منتديات المُنى والأرب

منتديات المُنى والأرب (http://www.arabna312.com//index.php)
-   الخواطر الأدبية (http://www.arabna312.com//forumdisplay.php?f=168)
-   -   من ... ورد في ذاكرة الحرب (http://www.arabna312.com//showthread.php?t=23083)

ورد بعد 19 - 3 - 2012 12:13 AM

أخي ابو فداء و أخي الحسام
بين أخوتي أحب أن أجمع كل قصصي و أحاديثي
و أجلس معهم , أسامرهم , أحكي لهم عن الوجع
و أقصّ لهم ما حُفظ بالذاكرة
ممتنة أنا لإصغائكم
ورد

ورد بعد 19 - 3 - 2012 12:50 AM

الصفحة الثالثة
.
.
عاشت المسبحة
و رحل إبراهيم الذي

أرضعته السماء ايمانا
و حملته الأرض شابا
لكنه لم يبلغ فيها الكبر
أينع خير الرجال
بين أهله
ناصع الجبين

به الأب يفتخر
خير ابن يحمل اسم الأصالة بين البشر

.
ابراهيم كان
و المجزرة في نفس المكان
ما اهتزّت قدماه
حين شهد بطش التتار

من أمّته
بل قادته إلى مواجهة الفجيعة
كأسهم من نار
*ما نفع المؤمن ان لم يك حاميا للديار *

و سعى في الأرض
يلملم أشلاء المغدورين في وسط النهار
.

إرتكب الجريمة الكبرى
دون أن يدري
جريمة الإنسانية
سجنوه أشباه المغول
و بالحديد أحرقوه
اتّهموه أنّه بلا هوية
ففي شرع المغول
لا الدين .. لا المذهب يتكلم
فقط ملك الغابة من يحكم
.
خمس سنوات
عددتها على أصابعك مئات المرات
حتى ملّت منك أصابعك
فذهبت تغزل مسابح من قلب المقابر
لمسناها

و كأن بها الحجر
غُسل بماء من الجنة
.
لما و كيف عدت

لا نعلم
كانت زيارتك الأخيرة
رسالتك الأخيرة

الرسالة أنت
و المرسل قاتل
.
عريس على وجه السرعة
ما زالت طرحة عروسك متأبطة كتف الكرسي
ترفض الإعتراف بأنك رحلت
و بسمة
ثمرة النور الذي هلّ من جبينك
أنت من أطلق عليها هذا الإسم
ظننت أنّك تقيها من الحزن
و يا ليت
.
إبراهيم .. أين عدوّك
من أن يأتي

أيأتيك صقرا من السماء
أو زاحفا كدود الأرض
و النهاية واحدة مهما اختلف العرض
ابراهيم و أبوه كانوا على نفس الوعد
لتؤبنهم السماء سويا
و يخطفهما الغدر

لمدن الموت
.
إبراهيم

لم تعد وحيدا في زنزانة الألم
فالآن روح أبيك معك
و الكفن
و دماء الشهادة
غسلتك حين وفيت بذاك القسم
.
يا عريس الحرب
يا شهيد الأب
لكم الجنة
من حضن الأرض رحلتم
إلى جنة لا حدود لها

لا طول و لا عرض
لكنّ قلوبنا ما زالت

تحتضنكم

.
.
ورد


ورد بعد 22 - 3 - 2012 12:51 AM

الصفحة الرابعة
.
.
.
القنّاص
.
زيارة أسبوعية
واجب شرعي و إنساني
لبيت الجدّة جليسة الفراش
و القنّاص
.
تحملنا الأم
و نحمل الكتب
نرحل الى ذلك الرعب
فإذا جاء المساء
أقبلت رصاصات القناص
تقتفي معابر الضوء
.
العائلة كبيرة
و زوايا المنزل خطيرة
و قلب الأم لم يعد يحتمل ترقب الموت
هاتِ حقيبتي
عليّ الرحيل

لي موعد مع الأمل
.
زيارة قصيرة للقناص
.
أخي .. و كلنّا على الأرض أخوة
ألاحظ في هذا الشارع
قنّاص محترم
هل لي أن أكلمه ؟
أنا أرجو منه الإصغاء

و لي عنده رجاء
ليرحمني
سيفعل !
.
و تبدأ بسرد روايتها
آه من مكر النساء

الذي في النهاية سينفع
و ينقذ أعناق رجال قد تقطع
.
أيها الشاب
تبدو في ربيع العمر
أراك كشجر في الأرض يعمّر
ينتجر ثمرا ناضجا بعد أن يزهر
في عينيك أرى ملامح أخي
النور يسطع منها دون أن تعي
أخبرني بالله عليك
ماذا أفعل كي لا أعيق سبيل رصاصتك
أعلم أننا لسنا من تقصد

لا تبرّر
فقط أخبرني عن وجهة الرصاص
فعنها نعرض
.
و القنّاص
أصابته نشوة من يتحكم بمصير البشر
و كأنه ملكا متوّجا على عرشه يكبر
أو طبيبا اكتشف علاجا ينهي مرض السكر
أو ربما تخيّل نفسه مخرجا

يبدّل المشاهد و يحرّك الصور
.
لا تضيئوا الأنوار بعد اليوم
فالظلمة للعين أسلم
شمعة صغيرة تكفي
تؤنسكم

دعوا الليل أبكم
هيا يا امراة
عودي إلى دارك

بفضلي ستكونين بمأمن
فقد أنزلت عليك رحمتي
في لحظة تجلي
ارحلي
قبل أن ترحل اللحظة

عندها لا نفعا لمن يندم
.
.
ورد


ورد بعد 23 - 3 - 2012 02:16 AM

الصفحة الخامسة
.
.
حفلة صاخبة
.
أحزاننا أفراح
إن لم نسكن الوهم
لن نعرف معنى السعادة
لقاؤنا صدفة
و لكنّه مكرر
هناك تحت الأرض
مخبأ بقاعة مزدوجة

تتسع للألم و لبكاء الأطفال
لم يعلم
أنّه سيكون شاهدا على أمسياتنا
و تعارفنا
جمعتنا صلة المخبأ
.
نضيء الشموع على أصوات القنابل
و صواريخ أرض أرض
و ترتجّ الأرض
يبدأ لعب الورق
يا للغرابة
الموت يعتلي الفضاء فوق رؤوسنا

يتسلل تحت وسائدنا
و فوقها
فيما نحن نهرب منه بلعبة

تهزم العقل و تخترق
موجودون بإثبات من سيربح بين الفرق
.
أحمد أصابه الأرق
يصارع النوم
النعاس منافس عنيد
لا يقهر
يتأرجح على الكرسي
و عينيّ تتأرجح معه
كرسيّه يداعب جفوني
تقترب الغفوة
و على غفلة
يقع
وقع أحمد عن الكرسي
و تأرجحت مشاعري
فأصابني
بضحكات أيقظت قلبي العليل
.
جنون
فنون الحرب
غريزة للتأقلم مع الوجع

كمن يتخبطّه الموج
و يتمسّك بقشّة
علّها تقيه من الغرق
.
.
ورد


ورد بعد 24 - 3 - 2012 02:30 AM

الصفحة السادسة
.
.نزهة
.
إستراحة قصيرة من صوت النار
و منظر الدمار
لنختلي قليلا بأرضنا
بزرعنا
إجتمعنا
جيران , أقارب , أصحاب
دون مذاهب
باب حديد جمعنا
و مقوّد السيارة
كان أفضل قائد
و عابد
إبن أمّه الوحيد
كم كان عنيد
.
هيا
لنتسلق اللحظات
و نركض في طرقات
لا تعترف بالحرب

كطفولتنا
فكرة تبدو مستحيلة
الواقع و الحصول
لمن إختنق برائحة البارود
.
هناك
انتظرونا
تلقّوا وعدكم
يا تاركين عبادة أصنامنا
و لا تسجدون سوى لله
سنشعلكم حطبا

و نحرق أجسادكم
و فكركم
.
إنقضّوا علينا كوحوش البراري
وجوههم سوداء
و قلوبهم أسود
و أمّ تصرخ بالآه
بالله عليكم
أقبّل أقدامكم
"كلّنا إلّا عابد

كلّنا إلا عابد"
وحيد أمّه
و الزوج يكتم فاهها
أمجنونة أنتِ
لا تولولي
فصوت بنادقهم أقوى
.
و هي تصلي
كما الصلاة الأخيرة
معلنة وداع كل أمل
عابد أتيت في نزهة
فكانت رحلة
إلى المجهول

الآخرة

.
.
ورد

أرب جمـال 24 - 3 - 2012 05:00 AM

اااااااااااايهٍ يا ورد
الذاكرة حُبلى بالكثير ونحن في زمن اعتدنا على اصوات البنادق وأزيز الطائرات والسباحة في الدم ..
اعتدنا أن نبتعد عن لبس اللون الأبيض خشية أن يتلوث كما تلوثت صفحات كراريسنا بتاريخنا الأسود ..

ورد .. يا ورد ..
ابق حرة كطيور الوطن .. تشاهد وتسجل في ذاكرتها .. لعلّ التاريخ يستنطقها ذات يومٍ فتبوح بما عجزت صحفنا واذاعاتنا وتلفزتنا وعجز ساستنا عن بوحه!!
من يدري !؟

تقديري غاليتي

السهم المصري 24 - 3 - 2012 08:39 AM

أسجل متابعة
شكرا لك sha@sha@

ورد بعد 25 - 3 - 2012 06:23 PM

الأخت العزيزة أرب جمال
فتحنا أعيننا على حرب و أحزاب و كذب الأشد فتكا من كل ما سبقه
و الكذبة الأكبر كانت سلاما استجديناه من أفواه بنادق من لا يرحم
لا سلام عندما يختل ميزان العدل
و هو مختلّ مختل مختل
و العبرة دائما أن الإنسان غير قادر على ايجاد فكر دون أن يكون له ضحايا
و الذي لا ينظر لحقيقة الأرض و يرى كائناتها الصغيرة
سيمرّ على كيانها و يحطمها قاصدا ذلك أم غير قاصد
.
يشرفني حضورك دائما
ورد

ورد بعد 25 - 3 - 2012 06:25 PM

أخي السهم المصري
لحضورك و متابعتك قيمة كبيرة
و فرصة مميزة أن يقرأني قلم بمثل فكرك و ثقافتك
شكرا لك
ورد

ورد بعد 25 - 3 - 2012 06:41 PM

الصفحة السابعة
.
.
مغامرة
.
رحلة إستكشاف من نوع آخر
لا جديد يضاف الى معنى الحرب
سوى الأماكن
هروب من أجل الخلاص
و الهروب دائما إلى الأعلى
لجُوءٌ قسري للسماء
لا فرق بين الراغب و الرافض
.
أطفال كنّا

تسلّقنا الخوف
لنتعرّف على الوطن
و أي أرض وطئنا
كان حلما جميلا

ملغوما به واقع الغاب
نسف ذاكرتنا الصغيرة
.
دخلنا الى كهف الأحلام
و عبرنا إلى جبال
إرتفع فيها المقام
يعتليها دار يبهج
ليصل منتهاه
غرفتنا ملوكية
أسّرة و مقاعد مخملية
فهل نشكر تلك الحرب اللعينة
أن دفعتنا للحلم
.
من قاد الحرب
من شارك بها
من لعنها
لا أحد يعترف

حتى الصبح ذبل قبل أن ينطق
و ادّعى الشلل

من الظالم فينا
و الوطن أكبر معتقل
.
و الأطفال
أحرار

رغم الدخان و الدمار
ركضوا مع الريح
سبقوا صوت الأسلحة

و لهيب النار
إنتصروا
في مغامرة الأماكن
ولعبة الكبار
الذين ما زالوا

يقامرون بالموت
بكلّ افتخار
.
.
ورد



الساعة الآن 01:51 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب

جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى