![]() |
ذكر المتوفين في هذه السنة مرتبين على الحروف كما ذكرهم شيخنا الحافظ الذهبي في تاريخه :
أبان بن سعيد بن العاص بن أمية الأموي أبو الوليد المكي ، صحابي [ ص: 605 ] جليل ، وهو الذي أجار عثمان بن عفان يوم الحديبية حتى دخل مكة لأداء رسالة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أسلم بعد مرجع أخويه من الحبشة ; خالد وعمرو ، فدعواه إلى الإسلام فأجابهما ، وساروا فوجدوا رسول الله صلى الله عليه وسلم قد فتح خيبر ، وقد استعمله رسول الله صلى الله عليه وسلم سنة تسع على البحرين وقتل بأجنادين . أنسة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم : المشهور أنه قتل ببدر فيما ذكره البخاري وغيره . وزعم الواقدي فيما نقله عن أهل العلم أنه شهد أحدا ، وأنه بقي بعد ذلك زمانا قال : وحدثني ابن أبي الزناد عن محمد بن يوسف ، أن أنسة مات في خلافة أبي بكر الصديق ، وكان يكنى أبا مسروح . وقال الزهري : كان يأذن للناس على النبي صلى الله عليه وسلم . تميم بن الحارث بن قيس السهمي وأخوه سعيد ; صحابيان جليلان هاجرا إلى الحبشة ، وقتلا بأجنادين . الحارث بن أوس بن عتيك ، من مهاجرة الحبشة ، قتل بأجنادين . [ ص: 606 ] خالد بن سعيد بن العاص الأموي ، من السابقين الأولين ، ممن هاجر إلى الحبشة ، وأقام بها بضع عشرة سنة ، ويقال : إنه كان على صنعاء من جهة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأمره الصديق على بعض الفتوحات كما تقدم ، قتل يوم مرج الصفر في قول ، وقيل : بل هرب فلم يمكنه الصديق من دخول المدينة تعزيرا له ، فأقام شهرا في بعض ظواهرها حتى أذن له . ويقال : إن الذي قتله أسلم ، وقال : رأيت له حين قتلته نورا ساطعا إلى السماء ، رضي الله عنه . سعد بن عبادة بن دليم بن حارثة بن أبي حزيمة - ويقال : حارثة بن حرام بن حزيمة - بن ثعلبة بن طريف بن الخزرج بن ساعدة بن كعب بن الخزرج ، الأنصاري الخزرجي سيدهم ، أبو ثابت ويقال : أبو قيس . صحابي جليل ، كان أحد النقباء ليلة العقبة ، وشهد بدرا في قول عروة وموسى بن عقبة والبخاري وابن ماكولا . وروى ابن عساكر من طريق حجاج بن أرطاة ، عن الحكم ، عن مقسم ، عن ابن عباس أن راية المهاجرين يوم بدر كانت مع علي ، وراية الأنصار كانت مع سعد بن عبادة ، رضي الله عنهما . قلت : والمشهور أن هذا كان يوم الفتح . والله أعلم . [ ص: 607 ] وقال الواقدي : لم يشهدها ; لأنه نهسته حية ، فشغلته عنها بعد أن تجهز لها ، فضرب له رسول الله صلى الله عليه وسلم بسهمه وأجره ، وشهد أحدا وما بعدها . وكذا قال خليفة بن خياط . وكانت له جفنة تدور مع النبي صلى الله عليه وسلم حيث دار من بيوت نسائه بلحم وثريد ، أو لبن وخبز ، أو خبز وسمن ، أو بخل وزيت ، وكان ينادي عند أطمه كل ليلة لمن أراد القرى ، وكان يحسن الكتابة بالعربي والرمي والسباحة ، وكان يسمى من أحسن ذلك كاملا ، وقد ذكر أبو عمر بن عبد البر ما ذكره غير واحد من علماء التاريخ أنه تخلف عن بيعة الصديق حتى خرج إلى الشام . فمات بقرية من حوران سنة ثلاث عشرة في خلافة الصديق . قاله ابن إسحاق والمدائني وخليفة . قال : وقيل : في أول خلافة عمر . وقيل : سنة أربع عشرة . وقيل : سنة خمس عشرة . وقال الفلاس وابن بكير : سنة ست عشرة . قلت : أما بيعة الصديق ، فقد روينا في " مسند الإمام أحمد " أنه سلم للصديق ما قاله من أن الخلفاء من قريش . وأما موته بأرض الشام فمحقق ، والمشهور أنه بحوران . [ ص: 608 ] قال محمد بن عائذ الدمشقي ، عن عبد الأعلى ، عن سعيد بن عبد العزيز ، أنه قال : أول مدينة فتحت من الشام بصرى ، وبها توفي سعد بن عبادة . وعند كثير من أهل زماننا أنه دفن بقرية من غوطة دمشق يقال لها : المنيحة . وبها قبر مشهور به . ولم أر الحافظ ابن عساكر تعرض لذكر هذا القبر في ترجمته بالكلية . فالله أعلم . قال ابن عبد البر : ولم يختلفوا أنه وجد ميتا في مغتسله وقد اخضر جسده ، ولم يشعروا بموته حتى سمعوا قائلا يقول : . قتلنا سيد الخزر ج سعد بن عباده رميناه بسهمين قال ابن جريج : سمعت عطاء يقول : سمعت أن الجن قالوا في سعد بن عبادة هذين البيتين . فلم نخط فؤاده له عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث ، وكان ، رضي الله عنه ، من أشد الناس غيرة ، ما تزوج امرأة إلا بكرا ، ولا طلق امرأة فتجاسر أحد أن يخطبها بعده . وقد روي أنه لما خرج من المدينة قسم ماله بين بنيه ، فلما توفي ولد له ولد ، فجاء أبو بكر وعمر إلى ابنه قيس بن سعد ، فأمراه أن يدخل هذا معهم ، فقال : إني لا أغير ما صنع سعد ، ولكن نصيبي لهذا الولد . [ ص: 609 ] سلمة بن هشام بن المغيرة . أخو أبي جهل بن هشام ، أسلم سلمة قديما وهاجر إلى الحبشة ، فلما رجع منها حبسه أخوه وأجاعه ، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو له في القنوت ولجماعة معه من المستضعفين . ثم انسل فلحق برسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة بعد الخندق ، وكان معه بها ، وقد شهد أجنادين وقتل بها ، رضي الله عنه . ضرار بن الأزور الأسدي ، كان من الفرسان المشهورين ، والأبطال المذكورين ، له مواقف مشهودة ، وأحوال محمودة . ذكر عروة وموسى بن عقبة أنه قتل بأجنادين . له حديث في استحباب إبقاء شيء من اللبن في الضرع عند الحلب . طليب بن عمير بن وهب بن كثير بن عبد بن قصي القرشي العبدي ، أمه أروى بنت عبد المطلب عمة النبي صلى الله عليه وسلم ، أسلم قديما وهاجر إلى الحبشة الهجرة الثانية ، وشهد بدرا . قاله ابن إسحاق والواقدي والزبير بن بكار . ويقال : إنه أول من ضرب مشركا . وذلك أن أبا جهل سب النبي صلى الله عليه وسلم فضربه طليب بلحي جمل فشجه . استشهد طليب بأجنادين وقد شاخ ، رضي الله عنه . عبد الله بن الزبير بن عبد المطلب بن هاشم القرشي الهاشمي ، ابن عم [ ص: 610 ] النبي صلى الله عليه وسلم ، كان من الأبطال المذكورين والشجعان المشهورين ، قتل يوم أجنادين بعدما قتل عشرة من الروم مبارزة ، كلهم بطارقة أبطال . وله من العمر يومئذ بضع وثلاثون سنة . عبد الله بن عمرو الدوسي ، قتل بأجنادين . وليس هذا الرجل معروفا . عثمان بن طلحة العبدري الحجبي ، قيل : إنه قتل بأجنادين . والصحيح أنه تأخر إلى ما بعد الأربعين . عتاب بن أسيد بن أبي العيص بن أمية الأموي . أبو عبد الرحمن ، أمير مكة نيابة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، استعمله عليها عام الفتح وله من العمر عشرون سنة ، فحج بالناس عامئذ ، واستنابه عليها أبو بكر بعده عليه الصلاة والسلام ، وكانت وفاته بمكة ، قيل : يوم توفي أبو بكر . رضي الله عنهما . له حديث واحد . رواه أهل السنن الأربعة . عكرمة بن أبي جهل عمرو بن هشام بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم ، أبو عثمان القرشي المخزومي ، كان من سادات الجاهلية كأبيه ، ثم أسلم عام الفتح بعدما فر ، ثم رجع إلى الحق ، واستعمله الصديق على عمان حين ارتدوا ، فظفر بهم ، كما تقدم ، ثم قدم الشام وكان أميرا على بعض الكراديس ، [ ص: 611 ] ويقال : إنه لا يعرف له ذنب بعدما أسلم . وكان يقبل المصحف ويبكي ويقول : كلام ربي كلام ربي . احتج بهذا الإمام أحمد على جواز تقبيل المصحف ومشروعيته . وقال الشافعي : كان عكرمة محمود البلاء في الإسلام . قال عروة : قتل بأجنادين . وقال غيره : باليرموك بعدما وجد به بضع وسبعون ما بين ضربة وطعنة . رضي الله عنه . الفضل بن العباس بن عبد المطلب ، قيل : إنه توفي في هذه السنة . والصحيح أنه تأخر إلى سنة ثماني عشرة . نعيم بن عبد الله النحام ، أحد بني عدي ، أسلم قديما قبل عمر ، ولم يتهيأ له هجرة إلى ما بعد الحديبية ; وذلك لأنه كان فيه بر بأقاربه ، فقالت له قريش : أقم عندنا على أي دين شئت ، فوالله لا يتعرضك أحد إلا ذهبت أنفسنا دونك . استشهد يوم أجنادين ، وقيل : يوم اليرموك . رضي الله عنه . هبار بن الأسود بن أسد . أبو الأسود القرشي الأسدي ، هذا الرجل كان قد طعن راحلة زينب بنت النبي صلى الله عليه وسلم يوم خرجت من مكة حتى أسقطت ، ثم أسلم بعد فحسن إسلامه ، وقتل بأجنادين ، رضي الله عنه . [ ص: 612 ] هبار بن سفيان بن عبد الأسد المخزومي . ابن أخي أبي سلمة . أسلم قديما وهاجر إلى الحبشة ، واستشهد يوم أجنادين على الصحيح ، وقيل : قتل يوم مؤتة . والله أعلم . هشام بن العاص بن وائل السهمي ، أخو عمرو بن العاص ، روى الترمذي ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ابنا العاص مؤمنان . وقد أسلم هشام قبل عمرو . ، وهاجر إلى الحبشة ، فلما رجع منها احتبس بمكة ، ثم هاجر بعد الخندق ، وقد أرسله الصديق إلى ملك الروم ، وكان من الفرسان . وقتل بأجنادين ، وقيل : باليرموك . والأول أصح . والله أعلم . أبو بكر الصديق ، رضي الله عنه ، تقدم ، وله ترجمة مفردة ، ولله الحمد . |
ثم دخلت سنة ثماني عشرة
المشهور الذي عليه الجمهور أن طاعون عمواس كان بها ، وقد تبعنا قول سيف بن عمر ، و ابن جرير في إيراده ذلك في السنة التي قبلها ، لكنا نذكر وفاة من مات في الطاعون في هذه السنة ، إن شاء الله تعالى . قال ابن إسحاق ، وأبو معشر : كان في هذه السنة طاعون عمواس وعام الرمادة ، فتفانى فيها الناس . قلت : كان في عام الرمادة جدب عم أرض الحجاز ، وجاع الناس جوعا شديدا ، وقد بسطنا القول في ذلك في " سيرة عمر " . وسميت عام الرمادة لأن الأرض اسودت من قلة المطر ، حتى عاد لونها شبيها بالرماد . وقيل : لأنها كانت تسفي الريح ترابا كالرماد . ويمكن أن تكون سميت لكل منهما ، والله أعلم . وقد أجدب الناس في هذه السنة بأرض الحجاز ، وجفلت الأحياء إلى المدينة ولم يبق عند أحد منهم زاد ، فلجئوا إلى أمير المؤمنين فأنفق فيهم من حواصل بيت المال مما فيه من الأطعمة والأموال حتى أنفده ، وألزم نفسه أن لا يأكل سمنا ولا [ ص: 69 ] سمينا حتى يكشف ما بالناس ، فكان في زمن الخصب يبس له الخبز باللبن والسمن ، ثم كان عام الرمادة يبس له بالزيت والخل ، وكان يستمرئ الزيت ، وكان لا يشبع مع ذلك ، فاسود لون عمر ، رضي الله عنه ، وتغير جسمه حتى كاد يخشى عليه من الضعف . واستمر هذا الحال في الناس تسعة أشهر ، ثم تحول الحال إلى الخصب والدعة ، وانشمر الناس عن المدينة إلى أماكنهم . قال الشافعي : بلغني أن رجلا من العرب قال لعمر حين ترحل الأحياء عن المدينة : لقد انجلت عنك وإنك لابن حرة . أي : واسيت الناس وأنصفتهم وأحسنت إليهم . وقد روينا أن عمر عس المدينة ذات ليلة في عام الرمادة فلم يجد أحدا يضحك ، ولا يتحدث الناس في منازلهم على العادة ، ولم يجد سائلا يسأل ، فسأل عن سبب ذلك ، فقيل له : يا أمير المؤمنين ، إن السؤال سألوا فلم يعطوا فقطعوا السؤال ، والناس في هم وضيق ، فهم لا يتحدثون ولا يضحكون . فكتب عمر إلى أبي موسى بالبصرة : أن يا غوثاه لأمة محمد . وكتب إلى عمرو بن العاص بمصر : أن يا غوثاه لأمة محمد . فبعث إليه كل واحد منهما بقافلة عظيمة تحمل البر وسائر الأطعمات ، ووصلت ميرة عمرو في البحر إلى جدة ومن جدة إلى مكة . وهذا الأثر جيد الإسناد ، لكن ذكر عمرو بن العاص في عام الرمادة مشكل ؛ فإن مصر لم تكن فتحت في سنة ثماني عشرة ، فإما أن يكون عام الرمادة بعد سنة ثماني عشرة ، أو يكون ذكر عمرو بن العاص في عام الرمادة وهما ، والله أعلم . [ ص: 70 ] وذكر سيف عن شيوخه ، أن أبا عبيدة قدم المدينة ومعه أربعة آلاف راحلة تحمل طعاما ، فأمره عمر بتفرقتها في الأحياء حول المدينة فلما فرغ من ذلك أمر له عمر بأربعة آلاف درهم ، فأبى أن يقبلها ، فألح عليه عمر حتى قبلها . وذكر ابن جرير في هذه السنة من طريق سيف بن عمر ، عن أبي المجالد ، والربيع ، وأبي عثمان وأبي حارثة ، وعن عبد الله بن شبرمة ، عن الشعبي ، قالوا : كتب أبو عبيدة إلى عمر بن الخطاب : إن نفرا من المسلمين أصابوا الشراب - منهم ضرار وأبو جندل بن سهيل - فسألناهم فقالوا : خيرنا فاخترنا ؛ قال : فهل أنتم منتهون [ المائدة : 91 ] . ولم يعزم علينا . فجمع عمر الناس فأجمعوا على خلافهم ، وأن المعنى في قوله : فهل أنتم منتهون أي : انتهوا . وأجمعوا على جلدهم ثمانين ثمانين ، وأن من تأول هذا التأويل وأصر عليه يقتل . فكتب عمر إلى أبي عبيدة ؛ أن ادعهم فسلهم عن الخمر ؛ فإن قالوا : هي حلال . فاقتلهم ، وإن قالوا : هي حرام . فاجلدهم . فاعترف القوم بتحريمها ، فجلدوا الحد وندموا على ما كان منهم من اللجاجة فيما تأولوه ، حتى وسوس أبو جندل في نفسه ، فكتب أبو عبيدة إلى عمر في [ ص: 71 ] ذلك ، وسأله أن يكتب إلى أبي جندل ويذكره ، فكتب إليه عمر بن الخطاب في ذلك : من عمر إلى أبي جندل ، إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء [ النساء : 48 ] . فتب وارفع رأسك وابرز ولا تقنط ، فإن الله تعالى يقول قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم [ الزمر : 53 ] . وكتب عمر إلى الناس أن عليكم أنفسكم ، ومن غير فغيروا عليه ، ولا تعيروا أحدا فيفشو فيكم البلاء . وقد قال أبو الزهراء القشيري في ذلك : ألم تر أن الدهر يعثر بالفتى وليس على صرف المنون بقادر صبرت ولم أجزع وقد مات إخوتي قال سيف بن عمرو ، عن سهل بن يوسف السلمي ، عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك ، قال : كان عام الرمادة في آخر سنة سبع عشرة ، وأول سنة ثماني عشرة ، أصاب أهل المدينة وما حولها جوع فهلك كثير من الناس ، حتى جعلت الوحش تأوي إلى الإنس . فكان الناس كذلك وعمر كالمحصور عن [ ص: 72 ] أهل الأمصار ، حتى أقبل بلال بن الحارث المزني فاستأذن على عمر ، فقال : أنا رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم إليك ، يقول لك رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، : " لقد عهدتك كيسا ، وما زلت على ذلك ، فما شأنك ؟ " . قال : متى رأيت هذا ؟ قال : البارحة . فخرج فنادى في الناس : الصلاة جامعة . فصلى بهم ركعتين ، ثم قام فقال : أيها الناس أنشدكم الله هل تعلمون مني أمرا غيره خيرا منه ؟ قالوا : اللهم لا . فقال : إن بلال بن الحارث يزعم ذيت وذيت . فقالوا : صدق بلال ، فاستغث بالله ثم بالمسلمين . فبعث إليهم - وكان عمر عن ذلك محصورا - فقال عمر : الله أكبر ، بلغ البلاء مدته فانكشف ، ما أذن لقوم في الطلب إلا وقد رفع عنهم البلاء . وكتب إلى أمراء الأمصار أن أعينوا أهل المدينة ومن حولها ، فإنه قد بلغ جهدهم . وأخرج الناس إلى الاستسقاء ، فخرج وخرج معه العباس بن عبد المطلب ماشيا ، فخطب وأوجز وصلى ، ثم جثى لركبتيه وقال : اللهم إياك نعبد وإياك نستعين ، اللهم اغفر لنا وارحمنا وارض عنا . ثم انصرف فما بلغوا المنازل راجعين حتى خاضوا الغدران . ولست عن الصهباء يوما بصابر رماها أمير المؤمنين بحتفها فخلانها يبكون حول المعاصر ثم روى سيف ، عن مبشر بن الفضيل ، عن جبير بن صخر ، عن [ ص: 73 ] عاصم بن عمر بن الخطاب ، أن رجلا من مزينة عام الرمادة سأله أهله أن يذبح لهم شاة ، فقال : ليس فيهن شيء . فألحوا عليه فذبح شاة ، فإذا عظامها حمر ، فقال : يا محمداه . فلما أمسى أري في المنام أن رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، يقول له : " أبشر بالحيا ، ائت عمر فأقرئه مني السلام وقل له : إن عهدي بك وفي العهد ، شديد العقد ، فالكيس الكيس يا عمر " . فجاء حتى أتى باب عمر فقال لغلامه : استأذن لرسول رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، . فأتى عمر فأخبره ففزع ، ثم صعد عمر المنبر فقال للناس : أنشدكم بالذي هداكم للإسلام ، هل رأيتم مني شيئا تكرهونه ؟ فقالوا : اللهم لا ، وعم ذاك ؟ فأخبرهم بقول المزني - وهو بلال بن الحارث - ففطنوا ولم يفطن . فقالوا : إنما استبطأك في الاستسقاء فاستسق بنا . فنادى في الناس ، فخطب فأوجز ، ثم صلى ركعتين فأوجز ، ثم قال : اللهم عجزت عنا أنصارنا ، وعجز عنا حولنا وقوتنا ، وعجزت عنا أنفسنا ، ولا حول ولا قوة إلا بك ، اللهم فاسقنا وأحي العباد والبلاد . وقال الحافظ أبو بكر البيهقي : أخبرنا أبو نصر بن قتادة وأبو بكر الفارسي قالا : حدثنا أبو عمرو بن مطر ، حدثنا إبراهيم بن علي الذهلي ، حدثنا يحيى بن يحيى ، حدثنا أبو معاوية ، عن الأعمش ، عن أبي صالح ، عن مالك قال : أصاب الناس قحط في زمان عمر بن الخطاب ، فجاء رجل إلى قبر النبي [ ص: 74 ] ، صلى الله عليه وسلم ، ، فقال : يا رسول الله استسق الله لأمتك فإنهم قد هلكوا . فأتاه رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، في المنام ، فقال : " ائت عمر فأقرئه مني السلام وأخبره أنكم مسقون ، وقل له عليك الكيس الكيس " . فأتى الرجل فأخبر عمر فقال : يا رب ما آلو إلا ما عجزت عنه . وهذا إسناد صحيح . وقال الطبراني : حدثنا أبو مسلم الكشي ، ثنا محمد بن عبد الله الأنصاري ، ثنا أبي ، عن ثمامة بن عبد الله بن أنس ، عن أنس أن عمر ، رضي الله عنه ، خرج يستسقي وخرج بالعباس معه يستسقي ، فيقول : اللهم إنا كنا إذا قحطنا على عهد نبينا توسلنا إليك بنبينا ، وإنا نتوسل إليك بعم نبينا ، صلى الله عليه وسلم ، . وقد رواه البخاري ، عن الحسن بن محمد ، عن محمد بن عبد الله الأنصاري ، به ، ولفظه : عن أنس ، أن عمر كان إذا قحطوا يستسقي بالعباس بن عبد المطلب ، فيقول : اللهم إنا كنا نتوسل إليك بنبينا فتسقينا ، وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا . قال : فيسقون . وقال أبو بكر بن أبي الدنيا في " كتاب المطر " ، وفي كتاب " مجابي الدعوة " : حدثنا أبو بكر الشيباني ، ثنا عطاء بن [ ص: 75 ] مسلم عن العمري ، عن خوات بن جبير ، قال : خرج عمر يستسقي بهم فصلى ركعتين ، فقال : اللهم إنا نستغفرك ونستسقيك . فما برح من مكانه حتى مطروا ، فقدم أعراب فقالوا : يا أمير المؤمنين بينا نحن بوادينا في ساعة كذا إذ أظلتنا غمامة فسمعنا منها صوتا : أتاك الغوث أبا حفص ، أتاك الغوث أبا حفص . وقال ابن أبي الدنيا ثنا إسحاق بن إسماعيل ، ثنا سفيان ، عن مطرف بن طريف ، عن الشعبي قال : خرج عمر يستسقي بالناس فما زاد على الاستغفار حتى رجع ، فقالوا : يا أمير المؤمنين ، ما نراك استسقيت . فقال : لقد طلبت المطر بمجاديح السماء التي يستنزل بها المطر ، ثم قرأ : استغفروا ربكم إنه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا ثم قرأ : وأن استغفروا ربكم ثم توبوا إليه [ هود : 3 ] . قال الواقدي ، وغيره : وفي هذه السنة في ذي الحجة منها حول عمر المقام ، وكان ملصقا بجدار الكعبة ، فأخره إلى حيث هو الآن ؛ لئلا يشوش المصلون عنده على الطائفين . قلت : وقد ذكرت أسانيد ذلك في " سيرة عمر " . ولله الحمد والمنة . قال : وفيها استقضى عمر شريحا على الكوفة وكعب بن [ ص: 76 ] سور على البصرة . قال : وفيها حج عمر بالناس ، وكانت نوابه فيها الذين تقدم ذكرهم في السنة الماضية . قال : وفيها فتحت الرقة والرها وحران على يدي عياض بن غنم قال : وفتحت رأس عين الوردة على يدي عمر بن سعد بن أبي وقاص وقال غيره خلاف ذلك . وقال شيخنا الحافظ الذهبي في تاريخه : وفيها - يعني هذه السنة - افتتح أبو موسى الأشعري الرها وسميساط عنوة ، وفي أوائلها وجه أبو عبيدة عياض بن غنم إلى الجزيرة فوافق أبا موسى ، فافتتحا حران ونصيبين وطائفة من الجزيرة عنوة ، وقيل : صلحا . وفيها سار عياض إلى الموصل فافتتحها وما حولها عنوة . وفيها بنى سعد جامع الكوفة . وقال الواقدي : وفيها كان طاعون عمواس فمات فيه خمسة وعشرون ألفا . قلت : هذا الطاعون منسوب إلى بليدة صغيرة يقال لها : عمواس . وهي بين القدس والرملة ، لأنها كان أول ما نجم هذا الداء بها ، ثم انتشر في الشام منها فنسب إليها ، فإنا لله وإنا إليه راجعون . قال الواقدي : توفي في عام طاعون عمواس من المسلمين بالشام خمسة وعشرون ألفا . وقال غيره : ثلاثون ألفا . |
وهذا ذكر طائفة من أعيانهم ، رضي الله عنهم أجمعين .
الحارث بن هشام ، أخو أبي جهل ، أسلم يوم الفتح ، وكان سيدا شريفا في الإسلام كما كان في الجاهلية ، استشهد بالشام في هذه السنة ، في قول ، وتزوج عمر بعده بامرأته فاطمة . شرحبيل ابن حسنة ، أحد أمراء الأرباع ، وهو أمير فلسطين ، وهو شرحبيل بن عبد الله بن المطاع بن قطن الكندي ، حليف بني زهرة . وحسنة أمه ، نسب إليها وغلب عليه ذلك . أسلم قديما وهاجر إلى الحبشة ، وجهزه الصديق إلى الشام فكان أميرا على ربع الجيش ، وكذلك في الدولة العمرية ، وطعن هو وأبو عبيدة ، وأبو مالك الأشعري في يوم واحد سنة ثماني عشرة . له حديثان ؛ روى له ابن ماجه أحدهما في الوضوء ، وغيره . عامر بن عبد الله بن الجراح ابن هلال بن أهيب بن ضبة بن الحارث بن فهر القرشي ، أبو عبيدة بن الجراح ، الفهري ، أمين هذه الأمة ، وأحد العشرة المشهود لهم بالجنة ، وأحد [ ص: 78 ] الخمسة الذين أسلموا في يوم واحد ، وهم ; عثمان بن مظعون ، وعبيدة بن الحارث ، وعبد الرحمن بن عوف ، وأبو سلمة بن عبد الأسد ، وأبو عبيدة بن الجراح . أسلموا على يدي الصديق . ولما هاجروا آخى رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، بينه وبين سعد بن معاذ ، وقيل : بين محمد بن مسلمة . وقد شهد بدرا وما بعدها ، وقال رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، : إن لكل أمة أمينا ، وأمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح ثبت ذلك في " الصحيحين " . وثبت في " الصحيحين " أيضا أن الصديق قال يوم السقيفة : وقد رضيت لكم أحد هذين الرجلين فبايعوه . يعني عمر بن الخطاب وأبا عبيدة . وبعثه الصديق أميرا على ربع الجيش إلى الشام ، ثم لما انتدب خالدا من العراق كان أميرا على أبي عبيدة وغيره ، لعلمه بالحروب . فلما انتهت الخلافة إلى عمر عزل خالدا وولى أبا عبيدة بن الجراح ، وأمره أن يستشير خالدا ، فجمع للأمة بين أمانة أبي عبيدة وشجاعة خالد . قال ابن عساكر : وهو أول من سمي أمير الأمراء بالشام . قالوا : وكان أبو عبيدة طوالا نحيفا ، أجنأ معروق الوجه ، خفيف اللحية ، أهتم ؛ وذلك لأنه لما انتزع الحلقتين من وجنتي رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، يوم أحد خاف أن يؤلم رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، ، فتحامل على ثنيتيه فسقطتا ، فما رئي أحسن هتما منه . [ ص: 79 ] توفي بالطاعون عام عمواس ، كما تقدم سياقه في سنة سبع عشرة ، عن سيف بن عمر - والصحيح أن عمواس كانت في هذه السنة سنة ثماني عشرة - بقرية فحل . وقيل : بالجابية . وقد اشتهر في هذه الأعصار قبر بالقرب من عقبة عمياء بالغور ينسب إليه . والله أعلم . وعمره يوم مات ثمان وخمسون سنة . الفضل بن عباس بن عبد المطلب ، كان حسنا وسيما جميلا ، أردفه رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، وراءه يوم النحر من حجة الوداع ، وهو شاب حسن . وقد شهد فتح الشام واستشهد بطاعون عمواس في قول محمد بن سعد ، والزبير بن بكار ، وأبي حاتم ، وابن البرقي ، وهو الصحيح . وقيل : يوم مرج الصفر . وقيل : بأجنادين . ويقال : باليرموك . ويقال : سنة ثمان وعشرين [ ص: 80 ] معاذ بن جبل ابن عمرو بن أوس بن عائذ بن عدي بن كعب بن عمرو بن أدي بن سعد بن علي بن أسد بن ساردة بن يزيد بن جشم بن الخزرج الأنصاري الخزرجي ، أبو عبد الرحمن المدني ، صحابي جليل كبير القدر . قال الواقدي : كان طوالا حسن الشعر والثغر براق الثنايا ، لم يولد له . وقال غيره : بل ولد له ولد ، وهو عبد الرحمن . شهد معه اليرموك . وقد شهد معاذ العقبة . ولما هاجر الناس آخى رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، بينه وبين ابن مسعود ، وحكى الواقدي الإجماع على ذلك . وقد قال محمد بن إسحاق : آخى بينه وبين جعفر بن أبي طالب . وشهد بدرا وما بعدها . وكان أحد الأربعة من الخزرج ، الذين جمعوا القرآن في حياة النبي ، صلى الله عليه وسلم ، وهم : أبي بن كعب ، وزيد بن ثابت ، ومعاذ بن جبل ، وأبو زيد عم أنس بن مالك وصح في الحديث الذي رواه أبو داود والنسائي ، من حديث حيوة بن [ ص: 81 ] شريح عن عقبة بن مسلم ، عن أبي عبد الرحمن الحبلي ، عن الصنابحي ، عن معاذ ، أن رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، قال له : يا معاذ والله إني لأحبك ، فلا تدعن أن تقول في دبر كل صلاة : اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك وفي المسند والنسائي ، وابن ماجه ، من طريق أبي قلابة ، عن أنس مرفوعا : " وأعلمهم بالحلال والحرام معاذ بن جبل " . وقد بعثه رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، إلى اليمن ، وقال له : " بم تحكم ؟ " . فقال : بكتاب الله . الحديث . وكذلك أقره الصديق على ذلك يعلم الناس الخير باليمن . ثم هاجر إلى الشام فكان بها حتى مات بعد ما استخلفه أبو عبيدة حين طعن ، ثم طعن بعده في هذه السنة . وقد قال عمر بن الخطاب : إن معاذا يبعث أمام العلماء بربوة . ورواه محمد بن كعب ، مرسلا . وقال ابن مسعود : كنا نشبهه بإبراهيم الخليل . وقال ابن مسعود : إن معاذا كان [ ص: 82 ] أمة قانتا لله حنيفا ولم يك من المشركين . وكانت وفاته شرقي غور بيسان سنة ثماني عشرة . وقيل : سنة تسع عشرة . وقيل : سبع عشرة ، عن ثمان وثلاثين ، على المشهور . وقيل غير ذلك . والله أعلم . يزيد بن أبي سفيان ، أبو خالد ، صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف القرشي الأموي ، أخو معاوية ، وكان يزيد أكبر وأفضل . وكان يقال له : يزيد الخير . أسلم عام الفتح ، وحضر حنينا ، وأعطاه رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، مائة من الإبل وأربعين أوقية ، واستعمله الصديق على ربع الجيش إلى الشام وهو أول أمير وصل إليها ، ومشى الصديق في ركابه يوصيه ، وبعث معه أبا عبيدة ، وعمرو بن العاص ، وشرحبيل بن حسنة ؛ فهؤلاء أمراء الأرباع . ولما افتتحوا دمشق دخل هو من باب الجابية الصغير عنوة كخالد في دخوله من الباب الشرقي عنوة ، وكان الصديق قد وعده بإمرتها ، فوليها عن أمر عمر وأنفذ له ما وعده الصديق ، وكان أول من وليها من المسلمين . المشهور أنه مات في طاعون عمواس كما تقدم . وزعم الوليد بن مسلم ، أنه توفي سنة تسع عشرة بعدما فتح قيسارية . ولما مات كان قد استخلف أخاه معاوية [ ص: 83 ] على دمشق فأمضى عمر بن الخطاب له ذلك ، رضي الله عنهم . وليس في الكتب شيء ، وقد روى عنه أبو عبد الله الأشعري أن رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، قال : مثل الذي يصلي ولا يتم ركوعه ولا سجوده ، مثل الجائع الذي لا يأكل إلا التمرة والتمرتين ، لا يغنيان عنه شيئا أبو جندل بن سهيل بن عمرو ، وقيل : اسمه العاص . أسلم قديما ، وقد جاء يوم صلح الحديبية مسلما يرسف في قيوده ؛ لأنه كان قد استضعف فرده أبوه ، وأبى أن يصالح حتى يرد ، ثم لحق أبو جندل بأبي بصير إلى سيف البحر ، ثم هاجر إلى المدينة وشهد فتح الشام . وقد تقدم أنه تأول آية الخمر ثم رجع . ومات بطاعون عمواس . رحمه الله ورضي عنه . أبو عبيدة بن الجراح ، هو عامر بن عبد الله تقدم . [ ص: 84 ] أبو مالك الأشعري ، قيل : اسمه كعب بن عاصم . قدم مهاجرا سنة خيبر مع أصحاب السفينة ، وشهد ما بعدها . واستشهد بالطاعون عام عمواس هو وأبو عبيدة ومعاذ في يوم واحد ، رضي الله عنهم أجمعين . |
ثم دخلت سنة تسع عشرة
قال الواقدي وغيره : كان فتح المدائن وجلولاء فيها . والمشهور خلاف ما قال ، كما تقدم . وقال محمد بن إسحاق : كان فتح الجزيرة والرها وحران ورأس العين ونصيبين في هذه السنة . وقد خالفه غيره . وقال أبو معشر ، وخليفة ، وابن الكلبي : كان فتح قيسارية في هذه السنة وأميرها معاوية . وقال غيره : يزيد بن أبي سفيان وقد تقدم أن معاوية افتتحها قبل هذا بسنين . وقال محمد بن إسحاق : كان فتح قيسارية من فلسطين ، وهرب هرقل وفتح مصر في سنة عشرين . وقال سيف بن عمر : كان فتح قيسارية وفتح مصر في سنة ست عشرة . قال ابن جرير فأما فتح قيسارية فقد تقدم ، وأما فتح مصر فإني سأذكره في سنة عشرين ، إن شاء الله تعالى . قال الواقدي : وفي هذه السنة ظهرت نار من حرة ليلى ، فأراد عمر أن [ ص: 86 ] يخرج بالرجال إليها ، ثم أمر المسلمين بالصدقة فطفئت . ولله الحمد . ويقال : كان فيها وقعة أرمينية ، وأميرها عثمان بن أبي العاص ، وقد أصيب فيها صفوان بن المعطل بن رحضة السلمي ثم الذكواني ، وكان أحد الأمراء يومئذ . وقد قال رسول الله ، صلى الله عليه وسلم : ما علمت عليه إلا خيرا . وهو الذي ذكره المنافقون في قصة الإفك فبرأ الله ساحته ، وجناب أم المؤمنين زوجة رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، مما قالوا . وقد كان إلى حين قالوا لم يتزوج . ولهذا قال : والله ما كشفت كنف أنثى قط . ثم تزوج بعد ذلك ، وكان كثير النوم ، ربما غلب عليه عن صلاة الصبح في وقتها ، كما جاء في " سنن أبي داود " ، وغيره . وكان شاعرا ثم حصلت له شهادة في سبيل الله . قيل : بهذا البلد . وقيل : [ ص: 87 ] بالجزيرة . وقيل : بسميساط . وقد تقدم بعض هذا فيما سلف . وفيها فتحت تكريت في قول ، والصحيح قبل ذلك . وفيها فيما ذكرنا أسرت الروم عبد الله بن حذافة . وفيها في ذي الحجة منها كانت وقعة بأرض العراق قتل فيها أمير المجوس شهرك ، وكان أمير المسلمين يومئذ الحكم بن أبي العاص ، رضي الله عنه . قال ابن جرير وفيها حج بالناس عمر ، ونوابه على البلاد وقضاته هم المذكورون قبلها . والله أعلم . |
http://t.farok.2.googlepages.com/Tarek_logo1.gif طرحت فابدعت ,, دمت ودام هذا العطاء ودائما بأنتظار جديدك الشيّق خالص ودي وأعذب التحايا لكـ http://t.farok.2.googlepages.com/Tarek_logo1.gif احترامي |
ما شاء الله .. بارك الله فيك وعليك وجزاك الله خير الجزاء, بوركت ورفع الله شأنك.. أسال الله العظيم رب العرش الكريم لك الجنه والخير وان يبارك فيك وعليك وان يجعل الجنه آخر مستقرك وان يجعلك من اهل الحق والايمان وان ينير الله دروبك. وفقك الله على هذا الطرح. |
مشكورة ارب على الموضوع المتميز
لي عووووده |
|
الساعة الآن 12:58 PM. |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب
جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى |