![]() |
1. دولة يهودية – دولة شريعة.
2. دولة دينية قومية. 3. دولة قومية يهودية ثقافية. 4. دولة الشعب اليهودي. 5. دولة يهودية. 6. دولة يهودية وديمقراطية. (اعتمد رسمياً في القانون الأساسي عام 1992). 7. دولة جميع مواطنيها. يبقى طابع الدولة رهن صراع هذه المفاهيم، التي تتوزع أهواء الكتل والأحزاب في إسرائيل حول البعض منها، حيث يقوم كل منها بتبني مفهوم أو أكثر، بما يتلاءم وتوجهاته السياسية والاجتماعية لطرحه في برامجه السياسية. ومن الملاحظ أن خيارات الأحزاب الإسرائيلية الصهيونية، بمختلف توجهاتها، لطبيعة الدولة المرجوة، تبقى ضمن، ولا تتعدى، دائرة المفاهيم سالفة الذكر من 1-6، في حين يبقى المفهوم السابع، وهو دولة جميع مواطنيها خياراً وحيداً للأحزاب العربية، وبخاصة حزب التجمع الوطني الديمقراطي الذي عمل كثيراً في مجال الترويج له. ويرى فيه رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، ويجاريه في ذلك الكثيرون من مختلف التيارات الصهيونية، مفهوماً مدمراً للأسس القائمة عليها إسرائيل كدولة يهودية. البعد القومي وما يترتب عنه من حق يتبدى، من خلال الإطلالة على تصريحات وخطب ومقابلات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في شكل واضح ما يرمي إليه من رفعه لافتة يهودية الدولة: إضفاء الطابع القومي ليس فقط على الدولة كتجسيد، وإنما على الدولة – المشروع كفكرة أيضاً، وما يترتب على ذلك من حق، وفق الفهم الصهيوني. تساءل نتنياهو أمام الكنيست (11/10/2010) بنوع من التذاكي، إذا ما كانت القيادة الفلسطينية مستعدة لتقول لشعبها، إنها على استعداد للاعتراف بإسرائيل 'كدولة قومية للشعب اليهودي' مثلما نحن على استعداد للاعتراف بالدولة الفلسطينية 'كدولة قومية للشعب الفلسطيني'. ودرج على تكرار مقولته هذه مرات عديدة وفي مناسبات مختلفة. من الواضح أن تساؤله هذا ينطوي على مغالطة أساسية، بتصويره المطلب الفلسطيني كأنه يكمن في ضرورة اعتراف إسرائيل بالدولة الفلسطينية كدولة قومية، مع إدراكه بعدم وجود مطلب فلسطيني من هذا النوع. فالمطلب الفلسطيني واضح لا يكتنفه غموض: حق العودة الذي تكفله الشرعية الدولة، وإزالة الاحتلال الإسرائيلي، بشكليه العسكري والاستيطاني، من الأرض الفلسطينية المحتلة في العام 1967، بما في ذلك القدس الشرقية، لكي يكون بالإمكان إقامة 'دولة فلسطين' على مساحة تشكل 22% فقط من مساحة فلسطين التاريخية، ومن ثم الاعتراف بها، دون أن تكون حاملة لأية صفة قومية أو غيرها. اعتراف كواقع، كمعطى قائم، كما هو متبع ومألوف لدى سائر الدول. إن ما يسعى إليه بنيامين نتنياهو ويرمي إليه من المطالبة بإشهار يهودية الدولة، إضفاء الطابع القومي عليها، لتصبح 'دولة قومية للشعب اليهودي' حيثما وجدوا، سواء داخل دولة إسرائيل أو خارجها، والاعتراف بما يترتب عن ذلك من حق، أو كما ذكر أكثر من مرة، وفي أكثر من مناسبة خلال حديثه عن الرفض الفلسطيني للاعتراف بيهودية الدولة، وتعليله له، أن يهودية الدولة تعنى كما ورد على لسانه 'زخوت عام يسرائيل عال إيرتس يسرائيل' أي، حق شعب إسرائيل على أرض إسرائيل، وصولاً إلى القول أن الفلسطينيين 'يرفضون الاعتراف بيهودية دولة إسرائيل، لكونهم يرفضون هذا الحق 'زخوت' بالذات. هنا نجد أنفسنا أمام السؤال، ما هي 'أرض إسرائيل'؟ وما هي تخومها؟ هل سبق لقبائل بني إسرائيل أن سكنتها، أو هي مجرّد وعد إلهي لشخص أسطوري 'أب' ليملأها نسله من بعده بالأبناء؟ هل كان من المألوف في تلك الأزمنة الغابرة، أن تقوم الآلهة (يهوه، كموش، ملكولم ...) بمنح أتباعها ومريديها أراض ومناطق؟ (للتوسع حول هذا الموضوع انظر الفصل الأول في كتاب 'الآباء من جزيرة العرب' للكاتب). إن مفهوم 'أرض إسرائيل'، الذي تبنته الحركة الصهيونية، وهو مفهوم توراتي، كان ولا يزال مدار جدل بين مختلف التيارات الصهيونية، لجهة حدود تخوم تلك الأرض، ما حال دون اتفاقها على تعيين حدود نهائية ثابتة للمشروع الذي تعمل على تحقيقه، وأبقى الحدود النهائية رهن صراع ثلاثة مفاهيم: |
1. الأول يكتفي بحدود الخريطة الفلسطينية، كما تبلورت عقب انتهاء الحرب العالمية الأولى، ويقف إلى جانبه، في شكل عام، التيار العمالي.
2. الثاني يرى إن حدود 'أرض إسرائيل' هي حدود الإثني عشر سبطاً (سبط تعني قبيلة. والمقصود أبناء يعقوب – إسرائيل الإثني عشر ابناً وفق الأسطورة التوراتية). أي أنه يضيف إلى فلسطين، مناطق من سوريا ولبنان وكامل شرق الأردن. (للنهر ضفّتان، هذه لنا، وتلك لنا. شعار رفعه رئيس التيار التصحيحي في الحركة الصهيونية، الأب الروحي لحزب الليكود الذي يقوده بنيامين نتنياهو). 3. الثالث ينطلق في منظوره، من الحدود التوراتية، وينقسم إلى فريقين، فريق يرى أن الحدود التوراتية تمتد من نهر مصر (وادي العريش في سيناء) وحتى الفرات. وآخر يرى أنها تمتد من نهر مصر النيل وحتى الفرات. ويقف إلى جانب الفهمين الثاني والثالث، التيارات اليمينية والدينية. هنا، نجد أنفسنا ثانية أمام تفسير بنيامين نتنياهو ليهودية الدولة كما ورد على لسانه: 'حق إسرائيل على أرض إسرائيل'، وأمام مطالبته الطرف الفلسطيني الاعتراف بهذا الحق، أي حق إسرائيل في أراضي بلدين عربيين بالكامل، ومناطق من خمس دول عربية أخرى تقع ضمن تخوم 'أرض إسرائيل'، كاشتراط للتقدم في عملية السلام. بيد أن علامة استفهام كبيرة، تطرحها آفاق 'أرض إسرائيل' واسعة الأرجاء، حول ما إذا كان صاحب القرار الفلسطيني، يملك حق الاعتراف بالحق الذي يريده صاحب القرار الإسرائيلي؟. قبل الإجابة عن ذلك، سنقف حول مرامي وأهداف الجانب الإسرائيلي من وراء مطالبته الطرف الفلسطيني الاعتراف بطابع إسرائيل كدولة يهودية. إذا استثنينا عامل الرغبة في المماطلة والتسويف في المفاوضات، وصولاً إلى عرقلتها أو نسفها، تهرباً مما قد تتمخّض عنه من استحقاقات يخشاها الطرف الإسرائيلي، نجد أن رئيس حكومة إسرائيل بنيامين نتنياهو، إلى جانب مسؤولين إسرائيليين آخرين، يرمي من وراء ذلك تحقيق أهداف أربعة، وهي الأخطار المتأتية عن الاعتراف بيهودية الدولة، اثنان منها مكشوفان، وتعرّضا لأضواء ساطعة من قبل أشخاص عديدين: 1. التعرّض لحق اللاجئين الفلسطينيين بالعودة الذي كفلته الأمم المتحدة وفق القرار 194، والسعي للالتفاف حوله لإفراغه من مضمونه. 2. مس مكانة المواطنين العرب في إسرائيل، سواء عن طريق الطرد، أو عبر التبادل السكاني، علماً أنهم مواطنون في دولة، تخرجهم هي من إطارها بتعريفها لذاتها كـ ' دولة اليهود'. هذا فضلاً عن شرعنة الواقع التمييزي الذي يتعرضون له منذ قيام هذه الدولة. والآخران مستتران، لم يحظيا بأضواء ساطعة، وإن كانت بعض الأضواء الخافتة قد لامسته وهما: 1. الاعتراف بالفكرة الصهيونية. 2. الاعتراف بالرواية الصهيونية لموضوعة الصراع العربي الإسرائيلي. تحمل بذرة فنائها لا يمكن للطرف الفلسطيني، ومن المتعذّر عليه، تلبية ما يطالب به رئيس الحكومة الإسرائيلية، لكون 'الحق' الذي يطالب به نتنياهو، يشمل الأراضي الفلسطينية جميعها، والأردن بكامله، فضلاً عن مناطق تابعة لخمس دول عربية أخرى؛ ذلك، حتى لو افترضنا أن الطرف الفلسطيني يتمتع باستقلال كامل ناجز، وأراد تلبية هذا الحق راضياً مرضياً، فإنه سيجد نفسه لا يملك حق منح حقٍ لفرض 'الحق' على أراض لبلدان عربية أخرى. والأمر ذاته ينطبق على سائر الدول العربية الأخرى، فيما إذا طالبها نتنياهو بالاعتراف بيهودية الدولة وفق تفسيره هو. لذا، فإن دعوته تحمل في ثناياها بذور فنائها، ولا ينفعها أو يشفع لها، وقوف الولايات المتحدة إلى جانب ميكرونيزيا معها، خصوصاً وأن آفاق الوطن العربي أخذت تحمل تباشير ملامح ولادة عصر جديد، يحمل في طياته متغيرات عميقة وتبدلات جذرية، من شأنها حمل الجميع على إعادة النظر في أمور كثيرة، بما في ذلك، وبالأخص، الطروحات التي لا تتماشى مع مسار التاريخ. ــــــــ *باحث في الشؤون الإسرائيلية -هذا المقال نشر في مجلة 'شؤون فلسطينية' العدد 246 |
مشكور على الطرح مفتش كرمبو
قرأت للمشاركة 6 لي عودة فيما بع ولك التحية |
الأخ الفاضل المفتش كرمبو مرجع قيم واختيار موفق ما قمت بطرحه الف تقدير وشكر وبانتظار مواضيعك موفور الشكر والتقدير |
مشكور اخي كرمبو
على روعة الادراج طرح رائع ومفيد سلمت لنا تحيات لك |
ولا شك بأن بصمات الجرائم النازية بحق التجمعات اليهودية في أوروبا، تنافس بصمات بلفور في مجال خدمة الفكرة الصهيونية، والتسريع بتجسيدها على الأرض في شكل دولة. فقد استغلت الحركة الصهيونية هذه الأجواء المريحة لها، وبذلت نشاطاً سياسياً ملحوظاً داخل الأوساط الأوروبية والأميركية، فضلاً عن استثمارها قضية إنسانية تتمثل بوجود مئة ألف يهودي داخل معسكرات الاعتقال النازية التي ضمّت أيضاً نحو عشرة ملايين شخصاً مقتلعين من أوطانه
مشكور على الموضوع والمعلومات المميزة به تحياتي وبانتظار مواضيعك |
الساعة الآن 02:11 AM. |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب
جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى |