْمَفاخر ، هذه واللّه الحاملة بالنبي الْمُختار ورسول الْمَلك الجبار . قال فلما دنت آمنة من سطيح قال لَها: أنت آمنة بنت وهب . قالت: نعم ، قال: أ لست حامل ، قالت: نعم .
فالتفت عند ذلك إلى قريش وقال:
الآن شهد قلبِي وثبت لبّي ، فإنّ هذه واللّه سيدة نساء العرب والعجم وهي الحاملة بأفضل الأمم ، ويدمر كل وثن وصنم ، يا ويح للعرب دنا ظهور محمد الأمين ورسول رب العالَمين ، وكأنّي أرى من يُخالفه قتيلا وعلى الأرض جديلا ، فإنّي أرى عزّ من يخالفه يحول وشرفه يزول ، فطوبَى لمن صدّقه وصدّق برسالته ونبوته ، فطوبَى ثُم طوبَى لِمَن يتبعه على الحق فقد أخذ بالأمر الوثيق ونجا من كل ضيق .
ثُم التفت إلى فاطمة بنت أسد وصاح صيحة عظيمة وشهق شهقة عالية فلما أفاق من غشوته انتحب وبكى ونادى بأعلى صوته: هذه واللّه فاطمة بنت أسد أم الإمام الذي يكسر الأصنام ويبيد الأوثان ، وهو الإمام الْمُبين ، وقاتل الشيطان ومبيد الأقران والأوثان ، الفارس الكمي والضيغم الجري الْمُسمى بعليّ ابن عم النّبِي ..والخبر طويل اختصرناه



ومعه ابنه الحارث ،وخرج معه جماعة من قومه،وخرج خصمه جندب بن الحارث في جماعة من ثقيف،



فلم كان في بعض الطريق نفذ ماؤهم فطلبوا الى الثقيفيين أن يسقوهم فلم يفعلوا،فترل عبد المطلب



وأصحابه ،وهم لايشكون أنه الموت ،ففجر الله عين ماء عذب من تحت جرات بعير عبد المطلب فشربوا



واستقوا وحمد الله عزوجل عبد المطلب وشكره وساروا على طريقهم فنفد ماءالثقيفيين فسألو اعبد



المطلب أن يسقيهم ففعل فقال له الحارث:لأن أدخل سيفي في بطني أخف علي من أن أفعل ذلك!قال



له يابني اسقهم فان الكرم ثقيل الحمل ،فسقاهم فساروا فقطعوا رأس جرادة فجعلوه في خرز مزادة



وعلقوه في جلد في عنق كلب لهم اسمه سوار،وكانت في عنقه قلادة لا تفارقه.



فأتوا سطيحاً فلما دخلوا عليه قالوا إنا أتيناك سائلين ،قال فماذا تسألون ؟قالوا نسأل عن شيء قد خبأناه،



ونحتكم عندك في شيء وقع التخاصم بيننا فيه ،فقال سطيح : خبأتم رأس جرادة في خرز مزادة في عنق سوار ذي



القلادة ،قالوا : صدقت فأخبرنا عما اختصمنا فيه اليك ،قال سطيح : احلف بالضوء والظلم، والبيت ذي الحرم ،أن



الدفين ذا الهدم،لهذا العربي ذي الكرم ،فانصرفوا وقد قضى لعبد المطلب.

B-happy 14 - 1 - 2011 02:56 PM

مدن فلسطينية طبريا

--------------------------------------------------------------------------------

الإمبراطور الروماني هيردوس انتيباس فوق موقع قرية رقة الكنعانية عام 20 ق.م. ثم زودها بالمياه من خلال قناة يبلغ طولها 9 أميال.
وهي تمتد من الشمال إلى الجنوب بين الساحل الغربي للبحيرة والسفوح الشرقية لجبل اللوزات. وتقع بين أقضية صفد وعكا والناصرة وبيسان. على انخفاض 200م تحت سطح البحر.
شهدت طبرية مثل مدن فلسطين الأخرى، كل الغزاة الذين مروا على احتلال فلسطين، وقد قاومتهم بكل بسالة حتى استطاعت دحرهم، كما سوف تدحر الاحتلال الصهيوني.
لقد احتلها البريطانيون بتاريخ 25/9/1918م، بعد انتصارهم في الحرب العالمية الأولى.
ومن أبرز أحداث تلك الفترة اشتراك الطبريون مع اخوانهم في سائر الوطن في ثورة البراق عام 1919م، وثورة القسام 1935م، والثورة الكبرى عام 1936-1939م. حيث تمكن المناضلون البواسل من السيطرة على المدينة في خمس ساعات كاملة بتاريخ 3/10/1938م. كما اشتركوا في الإضراب الكبير. ومظاهرات تشرين الثاني عام 1947 ضد قرار التقسيم.
وقد حاولت المنظمات الصهيونية المسلحة احتلال المدينة بتاريخ 15/4/1948. أي قبل انسحاب القوات البريطانية عن فلسطين، إلا أن المقاومة الشديدة دفاعاً عن المدينة. جعلتهم يتراجعون، ولكن مع مساندة الجيش والبوليس البريطاني استطاعت احتلالها في 19/4/1948، وبهذا سقطت طبرية في يد الاحتلال الصهيوني، الذي شرد بعض أهلها، وأخذ في النهب والتدمير.
تبلغ مساحة قضا طبرية (440969) دونماً.
وتبلغ مساحة أراضي مدينة طبرية (12624) دونماً.
وقُدر عدد سكان قضاء طبرية في عام 1922 (20721) نسمة، وفي عام 1945 (39200) نسمة.
وقُدر عدد سكان مدينة طبريا في عام 1922 حوالي (6950) نسمة، وفي عام 1945 حوالي (1131) نسمة.
تُعتبر طبرية ذات موقع أثري تحتوي على العديد من المعالم الأثرية التاريخية من عصور مختلفة، ومن أهم هذه المعالم: قلعة الحمام، وحمامات طبرية، والسور، وحصن معون، وغيرها

مدينة كنعانية تعني (بيت الآلهه) يعود تاريخها إلى أكثر من 6000 عام، تقع على أرض مرتفعة في الجانب الغربي من الغور الفلسطيني. على بعد خمسة أميال شرق نهر الأردن، بين أقضية طبرية والناصرة ونابلس وجنين.
أول من استوطنها هم العرب الكنعانيون، وهي مدينة ذات أهمية بيئية واقتصادية وإستراتيجية نظراً لوقوعها في غور خصيب على الطريق التجاري بين مصر والشام.
شهدت مدينة بيسان مراحل الغزو المتعاقبة على فلسطين منذ فجر التاريخ، وخضعت لدول ومماليك عديدة، وكان الاحتلال البريطاني آخر من رحل بعد أن سلم المدينة للاحتلال اليهودي الصهيوني.
فقد احتلها البريطانيون بتاريخ 20/9/1918م، بعد انتصارهم في الحرب العالمية الأولى.
شاركت بيسان مع شقيقاتها المدن الفلسطينية في كل المؤتمرات والمظاهرات والانتفاضات والثورات ضد الاحتلال البريطاني واليهود منذ عشرينات هذا القرن.
واحتلها اليهود بتاريخ 12/5/1948م، أي قبل خروج البريطانيين من البلاد. وأجبرت المنظمات الصهيونية المسلحة أهلها على الرحيل قهراً وألقوا بهم على الحدود السورية واللبنانية وهددوا من يعود منهم بالذبح. ثم هدموها وأعادوا بنائها في شهر أيار 1949م، تحت اسم (بيت شعان).
تبلغ مساحة قضاء بيسان 255029 دونماً.
أما مدينة بيسان فتبلغ مساحتها 28957 دونماً.
قُدر عدد سكان مدينة بيسان في عام 1922 حوالي

(1941) نسمة، وفي عام 1945 حوالي (5180) نسمة، وفي عام 1948 حوالي (6009) نسمة.
أقام الصهاينة العديد من المستعمرات على أراضي بيسان، ومن هذه المستعمرات (روشافيم) التي أقاموها قبل احتلالهم للمدينة في عام 1938، ومستعمر (رحوف) في عام1951، و(ميليون) عام 1961)، و(سدي ناحوم) عام1961، و(شيفا) عام 1955، و(عين هاناتسيب) و(ماعوز حاييم)، و(نفي إيتان) في عام 1961.
تحتوي أراضي بيسان مواقع أثرية وتاريخية هامة، تدل على مكانتها العظيمة وأهميتها عبر التاريخ، فمن هذه الآثار : موقع أثري يضم سور مدينة وأساسات ومباني وميدان سباق ومسرح، وهناك (تل الحصن) الذي يحتوي على تسع مدن أثرية أقدمها يعود إلى عهد الفراعنة، وأحدثها يعود إلى العهد العربي.
كما كشفت الحفريات عن وجو ثلاث تماثيل فرعونية : للفرعون سيتي الأول، والفرعون رمسيس الثاني، والفرعون رمسيس الثالث. وكذلك مسرح روماني وجدران وأعمدة.
وهناك أيضاً (تل الجسر) و(خان الأحمر) و(تل المصطبة) وهي مواقع أثرية تحتوي على آثار هامة

B-happy 14 - 1 - 2011 02:59 PM

يبدأ العصر الحجري القديم الباليوليت في سورية منذ مليون عام وينتهي عام 12 ألف ق.م.
أما العصر الحجري الوسيط فيمتد من عام 12 ألف ق.م إلى عام 8 آلاف ق.م. ويبدأ العصر الحجري الحديث قبل الفخار منذ ذلك التاريخ وحتى الألف السادس ق.م ويمتد عصر الفخار حتى الألف الرابع ق.م.
يقع أقدم موقع للعصر الحجري القديم نراه في سرير نهر الكبير الشمالي وهو يعود إلى مليون عام، ثم نرى في حوض العاصي آثار هذا العصر ولكنها تعود إلى نصف مليون عام. وفي غربي اللطامنة شمالي حماه عثر على موقع لهذا العصر يعتبر من أهم المواقع ومن أندرها في العالم، عثر في سرير النهر على آثار معسكر بشري محفوظ ضمن طبقة من الرمل والطمي مؤلفة من أدوات حجرية فؤوس، سواطير ومكاشط وتبين أن الإنسان كان يستفيد من النار.


وثمة مغائر في يبرود كشفت عن آثار الإنسان القديم الذي عرف بالترحال، فلقد تعاقب على هذه المغائر مجموعات بشرية خلال خمسين ألف عام انتشرت في أنحاء سورية، وقد استعمل الإنسان وسائط حجرية جديدة وجدت في الكوم البادية حيث الينابيع. ثم ظهر إنسان النياندر تال الذي أصبح أكثر حضارة، فهو نحات ماهر استفاد من العظام في صناعة بعض الأدوات، كما استفاد من قدح النار ومن ألوان التراب لتزيين أدواته وأجسامه، ومارس دفن الموتى في طقوس محددة.


وفي أواخر هذا العصر عاش الإنسان العاقل 40ألف ق.م وهو السلف المباشر للإنسان الحالي.
لقد انتشرت مواقع الاستيطان في أحواض الأنهار مثل نهر الكبير الشمالي ونهر العاصي ونهر الفرات وروافده، وفي مناطق داخلية حيث توفرت فيها المياه مثل منطقة الكوم وحوض دمشق، ويعود تاريخ الاستيطان البشري في سورية إلى المرحلة الآشولية القديمة. لقد اكتشفت في حوض نهر الكبير الشمالي أدوات حجرية تمثل قواطع وفؤوس يدوية وشظايا يعود تاريخها إلى مليون عام، كما عُثر على أدوات مماثلة في منطقة الفرات تعود إلى نصف مليون عام، وفي مواقع مختلفة أو في المغاور عثر على ألواح تعود إلى ربع مليون عام، كما في مغائر يبرود ومواقع حول دمشق، وكانت هذه الأدوات الحجرية أكثر دقة في تشذيبها، وتبقى هذه الأدوات دليلاً على نوعية السلاح الذي كان الإنسان القديم يستعمله لحماية نفسه ضد الحيوان وضد الإنسان.


ترك هذا العصر مخلفات متنوعة وجدت في مواقع مكشوفة أو في المغاور مثل جرف العجلة والدواره في تدمر. ومثل موقع أم التلال في حوض الكوم. أما مغائر يبرود قرب دمشق والديدربة في وادي عفرين فلقد عثر فيها على بقايا هامة منها أقدم هيكل عظمى نياندرتالي.

وبعد انقطاع طويل ظهر العصر الحجري الوسيط الميزوليت حيث خرج الإنسان من المغاور مشكلاً ما يشبه بالقرى، مبتكراً وسائل حياتية وسكنية أكثر رقياً نراها في مغارة الكبارا في فلسطين وانتقلت إلى يبرود وجيرود والكوم حيث ابتكر الإنسان أوائل مركبة من الحجر والعظم أو الخشب. ومن وادي النطوف في فلسطين أيضاً انتشرت حضارة نطوفية في سورية عثر عليها في المريبط وأبي هريرة على الفرات، حيث أنشئت بيوت واستعمل الإنسان عظام السمك والصدف للزينة.


في العصر الحجري الحديث النيوليت أصبح الإنسان منتجاً لطعامه بعد أن كان جامعاً، فلقد زرع الحبوب وربى الحيوانات، نرى ذلك في المريبط وأبي هريرة وبقرص والرماد والغريفة. ومن الألف السابع ق.م ابتدأ الإنسان بتأسيس المجتمع الرعوي الأول إلى جانب المجتمع الزراعي، فطور منازله وأسلحته الحجرية المصقولة. ولم يلبث حتى ابتدأ باستعمال الطين المجفف ثم المشوي صانعاً منه الأواني والتماثيل.

وتمتاز سورية بأسبقيتها العالمية باستعمال الفخار ، ثم باستعمال المعدن وبخاصة في منطقة الهلال الخصيب، حيث ابتدأ بالتعرف على النحاس في بداية الألف الخامس ق.م.

ثمة قرى نشأت في حوض الفرات بلغت مساحة بعضها 3 هكتار، وكان سبب تكوين القرية وظهور الأسرة هو الاستقرار في منطقة يتحقق فيها الماء والكلأ والأمن. ومما لاشك فيه أن القرى كانت تحاول تحصين ذاتها، إما طبيعياً بواسطة المياه والصخور، أو بواسطة حواجز حجرية أو طينية أو نباتية.

اعتمد سكان المريبط حوالي عام 8500ق.م على صيد الحيوانات والأسماك وجمع النباتات، وتبين أنهم باشروا بذر البذور منذ عام 7700ق.م، وأقام الإنسان أبنية طينية دائرية ذات جدران مزخرفة غطيت بقباب من الأغصان والأعشاب والطين. ولكن البناء الحجري الذي أقيم في أريحا فلسطين كان أقدم بناء من الحجر المشذب مازالت آثاره حتى اليوم ويعود إلى الألف السابع ق.م.


ومنذ بداية الألف التاسع ق.م شهدت سورية ظهور أوائل القرى الحضرية حيث عثر على آثار لزراعة القمح والشعير، وتربية المواشي، الماعز والغنم والبقر. كما عثر على آثار منازل دائرية أو مستطيلة. ولقد برزت في هذا العصر دلائل عقيدة اللإلهة الأم والثور المقدس، وعقيدة عبادة الأجداد.


تابعت المجتمعات البدائية تطورها الاقتصادي والاجتماعي خلال الألفين الثامن والسابع ق.م أي في بداية العصر الحجري الحديث وقبل اكتشاف الفخار. فلقد توسعت القرى وكانت أحياناً محصنة مثل تل حالولة وجعدة
المغرة على الفرات، وكانت المنازل ذات مخطط مستطيل، وتطورت الزراعة وتربية الحيوانات وانتشرت القرى الزراعية في الصحراء في موقع الكوم وفي بقرص ووصلت إلى الساحل في رأس الشمرة. وفي بداية الألف السادس ق.م تم استعمال الفخار ولعله استعمل في وقت سابق على ضفاف الفرات.

في بقرص على الفرات وفي تل الرماد، نرى بداية عصور الزراعة في بداية الألف السادس ق.م، وكانت البيوت محاذية للطرقات، متعددة الغرف، وكانت ثمة جماجم لآباء السكان توضع على قواعد أشبه بالتماثيل الطينية في وسط البناء تكريماً وتعظيماً للأجداد.

وعُثر على تماثيل مختلفة بعضها تمثل وجهاً بشرياً من الطين ملوناً بالأحمر وله عينان، كما عُثر على أوان حجرية. وابتدأت صناعة الفخار منذ ذلك الوقت مبكرةً عن عصرها في أوربا. ويجب أن نتذكر أن تل الرماد - قرب بلدة قطنا - كان موقعاً مؤسساً لتكون مدينة دمشق مع غيره من المواقع مثل تل أسود وتل الصالحية، ولكن في هذا التل عاش الإنسان على زراعة الأشجار والحبوب لتوفر الماء وخصب الأرض.

كان لابد للإنسان في ما قبل التاريخ من وسائل دفاعية، ونظراً لعدم اكتشاف المعدن في ذلك التاريخ، فلقد استعمل الحجر على اختلاف أنواعه لصناعة الفؤوس والحراب، ولقد عثر في تل المريبط على العديد منها، و أصبحت في بقرص أكثر تشذيباً وصقلاً.

في تل الرماد عثر على فأس ورأس سهم ونصل منجل، وتظهر في مقدمة رأس السهم مسننات ناعمة على الجانبين كأسنان المنشار،
وكذلك الأمر على نصل المنجل، ونرى على الوجه العلوي ما يسمى بلمعة المنجل التي تدل على مدى استعمال هذا المنجل سواء في الأعمال الدفاعية أو الزراعية.

نشطت التنقيبات الأثرية في مواقع ما قبل التاريخ وأصبحنا نعرف خصائص العصر الحجري القديم من مكتشفات نهر الكبير الشمالي والفرات والعاصي والليطاني، ونعرف خصائص العصر الحجري الوسيط من المريبط والشيخ حسن وأبي هريرة ويبرود، وأما آثار العصر الحجري الحديث فلقد عثر على آثاره في تل أسود وتل الرماد والغريفة وتل الخزامي قرب دمشق، وفي بقرص والدوارة والكوم...


والاكتشاف الهام في هذه المرحلة التي تدخل في نطاق العصر الحجري الحديث هو ظهور الأسوار مثل أسوار "تل حالولة" على الفرات، وتل الصالحية في دمشق
ويبقى إنشاء الأسوار دليلاً على الاستقلال السياسي وظهور النظام الإداري والعسكري لتحقيق المنعة والتحصين ضد العدوان الخارجي

B-happy 14 - 1 - 2011 03:31 PM

حدائق بابل المعلقة....
حدائق بابل المعلقة إحدى عجائب الدنيا السبع, التي بناها نبوخذ نصر للملكة أمييهيا التي كانت تتشوق لحدائق وطنها ميديا, بنيت تقريبا 600 ق م في بابل بالعراق الحالي, وهناك شك في وجود الحدائق فعليا، والحدائق ليست معلقه فعليا. وتعرف كذلك بحدائق سميراميس المعلقة.
الحديقة من جمالها وروعتها الخلابة كانت تدخل المرح والسرور الى قلب الانسان عند النظر إليها.
زرعت فيها جميع أنواع الاشجار، الخضروات والفواكهة والزهور وتظل مثمرة طول العام وذلك بسبب تواجد الاشجار الصيفية والشتوية ووزعت فيها الثماثيل باحجامها المختلفة في جميع أنواع الحديقة ...


بابل

- عاصمة المملكة البابلية لإمبراطوريتين بابليتين.
- كان السومريون أقدم سكان بلاد بابل.
- بابل مدينة قديمة بأرض الرافدين،أي نهر دجلة والفرات.
- قد ورد ذكرها في القرآن الكريم " وما أنزل على الملكين ببابل هاروت وماروت"
- كانت المدينة مركزًا دينيًّا وتجاريا لبلاد بابل.
- كلمة "بابل" في اللغة الأكادية تعني "باب الإله".
- قد سماها الأقدمون بعدة أسماء منها "بابلونيا"، أرض بابل ما بين النهرين وبلاد الرافدين.

- صارت بابل بعد سقوط سومر قاعدة إمبراطورية بابل ، وقد أنشأها حمورابي حوالي 2100ق.م ، امتدت من الخليج العربي جنوبًا إلي نهر دجلة شمالا.
- وقد دام حكم حمورابي 43 عامًا ازدهرت فيها الحضارات البابلية حيث يعد عصره العصر الذهبي للبلاد العراقية.

كانت تقع على ضفتي نهر الفرات بالقرب من مدينة الحلة الحالية في العراق.
- حدائق بابل المعلقة التي تعد من عجائب الدنيا السبع.
- كان يوجد بها ثماني بوابات وكان أفخم هذه البوابات بوابة عشتار الضخمة.
- معبد مردوك يوجد داخل الأسوار بساحة المهرجان الديني الكبير،الواقعة خارج المدينة.

-اعتمد الاقتصاد البابلي بصورة رئيسية على الزراعة فقد زرعوا الأرض بالقمح والخضراوات والفواكه.
- وحفروا القنوات وربوا المواشي.
- وصنعوا أشياء من الطين والأحجار والعظام والأخشاب والمعادن.
- تعلموا تجفيف المستنقعات وصناعة الآجر من الطين.

- انقسم المجتمع في بلاد بابل ،خلال عصورها المختلفة إلى طبقات متعددة وهي طبقة الأرستقراطية التي كانت تضم عادة موظفي الحكومة والكهنة وملاك الأراضي الأثرياء وبعض التجار.
- الطبقة العامة ؛وكانت تتألف من الحرفيين والكتبة والمزارعين.
- طبقة الرقيق التي شكلت أدنى طبقات المجتمع البابلي.
- كانوا يصنعون أكواخا من القصب والطين.
- كانوا يستخدمون الطين المشوي أو المجفف بالشمس لبناء بيوتهم

B-happy 14 - 1 - 2011 03:33 PM

خرافة حائط المبكى عند اليهود

----

بفلم : د. محمـد سليـم العـوّا



المواطن العربي حائر حيرة شديدة فيما تنقله له الأنباء من موقف القيادات السياسية العربية ، والفلسطينية بوجه خاص، من مشروعات التسوية السلمية المزعومة وموضع القدس الشريف منها . ومن أخطر التصريحات العربية ، التي تؤكد حينا وتنكر حينا آخر أن القيادة الفلسطينية وبعض القيادات العربية قبلت أن يكون للعدو الصهيوني السيادة على الحائط الغربي للحرم المقدسي الشريف ( المسجد الأقصى) المعروف باسم حائط البراق والذي اخترع اليهود تسميته بحائط المبكى ! والخطير في هذه التصريحات أنها تظهر استعداد بعض العرب للتفريط في حقوق ثابتة ، ذات قداسة دينية للمسلمين دون أن يملكوا هذا التفريط ودون أن يستطيع أن يملّكهم إياه أحد .

والخلاف حول حائط البراق ( والبراق هو الدابّة التي ركبها رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة الإسراء من مكة إلى بيت المقدس وقد وصفها بأنها تضع حافرها عند منتهى بصرها!) خلاف قديم . ولا أريد أن أسوق إلى القرّاء تفاصيل تاريخية لم تعد ذات جدوى ، وإنما أكتفي بأن أذكر أنه في أعقاب الاضطرابات التي وقعت في مدينة القدس بسبب إساءة اليهود استعمال الحقوق التي تسامح المسلمون معهم في شأنها ، وافق مجلس عصبة الأمم في 15 مايو (أيار ) 1930 على تشكيل لجنة دولية ثلاثية من غير المسلمين وغير اليهود ، لدراسة موضوع حائط البراق أو المبكى والحقوق المدّعاة عليه من قبل المسلمين واليهود . وقد مارست اللجنة عملها منذ 19 يونيو ( حزيران) 1930 وأصدرت تقريرها في أول ديسمبر ( كانون الأول ) 1930 م .

وجاءت النتائج التي توصلت اللجنة إليها قاطعة في شأن الحق العربي على حائط البراق ، فقد انتهت اللجنة إلى ما يأتي : " إن حق ملكية الحائط وحق التصرف فيه وما جاوره من الأماكن المبحوث عنها في هذا التقرير عائد للمسلمين . ذلك أن الحائط نفسه هو ملك للمسلمين لكونه جزءا لا يتجزأ من الحرم الشريف . كما أنه ثبت للجنة .. أن الرصيف الكائن عند الحائط حيث يقيم اليهود صلواتهم هو أيضا ملك للمسلمين " . " كذلك ثبت لللجنة أن المنطقة التي تكتنف الرصيف المذكور قد وقفها على المسلمين الملك الأفضل بعد صلاح الدين الأيوبي حوالي سنة 1193 بعد الميلاد " .

" إن الحائط نفسه لكونه جزءا لا يتجزأ من الحرم الشريف هو وقف بلا ريب . وإذا أخذنا بعين الاعتبار المعلومات التي زودنا بها فريق المسلمين بشأن الوقف والمستندة إلى أحكام الشرع الإسلامي يكون الرصيف الكائن أمام الحائط من نفس المرتبة كوقف محلة المغاربة ".

" أما فيما يتعلق بالحائط نفسه فالأمر مختلف فيه . واللجنة تميل إلى قبول قول المسلمين بشأنه ، أي أن حائط المبكى برمّته مقدس للمسلمين لأنه المحل الذي نزل فيه النبي صلى الله عليه وسلم ومر به ثم ربط براقه فيه ".

" المنع الذي كان يعلن عنه أحيانا (( المقصود منع اليهود من الصلاة أمام حائط البراق )) كان يتناول خصيصا بعض أعمال كان يقوم بها اليهود ويعتبرها المسلمون تعدّيا على ملكيتهم أو توسّعا في العادة القديمة التي جروا عليها فيما مضى في جوار الحائط ".

وعندما أرادت اللجنة أن توجز قرارها قالت : " للمسلمين وحدهم تعود ملكية الحائط الغربي ، ولهم وحدهم الحق العيني فيه لكونه يؤلف جزءا لا يتجزأ من مساحة الحرم الشريف التي هي من أملاك الوقف . وللمسلمين أيضا تعود ملكية الرصيف الكائن أمام الحائط وأمام المحلّة المعروفة بحارة المغاربة المقابلة للحائط لكونه موقوفا حسب أحكام الشرع الإسلامي لجهات البر والخير . إن أدوات العبادة و ( أو ) غيرها التي يحق لليهود وضعها بالقرب من الحائط إما بالاستناد إلى أحكام هذا القرار أو بالاتفاق بين الفريقين لا يجوز في حال من الأحوال أن تعتبر أو أن يكون من شأنها إنشاء أي حق عيني لليهود في الحائط أو في الرصيف المجاور له " .

هذا هو حائط البراق ، الذي صنع اليهود من تسامح المسلمين معهم في الصلاة قبالته من خارج ساحة الحرم الشريف ومبناه حقا مكذوبا وقداسة مزعومة ، وخرافة تاريخية ، يطالبون بناء عليها – اليوم – بأن تكون لهم ملكية جزء لا يتجزأ من المسجد الأقصى ، أو السيادة الكاملة عليه .

إنني أعلم أن هذه الحقائق لن تعوق السياسيين العرب الواقعين في أحبولة الانحياز الأمريكي للكيان الصهيوني من التسليم لها بما لا يملكون التسليم به . ولكن غاية ما أرجوه أن يتذكّر الناس البسطاء الطيبون المخلصون أن حقنا في مسجدنا الأقصى ثابت بشهادة هذه اللجنة الدولية المحايدة منذ سنة 1930م فلا يماري فيه أحـد ، ولا يتشكك فيه أحد ، ولا يظن أحد من هؤلاء الطيبين المخلصين أن لليهود حقا فيه أو شبهة حق . إننــي أخاطب هؤلاء وحدهم ، فهم الباقون أبدا ، الممثلون للإرادة العربية والإسلامية الصادقة دوما.. أما أصحاب المناصب والألقاب فهم كمناصبهم وألقابهم إلى زوال قريب أو بعيد .
http://www.alaqsa-online.net/public/...7-2002-l-1.jpg



http://www.atpm.com/7.09/israel/imag...iling-wall.jpg



B-happy 14 - 1 - 2011 03:38 PM

طريق الحرير القديم فى الصين
قبل اكثر من الفى سنة فتحت الصين طريق الحرير التجارى المشهور فى العالم والذى كان يعتبر جسرا يربط بين الصين ودول اوربا وآسيا وافريقيا مما قدم اسهاما هاما فى التبادلات المادية والحضارية بين الشرق والغرب.

ان طريق الحرير ممر كانت الصين تمر به فى تبادلها التجارى البرى مع جنوب آسيا وغرب آسيا واوربا وشمال افريقيا ويسمى بطريق الحرير بسبب نقل حجم كبير من الحرير والمنسوجات الحريرية الصينية الى الغرب عبر هذا الطريق. واكتشف علماء الاثار ان طريق الحرير تشكل اساسا فى اسرة هان الصينية فى القرن الاول قبل الميلاد وحينئذ اتجه طريق الحرير الجنوبى الى افغانستان واوزبكستان وايران غربا حتى مدينة الاسكندرية المصرية والطريق الاخر مر بباكستان وكابول الافغانية حتى رأس الخليج ويمكن الوصول منه الى ايران وروما عن طريق البحر.

وفى الفترة ما بين القرن الثانى قبل الميلاد والقرن الثانى الميلادى كان على طول طريق الحرير اربع دول امبراطورية كبرى وهى روما فى اوربا وبارثيا فى غرب آسيا ( ايران القديمة ذات النظام العبودى) و كوشان فى آسيا الوسطى ( الدولة تسيطر على آسيا الوسطى و شمال الهند) واسرة هان الصينية فى شرق آسيا. وان تشكيل طريق الحرير جعل هذه الحضارات العريقة تتبادل وتتاثر بعضها بالبعض وبعد ذلك تتطور اية حضارة بصورة منعزلة.

تكثفت الاتصالات بين الشرق والغرب عبر طريق الحرير المكون من شبكة طرق معقدة. وتقول سجلات تاريخية صينية ان الجوز و الخيار والفلفل الاسود جلبت من الغرب. وفى فترة اسرة تانغ ما بين القرن السابع والقرن التاسع الميلادى ازدهر طريق الحرير اكثر حيث جلبت الى الصين الطيور و الحيوانات النادرة والمجوهرات والتوابل والاوانى الزجاجية والعملات الذهبية والفضية من الغرب والموسيقى والرقص والاطعمة والازياء وزخارفها من غرب آسيا وآسيا الوسطى وفى نفس الوقت صدرت المحصولات والمنتجات والتكنولوجيا الصينية مثل الحرير وصناعة الورق و فن الطباعة والاوانى المطلية باللك والاوانى الخزفية والديناميت والبوصلة الى الخارج عبر طريق الحرير مما قدم مساهمة هامة للحضارة العالمية.

بينما تطورت التجارة الصينية نشط التبادل الثقافى عبر طريق الحرير ودخلت البوذية كاحدى الاديان الثلاثة الكبرى فى العالم الى الصين فى اواخر اسرة هان الغربية (عام 206 –عام 220 ق م) وان مسار دخول البوذية من الهند الى الصين سجل فى رسوم حائطية تبلغ مساحتها حوالى عشرة الاف متر مربع وما زالت موجودة فى معبد الكهف الحجرى الذى بنى فى القرن الثالث الميلادى بقيزر فى شينجيانغ.وعبر طريق الحرير دخلت البوذية من الهند الى قيزر بشينجيانغ ودون هوانغ بقانسو ثم الى المناطق الداخلية بالصين وان الكهوف الحجرية البوذية المتبقية عبر طريق الحرير مثل كهوف موقاو بدون هوانغ وكهوف لونغ مين الحجرية بلويانغ تتميز باساليب الفنون الشرقية والغربية دلالة على التبادل الثقافى بين الصين و الغرب عبر طريق الحرير وتعتبر كلها من التراث الثقافى العالمى.

ومع تغير الخارطة السياسية والاقتصادية فى اوربا وآسيا بعد القرن التاسع الميلادى وخاصة تقدم تكنولوجيا الملاحة برز دور النقل البحرى فى التبادل التجارى اضمحل دور طريق الحرير البرى التقليدى هذا و فى القرن العاشر قلما اعتبر طريق الحرير هذا طريقا تجاريا.

وخلال السنوات الاخيرة بدأت منظمة التربية والعلوم والثقافة التابعة للامم المتحدة اليونيسكو تنفذ برنامج بحوث جديدة لطريق الحرير وتسمى طريق الحرير طريق الحوار لدفع الحوار و التبادل بين الشرق والغرب.

B-happy 14 - 1 - 2011 03:41 PM

من هم الكنعانيون؟؟؟

يسمع الكثير من الناس عن الكنعانيين و يقرءوا عنهم ، إلا أن الغموض يكتنف الكثير من الأمور حولهم ، من أين أتوا وما هي علاقاتهم بالحضارات التي عاشت في زمنهم ، وأين انتشروا ؟ .

ويعود ذلك لقلة الحفريات التي تجيب بوضوح عن تلك الأسئلة ، وقد كتب الدكتور خزعل الماجدي كتابا تحت عنوان ( المعتقدات الكنعانية ) صدر عن دار الشروق في عمان عام 2001 ، ويقع في 306 صفحات من القطع المتوسط ، وسنحاول انتقاء ما يمكن منه للإسهام في تقديم ما يساعد على التعرف على تلك الحضارة القديمة ..

استعرض المؤلف الأسماء القديمة المحتملة للكنعانيين في تراث الحضارات الأخرى التي عاصرت أو تلت حقبة الكنعانيين ..

1 ـ الاسم الأكدي : يرى بعض المؤرخين أنه ربما كان الاسم الأكدي (كناجي أو كناخني Kinakhni) الذي أطلقه البابليون عليهم ، والذي ظهر في رسائل (تل العمارنة ) في مصر ، هو أصل هذه التسمية والذي يعني (اللون الأحمر الأرجواني) .

2 ـ الاسم المصري : ورد اسم ( بي كنعان Pekanan) عند المصريين للدلالة على المناطق الجنوبية والغربية من سوريا . وكذلك استعمل المصريون منذ عصر الدولة القديمة كلمة (فنخو) للدلالة على شعب من شعوب الشام ، وقد يكون أن الإغريق استعملوا هذا اللفظ وحوروه الى (فويفكس Phoivikes) للدلالة على (فينيقيا ) ولفظ (فويفيكن Phoivikn) للدلالة على الفينيقيين .

3 ـ الاسم الكنعاني : استعمل الكنعانيون أنفسهم الكلمة السابقة للدلالة عليهم في بعض الأحيان .. ويؤيد ذلك نص الملك (أدريمي) ملك ( الالاخ) وهي مملكة كنعانية ازدهرت في شمال غرب سوريا قرب أنطاكيا ، وذلك في النصف الأول من الألف الثاني قبل الميلاد ( أنظر السواح 19: 1995) .

4ـ الاسم العبري : تعني كلمة كنعان باللغة العبرية ، بلاد الأرجوان ، ولكن جذر (ك ن ع ) تعني بالعبرية انخفض .. وهذا يشير الى أنهم سكان البلاد المنخفضة وهي القريبة من نهر الأردن .

5 ـ الاسم العربي : لا يختلف اللفظ العربي والجذر كثيرا عن العبري ف (خنع وقنع و كنع ) تعني الهبوط والانخفاض والتواضع ..

6ـ الاسم الحوري : يرى بعض الباحثين أن أصل كلمة كنعان مشتق من كلمة حورية هي (كناجي Kanaggi) أي الصبغة الأرجوانية أو القرمزية التي اشتهر الكنعانيون بصناعتها .. ولا يعرف عما إذا كان الحوريون هم من أخذ عن الأكديين تلك التسمية أم الأخيرون قد أخذوها عنهم .

7ـ الاسم الإغريقي : ربما حور الإغريق الكلمة المصرية (فنخو) التي تحولت الى (فينيكس ) للدلالة على الفينيقيين ، وهي تعني اللون الأحمر .. وإن تأكد ذلك فإننا في صدد الحديث عن حضارة واحدة وهي الكنعانية أو الفينيقية .

8ـ الاسم الروماني : استعمل الرومان كلمة بوني (Poeni) للدلالة على الفينيقيين الغربيين (القرطاجيين) في إفريقيا .. وهي كلمة تعني اللون الأحمر الأرجواني أيضا .. وهذا يؤكد التقارب القديم ما بين مغارب أفريقيا و شرق البحر المتوسط .. ويفسر الاستعداد للتلاقح الحضاري والثقافي بينهما .

وعلى أي حال إن كانت فينيق تعني الطائر الأسطوري الذي يطير من بين الرماد والذي كان يرمز له المصريون القدماء بطائر اللقلق ، أو كانت تعني الأرجوان ، أو النخلة كما في بعض الأبحاث فنحن نتحدث عن حضارة تغلغلت منذ أربعة آلاف عام في عموم المنطقة التي يطلق عليها الآن اسم الوطن العربي
مراحل التأريخ الكنعاني :

أولا :ـ المرحلة القديمة ( الأصول ) 3000ـ 4000 ق.م

قد تخطئ التقديرات في التاريخ أعلاه بمدة قد تصل الى 5000سنة ، وهذا لاضطراب الموجود من الدلائل حول بداية نشأة الكنعانيين و موطنهم الأصلي .. لنستعرض النظريات التي وضعت لاقتراح المكان الأول للكنعانيين ..

1 ـ جزيرة العرب :

قد تكون نظرية أن الكنعانيين أصلهم من جزيرة العرب ، هي الأكثر شيوعا بين النظريات ، لا للكنعانيين وحدهم بل ذهب كثير من العلماء أن أصل الساميين كلهم من جزيرة العرب ، وهي نظرية أقرب للاعتقاد منها للحقيقة لندرة الوقائع المدونة التي بالنقوش والآثار ..

ويرى البعض أن هذه النظرية تصلح لهجرة واحدة حدثت حوالي 2500ق م وذهبت باتجاه الصحراء السورية العراقية ، فانقسمت الى قسمين : الأموريين الذين بقوا في تلك الصحراء ، ثم اختلط قسم منهم بأهل العراق القديم واصطبغوا بالمؤثرات الحضارية العراقية ، وقسم استمر في هجرته نحو سواحل المتوسط وهم الكنعانيون . وهو سيناريو مكرر نراه في كل الهجرات السامية في النصوص التاريخية .

2 ـ سواحل الخليج العربي :

طرح هذا الرأي العلاَمة ( سترابون) وقال : إن سكان الخليج العربي كانوا يسمون مدنهم بأسماء المدن الكنعانية ( صور ، صيدا ، أرواد ، جبيل ) ورجح أن تكون تلك المدن أقدم من التي على سواحل المتوسط .. كما أن معابدهم القديمة ، تتشابه مع معابد الكنعانيين .. فافترض أن الهجرة تمت من الخليج العربي باتجاه البصرة ثم بلاد الشام .

3 ـ سواحل البحر الأحمر :

هذا الرأي تبناه ( هيرودوتس ) باعتبار أن طبائع الكنعانيين والفينيقيين وهم اسمان لشعب واحد ، هي طبائع ساحلية ، فافترض أنهم قدموا من سواحل البحر الأريتيري ( الأحمر ) .

4 ـ سيناء والنقب :

ظهر في بعض وثائق ( رأس شمرا ) ما يشير الى أن سكانها قدموا من شبه جزيرة سيناء أو من النقب ، ومن جزيرة العرب و من سواحل البحر الأحمر معا .

5 ـ مصر :

كان للعلاقة المتميزة بين الكنعانيين و المصريين أثر كبير في ظهور رأي قديم مفاده أنهما من أصل واحد . ويظهر هذا الرأي من خلال الأساطير التي جمعها المؤرخ الإغريقي ( إيسوب ) التي ترى بأن الإلهين ( قدم وفينيق) جاءا من مدينة ( طيبة) المصرية ليتملكا مدن صور وصيدا . وقد ذهبت التوراة في هذا المنحى إذ سلخت الكنعانيين من سلالة سام لتضع ( كنعان و مصراييم ) من سلالة حام ( سفر التكوين 6:10)

لقد لاحظنا في الآراء السابقة أنها مرتجة غير مقنعة كثيرا ، فلنحاول الآن التعرض لفرضية أن الكنعانيين قد نشئوا في وادي الرافدين ، شأنهم في ذلك شأن كل العرق السامي ..وكانوا والأموريون يعيشون في المناطق غير الإروائية وهذه المناطق من الصعوبة بمكان تحديدها بشكل دقيق ، إلا أنه يحتمل أن تكون على الجانب الغربي من نهر الفرات ، وعلى بعد معين .. والأموريون أقدم من الكنعانيين .. ففي حدود 3500ق م انشطر الشعب الأموري الى ثلاثة أقسام :

1 ـ الأموريون الذين كانوا يسكنون حول نهر الفرات الأعلى والذين اتجهوا نحو المناطق المرتفعة و الجبلية في شمال العراق و سوريا وهو الشعب الذي عرف فيما بعد ب (الآراميين) إذ أن معنى (آرام ) المناطق المرتفعة .

2ـ الأموريون الذين كانوا يسكنون حول نهر الفرات الأوسط والذين بقوا يجوبون الصحراء العراقية والسورية ، وتشكل منهم البدو الذين أطلق عليهم السومريون اسم ( مارتو) .. كما أطلق عليهم الأكديون اسم (أمورو) ، واللفظ يعني الساكنين غرب الفرات ..

3 ـ الأموريون الذين كانوا يسكنون حول نهر الفرات الجنوبي وبمحاذاة سواحل الخليج العربي ، والذي يعتقد الآثاريون أنه كان يصل الى شمال بغداد الحالية ، وهو رأي ليس بغريب لمن يرى أسوار نينوى كم ابتعدت عنها الأنهار ، التي يفترض أنها وضعت على حوافها للاستفادة من الحاجز المائي الطبيعي ..

ويضيف المؤلف ( خزعل الماجدي ) .. بأن هذا القسم من الأموريين هم الذين اتجهوا الى بلاد الشام و سواحل المتوسط ، وهم الكنعانيون .

إن البعد الزمني لنشأة الكنعانيين والذي يصل الى حوالي خمسة آلاف سنة ، يجعل من عملية تصور بداية النشأة أمرا عسيرا للقارئ ، ويلجأ العلماء لمعرفة القرابة بين الشعوب و الحضارات ، من خلال دراسة الأساطير ( الميثولوجيا) لتتبع تلك العلاقات وتشابهها .. فآلهة الكنعانيين القديمة يمكن وصفها كما يلي :

1 ـ الإلهة الأم (يم) :

وهي الإلهة التي انتصر عليها (بعل) في شكل ملحمة غير واضحة عند الكنعانيين .. ولو تمت مقاربتها مع أصلهم الأول لوجدنا ( اليميون ) وهم البحريون ، كانوا في الخليج العربي .. ثم انتقلوا ليسكنوا في شرق الأردن بين نهر الأردن غربا وجبلي ( جرمود) و ( جلعاد) شمالا .. وكان يسكن معهم (الجشوريون) و (المعكيون) ودولتهم كانت تسمى (باشان) وقد ذكرت التوراة أن موسى عليه السلام قد طردهم و احتل باشان .

2 ـ إله السماء ( شم أو شميم ) :

وهو الاسم الذي كان يطلق على الكنعانيين وهم في العراق ، ولما انتقلوا الى شرق البحر المتوسط حملوا اسم (إلههم ) ( الشام ) الى البلاد التي أصبحت بلاد الشام .. وهنا اشتقت كلمة شاميين و ساميين من هذا المعتقد (أصلا) . وهذا الاعتقاد يقلب الإدعاءات الخاطئة بأن الساميين تطلق على جنس معين ، بل تعني بالذات الكنعانيين .. فقد تم تزييف ذلك المصطلح من قبل اليهود ، ليضعوا الكنعانيين من أصل آخر ، ووسموهم باللون الأحمر وما الى ذلك ليمعنوا بالتزييف .. وهو ما تسلل الى كتب التاريخ العربي والإسلامي ، دون تمحيص .

3 ـ أديم ( آدم ، أدمة ) :

وهي إلهة الأرض التي يمكن أن تكون اسم للكنعانيين ، ولكن الذين يسكنون جنوب الأردن ( أدومويون ) أو ( الأديميون ) .. وقد ألصقهم اليهود بأتباع عيسى عليه السلام فيما بعد ..

4 ـ إيل :

كبير الآلهة ، وهو ما يؤمن به كل الكنعانيون ، والقدس القديمة كان اسمها (إيليا ) و إيلات ميناء العقبة .. ومعظم الملائكة ينتهون ب ( إيل) .. وحتى مريم اسم كنعاني قديم مكون من مقطعين ( مر ) وهو إله كنعاني قديم و ( يم) وقد أتينا على ذكره و ( مريام ) هو اسم من أسماء فلسطين القديمة .

* ـ الكتاب ـ صفحات 18ـ 23 / خزعل الماجدي
يتبع

B-happy 14 - 1 - 2011 03:44 PM

ثانيا ـ المرحلة الشامية ( 3000ـ 1200 ق. م )

بدأت هذه المرحلة مبكرة إبان بدء العصور التاريخية ، حيث بدأت الهجرة الكنعانية من السواحل العراقية للخليج العربي وضفاف الفرات الجنوبي ، وربما اتخذ مسار هذه الهجرة طريقين : الأول مع نهر الفرات صعودا ، ثم الاتجاه الى السواحل الشامية الشمالية وتأسيس مدن ( رأس من شمرا ) و (أوجاريت) و(أرواد) و (جبيل) و (صيدا) و (صور) .. أي سواحل سوريا ولبنان .

أما الهجرة الثانية ، فكانت برا باتجاه فلسطين مباشرة ، وقد أسسوا أو سكنوا مدنا برية مثل ( قادش و بيت شان و شكيم وأريحا وبوس (أورشليم ) وبئر سبع و مجدو والسامرة .. الخ ) . ومدنا ساحلية مثل (عكا و دور و يافا و غزة الخ ) .. وقد كانت المدن تعبر عن اسمها الكنعاني ( رأس شمرا ) والسامرة
وهي مشتقة من سام و شام و أصبح سكانها فيما بعد شوام و شاميون الخ .

وبالتأكيد فإن الكنعانيون لم يكونوا أول من وطئ أرض سوريا أو فلسطين ، وعندما حضروا وجدوا في تلك الأرض أقوام سبقتهم خصوصا في مناطق (تل المريبط) و (تل الرمد) و منطقة ( المنحطة ) و (البيضا ) وغيرها .. فاندمج الكنعانيون مع السكان الأقدم .. ومع ذلك لم يستطيعوا تكوين دولة موحدة واحدة ، بل كانت هناك دول ( المدن ) كما كانت منتشرة تلك الظاهرة في تلك الأزمنة ، وكان لكل مدينة إلهها رغم أنه كان هناك إله واحد لكل الكنعانيين . وقد أدى عدم تنسيق دول المدن فيما بينها الى مشاكل كثيرة أمام العدو الخارجي .

ويمكن تقسيم فترات التاريخ الكنعاني في بلاد الشام الى :

أ ـ فترة تأسيس المدن الكنعانية ( 3000ـ 2400ق.م)

يربو عدد المدن التي عثر عليها و رد أصلها للكنعانيين في بلاد الشام عن 135 مدينة ، من أهمها رأس شمرا ، وأوغاريت ، وأرواد (جزيرة) وجبيل وبيروت و صيدا وصور وعكا و عسقلان و أسدود و جت و غزة ، و قادش و بيسان و بيت إيل و جبعون أريحا و يبوس (أورشليم) وبيت لحم و حبرون و عجلون وبئر السبع وغيرها .. كما وجد 1200 قرية تعود نشأتها للكنعانيين .

ب ـ فترة النفوذ المصري ( 2400ـ 1500ق م ) :

ابتدأت فترة النفوذ المصري على الساحل الشرقي للبحر المتوسط ، مع بداية الأسرة السادسة ، وبالذات أيام الملك الأول من تلك الأسرة و اسمه (تتي) فقد جهز جيشا بقيادة (وني) مكون من عشرات الألوف من الجنود . ويعتقد أن هذا الإجراء جاء نتيجة تهديد بقطع خطوط التجارة التي تمر بفلسطين ، من قبل جهات متمردة داخل تلك الأراضي ، أو من تهديد سومري في احتلال تلك المنطقة ، إذ تزامن إجراء المصريين ، مع تحرك لقوات الملك السومري (لوكال زاليزي) .. وما تلاها من تحرك لقوات الملك الأكدي ( سرجون ) .. للهيمنة على سواحل المتوسط الشرقية .

وبقيت بلاد كنعان تحت السيطرة المصرية حوالي ألف عام ، ولم يجعلها تتخلص من السيطرة المصرية ، إلا أثناء حكم الرعاع و الهكسوس لمصر زهاء قرنين من الزمان .. هذا مما حقق استقلالا للمدن الكنعانية .

في حين برزت في تلك الفترة ممالك مثل (أوغاريت) وملكها (نقمد) ومملكة (رأس شمرا) و (جبيل) وغيرها .

فترات التاريخ الكنعاني في بلاد الشام

ج ـ فترة الصراع المصري الحوري الحيثي (1200ـ 1500) ق م

كان الملك الحيثي (خاتوشيلي الأول ) 1530ـ1570ق م .. قد مهد للنفوذ الحيثي شمال سوريا ، عندما أسس أمارة في حلب ، واستطاع أن ينفصل بالنصف الشمالي من سوريا و ينتزعها من النفوذ المصري ، وكان ذلك في عهد الملكة (حتشبسوت) .. واستطاع النفوذ الحيثي أن يتوسع ، وبقي كذلك ، حتى استطاع الملك (تحتمس الثالث) (1450ـ 1502ق م) أن يسترد النصف الشمالي من سوريا . وهكذا استطاع تحتمس الثالث من خلال سبعة عشر حملة أن يحتل في آخرها حصن قادش (حمص ) ، حيث تزعمت تلك المدينة الحلف المناوئ للمصريين .

وبقيت الحروب بين الحيثين والمصريين ، حتى بعد وفاة تحتمس الثالث ومجيء تحتمس الرابع .. ولكنها هدأت وانتهت تقريبا بعد أن تزوج فرعون مصر (أمنحوتب الثالث ) من ابنة الملك الحوري (شوتارنا) .. وأنجبا ولدا هو (أخناتون) الذي تنازل لأخواله عن حكم شمال سوريا ، وقيل أن هذا الاتفاق كان قبل الزواج ..

والجدير بالذكر أن التحالف المضاد للمصريين ، كان يتكون من أمراء كنعانيين وأموريين وملوك الميتانيين ، وكان يسمى ( رابطة القسَم ) ..

وبعد أن ضعف نفوذ المصريين بعد أن استلم الملك (أخناتون) حكم مصر ، عاد نفوذ الحيثيين للبروز ثانية ، في عهد ملكهم المعروف (شوبيلو ليوما ) .. فتنصل الأمراء الموالون للحكم في مصر وانضموا الى الملك الحيثي الذي توسع فاستولى على بيروت وجبيل ..

اغتنم تلك الفترة ملك طامح هو (عبدي عشيرتا) انتزع الحكم عن طريق المراوغة والحيلة ، ووحد الإمارات الكنعانية والأمورية ( حماة ، وسومورو ) وانفرد بشمال سوريا ، وفرض الجزية ابنه (عزيزو) الذي تولى الحكم بعد وفاته .

وبقيت البلاد هكذا حتى اعتلى عرش مصر ( سيتوس الأول ) 1315ـ1301 ق . م .. فأدرك خطر الحيثيين ، فقاد جيشه و احتل جنوب فلسطين و مجدو وحوران ولبنان الخ .. وتكررت حملاته ، حتى أبرم صلحا أقر به الحيثيون سيطرة المصريين على جنوب بلاد الشام ، في حين تركت شمال بلاد الشام للحيثيين ، واستمر الهدوء لمدة قرن من الزمان ..

ولكن الهدوء لم يطل كثيرا ، فكانت العاصفة المدمرة قد هبت في مطلع القرن الثاني عشر قبل الميلاد ، بتهديد عنيف تمثل بغزوات الفستو و الآشوريين والعبريين لتدمر مدن بلاد الشام خلال قرنين من الزمان تدميرا كاملا ..
فترات التاريخ الكنعاني في بلاد الشام

د ـ فترة تدمير المدن (الغزو الفلستي والآشوري والعبري (1200ـ 1000) ق م :

الغزو الفلستي :

سقطت الدولة الحيثية عام 1190 ق م ، على يد قبائل غريبة عن المنطقة ، هاجمت من الغرب والشمال الغربي ، ويعتقد أن هذا الغزو كان جزءا من حركة الغزو والهجرة التي كانت تقوم بها القبائل الإغريقية من وسط وشمال أوروبا نزولا الى بلاد اليونان واستمرارا الى آسيا الصغرى وسواحل المتوسط الشرقية.

وكان هذا الغزو يتم من خلال ثلاثة محاور :

المحور الأول : من اليونان باتجاه آسيا الصغرى : وتكون من (الفريجيين والمسيين والكاشكيين ) وقد دمر هذا المحور قلب الإمبراطورية الحيثية .

المحور الثاني : من كريت وقبرص : وتكوَن من القبائل التي تجمعت هناك من (الشاردانية ) و ال (لوكية) وال ( ميسية) ، وكان الغزو عن طريق البحر ، وتحالف مع القبائل الليبية ، لكن الملك المصري (رمسيس الثالث) ردهم وأقف زحفهم ، وشتت شملهم ، فغزوا فلسطين من الجنوب واحتلوها أثناء فرارهم من المصريين ..

المحور الثالث : من كريت وقبرص الى السواحل الشامية : وتكون من قبائل (فلستو ، والليرية والزاكارية ) .. ثم انضمت إليهم القبائل المهزومة من رمسيس الثالث ، لتحتل تلك القبائل مجتمعة عموم الساحل الفلسطيني ، حيث احتلت ( عكا و أسدود و عسقلان و جت وغزة ) .. وانصهرت هنا مع قبائل بحر إيجة التي خربت (أوغاريت ) عام 1180 ق م .. والتي قضت عليها نهائيا وهكذا انقسم الشريط الكنعاني الى قسمين : الثلثين العلويين للكنعانيين الذين سيصبح منذ تلك اللحظة اسمهم (الفينيقيين ) والثلث السفلي للفلسطينيين . وستتحالف هذه الكتلتين السياسيتين ضد العبريين فيما بعد .

الغزو الآشوري :

تنفس الآشوريون الصعداء لما حل بالإمبراطورية الحيثية ، خصمهم العتيد الذي حصر نفوذهم وجعله يتقوقع .. فما أن زالت دولتهم حتى اجتاحوا جنوب سوريا ، وفرضوا الجزية على (أرواد) بعد احتلالها .. واستغل الملك الآشوري (تجلات بلاسر الأول ) 1116ـ1090ق م .. وجوده في لبنان ليقطع خشب الأرز الذي يرتبط بالأساطير العراقية في موضوع الخلود (ملحمة كلكامش) .

الغزو العبري :

تكاد المصادر المتيسرة لأيدي المؤرخين ، محصورة بما دون العبريون أنفسهم فلم يتم لحد الآن إيجاد حفريات تؤكد إدعاءاتهم المليئة بالمغالطات ، والتي تسللت الى كتب التاريخ ، ليعيد المؤرخون اعتمادها كأسس تأريخية ، فقولهم أن جن سليمان قد بنا تدمر ، في حين تذكر الحفريات الآشورية أن الملك (شلمن ناصر الثالث) جد الملك الآشوري المذكور أعلاه ، قد ذكر أنه حاصر تدمر لثلاثة شهور دون أن يستطيع فتحها ، وهو دحض لادعاءات اليهود واليونانيين والرومان .. أما العبريين وإدعائهم بأن جن سليمان هم من بنوا تدمر وسليمان ابن داوود و داوود ابن شاؤول الذي كان ملكا عام 1020 ق م يبين كذبهم وافترائهم ..

لكن العبريين استطاعوا أن يسيطروا في عهد شاؤول على فلسطين عدا الساحل منها .. وكان ذلك في حدود عام 1000 ق م .. ولكن مملكتهم قد انقسمت في عهد سليمان الى قسمين ( السامرة ويهودا ) ..

ويعتقد أن المعارضين للسكان الأصليين هم من أوجد تلك الشرذمة في المنطقة والتي حاولت طيلة وجودها الانخراط بالمنطقة وسكانها ، تتقرب من الأنبياء تارة وتقتلهم في النهاية .. وهذا دأبهم منذ دخلوا تحت مسميات مختلفة منذ الألف الأول قبل الميلاد أو قبله بقليل ( مع الفصل بين الأدعياء و ما ترك نبي الله ابراهيم عليه السلام من أتقياء اعتنقوا في النهاية ديانة الرسل الذين تلوهم ) .
المرحلة الفينيقية (1200ـ 232 ق م ) :

أ ـ الفينيقيون الشرقيون ( 1200ـ 232 ق م ) :

بعد أن دمرت معظم المدن الكنعانية البرية والساحلية على أيدي الغزاة المختلفين من فلستينيين و آشوريين وعبريين ، مرت المدن والحضارة الكنعانية بمنحدر خطير وطويل من الاحتلال و الغزو الجديد على أيدي المصريين والآشوريين والفرس والبابليين والإغريق والرومان والبيزنطيين ، تم بعد كل ذلك فقدان البلاد هويتها الكنعانية ..

1 ـ الاحتلال المصري :

قام الفرعون (بسوينس) من الأسرة (الحادية والعشرين)، في حدود 1000ق م ، بالهجوم من جديد على جنوبي فلسطين واستولى على مدينة (جزر) الكنعانية وأحرقها ..

وفي فترة حكم الفرعون (شيشناق الأول) والتي امتدت بين 950ـ929 ق م استنجد ملك إسرائيل (يربهام) بالملك المصري لينصره على ملك يهودا (رحبعام) ، فجهز الفرعون (شيشناق الأول) جيشا قويا انطلق به من عاصمته (بوبيتيس) في الشرقية واكتسح فلسطين و151 مدينة في آسيا .. واستولى على كنوز الملك سليمان أثناء إسقاط مملكة يهودا (ملكها رحبعام) .. فتراكضت الزعامات الكنعانية وولاة فينيقيا على كسب ود هذا الفرعون القوي ..

2 ـ الاحتلال الآشوري :

يعتبر عهد الملك (آشور دان الثاني) 930ـ910ق م .. هو الأهم بين المحاولات العراقية للسيطرة على فلسطين وبلاد الشام .. ثم تجددت تلك المحاولات بخلفائه الملك (آشور ناصر بال الثاني) 883ـ859ق م ثم في عهد ابنه (شلما نصر الثالث ) 860ـ825 ق م .. الذي كان يأخذ الجزية من المدن الكنعانية ، ولما رفضت أرواد الدفع هزمها في معركة حاسمة .. ثم تلاه (أدد) الذي غزا سوريا عام 805 ق م ..

وكان بسط السيادة الآشورية على سوريا يتمثل بأخذ الجزية ، أكثر من كونه احتلالا .. وبقيت الأمور هادئة بين 805 و 745 ق م عندما اعتلى عرش آشور ( تجلات بلاسر الثالث ) والذي فرض الجزية على سوريا وصيدا وصور .

ولكن صور استطاعت في عهد الملك الآشوري ( شلما نصر الخامس) أن تدمر أسطوله الذي كان يجوب شرق المتوسط .. وأسرت 500 ملاح آشوري ..

وتصاعد العنف الآشوري في عهد الأسرة السرجونية التي لم تعد تكتفي بالجزية بل بالاحتلال ، وقد قسمت البلاد الى ثلاث ولايات (صيدا وصور وسميرا) .. وقد حرض فرعون مصر (طبرقا) صور على الانفصال عن الدولة الآشورية فاستجابت له ، لكن الملك الآشوري (اسرحدون) كان لها بالمرصاد .

3 ـ الاحتلال البابلي :

سقطت الإمبراطورية الآشورية عام 612ق م .. فتنفست المدن الكنعانية الصعداء ، لكن الفرعون المصري (نخاو ) أراد استغلال تلك الضعضعة في الوضع العراقي، فحاول بسط نفوذه على كل بلاد الشام ، لكنه اصطدم بانتباه الملك البابلي (نبوخذ نصر) الذي انتصر على فرعون مصر في معركة (قرقيش) عام 605م .. وكان هذا الانتصار إيذانا باحتلال بابلي لكل بلاد الشام، وبالرغم من أن نبوخذ نصر قد وضع ولاة وحكام إداريين من الفينيقيين إلا أنه سرعان ما استبدلهم ببابليين ..

4 ـ الاحتلال الفارسي :

ظل حكام المدن الشامية البابليون ، وبعد سقوط بابل على يد (كورش) الفارسي ، هم من يحكمون المدن في بلاد الشام باسم الدولة الفارسية .. وبعد أن تولى (قمبيز) الحكم استبدلهم بحكام فرس، وقد كانت بلاد الشام تشكل في أحلام الفارسيين نقطة انطلاق لإفريقيا .. ففهم سكان مدن بلاد الشام تلك الأحلام وعرضوا مساعدتهم للفرس مقابل إعطائهم حرية في التحركات التجارية البحرية وجعلهم يحكمون أنفسهم بما يشبه الحكم الذاتي ..وكان لهم ذلك .. فاتحدت مدن (أرواد وصيدا وصور) وأنشأت مدينة تكون مركزا للتنسيق هي مدينة تريبوليس (طرابلس اليوم في لبنان طبعا) .. وكان ذلك في القرن الرابع قبل الميلاد ، وقد أطلق الإغريق عليها هذا الاسم وهو يدل دلالة واضحة على اتحاد المدن الثلاثة وتمثيل تلك المدينة لهم ( تري : ثلاثة .. بوليس : مدينة ) .

وقبل نهاية الحكم الفارسي ثارت مدينة صيدا فدمرها الفرس تدميرا شاملا ، ثم جاء الاسكندر المقدوني الذي هزم الفرس عام 333 ق م في معركة إيسوس . وقد قاومت صور طويلا قبل أن يحتلها الاسكندر .. وبمجيء الإغريق، أخذت الحضارة الفينيقية بالاضمحلال نتيجة انصهارها بالثقافة اليونانية ومن بعدها الرومانية في عام 64 ق م ..

الفينيقيون الغربيون (البونيون والقرطاجيون)

1200ـ 146 ق م

بعد مرور قرنين من الزمان مليئين بالأسى والدمار للمدن الكنعانية والفينيقية شرق المتوسط، وبعد الغزوات من شعوب وقبائل خارجة عن المنطقة، وجد أهالي المدن أن لا رابط يربطهم و يجمع صفوفهم ليستعيدوا قوتهم في درء الأخطار الخارجية. بعد ذلك كله ضجر الفينيقيون وهم سادة البحار في ذلك الزمان وأصحاب أعظم أساطيله، وكونهم تجارا فوق كل ذلك دفعتهم تلك الظروف الى الهجرة صوب السواحل الإفريقية على البحر المتوسط والمحيط الأطلسي، كذلك كان هناك نصيب من تلك الهجرات الى السواحل الأوروبية.

1ـ المرحلة الفينيقية (الانتشار والاستيطان 1200ـ814 ق م) :

ربما تكون هجرات الفينيقيين الى خارج بلادهم قد سبقت تاريخ 1200ق م لكن المؤكد أن بحارة الفينيقيين (الكنعانيين) قد تعرفوا على مناطق كثيرة، ويمكننا تقسيم المناطق التي انتشر واستوطن فيها الفينيقيون الى أربعة :

أ ـ جزر البحر الأبيض المتوسط :

كريت : أسهم الكنعانيون بالإضافة الى المصريين بصبغ حضارة جزيرة (كريت) صبغة واضحة متأثرة بالحضارة الكنعانية والمصرية، ولا يفهم من أن الكنعانيين أو المصريين قد استعمروا (كريت)، بل أن هناك تواصل حضاري ابتدأ منذ الألف الثالث قبل الميلاد ..

قبرص : تشير الحفريات أن (صور) قد اقتسمت إدارة جزيرة قبرص منذ القرن الحادي عشر قبل الميلاد .. وقد بقي جزء من قبرص تحت إدارة صور و حكمها حتى عام 450ق م عندما ضم (بطليموس الأول) ذلك الجزء لحكمه في مصر. ومن المستوطنات الأخرى في جزيرة قبرص، فقد خضعت (جولجوي) و(ايدليون) و(تلماوس) و (ماريون) و (لابيتوس) للحكم الآشوري لفترة طويلة .

صقلية و مالطة : استوطن الفينيقيون في (سيلينونتي) و (موتيا) و (بالرمو) و(سولونتو) في (صقلية). كما استوطن الفينيقيون في مالطة و في (جوزو) و (بانتلليريا) و(لامبيدوس).

وكذلك استوطن الفينيقيون (سردينيا) خصوصا في (نورا، سوليس، كارلوفورت، ثاروس) كما استوطنوا جزيرة كورسيكا .. واستوطنوا جزر (البليار) وجزر (إيجة) مثل ( تكوس، كيثيرا، ميلوس، ثيرا) .

ب ـ السواحل الأوروبية للبحر الأبيض المتوسط:

وصل الفينيقيون اسبانيا في القرن الثاني عشر قبل الميلاد، حيث أنشئوا مدن (قادس) والذي يعني باللغة الفينيقية (السور) على الساحل الجنوبي لأسبانيا غرب جبل طارق عام 1110 ق م . كما أنشئوا مدينة (تارتيتوس) جنوب غرب أسبانيا التي عرفت ب (تارشيش)، وكذلك مدينة (قرشيش) والاسم يعني بالفينيقية (المنجم) أو مكان صهر .

وصل الفينيقيون الى اليونان في القرن الحادي عشر قبل الميلاد وأنشئوا مدن (كومايس المعروفة الآن بكوماي) و كورنثوس و ساموس (يعني بالفينيقية الشمس و رودس . وذلك تزامن مع انقضاء حضارة (موكناي) في اليونان على أيدي أقوام البحر و (الدوريون) .

ج ـ السواحل الآسيوية للبحر الأبيض المتوسط :

كان للفينيقيين حضور واضح في السواحل الآسيوية رغم قوة (الحيثيين) في آسيا الصغرى ، فقد ظهرت آثارهم واضحة في مدينة (ياليسوس) و جزيرة (رودس) ومدينة (أفيسوس) ومدينة (ساردس) ومدن أخرى.

د ـ السواحل الإفريقية للبحر المتوسط:

التواجد الفينيقي على السواحل الإفريقية بشكله التجاري قديم جدا، كذلك فإن الجانب الديني موجود أيضا، فقد وجد بالإسكندرية التي كان اسمها قبل الاحتلال اليوناني (فاروس) حي من أحياء (منف) يسمى (ساحة صور) .. وكانت السواحل المصرية محطات تجارية أكثر من كونها مستوطنات فينيقية.

أما في ليبيا فقد أنشأ الفينيقيون مدينة (أوبا) أو ( أوبا ملكرت) أو (ماكاريا) وكلها أسماء لمدينة (طرابلس الحالية) ومدينة (صبرات) وتعني سوق القمح، وهي مدينة (صبرا) الحالية، ومدينة (لبكي) وهي مدينة (لبدة) الحالية. ومدن أخرى ثانوية (كفالي) و (غرافارا) و (زوفيس) .

في السواحل التونسية أسسوا مدينة (أوتيكا) عام 1100 ق م ، ومدينة (هاردميتم) و (هيو، عنابة) و (تابسوس) و(أخولا) و (قرطاجة) التي تأسست عام 814 ق م . والتي سيكون لها الشأن الأعظم في تاريخ الفينيقيين الغربيين، وكذلك (هرماكون) و (رأس بون) و (حضرموت) التي أصبح اسمها(سوسة).

وفي السواحل الجزائرية أسسوا مدن (فيليب فيل) و (قسطنطينية) التي كان اسمها (كرت) أي القرية ومدينة (تشوللو) و (جيجلي) و(تيباسا) و(جواريا) .

وفي السواحل الغربية أسسوا مدن (ميليللا) و (ايمسا) و (سدي عبد السلام) و (تامودا) و (ليكسوس) على الساحل الأطلسي، وكان اسمها (تشميش) أي مدينة (الشمس) ومنها انطلقوا لاكتشاف مجاهل الأطلسي، ومدينة طنجة و مليلة والصويرة و مولي بوسلوام ..

يشير هذا الانتشار والاستيطان الواسعين الى أن الفينيقيين قد أسسوا فيما بين القرون الثانية عشر والسادس قبل الميلاد، إمبراطورية يحق لنا أن نسميها(إمبراطورية حوض البحر المتوسط).. ولكن ظهور الإغريق ثم الرومان أنهى تلك الإمبراطورية .
الفينيقيون الغربيون (البونيون والقرطاجيون)

2ـ المرحلة البونية 814ـ 550 ق م :

يشير مصطلح (البوني) أو (الفوني) الى (الفينيقي)، ولكن ذكره هنا بهذا الشكل، للتمييز بين تلك المرحلة وسابقتها، حيث ساد استخدام مصطلح (بوني) عند الرومان، في حين شاع استخدام مصطلح (فينيقي) عند (الإغريق) ..

وتبدأ تلك المرحلة منذ تأسيس مدينة (قرطاج) عام 814 ق م . وتنتهي بظهور الأسرة (الماجونية) في قرطاج حيث بدأت قرطاج بعدها تلعب الدور السياسي والحضاري المعروف لها وتمتد كدولة كبيرة تشمل سواحل شمال إفريقيا من خليج (سرت) شرقا حتى سواحل المحيط الأطلسي غربا.

هناك معلومات تفيد بأن مدينة (صور) الفينيقية على السواحل اللبنانية، لعبت دورا بارزا منذ بداية الألف الأول قبل الميلاد في هجرة وتنظيم هجرة الفينيقيين الى شمال إفريقيا، وبشكل خاص الى تونس، وأن (صور) تعتبر الأم المباشرة لمدينة (قرطاج)، وهناك حكاية تعتبر من الميثولوجيا حول تأسيس الأميرة الصورية (إليسا) أخت الملك الصوري (بيجمالون) لمدينة (قرطاج)، وهي حكاية تتأرجح بين الأسطورة والواقع ويمكن أن نمر عليها فيما بعد.

ومن المعروف أن شمال إفريقيا كانت مسكونة من قبائل ليبية وبربرية، ويعتقد أنه لم يحدث تصادم بين تلك القبائل والفينيقيين، ولم يحدث أن تم إبادة أو قضاء على طرف، لأن طابع الهجرات الفينيقية كانت تجارية واقتصادية وليست ذات طابع عدواني، ومن المحتمل أن تكون عمليات توافق وانصهار بين الطرفين.

وقد كان لموقع قرطاج السهلي وابتعادها عن السواحل ذات الطابع الصخري، يسمح لها بالتوغل في الداخل، أكثر من المراكز التجارية الأخرى.

كان اسم قرطاج الفينيقي (قرت حشدت) أي القرية الجديدة، وكان لها اتصال منذ تأسيسها بالحصن الجنوبي (بيرسا) قرب (لوكرام) ثم بقاعدة (أوتيكا) المجاورة ومدينة (حضرموت) في تونس. وقد نهضت قرطاج بسرعة لأن مؤسسيها من كبار أغنياء (صور) وأمرائها، فأخذت منذ نشأتها طابعا ملكيا فخما، آخذة من صور خبرتها وثروتها وصفوتها.

3ـ المرحلة القرطاجية (550ـ 146 ق م) :

أ ـ تأسيس دولة قرطاج :

مع مطلع القرن السابع قبل الميلاد، تأسست دولة قرطاج، واعتلى عرشها (ماجو) أبو الأسرة الماجونية واستطاع تشكيل جيش قوي من البربر والقبائل واليونانيين وكل من أراد الانخراط (كمرتزقة) في الجيش .. وعقد (ماجو) اتفاقات مع الطليان على عدم اعتداء وحصن المدن الساحلية، ومن الممكن القول أن سيطرته شملت شمال إفريقيا عدا مصر .

ب ـ فترة الصراع القرطاجي الإغريقي :

كانت أول معركة بين الإغريق و القرطاجيين عام 600ق م ، حيث انهزم القرطاجيون في تلك المعركة التي نشبت بعد تأسيس الإغريق مستعمرة لهم في (مرسيليا) وتحدوا القرطاجيين ..

في عام 550 ق م نجح القائد القرطاجي (مالخوس) في إلحاق هزيمة بالإغريق في صقلية واحتل جزءا منها، ثم توجه الى سردينيا لكنه هزم فيها، وفي عام 535ق م اشتبك الأسطولان اليوناني والقرطاجي واندحر الإغريق وتم احتلال سردينيا من القرطاجيين الذين أعطوا حكمها لحلفائهم أهل (أتروريا) ..

لقد تعاقب على حكم (قرطاج) كل من مالغوس و ماجون (مؤسس الأسرة الماجونية) و(هامليكار) .. ولكن بعد أن تقاسم القرطاجيون حكم إيطاليا مع الأتروسكيين .. حيث كان نصيبهم جنوب إيطاليا بسهولها الواسعة، حدث تطور بعد انتصار الإغريق على الفرس في معركة (سلاميس) البحرية، استعادوا سيطرتهم على إيطاليا و قتلوا القائد القرطاجي (هامليكار) وعينوا حكاما على قرطاج أسموهم القضاة، إذ تكون مجلس من مائة شخص يرأسه (قاضي) يرتبط بالإغريق.

هانيبال بن جزجو :

في عام 409 ق م، وانتقاما لمقتل القائد القرطاجي (هامليكار)، هاجم القائد (هانيبال) صقلية ودمر مدن (سيلبنونتة و هميرا وأغريقنتوم) وقتل من فيها.. وزحف ليواصل انتصاراته، لكنه مات بمرض الطاعون عام 406 ق م .

هيميلكو :

خلف القائد (هيميلكو) سلفه هانيبال، واستمر بمهاجمة الإغريق، حتى أنهى مرض الطاعون ثورته فعقد صلحا مع الإغريق تنازلوا فيه له عن ثلث صقلية.

واستمر النزاع اليوناني القرطاجي حتى اتصل بظهور الاسكندر المكدوني للسيطرة على جزر البحر المتوسط لما لها من أهمية استراتيجية ..
يتبع


الساعة الآن 02:40 PM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب

جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى