منتديات المُنى والأرب

منتديات المُنى والأرب (http://www.arabna312.com//index.php)
-   واحة الأدب والشعر العربي (http://www.arabna312.com//forumdisplay.php?f=199)
-   -   شعراء العصر الأندلسي (http://www.arabna312.com//showthread.php?t=14006)

صائد الأفكار 14 - 2 - 2011 10:39 PM

أبو البقاء الرندي
601 - 684 هـ / 1204 - 1285 م

صالح بن يزيد بن صالح بن شريف الرندي، أبو البقاء.
وتختلف كنيته بين أبي البقاء وأبي الطيب وهو مشهور في المشرق بأبي البقاء.
وهو أديب شاعر ناقد قضى معظم أيامه في مدينة رندة واتصل ببلاط بني نصر ابن الأحمر في غرناطة.
وكان يفد عليهم ويمدحهم وينال جوائزهم وكان يفيد من مجالس علمائها ومن الاختلاط بأدبائها كما كان ينشدهم من شعره أيضاً.
وقال عنه عبد الملك المراكشي في الذيل والتكملة كان خاتمة الأدباء في الأندلس بارع التصرف في منظوم الكلام

ونثره فقيهاً حافظاً فرضياً له مقامات بديعة في أغراض شتى وكلامه نظماً ونثراً مدون.

ألثام شف
أم غمـام ضحكـت عن بَـرَدِ
أَلثـامٌ شَـفَّ عـن ورد نــد
بـدرُ تـمَّ في قضيـب أَملَـدِ
أم علـى الأزرار مـن حُلَّتهـا
نـقلـت عطفتـه للـخلــد
بـأبـي ليـن لـه لـو أنـه
نفثـت في القلـب لا في العقـد
لا وألحـاظ لـهـا سـاحـرة
وأنـا القاتـل نفسـي بيـدي
لا طلبـت الثـأر منهـا ظالمـا
أخذت روحي وخلت جسـدي
نظـرت عينـي لحينـي نظـرة
قهـوة فيهـا شفـاء الـكمـد
هـاتـها بالله فـي مرضـاتـها
فرمـت بالـمسـك لا بالزبـد
عصرت باللطف في عصر الصبـا
وهـي مثـل البـارق الـمتقـد
ما درى مديرهـا فـي كأسهـا
أم لجيـن فيه ثـوب عسجـدي
درة ضمـت علـى يـاقـوتـة
حنفـي الـرأي والـمعتقــد
سقنـي غيـر مليـم إننـــي
أو هبـات الـملك الـمؤيـد
لا أرى بالسكـر إلاّ من هـوى
فـفتحـت اللام لـم أفـنـد
مـلك الـعليـا ولـو أنصفتـه
ياسالب القلب
لم يبق حبـك لي صبـرا ولا رمقـا
يا سالب القلب منـي عندما رمقـا
ليت الفراق وليت الحـب ما خلقـا
لا تسأل اليوم عما كابدت كبـدي
وإنمـا جـارت الأقـدار فـاتفقـا
ما باختيـاري ذقت الحـب ثانيـة
مثل الفراش أحـب النـار فاحترقـا
وكنت في كلفي الداعـي إلى تلفـي
دكا وهـز فـؤادي عنـدما صعقـا
يا مـن تجلـى إلى سـري فصيرنـي
رفـقا علـي الـروح إن الروح قـد زهقـا انظـر إلي فـإن النفـس قد تلفـت
لكل شيء اذا ماتمّ (رثاء الأندلس)
فلا يُغرُّ بطيب العيش إنسانُ
لكل شيءٍ إذا ما تم نقصانُ
مَن سَرَّهُ زَمنٌ ساءَتهُ أزمانُ
هي الأمورُ كما شاهدتها دُولٌ
ولا يدوم على حالٍ لها شان
وهذه الدار لا تُبقي على أحد
إذا نبت مشْرفيّاتٌ وخُرصانُ
يُمزق الدهر حتمًا كل سابغةٍ
كان ابنَ ذي يزَن والغمدَ غُمدان
وينتضي كلّ سيف للفناء ولوْ
وأين منهم أكاليلٌ وتيجانُ ؟
أين الملوك ذَوو التيجان من يمنٍ
وأين ما ساسه في الفرس ساسانُ ؟
وأين ما شاده شدَّادُ في إرمٍ
وأين عادٌ وشدادٌ وقحطانُ ؟
وأين ما حازه قارون من ذهب
حتى قَضَوا فكأن القوم ما كانوا
أتى على الكُل أمر لا مَرد له
كما حكى عن خيال الطّيفِ وسْنانُ
وصار ما كان من مُلك ومن مَلِك
وأمَّ كسرى فما آواه إيوانُ
دارَ الزّمانُ على دارا وقاتِلِه
يومًا ولا مَلكَ الدُنيا سُليمانُ
كأنما الصَّعب لم يسْهُل له سببُ
وللزمان مسرّاتٌ وأحزانُ
فجائعُ الدهر أنواعٌ مُنوَّعة
وما لما حلّ بالإسلام سُلوانُ
وللحوادث سُلوان يسهلها
هوى له أُحدٌ وانهدْ ثهلانُ
دهى الجزيرة أمرٌ لا عزاءَ له
حتى خَلت منه أقطارٌ وبُلدانُ
أصابها العينُ في الإسلام فارتزأتْ
وأينَ (شاطبةٌ) أمْ أينَ جَيَّانُ
فاسأل (بلنسيةً) ما شأنُ مُرسيةً
من عالمٍ قد سما فيها له شانُ
وأين قُرطبةٌ دارُ العلوم فكم
ونهرهُا العَذبُ فياضٌ وملآنُ
وأين حْمصُ وما تحويه من نزهٍ
عسى البقاءُ إذا لم تبقَ أركانُ
قواعدٌ كنَّ أركانَ البلاد فما
كما بكى لفراق الإلفِ هيمانُ
تبكي الحنيفيةَ البيضاءُ من ! ;أسفٍ
قد أقفرت ولها بالكفر عُمرانُ
على ديار من الإسلام خالية
فيهنَّ إلا نواقيسٌ وصُلبانُ
حيث المساجد قد صارت كنائسَ ما
حتى المنابرُ ترثي وهي عيدانُ
حتى المحاريبُ تبكي وهي جامدةٌ
إن كنت في سِنَةٍ فالدهرُ يقظانُ
يا غافلاً وله في الدهرِ موعظةٌ
أبعد حمصٍ تَغرُّ المرءَ أوطانُ ؟
وماشيًا مرحًا يلهيه موطنهُ
وما لها مع طولَ الدهرِ نسيانُ
تلك المصيبةُ أنستْ ما تقدمها
كأنها في مجال السبقِ عقبانُ
يا راكبين عتاق الخيلِ ضامرةً
كأنها في ظلام النقع نيرانُ
وحاملين سيُوفَ الهندِ مرهفةُ
لهم بأوطانهم عزٌّ وسلطانُ
وراتعين وراء البحر في دعةٍ
فقد سرى بحديثِ القومِ رُكبانُ ؟
أعندكم نبأ من أهل أندلسٍ
قتلى وأسرى فما يهتز إنسان ؟
كم يستغيث بنا المستضعفون وهم
وأنتمْ يا عبادَ الله إخوانُ ؟
ماذا التقاُطع في الإسلام بينكمُ
أما على الخيرِ أنصارٌ وأعوانُ
ألا نفوسٌ أبَّاتٌ لها هممٌ
أحال حالهمْ جورُ وطُغيانُ
يا من لذلةِ قومٍ بعدَ عزِّهمُ
واليومَ هم في بلاد الكفرِّ عُبدانُ
بالأمس كانوا ملوكًا في منازلهم
عليهمُ من ثيابِ الذلِ ألوانُ
فلو تراهم حيارى لا دليل لهمْ
لهالكَ الأمرُ واستهوتكَ أحزانُ
ولو رأيتَ بكاهُم عندَ بيعهمُ
كما تفرقَ أرواحٌ وأبدانُ
يا ربَّ أمّ وطفلٍ حيلَ بينهما
كأنما هي ياقوتٌ ومرجانُ
وطفلةً مثل حسنِ الشمسِ إذ طلعت
والعينُ باكيةُ والقلبُ حيرانُ
يقودُها العلجُ للمكروه مكرهةً
إن كان في القلبِ إسلامٌ وإيمانُ
لمثل هذا يذوبُ القلبُ من كمدٍ


صائد الأفكار 14 - 2 - 2011 10:43 PM

أبو الهدى الصيادي
1266 - 1328 هـ / 1849 - 1909 م

محمد بن حسن وادي بن علي بن خزام الصيادي الرفاعي الحسيني، أبو الهدى.
أشهر علماء الدين في عصره، ولد في خان شيخون (من أعمال المعرة) وتعلم بحلب وولى نقابة الأشراف فيها.
ثم سكن الآستانة، واتصل بالسلطان عبد الحميد الثاني العثماني، فقلده مشيخة المشايخ، وحظى عنده فكان من كبار ثقاته، واستمر في خدمته زهاء ثلاثين سنة.
ولما خلع عبد الحميد، نفي أبو الهدى إلى جزيرة الأمراء في (رينكيبو) فمات فيها.
كان من أذكى الناس، وله إلمام بالعلوم الإسلامية، ومعرفة بالأدب، وظرف وتصوف، وصنف كتباً كثيرة يشك في نسبتها إليه.

فلعله كان يشير بالبحث أو يملي جانباً منه فيكتبه له أحد العلماء ممن كانوا لا يفارقون مجلسه، وكانت له الكلمة العليا عند عبد الحميد في نصب القضاة والمفتين.
وله شعر ربما كان بعضه أو كثير منه لغيره، جمع في (ديوانين) مطبوعين، ولشعراء عصره أماديح كثيرة فيه، وهجاه بعضهم.

بسم ربي باري الوجود ابتدائي
وإلى قدسه انتهاء رجائي
بسم ربي باري الوجود ابتدائي
زان مدحي لخاتم الأنبياء
سر بدء أتى بختم عطير
من تجليه مترع بالهناء
فزماني به صفاء وكأسي
عرض حال الضعاف للأقوياء
وندى الأقوياء للضعفاء
عرض حال الضعاف للأقوياء
وكساه الزمان ثوب عناء
وإذا راعت المهمة عبدا
المعاصي بقبضة الأعداء
وتخلى عنه الصديق والقته
فيه لاذت أكابر الأنبياء
فله أن يدق باب نبي
سيد العالمين سامي اللواء
علم المرسلين غوث البرايا
بحر الإحسان كنز العطاء
أفضل الخلق حجة الحق مولى الصدق
تاج أهل القبول باب الرجاء
الرسول الوصول عالي المزايا
مفزع الملتجي مجيب النداء
عمدة اللائذين عون المنادي
بالعاجزين والفقراء
صاحب الجاه عند مولاه أولى الناس
عبد رق يشكو بصدق التجاء
ألرؤف الرحيم كشاف بلوى
باب القلوب باب السماء
ذو المعالي باب المآمل باب الخير
وكشاف معضلات الداء
متبع البر والمرؤة والرقق
كنز الإسعاف للأولياء
أسد الله رحمه الله سيف الله
لا أرى في الورى حقيرا سوائي
جئته ليس لي سواه وإني
وأرادت بالزور هدم علائي
عاكتني الأعداء حتى تعدت
عن فساد ملفق وأفتراء
وأقامت علي حرب عناد
كدرت لي بالزور كأس صفائي
واستمدت أحزابهم بطغام
ورمتني بحية رقطاء
وذنوبي علي قد ساعدتهم
مولاي سيد الشفعاء
فلهذا قرعت باب رسول الله
زاد فيه دائي وعز دوائي
راجيا غارة النبي لحال
صار للحقد دينه إيذائي
مستمدا من سره قهر خصم
أنت الغياث للأبناء
يا رسول الرحمن غوثاه يا جداه
وظهوري ورفعتي وارتقايء
بفهومي وحكمتي وعلومي
وانخفاضي وذلتي وعنائي
يطلب العاجز الحسود سقوطي
وبعلياك رونقي وبهائي
وأنا فيك يا محمد عزي
وضميني وكافلي وحمائي
أنت جدي ونصرتي ومعيني
هاشمي محمدي سمائي
ألغياث الغياث فتكة عضب
بدواء ولن ترى من شفاء
يجرح الخصم جرحه لن تداوي
أقعدته مقطع الأعضاء
جرحه كلما أراد قياما
ناقع من فؤاده بالدماء
وأرشه يا سيدي بسهام
ويا تاج سادة الأنبياء
وعليك الصلاة يا مصطفى الرسل
ويا أصل هذه الآلاء
وعليك السلام يا أشرف الخلق
من ذات خالق الأشياء
وعليك التحية المحضة العلياء
والصحاب العظام والأولياء
وعلى آلك الكرام جميعا
عرض حال الضعاف للأقوياء
ما أتاك المسكين يعرض حالا



لك أشكو يا أرحم الرحماء
داء هم أذاب لي أعضائي
لك أشكو يا أرحم الرحماء
همة العزم والمنى والرجاء
وإلى بابك الإلهي ألوي
فاجبر الكسر يا مجيب الدعاء
وأناجيك بانكسار وذل
بمجلى حقائق الأسماء
بمعاني القرآن في عالم الأمر
بالطمس بالفنا بالبقاء
بخوافي أسرار غيبك بالإبداع
إلى المرسلين والأنبياء
بتدلي فيوض عزتك العظمى
سراج الهدى أبي الزهراء
وبهم كلهم بأعظمهم جاها
شكلا وسيد الشفعاء
عبدك المصطفى حقيقة نور القدس
وسلطان دولة الآلاء
طورحكم البرهان في حضرة الجمع
لمقام الهنا بكشف الغطاء
من دنى فارتقى العلى وتدلى
هداها المزيل للظلماء
روح ذرات عالم الكون مصباح
مدى الدهر علة الاشياء
علم الرسل مظهر الفصل والوصل
والنقطة التي في الباء
سرباء الكتاب في حبل بسم الله
قبل انتشار ذر المرائي
دوحة العلم في رياض بطون الطي
البلايا إن طم سيل القضاء
حجة الله في القضايا وكشاف
وملاذ العواجز الضعفاء
جنة الخائفين من كل ضر
عياذ الجحاجح الأصفياء
منتهى القصد صادق الوعد والعهد
والرفق والصفا والوفاء
سيد الخلق مظهر الحق كنز الصدق
وسر الإشارة البيضاء
عين معنى عوالم الملإ الأعلى
يا عمدتي ويا مولائي
يا حبيب الرحمن يا علة الأكوان
والذنب أحقر الفقراء
إنني عبدك الضعيف حليف الوزر
بالرضا ذلتي ولاحظ حمائي
فتدارك ضعفي بعزك وانظر
نجوم الهداية النجباء
وعليك الصلاة والآل والصحب
وهي حالي وضقت لثقل حوبي
وعز الصبر من ألم الذنوب
وهي حالي وضقت لثقل حوبي
ويطفي لي بنصرته لهيبي
ومالي منجد يحمي حمائي
وأهل الحقد بالعجب العجيب
وقد قوبلت من قبل الأعادي
علي لقصد نفس بالمعيب
وحسادي رموني مذ تعالوا
ونالوني ببغيهم الغريب
وأفشوا الافتراء علي طيشا
للبعيد وللقريب
وقالوا في ما قالوا وأبدوا الإشاعة
عدت روحي نفسي بالنحيب
فلما ضقت ذرعا من هموم
عناءك واركني طبعا وطيبي
وقلت لنفسي ارتاحي وخلي
بظل عناية الهادي الأديب
لك اتضحت طريق النجح حقا
متى وضعت بأعتاب الحبيب
نعم كل الهموم الدهم تجلى
مغيث المتجي حصن الغريب
إمام الرسل سلطان البرايا
تجلي سر بارئنا المجيب
مدار حقائق الأسرار معنى
صدور الأنبياء حمى الكئيب
مفسر حكمة القرآن مولى
ندا الرحموت مفتاح الغيوب
محل عناية الرحمن مجري
ابن النجيب أبي النجيب
أبو الزهراء نور الكون جد الحسين
ودولة الرب القريب
عريض الجاه علة خلق كل الوجود
وليس سواه أطلب من مجيب
أناديه وأخجل من ذنوبي
وهل إلاك يا طه طبيبي
فإن عضال دائي ضر جسمي
ببابك لذت بالدمع الصبيب
رسول الله يا غوثاه يا من
بفضلك واكفني نكد الخطوب
تداركني ولاحظ عرض حالي
حماي فأنت كشاف الكروب
وعاملني بشأنك واحم فضلا
وألحقني بموكبك المهيب
وفي الآخرى تداركني بعون
وأصحاب ذوي شرف حسيب
عليك صلاة ربك كل آن
واقطاب محبتهم نصيبي
وللآل الكرام ذوي المعالي
وعز الصبر من ألم الذنوب
بهم أرجو العناية ضقت صدرا


صائد الأفكار 14 - 2 - 2011 10:45 PM

الحصري القيرواني
420هـ/488هـ


هو علي بن عبد الغني الفهري الحصري القيرواني، كنيته أبو الحسن.
أبصر النور في القيروان عام أربعمائة وعشرين للهجرة وقضى فترة شبابه في القيروان.
خرج منها بعد نكبتها وخرابها بسبب إنقضاض قبائل بني هلال وبني سليم عليها نتيجة الخلاف الذي نشب بين الفاطميين والمعّز بن باديس.
دخل الأندلس بعد سنة 450 هـ وقد مدح ملوكها ومن أشهرهم المعتمد بن عباد وغيره من ملوك الطوائف بالأندلس.
توفي بطنجة، من كتبه (المستحسن من الأشعار).

ياليل الصبّ متى غده
اقيام الساعة موعده
يا ليل الصب متى غده ؟
أسف للبين يردده
رقد السمار فأرقه
مما يرعاه ويرصده
فبكاه النجم ورق له
خوف الواشين يشرده
كلف بغزال ذى هيف
فى النوم فعز تصيده
نصبت عيناى له شركا
للسرب سبانى اغيده
وكفى عجبا أنى قنص
أهواه ولا أتعبده
صنم للفتنة منتصب
سكران اللحظ معربده
صاح والخمر جنى فمه
وكأن نعاسا يغمده
ينضو من مقلته سيفا
والويل لمن يتقلده
فيريق دم العشاق به
عيناه ولم تقتل يده
كلا لا ذنب لمن قتلت
وعلى خديه تورده
يا من جحدت عيناه دمى
فعلام جفونك تجحده
خداك قد اعترفا بدمى
وأظنك لا تتعمده
إنى لأعيذك من قتلى
فلعل خيالك يسعده
بالله هب المشتاق كرى
صب يدنيك وتبعده
ما ضرك لو داويت ضنى
فليبك عليه عوده
لم يبق هواك له رمقا
هل من نظر يتزوده
وغدا يقضى أو بعد غد
بالدمع يفيض مورده
يا أهل الشوق لنا شرق
وصروف الدهر تبعده
يهوى المشتاق لقاءكمُ
لولا الأيام تنكده
ما أحلى الوصل وأعذبه
لفؤادى .. كيف تجلده ؟؟
بالبين وبالهجران فيا




صائد الأفكار 14 - 2 - 2011 10:46 PM

أمية الداني
460 - 529 هـ / 1068 - 1134 م

أمية بن عبد العزيز الأندلسي الداني ، أبو الصلت.
حكيم، أديب، من أهل دانية بالأندلس، ولد فيها، ورحل إلى المشرق، فأقام بمصر عشرين عاماً، سجن خلالها. نفاه الأفضل شاهنشاه منها، فرحل إلى الإسكندرية، ثم انتقل إلى المهدية (من أعمال المغرب) فاتصل بأميرها يحيى بن تميم الصنهاجي، وابنه علي بن يحيى ، فالحسن بن يحيى آخر ملوك الصنهاجيين بها، ومات فيها.
وله شعر فيه رقة وجودة.، في المقتضب من تحفة القادم أنه من أهل إشبيلية، وأن له كتباً في الطب.
من تصانيفه (الحديقة) على أسلوب يتيمة الدهر، و(رسالة العمل بالإسطرلاب)، و(الوجيز) في علم الهيأة، و(الأدوية المفردة)، و(تقويم الذهن) في علم المنطق.

يا هاجرا أسموه عمدا واصلا
وبضدها تتبين الأشياء
يا هاجرا أسموه عمدا واصلا
وكأنني من طول هجرك راء
ألغيتني حتى كأنك واصل
أحاجيك مالاه بذي اللب هازىء
على أنه لا يعرف اللهو والهزءا
أحاجيك مالاه بذي اللب هازىء
و أن هو لم يبعد عيانا ولا مرأى
بعيد على لمس الاكف منا له
حكاه وان يبطيء لامر حكى البطئا
يراسل خلا إن عدا عدو مسرع
مراسله من دونه يحمل العبئا
ترى الرحل محمولا عليه كأنما
أساودها تسعى وآسادها تدأى
ولم يخش يوما من تعسف قفرة
لزاما ويبدو كلما آنس الضوءا
يغيب إذا جنح الظلام أظله
فلا جرعتنا الحادثات به رزءا
ولكن يحي صده في ثباته
توهمتها من فيض نائله نوءا
مليك إذا استسقى العفاة يمينه
وأعياه أن يلقى لعلته برءا
شوى مجده قلب الحسود لما به
بكم فضل المشرق المغرب
وفي مدحكم قصر المطنب
بكم فضل المشرق المغرب
فليس إلى غيركم ينسب
وما اعترف المجد إلا لكم
كما أطردت في القنا الأكعب
توار ثتموه أبا عن أب


صائد الأفكار 14 - 2 - 2011 10:51 PM

صَفِيِّ الدينِ الحِلِّي
675 - 750 هـ / 1276 - 1349 م

عبد العزيز بن سرايا بن علي بن أبي القاسم، السنبسي الطائي.
شاعر عصره، ولد ونشأ في الحلة، بين الكوفة وبغداد، واشتغل بالتجارة فكان يرحل إلى الشام ومصر وماردين وغيرها في تجارته ويعود إلى العراق.
انقطع مدة إلى أصحاب ماردين فَتَقَّرب من ملوك الدولة الأرتقية ومدحهم وأجزلوا له عطاياهم. ورحل إلى القاهرة، فمدح السلطان الملك الناصر وتوفي ببغداد.
له (ديوان شعر)، و(العاطل الحالي): رسالة في الزجل والموالي، و(الأغلاطي)، معجم للأغلاط اللغوية و(درر النحور)،

وهي قصائده المعروفة بالأرتقيات، و(صفوة الشعراء وخلاصة البلغاء)، و(الخدمة الجليلة)، رسالة في وصف الصيد بالبندق.
لئن ثلمتْ حدّي صُروفُ النّوائبِ
فقدَ أخلصتْ سبَكي بنارِ التَداربِ
لئن ثلمتْ حدّي صُروفُ النّوائبِ
عَزاءٌ مِنَ الأموالِ عن كلِّ ذاهبِ
وفي الأدبِ الباقي، الذي قد وهبنَني
وكَم رتبة ٍ قد نلْتُها غيرَ طالبِ
فكَم غايَة ٍ أدركتها غير جاهدٍ
ولا كلّ ماضٍ في الأمورِ بصائبِ
وما كلّ وانٍ في الطِّلابِ بمُخطىء ٍ
تَرى أقبحَ الأشياءِ أخذَ المواهبِ
سمَتْ بي إلى العَلياء نَفسٌ أبيّة ٌ
وحزم يُريني ما وراءَ العَواقبِ
بعزمٍ يريني ما أمامَ مطالبي،
أُكَلفُها مِنْ دونِهِ للأجانِبِ
وما عابَني جاري سوى أنّ حاجَتي
أباعِدَ أهلِ الحيّ قبلَ الأقاربِ
وإنّ نَوالي في المُلِمّاتِ واصِلٌ
ولكنّهُ مُغرًى بِعَدّ المَناقبِ
ولَيسَ حَسودٌ يَنْشُرُ الفَضلَ عائباً
إذا ظَهَرَتْ أخفَتْ وُجوهَ المَعائبِ
وما الجودُ إلاّ حلية ٌ مُستجادَة ٌ،
إذا هَذّبتْ غَيري ضروبُ التجارِبِ
لقد هَذّبَتني يَقظَة ُ الرّأيِ والنُّهَى
حِفاظَ المَعالي وابتذالَ الرّغائِبِ
وأكسَبَني قَومي وأعيانُ مَعشَري
كِرامُ السّجايا والعُلى والمناصِبِ
سَراة ٌ يُقِرُّ الحاسدونَ بفَضلِهِم
وإنْ رَكِبوا كانوا صُدورَ مَواكِبِ
إذا جَلَسوا كانوا صُدورَ مَجَالسٍ
وبالبيضِ عن أنيابِها والمخالِبِ
أسودٌ تغانتْ بالقَنا عن عَرينِها،
لديهِمْ سوى أعراضِهِم والمنَاقِبِ
يجودونَ للرّاجي بكلّ نفيسة ٍ
من القَصدِ، أذكوا نارَهم بالمناكِبِ
إذا نَزَلوا بطنَ الوِهَادِ لغامِضٍ
رأيتَ رؤوسَ الأُسدِ فوقَ الثّعالِبِ
وإن ركَزُوا غِبّ الطّعانِ رِماحَهُمْ
به الشّكرَ كَسباً وهوَ أسنى المكاسِبِ
فأصبَحتُ أفني ما ملكتُ لأقتَني
عَصا الحارثِ الدُّعمي أو قوس حاجبِ
وأرهنُ قولي عن فِعالي كأنّهُ
قليلاً مُعادِيه كثيرَ المُصاحِبِ
ومن يكُ مثلي كاملَ النفسِ يغتَدي
إليّ، وما دَبّتْ إليَهِمْ عقَارِبي
فَما للعِدى دَبّتْ أراقِمُ كَيدِهمْ
وماليَ ذَنبٌ غَيرَ نَصرِ أقارِبي
وما بالُهُمْ عَدّوا ذُنُوبي كَثيرَة ً
إذا دَمِيَتْ منهم حدُودُ الكَواعِبِ
وإنّي ليُدمي قائمُ السّيفِ راحَتي
ولا كلّ مَن أجرَى اليَراعَ بكاتِبِ
وما كلّ مَن هَزّ الحُسامَ بضارِبٍ.
بتسعينَ أمسَى فائزاً غَيرَ خائِبِ
وما زِلتُ فيهِم مثلَ قِدحِ ابن مُقبلٍ
فُلُولُ سيوفٍ ما نبَتْ في المَضارِبِ
فإنْ كَلّموا مِنّا الجُسومَ، فإنّها
إذا ما نَبَتْ عنّي سيوفُ المَثالِبِ
وما عابَني أنْ كلّمتني سيوفُهمْ
درأتُ بمُهري في صُدورِ المقَانِبِ
ولمّا أبَتْ إلاّ نِزالاً كُماتُهُمْ
وعودتُ ثغرَ التربِ لثمَ التَرائبِ
فَعَلّمتُ شَمّ الأرضِ شُمّ أُنوفِهِمْ،
لهُ أربْعٌ تَحكي أناملَ حاسِبِ،
بطرفٍ، علا في قَبضهِ الريحث، سابح،
وفي الكريبدي كرة ً غيرَ لاعبِ
تلاعبَ أثناءَ الحُسامِ مزاحُهُ،
كلمعِ غديرٍ، ماؤهُ غيرُ ذائبِ
ومَسرودَة ٍ من نَسجِ داودَ نَثرَة ٍ
وأبيَضَ مَسنونِ الغِرارينِ قاضِبِ
وأسمَرَ مَهزوزِ المَعاطفِ ذابِلٍ،
كأنّ على متنيهِ نارَ الحباجبِ
إذا صَدَفَتهُ العَينُ أبدَى تَوقَّداً،
حديدَ فِرِندِ المَتنِ رَثّ المَضارِبِ
ثنى حَدَّهُ فَرطُ الضُرابِ، فلم يزَل
بأفضَلِ مَضُروبٍ وأفضَلِ ضارِبِ
صدعتُ بهِ هامَ الخطوبِ فرعنَها
غذا جذبتْ صرتْ صريرَ الجنادِبِ
وصفراءِ من روقِ الأراوي نحيفة ٍ،
يسر عقوقاً رفضُهُ غيرُ واجِبِ
لها وَلَدٌ بَعدَ الفِطامِ رَضاعُهُ
سعَى نحوَهُ بالقَسرِ سعيَ مجانبِ
إذا قرّبَ الرّامي إلى فيهِ نحرَهُ
ويدبرُ في جريٍ كركضة ِ هاربِ
فيُقبِلُ في بُطْء كخُطوَة ِ سارِقٍ،
فرَقْتُ بها بَينَ الحَشَى والتّرائبِ
هناكَ فجأتُ الكَبشَ منهمْ بضَرْبَة ٍ
بغيرِ انتدابِ الشُّوسِ أو ندبِ نادِبِ
لدَى وقعَة ٍ لا يُقرَعُ السمعُ بينَها
ولا فَضلَ لي بينَ القَنا والقَواضِبِ
فقُلْ للذي ظَنْ الكِتابة َ غايَتي،
وبالكتُبِ أردَيناهُ أمْ بالكتَائِبِ
بحدّ يَراعي أمّ حُسامي علَوتُهُ،
مُعَطَّلَة ٌ من حَلْيِ دُرّ الكَواكِبِ
وكم لَيلَة ٍ خُضتُ الدُّجى ، وسماؤهُ
فلمّا تبَدّى النَجمُ قلتُ لصاحبي:
سريَتُ بها، والجَوُّ بالسُّحبِ مُقتِمٌ،
يُضيءُ سَناهُ أم مَصابيحَ راهِبِ
اصاحِ ترى برقاً أريكَ وميضَهُ
سليلَة ِ نُجبٍ أُلحِقَتْ بنَجائبِ
بحَرْفٍ حكَى الحَرفَ المُفخَّمَ صَوتُها
إليهِ، وما أمّتْ بهِ في المشاربِ
تعافُ ورودَ الماءِ إن سَبَقَ القَطا
إذا قلتُ تمّتْ أردَفَتْ بسبَاسبِ
قطعتُ بها خوفَ الهوانِ سباسباً،
مُنَزَّهَة ِ الألفاظِ عن قَدحِ عائبِ
يسامرني في الفِكرِ كلُّ بديعة ٍ
وتحدو بها طوراً حُداة ُ الركائبِ
يُنَزّلُها الشّادونَ في نَغَماتِهِمْ،
ونزهتُ نفسي عن طِلابِ المواهبٍ
فأدركتُ ما أمّلْتُ من طَلبِ العُلا،
وما عُدّ مَن عافَ الهِباتِ بخائِبٍ
ونِلتُ بها سُؤلي منَ العِزّ لا الغِنَى ،




ألَستَ تَرَى ما في العُيونِ من السُّقْمِ،
لقد نحلَ المعنى المدفَّقُ من جسمي
ألَستَ تَرَى ما في العُيونِ من السُّقْمِ،
على أنّها من ظلمِها غصبتْ قِسمي
وأضعَفُ ما بي بالخصورِ من الضّنا،
لقَد غَفَلَتْ عينُ الرّقيبِ على رُغمِ
وما ذاكَ إلاّ أنَّ يومَ وَداعِنا
لجنسية ٍ كانتْ لهُ علّة َ الضّمِّ
ضممتُ ضنا جسمي إلى ضُعفِ خصرِها
فوَجنَتُها تَدمَى وألحاظُها تُدمي
رَبيبَة ُ خِدْرٍ يجرَحُ اللّحظُ خدَّها،
ويؤلمُهُ إنْ مرّ مرآهُ في وهمي
يُكَلّمُ لَفظي خدّها إن ذَكَرْتُهُ،
تُضِلُّ وتَهدي من ظَلامٍ ومن ظَلمِ
إذا ابتسمتُ، والفاحمُ الجعْدُ مسبلٌ،
وقالتْ: لعمري هذهِ غاية ُ الذّمِّ
تَغَزّلتُ فيها بالغَزالِ، فأعرَضَتْ،
نفاراً، وقالتْ صرتَ تطمعُ في شتمي
وصدتْ، وقد شبهتُ بالبدرِ وجهها
وخاطَرتُ فيها بالنّفيسِ على عِلمِ
وكم قد بذلتُ النفسَ أخطبُ وصلَها،
نعمتُ بها ثمّ استمرتْ على العقْمِ
فلمْ تلدِ الدّنيا لنَا غيرَ ليلة ٍ
أُرَصّعُ فيها اللّفظَ في النّثرِ والنّظمِ
فَيَا مَن أقامَتني خَطيباً لوَصفِها،
وأعوزَ سِلكٌ للنّظامِ فها جِسمي
خذي الدُّرّ من لَفظي فإن شئتِ نظمَه
ورتبَة َ دَسْتِ المُلكِ والجاهِ والحُكمِ
ففيكِ هدرتُ الأهلَ والمالَ والغِنى
صَدقتِ، فهلاً جازَ عَفُوك في ظُلمي
وقلتِ لقد أصبحتَ في الحيّ مفرداً،
فتسهرَ خوفاً أن ترانيَ في الحُلْمِ
ألمْ تشهدي أنّي أمثلُ للعِدَى
بأضيَقَ من سُمٍّ وأقتَلَ من سُمّ
فكمْ طمِعوا في وحدتي فرميتهُمْ
بجيشٍ يصدُّ السيلَ عن مربضِ العصمِ
وكم أججوا نارَ الحروبِ وأقبلوا
وصوتَ زَئيري بينَ قعقَعة ِ اللُّجمِ
فلم يسمعوا إلاّ صليلَ مهنّدي،
فهُمْ في وبالٍ من كلامي ومن كلمي
جعلتهمُ نهباً لسيفي ومقولي،
والاّ تفاجا في مجالِ الوغي باسمي
تودُّ العِدى لو يحدقُ اسمُ أبي بِها،
فتذكرني بالمدحِ في معرضِ الذّمِّ
تُعَدّدُ أفعالي، وتلكَ مَناقِبٌ،
لنمّ عليهم في جباههمُ وسمي
ولو جحدوا فعلي مخافة َ شامتٍ
إلى المجدِ إلاّ كانَ خاليَ أو عمّي
فكَيفَ ولم يُنسَبْ زَعيمٌ لسِنبِسٍ
وفعلي فهذا الرّاحُ من ذلكَ الكرمِ
وإن أشبهتَهُمْ في الفخارِ خلائقي
ولا طاشَ في ظنّي لغَدرِكمُ سَهمي
فقُلْ للأعادي ما انثَنيْتُ لسبّكم،
كذا من أعان الظّالمينَ على الظُّلْمِ
نظرنا خطاياكُم، فأغريتُمُ بِنا،
وإن أرضَ عنكم من حيَائي فبالرّغمِ
أسأتُم، فإنْ أسخَطْ عليكُم فبالرّضَى ،
أشُدُّ به أزري وأعلي بهِ نَجمي
لجأتُ إلى رُكْنٍ شَديدٍ لحَرْبكُم،
فلا تَنزِلُ الأيّامُ إلاّ على حُكمي
وظَلْتُ كأنّي أملِكُ الدّهرَ عِزَّة ً،
إذا بُنِيَتْ كَفُّ اللّئيمِ على الضّمْ
بأروعَ مبنيٍّ على الفَتحِ كفُّهُ،
حليفُ العفافِ الطّلقِ والنّائلِ الجَمِّ
مَلاذي جلالُ الدّينِ نجلُ محاسنٍ،
كما العَينُ للإبصارِ والأنفُ للشّمِّ
فتًى خلِقتْ كَفّاهُ للجُودِ والسَّطا،
فدِيمتُهُ تهمي وسطوتُهُ تصمي
لهُ قَلَمٌ فيهِ المَنيّة ُ والمُنى ،
ويُضرِمُ نار الحربِ في حالَة ِ السّلمِ
يراعٌ يروعُ الخطبَ في حالة ِ الرّضَى ،
وصالَ، فأفنى جِرْمُهُ كلَّ ذي جِرْمِ
وعَضبٌ كأنّ الموتَ عاهدَ حَدَّهُ،
وقد قَلّتِ النُّصّارُ بالعَزْمِ والحزْمِ
فَيَا مَن رَعانا طَرفُهُ، وهوَ راقِدٌ،
لها مَلمساً أدمَى براجمهَا لَثمي
يدُ الدّهرِ ألقتنا إليكَ، فإنْ نُطِقْ
لنَصرِكَ لا يَنفَلُّ جَدّي ولا عَزمي
أطَعتُكَ جُهدي، فاحتَفِظْ بي فإنّني
وهيهاتَ لا يُغني الوَليُّ عن الوَسْمي
فإن غبتَ، فاجعلْ لي وَلياً من الأذَى ،
لا يَظُنّنّ مَعشَري أنّ بُعدي
لا يَظُنّنّ مَعشَري أنّ بُعدي
عنهمُ اليومَ موجبٌ للتراخي
بل أبَيتُ المُقامَ بعَدَ شُيوخي،
ما مقامُ الفرزانِ بعدَ الرّخاخِ
أينما سرتُ كانَ لي فيهِ ربعٌ،
وأخٌ مِن بَني الزّمانِ أُؤاخى
وإذَا أجّجُوا الكِفاحَ رَأوني
تابعاً في مجالها أشياخي
ربّ فعلٍ يسمو على شامخِ الشُّـ
ـمّ، وقولٍ يسمو على الشماخِ
حاولتني منَ العداة ِ ليوثٌ
لا أراها بَعوضَة ً في صِماخي
قد رأوا كيفَ كان للحَبّ لَقطي،
وفراري من قبل فقس الفِخاخ
إنْ أبادوا بالغدرِ منّا بزاة ً
وَيلَهم من كَمالِ ريشِ الفِراخ
سوفَ تَذكو عَداوَة ٌ زَرَعُوها،
إنّها أُلقِيَتْ بغَيرِ السِّباخ




سَلي الرّماحَ العَوالي عن معالينا،
واستشهدي البيضَ هل خابَ الرّجا فينا
سَلي الرّماحَ العَوالي عن معالينا،
في أرضِ قَبرِ عُبَيدِ اللَّهِ أيدينا
وسائلي العُرْبَ والأتراكَ ما فَعَلَتْ
عَمّا نَرومُ، ولا خابَتْ مَساعينا
لمّا سعَينا، فما رقّتْ عزائمُنا
دِنّا الأعادي كما كانوا يدينُونا
يا يومَ وَقعَة ِ زوراءِ العراق، وقَد
إلاّ لنَغزوُ بها مَن باتَ يَغزُونا
بِضُمّرٍ ما رَبَطناها مُسَوَّمَة ً،
لقولِنا، أو دعوناهمْ أجابُونا
وفتيَة ٍ إنْ نَقُلْ أصغَوا مَسامعَهمْ،
يوماً، وإن حُكّموا كانوا موازينا
قومٌ إذا استخصموا كانوا فراعنة ً،
نارُ الوَغَى خِلتَهُمْ فيها مَجانينا
تَدَرّعوا العَقلَ جِلباباً، فإنْ حمِيتْ
وإن دَعوا قالتِ الأيّامِ: آمينا
إذا ادّعَوا جاءتِ الدّنيا مُصَدِّقَة ً،
تَوَهّمَتْ أنّها صارَتْ شَواهينا
إنّ الزرازيرَ لمّا قامَ قائمُها،
وما دَرَتْ أنّه قد كانَ تَهوينا
ظنّتْ تأنّي البُزاة ِ الشُّهبِ عن جزَعٍ،
ولو تَرَكناهُمُ صادوا فَرازينا
بيادقٌ ظفرتْ أيدي الرِّخاخِ بها،
تحكّموا أظهروا أحقادَهم فينا
ذلّوا بأسيافِنا طولَ الزّمانِ، فمُذْ
كأنّهمْ في أمانٍ من تقاضينا
لم يغنِهِمْ مالُنا عن نَهبش أنفُسِنا،
حتى حَمَلنا، فأخلَينا الدّواوينا
أخلوا المَساجدَ من أشياخنا وبَغوا
تَميسُ عُجباً، ويَهتَزُّ القَنا لِينا
ثمّ انثنينا، وقد ظلّتْ صوارِمُنا
بنَشرِهِ عن عَبيرِ المِسكِ يُغنينا
وللدّماءِ على أثوابِنا علَقٌ
قد أصبحتْ في فمِ الأيامِ تلقينا
فيَا لها دعوه في الأرضِ سائرة ٌ
أن نبتَدي بالأذى من ليسَ يوذينا
إنّا لَقَوْمٌ أبَتْ أخلاقُنا شَرفاً
خِضرٌ مَرابعُنا، حُمرٌ مَواضِينا
بِيضٌ صَنائِعُنا، سودٌ وقائِعُنا،
ولو رأينا المَنايا في أمانينا
لا يَظهَرُ العَجزُ منّا دونَ نَيلِ مُنى ً،
إلاّ جعلنا مواضينا فرامينا
ما أعزتنا فرامينٌ نصولُ بها،
إنْ لم نكُنْ سُبّقاً كُنّا مُصَلّينا
إذا جرينا إلى سبقِ العُلى طلقاً،
عنّا، ونخصمُ صرفَ الدّهرِ لو شينا
تدافعُ القدرَ المحتومَ همّتُنا،
وإنْ دهتنا دفعناها بأيدينا
نَغشَى الخُطوبَ بأيدينا، فنَدفَعُها،
رَمَتْ عَزائِمَهُ مَن باتَ يَرمينا
مُلْكٌ، إذا فُوّقت نَبلُ العَدّو لَنا
ما زالَ يُحرِقُ منهنّ الشيّاطِينا
عَزائِمٌ كالنّجومِ الشُّهبِ ثاقِبَة ٌ
منهِ، ولا أجرُهُ قد كان مَمنونا
أعطى ، فلا جودُهُ قد كان عن غلَطٍ
يُبدي الخُضوعَ لنا خَتلاً وتَسكينا
كم من عدوِّ لنَا أمسَى بسطوتِهِ،
حتى يُصادِفَ في الأعضاءِ تَمكينا
كالصِّلّ يظهرُ ليناً عندَ ملمسهِ،
ويمزجُ السمّ في شهدٍ ويسقينا
يطوي لنا الغدرَ في نصحٍ يشيرُ به،
ولم يكُنْ عَجَزاً عَنه تَغاضينا
وقد نَغُضّ ونُغضي عن قَبائحِه،
إنْ الأميرَ يُكافيهِ فيَكفينا
لكنْ ترَكناه، إذْ بِتنا على ثقَة ٍ،


صائد الأفكار 14 - 2 - 2011 10:52 PM

الهبل
1048 - 1079 هـ / 1638 - 1668 م

حسن بن علي بن جابر الهبل اليمني.
شاعر زيدي عنيف، في شعره جودة ورقة يسمى أمير شعراء اليمن.
من أهل صنعاء ولادة ووفاة.
أصله من قرية بني هبل هجرة من هجر خولان.
له ديوان شعر.
وهم أنكروا في شأنه
من النص أمرا ليس ينكره العقل
وهم أنكروا في شأنه بعد أحمد
وقال لهم هذا الخليفة والأهل
وقد نوه المختار طه بذكره
على الخلق طرا ما له أبدا عزل
وولاه في يوم الغدير ولا ية
ولو لم يكن نصا لقدمه الفضل
ونص عليه بالامامة دونهم
إذا ما التقى يوم الوغى الخيل والرجل
أليس أخاه والمواسي بنفسه
وأكثرهم علما إذا عظم الجهل
أما كان أدناهم إليه قرابة
وأعظمهم حلما إذا زلت النعل
أما كان أوفاهم إذا قال ذمة
نوالا إذا ما شيم نائله الجزل
وأفصحهم عند التلاحي وخيرهم
قرابته منا به اتصل لحبل
يحجون أنصار الإله بأننا
وأقرب رحما لو عقلتم أم الأهل
وهل كانت الأصحاب أدنى قرابة
من ابنته ما كان أنحلها قبل
وهم أخذوا بعد النبي محمد
وقالوا معاذ الله أن تورث الرسل
تمالوا عليها غاصبين لحقها
وكيف يصح الفرع والأصل مختل
وحكمهم لا شك في ذاك باطل
له دونهم في ذلك العقد والحل
أليس أمير المؤمنين هو الذي
كراما بهم يستدفع الضر والأزل
وهم قتلوا من آل أحمد سادة
وشيعتهم حتى ارتوى الحزن والسهل
سقوا كل أرض من دماء رقابهم
لموقف عدل عنده يقع الفصل
فصبرا بني المختار إن أمامنا
إذا ما انبرى يوما يحاذره النصل
وعندي لمن عاداكم نصل مقول
إفزع إلى الباري وكن
مما جنيت على وجل
إفزع إلى الباري وكن
راجي الإله علا وجل
وارج الإله فلم يخب
أجاهد النفس إن تمادت
ولم تزل قط في التمادي
أجاهد النفس إن تمادت
ما زال مذ كان في جهاد

صائد الأفكار 14 - 2 - 2011 10:56 PM

حيدر الحلي
1246 - 1304 هـ / 1831 - 1886 م

حيدر بن سليمان بن داود الحلي الحسيني.
شاعر أهل البيت في العراق، مولده ووفاته في الحلة، ودفن في النجف.
مات أبوه وهو طفل فنشأ في حجر عمه مهدي بن داود.
شعره حسن، ترفع به عن المدح والاستجداء، وكان موصوفاً بالسخاء.
له ديوان شعر أسماه (الدر اليتيم)، وأشهر شعره حولياته في رثاء الحسين.
له كتب منها:( كتاب العقد المفصل في قبيلة المجد المؤثل) جزآن، و (الأشجان في مراثي خير إنسان)، و (دمية القصر في شعراء العصر).

أيُّ بشرى كست الدُنيا بَهاءا
قم، فهني الأرض فيها والسماءا
أيُّ بشرى كست الدُنيا بَهاءا
عطَّرت نفحة ُ ريَّاه الفضاءا
طبق الأرجاء منها أرج
قبل ذا، في الملا الأعلى النداءا
بعثة ٌ أعلَنَ جبريلُ بها
ليس يخشى أبدَ الدهرِ انطفاءا
قائلاً: قد بُعِث النورُ الذي
ختَم الرحمنُ فيه الأَنبياءا
فهنيئاً : فتح الخير بمن
ـتارُه الله انتجاباً واصطفاءا
وأتى أكرم مبعوث قد اخ
مَن بعلياهُ أتى «الذكر» ثناءا
سيد الرسل جميعاً "أحمد"
للورى ظلماؤها كانت ضياءا
"مبعث" قد ولدته ليلة
كَشف الله عن الحقِّ الغطاءا
بوركت من ليلة في صبحها
راقت العالَم زهواً واجتلاءا
خلع الله عليها نضرة
راحة الأفراح رشفاً وانتشاءا
كلما مرَّت حلت في مرِّها
عطف نشوان ويختال ازدهاءا
واستهلَّ الدهرُ يُثني مُطرباً
أحكم الله به منها البناءا
فلتهنّ «الملة ُ الغرّاءُ» مَن
ولتباه اليوم فيه العلماءا
ولتباهل فيه أعداء الهدى
وبنانٍ علَّم الجودَ السماءا
ذو محيا فيه تستسق السما
كاد أن يقطر منه البشرماءا
رق بشراً وجهه حتى لقد
وجد الناس إلى الرشد اهتداءا
فعلى نور الهخدى من وجهه
فئة ِ الحقِّ بلطف الله فاءا
فهو ظل الله في الأرض على
وَلدته لمزاياها وعاءا
فكفى هاشم فخراً أنَّها
وله الفخر ابتداءاً وانتهاءا
فلها اليومَ انتهى الفخرُ به
وصلاحاً ، وعفافاً ، وإباءا
حيّ فيها المرفد الأسنى وقل:
تتشكى من محليها الجفاءا
زانَ سامرا وكانت عاطلاً
وهي كانت أوحشَ الأرضِ فناءا
وغدت أفناؤها آنسة
زادك الله بهاءً وسناءا
جعل الله السما فيهم بناءا
إنما أنت فراش للألى
كوجوهٍ فيك فاقتها بهاءا
ماحوت أبراجها من شهيها
ودت الشمس لها تغدو فداءا
قد توارت فيك أقمار هدى
وظهوراً، كلّما زيدت خفاءا
أبداً تزدادُ في العليا سنًى
طاوِلي ياقبة َ الهادي السماءا
ثم نادي القبة َ العليا وقل:
وعلى أفلاكها زِيدي عَلاءا
بمعالي العسكريين اشمخي
فبك العالم- لافيها- أضاءا
واغلبي زهر الدراري في السنا
لذُكائي شرفٍ فاقا ذُكاءا
خطك الله تعالى دارة
أودعتنا عندَها الغيبة ُ داءا
وبنا عرِّج على تلكَ التي
هو للأعين قد كان الضياءا
حجب الله بها الداعي الذي
للورى تهبط صبحاً ومساءا
وبها الأملاك في ألطافه
ومن العينينِ فانضجها دماءا
قف وقل عن مهجة ٍ ذائبة ٍ
حسرة ً كانت هي الداء العياءا
يا إمامَ العصرِ ما أقتلها
وسوى مرءاك لا نلقى شفاءا
مطلننا البرء في تعليلها
من أناس منك قد أضحوا براءا
برئت ذمّة ُ جبارِ السما
كِدنَ بالأنفاسِ يُضر من الهواءا
فمتى تبرد أحشاء لنا ؟
سيفها منك يد الله انتضاءا
ونرى يا قائم الحق انتضت
نُنفِذ الأيامَ والصبرَ رجاءا!!
أفهل نبقى - كما تبصرنا- ؟
قلت الروح لمولاها : فداءا
لا رأى الرحمة َ من قال رياءا:


بشرى فمولدُ صاحبِ الأمرِ
أهدي إليك طرائف البِشرِ
بشرى فمولدُ صاحبِ الأمرِ
حيّى بوجهكِ طلعة َ البدر
وبطلعة منه مباركة
زمناً تنمقها يد الفخر
وكساك أفخر خلعة ٍ مكثت
عن عطف مجدك آخر العمر
هي من طراز الوحي لا نزعت
قدسية النفحات والنشر
وإليك ناعمة ُ الهبوبِ سرت
أرجِ النبوّة ليس من عطر
فحبتك عطراً ذاكياً وسوى
وفم الأمامة باسم الثغر
الآن أضحى الدين مبتهجاً
حفَّت به البُشرى إلى الحشر
وتباشرت أهلُ السماءِ بمن
شرف التنزل ليلة القدر
فَرِحت بمن لولاهُ ما حُبيت
بالامر حتى مطلع الفجر
ولما أتت فيه مسلِّمة ً
الإسلامُ يخطُر أيّما خَطر
لله مولدُه ففيه غدا
كرماً لعينك بالهنا قرّي
هو مولدُ قال الإلهُ به
فيه برائق عيشكَ النضر
وحباك أنظر نعمة وفدت
أحلاه عيداً مرَّ في الدهر
بالكر به كأس السرور فما
وَجلت وجوهَ سعودِها الغُرّ
صقلت به الأيّامُ غرَّتها
من في الوجود يقوم بالشكر
أهلُّ النهى والأوجهِ الغرّ
في روضة ٍ مطلولة الزهر
فلكم حشى ً من أنسهِ حبرت
طيَّ السجل حشى ً على جمر
ولكم على نشر الحبور طوت
حنقوا بمولد مدرك الوتر
يا خير مَن وَفَدت لنائلِهِ
مَلكُ السما لجماجم الكفر
سيف كفال بأن طابعه
سيسله لطلى ذوي الغدر
بيديه قائمة وعن غضب
نهب وكم دم ملحد هدر
فترى به كم خدر مُلحدة ٍ
تختالُ بين الفتحِ والنصر
حتى يعيد الحق دولته
عيص ألف بطينة الفخر
للمجتبى الحسن الزكي زكى
ديما تعم الأرض بالقطر
نشأت "بسامراء" أنملة
أهل بالنهى والأوجه الغر
وكأنه فيها وصفوته



قمرٌ توسّط هالة َ فغدا

عطفي علاه بأطيب الذكر
متضوع أرج السيادة من
نشر الإلهُ به أبا ذرّ
عمار محراب العبادة قد
في دهرهِ لكفى بني الدهر
وحباهُ عِلماً لو يقسِّمُه
في كل آن ألسن الشكر
حر العوارف يسترق بها
تبعات هذي البيض والصفر
ومنزه ما غيرت يده
ويعيدُه ويظنُّ بالعُذر
جذلان يبدأ بالسخا كرماً
فغمرن من في البر والبحر
وله شمائلُ بالندى كَرُمت
حتّى يهينَ كرائمَ الوفر
والمرءُ لم تَكرُم شمائلهُ
وله انتهى إرثاً على فهر
مولى علت فهر بسؤدده
لمشى على العيوق والنسر
من لو مشى حيثُ استحقَّ إذاً
والحلمُ مفطورٌ من الصخر
الخلق من ماء لرقته
بصنايعٍ من مَعدن التبر
تبري طُلى الأعدام أنملُهُ
إلا ثنته مقلم الظفر
لم تترك خطباً تسادفه
فقد استنابك صاحب العصر
يا واحدَ العصر استَطل شَرفاً
فدعاك : قم بالنهي والامر
ورأى ولي الامر فيك نهى
علماً به هديت بنو الدهر
فمثلتَ في الدنيا وكنتَ لها
وأجل من يمشي على العفر
ياخير من وفدت لنا ثله
تزن الجبال الشم بالذر
بك إن عدلتُ سواك كنت كم
مدحٍ فمدحُك زينة ُ الشِعر
إن كان زانَ الشعرُ غيرك في
جاءَ المديح بمحكمِ الذكر
ماذا أقول بمدحكم ولكم
عجز البليغُ وأُفحمَ المُطري
كيف الثناءُ على مكارِمكمُ
ولك العلى ونباهة القدر
فاسلَم ولا سَلِمت عداك ودم




صائد الأفكار 14 - 2 - 2011 10:58 PM

إبن حمديس
447 - 527 هـ / 1053 1133 م

عبد الجبار بن أبي بكر بن محمد بن حمديس الأزدي الصقلي أبو محمد.
شاعر مبدع، ولد وتعلم في جزيرة صقلية، ورحل إلى الأندلس سنة 471هـ، فمدح المعتمد بن عباد فأجزل له عطاياه.

وانتقل إلى إفريقية سنة 516 هـ. وتوفي بجزيرة ميورقة عن نحو 80 عاماً، وقد فقد بصره.
له (ديوان شعر) منه مخطوطة نفيسة جداً، في مكتبة الفاتيكان (447 عربي)، كتبها إبراهيم بن علي الشاطبي سنة 607.

إلى متى منكمُ هجري وإقصائي
ويلي وجدتُ أحِبّائِي كأعْدائِي
إلى متى منكمُ هجري وإقصائي
ترحلَ الريّ بي منهُ عنِ الماء
هُمْ أظمأُونِي إلى ماءِ اللّمى ظمأً
منهمْ وربّ دواءٍ عادَ كالداءِ
وخالفونيَ فيما كنتُ آملهُ
رياضة ُ الصعب من أخلاقٍ عذراء
أعيا عليّ، وعذري لا خفاءَ به،
تبلّ بالدمعْ إصباحي وإمسائي
يا هذه، هذه عيني التي نظرتْ
فما لجسميَ فيءٌ بينَ أفياء
من مقلتيك كساني ناظري سَقَماً
وجدبُ جسمي لا تمحوه أنوائي
وكل جَدبٍ له الأنواءُ ماحية ٌ
وأنتِ بالغدر تختارين إطفائي
إني لجمرُ وفاءٍ يُسْتَضَاءُ بِهِ
قد عاد بعد صناع نقض خرقاء
حاشاكِ مما اقتضاه الذمّ في مثلٍ
هل يستدلّ على سلمٍ بهيجاء
ما في عتابك من عتبى فأرقبها
وكيف يُرْوي غلِيلاً آلُ بيداءِ
ولا لوعدكِ إنجازٌ أفوزُ بِهِ
لم يهتف حلمي إلا عند هيفاء
مُؤْنِبِي في رصينِ الحلم حين هَفَا
إن المشارَ إليه ريقٌ لمياءِ
دع حيلة البرءِ في تبريج ذي سَقَمٍ
مثلَ الغريق إذا صلّى بإيماء
مضنى يردّ سلامَ العائداتِ له
غيرِ البخيلة يَرْمِي الداءَ بالداءِ
كأنَّهُ حينَ يستَشفِي بغانية ٍ
ولا لأسماءَ في أترابِ أسماءِ
ما في الكواكب من شمس الضحى عوضٌ
صبٌّ يذوبُ إلى لقاءِ مُذيِبِهِ
يستعذبُ الآلام مِنْ تعذيبهِ
صبٌّ يذوبُ إلى لقاءِ مُذيِبِهِ
فجرَتْ مدامعُهُ بِشَرْحِ غريبه
عمّى هواهُ عن الوشاة ِ مُكتماً
والقلبُ يدْفعُ قلْيَهُ بوجيبه
كم لائمٍ والسمعُ يدفعُ لَوْمَهُ
كيفَ انتفاعُ جسومنا بقلوبه
ملكَ القلوب هوى الحسان فقل لنا
خوطٌ يميسُ على ارتجاج كثيبه
وبم السلوّ إذا بدا لي مثمراً
ودبوره وشماله وجنوبه
والشوقُ يَزْخَرُ بَحْرُهُ بِقَبولهِ
وأماتَهُ بطلوعِهِ وغروبه
وبنفسي القمر الذي أحيا الهوى
وذَرَوْا ترابَ المسك فوق تريبه
قرّنوا بورد الخد عقرب صُدغه
والنفس سكرى من تضوعِ طيبه
والعين حيرى من تألق نوره
ألقَتْ عليّ أنينَهُ بكروبه
في طرفه مرض، ملاحته التي
ألَدَيْكَ صَرْفٌ عن علاجِ طبيبه
أعيا الطبيب علاجه، يا سحرهُ
قلبَ المحبِّ المحضِ ذكر حبيبه
إني لأذكره إذا أنْسَى الوغى
في ضحكِهِ، والموت في تقطيبه
والسيفُ في ضرب السيوف بسلّة ٍ
فركوب متن البحر دون ركوبه
وأقبَّ كاليعسوبِ تركبُ مَتْنَهُ
غمس الغراب الجون في غربيبه
متقمصٌ لوناً كأن سواده
كالماءِ فُضّ الختْمِ عن أنبوبه
يرميك أول وهلة بنشاطه
وكريم عرْقٍ في المدى يجري به
بقديم سبقٍ يستقل ببعضه
بالطبْعِ مُفْرَغَة ً على تركيبه
وبأربعٍ جاءتك في تركيبها
من أذنه نقلت إلى عرقوبه
فكأنَّ حِدَّة َ طَرْفِهِ وفؤادِهِ
ثم اشتكى ضيفاً لها بوثوبه
ألقى على الأرض العريضة أرضه
من قبلِ خطفته إلى مطلوبه
وجزَى ففاتَ البَرْق سبقاً وانتهى
أمسى يفتشه بفرط لهيبه
فلشبه دهمته بدهمة ٍ ليله
للأسْدِ يُسْكنُها بذيل عسيبه
ويرشّ سيفي بالنجيع مصارعاً
طُرُقُ النسيمِ عليه من تَنْشِيطهِ
ومهند مثل الخليج تصفقت
فهو الزِّنادُ لهنّ يوم حروبه
ربّتْهُ في النيرانِ كَفّا قَيْنِهِ
نملٌ يسير بسحبه ودبيبه
وكأنَّما في مائِهِ وسعِيرِهِ
ومشَتْ يدي معه إلى مَرْغوبه
وإذا أصابَ قذال ذِمْرٍ قَدّهُ
ليكونَ منه نصيبه كنصيبه
وكأنما اقتسم الكميَّ مع الردى



الساعة الآن 11:39 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب

جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى