![]() |
من أي اتجاه أتى القارب؟ تصور أن قارب تجديف معين يطفو على سطح بحيرة، بحيث يمثل أ اتجاه وسرعة حركة القارب. وهناك قارب شراعي يسير باتجاه يقطع اتجاه قارب التجديف، ويمثل السهم ب اتجاه وسرعة القارب الشراعي ز فإذا سئل القارئ من آية جهة أتى القارب الشراعي، لإشارة في الحال إلى النقطة م ، الواقعة على الشاطئ . وإذا سئل راكب القارب الشراعي، نفس السؤال لإشارة إلى نقطة أخرى تماما . فلماذا؟ إن السبب في ذلك، هو أن الراكب لا يرى أن القارب يشكل عند سيره زاوية قائمة، مع الممر المقرر أن يسلكه. إن الراكب لا يشعر طبعا بحركته الذاتية : إذ يبدو له أنه واقف في مكانه بينما تتحرك الأشياء المحيطة به بنفس سرعة حركته الذاتية ولكن في الاتجاه المعاكس لذلك ، يبدو له أن القارب الشراعي لا يتحرك في اتجاه السهم ب فقط ، بل كذلك في اتجاه الخط المنقط أ، عكس حركة قارب التجديف . إن هاتين الحركتين - الحقيقية والظاهرة - تجمعان حسب قاعدة متوازي الأضلاع . ونتيجة لذلك، يبدو لراكب قارب التجديف، وكأن القارب الشراعي يتحرك على القطر المتوازي الأضلاع، المرسوم من المستقيمين أ، ب. ولهذا السبب أيضًا ، يبدو للراكب أن القارب الشراعي لم يبدأ مسيره من النقطة م ، الواقعة على الشاطئ ، لكنه بدأ المسير من نقطة أخرى، هي النقطة ن ، الواقعة بعيدًا إلى الأمام، باتجاه حركة القارب الشراعي. وعند دوراننا مع الأرض حول مدارها, ورؤيتنا لضياء الكواكب، فإننا نحدد مصدر الضياء بصورة غير صحيحة أيضًا، كما يحدد راكب قارب التجديف، النقطة التي اتجه منها القارب الشراعي. ولذلك تبدو لنا الكواكب وكأنها قد أزيحت قليلا إلى الأمام ، باتجاه حركة الأرض المدارية، وبالطبع فإن السرعة دوران الأرض ، ذات قيمة مهملة ، بالمقارنة مع سرعة الضوء ( أقل من سرعة الضوء بعشرة آلاف مرة )؛ لذلك تكون الإزاحة الظاهرة للكواكب قليلة جدا . لكننا نستطيع تحديدها بواسطة الأجهزة الفلكية. وتسمى هذه الظاهرة بزيغان الضوء. وإذا كان القارئ مهتمًا بمثل هذه المسائل فليحاول الإجابة على السؤالين التاليين، المتعلقين بمسألة القارب:
المصدر:
|
مسألة وليست نكتة لنبحث الآن مسألة هل يوجد في القطار الذاهب من لينينغراد إلى موسكو مثلا ، نقاط . تتحرك عكسيا بالنسبة للسكة الحديدية ، أي من موسكو إلى لينينغراد؟ يظهر ان مثل هذه النقاط موجودة دائما ، على كل عجلة من عجلات القطار ولكن أين تقع هذه النقاط ؟ من البديهي أن لعجلة القطار حتارا بارزا (شفة الإطار الخارجي)، والظاهر أن النقاط السفلى لهذا الحتار البارز ، لا تتحرك بنفس اتجاه حركة القطار بل بعكسها تماما. ويمكن التأكد من ذلك ، بإجراء التجربة التالية: الصق بواسطة الشمع عود ثقاب بقرص صغير ، مثلا، بقطعة نقدية أو بزر من أزرار الملابس ، بحيث ينطبق العود على نصف قطر القرص ، ويبرز عن حافته كثيرا والآن إذا جعلنا القرص يرتكز على حافة مسطرة ، في النقطة ج، وبدأنا بدحرجة القرص من اليمين إلى اليسار ، نرى أن نقاط القسم البارز من العود ، وهى و،ه، د لا تتحرك إلى الأمام ، بل إلى الوراء . وكلما كانت النقطة بعيدة عن حافة القرص ، كلما كانت حركتها إلى الوراء أوضح ، عند دحرجة القرص ( تتحول نقطة د إلى د/ ). أن نقاط الحتار البارز لعجلة القطار ، تتحرك مثلما يتحرك القسم البارز من عود الثقاب في تجربتنا هذه . إذن ، سوف لا يثير دهشتكم الآن ، احتواء القطار على نقاط تتحرك عكس حركته. وفى الحقيقة ، أن هذه الحركة لا نستغرق سوى جزءا مهملا من الثانية , ولكن على أي حال فأن الحركة المعاكسة لسير القطار ، موجودة ، على الرغم من تصوراتنا العادية. المصدر:
|
لغز عجلة العربة الصق قطعة ورق ملون على جانب إطار عجلة العربة (أو عجلة الدراجة الهوائية)، وتتبع ما يحدث لها عندما تدور العجلة. سترى ظاهرة غريبة: تتميز الورقة الملونة بوضوح عند وقوعها في القسم السفلى من الإطار الدوار. أما عند وقوعها في القسم العلوي منه فإنها تمر بسرعة كبيرة، حتى لا تكاد العين تميزها. ويظهر من ذلك، كأن القسم العلوي من العجلة يتحرك أسرع من القسم السفلى . ويمكن ملاحظة نفس الظاهرة، إذا قارنا بين البرامق السفلى والبرامق العليا لعجلة دوارة في عربة ما . وسنرى البرامق العليا. وكأنها مندمجة في جسم واحد متماسك. أما البرامق السفلى فتبدو بصورة منفردة. لقد تكرر حدوث نفس الشيء بالذات , كما لو أن القسم العلوي من العجلة يتحرج أسرع من القسم السفلى. أين يكمن إذن لغز هذه الظاهرة الغريبة ؟ أن المسافة بسيطة وليس هناك أي لغز. إذ أن القسم العلوي من العجلة الدوارة ، يتحرك في الحقيقة، أسرع من القسم السفلى. أن هذه الحقيقة تبدو للوهلة الأولى مستحبة ولكننا نقتنع بها بعد نقاش بسيط. أن كل نقطة من نقاط العجلة الدوارة، تقوم بحركتين في وقت واحد: تدور حول المحور، وفى نفس الوقت تتحرك إلى الأمام مع ذلك المحور. أن ما يحدث للعجلة هنا، شبيه بما يحدث للأرض فعند جمع الحركتين، تختلف النتيجة في القسم العلوي للعجلة، عما هي عليه في القسم السفلي، ففي أعلى العجلة الدوارة، تضاف حركة الدوران إلى الحركة الانتقالية ، وذلك لأنهما فى اتجاه واحد، أما في أسفل العجلة الدوارة ، فتكون حركة الدوران ، عكس الحركة الانتقالية. لذا، فأنها تطرح من الأخيرة . ومن هنا يتضح سبب تحرك القسم العلوي للعجلة ، أسرع من القسم السفلى ، بالنسبة للمراقب الذي لا يتحرك. ويتم إدراك هذه الحقيقة بسهولة، وذلك بتجربة بسيطة يمكن إجراؤها في الوقت المناسب. اغرز عصا في الأرض ، بالقرب من عجلة ، بحيث تنتصب العصا مقابل المحور ، ثم خذ قطعة من الطباشير أو الفحم وضع علامتين في أعلى وأسفل قسمين من أقسام إطار العجلة؛ بحيث تكونان مقابل العصا تماما ، والآن ، دحرج العجلة قليلا إلى اليمين بحيث يبتعد محورها عن العصا ، بمسافة تتراوح بين 20،30 سم ولاحظ كيف تغير وضع العلامتين . يتضح أن العلامة العليا أ ، قد قطعت مسافة أكبر ، مما قطعته العلامة السفلى ب ، التي لم تكد تبتعد عن العصا إلا قليلا. أبطأ قسم في العجلة وهكذا، فان كافة نقاط العجلة الدوارة، لا تتحرك بسرعة واحدة. إذن فأي قسم من أقسام العجلة الدوارة ، يتحرك أبطأ من بقية الأقسام ؟ ليس من الصعب، أن نتصور، أن أبطأ النقاط حركة، هي نقاط العجلة، التي تكون في لحظة معينة، ملامسة للأرض. وبكلمة أدق، تكون تلك النقاط عند ملامستها للأرض، ساكنة تماما. أن كل ما ذكرناه سابقاً، ينطبق على العجلة المتدحرجة ولا ينطبق على العجلة التي تدور على محور ثابت. مثلا، في العجلة الحذافة ، تتحرك النقاط العليا والسفلى للإطار بسرعة واحدة. المصدر:
|
متى ندور حول الشمس أسرع نهارا أم ليلا؟ ظهر على صفحات الجرائد الباريسية ،في يوم ما ، إعلان يعرض على كل قارئ طريقة للقيام برحلة رخيصة ومريحة ، لا تكلفه أكثر من 25 سنتيما (أي ربع فرنك) . وقد صدق بعض المغفلين، ذلك الإعلان، وحولوا المبلغ المطلوب. وبعد ذلك استلم كل منهم رسالة جوابية جاء فيها :( سيدي ، يرجى أن تبقى هادئا في سريرك ، وتذكر أن الأرض تدور ، فعند خط العرض 49 _ الذي تقع عليه باريس _ تقطع سيادتك في اليوم الواحد ، أكثر من 25000كم. وإذا كنت من عشاق المناظر الجميلة أزح ستائر النافذة، وأفتتن بالسماء المرصعة بالنجوم ). الشكل التالي يوضح أنه عند وجودنا على النصف المعتم من الكرة الأرضية، تكون حركتنا حول الشمس، أسرع مما هى عليه عند وجودنا على النصف المضاء. وعندما قدم المتهم بتدبير هذه الحيلة إلى المحكمة ، وسمع الحكم الصادر بحقه ، ودفع. الغرامة المستحقة عليه ؛ وقف وقفة مسرحية وراح يردد كالمنتصر ، الجملة الشهيرة التي هتف بها غاليليو: ومع ذلك، فان الأرض تدور! لقد كان المتهم محقا، كما هو معروف، لآن كل من يقطن الكرة الأرضية، لا (يتجول) بالدوران فحسب، بل تنقله الأرض بسرعة اكبر عند دورانها حول الشمس.أن الأرض مع كافة قاطنيها ، تقطع في كل ثانية مسافة 30 كم في الفراغ وهى في نفس الوقت تدور حول محورها . ويمكن بهذا الصدد، طرح السؤال الطريف التالي: متى ندور حول الشمس أسرع_نهارا أم ليلا؟ انه سؤال محير: فدائما يكون في احد نصفى الكرة الأرضية، نهارا ، وفى النصف الأخر ليلا فأي معنى لهذا السؤال ؟ لا معنى له في الظاهر. ولكن الأمر ليس كذلك . فنحن لا نسأل متى تتحرك الأرض برمتها حركة أسرع، ولكن السؤال هي متى نتحرك نحن الذين نعيش على سطحها، حركة أسرع وسط الكواكب. وهذا السؤال ليس بدونه معنى بتاتا. أننا في المنظومة الشمسية، نقوم بحركتين: ندور حول الشمس وفى نفس الوقت ندور حول محور الأرض. وكلتا الحركتين تجمعان، إلا أن النتيجة تختلف، تبعا لنصف الكرة الأرضية، الذي نقع عليه، هل هو النصف المظلم أم هو النصف المضاء بنور الشمس. أن سرعة الدوران تضاف إلى السرعة الانتقالية للأرض عند منتصف الليل ، أما عند منتصف النهار فعلى العكس ، تطرح سرعة الدوران من السرعة الانتقالية ، وهذا يعنى أننا في المنظومة الشمسية نتحرك عند منتصف الليل ، أسرع مما نتحرك عند منتصف النهار . وبما أن نقاط خط الاستواء تقطع في الثانية الواحدة، حوالي نصف كيلومتر ، فان الفرق بين السرعة عند منتصف النهار والسرعة عند منتصف الليل، يصل في منطقة خط الاستواء إلى كيلومتر واحد في الثانية. المصدر:
|
آلة تصوير الحركة البطيئة
حينما كتب ويلز قصته "أحدث معجل"، لم يكن يفكر في الأغلب في أن شيئاً من هذا القبيل سيتحقق يوماً ما بالفعل. ولكنه على كل حال، عاش إلى أن استطاع أن يرى بأم عينيه – على الشاشة البيضاء فقط – تلك الصور لتي ابتكرتها مخيلته في وقت ما. أن ما يسمى "آلة تصوير الحركة البطيئة " ترينا على لشاشة البيضاء، بحركة بطيئة، ظواهر عديدة، تحدث عادة بسرعة كبيرة. أن "آلة تصوير الحركة البطيئة " هي عبارة عن آلة تصوير سينمائية، تلتقط في الثانية الواحدة عدداً من الصور يزيد كثيراً عن عدد ما تلتقطه آلات التصوير السينمائية العادية، البالغ 24 صورة. وعندما نصور إحدى الظواهر بهذه الطريقة، ونعرض الفيلم على الشاشة البيضاء بسرعة عادية (24 صورة في الثانية)، نرى أن الظاهرة تستغرق وقتاً أكبر من وقتها الطبيعي بكثير. وربما يكون القارئ قد شاهد على الشاشة البيضاء، بعض القفزات التي تحدث بسلاسة غير طبيعية، وغير ذلك من الظواهر البطيئة. ويكن بمساعدة آلات تصوير أكثر تعقيداً، الحصول على حركات أبطأ بكثير، تذكرنا تقريباً، بما جاء في قصة ويلز. المصدر:
|
إن العداء الجيد بقطع مسافة قدرها 1.5 كم، في 3 دقائق و50 ثانية ( الرقم القياسي العالمي لعام 1985 هو 3 دقائق و 36.8 ثانية ). وللمقارنة مع السرعة العادية للمشاة – 1.5 م في الثانية- يجب القيام بعملية حسابية صغيرة . عندئذ يظهر أن العداء بقطع في الثانية الواحدة 7 أمتار . وبالمناسبة، فان هذه السرع غير ثابتة : إذ يستطيع الإنسان أن يسير طويلا لعدة ساعات كاملة ، وإن يقطع في الساعة الواحدة 5 كم. أما العداء، فيستطيع المحافظة على سرعته الكبيرة لمدة قصيرة فقط. إن وحدة المشاة العسكرية ، تنتقل بخطوات سريعة ، أبطأ بثلاث مرات من سرعة العداء، إذ تقطع في الثانية الواحدة 2 م، أو ما يزيد على 7 كم في الساعة الواحدة ، ولكنها تمتاز عن العداء، بقابليتها لقطع مسافات أكبر كثيرا. ومن الممتع، مقارنة الخطوة العادية للإنسان ، بسرعة بعض الحيوانات البطيئة – التي يضرب بها المثل- كالقوقعة والسلحفاة. وقد أكدت القوقعة تماما، صحة ما يقوله عنها المثل : فهي تقطع 1.5 مم في الثانية ، أو 5.4 في الساعة- أقل من الإنسان بألف مرة تماما . ولا يستطيع الحيوان الآخر، النموذجي في البطء ، وهو السلحفاة ، إن يجرى بسرعة تزيد عن 70 م في الساعة. والإنسان الحثيث الخطى ، بالنسبة للقوقعة والسلحفاة، يبدو في عالم آخر، إذا قارنا حركته، حتى ببعض الحركات غير السريعة جدا ، الموجود في الطبيعة المحيطة بنا . وهو ، والحق يقال، يسبق مجرى الماء في أكثر الأنهار الجارية في السهول بسهولة ، ولا يتأخر كثيرا عن الرياح المعتدلة . ولكن الإنسان يستطيع بنجاح مسابقة الذبابة ، التي تطير بسرعة 5 م الثانية ، ما لم يكن يتزلج على الثلج . وليس في استطاعة الإنسان أن يسبق الأرنب أو كلب الصيد، حتى لو كان على ظهر حصان سريع . ويستطيع مسابقة النسر ، بركوبه طائرة فقط. إن المكنات التي اخترعها الإنسان، جعلت منه أسرع مخلوق على وجه الأرض . وقد تم في الاتحاد السوفييتي، صنع سفن ركاب ذات أجنحة تحت سطح الماء ، تتراوح سرعتها بين 60 و 70 كم / ساعة. ويستطيع الإنسان أن يتحرك على الأرض، أسرع مما يتحرك على الماء. وفي الاتحاد السوفييتي ، تبلغ سرعة قطارات الركاب، على كثير من خطوط السكك الحديدية 140كم / ساعة . وتصل سرعة سيارة الركاب (( تشابكا )) ، التي تحتوى على سبعة مقاعد، إلى 160 كم / ساعة أما سرعة الطيران الحديث، فقد فاقت كافة السرع المذكورة كثيرا. وفي الاتحاد السوفييتي، وكذلك في عدد من الدول الأخرى ، تعمل على الخطوط الجوية المدنية ، طائرات ركاب سوفييتية نفاثة كثيرة المقاعد ، من طراز تو – 104 وتو -114 وال -18 وال -62 وغيرها . ويتراوح معدل سرعة طيرانها بين 800- 1000 كم / ساعة . ومنذ وقت غير بعيد ، وضع المصممون أمامهم ، مسألة اختراق (( الحاجز الصوتي)) والانطلاق بسرعة يزيد على سرعة الصوت (330 م/ ثانية ، إي 1200 كم / ساعة ) . وقد تم في الوقت الحاضر حل هذه المسألة . أن سرعة الطائرات الحربية – لا المقاتلة فحسب ، بل وقاذفات القنابل أيضا – تفوق سرعة الصوت بثلاث أو أربع مرات. وقد تم في الاتحاد السوفييتي صنع طائرات ركاب ، تفوق سرعتها سرعة الصوت ويمكن أن تصل سرعة الأجهزة التي اخترعها الإنسان، إلى أكثر مما ذكرناه . لقد أطلق القمر الصناعي السوفييتي الأول ، بسرعة ابتدائية بلغت حوالي 8 كم / ثانية . وسرعان ما زادت سرعة الصواريخ الفضائية السوفييتية ، المسماة بالسرعة الكونية الثانية ، فبلغت فوق سطح الأرض 11.2 كم / ثانية ، الأمر الذي مكنها من الوصول إلى القمر ، ومن ثم إلى الزهرة والمريخ. Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA MicrosoftInternetExplorer4 ونقدم فيما يلي جدولاً للسرع المختلفة لكي يطلع عليه القارئ: هل يمكننا الطيران من مدينة فلاديفستوك في الساعة الثامنة صباحا ، والوصول إلى مدينة موسكو في الساعة الثامنة من صباح نفس اليوم ؟ ليس هذا السؤال عديم المعنى بتاتا. نعم ، يمكننا ذلك . ولكي نفهم هذا الجواب ، يجب فقط إن نتذكر أن الفرق بين توقيت مدينتي فلاديفيتوك وموسكو ، يبلغ تسع ساعات. فإذا استطاعت الطائرة قطع المسافة بين فلاديفستوك وموسكو في ذلك الزمن ، لوصلت موسكو في نفس الساعة التي أقلعت فيها من فلاديفستوك. وتبلغ المسافة بين فلاديفستوك وموسكو ، حوالي 9000 كم . وهذا يعنى إن سرعة الطائرة يجب أن تساوى9000 / 9 = 1000 كم / ساعة . وفي الظروف الراهنة ، يمكننا بسهولة الوصول إلى مثل هذه السرعة. ولكي (( نسبق الشمس )) ( أو الأرض بالاحرى) ، عند خطوط العرض القطبية ، نحتاج إلى سرعة قليلة جدا . فعند خط العرض 77 ( فوق المنطقة المسماة نوفايا زيمليا )، تقطع الطائرة التي تبلغ سرعتها حوالي 450 كم / ساعة ، نفس المسافة التي تقطعها نقطة معينة فوق سطح الأرض ، أثناء دوران الأرض حول محورها ، في نفس الفترة من الزمن . وبالنسبة لراكب مثل هذه الطائرة ، تكون الشمس واقفة ، وتبقى معلقة في السماء بلا حراك ، دون تميل إلى المغيب ( وعند ذلك ، بالطبع ، يجب أن تتحرك الطائرة في الاتجاه الملائم ). والأسهل من ذلك، أن (( نسبق القمر )) في دورانه الذاتي حول الأرض. أن سرعة دوران القمر حول الأرض ، أبطأ بتسع وعشرين مرة من سرعة دوران الأرض حول محورها ( تتم المقارنة ، بالطبع ، بتلك السرع التي تسمى بالسرع (( الزاوية )) وليس بالسرع الخطية ) . ولهذا السبب، تستطيع الباخرة التي تتراوح سرعتها بين 25 و 30 كم / ساعة ، إن (( تسبق القمر )) عند خطوط العرض المتوسطة. وقد ذكر مارك توين هذه الظاهرة ، في مقالاته المعنونة (( بلهاء في الخارج )) أثناء رحلة عبر المحيط الاطلسى ، من مدينة نيويورك إلى الجزر الخالدة (( كان الجو صيفيا رائعا ، وكان الليل أجمل من النهار. لاحظنا ظاهرة غريبة ، هي ظهور القمر في نفس النقطة من السماء ، وفي نفس الوقت من كل مساء. وفي بداية الأمر، بقى تصرف القمر بهذا الشكل الغريب، لغزا محيرا بالنسبة لنا، ولكننا أدركنا السبب فيما بعد : لقد كننا نوفر كل يوم عشرين دقيقة من الوقت، لأننا كنا نسير بسرعة نحو الشرق ، إي ربحنا من الوقت في كل يوم، ما يكفينا للحاق بالقمر )). أن جزءا من ألف من الثانية ، لا يعنى أي يعنى شيء ، بالنسبة للأنساب الذي اعتاد على قياس الزمن بمقاييسه المألوفة. أن مثل هذه الفترات الزمنية، أخذت تصادفنا في حياتنا العملية ، منذ وقت قريب فقط. وعندما عين الاقدمون الوقت، تبعا لارتفاع الشمس أو لطول الظل، لم يكن هناك مجال للحديث عن الدقة ، حتى لحد الدقيقة. فقد اعتبر الناس الدقيقة ، زمنا من الضآلة بمكان ، بحيث تنتفي الحاجة إلى قياسه. لقد عاش الاقدمون حياة متوانية ، بحيث لم تحتو ساعاتهم – الشمسية والمائية والرملية – على تقاسيم خاصة بالدقائق. أما عقرب الدقائق ، فقد ظهر على الساعة لأول مرة ، في مطلع القرن الثامن عشر. كما ظهر عقرب الثواني في مطلع التاسع عشر. ما الذي يمكننا إن نفعله في جزء من ألف من الثانية؟ أشياء كثيرة! فالقطار، يستطيع خلال هذه الفترة الزمنية ، أن يقطع مسافة لا تزيد في الحقيقة على ثلاثة سنتمترات فقط، ويقطع الصوت مسافة قدرها 33 سم ؛ وتقطع الطائرة مسافة تقدر بنصف متر تقريبا؛ وتقطع الأرض أثناء دورانها حول الشمس ، مسافة قدرها 30 م؛ أما الضوء فيقطع مسافة تبلغ 300 كم. ولو كان باستطاعة الحشرات المحيطة بنا، أن تناقش الأمور، لكان من المحتمل إلا تعتبر هذا الجزء من الألف من الثانية ، زمنا لا قيمة له. إذ قيمته ملموسة تماما لدى الحشرات. إن البعوضة تخفق بجناحيها ، ما يتراوح بين 500 و 600 مرة في الثانية ؛ وهذا يعنى أن البعوضة تستطيع في فترة جزء من ألف من الثانية ، أن ترفع جناحها أو يخفضهما . أما الإنسان ، فلا يستطيع تحريك أعضائه ، بمثل هذه السرعة ، كما تفعل البعوضة . أن أسرع حركة لدينا ، هي طرفة العين (( غمزة العين )) أو (( اللحظة ))، في مفهومها الأساسي. وهي بسرعة كبيرة، بحيث لا نشعر معها، حتى بانقطاع الرؤيا، الوقتي. ولكن البعض يعرف أن هذه الحركة – التي تعنى سرعة لا يمكن التعبير عنها – تحدث بصورة بطيئة نوعا ما، إذا ما قيست بأجزاء من ألف من الثانية فقد سجلت المقاييس الحساسة، أن (( طرفة العين )) بأكملها، تستغرق في المعدل 2/5 ثانية ، أي 400 جزء من ألف من الثانية. وتتم هذه العملية على عدة مراحل كما يلي : أولا: أطباق الجفنين ، ويأخذ من الوقت ما يتراوح بين 75 و90 جزءا من ألف من الثانية. ثانيا: سكون الجفن المطبق وعدم تحركه ، ويستغرق ما يتراوح بيم 130 و 170 جزءا من ألف من الثانية. ثالثا: فتح الجفنين ، ويستغرق حوالي 170 جزءا من ألف من الثانية . وكما نرى ، فان ( طرفة العين )) الواحدة ، بالمعنى الحرفي لهذه الكلمة ، هي فترة زمنية كبيرة نوعا ما ، حتى أن جفن العين يستطيع خلالها الراحة قليلا. ولو استطعنا أن نتخيل الصور المستقلة لما يحدث خلال من ألف من الثانية ، لرأبنا (( في طرفة العين الواحدة )) حركتين سلستين لجفن العين ، تفصلهما فترة فترة استراحة. ولو كان جهازنا العصبي مركبا بهذا الشكل ، لرأينا العالم المحيط بنا متغيراً كل التغير . وقد قام الكاتب الانكليزى ، ويلز بوصف تلك الصور الغريبة ، التي كنا سنراها عندئذ بأعيننا ، وذلك في قصته "أحدث معجْل". لقد تناول أبطال القصة دواء وهمياً، يؤثر على لجهاز لعصبي، بحيث يجعل أعضاء الحس سريعة التأثر بسلسلة الظواهر السريعة الحدوث. وهذه عدة أمثلة من القصة: - هل رأيت حتى الآن ستارة معلقة على النافذة بهذا الشكل؟ نظرت إلى الستارة، فوجدت إنها جامدة، وكانت زاويتها التي انثنت بتأثير الريح، ثابتة في وضعها الأخير. قفلت له - لم أر مثل ذلك ابداً، يا للغرابة؟! - وهل رأيت مثل هذا؟ قال ذلك وبسط راحة يده التي تحمل القدح. وتوقعت أن يتحطم القدح، ولكنه حتى لم يتزحزح، إذ تعلق في الهواء للا حراك. وقال جيبيرن مواصلاً الحديث: - انك تعلم بالطبع أن الجسم الساقط، يقطع في الثانية الأولى مسافة 5 م. والآن يقطع القدح الأمتار الخمسة هذه في حين لم يمضي حتى الآن جزء من مائة من الثانية. وبإمكانك الآن تقدير قوة "معجلي" ثم هبط القدح ببطء، وتلمسه جيبيرن، من كافة جوانبه. ونظرت من النافذة، فرأيت راكب دراجة عادية، جامدا في محله، وخلفه غبار كثيف جامد، وهو يحاول اللحاق بعربة خيول صغيرة، جامدة في محلها أيضاً. ولفتت انتباهنا حافلة لنقل الركاب، وهى جامدة تماماً كالصخرة. وكانت إطارات العجلات وقوائم الخيول، وطرف السوط، والفك السفلي للحوذي (الذي بدأ تواً بالتثاؤب). - كلها تتحرك ولو بصورة بطيئة. أما بقية محتويات تلك الحافلة فقد جمدت تماماً. وكان الركاب الجالسون بداخلها، أشبة بالتماثيل. وقد جمد أحد الأشخاص بالضبط في تلك اللحظة، التي بذل فيها قوة خارقة للعادة، لكي يطوي جريدته بوجه الريح. ولكن لم يكن للريح وجود بالنسبة لنا. أن كل ما قلته وفكرت فيه وفعلته، منذ اللحظة التي تغلغل فيها "المعجل" في جسمي، لم يكن إلا طرفة عين بالنسبة لبقية البشر كافة، وللكون يا جمعة". وربما سيكون من الممتع بالنسبة للقراء، إن يطلعوا على أقل فترة زمنية يمكن قياسها بأحدث الأجهزة العلمية! لقد بلغت هذه الفترة الزمنية، في مطلع القرن العشرين، جزءاً من عشرة الآلاف من الثانية، أما الآن فيستطيع الفيزيائي في مختبره، أن يقيس زمناً يساوي جزءاً من مائة مليار (1 / 100000000000) من الثانية. أن هذه الفترة الزمنية تقل عن الثانية الواحدة، بنفس المقدار الذي تقل فيه الثانية الواحدة عن 3000 سنة. ملاحظة: فيما يتعلق بذلك يجب أن نأخذ بالاعتبار، أن لجسم الساقط لا يقطع في أول جزء من مائة من الثانية الأولى، مسافة تساوي جزءاً من مائة من الخمسة أمتار، انما يقطع جزءاً من عشرة آلاف جزء منها (بموجب الصيغة م = 1 / 2 ك ن2)، أي نصف مليمتر، ويقطع في أول جزء من ألف من الثانية، مسافة 1 / 200 مم فقط). المصدر:
|
سلمت الايادي بي هابي
على روعة الادراج سلمت لنا بروعتك تحيات لك |
تسلم ايدك دوم التميز تقبلي مرووري روح الياسمين |
موضوع جميل واختيار موفق سلمــــــــــــت يداكــــــــــــــــــــ تحياتيsha@ |
موضوع رائع بارك الله بك شكرااااااااااااااا علما انه لا يوجد صور |
الساعة الآن 01:09 AM. |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب
جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى |