![]() |
يا واقفاً
مالي أراك تقلبُ النظرا وكأن عينك لا ترى أثرا ؟ وكأن قلبك لايحس بما يجري ولا يستشعر الخطرا وكأن ما في الكونِ من عبرٍ ومن المواعظ واجهت حجرا مالي أراك عقدتَ ألويةً للوهم ساقت نحوك الكدرا ؟ أو ما ترى شمس الضحى وإذا جن الظلام ، أما ترى القمرا ؟ أو ما ترى الأرض التي ابتهجت أو ما ترى النبع الذي انحدرا ؟ يا هارباً من ثوب فطرته أو ما ترى الأشواك والحفرا ؟ أو ما ترى نار الظلال رمت لهباً إليك وأرسلت شررا؟ مالي أراك كريشة علقت ببنان مرتعشٍ رأى الخطرا ؟ تصغي لقول المصلحين وإن فُتِحَ المجال ، تبعتَ من فجرا إن أحسن الناس اقتديت بهم وإذا أســـــــــاؤا تتبع الأثرا أتظل بين الناس إمعةً يسري بك الطوفان حيث سرى؟ عجباً أما لك منهج وسط كمحجةٍ نبراسها ظهرا ؟ يا ساكنا في دار غفلته متوارياً وتعاتب القدرا أنسيت أن الأرض حين ترى الجفاف تراقب المطرا ؟ أنسيت أن الغصن يسلبه فصل الخريف جماله النضرا مالي أراك مذبذباً قلقا حيران يشكو طرفك السهرا ؟ هذا قطار العمر ، ما وقفتْ عــــرباته يوماً ولا انتظرا فإلى متى تبقى بلا هدفٍ اسماً كأنك تجهل السفرا ؟ هبت رياح المرجفين على اسلامنا ، فلتحسن النظرا أو ليس للقرآن جلجلة في قلبك الشاكي الذي انفطرا؟ أجزعت ؟ ، كيف وديننا أفق رحب وأدنى ما لديك ذرا ؟! خسر الجزوع وإن سعى سعياً نحو المراد ، وفاز من صبرا الأرض كل الأرض ترقبنا وتقول : هذا بابي انكسرا لم تسلك الدرب الصحيح فهل ترجو النجاة وتطلب الظفرا ؟ إن الكريم إذا أساء بلا قصدٍ وأخــــــــطأ تاب واعتذرا هذي بلادك ، ذكرها عَطِرٌ فبها تسامى المجد وازدهرا رفعت لواء الحق منذ هوت أصنامها وضلالها اندحرا هي واحة الدنيا فكم نشرت ظلاً على من حج واعتمرا فافخر بها إن المحب إذا صدق الهوى ، بحبيبه افتخرا دع عنك من ماتت مشاعره وفؤاده في حقده انصهرا أرأيت ذا عقلٍ يمد يداً نحو التراب ويترك الثمرا ؟ فإلى متى أبقى تدنسني مدنية ، وجدانها كفرا ؟ ولديكم الاسلام ينقذني مما أعاني يدفع الخطرا الأرض تدعونا انتركها ونكون أول عاشقٍ هجرا ؟ يا واقفاً والركب منطلقٌ أو ما ترى الأحداث والعبرا ؟ أو ما ترى في العصر عولمةٌ ............. جلبت إليك بنفعها الضررا ولديك مفتاح الصعود بها إن لم تكن ممن بها انبهرا عد يا أخي فالبحرُ ذو صَلَفٍ كم مركبٍ في موجه انغمرا كن واضحاً كالشمس صافية بيضاء يجلو نورها البصرا |
صرخة مرصعة بالإخلاص لا تشعلي ألم الجراح فالحب مكسور الجناح ما عدت أطرب لابتسام الحـب في ثغر الصباح ما عدت أسعد بالتأمل في ليالـي الملاح ضاقت علي دروب أحلامي وما تعبت جــراحي أنا واحد من أمـة أمجادها في كل ساح أنا رائد بشريعة الـ إسلام فـي كل النواحي فاسأل ضمير الفجر حيــن اهتز مـن تلك البطاح يقظان ينتهب الخطـا يسعــــى إلى الماء القراح يدعو القوب إلى الهـدى لم يخش من وقع الرماح وإذا بها ترنو إلى الرحمن عن ضرب القداح ذاكم رسول الله عنوان الهداية والسمـاح لن ترتوي يا قلـب إلا بالصمود على الكفاح ويح العدا ، كم ضللوا الـ أفكار كم بعثوا جراحي هذا نداء الماردين علـى الكتاب على الصلاح أما نداء الله يا قلبي فحي على الفلاح قل للكلاب النابحات : أنا الفتى رغـم النباح واصرخ بها في وجه كل مضلل صعـب الجماح ردوا عليكم ما صنعتـــم إن قرآني سلاحي إن الدم الجاري بذكـر الله ليس بمستباح أنظل نبكى مجدنا الـ ماضي ونغرق في النواح ونعيد ذكرى طارق بـــن زياد أو ذكرى صلاح ونحيد عن درب به انتصروا ونطمــع في النجاح لكأنني بظلام غفوتنا يتوق إلى الصباح وبصرخة المجد العريق تثور في صــدر الكفاح يا قمة الإسلام تيهـي غـردي لن تستباحي فسننحر الخوف الجبـان بخنجـر الحق الصراح من يغتدي بالخير يجني أجره عند الرواح |
تألقي يا حروف الشعر لا تُطفئي شمعة لا تُغلقي بابا فمذ عرفتك وجه الفجر ما غابا ومذ عرفتك عين الشمس ما انطفأت ومذ عرفتك قلب الحب ما ارتابا ومذ عرفتك ريح الخوف ما عصفت ومذ عرفتك ظن الشعر ما خابا تزينت لك أشعاري فكم سكبت عطراً ، وكم لبست للحب أثوابا وكم أثارت جنون الحرف فارتحلت ركابه في مدى شعري وما آبا تألقي يا حروف الشعر واتخذي إلى شغاف قلوب الناس أسبابا وصافحي لهب الأشواق في مهج محروقة واصنعي للحب جلبابا وسافري في دروب الذكريات فقد ترين ما يجعل الإيجاز إسهابا وصففي شعر أوزاني فقد عبثت بشعرها صبوات الريح أحقابا وعانقي فوق ثغر الفجر أغنية كتبتها حين كان الفجر وثابا وحين كانت شفاه الطل منشدة لحناً يزيد فؤاد الروض إطرابا وحين كان شذى الأزهار منطلقاً في كل فج وكان العطر منسابا تألقي يا حروف الشعر واقتحمي كهف المساء الذي ما زال سردابا ومزقي رهبة في البدر تجعله أمام بوابة الظلماء بوابا وخاطبي قلبي الشاكي مخاطبة تزيده في دروب العزم أدرابا يا ، قلب يا منجم الإحساس في جسد ما ضل صاحبه درباً ولا ذابا قالوا أطالت يد الشكوى أظافرها وأقبلت نحوك الآهات أسربا وأشعل الحزن في جنبيك موقده وأغلقت دونك الأفراح أبوابا ماذا أصابك يا قلبي ألست على عهدي يقيناً وإشراقا وإخصابا حددت فيك معاني الحب ما رفعت إليك غائله الأحقاد أهدابا صددت عنك جيوش الحزن ما نشأت حرب ولاحرك الباغون أذنابا ولا تقرب منك اليأس بل يئست آماله فانطوى بالهم وانجابا فكيف تغرق في بحر جعلت على أمواجه مركباً للصبر جوابا أما ترى موكب الأنوار كيف غدا يعيد نحوي من الأشواق ما غابا وينبت الأرض أزهاراً ، ويمطرها غيثاً ويجعل لون الأفق خلابا انظر إلى الروض يا قلبي فسوف ترى ظلاً وسوف ترى ورداً وعنابا قال الفؤاد أعرني السمع لست كما تظن أغلق من دون الرضا بابا لكنها نار الحزن ، كيف يطفئها صبر وقد أصبح الإحساس شبابا يزيدها لهباً دمعُ اليتيم بكى فما رأى في عيون الناس ترحابا وصوت ثكلى غزاها الليل فانكشفت لها المآسي تحد الظفر والنابا نادت ، ونادت فلم تفرح بصوت أخ يحنو ولا وجدت في الناس أحبابا وأرسلت دمعة في الليل ساخنة فأرسل الليل دمع الطل سكابا ضاعت معالم بيت كان يسترها عن الذئاب ، وأمسى روضها غابا فكيف تطلب تغريد البلابل في روض يُشيع به الطغيان إرهابا هون عليك فؤادي لست منهزما حتى أراك أمام الحزن هيابا هون عليك فؤادي واتخذ سببا إلى التفاؤل ،واترك عنك ما رابا وقل لمن بلغ الإحساس غايته منهما ، فما عاد مكسوراً ولا خابا لاتُطفئي شمعة يا من أبحت لها حمى فؤادي ، فإن الليل قد آبا أما ترين ضياء الشمس كيف بدا مستبشراً ، فحماه الليل وانجابا لكنها لم تطاوع يأسها فمضت تخيط من نورها للبدر جلبابا ما حركت شفة غضبي ولا شتمت وما أثارت على ما كان أعصابا مضت على نهجها المرسوم في ثقة وأعربت عن سداد الرأي إعرابا لو أنها شغلت بالليل تشتمه لما رأت في نجوم الليل أحبابا كذلك الناسُ لو لم يفقدوا أملاً واستمنحي رازقاً للخلق وهابا فعندها سترين الأفق مبتسماً والشمس ضاحكة والفجر وثابا |
غريب
غريب ، وأوطاني تُداس وأمتي تعاني وموج الظلم يشتد صائله غريب ، وهل في هذه الدار منزل؟ لمن في سواها تستقر منازله ألا ليت شعري يا بلادي متى أرى خميساً من الأبطال سارت جحافله يجَّمعنا شرع حكيم وسنّة فيبدوا لنا زيف الضلال وباطله أقافلة الإسلام هيا تحفزي وسيري فإن الشر سارت قوافله أيا أمتي ، قد يأنس المرء بالهوى ويشتاق للدنيا وفيها مشاغلُه ويمضي مع الأيام يشدو بحبها وفيها ولو يدري تقيم مقاتله غريب ، أنختار الحياض ، وماؤها غثاء وحوض الدين تصفو مناهله وكم من صديق تحسب الخير قصده فتبدو على مر الليالي مهازله ومن سار في الدنيا بغير طريقة فقد بات والأوهام سم يداخله تناول من الأغضان ما تستطيعه ودعك من الغصن الذي لا تطاوله |
كاترينا
أقبلتْ والشِّمال تلوي اليمينا تخلط القادمين بالرَّاحلينا أرسلتْ طرفَها ومدَّتْ خُطاها تَطَأ الأَرض توقظ الغافلينا كشفتْ رأسَها، فلم تُخْفِ وجْهاً حين سارتْ ولم تُغطِّ الجبينا مقلتاها تحدِّ ثانِ بسر كان قبل المجيء سرَّاً دَفينا شفتاها تُردِّدان حروفاً وحديثاً عمَّا تُريد مُبينا قَدَماها تُعلِّمان الفيافي ما يُريها انطلاقَها ويُرينا ساقت الموجَ والبحار وساقت خَلْفها الرِّيح تَطرد الهاربينا وأدارتْ في كلِّ شيءٍ رحاها فأحالت ما واجهته طحينا وأراقت عليه ماءً أُجاجاً صنعتْ منه للفناءِ العَجينا لا تبالي بما تقابل مهما كان ضخماً وكان صلباً متينا ملأتْ دربها الطويل ضحايا وصراخاً وادمعاً وأنينا كيف جاءت وأين تغدو وماذا تبتغي هذه التي تجتوينا؟! ما اسمُها؟ ضجَّت الأعاصيرُ لمَّا سألوها، ورددتْ (كاترينا) (كاترينا) أما ترون يديها كيف هزَّتْ قلاعكم والحصونا؟! أو ما تسمعون وقْع خُطاها أَورَثَ العقل حيرةً وجنونا؟! مالكم - ويلكم - وقفتم حيارى وفغرتم أفواهكم واجمينا؟! أنتم القوَّة العظيمة هيَّا حطّموها، وأمّنوا الخائفينا وجِّهوا نحوها أساطيل جوّ واملؤوا البحر للدِّفاع سفينا أمطروها بسائل الغاز حتى تقتلوها قتلاً فظيعاً مُهينا حرِّ قوها بناركم، مزِّقوها كضحايا العراقِ حتى تَلينا عندكم خبرة القتال، رأينا في بلاد الأَفغانِ منها فُنونا ورأينا العراق يجري دماءً بعد أن صار في يديكم رهينا (كاترينا) هيَّا اسمُلوا مقلتيها بالمسامير، أَغمِدُوا السكِّينا عندكم خِبرَةُ السجون فهيَّا أَسِكنُوها في (قونتنامو) السُّجونا أجهزوا - أيها الصقور - عليها قبل أن يَهزِمَ اليقينُ الظُّنونا بادروها بجيشكم، واستعدُّوا قد أتتكم (ريقا) بما تكرهونا جَنْدِلُوا هذه وتلكَ سريعاً أولستم بجيشكم قادرينا؟! نحن - والله - لا نريد هلاكاً للضحايا، ولا نريد فُتونا غير أنا نقول قوْلَةَ حقّ يصبح الظنُّ في مداها يقينا يُمهل الله خلقَه ويُريهم طُرُق الخير عَلَّهم يَسلكونا جعل العفو واحةً وغصوناً وارفاتٍ تظلِّل التائبينا بابُه مُشرعٌ لكلِّ منيبٍ بابُ خيرٍ يستوعب العالمينا فإذا أسرف العباد وجاروا وتمادوا وروَّعوا الآمنينا قال: كُنْ، خالقُ العباد فكانتْ لَمْحَةُ العينِ مُهلَةَ الظالمينا يا ضحايا غرورهم وهواهم كم ننادي غروركم فاسمعونا اسمعونا فربما جاء يومٌ مُثْقَلٌ يملأُ المسامع طينا اخرجوا من مغارةِ الوهم إنَّا لنراكم في ليلها غارقينا احرسوا شعبكم بعدلٍ، وإلا فعليكم أوزارُهم أجمعينا ما دهاكم، أما كفى ما رأيتم من ملايين شعبكم هائمينا؟! لحظةٌ من إرادة الله دكَّتْ ما بنيتم من القلاع سنينا مَنْ رأى البحر هائجاً، وتمادَى دوَّنتْه الأمواجُ في الهالكينا |
شموخ الصابرين
لحقَ الشيخُ بركبِ الصالحين فلماذا يا جراحي تنزفين؟ ولماذا يا فؤادي تشتكي ولماذا يا دموعي تَذرفين؟ رحل الشيخ عن الدنيا التي كلُّ ما فيها سوى الذِّكر لَعين فارقَ الدنيا، وما الدنيا سوى خيمةٍ مَنصوبةٍ للعابرين فارقَ الدنيا التي تَفَنَى إلى منزلٍ رَحبٍ وجناتٍ، وَعِين ذاكَ ما نرجو، وهذا ظنُّنا بالذي يغفر للمستغفرين رحل الشيخُ على مِثلِ الضُّحَى من صلاحٍ وثباتٍ ويقين فلماذا أيُّها القلبُ أرى هذه اللَّوعَةَ تسري في الوَتين؟ ولماذا يا حروفَ الشعر عن سرِّ آلام فؤادي تكشفين أتركي الحسرةَ في موقعها تتغذَّى من أسى قلبي الحزين وارحلي بي رحلةً مُوغلة في حياةِ العُلماءِ الأكرمين واسلُكي بي ذلكَ الدَّربَ الذي ظِلُّه يحمي وجوهَ السالكين يا حروفَ الشعر لا تَصطحبي لغةَ الشعر الى جُرحي الدَّفين ربماأحرقها الجرحُ، فما صار للشعر فَمٌ يَروي الحنين واتركي لوعةَ قلبي، إنَّها تارةً تقسو، وتاراتٍ تَلين وادخلي بي واحةَ العلم التي فُتحت أبوابُها للوافدين عندها سوف نرى النَّبعَ الذي لم يزل يَشفي غَليلَ الظامئين شيخُنا ما كانَ إلاَّ عَلَماً يتسامى بخشوع العابدين عالمُ السنَّةِ والفقهِ الذي هزَمَ اللهُ به المبتدعين لا نزكّيه، ولكنَّا نرى صُوراً تُلحِقُه بالصادقين في خيوط الشمس ما يُغني، وإن أنكرتها نظراتُ الغافلين راحلٌ ما غاب إلا جسمُه ولنا من علمه كنزٌ ثمين ما لقيناه على دَربِ الهوى بل على دَربِ الهُداةِ المهتدين لكأني أُبصر الدنيا التي بذلت إغراءَها للناظرين أقبلت تَعرض من فتنتها صوراً تَسبي عقول الغافلين رقصَت من حوله، لكنَّها لم تجد إلا سُموَّ الزَّاهدين أرسل الشيخُ إليها نَظرةً من عُزوف الراكعين الساجدين فمضت خائبةً خاسرةً تتحاشى نظراتِ الشَّامتين أخرجَ الدنيا من القلبِ، وفي كفِّه منها بلاغُ الراحلين لم يكن في عُزلةٍ عنها، ولم يُغلقِ البابَ عن المسترشدين غيرَ أنَّ القلبَ لم يُشغَل بها كان مشغولاً بربِّ العالمين أوَ ما أعرض عنها قَبلَه سيِّدُ الخلقِ، إمامُ المرسلين أيُّها الشيخُ، لقد علَّمتنا كيف نرعى حُرمَةَ المستضعفين كيف نَستَشعِرُ من أمَّتنا صرخة الثَّكلَى ودَمعَ الَّلاجئين كيف نبني هِمَّةَ الجيل على منهج التقوى، ووعي الراشدين كنتَ يا شيخ على علمٍ بما نالنا من غَفلةِ المنهزمين قومُنا ساروا على درب الرَّدَى فغدوا ألعوبةَ المستعمرين شرَّقوا حيناً وحيناً غرَّبوا واستُبيحت أرضهم للغاصبين هجروا الصَّالحَ من أفكارهم فتلقَّتهم يدُ المستشرقين وارتموا في حضن أرباب الهوى من ذيول الغاصب المستعربين ضيَّعوا الأقصى وظنُّوا أنَّهم سوف يحظون بِسِلمِ المعتدين فإذا بالفارس الطفل على هامة المجد ينادي الواهمين صاغها ملحمةً قُدسيَّةً ذكَّرتنا بشموخ الفاتحين قالها الطفلُ، وقُلنا معه إنَّ بيعَ القدس بَيعُ الخاسرين أيُّها الشيخُ الذي أهدى لنا صُوَراً بيضاءَ من علمٍ ودين لم تكن تغفل عن أمَّتنا وضلالاتِ بَنيها العابثين كنتَ تدعوها إلى درب الهُدَى وتناديها نداءَ المصلحين قلتَ للأمةِ، والبؤسُ على وجهها الباكي غبارٌ للأنين إنما تغسل هذا البوسَ عن وجهكِ الباكي، دموع التائبين أيها الشيخُ الذي ودَّعَنا عاليَ الهمَّةِ وضَّاح الجبين نحن نلقاك وإن فارقتَنا في علومٍ بقيت للرَّاغبين أنتَ كالشمسِ إذا ما غَربَت أهدتِ البَدرَ ضياءَ المُدلجين أنتَ ما ودَّعتَنا إلاَّ إلى حيث تُؤويكَ قلوبُ المسلمين إن بكيناكَ فإنّا لم نزل بقضاء الله فينا مُوقنين في وفاةِ المصطفى سَلوَى لنا وعزاءٌ عن وفاةِ الصالحين ذلك الرُّزءُ الذي اهتزَّ له عُمَرُ الفاروقُ ذو العقل الرزين ماتَ خيرُ الناس، هذا خَبَرٌ ترك الناسَ حيارى تائهين طاشت الألبابُ حتى سمعوا ما تلا الصدِّيقُ من قولٍ مُبين لا يعزِّينا عن الأحبابِ في شدَّةِ الهول سوى مَوتِ الأمين إنها الرُّوح التي تسمو بنا ويظلُّ الجسم من ماءٍ وطين يحزن القلب ولكنَّا على حُزنه نَبني شموخ الصابرين كلُّنا نفنَى ويبقى ربُّنا خالق الكون ملاذُ الخائفين |
حوار بيني وبين أمي
أمي تسائلني تبكي من الغضب ما بال أمتنا مقطوعة السببِ؟! ما بال أمتنا فلّتْ ضفائرها وعرّضت وجهها القمحيّ للّهبِ؟! ما بال أمتنا ألقت عباءتها وأصبحت لعبة من أهون اللّعَبِ؟! ما بال أمتنا تجري بلا هدف وترتمي في يدي باغ ومغتصبِ؟! ما بال أمتنا صارت معلّقةً على مشانق أهل الغدر والكذبِ؟! ما بالُها مزّقت أسباب وحدتها ولم تُراع حقوق الدين والنّسَبِ؟! أمي تسائلني والحزن يُلجمني بني مالك لم تنطق ولم تُجبِ؟! ألست أنت الذي تشدوا بأمتنا وتدّعي أنها مشدودة الطُّنبِ؟! وتدعي أنها تسمو بهمتها وتدعي أنها مرفوعة الرتبِ؟! بني، قل لي، لماذا الصمت في زمن أضحى يعيش على التهريج والصّخبِ؟! أماه .. لا تسألي إني لجأت إلى صمتي، لكثرة ما عانيت من تعبي إني حملت هموماً، لا يصورها شعر، وتعجز عنها أبلغ الخطب ِ ماذا أقول؟، وفي الأحداث تذكرة لمن يعي، وبيان غير مقتضبِ تحدّث الجرحُ يا أماه فاستمعي إليه واعتصمي بالله واحتسبي |
ريحانة القلب
حسبي من الهّم أنّ القلب ينتحبُ وإن بدا فرحي للناس و الطربُ مسافرٌ في دروب الشوق تحرقني نار انتظاري ووجداني لها لهب كأنني فارس لاسيفَ في يده والحرب دائرة والناس تضطرب أو أنني ُمبحر تاهت سفينته والموج يلطم عينيها وينسحب أو أنني سالكُ الصحراءِ أظَمأه قيظٌ ، وأوقفه عن سيره التعب يمد عينيه للأفق البعيد فما يبدو له منقذ في الدرب أو سبب يا شاعرا ما مشت في ثغره لغةٌ إلا وفي قلبه من أصلها نسب خيول شعرك تجري في أعنّتها ما نالها في مراقي عزّها نصب ريحانةَ القلب عين الشعر مبصرةٌ وفجرنا في عروق الكون ينسكب وأنت كالشمس لولا نورُها لطغى ليل المعاناةِ وازدادت به الحُجب يا من أبى القلبُ إلا أن يكون لها وفـيه مأوى لعينيها ومنقلب الله يكتب يا ريحانتي فإذا أراد أمضى وعند الناس ما كتبوا لو اجمعَ الناسُ أمراً في مساءتنا ولم يُقدّر لما فازوا بما طـلبوا ريحانةَ القلب روح الحب ساميةٌ فليس ُيقبل فيها الغدر والكذب ليس الهوى سلعةً ُتشرى على ملأٍ ولا تباع ولايأتي بها الغَلب قد يعشق المرءُ من لامالَ في يده ويكره القلبُ من في كفّه الذهب حقيقةٌ لو وعاها الجاهلون لما تنافسوا في معانيها ولااحتربوا ما قـيمة الناس إلا في مبادئهم لا المال يبقى ولا الألقاب والرتب |
« فتى فلسطيني يتحدث »
مساء الخير يا وطني .. أتيتك انقش الإصرار في بوابة الزمن أتيتك .. هيبة التاريخ من خلفي ونور الحق يطرد من أمامي ظلمة الفتن أتيتك .. أحمل الرشاش في كف وفي أخرى حملت لفافة الكفن مساء الخير يا وطني ... لقد سيرت في بحر المآسي أعظم السفن ملأت فؤادي الخاوي بنور الله كي أحميك يا وطني أتيتك والرؤى البيضاء تتبعني أتيتك .. والهواء الطلق يعزفني أتيتك بلبلاً يشدو يثير كوا من الفنن أتيتك .. أيها الغالي . نشيداً يعربي اللحن ثغر المجد ينشدني أتيتك .... بعد أعوام من الإخلاد والتضليل .. يا وطني .. مساء يا وطني مساء شريعة سمحة مساء الخير والإيمان والفرحة مساء الريح ... حين يظل يندب غيرنا ريحه مساء قوافل الإيمان تفتح صفحة في دفتر الأمجاد تأتي بعدها صفحة مساء الخير يا وطني وعذراً ... إن سردت حكايتي وكشفت عن شجني وإن حملت سري ما يفر به إلى علني وإن ناديت قومي في تخوم الشام واليمن وفي مصر وبغداد وأرض المغرب العربي أو عدن وفي أرض الجزيرة مهبط الوحي المبين وشامة الزمن أناديهم .. أحدثهم بما جلب العدو إليك يا وطني دعوني يا بني قومي أحدثكم .. ففي قلبي جراح ما لا آخر وفي نفسي خرائط حسرة مازال يرسمها لي الغادر وفي عيني رؤى بحر وفي سمعي صدى من وجه الهادر دعوني يا بني قومي أحدثكم عن الماضي وماذا يطلب الحاضر دعوني يابني قومي أحدثكم عن الباغي وما جلبت يداه إلى فلسطين عن الرشاش يأكل صدر مسكين دعوني .. يابني قومي أحدثكم عن الآهات في وجدان زيتون عن الدمع الذي يجري دماً في مقلة التين عن الإجرام .. كيف يعشش الإجرام فيفي أهداب صهيون سأنطق – يابني قومي – وسوف أقيل هذا الصمت من كرسي منصبه وسوف أجرد "النمرود" من أثواب سلطته وأحرق وجه موكبه وسوف أحدث الدنيا بما فعل الطغاة بنا فكم شربوا وكم أكلوا وكم بصقوا على وجهٍ وكم قتلوا وكم لثموا على نخب انتكاستنا كؤوس الخمر واحتلوا وكم وجلوا .. ولكنا سكنا كهف فرقتنا .. فما وجلوا وكم وصلوا .. لأنا لم نقف في دربهم وصلوا وكم ذهلوا ... لأنا لم نحرك ساكناً ذهلوا . تعالوا يابني قومي .. لكي تتعلموا في أرضنا لغة الجراح ومنطق الحسرة وحتى تأخذوا من حالتنا عبرة وحتى تأكلوا من خيرنا كسرة تعالوا .. وأقرؤوا في وجه ليلى قصة العسره تعالوا .. لن تموتوا- يا أباه الضيم – من جوع فإن جياعنا سيقدمون لكم طعاماً دونما أجره ولا تخشوا على أجسامكم برداً فسوف يقدم الأيتام من أطمارهم لحفا ولكن – يابني قومي- أنا منكم وفيكم مسلم ولساني الفصحى وقد تمحى جميع مظاهر الدنيا وإيماني برب الكون لا يمحى أنا منكم وفيكم غير أن الجرح ينجب في دمي جرحا ونار الحزن تلقح خاطري لفحا أنا منكم وفيكم سوف ألقاكم مساء يا بني قومي إذا فارقتكم صبحا تعالوا ... وامتطوا خيل التذكر نحو ماضينا لعل تذكر الماضي يجمعنا ويدنينا متعوا أنظاركم واستذكروا "بدراً" أو"حنيناً" تعالوا .. سوف أخبركم بأني – يا بني قومي – إذا ما داعب التاريخ ذاكرتي شممت مفاخر الأمه رأيت المجد يضحك في مرابعها . وينسى عندها همة وأبصرت اللحى وعمائم الأبطال في القمة رأيت الليل ينسى في مدى أنوارها الظلمة دعوني – يا بني قومي – دعوني أخبر القمر المنير بلهمة النجمة وأغسل بالدماء نجاسة الوصمة دعوني أحلب الصمت الطويل وأرسل الحكمة دعوني – يا بني قومي – أحدثكم عن المأساة في القدس عن المأساة في غزه عن المأساة في حيفا وفي يافا وكيف تحولت آهاتنا العظمى إلى هزة وكيف تحركت فينا بطولتنا فقمنا نطلب العزة مساء الخير يا وطني مساء الفل والريحان والكادي مساء عرافة التاريخ يا وطني مساء زمان ميلادي مساء عقيدة الإسلام تمحو كل إلحاد .. وترفع رأية الإنصاف في سفح وفي وادي مساء الخير يا وطني يحيء محملاً بعبير إنشادي مساء الخير يا وطني ********* |
حاضرة الدمعة يا عيني
حاضرة الدمعة يا عيني مأسور الحسرة يا قلبي حيرني أمركما إني لا أعرف ما خطبي أتالم أحيانا لكني أتساءل ماذا يؤلمني أبكي تتعذب نفسي ولهيب الحسرة يحرقني أظل حزينا لكني لا أعرف أسباب جراحي قد مل النجم مرافـقتي وتأوه مني مصباحي يا دنيا ماذا يجعلني أتألم في داخل نفسي أتراك قسوت على قلبي أتراكي مشيتي على حسي فأجابت وعليها ثوب منسوج بخيوط الفتن عش عمرك في أحسن حال وتمتع فالعمر قصير لا تمنع نفسك من شيء يأتيك هناء وسرور أنساق فؤادي فانتفضت في نفسي روح الإيمان قائلة كذبتك الدنيا كم خدعت قبلك ذا شأن وتيقض حسي مبتهجا وتكلل بالفرحة قلبي وغدوت أرددفي صدق يارب عفوك يا ربي |
الساعة الآن 08:05 AM. |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب
جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى |