منتديات المُنى والأرب

منتديات المُنى والأرب (http://www.arabna312.com//index.php)
-   صفحات من التاريخ وحضارات الأمم (http://www.arabna312.com//forumdisplay.php?f=201)
-   -   آثار وأسـرار مراكب الشمس والفراعنة (http://www.arabna312.com//showthread.php?t=17254)

المُنـى 10 - 7 - 2011 01:08 AM


‏20‏ مليما أنقذت هرم خوفو من الهدم‏!‏


هل تصدق أن‏20‏ مليما فقط أنقذت هرم خوفو‏(‏ الهرم الأكبر‏)‏ من الهدم بأمر والي مصر محمد علي؟ فقد كشفت وثائق تاريخ الري المصري القديم في متحف الثورة الذي أقامته ثورة يوليو في منطقة القناطر الخيرية عام‏1957‏ أن محمد علي أصدر أمرا إلي المهندس الفرنسي لينان بهدم الهرم الأكبر‏,‏ واستخدام أحجاره الضخمة لبناء قناطر جديدة عند رأس دلتا النيل في منطقة شلقان‏,‏ التي أصبحت فيما بعد القناطر الخيرية‏.‏

وتشير الوثائق إلي أن المهندس الفرنسي حاول إثناء محمد علي عن قراره علي أساس أن كميات أحجار الهرم الأكبر ستزيد أربعة أمثال المطلوب لبناء القناطر الجديدة‏,‏ وأن أحجار الهرم الأصغر منقرع لا تكفي للتشييد‏,‏ وطلب المهندس لينان المساعدة من قنصل فرنسا العام في مصر‏,‏ الذي انحاز بشدة لجهود حماية الهرم‏.‏ لكن ما دفع محمد علي إلي التخلي عن إصراره لم يكن إلا فكرة وجود بديل آخر‏,‏ يمكن أن يوفر‏20‏ مليما‏.‏ فقد ذكر لينان للوالي أن تكلفة نقل المتر الواحد من أحجار الهرم عشرة قروش‏,‏ أي مائة مليم‏,‏ وأن تكلفة نقلها من محاجر قريبة من منطقة شلقان تبلغ ثمانية قروش‏,‏ أي ثمانين مليما‏,‏ وهنا فقط تراجع والي مصر عن قرار هدم الهرم الأكبر‏.‏ وقد أكد المهندس أحمد عبدالعزيز مدير عام ري قناطر الدلتا لمندوب الأهرام أحمد نصرالدين أن الحوار الذي دار بين الوالي محمد علي‏,‏ والمهندس الفرنسي مسجل في وثائق تاريخ الري المصري‏.‏

المُنـى 10 - 7 - 2011 01:09 AM

الهرم الأكبر‏..‏ خارج المنافسة‏!‏
بقلم: د‏.‏ زاهي حواس


الحديث عن الهرم الأكبر‏,‏ هرم الملك خوفو لايمكن ان ينتهي فهوالعجيبة الوحيدة من عجائب العالم القديم التي لاتزال قائمة بيننا‏,‏ ونزوره ونشاهده بأعيننا شامخا متحدثا عن مجد مصر القديمة أم الحضارات‏,‏ وعن مصريين أبدعوا في شتي مجالات العلم حبا وعشقا لتراب هذا البلد ولفراعنتهم العظام‏.‏

ان من عجائب هذا الأثر العظيم أنه لايحتاج لمن يدافع عنه ويشيد بعظمته فهو نفسه قادر علي التصدي لكل حاسد وحاقد بنفس قوة صموده لعوادي الزمن‏,‏ فقديما قالوا‏:‏ إنه مثال حي للسخرة وامتهان للإنسانية وقد صدق كذب وافتراء هذه المقولة عندما قمت بالكشف عن مقابر العمال بناة الأهرام وظهر للعالم كله ان بناة هذا الأثر الخالد قد نالوا حظا وافرا من الرعاية والعيش الكريم في أثناء حياتهم وحظوا بمقابر الي جوار ماشيدته ايديهم من أهرامات‏,‏ فالسخرة لا يمكن ان تخلق أثرا جميلا وبهذا الإبداع الذي ما تحقق في أثر سوي الهرم الأكبر‏.‏

إننا نتحدث عن فترة زمنية شديدة الخصوصية في تاريخ مصر القديمة وعصر وصل فيه الرخاء في العيش وبلوغ المعارف مبلغا لم تبلغه مصر من قبل وهو عصر الملك خوفو ثاني ملوك الأسرة الرابعة من الدولة القديمة وباني الاعجوبة الوحيدة الباقية من عجائب العالم القديم‏.‏ هذا العصر لايزال يحتاج منا الكثير والكثير لكي نضعه في مكانه اللائق في تاريخ مصرنا‏,‏ بل وتاريخ الإنسانية كلها‏,‏ ولذلك فان كل مايخص هذا الأثر يجب علينا جميعا تناوله بجدية وموضوعية فإنها حقا جريمة ان يصبح الهرم الأكبر أداة لتصفية الحسابات‏.‏

لا أخفي علي القارئ انني ترددت كثيرا في كتابة هذا المقال بعد كل ماأثير من ضجة وإشاعات ما كان لها أن تحدث لو أننا نتحري الأمانة في كل مانكتب وكل مانقول‏,‏ وما بالنا ونحن نكتب ونتحدث عن هرم الملك خوفو؟‏!‏ تناقلت الصحف ووسائل الإعلام المختلفة حادثة سقوط حجر من الهرم الأكبر وطل علينا من خلال هذه الصحف ووسائل الإعلام المسموعة والمرئية متخصصون وغير المتخصصين في علوم الآثار والكل يدلي بدلوه في موضوع سقوط الحجر‏,‏ وللأسف الشديد عدد قليل منهم من تناول الموضوع بموضوعية وبهدوء من يريد أن يصل الي حقيقة الأمر‏,‏ بينما تباري الآخرون باصدار الفتاوي والتصاريح والآراء التي ما أنزل الله بها من سلطان والتي تنم عن جهل هؤلاء بالموضوع الذي يتحدثون عنه‏,‏ ومنهم للأسف من كان في موقع المسئولية واتخاذ القرار فيما يخص آثار مصر والتي مازلنا نعمل جاهدين الآن في المجلس الأعلي للآثار لإزالة ما أحدثوه من أضرار لم تمس فقط الآثار وانما جميع العاملين بالآثار‏,‏ فهل أكون مخطئا اذا سميت بعضهم أصدقاء الشر الذين يتزعمهم الإله ست الذي خرج لأول مرة لينشر أكاذيبه وينفث سمومه ولهؤلاء أقول إن الهرم الأكبر صمد أمام ضربات معاول الهدم علي مر العصور‏,‏ فهل تتخيلون أنه سيتأثر بألسنتكم الشريرة؟ بالطبع لن يحدث ذلك‏.‏

وماحدث بالنسبة لحادثة سقوط الحجر أنه قبل غروب شمس يوم الأربعاء الموافق الرابع عشر من ديسمبر سقطت قطعة صغيرة من الحجر من ناحية المدخل الرئيسي للهرم‏,‏ وقد حدث هذا أمام حارس الهرم الواقف أمام المدخل المعروف بمدخل‏(‏ الخليفة المأمون‏)‏ الواقع أسفل المدخل الرئيسي للهرم‏,‏ وقام هذا الحارس بإبلاغ مدير المنطقة الذي قام بمعاينة الحجر وموضع سقوطه وقام بوضعه بمكتب تفتيش الآثار بالمنطقة‏,‏ والحجر لايزيد ارتفاعه علي‏12‏ سم‏,‏ وسمكه علي بضعة سنتيمترات وبالطبع يمكننا ان نتصور ان يكون هذا الحجر قد فقد جزءا من جسمه في أثناء سقوطه وهو ماحدث بالفعل ووجد بمنطقة سقوط الحجر قطع دقيقة من شذرات هذا الحجر‏,‏ أي أنه في أي من الأحوال لايمكن ان يتجاوز هذا الحجر أثناء سقوطه حجم قبضة اليد‏,‏ هنا يجب أن يعرف القاريء أن الهرم الأكبر فقد أحجار الكساء الخارجي لجسمه علي مر الأزمات الماضية إما بفعل البشر ممن استخدموا أحجاره المنزوعة في بناء عمائر أخري‏,‏ وإما بفعل الرياح والأمطار والتغييرات المناخية بصفة عامة‏,‏ كان حجم الأحجار التي نزعت من جسم الهرم وكذلك تلك التي فقدت من قمته تقاس بالمتر المكعب وتزن الأطنان بالرغم من ذلك بقي الهرم ثابتا ليس أمام هذه التعديات فقط وانما أمام الزلازل التي ضربت البلاد علي مدي أكثر من أربعة آلاف عام‏.‏

وبعد ذلك يجب ان نطرح هذا السؤال‏,‏ عن أي شئ نتحدث في موضوع سقوط هذا الحجر؟ وما هو الخطر الذي يتهدد هرم الملك خوفو من جراء سقوط هذا الحجر؟ هل يمكن لبناء يصل وزن أحجاره الي أكثر من ستة ملايين طن وبني حول صخرة طبيعية يصل ارتفاعها إلي تسعة أمتار تشكل أساسا صلدا لجسم الهرم‏,‏ ان يتأثر بسقوط حجر لايتعدي وزنه‏250‏ جراما؟ لقد بني الجسم الداخلي للهرم من أحجار تتشابك بطريقة العاشق والمعشوق‏,‏ وقد أثبتت جميع القياسات المستخدمة في قياس ثبات الأبنية واتزانها أن ثبات واتزان الهرم الأكبر هي السبب المباشر في مقاومة هذا الأثر لعوادي الزمن وهي كذلك التي ستجعله باقيا الي ان يرث الله الأرض ومن عليها‏,‏ وقد صدق العرب حين قالوا‏:‏ ان الانسان ليخاف الزمن‏,‏ وان الزمن ليخاف الأهرامات‏.‏

أما السبب الحقيقي الذي دعاني لكتابة هذا المقال فهي تلك المحادثة التليفونية مع أحد الصحفيين الذي هالني قوله إن هناك اتجاها لكي لايتم اختيار هرم الملك خوفو ضمن عجائب الدنيا السبع الجديدة وذلك بسبب ذلك الحجر الذي سقط من الهرم ويهدد بكارثة‏!‏

ان هرم الملك خوفو لايحتاج الي شهادة من لجنة التحكيم كي تضعه ضمن عجائب الدنيا السبع‏,‏ فهو الأعجوبة الوحيدة التي لاتزال باقية من عجائب الدنيا السبع القديمة‏,‏ والتي تشهد للمصريين القدماء بالاعجاز العلمي والمعماري والفلكي وكذلك الاعجاز الاداري والتنظيمي الذي استطاع تنظيم أكثر من‏10.000‏ عامل وفنان وتوفير احتياجاتهم واعاشتهم طوال سنين بناء الهرم وهو إعجاز لايقل في حد ذاته عن معجزة البناء نفسه‏.‏

ومعروف أن عجائب العالم القديم منها أعجوبتان بمصر وهما فنارة الإسكندرية الي جانب هرم الملك خوفو الذي بني منذ أكثر من‏4500‏ سنة‏,‏ أما العجائب الأخري فهي تمثال الإله زيوس في أوليمبا‏,‏ وشريح هاليكارناس وحدائق بيراميس في بابل ومعبد الإلهة أرتميس في إفوس وتمثال رودس‏.‏

وليس من حق أي إنسان أو جهة مهما كانت أن تضع هرم الملك خوفو في منافسة مع تلك المواقع الواحد والعشرين التي اختيرت من بين نحو سبعة وسبعين موقعا في المسابقة التي أطلق عليها‏(‏ عجائب الدنيا السبع الجديدة‏)‏ ومن المعروف أن عجائب الدنيا السبع القديمة قد اختيرت عن طريق المؤرخ البيزنطي فيلون عام‏200‏ قبل الميلاد‏,‏ أما عجائب الدنيا السبع الجديدة فهي فكرة برنار فيبس وهو من أصل سويسري ويعيش في كندا حاليا‏,‏ وأراد ان يحيي الفكرة القديمة غير أنه قال ان هذه المرة سوف يشارك العالم كله في الاختيار عن طريق التصويت‏,‏ نظرا لأن العالم كله أصبح قرية صغيرة وكان من ضمن المواقع التي وقع عليها وغيرها مدينة بترا بالأردن وقصر الكرملين بروسيا وبرج إيفل بباريس‏,‏ وتاج محل بالهند‏,‏ وغيرها وطبعا أجمع الكل علي أهرامات الجيزة‏,‏ أعتقد ان فكرة الاختيار رائعة جدا ولكن كان لابد من خروج هرم الملك خوفو من المنافسة‏,‏ لأن الهرم معجزة بكل المقاييس ولايزال العلماء يناقشون ويتباحثون في عملية بنائه والتي حققنا فيها الكثير من الاكتشافات العلمية التي تجعلنا نقول إننا توصلنا الي الطريقة التي استطاع المهندس المعماري حم إيونو ابن عم الملك خوفو من خلالها ان يبني هذا البناء المعجزة‏,‏ ومنها كيفية عمل قاعدة الهرم وضبط زواياها عن طريق تلك الحفرات الصغيرة حول منطقة البناء التي كانت تستخدم في ضبط زوايا مربع القاعدة‏,‏ وكذلك اكتشافنا لمنطقة المحجر المحلي الذي أمد الهرم بأحجار البناء والطريق الصاعد من منطقة المحجر الي جسم الهرم‏,‏ حيث تم الكشف عن بقايا هذا الطريق الذي كان يؤدي مباشرة الي الزاوية الجنوبية الغربية للهرم‏,‏ ويذكر ان الجمعية العالمية للمهندسين المعماريين عقدت مؤتمرا في نيويورك وأعلنت ان المبني الوحيد في العالم الذي يقفون أمامه عاجزين ولايستطيع أي مهندس معماري في القرن الحادي والعشرين ان يخطط لبناء مثله هو الهرم الأكبر العظيم‏.‏

كلمة أخيرة فالإعلام لم يكن أبدا وسيلة للإثارة وانما لنقل الحدث والتعريف بالحقيقة فاذا انتقل لمنطقة الهرم من كتبوا في هذا الموضوع أو من أدلوا بآرائهم لما أعلنوا أن هناك كارثة تهدد الهرم ويحضرني هنا هذه الحادثة التي وقفت أمامها كثيرا حيث اتصل بي أحد الصحفيين من الواشنطن بوست لترتيب لقاء والحديث عن الاكتشافات الأثرية الحديثة ومعجزة أبوالهول‏,‏ وطلبت منه حضور محاضرة ألقيها في سمسونيان بواشنطن وقد فاجأني بعد المحاضرة بقوله لي إنه لن يستطيع أن يجري معي الحديث حيث إنه لايزال في حاجة الي ان يقرأ كل ما هو متوافر عن تمثال أبوالهول حتي يعرف بالضبط الجديد الذي اقدمه‏,‏ وايضا لكي ينقل بكل أمانة عن آثارنا واكتشافاتنا الحديثة هذه هي الأمانة الصحفية بعيدا عن الإثارة والاشاعات وسيبقي هرم الملك خوفو العظيم راسخا متوجا كعمدة عجائب الدنيا السبع‏.‏

المُنـى 10 - 7 - 2011 01:10 AM

http://newsimg.bbc.co.uk/media/image...ombap2203b.jpg



http://newsimg.bbc.co.uk/media/image...getty1203b.jpg

http://newsimg.bbc.co.uk/media/image...mbafp1203b.jpg


ملوك‏..‏ في وادي الملوك‏!‏
بقلم‏:‏ د‏.‏ زاهي حواس

الأهرام


بعد مرور‏83‏ عاما وثلاثة أشهر وستة أيام علي اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون‏,‏ تم الكشف عن سر جديد من أسرار وادي الملوك‏,‏ والسر عبارة عن خبيئة تبعد نحو‏7‏ أمتار فقط من مقبرة الملك الذهبي الصغير توت عنخ آمون وبداخلها نحو خمسة توابيت في حالة جيدة جدا‏,‏ ومن النظرة الأولي لشكل التوابيت نستطيع أن نؤكد أنها ترجع إلي منتصف الأسرة الثامنة عشرة من الدولة الحديثة‏,‏ أي منذ أكثر من ثلاثة آلاف عام تقريبا‏.‏ ومن خارج الخبيئة أمام الفتحة استطعت أن أشاهد التابوت الأول‏,‏ وقد أحسست أنني أمام مومياء ملكية تتشابه تماما مع مومياء الملك أمنحتب الأول‏,‏ الذي لم يعثر علي مقبرته حتي الآن‏,‏ وهناك عالم بولندي يبحث عن المقبرة في الدير البحري منذ سنوات‏.‏

وعندما وصلنا إلي وادي الملوك لفتح الخبيئة كان الدكتور سمير فرج رئيس المجلس الأعلي لمدينة الأقصر سعيدا جدا أن يبوح الوادي الصامت بسر جديد بعد فترة طويلة من الكشف‏,‏ ووجدنا مئات من وكالات الأنباء والـ سي إن إن والصحافة العالمية من كل مكان في انتظار الإعلان عن تفاصيل الكشف الجديد‏.‏

وقد قارنت بين هذا المنظر وما حدث في‏4‏ نوفمير عام‏1922‏ عندما كشف عن مقبرة الملك توت عنخ آمون‏,‏ وقد كان في استقبالنا رئيس بعثة جامعة ممفيس الأمريكية أوتو شادن ويبلغ من العمر نحو سبعين عاما‏,‏ وهو يقوم بالحفر بوادي الملوك منذ أكثر من‏15‏ عاما‏,‏ ولم يكن أحد يتوقع أن يكشف عن أي سر جديد بالوادي‏,‏ وعندما كان يحدثنا شادن عن الكشف عن صوته يخرج بصعوبة‏,‏ ولكن بريق الكشف كان واضحا في عينيه‏,‏ وقام العمال بتجهيز سلم لكي ننزل إلي بئر الخبيئة التي نحتها المصريون القدماء في الصخر وبعمق خمسة أمتار وربع متر‏,‏ وبعد ذلك وصلنا إلي مدخل الخبيئة‏.‏

إنها حقا لحظة تاريخية في قصص الاكتشافات الأثرية سوف تسجل بأحداثها وأشخاصها في كتب الآثار والتاريخ‏,‏ وقد سطر هذا اليوم‏(10‏ فبراير من عام‏2006)‏ ضمن أهم الأحداث الأثرية بوادي الملوك‏,‏ وبعد أن قمنا بإزالة لوح خشبي كان يغطي مدخل الخبيئة‏,‏ قمت ومعي شادن بإزالة الأحجار التي تغطي المدخل‏,‏ وذلك لأن قاع البئر لم يكن يسمح بنزول أي من العمال للقيام بذلك‏.‏

وبعد إزالة الأحجار جاءت اللحظة التي طالما كنت أنتظرها طوال عملي بالآثار‏,‏ وقد أمسكت بلمبة إنارة ودخلت برأسي إلي الداخل لأشاهد منظرا فريدا جميلا يصعب علي وصفه الآن‏,‏ وقد سألني العديد من الصحفيين والعامة في كل مكان لكي أصف شعوري لحظة الكشف‏,‏ وكان كل ما استطعت أن أقوله هو أن كل جزء بداخلي كان يرتجف من فرط الإثارة والمغامرة والسحر الغريب لعالم الآثار‏,‏ هذا العالم عندما تعيش فيه وتعشقه سوف تعرف أسرارا رائعة عن هؤلاء الرجال العظام الذين بنوا أروع حضارة إنسانية علي وجه الأرض‏.‏

وعندما دخلت برأسي إلي الداخل وشاهدت أربعة توابيت خشبية متجاورة‏,‏ بالإضافة إلي تابوت موضوع علي تابوت آخر‏,‏ وعندما نظرت إلي الناحية الشرقية من الحجرة المنحوتة في الصخر وجدتها وقد تكدست بالعديد من الأواني الضخمة من الفخار والألباستر المصري الجميل‏,‏ وهذه الأواني تتشابه تماما مع أواني الأسرة الـ‏18.‏ وكان من الواضح أن فوهة هذه الأواني مغلقة بسدادات من الطمي‏,‏ وقد تم ختمها بخاتم الورشة التي أعدت بها‏,‏ وهذه الأواني كان المصريون القدماء يضعونها داخل المقابر ويملأونها بالأكل والشراب اللذين سوف يحتاجونهما في العالم الآخر‏,‏ هذا العالم الذي كانوا يستعدون له ببناء المقابر وتجهيزها بكل متطلبات الحياة الأبدية في جنة الإيارو التي تمناها كل المصريون القدماء‏,‏ وبعد ذلك كان دور كل من أوتو شادن والدكتور سمير فرج لكي يشاهدوا الكشف‏.‏

ومعني كلمة خبيئة ما يتم إخفاؤه في مكان أسفل الأرض بعيدا عن أعين اللصوص‏,‏ وهذه هي الخبيئة رقم‏2‏ بوادي الملوك والخبيئة رقم‏4‏ بالبر الغربي بالأقصر‏,‏ فقد عثر علي الخبيئة الأولي بالدير البحري عن طريق عائلة عبدالرسول عام‏1871‏ م‏,‏ وداخلها‏40‏ مومياء ملكية نقلت إلي المتحف المصري في مشهد مهيب‏,‏ برع العبقري شادي عبدالسلام في تصويره في فيلم المومياء‏,‏ وأهم المومياوات الملكية التي عثر عليها داخل خبيئة الدير البحري هي مومياوات الملوك‏:‏ سقنن رع‏,‏ وأحمس الأول‏,‏ وأمنحتب الأول‏,‏ وتحتمس الأول‏,‏ والثاني‏,‏ والثالث‏,‏ وسيتي الأول‏,‏ ورمسيس الثاني‏,‏ والثالث‏,‏ والتاسع‏.‏

أما الخبيئة الثانية التي عثر عليها أيضا بالدير البحري عام‏1891‏ وعثر بداخلها علي‏153‏ تابوتا ومومياء فيعود معظمها لأفراد من أسرة كبار كهنة آمون‏,‏ وكل هذه التوابيت موجودة حاليا ببدروم المتحف المصري بالقاهرة‏.‏ أما في وادي الملوك فقد استخدم كهنة آمون في عصر الأسرة الـ‏21,‏ مقبرة الملك أمنحتب الثاني رقم‏kv35‏ كخبيئة وقاموا بدفن تسع مومياوات ملكية بداخلها‏,‏ بالإضافة إلي مومياوات أخري غير ملكية‏,‏ والمومياوات الملكية التي عثر عليها بداخل هذه الخبيئة أمنحتب الثاني صاحب المقبرة‏,‏ وتحتمس الرابع‏,‏ وأمنحتب الثالث‏,‏ ومرنبتاح‏,‏ وسا بتاح‏,‏ وسيتي الثاني‏,‏ ورمسيس الرابع‏,‏ والخامس‏,‏ والسادس‏.‏

وللكشف عن خبيئة المومياوات بـ‏kv35‏ قصة طريفة‏,‏ فقد كان يعمل داخل هذه المقبرة العالم الفرنسي فيكتور لوريه‏,‏ وهي من أكمل مقابر وادي الملوك وعثر علي التابوت داخل حجرة الدفن وبداخله مومياء الملك أمنحتب الثاني صاحب المقبرة‏,‏ بالإضافة إلي العديد من القطع الأثرية المهمة التي تجعل هذه المقبرة تأتي في المقام الثاني بعد مقبرة الملك توت عنخ آمون‏,‏ والمقبرة جميلة ذات ألوان رائعة وتزينها مناظر لكتب العالم الآخر التي تساعد الملك لكي يسلك الأهوال والطرق الصعبة في العالم الآخر إلي أن يصل إلي جنة الأبرار أو يقوم بمصاحبة إله الشمس رع في رحلتي الليل والنهار‏,‏ أو رحلتي الخلود‏.‏

ونعتقد أن عائلة عبدالرسول كانت لها اليد الأولي في الإرشاد عن خبيئة المومياوات ولا نعرف حتي الآن كيف استطاعوا معرفة مكان المومياوات لأنها كانت مخبأة خلف حائط من حوائط المقبرة ومنقوشة بالمناظر والنصوص التي لا يمكن أن يعتقد أن هناك شيئا مخبأ خلف هذا الحائط‏,‏ وأخبر أحد أفراد عائلة عبدالرسول الأثري الفرنسي أن هناك مومياوات مخبأة خلف هذا الحائط‏,‏ وكانت مغامرة من الأثري الفرنسي أن يفتح طاقة في الحائط لكي يكشف عن السر المستحيل‏.‏ وقد استطاع هيوارد كارتر ـ الذي كان يعمل كبيرا لمفتشي الآثار بالبر الغربي بالأقصر في ذلك الوقت‏1898‏ ـ أن ينقل المومياوات الملكية المعروف أصحابها إلي المتحف المصري‏,‏ وترك داخل المقبرة ثلاث مومياوات‏.‏

إن وجود هذه الخبايا دليل علي حرص المصري القديم الشديد علي الحفاظ علي المومياوات من السرقة أو التلف‏,‏ لأن وجودها ضروري لضمان الحياة في العالم الآخر‏,‏ لذلك كان حرص كهنة الأسرة الـ‏21‏ علي إعادة دفن مومياوات ملوك وملكات وكهنة مصر بعد تفشي أعمال السرقة في البر الغربي‏,‏ ولدينا بردية مهمة جدا تعرف باسم بردية سرقات المقابر تشرح لنا بالتفصيل الصراع الذي كان موجودا بين عمدة شرق الأقصر الأمين ويدعي باسر‏,‏ وعمدة البر الغربي اللص غير الشريف ويدعي بر ـ عا‏,‏

وكان الأخير يتزعم عصابة لسرقة مقابر الملوك‏,‏ وما بها من كنوز‏,‏ لذلك فقد قام الكهنة بنقل المومياوات من مقابر إلي مقابر أخري مجاورة لها‏,‏ وعلي سبيل المثال فقد نقلوا مومياء الملك رمسيس الأول أول ملوك الأسرة الـ‏19‏ من مقبرته بوادي الملوك إلي مقبرة ابنه الملك سيتي الأول التي تجاورها تماما‏,‏ وبعد ذلك نقلوا المومياوات إلي خبيئة الدير البحري‏,‏ وهي عبارة عن مقبرة في الصخر خلف الدير البحري تعرف بـ‏(db320)‏ بمعني مقبرة الدير البحري رقم‏320,‏ ودخلها أحمد عبدالرسول لأول مرة عام‏1871‏ عندما كان يرعي الغنم وشردت منه واحدة إلي أعلي الجبل بالدير البحري وذهب وراءها وكاد يقع في بئر عميقة منقورة في الصخر واستطاع أن ينزل بصعوبة ليجد أمامه كنزا لم ير مثله من قبل‏,‏ حيث ترقد مومياوات ملكية داخل توابيت ضخمة بالإضافة إلي أعداد كبيرة من الصناديق التي تحوي أعدادا كبيرة من التماثيل الجنائزية‏,‏ وكذلك ما يعرف بالأواني الكانوبية أو أواني حفظ الأحشاء‏.‏

أما قصة خبيئة حور محب والمقبرة‏55‏ والمومياوات الثلاث‏,‏ بالإضافة إلي الإجابة عن السؤال ما إذا كان سيتم الكشف داخل الخبيئة الجديدة عن مومياوات الملك آي وحور محب؟

المُنـى 10 - 7 - 2011 01:11 AM

وادي الملوك‏..‏ كنز ....‏
بقلم‏:‏ د‏.‏ زاهي حواس


بعد مرور فترة طويلة علي اكتشاف مقبرة توت عنخ أمون اعتقد علماء الآثار أن وادي الملوك قد باح لنا بكل أسراره‏,‏ وكشف العلماء عن‏62‏ مقبرة ملكية وكذلك مقابر للمقربين من هؤلاء الملوك‏,‏ حيث إنه من الممكن أن يدفن بهذا الوادي الملك وطباخه‏,‏ وبمعني أدق تلك الطبقة التي تمتعت بمميزات خاصة لدي الملوك‏.‏ وقد عثر داخل العديد من هذه المقابر علي كنوز أثرية أضفت علي زيارة هذا الوادي سحرا فريدا‏.‏ هذا الوادي الساكن الصامت الذي اختاره الفراعنة لكي ينحتوا في صخره أنفاقا وسراديب وحجرات تظهر فكر كل فرعون عن العالم الآخر الذي يعيش فيه الإله أوزوريس‏,‏ بالإضافة إلي الكتب التي صورت علي جدران هذه المقابر لتساعده علي اجتياز المخاطر والصعاب التي يواجهها الملك خلال هذه الرحلة‏.‏ وهذه الكتب تعكس الثراء الديني والفكري لدي المصري القديم الذي رأي لكل شيء أصلا فتحدث عنه وسجله كما رآه أو تخيله‏,‏ كما تعكس خوف المصري القديم من الموت ومعرفته بأنه سيحاكم علي ما اقترفه من جرائم وأعمال‏,‏ الأمر الذي يجعلنا نقف كثيرا أمام هذا التوافق بين ما جاء في كتب العالم الآخر للمصري القديم‏,‏ خاصة فكرة الثواب والعقاب والجنة والنار‏,‏ وما جاءت به الكتب السماوية بعد ذلك بآلاف السنين‏.‏ ومعظم ما قدمته النصوص المصرية القديمة تظهر حرص المصري القديم علي تأمين مصيره بعد الموت وهكذا‏.‏

إن العبقرية المصرية تتجلي في تدين المصريين وإيمانهم بالعالم الآخر‏,‏ وهذا ما جعلهم يبدعون في الطب والفلك والعمارة والفنون‏.‏ ومن أهم الكتب التي صورت علي هذه المقابر هو كتاب البوابات أو المرشد عبر العالم الآخر‏,‏ فقد كان دليلا تستخدمه الروح لتستطيع التعرف علي طريقها بسهولة إلي‏(‏ الدوات‏)‏ العالم الآخر‏,‏ فعندما أنتج المصري القديم كتاب الإيمي دوات ويعني‏(‏ ما هو موجود في العالم الآخر‏),‏ كان يعبر عن فكره أو تخيله عما يحدث في هذا العالم‏.‏ لكنه عندما رأي أن الدوات طريقه صعب وذو مخاطر كثيرة ويمكن أن يهلك المتوفي إن لم يكن ذا دراية بالطرق الصعبة التي سوف يسلكها‏,‏ ولذلك ظهر لنا كتاب البوابات أو شات إم سبا‏,‏ المرشد عبر العالم الآخر ليكون معه ويرشده في تلك الرحلة الدورية للأبد‏.‏ ولهذا حرص بعض الملوك علي تسجيل مناظر ونصوص ذلك الكتاب أو حتي أجزاء منه لضمان سلامتهم في رحلته إلي العالم الآخر‏.‏ ولذلك نجد أن مقابر وادي الملوك تختلف عن بعضها البعض من حيث التصميم المعماري‏,‏ لأن هذا هو ما يراه الفرعون لشكل العالم الآخر‏,‏ وهذه الأنفاق والسراديب هي استكمال لسراديب الأهرامات التي يصل طول بعضها ـ كما هو موجود بهرم سقارة المدرج ـ إلي‏7‏ كم‏,‏ ولذلك لابد أن نعيد تفسير الأنفاق والسراديب التي قطعت أسفل أهرامات الدولة الوسطي من الناحية الدينية أكثر من قطعها لتضليل اللصوص‏.‏

وعلي بعد‏7‏ أمتار فقط من مقبرة توت عنخ آمون يبوح وادي الملوك فجأة ومنذ أيام بسر جديد لم نتوقعه ويتم العثور علي خبيئة تنزل إليها عن طريق بئر يصل بعد الحفائر فيها إلي‏6‏ م تحت سطح الأرض‏,‏ ولذلك لن ننسي هذا اليوم صباح الجمعة‏10‏ فبراير عندما نظرت إلي المدخل فلم أجده مغلق الإحكام‏,‏ ولم يضع المصري القديم علي الأحجار التي سدته طبقة من الطمي أو من الجبس مما يشير إلي إغلاقه منذ أن استعملت هذه الحجرة‏,‏ ولكن وصفها أثبت لنا أن هذه المقبرة فتحت من قبل‏,‏ ولا نستطيع أن نحدد الوقت بالضبط‏,‏ ولكن يحتمل أن يكون ذلك قد تم خلال الأسرة الـ‏19‏ من الدولة الحديثة نظرا لوجود طبقة عثر عليها أعلي البئر ترجع إلي هذا العصر‏.‏ وعندما أزلت بعض الأحجار من علي قمة الباب ووجدت أن هناك مسافة أصبحت كافية لكي أنظر داخل الحجرة‏,‏ وعلي المدخل العلوي مئات الصحفيين في انتظار تصوير الكشف وإرساله إلي العالم كله بعد دقائق من إعلان الخبر‏.‏ فقد وضعت في يدي اليسري كشاف إنارة قويا ودخلت برأسي إلي الداخل‏,‏ وهنا لم أستطع أن أتكلم‏,‏ بل نظرت مليا بالداخل وعيني تتجول داخل حجرة صغيرة في الحجم تتماثل مع حجرة الدفن للملك الصغير الذهبي‏.‏

لقد شاهدت توابيت يصل عددها إلي أربعة والخامس فوقها‏,‏ وكوة داخلها العديد من الأواني الفخارية والمرمرية المسدودة بسدادات من الطين وتحمل خاتم الورشة التي أعدت بها‏.‏ وأخرجت رأسي إلي الخارج‏;‏ لأنني لاحظت أن أوتو شادن رئيس البعثة الأثرية التي عثرت علي الكشف وسمير فرج رئيس المجلس الأعلي للأقصر يريدان الحصول علي اللحظة الجميلة نفسها‏.‏ وبعد ذلك أعلنا الكشف أولا للتليفزيون المصري وتوالت وكالات الأنباء العالمية في النزول إلي الخبيئة‏,‏ وأعلن الكشف في كل مكان في العالم وعلي الصفحات الأولي‏,‏ وثبت أن وادي الملوك كنز لا يفني ومازال الوادي مليئا بالأسرار‏.‏

وبدأت البعثة في التسجيل الأثري وبدقة متناهية حتي لا نفقد أي دليل قد يقودنا إلي أصحاب هذه التوابيت‏,‏ وهذا الكشف جعل كل عالم آثار يتمني أن يكون أحد هذه التوابيت لأي ملك من الملوك المفقودين الذين لم يعثر علي مومياواتهم داخل خبيئة الدير البحري أو خبيئة مقبرة الملك أمنحتب الثاني بوادي الملوك‏.‏ وإذا بدأنا بالملك إخناتون فقد نقول إن مومياءه لم يعثر عليها حتي الآن‏;‏ لأنه قد عثر داخل المقبرة رقم‏(55)‏ التي عثر بداخلها علي خبيئة ترجع إلي عصر العمارنة وهي المقبرة التي عثر عليها إيرتون وديفز عام‏1907,‏ وعلي مقربة من مقبرة الملك توت‏,‏ وقد عثر داخل هذه المقبرة علي خبيئة من الآثار أغلبها يعود إلي الملك إخناتون‏,‏ وقد اعتقد أن هذه المقبرة خاصة بالملكة تي أقوي امرأة في مصر القديمة وزوجة الملك أمنحتب الثالث وأم الملك إخناتون‏,‏ واعتقد البعض الآخر أن هذه المقبرة للملك إخناتون وأن عظامه نقلت من تل العمارنة إلي هذا المكان‏,‏ وعثر داخل المقبرة علي مومياء لفرعون صغير أعتقد أنه لـإخناتون أوسمنخ كارع‏.‏ أما أحدث الدراسات التي تمت للنصوص التي وجدت علي التابوت فهي تخص الملك إخناتون‏,‏ التي أكد العلماء أن دراسة آثار إخناتون تنم عن معاناته من اضطرابات في الغدة النخامية مصحوبة بتضخم في الفك السفلي‏,‏

وهو تشخيص يتطابق مع رفات المومياء التي عثر عليها داخل المقبرة رقم‏(55)‏ بوادي الملوك‏.‏ أما المومياء الأخري التي لم يعثر عليها حتي الآن فهي خاصة بالملكة نفرتيتي‏,‏ ويعتقد بعض العلماء أن هناك احتمالية لوجود هذه المومياء داخل الخبيئة الحالية‏;‏ نظرا لقربها من مقبرة الملك الصغير‏.‏

أما المومياء الأخري المفقودة فهي للملك تحتمس الأول حيث عثر داخل الدير البحري رقم‏(320)‏ علي مومياء داخل تابوت اعتقد أنها للملك تحتمس الأول‏,‏ لكن بعد فحص المومياء اتضح أن الذراعين ليستا متقاطعتين مثل بقية مومياوات الملوك التي حملت هذا الشكل بعد الملك أمنحتب الأول‏,‏ أما المومياء الأخري المفقودة فهي خاصة بالملك آي وحور محب‏,‏ وقد عثر الأثريان ديفز ومساعده إرتون علي اكتشاف مقبرة حور محب في‏25‏ فبراير‏1908,‏ وهي من أهم مقابر وادي الملوك‏;‏ نظرا لأنها توضح مراحل العمل في المقبرة ابتداء من نقر الجدران حتي الانتهاء من النقوش وتلوينها‏.‏ وعثر داخل هذه المقبرة بالإضافة إلي مجموعة كبيرة من بقايا الأكاليل الجنائزية التي ترجع إلي عصر الانتقال الثالث‏,‏ وأصبح لدي العلماء احتمال قوي أن ما عثر عليه داخل حجرة الدفن له ارتباط بالمومياوات الأربع التي لم يعثر عليها‏,‏ ولذلك نستطيع أن نقول إن هناك ثلاث خبايا عثر عليها بوادي الملوك وبالترتيب خبيئة المقبرة رقم‏(35)‏ عثر عليها عام‏1898‏ بمقبرة الملك أمنحتب الثاني‏,‏ وخبيئة رقم‏(55)‏ عام‏1907,‏ وخبيئة حور محب عام‏1908.‏

أما الجديد في الخبيئة الحديثة فقد أرسل إلي أوتو شادن رسالة علي البريد الإلكتروني يقول فيها‏:‏ إن المدخل نزل إلي عمق أكثر مما نعتقد ولا يوجد أي دليل لأختام من الطين أو الجبس علي المدخل وعثر علي دليل لوجود توابيت أخري حيث لاحظوا وجود تابوت آخر في حالة سيئة وبجواره عثر علي تابوت صغير آخر وهو السابع الآن داخل المقبرة يعتقد أنه خاص بطفل‏.‏ وأشار أيضا إلي أنه لا يري دليلا لوجود مومياوات داخل التوابيت‏,‏ كما أنه لم يعثر بعد علي نقوش تظهر أصحاب هذه التوابيت وجار أعمال الترميم والتسجيل للتوابيت‏.‏ وفي المساء من يوم إرسال الرسالة نفسه اتصل بي تليفونيا وأكد أنه لا يستطيع أن يؤكد أن التوابيت خالية من المومياوات‏,‏ ولكن العمل الجاري سوف يظهر الحقائق خلال الأيام القليلة المقبلة ومازال الوادي الصامت الساكن الرهيب يبوح بالعديد من الأسرار‏,‏ ومازال العالم في كل مكان ينتظر أن تطالعه وتفاجئه قصة من قصص الفراعنة‏.‏


وادي الملوك‏..‏ يبوح بأسرار جديدة‏!‏

مازالت المقبرة الجديدة التي عثر عليها بجوار مقبرة الملك توت عنخ آمون بوادي الملوك تبوح بأسرار جديدة‏..‏ فقد تم العثور علي تابوت سادس خاص بطفل صغير‏,‏ وبجواره تابوت آخر‏,‏ ليصبح عدد التوابيت التي عثر عليها حتي الآن سبعة توابيت من الخشب‏,‏ تجاورها الأواني الفخارية والمرمرية التي وجد بعضها مسدودا بسدة من الطين عليها خاتم‏.‏ وقد قامت البعثة حتي الآن بنقل خمس أوان‏,‏

وسوف يتم تحليل المواد التي عثر عليها داخل هذه الأواني‏,‏ فربما تكون بيرة ـ وهو المشروب الشعبي الذي كان يفضله الملوك وأفراد الشعب ـ ولدينا خمسة أنواع من البيرة معروفة لدينا‏,‏ أو قد تكون بقايا من النبيذ الذي كان يعشقه الفراعنة‏,‏ وفي هذه الحالة سوف يثبت ذلك أن هذه المقبرة قد تكون لأحد أفراد الأسرة المالكة‏,‏ وقد يكون هذا النبيذ من الواحات البحرية‏,‏ وهي المنطقة التي كانت تمتاز بأجمل أنواع النبيذ في ذلك الوقت‏,‏ واعتقد المكتشف أن التوابيت خالية ولا يوجد بها مومياوات‏,

ولكنه في اليوم التالي كتب إلي أنه لا يستطيع أن يؤكد أن التوابيت خالية‏.‏ ورغم أن الكشف ليس مثيرا مثل الكشف عن مقبرة توت عنخ آمون فإن وسائل الإعلام العالمية تنافست علي الانفراد بحق تسجيل هذا الكشف الفريد‏,‏ ولذلك فقد أقمنا منافسة بينها لتحديد المحطة التي تقوم بذلك العمل‏.‏

وهنا أستطيع أن أؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن هذا الكشف ليس خبيئة كما اعتقد البعض‏,‏ لأنه لا يتشابه مع الخبايا الثلاث التي عثر عليها بوادي الملوك من قبل‏:‏ وهي خبيئة المومياوات الـ‏12‏ التي عثر عليها داخل مقبرة الملك أمنحتب الثاني‏,‏ أو خبيئة العمارنة التي عثر عليها عام‏1907‏ م‏,‏ داخل المقبرة رقم‏(55),‏ أو الخبيئة الثالثة التي عثر عليها عام‏1908‏ م‏,‏ داخل مقبرة الملك حورمحب أول الملوك المحاربين وآخر ملوك الأسرة الـ‏18‏ من الدولة الحديثة‏,‏ وتعتبر مقبرته أهم مقابر وادي الملوك‏,‏ لأنه عن طريقها يمكن تحديد الطريقة التي اتبعها الفنانون في رسم المقابر‏,‏ لأن أغلب المناظر التي عثر عليها داخل هذه المقبرة غير مكتملة ويمكن دراستها‏.‏ ولذلك أعتقد أن المقبرة التي نعطيها الآن رقم‏(63)‏ بوادي الملوك ليست ملكية وكذلك ليست خبيئة للمومياوات‏,‏ بل هي مقبرة خاصة بأسرة مقربة من الملك‏,‏ وقد يكون هذا الملك هو توت عنخ آمون‏,‏ أو أحد الملوك الآخرين من الأسرة الـ‏18‏ المدفون بجوار هذه المقبرة الجديدة‏.‏

ومن المعروف أن وادي الملوك لم يكن مقصورا فقط علي دفن الملوك‏.‏ ورغم وجود‏(62)‏ مقبرة بالوادي وأصبح العدد الآن‏(63)‏ مقبرة‏.‏ فإن مقابر الملوك المدفونين في الوادي عدد يصل فقط إلي‏26‏ مقبرة أما المقابر الأخري‏,‏ فهي خاصة بكبار المسئولين وبعض أفراد الأسرة المالكة والكهنة‏,‏ ولذلك كان في استطاعة الملك أن يأمر بدفن أي شخص من المقربين إليه حتي ولو كان مهرج الملك‏.‏

وعلي هذا الأساس‏,‏ عندما نظرت إلي وجوه التوابيت داخل المقبرة الجديدة‏,‏ لم أشعر بأنها توابيت ملكية‏,‏ بل أحسست أنها توابيت عادية جدا‏,‏ وقد تكون خاصة بأفراد عاديين‏,‏ ورغم ذلك‏,‏ فإن الكشف مازالت أصداؤه في كل مكان وأحدث دعاية كبيرة جدا‏,‏ ومازال العالم ينتظر بلهفة الجديد الذي يمكن أن نعلنه للعالم في أي وقت قريب‏,‏ نظرا لأن أعمال الحفائر تجري يوميا ونتلقي تقارير يومية‏.‏

ويبدو أن بعض ما حدث أثناء كشف مقبرة توت عنخ آمون بدأ يحدث الآن‏,‏ خاصة التنافس بين العاملين في الكشف‏,‏ فقد قابلت أوتو شادن‏OttoSchaden‏ الأثري الذي يعمل بالوادي داخل مقبرة آمون مس منذ فترة طويلة‏,‏ وعندما كشف عن مكان البئر‏,‏ حضرت الدكتورة لوريلي كوركوران‏LoreleiCorcoran‏ معه فهي رئيسة قسم المصريات بجامعة ممفيس‏.‏ وإذا قابلت الاثنين فسوف تلمس فيهما الهدوء والأدب الجم‏,‏ وبعد ذلك فقد قابلت شادن والدكتورة لوريلي قبل سفرهما إلي الأقصر‏,‏ وابتسمت لهما وكانت هذه الابتسامة تعني أنه لو كشف عن أي شيء أسفل هذه البئر‏,‏ فسوف تبدأ الغيرة‏,‏ فمن هو الذي سيصدر الأوامر؟‏..‏ ومن الذي سيتحدث مع الصحف؟‏..‏ وقد حدث هذا بالفعل‏,‏ ومازلنا ننتظر أحداثا كثيرة كالتي تعقب أي كشف في هذا الوادي الغريب العجيب المليء بالسحر والأسرار‏,‏ ولعنة توت عنخ آمون وقصص المغامرين والمكتشفين‏,‏ هذا الوادي الذي أطلق عليه الفراعنة اسم الجبانة العظيمة أو رفيعة المقام التي تستخدم لملايين السنين من حكم الفراعنة‏.‏

وقد استطاع العلماء والمغامرون الذين حفروا في هذا الوادي أن يقوموا بإعطاء رقم لكل مقبرة وأصبح الرقم شهيرا مثل شهرة صاحب المقبرة‏,‏ فمثلا مقبرة أولاد رمسيس الثاني الذي أعاد كشفها كنت ويكس معروفة باسم‏'Kv5'‏ أي وادي المملوك رقم‏(5).‏ والمقابر الموجودة بالوادي والتي تحمل من الرقم‏(1)‏ إلي رقم‏(21)‏ وفق هذا الترقيم الذي تم في القرن التاسع عشر علي أساس موقعها الجغرافي من الشمال إلي الجنوب‏,‏ أما المقابر من‏(22)‏ إلي‏62)‏ فهي مرقمة حسب ترتيب اكتشافها بعد ذلك وكانت آخر مقبرة كشفت بوادي الملوك هي مقبرة توت عنخ آمون رقم‏(62)‏ وكان ذلك منذ‏83‏ عاما وثلاثة أشهر و‏6‏ أيام قبل هذا الكشف الجديد‏.‏

وقد يكون هذا الكشف الجديد دافعا لنا لكي نحكي قصصا وحكايات معروفة عن هذا الوادي الذي كتب عنه مئات الكتب بعضها يحكي قصص الكشف والبعض الآخر يتعرض لتاريخ وادي الملوك وحكاية كل مقبرة‏.‏ ورغم أن عشقي للأهرامات المصرية وطريقة بنائها والعقيدة المتصلة بملوكها‏,‏ ورغم أنني مكثت طوال حياتي أحفر بجوار الأهرامات وكشفنا العديد من الاكتشافات المهمة التي أعلنت للعالم كله‏,‏ فإن وادي الملوك أصبح له سحر شخصي لدي‏,‏ خاصة أن هذا الوادي ارتبط معي بحكايتين تركتا تأثيرا قويا في حياتي‏:‏ الأولي حدثت لي منذ نحو‏33‏ عاما عندما كنت أعمل بوادي الملوك ومعي العديد من الأثريين المصريين وكنا مرافقين للبعثات الأجنبية بالبر الغربي بالأقصر‏,‏

وكان من ضمن الأثريين الراحل العظيم عبدالحميد الدالي والدكتور عبدالفتاح الصباحي عميد المعهد العالي للسياحة بالغردقة‏,‏ وكنا نجتمع في المساء بفندق المرسم عند الشيخ علي عبدالرسول‏,‏ أحد آخر أفراد عائلة عبدالرسول‏,‏ التي تعرف أسرار هذا الوادي‏,‏ وقد كشف أحدهم عن خبيئة المومياوات بالدير البحري عام‏1871‏ م‏,‏ وأرشدوا عن خبيئة مومياوات كهنة آمون بالدير البحري عام‏1891‏ م‏,‏ وأبلغوا الأثري الفرنسي فيكتور لوريه عن وجود عدد‏(12)‏ مومياء ملكية خلف الحائط المنقوش بالرسوم والنقوش بمقبرة الملك أمنحتب الثاني‏.‏

وأخيرا كان أحدهم هو الصبي الصغير الذي كان يحضر المياه في جرار علي ظهر حمار‏,‏ وعندما هم بوضع الجرة علي الأرض بعد أن قام بحفر حفرة في رمال الوادي كشف عن مدخل مقبرة وجري الصبي ليخبر هيوارد كارتر في خيمته الذي كان يجلس فيها وحيدا يفكر أنه لو لم يكتشف مقبرة توت عنخ آمون هذا العام‏,‏ فلن يتلقي تمويلا من اللورد كرنافون بعد ذلك‏,‏ لأن اللورد أخبره داخل قلعته بانجلترا أنه لم يعد يتحمل إنفاق هذه الأموال لمدة خمسة مواسم‏,‏ ولذلك فهذه هي آخر فرصة‏,‏ وعندما وصل الصبي ليخبره ويقول له‏:‏ جناب المدير تعالي‏..‏ تعالي ورائي يا جناب المدير‏..,‏ وفعلا جري كارتر خلف الصبي حتي وصل إلي المكان الذي حدد له‏,‏ وهنا أيقن أنه كشف عن مقبرة توت عنخ آمون‏,‏ وأن سبب عدم كشفها هو قيام المصريين القدماء بتغطية المدخل أثناء بناء مقبرة الملك رمسيس السادس‏.‏

كنا نجتمع يوميا في فناء فندق المرسم عند الشيخ علي‏,‏ وكان رجلا طيبا جدا وقوي الشخصية أعطاه الله ـ سبحانه وتعالي ـ كريزما في شخصيته جعلت الأجانب من كل مكان تعشقه وتحبه‏.‏ وكنت أجلس قريبا منه وأسمع منه حكايات وقصصا عن وادي الملوك وعن المغامرين والعشاق لهذا الوادي‏.‏ وذات يوم كنت أجلس بجانبه ووجدته يمسك بشنبه الشهير وينظر إلي أعلي ويقول لي إنه يود أن يأخذني غدا لمقبرة الملك سيتي الأول لكي يفضي إلي بسر عجيب

وفعلا دخلنا معه المقبرة والتي يبلغ طولها نحو‏98‏ مترا ودخلها وهو كهل في السبعين مثل شاب في العشرين حتي وصل إلي مدخل سرداب وقال لي‏:‏ إن هذا المدخل هو عبارة عن سرداب يهبط بميل إلي مسافة‏100‏ متر‏,‏ وأنه موقن أن نهاية هذا السرداب سوف تكشف عن حجرة الدفن السرية للملك سيتي الأول‏.‏ وقال‏:‏ حاولنا أن نحفر ولكن العمل توقف‏,‏ وأنا أعتقد أنك سوف تساعد علي إظهار هذا الكشف في يوم من الأيام‏.‏

وبعد ذلك عرفت أن هذه المقبرة لم يعثر بها علي آثار قد تشير إلي أنها من حجرة الدفن‏,‏ لأن بلزوني مهرج السيرك الإيطالي الذي كشف عن هذه المقبرة عثر علي مومياء ثور محنطة وتماثيل الأوشابتي‏(‏ المجيبة‏)‏ المصنوعة من الخشب والخزف‏,‏ بالإضافة إلي التابوت المرمري الذي نقله بلزوني إلي متحف سوان بلندن‏.‏ ومازال هذا الوادي يثير الخيال بحكاياته وقصصه الغريبة‏.‏ أما حكاية دخول هذا السرداب والسبب الثاني لعشقي لوادي الملوك

المُنـى 10 - 7 - 2011 01:12 AM

وادي الملوك‏..‏ والأسرار‏!‏
بقلم‏:‏ د‏.‏ زاهي حواس


وادي الملوك‏..‏ وادي السكون والهدوء الذي اختاره ملوك الدولة الحديثة كي يكون مقرا أبديا وشيدوا مقابرهم منحوتة في الصخر‏...‏ وبلغ عدد المقابر حتي الآن‏63‏ مقبرة‏.‏ ورغم أن الوادي يطلق عليه اسم‏(‏ وادي الملـوك‏),‏ فإن هناك‏26‏ ملكا فقط دفنوا في هذا الوادي‏,‏ وهناك مقابر دفن فيها أقرباء الملوك أو من عمل لديهم‏,‏ أما باقي المقابر فغير مسجل المدفون فيها حتي الآن‏.‏

ومازالت هناك أسرار وألغاز كثيرة داخل هذا الوادي‏,‏ وقد نحتاج آلاف السنين للكشف عن هذه الألغاز فنحن حتي الآن مازلنا في انتظار الكشف عن العديد من المومياوات الملكية التي لم تكشف بعد‏,‏ مثل مومياء الملك تحتمس الأول‏,‏ وكذلك مومياء الملك آي وحورمحب وذلك علي الرغم من ان بعض العلماء يعتقدون أن بقايا العظام التي عثر عليها داخل مقبرة حور محب‏kv57‏ خاصة بهؤلاء الملوك‏.‏ هذا بالاضافة الي مومياء الملك اخناتون والذي يعتقد البعض أنها المومياء التي عثر عليها داخل المقبرة رقم‏55‏ بوادي الملوك وايضا مومياء الملكة نفرتيتي واخيرا مومياوات بعض ملوك الرعامسة مثل رمسيس السابع‏,‏ والثامن‏,‏ والعاشر‏,‏ والحادي عشر‏,‏ والسؤال الآن متي سوف يتم الكشف عن بعض من هذه المومياوات؟

هذه هي بعض الأسرار التي مازالت دفينة تحت الرمال‏,‏ وبلا شك فإن أعمال الحفائر المقبلة سوف تظهر لنا العديد من هذه الأسرار وسوف تكشف غموض عدم وجود بعض المومياوات‏.‏ وفي مقالي السابق أشرت الي حادثين زرعا لهذا الوادي عشقا وحبا بقلبي‏,‏ فرغم أنني قضيت حياتي أحفر بجوار هرم الملك خوفو‏,‏ بل وعشت في استراحة أمام الهـرم مباشرة‏.‏ كنت أري الهرم يوميا بشكل جديد‏,‏ حيث كانت أجمل لحظة مع شروق الشمس وغروبها وأشعة تنسدل علي سطح الهـرم‏,‏ ولا تختفي مهابة هذا الهرم ليلا حيث تظهر لنا مع الظلام‏.‏ ولكن ما حدث لي داخل هذا الوادي جعله الموقع الثاني الذي احببته الي جانب الأهرامات‏.‏

وقد شرحت قصة الشيخ علي عبدرب الرسول عندما أخذني داخل مقبرة الملك سيتي الأول واشار الي السرداب الموجود داخل المقبرة‏,‏ والذي يصل علي حد قوله داخل المقبرة الي نحو‏100‏ متر وقال ان بنهاية هذا السرداب توجد حجرة الدفن الخاصة بالملك سيتي الأول هذاالملك العظيم ابن اعظم فراعنة مصر الملك رمسيس الثاني‏,‏ وهذه المقبرة كشفها مهرج السيرك الايطالي جيوفاني بلزوني في‏17‏ أكتوبر‏1817‏ م بعد ان استطاع كشف مدخل المقبرة وتؤدي السلالم في نهاية الممر الي ممر آخر طويل وآخر مزخرف‏,‏ وكانت أرضية الممرين منحدرة حتي تتجمع مياه الأمطار وتسقط داخل حفرة عميقة يبلغ عمقها نحو‏30‏ قدما‏,‏ واتضح من وجود بعض الكسرات من الخشب والحبال بجانب تلك الحفرة أنهم ليسوا أول من دخلوا لتلك المقبرة بل دخل الي المقبرة زوار سابقون مثلهم‏,‏ وقد استخدموا تلك الحبال والخشب للعبور الي الجانب الآخر من الفتحة‏.‏ وفي اليوم التالي عاد بلزوني مع مساعده بيتش برواقد خشبية سميكة لعبور تلك الحفرة بنفس الطريقة التي عبرها سابقوه لكي يفحص ثقبا مفلولا علي الجانب الآخر ويبدو ان اللصوص حطموه‏,‏ وكأن اللصوص لم يخدعوا بهذا الحائط المزيف كنهاية المقبرة‏,‏ وعبر بلزوني من خلال فتحة ضيقة وجد نفسه في صالة مربعة ذات اربعة أعمدة مزخرفة مرسوم علي وجه من أوجهها صورة الملك يحضن بواسطة إله وثلاث خطوات أخري أودت به إلي حجرة أخري مزخرفة برسوم غير كاملة وهي حيلة أخري لجأ اليها البناءون ليقع لصوص المقابر الذين لم ينخدعوا بالحيلة الأولي ودخلوا الي هنا واعتقدوا أنهم أمام مقبرة فارغة من المتاع وغير كاملة بالمرة‏.‏ ولكن بلزوني كان أذكي من هذه الحيلة وقام بنقر ثقب صغير في الحوائط ليجد مدخلا آخر تم اخفاؤه ويوجد خلفه ممر أكثر انحدارا وفي نهاية هذا الممر عثر علي مناظر للملك مع الآلهة في علاقات عمل‏,‏ ووصل بعد ذلك بلزوني الي صالة أكبر ذات ستة أعمدة ملونة ومنقوشة برسوم جميلة وكان سقفها ملونا بلون أزرق غامق‏,‏ وبه وميض رائع يبدو أنه قد انتهي الآن من تلوينه‏.‏

وعلي ضوء الشمع استطاع بلزوني ان يكشف عن تابوت الملك سيتي المرمري ويبدو من الوهلة الأولي لفحصه أنه احتوي علي مومياء الملك وغطاء رأسه‏,‏ وكان التابوت مرصعا بالنقوش‏,‏ ففي منتصفه صور الجزء العلوي للإلهة نوت عارية وكأنها منتظرة الملك المتوفي لتأخذه الي سمائها وغير محدد إذا ما كان التابوت وجد فارغا حيث حمل اللصوص الجثة خارجه بعد ان أزاحوا الغطاء الذي عثر عليه بلزوني في وسط الرديم‏.‏ وتنفتح علي حجرة الدفن خمس حجرات تحتوي الكبري منها علي مومياء محنطة لثور وعدد كبير من تماثيل الأوشابتي ـ التي تجيب عن أسئلة المتوفي في العالم الآخرـ وبعض التماثيل الخشبية الأخري التي يوجد بها تجويف دائري من الداخل ربما احتوت بداخلها علي لفة بردي‏.‏

وبعد سنوات طويلة من هذه القصة وجدت أن الآثار الضخمة لهذه المقبرة لم يعثر عليها من قبل‏.‏

وهذا السؤال‏:‏ هل سرقت هذه المقبرة في العصر المتأخر؟ لذلك لا نستطيع التأكيد بوجود أي شيء في نهاية هذا الممر‏,‏ وتجب الإشارة الي ان عائلة عبد الرسوم كان لها الفضل في الكشف عن خبيئة كهنة آمــون عام‏1991‏ م‏,‏ كذلك خبيئة المومياء بالدير البحري عام‏1881‏ م‏,‏ وكذلك خبيئة مقبرة الملك امنحتب الثاني عام‏1898‏ م‏,‏ وساعدوا العديد من العلماء في الكشف عن أسرار وادي الملوك‏.‏ ودخلت داخل هذا الممر مرتين‏,‏ الأولي منذ ثلاثة أعوام وكان في يدي حبل سميك ومتر وفلاش‏,‏ وكانت أول مغامرة من نوعها حيث لم استطع الدخول أكثر من‏20‏ مترا هذه المرة‏.‏

اما المرة الثانية فكانت مغامرة شيقة وصعبة جدا لا اعتقد أن أحدا من الأثريين قام بها من قبل فقد دخلت أسفل الأرض أحاول ان امر في أماكن ضيقة جدا لا تسمح بمرور شخص إطلاقا وفي بعض الأحيان كان يسقط علي رأسي أحجار صغيرة‏,‏ ولم اعتقد وأنا في الداخل أنني سوف أخرج إطلاقا‏,‏ وقد استمرت هذه المغامرة لمدة خمس ساعات كاملة تحت الأرض أبحث عن نهاية هذا السرداب وبعد ان وصلت الي مسافة‏217‏ قدما وجدت ان الاحجار بدأت تسقط علي بسرعة وان سقف السرداب كانت به شروخ‏,‏ واحسست ان السقف سوف يسقط علي رأسي‏,‏ وقمت علي الفور بشد الحبل محاولا الخروج لأعود الي الدنيا واستغرق الخروج نحو‏45‏ دقيقة وعندما وصلت الي المدخل العلوي لم اصدق انني مازلت حيا‏..‏ ورغم ذلك فمازلت اتذكر هذه المغامرة‏,‏ واتحدث عنها في مقالاتي ومحاضراتي‏,‏ اما السبب الثاني لعشقي وادي الملوك فقد كان ذلك عام‏1974‏ م وانا اعمل في وادي الملوك وقمت في احدي الليالي بالذهاب الي الوادي ومعي الشيخ نجدي نجل الرجل العظيم حارس الوادي الشيخ عبد الموجود وقمت بتسلق الجبل حتي وصلت الي القمة التي علي شكل الهرم وكان ذلك في ليلة صيفية جميلة‏,‏ ونمت احلم بالمغامرة والملوك والوادي واستيقظت مع شروق الشمس لأري هذا الوادي ساكنا هادئا وقلت في نفسي‏:‏ تري كم من الأسرار الجديدة يضم هذا الوادي في حناياه؟ ومتي يتم الكشف عنه ؟ ويبدو ان الحلم قد تحقق بالكشف عن المقبرة الجديدة بجوار توت عنخ آمون وقد كشف داخل هذه المقبرة عن كتابات هيروغليفية واسرار جديدة‏.‏ وهذا هو حديثنا المقبل بإذن الله‏.

المُنـى 10 - 7 - 2011 01:13 AM

مازال كشف المقبرة الجديدة بوادي الملوك يعتبر من أهم الاكتشافات الاثرية فقد تسابقت كبري القنوات التليفزيونية العالمية للحصول علي تسجيل هذا الاكتشاف‏,‏ وفي نفس الوقت حصلت مجلات وصحف عالمية علي معلومات تسجل الكشف ونتائج الحفائر يوما بعد يوم‏.‏ ووصل الامر إلي أن وضعت دور النشر الانجليزية التي تصدر كتابا عن اهم الاكتشافات الاثرية في العالم كله‏,‏ هذه المقبرة في حجم آخر كشف بوادي الملوك‏.‏ هذا الوادي الذي يوجد به الآن‏63‏ مقبرة منها‏26‏ مقبرة خاصة بملوك مصر في الدولة الحديثة والباقي خاص باقارب الملوك والعاملين معهم‏.‏

وقد سافرت الاسبوع الماضي إلي الاقصر لدخول المقبرة ومحاولة معرفة نتائج الحفر‏,‏ وفي هذه المرة وجدت آلاف السائحين موجودين بجوار مدخل المقبرة الجديدة الذي يقع في بداية الوادي‏,‏ وعندما نزلت إلي الداخل وجدت أن البعثة قامت بفتح خمسة توابيت‏,‏ اغلبها في حالة سيئة جدا عدا تابوت واحد يحمل قناعا جميلا‏,‏ من الواضح أنه يرجع إلي فترة منتصف الاسرة الـ‏18‏ من الدولة الحديثة‏,‏ والمفاجأة الغريبة أنه لم يعثر علي مومياوات داخل هذه التوابيت‏,‏ أما ماعثر عليه داخل هذه التوابيت فقد كان المفاجأة‏.‏

داخل التابوت الاول الذي كان في حالة سيئة جدا‏,‏ ولذلك فقد تم ترميمه اولا عن طريق الفريق المصري الذي تقوده المرممة الدكتورة نادية لقمة‏...‏ عثر داخل التابوت علي لفائف هيراطيقية تضم وصفات للزيوت‏,‏ وفي نفس الوقت تم فتح بعض القدور الفخارية‏,‏ وعثر داخلها‏,‏ بعد أن تم ازالة السدادة التي كانت تغطيها بإحكام‏,‏ علي بقايا زيوت‏,‏ وكذلك علي ثلاث قطع من القماش الملفوف‏.‏

وتم معاينة تابوت آخر عليه قناع رائع الشكل يتضح من طرازه وشكله أنه يرجع إلي الاسرة الـ‏18‏ من الدولة الحديثة‏.‏ وبدأ العمل ايضا في فتح خمس قدور من الألباستر والفخار وعثر داخل احداها علي بقايا ملح النطرون‏,‏ وداخل قدرة اخري عثر علي‏42‏ آنية صغيرة‏,‏ بالاضافة إلي بقايا نباتات ونطرون وقش وأختام‏,‏ وداخل إحدي الاواني الاخري عثر علي نماذج لختم غير كامل للجبانة الملكية أو وادي الملوك وبها منظر للإله أنوبيس إله الجبانة‏,‏ ومجموعة من الاسري المكبلين‏.‏

وهذا النوع من الاختام عثر عليه داخل المقبرة رقم‏kv54‏ وكذلك المقبرة رقم‏kv.62‏ وقد عثر علي قطعة أخري من داخل البئر‏,‏ ويعتقد أنها تحتوي علي أحد الاختام الكاملة وعليه منظر لقرص الشمس بأعلي ثم منظر الإله أوزير جالسا يحيط به رمزان نباتيان لمصر العليا والسفلي‏,‏ ثم يلي ذلك علامة الذهب التي تنص علي المخزون الكبير‏,‏ وقد عثر علي ختم مماثل داخل المقبرة الخاصة بالملك توت عنخ آمون المعروفة بـ‏kv62‏ وهي المقبرة التي تقابل مباشرة المقبرة الجديدة‏,‏ وعثر ايضا علي خاتمين بارزين ويظهر بهما منظر لتمساح علي اليسار وأسد علي اليمين والذي يدفع بأحد مخلبيه أسير‏.‏ وقد عثر علي نماذج مشابهة بالمقبرتين رقمي‏kv55,‏ و‏kv62‏ بوادي الملوك‏,‏ وقد اتضح من دراسة الفخار والاختام التي عثر عليها داخل المقبرة علي وجود علاقة قوية بين تلك المقابر التي ترجع لأواخر الاسرة الـ‏18‏ بالقرب من مراكز الجبانة‏.‏

أما التوابيت التي فتحت والتي وصل عددها حتي الآن إلي خمسة‏,‏ فلم يعثر داخلها علي أي مومياوات وهذه مفاجأة كبيرة بالنسبة للأثريين‏,‏ كما لم يعثر علي أية نقوش توضح ماهية هذه التوابيت‏.‏ وتقوم حاليا سليمة اكرام الاثرية الباكستانية التي تعمل في تدريس الاثار المصرية بالجامعة الأمريكية بالعمل حول فتح القدور ودراسة مافيها‏.‏ أما المفاجأة الثانية فهي العثور داخل التوابيت الخمسة التي تم فتحها علي مواد خاصة بالتحنيط‏.‏ ولذلك يعتقد الآن أن هذه المقبرة قد استعملت كمخزن لادوات التحنيط من النطرون والخشب والقش وخلافه من التوابل المتحجرة التي عثر عليها داخل التوابيت الخشبية والتي عثر عليها داخل البئر‏.‏

وعندما قمت الاسبوع الماضي بزيارة ثالثة إلي الوادي‏,‏ وانا في طريقي إلي الوادي ومعي الاثري منصور بريك المشرف العام علي آثار الاقصر‏,‏ توقفنا عند تمثالي ممنون بالبر الغربي‏,‏ وهما من بقايا معبد الملك أمنحتب الثالث‏,‏ والذي تعمل فيه الآن الاثرية الألمانية هورج سورزيان الأرمنية الاصل مع زوجها صديقي راينر شتادلمان‏.‏

والمفاجأة هي العثور علي خبيئة تماثيل الإلهة سخمت إلهة الحرب والشفاء عند المصريين القدماء‏.‏ ووصل عدد التماثيل في هذه الخبيئة إلي‏17‏ تمثالا في وضع غريب جدا لم أره من قبل‏.‏

وسبق الاسبوع الماضي أن اعلن عن العثور علي نحو‏7‏ تماثيل أخري‏,‏ وغريب جدا العثور علي التماثيل التي تمثل امرأة جالسة بوجه لبؤة وعلي رأسها قرص الشمس‏.‏

ويعتقد أن الملك أمنحتب الثالث الذي يطلق عليه باشا الآثار المصرية‏,‏ وقد تزوج من أقوي امرأة في التاريخ وهي الملكة تي‏,‏ كان مريضا ووضعت هذه التماثيل داخل معبده الجنائزي لكي تساعده علي الشفاء‏.‏ أو أن مصر كانت في حروب طاحنة في الشرق‏,‏ وأن وضع هذه التماثيل كان مناسبا لآلهة الحرب لكي تساعد المصريين علي الانتصار‏,‏ وايضا لشفائهم من أية اصابات‏,‏ وقد اعلن هذا الكشف الجديد للعالم كله‏.‏

وبعد ذلك وصلت إلي وادي الملوك وقابلني علي مدخل المقبرة أوتو شادن الذي يعمل بالمقبرة الجديدة رقم‏kv63‏ وكان منهكا من العمل الشاق ووجدت أن لوريلي كوركوران رئيسة قسم المصريات بجامعة ممفيس قد سافرت إلي أمريكا‏.‏ وعرفت أن لعنة صغيرة من لعنات الفراعنة قد اصابت شادن و لوريلي فقد دبت الغيرة بينهما‏.‏ ويبدو أن شادن قد حصل علي المجدمن خلال الصحافة والتليفزيون وأن لوريلي لم يعرها الاعلام انتباها‏.‏ وواضح أن الوادي والكشف الجديد لايتسع للمديرين معا‏.‏ وقد تدخلت بينهما علي أن يكون أوتوشادن هو المسئول الاول عن العمل داخل المقبرة‏,‏ وهو الذي يقرر كل ماهو خاص بالمقبرة‏.‏

ويبدو أن أي كشف جديد بالوادي لابد أن تصاحبه لعنة من لعنات الفراعنة‏,‏ كما حدث بعد كشف مقبرة توت عنخ آمون من الكثير من اللعنات‏,‏ ومنها موت لورد كارنافون الذي مول المقبرة‏.‏ وكذلك العديدمن الحوادث التي صاحبت الكشف‏,‏ ومنها موت خبير أشعة‏x‏ الذي كان ينوي الكشف عن مومياء الملك توت عنخ آمون‏.‏ بالاضافة إلي قيام مرقص باشا حنا الوزير المسئول عن الاثار في ذلك الوقت بطرد هيوارد كارتر من مصر لسوء سلوكه مع المصريين في ذلك الوقت‏,‏ وخرجت الجماهير في مصر تهتف في الشوارع‏:‏ يحيا وزير توت عنخ آمون‏.‏

ومن الواضح أن ماحدث كان بداية للعنة وادي الملوك‏,‏ وبلاشك سوف نسمع عن العديد من القصص والحكايات المتصلة بكشف المقبرة الجديدة رقم‏63‏ بوادي الملوك‏.‏ وعندما دخلت إلي المقبرة وتجولت داخلها وبدأت أفحص التوابيت‏,‏ وجدت أن هناك تابوتا كاملا في حالة جيدة جدا ولم يفتح بعد وبجواره تابوت آخر صغير‏,‏ وواضح أنه خاص بدفن طفلة صغيرة‏,‏ وهذه التوابيت سوف تفتح خلال هذا الاسبوع‏.‏

ومن خلال دراسة ماعثر عليه داخل هذه المقبرة استطيع أن أقول إن هذه المقبرة قد نحتت في الصخر‏,‏ لكي تكون مقبرة لاسرة من المقربين للملك‏,‏ وذلك في الاسرة الـ‏18,‏ وقد يكونون من اتباع الملك الذهبي توت عنخ آمون‏,‏ وسرقت خلال العصر الفرعوني‏.‏ وبعد ذلك قام الكهنة باستعمال هذه المقبرة كمخزن للتحنيط‏,‏ وذلك لاستعمال المواد الموجودة داخل الحجرة لتحنيط الجثث التي دفنت داخل الوادي‏,‏ خاصة الجثث غير الملكية‏,‏ لان مومياوات الملوك كانت تحنط داخل الورشة الملكية‏,‏ وهكذافقد باح الوادي بسر جديد‏,‏ وبرغم أن الكشف ليس خبيئة للمومياوات‏,‏ ولم يعثر علي ملك داخل وادي الملوك‏,‏ ولم يعثر علي توابيت خاصة بعلية القوم‏.‏ إلا أن أي شيء يتم كشفه داخل الوادي له طعم ومذاق خاص‏.‏ وعموما فان الكشف لم نعرف له نهاية بعد‏,‏ لان هناك تابوتين لم يتم فتحهما حتي الآن‏,‏ وقد يحتويان علي معلومات قيمة توصلنا إلي اسرار جديدة‏.‏ وقد يبوح الوادي بالجديد من اسراره الغريبة وهناك مقولة اعلنها دائما‏:‏ إننا لانعرف ماذا تبوح به رمال مصر من اسرار‏.‏

صائد الأفكار 10 - 7 - 2011 08:29 PM

سلمت الايادي يا المنى على الطرح
يعطيك العافية وما ننحرم وجودك وتألقك

الهنوف 10 - 7 - 2011 09:08 PM

مشكورة على طرح الموضوع لوزير السياحة المصري

الغراب الأسود 7 - 10 - 2011 09:49 PM

مشكورة يا المنى
الموضوع طويل ولي عودة

السهم المصري 18 - 3 - 2012 06:28 PM

موسوعة رائعة وجميلة
شكرا لك مجهود وافر وقيم


الساعة الآن 09:46 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب

جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى